كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: اخوات ولكن
الفصل الثامن والعشرين
زمنُ تغيّر أم بني البشر
نفتقد ماضي جميل راح واندثر
لم يبقى منه سو ذكريات أذكرها واتحسّر
واتساءل لم يحدث لنا هذا أهو زمنُ تغيّر
ولكن لا فالزَمن لا يتغيّر الاّ بأفعال البشر
اجل ما يحدث حولنا من صنع ايدينا واكثر
نتشبّث بايّ خطأ يصدر عن أحدنا لننشر
أقوال تبدا صغيرة ومن شخص الى شخص تتزايد وتكبر
مسمّمةُ عقولنا متناقظة اقوالنا لا نرسو على بر
ضائعين في خضمٍ الحياة وما من مستقر
الى متى سنبقى كدمى الخيطان نتحرك بلا مشاعر
كآلآت تنفًذ ما يطلب منها حين تؤمر
ندوس بعضنا لنرتقي ونستاثر
بأعلى المقامات مستبدلين قلوبنا بحجر
الله ما أضعف بني البشر
وبعد كل هذا أتساءل هل الزمن هو من تغيّر
هناك مثل قديم احبٌه وسأقوله علّني به اعّبر
عما تكلّمت في بضعة أسطر
كن جميلاً ترى الوجود جميلا
ويا ليتنا نصلح من انفسنا لنرى ألآخر أجمل
فاتن ( الاء 7)
محمود : ايه
مياده : هو انت كنت واقف مع مين
اجابها وهو يعيد بأنظاره الى الواقف هناك : مع حسين وعمر ابنه
مياده : ايوه هو ده عمر عمر حسين سلامة عمر حسين السيد احمد سلامة
لم تكن تنظر لوادها بل الى هذا الواقف هناك بجانب فتاة تعرفت عليها منذ ساعة تقريبا كانت تدعى براء
هو كان عاجز عن التفكير الصدمة شلت كل اطرافه لم يعد قادر على قول اي شيء << مراتي الله يرحمها كان عندها نفس المرض <<
هي كوالدها الصدمة شلت كل اطرافها ولكن صدمة اخرى صدمة اكثر حده << اسمك على اسم ماما الله يرحمها <<
لم تلتفت لوادها وهي تقول بلا وعي : ان اديتله جواب عمتي
هو الاخر لم يبعد بأنظاره عن هذا الرجل الذي خدعه بسهوله ويقول بنبرة مختلفه عن تلك التي كان يتحدث بها منذ ساعات : لا لسه يا مياده لسه
لم يحدد لاي مياده يقول تلك الجمله هل لابنته ام لمن تحتل تفكيره
*******************************
ـ صباح الخير مستر حسين
حسين : صباح النور ها اخبار الشغل ايه
ـ كتير منيح مو ناقصه شي لا تخاف
حسين : لا انا واثق فيكي يا ناتلي
حوار بسيط كان يجمع حسين وتلك الفتاة الجميله الواقفه امامه بأبتسامة تسحر الجميع
جيلان : مين الاخت
ريناد : معرفش
التفت الى جيلان وهي تقول بسخريه : تفتكري مرات بابا ههههههههه
اعادت انظارها الى والدها وهي تتابع بنفس السخريه : ههههههه والله لو دي مرات بابا انا معنديش هههههههههههه
ريناد : طب اسكتي اسكتي احسن ليسمعك
**************************
يوسف : هو احنا رحنا لبنان ومحدش قالي ههههههههه
عمر : هههههههه لا مفتكرش
يوسف : اومال الصاروخ اللي هناك دي بتعمل ايه هنا ههههههههه
عمر : اتلم وخلي بالك ان انا اخو مراتك هههههه
يوسف : ههههه فاكر فاكر هي دي حاجه تتنسي اللهم اني لك صايم ههههههه
عمر : هههههههههههه صايم ازي يعني هههه
************************
وصال : لسه مردتش
حركت رأسها نفيا وهي تبعد الهاتف عن اذنها وتقول بقلق : لا لسه واتصلت بياسين وبرضوا مردش وكمان رنيت على بتها ومردتش
وصال : يمكن تكون راحت الشغل وعمو سلمان خرج
سما : لا هي قالتلي مش هتروح وبعدين عمه سلمان مبيخرجش كتير
وصال : هما اكيد خرجوا وهي مش سامعه الموبايل
سما : يمكن
وضعت هاتفها في حقيبتها لتصل جملة وصال الى مسامعها
وصال : مين اللي واقفه مع بابا هناك دي
رفعت رأسها لترى تلك الساحرة وتقول بأستنكار : معرفش
وصال : خلينا نعرف اكيد جيلان اوكره معاها الاخبار هههههههه
سما : ههههه والله لو سمعتك هتروحي فيها ههههه
وصال : اكيد سمعتني هههه
*********************
هنا انتبه حسين ان حوراه البسيط اثار فضول خمس فتايات وشابين احداهما ابنه والاخر زوج ابنته
التفت اليهم وهو يقول بثقه ويشير الى تلك الواقفه بجانبه
حسين : يا بنات دي ناتلي .. ناتلي دول بناتي اللي كلمتك عنهم وده ابني عمر وده يