كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: اخوات ولكن
الفصل السادس والثلاثون
اصعب قرار هو هذا الذي تتخده في لحظه
هو قرار مصيري لا تعرف ان كنت انت صاحبه ام انت مُصاحب له
اصعب قرار هو هذا الذي لا يترك لك فرصه لتعرف كنيته
هو هذا الذي عليك ان تتحمل عواقبه
اصعب قرار هو ذاك الذي يرغمك على فعل اشياء ترفضها
هو ذاك الذي يفرض عليك مسارات يلزم سلكها
اصعب قرار هو الذي لا يترك لك فرصه لتختار غيره
ولو عاد بك الزمن لاخترته من جديد
اصعب قرار هو قرار لا تعرف هو لك او عليك
حسين : يوسف معاد الدوا مش قادر استحمل الام
همساته كادت ان توقف قلب هذا الضعيف فهو لم يرا حسين مطلقا بهذا الشكل لم يسمع تلك الهمسات منه منذ ان عرفه لم يلمح ضعفة مطلقا لتكون تلك الهمسات كالصاعقة
يوسف : طب هو فين الدوا
حسين : فـ ـ ـي العرــ ــبيــ ـ ـه
يوسف : طب اروح اجيبه
حسين : لـ ـ ـ و سبتني هقع وهيخدوا بالهم
ياسين : عمي انت كويس
يوسف : كويس يا ياسين بس هو مصدع شويه تعال يا عمي اقعد على الطربيزه دي وانا هروح اجبلك مسكن واجي
ابتسم بألم ليقول بتعب : نادي ايوب معاك يا يوسف
حرك رأسه بقلق ليتعد بسرعه وهو يتمتم بكل الادعيه ان يحفظ هذا الرجل من كل شر
ثواني وعاد من جديد وهو يحمل بين يديه الدواء المطلوب
ليلمح ايوب يجلس هناك على طاولة بجانب زوجته
اسرع بالاقتراب اليه لينحني ويهمس بخفوت : عمي ايوب عمي حسين تعبان وواضح انه مخدش الدواء
التفت بحده الى هذا الهامس ليقول بخوف واضح اقلق زوجته : وهو فين دلوقتي
يوسف : هناك تعال معايا
لم يسأل ما ألم بصديق عمره فهو اكثر الاشخاص دراية عما اصاب حسين واكثر الاشخاص اعتراضا على قرارات هذا الاحمق
********************
ايوب : بتضحك ولا على بالك
رفع رأسه وهو مازال مستمر في الضحك : انت جيت كويس خد الواد ده من هنا موتني من الضحك
ابتسم بيأس فحسين لا يمكن ان يتغير حتى في اشد لحظاته ألماً يضحك
ايوب : انت كويس
حسين : صداع خفيف جبت المسكن يا يوسف
يوسف : ايوه يا عمي اتفضل
مد يده بالدواء وهو يبتسم بحزن يعرف جيدا ان ما اصب حماه لا يمكن ان يكون مجرد صداع ان الالم الذي كان ومازال يشعر به يكاد يفتك برأسه ولكنه يقاوم
ايوب : حسين خلينا نشطب الفرح انت شكلك تعبان والساعة 12.5 مش بدري ولا حاجه
وضع كوب الماء ليقول بهدوء مستفز : ليه خليهم مبسوطين
ايوب : من غير ليه انا قررت وخلاص يوسف روح يا بني انت وياسين وقول لعلي ينهي
يوسف : حاضر يا عمي
ابتعدا معا كما دخلا معا ليجلس ايوب بجانب حسين ويقول بهدء : لحد امتى هتفضل قراراتك غلط يا حسين
حسين : لحد ما حس انها غلط
قال جملته لينهض ايوب ويقول بحده : قراراتك دي هتوديك في داهيه يا حسين بكرة تيجي المستشفى عشان اشوف اخر فوحصاتك عاملة ازاي
ابتعد ايوب تاركا خلفه حسين ليهتف الاخر بسرعة : بكرة مش فاضي الصبح وباليل عندي معاد مهم هجيلك بعد بكرة
ادار ظهرة بغضب لبتعد فلو بقي هنا للحظات سيموت اثر ازمة قلبيه من بروده صديقه
***********************
كمال : مي يا حببتي روحي اقفي جنب مامتك وانا هخلص كل حاجه واحصلكوا
مي : حاضر يا بابا
ابتعدت عنه لتقترب من تلك المغيبه من تلك التي التزمت الصمت منذ خروجهم من دبي
مي : ماما انت كويسه
التفت اليها لتبتسم بالم وتربت على كتفها بحنان : كويسه يا حببتي بس وحشتني مصر
تتمنى لو بأمكانها ان تقول نفس الجملة ولكن للاسف هي لم تشتاق الى مصر وكيف تشتاق الى بلد لا تعرفه
التزمت الصمت لتعود والدتها الى حالة التغيب الخاصة بها منذ الصباح
ابتسمت بحزن وهى ترى حال والدتها لا تستطيع فعل شيء فكل ما يحدث بسبب قرار اتخذته والدتها في لحظه
اقتربت من والدتها لتضغط على يدها بثقة لتبتسم والدتها وقد فهمت رسالة صغيرتها لتشد بدورها على يدها الرقيقة ونظراتها لا تقول سوا كلمة واحده << شكرا <<
كمال : خلاص خلصنا يلا نمشي
ليلى : كمال احنا هنروح بتنا القديم
كمال : لو عايزه نروح معنديش مانع
اجابت بسرعه صدمت ابنتها الواقفه بجانبها : ايوه خلينا نروح سميرة وحشتني اوي
كمال : بس الساعه 12:30 اكيد سميرة هتكون نايمة
ليلى : خلينا نجرب
كمال : طب يلا التاكسي واقف برا
******************
وصال : لا يا ماما هتروحي فين دلوقتي الساعة 12:30
سميرة : يا بنتي الوقت اتأخر وبعدين يا دوب الحق اروح المسافه بعيده
وصال : لا يا عم خليكوا شويه كمان
ماجده : يا حببتي احنا ورانا شغل بكرة وعمك عبد الكريم وراه اجتماع مهم بكرة
ابتسمت ابتسامتها الساحرة لتقول بحب لكلتا السيدتين : خلاص ماشي بس انا زعلانة منكوا
ضمتها ماجده بحنان لتطبع قبلة دافئة على وجهها وتقول بهدوء : هنصالحك بعدين
ابتعدت ماجده لتلتفت الى سميرة وتقول بهدوء : هتروحي معايا ولا مع الولاد
سميرة : لا روحي انت يحيى وخــ حسام مستنيني برا
ماجده : طيب وانت يا ندا
ندا : لا انا هروح مع ماما سميرة
ماجده : طيب يلا سلام يا وصال والف مبروك لاختك
وصال : الله يبارك فيكي
ابتعدت ماجده ليرن هاتف سميرة لم تقبل الاتصال بل نهضت لتقول بدفئ : يلا يا ندا يحي برا
وصال : جه بسرعه كده ليه قوليله اني هضربه لما اشوفه هههههه
سميرة : هههههههه ماشي يلا يا حببتي عايزه حاجه
وصال : لا يا ماما ربنا يخليكي
ندا : سلام يا سوسو وسلميلي على اخواتك
وصال : يوصل ان شاء الله
ـسلام يا طنط
انحنت وصال لتكون في نفس مستوي تلك الطفلة الساحرة وتقول بنبرة طفوليه : سلام يا حبية قلب طنط
حملتها بخفه لتطبع قبلة رقيقة على خدها وتقول بمرح : يا خراشي يا ناس زي العسل
ابتسمت سميرة بمكر لتقول بنبرة غريبة : شدي حيلك وهاتي وحده زيها
وضعتها برقه وهي تقول بخل : ان شاء الله ربنا يسهل ادعيلي انت بس
ضمتها سميرة بحنان هامسه برقه : ربنا يرزقك ي بنتي ويديلك الذريه الصالحه
شدتت من ضمتها بقوة وكأنها تعوض كل الحرمان التي عاشته لسنوات : ربنا يخليكي ليا يا ماما سميرة
ابتعد عنها وهي تقول برقة : ويخليكي ليا يا حببتي
ندا : يلا يا وصال سلام
وصال : سلام يا حببتي
ابتعدا تحت انظارها ليختفوا تماما من القاعة
ـ خلاص مشيوا
التفت لنور لتقول بهدوء : ايوه مشيوا انتي كنت فين
نور : كنت بشوف ماما عايزه ايه تعالي نقعد معاها
وصال : يلا
ازعاج نور كان كافي حتى تلتفت وتقول بمرح : هو انت كان لازم تكوني اخت جوزي يعني مينفعش ابدلك بمروحه هههههههه
تعالت ضحكات نور وهي تتعلق بزرعها لتقول بمرح يشابه مرح وصال : ينفع بس في الحالة دي انا هبدلك بتكيف والصيف جاي وكل سنة وانت طيبة ههههههه
وصال : خلينا نروح لمامتك امشي
دفعتها بخفه لتقول نور بدلع مصطنع : طب ما انا ماشيه اهو متزوئيش الله ايدك تقيله هههههه
وصال : ههههههه بت انا شكه انك دكتوره هههههه
نور : ده على اساس انك بتاعت ترمس
ضحكاتهم هو شعار اي اجتماع لهم صداقتهم تخطت الحدود كلا منهما لا يستطيع العيش دون الاخر ربما سيأتي اليوم ويضطرون ان تعيش احدهم دون الاخرى
*********************
عمر : عن ازنكوا يا شباب
ايمن : خد راحتك
ابتعد عنهم ليقترب من طاولة تحمل عليها رجل يكن له كل الاحترام وامراة كانت ومازالت اما له بعد وفاة والدته وبينهم فتاة هي اخته السادسة
عمر : ازيك يا عمي
تهللت اسارير الرجل وهو يرى عمر يقف امامه ولم تكن زوجته اقل منه فرحه فمن يقف امامها هو ابن اعز صديقه لها رحمة الله عليها
ابتسمت سارة بخبث وتقول بمكر: يا ياشيخ ده الفرح قرب يخلص
يعرف سارة جيدا ويعرف جيدا ما ترمي اليه ولكن هناك اخر دافع عنه
امال : ربنا يحميه من اول الفرح وهو واقف على رجله حبيبي
اخرج لسانة مغيظا تلك المزعجه وهو ينحني ليقبل رأس والدتها بأحترام ويبرر بأسف : والله عايز اجي من الاول بس مكنتش لاقي وقت
شريف : متبررش يا بني احنا مقدرين بس ده ميمنعش انك بقالك فترة طويله مجتش تزورنا
اقترب منه ليقبل رأسه هو ايضا بأحترام ليقول بمرح : اعمل ايه مش كنت دخلت اداب ارحملي هههههه
شريف : ههههه انت برضوا عايز تدخل آداب
اللتفت الى ابنته لينفجرا بالضحك معا هو وهي فقط من يعرفا معني تلك الجملة
جلس بجانبه ليقول بنبرة مفعمه برجوله وثقه لا تليق سوا به : بجد اسف يا عمي انت عارف هندسه ومكانيكا يعني يدوب بشوف اخواتي هههه
ضحك بخفه ليقول بحب : ولا يهمك يا بني ولو احتجت اي مساعده انا موجود ومتنساش انا الدكتور بتاعك
سارة : ايوه طبعا ده عمر شكلي طلعت بنت البطه السودا ههههههه على فكرة يا عم الحج انا في نفس القسم ههههه
عمر : يا عم روحي موتي انا غير يا ماما ههههههه
تعالت ضحكات والدتها وهي تربت على كتف عمر بحنان لتقول بدفئ : ايوه طبع يا حبيبي انت ابن الغاليه
سارة : انا قلت اني بنت البطه السودا يارب انا مش طلبه كتير يا رب كل اللي طلباه انهم يحبوني زي ما بيحبوا عمر
عقابها اتى اسرع هذه المرة ليمسك والدها بأذنها بخفه من فوق حجابها لتتؤه بتمثيل
شريف : انت مش هتسكتي انهارده
ارتفعت ضحكات الجميع لتبتعد عن والدها وهي تمثل الالم : اه وجعتني انا كده مش هسمع تاني هههههه
عمر: ههههه احسن عشان متقرنيش نفسك بيا بعد كده
كسرت عينها بلؤم ليبتسم بثقه
سارة : صحيح هتيجي بكره الكليه عندنا محاضره مهمه
عمر: بكره معندناش غير محاضرة باباكي وبقيت اليوم سكاشن
سارة : ايوه طيب ما هي محاضره بابا مهمه شوفت يا بابا شوفت عشان تعرف بس هههههه يا جماعة انا بهدي النفوس
تعالت ضحكات والدها ليقول بنبرة دافئه : مليكش دعوه انا مديله اجازه
سارة : ماشي يا سي بابا برحتك خالص شوفتي يا ماما شوفتي بنتك غلبانة ازاي
عمر : ههههههه ده انت ملاك يا حجه
سارة : ههههه انت عرفت من فين انا مقولتش لحد
تعالت ضحكات الجميع لتنهض سارة وتقول باحترام : عن ازنك يا بابا هروح اسلم على اخوات عمر قبل ما نمشي
شريف : هتيجي معايا يا ماما
امال : هروح انا وباباكي قبل ما نمشي ونسلم عليهم
ساره : خلاص ماشي عن ازنكوا
عمر : استني يا مزعجه انا جاي معاكي
توقفت لتلتف له وتقول باخوه صادقه : طب يلا
عمر : عن ازنك يا عمي عن ازنك يا طنط
كلاهما ابتسم بحب لتقول امال بدفئ : روح يا حيبي وابقى زورنا
ابتسم بحب ليقول لها : ان شاء الله
اقترب من سارة ليبتعدا معا هو بكامل اناقته وبرجولته الملفته للنظر وهي بهدؤها المميز واناقتها الملفته وحجابها الكامل
هو لا يرى سارة سوا اخت لم تلدها امه وهي تراه اخ حرمت منه
سارة : عمر ايه اخبار معتز
ابتسم بخبث ليقول بمكر لم يتوه عنها : كويس اهو هناك اهو
التفت حيث اشار لتتعالى ضحكاته وتعرف مؤخرا ان هذا احد مقالب عمر التي لا تنهي
سارة : على فكرة انت رخم
عمر : ههههههه وعلى فكرة انت ارخم
قراره بالتزام الصمت صعب ولكنه لن يعدل عنه فهو لا يمكن ان يخن ثقه ابن خالته واخيه الوحيد ولا يقبل ان يقلل من شأن اخته
عمر : براء هناك شيفاها
سارة : ايوه خلاص شوفتها
عمر : طب خلاص ، اجي اوصلك ليها ولا ايه يعني مش فاهم
ضحكت بخفه لتهتف مبتعده عنه : روح يا رخم انا هروحلها لوحدي
ضحك بخفه هو الاخر هو يبتعد عنه ليسير في الاتجاه المعاكس ويعود الى طاولته
جلس مكانه من جديد ولم ينتبه الى نظرات هذا الغاضب ليشتبك في حوار مع ايمن ولم يلاحظ غضب معتز
******************
ياسين : علي ربع ساعة وهننهي ماشي
علي: اوكيه بس ليه
ايوب : عمي حسين مصدع وباباك قرر ان احنا نشطب
علي : خلاص ماشي قول لدي جي وخليه يزفنا
ياسين : خلاص تمام
هم بالابتعاد ليهتف علي : ياسين مين اللي هيزفني قصدي مين اللي هيسوق العربيه واحنا راجعين
ابتسم ياسين ليقول بثقه : انا طبعا انت ناسي
ضحك بخفه ليقول بـتأكيد : لا بس بتأكد
ابتعد ياسين ليلتفت علي لسما ويخبرها بانتهاء الفرح توترها كان واضح للعيان ارتعاش يدها الاعمي يكاد يراه فما بالك به وهو يجلس بجانبها
ضم يدهها بين يديه ليهمس ببضع كلمات في اذنها كان لها مفعول السحر
وقفا معا لينزلا بخفه من على المسرح تحت نغمات هادئه التفتت لتجدهن بجانبها يشاركنها اخر لحظاتها بينهم ابتسامة واحده تزين شفاههن
ابتسمت برقه لتقترب وصال وتقول بهدوء : حببتي كل حاجه زي ماقولتلك على مكانها انا متأكده علي طيب وهيسعدك
ازدات ابتسامتها وهي تسمع كلمات وصال نفس الكلمات اخترقت مسامعها مما يزيد عن ستة اشهر ولكن هي من قالتهم ووصال هي من كانت تستمع لهم
على الناحية الاخرى كان يقف بكل ثقة يودع ابنه وزوج احدا اميراته وبجانبه يقف عمر نسخه مصغره عن والده حتى ابتسامتهما متشابه
عمر : خلي بالك منها يا علي
علي : في عيوني متخفش
دخلا كلا منها على حدا وخرجا معا تحت انظار الجميع
******************
وصال : يلا سلام يا بنات سلام يا عمر سلام يا بابا
قالتها دون ان تنظر اليه لتخرج تحت انظاره يكاد يجن يريدها ان تقول اي شيء ان تعاتبه ان تصرخ طالبه منه ان يشرح اختافئه ولكنها لا تعاتبه لا تصرخ ولا تتطالب يأي تفسير منه ، منذ سنوات وهي لا تتحدث معه الا في اوقات معدوده ، يعلم انها حانقه عليه ولا يلومها واختفاءه كان كالقشه التي قسمت ظهر البعير فهي اصبحت لا تنظر الى عينه مطلقا
عمر : بابا انا هاخد معايا جيجي وريناد وانت خد براء
هو لم يعترض ولكن هناك من صرخ اعتراضاً وهي تقترب من والدها وتقول بحده : خد جيلان لوحدها انا هروح مع بابا
اعتراضها كان غريب ولكنه لم يحظى بأهتمام اكثر من اللازم ليتحركا في هدوء
********************
عمر : جيجي هو انت عملتلها حاجه
ـ لا
قالتها ببرود لتخطوا خطواتها بثقه هي لم تفعل لها شيء ولكن لا يهم فمنذ متى تهتم لامر اي منهن
جيلان : خلينا نمشي ومتفكرش كتير يا خبر بفلوس بكره يبقى ببلاش
عمر : يلا
اندث خلف عجلة القياده لتجلس بجانبه ويحرك السيارة مبتعدا عن القاعة
************
براء : رينا هي زعلتك في حاجه
ريناد : اولا اسمي ريناد ومبحبش اسم رينا ده وانت عارفه وثانيا زعلتني مزعلتنيش ده ميفرقش كتير
التزمت الصمت رغما عنها لو هذا المشهد كان في عائلة اخرى لاخذ الامر بصورة طبيعيه ولكن في عائلتها وتصر احداهن على العودة بصحبة والدهم هذا هو الجنون بعينه
جلست في الخلف لترفع رأسها متعجبه من نظرات والدها المعكوسة في المرآة التي امامهم
لم تكترث كثيرا لتغلق عينها وتريح رأسها للخلف فنظرات والدها مريبه منذ ما يزيد عن ثلاثة اسابيع
صمت قاتل اصتحبهم الى المنزل ولم يجرؤ احدهم على رفض مصاحبته
****************
على العكس تماما فالصمت لم يصاحب هؤلاء
علي : يلا بطل رخامة اشوف فيك يوم يا بعيد
كانت تضحك بخفه على تعليقات ياسين يشبه زوجته وصديقتها الوحيده كلاهما يكمل الاخر بصور اكثر من الطبيعي كلاهما فقد عقله منذ زمن
ياسين : ههههههه خلاص خلاص مش انا السواق استحملوني او شوفوا سواق تاني هههههه
سما : انا قلتلك بلاش ياسين ههههه
ياسين : لا لا لا يا خسارة مطمرش فيك العيش الفاضي اللي كنت بجبهولك في المدرسه ههههه
تعالت ضحكاتها لتقول بسخريه : ههههه ايوه فكراه العيش اللي كنت بتجيبه عشان احشيه وتاخده تاكلوا
ياسين : هههههههه يخربيت صرحتك طب جمليني على الاقل قدام جوزك
سما : اقعد ساكت وانا مش هاجي جنبك
كان متفرج صامت يرى تفاعلها مع ياسين بشكل رائع لا ينكر انه الان يريد ان يدق عنق هذا الاحمق لانة يسمع صوتها وضحكاتها الناعمة ولكن في نفس الوقت يشكره لانه جعله يرى جانب اخر من زوجته من سما من الفتاة الهادئه التي سلبت عقله
علي : عم ياسين انا لسه موجود ها وخد بالك انت
تعالت ضحكاته لتبتسم سما خجلاً وقد عاد لها التوتر من جديد
ياسين : يلا وصلنا انزل اشرب معاك كوبايه شاي ههههههههه
ضحك وهو يضربه بخفه على رأسه : ههههههه امشي يلا من هنا هنرش ميه
فتح لها الباب ليساعدها على النزول امسكت بيده لتنزل بخفه
التفت الى ياسين ليقول باخوه صادقه : تعبناك معانا يا كبير
ابتسم بحب ليضمه بأخوه متبادله هامسا : متقولش كده ومبروك يا علي خلي بالك منها سما زي اختي
علي : ان شاء الله
ابتعد عنه ليلتفت لها ويقول بأحترام : مبروك يا سما انت اختي ولو زعلك في اي وقت كلميني هاجي اخلي وشه خريطه مصر ههههه
ضحكت بخفه ليتلفت الاخر ويقول بعصبيه مصطنعه : عجبتك اوي دي
ياسين : ههههه يلا سلام سما اه صحيح نهلة بتسلم عليكي وبتباركلك
ابتسمت بحب لذكرى صديقتها الغائبة لتقول بدفئ : كلمتني قبل ما طلع من القاعة
ياسين : طيب يلا سلام
ركب سيارته ليرحل بعدما تأكد من دخولهم الفندق المحجوز لهم
*********************
يوسف :حبيبي انت كويسه
ابتسمت بدفئ وهي تحول انظارها اليه لتقول بهمس : ايوه يا حبيبي كويسه متخفش
كلمة حبيبي التي قالتها لم تؤثر به فو اعتاد عليها منذ ثلاث اسابيع
ضم اصابعها بين يديه ليقول بنبرة دافئه تعشقها : وصال انا عارف انك زعلانه فاتكلمي مسكتيش
اراحت رأسها للخلف لتقول بهدوء : والله انا نفسي مش عارفه اذا كنت زعلانة او لاء لما شفت بابا كل اللي جه في بالي ان سما فرحها كمل كان كل همي ان الناس تبطل همس
التفت اليها ليبتسم بالم رفع كفها ليقبله برقه ويعيده بين احضانها من جديد
يوسف : وصال حاولي تتكلمي معاه يمكن تعرفي السبب
اماءت برأسها فقط لتغلق عينها وابتسامة ساخره لم ينتبه لها تزين وجهها
( وصال )
لا اعرف اي جنون هذا الذي تملكني وجعلني اريد الضحك اي حماقة تلك التي تجعلني اسخر من جملة يوسف << تحدثي مع والدك <<
فيما سأتحدث معه في زواجي الذي قرر رغما عني ام سأتحدث معه عن التحدي السخيف الذي وضعني هنا ، ام سأطالب بتفسر لاختفاءه الذي لم يشكل اي فارق بالنسبة لي
ماذا ساخبر والدي ان وجوده وعدم وجوده في حياتي سيان
اشتنشقت اكبر قدر من الهواء لالبي حاجه رئتي
يوسف : اه صحيح قلتي لاخواتك ع السفر
وصال : لا
اكتفيت بها ليكتفي هو الاخر بدوره
يوسف : بكرا هتروحي الشغل
وصال : لا هروح لماما سميرة واعدي على اخواتي
يوسف : تمام هتروحي لسميرة امتى
وصال : مش عارفه بس بدري انا قلتلها اني مسافرة وان هزورها بكرة
*******************
سميرة : حسام بص قدامك عشان منتقلبش مش كفايه انك طاير
حسام : ههههههه كده يا سوسو دي جزاتي ان عايز اوصلك اول وحده
تعرف جيدا انه يستفزها وتسمح له بكل اريحه وتجاريه في مزحه بروح شابة لم تتخطى خارطة الزمن
سميرة : تعرف يا حسام انت غلط على البشريه ههههه
حسام : ههههه اه قلبي تبا لك كرستيانوا هههههه
تعالت ضحكات الجميع على مزح حسام وعلى رأسهم تلك السيده التي تخلت عن عمرها الحقيقي لتصبح فتاه في منتصف العقد الثاني من عمرها
ندا : ههههه شفت حتى ماما سميرة حاسه بالمعناه بتاعتي هههه
حسام : هههه معناه مين يا عم ده انا اللي بعاني مش كفايه انك مجوزه على متفرج ههههههه
خالد : ههههههه ازي دي
حسام : هههه يا عم طول النهار عندنا الواحد بدأ يشك انها مجوزه لولا وصال كان زماني شكيت في امر جوزها هههههههههههه
يحيى : لا لا لا عندك كله الا ندا الا صحيح يا ندا هو انت مش اجوزتي وانا حضرت فرحك من كام سنه هههه
ندا : ههههه حتى انت يا يحيى وانا اللي قلت انك هتدافع عني وتقدر مجهودي الفظيع وان سايبه بيتي وعايشه عندكوا هههههههههههه
حسام : هههههه تدفعي كام وانا اقدر هههه
ندا : ان شاء الله معنك قدرت ههههه ات مين اصلا يا عم الحج انت لقيط احنا لقيناك قدام باب جامع ههههههههه
خالد : هههه واضح يا حوس ان مصر كلها عارفه المعلومة دي
حسام : ههههه ما انا واخد بالي بس عامل نفسي من بنها
حوار يدور بينهم بموده ، اسرة واحده مكونه من ثلاث عائلات لا تتسألوا كيف فاحيانا هناك اشياء لا يسأل عنها
حسام : يلا كل واحد ايده على خمسين جنيه ولا انتوا فكرين اني هوصلكوا ببلاش هههه
ترجل يحي ضحاكا هاتفا بمرح : ههههه مش كفايه سايق عربيتي ووعايز فلوس ههههه
خالد : بقيت مادي حقير مكنتش كده من تلات ساعات ههههههه
ندا : انا اختك اكيد طبعا مش هتاخد مني فلوس هههه
سميرة : هههه انت اديلي خمسين جنية وانا هديهالك على طول ههههههه
تحركوا معا باتجاه تلك البناية اصوات ضحكاتهم تسبقم اليها
ثلاث شباب احدهم حامل على كتفه طفله لم تتجاوز الخمس سنوات والاخر بين يديه والدته تتحامل عليه
وثالثهم ماسكا اخته بحنان وتملك
ندا : انا عايزه اناااااام زي بنتي مليش دعوه هههههه
لم يعلق اي منهم على جملتها كالعاده حتى هي لم تكمل جملتها وتوقفت عاجزه عن اسعتاب ما تراه
لم تصدق ما تراه لولا هذا الشيء المندفع اتجاه خالد لاعتقدت انها تحلم
مي : وحشتنيييييييييييييييييييييي
**********************
سناء : معتز يا حبيبي انت كويس
التفت اليها لبتسم رغم عنه ويقول بهدوء : ايوه يا ماما انا كويس بس عايز انام لا اكتر ولا اقل
ربتت على كتفه بحنان لتقول بدفئ : طب يا قلبي
ترجل من سيارته ولا يعرف كيف وصل الى هنا سالما ففكره المشوش افقده القدرة على التركيز اثناء القياده
الوصل الى باب الفلا كان كمهمة مستحيله يكاد يختنق في كل خطوه يخطوها ظن تمالك نفسه حتى وصل الى باب الفلا وفتحها بمفتاحه الخاص انتظر والدته حتى دخلت ليغلق الباب خلفها
وضعت حقيبتها على البار بهدوء لتقول بنبرة دافئه : عمر حبيبي تعب خالص انهارده
اسم عمر فقط جعل نسبة الادرينالين ترتفع ليقول بحده ولم ينتبه : ماما لو سمحتي متجبيش سيرة عمر دلوقتي خالص
التفت والدته بصدمه لتقول بجزع حقيقي : ليه يا حبيبي هو انت زعلان مع عمر
ابتعد عنها هاتفا : متجبيش سيرته والسلام
دخل غرفته ليغلق الباب خلفه بقوة جفلت سناء من حدتها لم ترى ابنها كهذا منذ زمن وان يكون سبب كل هذا هو عمر فهذا هو المستحيل بعينه
********************
يدور في غرفته كالمجنون حتى هذه اللحظه تعاليقات الشباب لم تمحَ من رأسه
........................
ايمن : مين البت اللي وقفه مع عمر
آسر : دي تقريبا سارة مفتكرتهاش
ايمن : سارة سارة .... اه افتكرتها بس كانت اصغر من كده بكتير لما كنا بنلعب مع بعض
آسر : متنساس انها قد عمر يعني لسه عندها 19 سنة
ايمن : ايوه فاكر فاكر كان كل لما حد يقربلها كانت تقول انا هروح اقول لعمر ههههههههههه
آسر : اقطع ايدي لو البت دي مبتحبش عمر وانا اهو ونتاو اهو هنسمع خبر خطوبتهم قريب
ايمن : من غير ما تقطع انت مش شايف عمر بيعامل ابوها ومها ازي انا عارف الحركات دي كويس هههههه يا عم دي حركات اخويا ياسين ههههههه
آسر : انا اكتر حد عارف الحركات دي
حرك دبلته بخفه لتتعالى ضحكات ايمن ويشاركه آسر الضحكات ولكن هذا الصامت لم يشارك في اي شيء لا الحوار ولا حتى الضحك فكل ما كان يصل الى مسامعه كان بمثابة صفعه قويه على وجهه لتجعله يفوق من غفلته
وينتبه الى اشياء كثيرة غفلت عنه
........................
تنفس بقوة وبسرعة ليمسك بهاتفه ويضغط ارقام طبيبه الخاص لحظات ووصل له صوت محمود يقول بهدوء
محمود: السلام عليكم ازيك يا معتز
معتز : وعليكم السلام دكتور انا حاسس بشويه تعب حاسس اني مش قادر اتنفس
محمود : طيب تقدر تيجي المستشفى انا موجود فيها حاليا
بلع رقيه بصعوبه وهو يشعران تنفسه اصبح مهمه شاقه : خلــ ـاــ ص يا دكــ ــتور هاخد تكسي واجي
سقط الهاتف من بين يديه فاعصابه لم تعد تتحمل اي شيء
خرج من غرفته بصعوبة ليقترب من غرفة والدته ويطرق الباب بتعب اقل من ثانية وكانت والدته تقف امامه بجزع
سناء : معتز حبيبي مالك معتز رد عليا مالك
معتز : ماما البسي وتعالى نروح المستشفى
سناء : طب لحظه اكلم عمر
صرخ بحده لتقف مذهوله ليقول بتعب : لا مش ضروري السواق في الملحق نادي عليه وخليه يوصلنا
سناء التي لا تعرف للتوتر عنوان التي يهابها كل العاملين لديها التي بأمكانها ان تحل اصعب الصفقات امام ابنها تتحول لسيده مصريه لاحول لها ولا قوة
سناء : خلاص انا انا انا هروح اشوف السواق وخليه يجي
ابتعدت مسرعه ليسقط هو ارضا ولم يعد يرى اي شيء سوا اللون الاسود وضحكات عمر برفقة سارة
************************
دخلت غرفها كالاعصار كنار يمكنها حرق اي شيء امامها
اغلقت الباب خلفها بقوة لتلقي حقيبتها باهمال فوق كرسي التسريحه نزعت حجابها بعنف لتسقط خصلات شعرها بقوة على ظهرها
القت حجابها ايضا باهمال دون ان تعرف مصيره تقدمت من سريرها لتستلقي فوقه بتعب
اكثر من ساعة ونصف تحملتهم لتصل الى هنا دون موتى او مصابين في حالة حرجه
اغلقت عينها بقوة لتنساب دمعه يتيمه تمردت عليها وخرجت من مقلتيها
الا يكفيها ان فطيما عرفت بامر الخيام حتى تأتي جيلان وتجلب معها الخيام من جديد
حتى هذه اللحظه لا تصدق ان جيلان يمكنها ان تفعل هذا لا تصدق انها هي من سمحت للخيام ان يعود من جديد لا تصدق ان اختها هي من فتحت باب للماضي لطالما حاولت غلقه
فتحت عينها لتنظر بلا وعي لسقف غرفتها ، كل جزء بجسدها يصرخ الما
نهضت بانزعاج لتقترب من نافذة حجرتها امسكت الستار بيديها لتبعدها بهدوء لا يعكس النار المندلعه بداخلها
فتحت عينها بصدمة لا تصدق ما تراه ، تنفست بسرعة وبغضب كل الطرق الفاعلة في التحكم بأعصابها اصبحت بلا جدوى الان
حقيقة مسلم بها لا تقرب النار من البنزين والا سيحدث ما لا يحمد عقباه
حقيقة تجاهلها من بالاسفل وحضر ليطمئن عليها كما يفعل كل يوم
رؤية وليد الخيام في تلك اللحظه اشبه بشراره نار اندلعت بجانب برميل من البنزين
تركت الستار لتعود مكانها بقوة وخرجت من غرفتها كاعصار اقوى مما دخلت به
اعصار يمكنه ان يدمر اضعاف المعدل الطبيعي للتدمير
**************************
لا تشبه احد فهي تختلف عن الاخرين حتى دخولها لغرفتها يختلف عن الاخرين
دخلت غرفتها بثقه لتضع حقيبتها بهدوء فوق التسريحه توقفت امام المرآة للحظات لتخلع حجابها بهدوء وتضعه برقه وبعنايه فوق التسريحه
خللت اصابعها بين خصلات شعرها بغرور لتتحرك خصلات شعرها فرحه فقد حان وقت الراحه
بدقه متناهيه مسحت اثار الزينه الحفيفه من على وجهها ليعود وجهها لطبيعته
ابتعدت عن المرآة مقتربه من دولابها برقه وقفت امامه للحظات ليستقر قرارها على قميص نوم ابيض دون اكمام يتوسطه رسمة كرتونيه مضحكه
حملته بابتسامة مرضيه على اختيارها ، همت بدخول احمام لولا هذا الاعصار الذي اقتحم غرفتها لتتوقف مصدومه وعلى وجهها كل علامات التعجب
******************
دخلت غرفتها برقة بهدوء بابتسامة حزينة لفراق سما اغلقت الباب خلفها برقه لتتقدم بخفه وكانها لا تسير على الارض ، تخشى على الارض من خطواتها
وقعت انظارها على صورة والدتها لتتحول ابتسامتها بشكل جذري وتقترب من صورة مياده لتحملها بخفة
مسحت على الصورة بحنان لتقول هامسه < عرفه سؤالك الفرح كان عامل ازاي <
اعادت الصورة مكانها لتقترب من التسريحه وتخلع حجابها برقة لتخلل اصابعها بين خصلات شعرها الناعمة
نظرت الى انعكاس صورتها لتقول بصوتها الناعم < الفرح كان حلو كان زي فرح وصال مختلفش كتير كل حاجه متغيرتش الترتيبات الناس الفساتين بتاعتنا اللي اختارها عمر كنا لبسين نفس اللون برضوا الحاجه الوحيده اللي اتغيرت غير ان العروسه سما مش وصال هو ان بابا ظهر
ابتعدت عن المرآة لتمسك صورة والدتها من جديد وتستلقي بخفه فوق سريرها
فرحت بجد لما شوفت بابا يا ماما تفتكري هو حيحضر فرحي ولا هسبني لوحدي زي وصال
وضعت صورة والدتها بجانبها لتنهض بكسل وتقول بتعب الى صورة والدتها
انا تعبانة جدا يدوب الحق اصلي واناااااااااام لاني خلاص جبت اخر
على اعتاب الثانيه والعشرون ومازلت مصممة ان والدتها تستمع الى حديثها في اوائل العقد الثاني وعلى يقين تام ان صورة مياده يمكنها ان تعوض غياب مياده
همت بدخول الحمام لتسقط عينها على تلك الورقة الملقاه بأهمال فوق المكتب امسكت بها لتقرأ ما بها مرة اخرى
<<
بحياتك يا ولدي امرأة
عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون
يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب
هي الدنيا.......... <
ابتسمت بسخرية على حرف الحاء المرسوم بطرقة غريبه وكأن الحرف لا يمت للحاء بصله
شقت الورقه بهدوء ودون رحمة وهي غير اسفه على ما فعلت فهي اتخذت قرارها ولن تغيره لا يمكنها ان تبادل عاشقها المجهول المشاعر ولن تتمكن من الافصاح عن حب حياتها ولا تقبل ان تكون سبب فصل صداقة عمرها تجاوز العشرون عام
جفلت بجزع من صوت ريناد الصارخ لتخرج من غرفتها مسرعه تاركه خلفها ورقة ممزقه لنصفين
************************
يدور في شوارع القاهرة لا يعرف له وجهه محدده ساعة او اكثر مرت وهو هكذا هائم على وجه لا يعرف الى اين يذهب
اتخذ قرار مصيري في لحظه قرار سيغير حياته للابد ، اغلق عينه بيأس لتنعاد على ذاكرته نفس المشهد الذي لم يتوقف عن الاعاده
............
جيهان : حتى لو طلبت منك تتجوز جيلان بنتي
كريم : whattttttttttttttttttt
التزمت الصمت لعيد سؤاله مرة اخرى باللغه العربيه
كريم : ايه قصدك ايه يعني
نهضت مبتعده عنه فهي لا تقوى على مواجهته لتقول بهمس يصل الى مسامعه : عايزاك تتجوز جيلان بنتي
لم يقبل انسحابها لينهض واقفا بجانبها هامسا بدورة : لو ده هيسعدك انا معنديش مانع
التفتت اليه بحده غير مصدقه ما سمعت على وجهها ابتسامة غريبه وكأن ما تفوه به كريم الان خرج عن المنهج المقرر
توقعت سيناريوهات كثيرة واغلبها كان بطلها الرفض ليفاجئها هو بكل هذه السهولة موافقا على اقتراحها
التفت اليها ليقول مبتسما : مالك يا ماما رجعت في كلامك ولا ايه
هزت رأسها نفيا ليبتسم ابتسامته الساحرة ويعيد انظاره الى الشارع من جديد
اعادت انظارها الى النافذة لتقول بنبرة دافئه : افتركتك هترفض هتعترض على الفكرة
كريم : انت طلبتي يا ماما وانا وفقت الموضوع مش مستاهل وانا متأكد ان عندك سبب يخليكي عرضي العرض ده
ابتسمت بفخر لهذا الواقف بجانبها الشيء الوحيد الصح في حياتها هو كريم
جيهان : كده تمام بكرة هبدأ الشغل تحب تيجي معايا لحسين
حرك رأسه نفيا ليضحك بخفه ويقول بنرة مفعمه برجولته : لا شكرا مبحبش اشوف حروب عالميه
ضحكت بخفه لتضمه بحنان ام خالص لا يعرف نفاق شد من ضمتها لبتسم براحه نفسيه
هو لا يعرف ام غيرها وان كان قراره سيجعله يرى تلك النظرة في عينها فاهلا باي قرار من هذا النوع
...........................
انتشله من تلك الذكرى صوت هاتفه ليقبل الاتصال دون تردد فتلك النغمة هي نغمة والدته
كريم : ايوه ياماما
ـ ......................
ـ خلاص انا جاي في الطريق
ـ....................
ـ هههههه لا مش هتوه هو في عريس يتوه هههه خلاص خلاص انا جاي بلاش الاسطوانه عشان خاطري ههههه
ـ ............
ـ طب يا حببتي مسافة الطريق واكون عندك
اغلق هاتفه ليلقيه باهمال بجانبه غير نادم على الاطلاق فقراره هو الصواب ولو عاد به الزمن لاختاره من جديد دون عناء التفكير
*********************
ريناد : شوفي دلوقتي حالا تكلمي صحبتك وتقوللها تبعد عن طريقي والا والله رد فعلي هيكون وحش
حتى تلك اللحظه لم تستوعب ما يحدث او حتى تستوعب ما تقوله تلك الحمقاء
جيلان : صحبت مين واقولها ايه
ريناد : شوفي شغل الاستهبال بتاعك ده مش هيمشي معايا انت عارفه كويس بكلم على مين فاتصلي بيها وقوللها تبعد عني
همت بالرحيل لتوقفها يد جيلان التفت اليها بحده لتهتف جيلان بحنق
جيلان : فاهميني هنا انت عايزه ايه
ريناد : منك انت مش عايزه حاجه الله الغني بس من بنت الخيام فانا عايزه كتير واول حاجه تبعد عني هي واخوها الي ملهوش لازمة ده
جيلان : بنت الخيام !! قصدك يسرا
ريناد : ايوااااااا يسرا خليها تبعد عني والا بجد ومن غير حلفان هخليها تعرف مين هي ريناد سلامة
جيلان : وايه دخل يسرا والخيام بيكي
ابعدت يديها بتقزز لتقول بازدراء : خليها تبعد عني والسلام وياريت متدخليش في حياتي يا جيجي ابعدي عن حياتي لاني مش هسمح لحد يدخلها حتى لو كان الحد ده اختي
تركت يديها معلقه في الهواء لتبتعد عنها تحت انظار تلك المصدومة الواقفه هناك تشاهد ما يحدث في صمت لاول مرة ترى ريناد كهذا فاختها الصامته لطالما اتبعت مبدأ شاهد ولا تشارك حتى في اشد لحظاتهم توترا كانت اعصابها ابرد من قطة جليد
اقتربت من الجيلان التي مازالت تحت تأثير الصدمة حتى تلك اللحظة والحمد لله انها هكذا والا كان سيتحول المشهد لساحة حرب البقاء فيها للاقوى والله وحده فقط يعلم من هي الاقوى
براء : جيلان هو في ايه
ان كانت ريناد بركان انفجر فجيلان اصبحت اكثر خطورة والاقتراب منها الان اشبه بالانتحار صرخت بحده لتتسمر براء مكانها : براء روحي دلوقتي
اختفت براء لتتحرك جيلان بصورة اليه وتمسك بهاتفها لم تكن بحاجه الى ان تذهب لقائمة الاسماء فرقم يسرا هو اكثر الارقام حفظا في ذاكرتها
ضغطت الزر الاخضر ووضعت الهاتف على اذنها لتستمع الى نغمات الرنين الرتيبه التي تفقدها صوابها
يسرا : معقول الفرح خلص بالسرعة دي او اكيد ملقتيش حد تغلسي عليه قلت اكلم يسرا ههههه
جيلان : يسرا انت تعرفي ريناد اختي
قالتها بنبرة خاوية بلا وعي وكانها مسجله على تلك الجملة حتى انها لم تعلق على مزحة يسرا
يسرا : نعم
جيلان : يسرا انت تعرفي ريناد اختي كنت صحبتها قبل كده
كلمة صديقتها كانت اشبه بنصل سكين حاد غرس في قلب يسرا كلمة صديقة هي اقصى مراحل الخيال التي وصلت لها جيلان
يسرا : جـ ــ يجــ ــي هو فــ ــ ي ايه بالظبط
جيلان : مش مهم فيه ايه المهم انت تعرفي ريناد كنتوا اصحاب قبل كده
يسرا : لا مكناش اصحاب قبل كده
التزمت جيلان الصمت لتتابع يسرا بخفوت : جيلان حاولي تفهميني انا عارفه اني غلطت
لم تدعها تقل المزيد لتقل هي بحده اخافت يسرا : يسرا انت تعرفي ريناد اختي اه او لا
يسرا : اه
لا تعرف هل تبتسم ام تبكي هل تصرخ ام تصمت وتدعي الصم للابد
يسرا : جيلان والله كنت عايزه اقولك اكتر من مرة بس والله مقدرت اكتر من رة حاولت افهمك ان ريناد بنت عمتي بس مقدرتش
ريناد بنت عمتي ... ريناد بنت عمتي ... ريناد بنت عمتي
لم تستوعب الجملة من المرة الاولى لهذا استوجب ان يكررها عقلها اكثر من مرة لعلها تستوعب ما يقال
صوت بكاءها لم يأثر بها كل ما قالته وما ستقوله لم يصل الى مسامعها على خلاف تلك الجملة التي اخترقت مسامعها كرصاصة طلقت وتعرف مكانها ولم تحد عن المسار
جيلان : ريناد اختي تكون بنت عمتك انت يعني ريناد من عيلة الخيام يعني انت واختي قرايب
يسرا : ايوه يا جيجي حاولت ...........
<< تم قطع الاتصال << هذه هي ردت فعلها قطع الاتصال بل قطع العلاقة باكملها قطع صداقة عمرها شهور وتبدوا وكانها في العاشره من عمرها
اغلقت عينها في الم لتسقط دمعه واحده فقط واحده هي من استطاعت ان تهرب من حبس جيلان او هذا ما اعتقدت انها دمعة واحده ولم تنتبه الى هذا الكم الهائل من الدموع الذي اتبع تلك الدمعة
********************
<< تم قطع الاتصال <<
اعلنها هاتفها ببرود ولم يراعي مشاعرها ولم يراعي حالتها لم يراعي انها فتاة خسرت لتتو صديقتها الثانية الم يكفيها فقدان فطيما الم يكن مرضي خسارتها لتؤمها فقدانها ليارا ام كان يجب ان تكتمل الصورة بفقدان جيلان
بكت في صمت ماضي سرق منها رغما عنها ومستقبل ضاع منها بأرداتها او ربما يكون ايضا رغما عنها
ضغطت الزر الاخضر ليصلها صوت الرسالة المسجله << الهاتف الذي طلبته مغلق او غير متاح <<
هنا نحبت بوجع هنا ارتفع صوتها في البكاء فتلك الرسالة لا تعني سوا شيء واحد ان جيلان اعلنت انتهاء الصداقة
وليد : يسرا حببتي انت كويسه
رفعت انظارها لوليد المنحني بجانبها لا تعرفكم مر من الوقت الشيء الوحيد الذي تعرفه ان فطيما لا تريد رؤيتها وجيلان انهت صداقتها
وليد : يسرا حببتي
ارتفع صوت بكاءها وهي ترمي بنفسها بين احضانه لتتعلق برقبته ضمها بحنان ليمسح على رأسها
وليد : يسرتي ايه اللي حصل
يسرا : خسرت كل حاجه يا وليد خسرت يارا خسرت فطيما حتى جيلان سابتني والمصيبه ان ريناد مش عيزاني وليد ليه بيحصل كده انا مليش ذنب ليه سبوني
شدها لصدره بقوة ليقول بحنان : كل حاجه هتتصلح انت بس ادعي يا قلبي
يسرا : وليد انا تعبت انا عايزه يارا خلينا نرجع اسكندريه ريناد عمرها ما هترجع ريناد بتكرهنا وليد ليه رشدي عمل كده
وليد : اهدي حببتي قومي اغسلي وشك واهدي وبعدين نكلم
ـ يلا قومي
ساعدها على الوقوف ليقول بدفئ : يسرا خليكي وثقة ان كل حاجه هتتصلح
ابتسمت بألم ولم تقل شيء ، جرس الباب هو من قال ان هناك زائر
وليد : روحي انت اغسلي وسكوانا هشوف مين
اماءت بتعب ليبتعدا معا ولكن كلا منهما سلك طريق غير الاخر
فتح الباب لترتسم على ملامحه جميع علامات التعجب : يـــــــــــــــارا
****************
انتهى الفصل
|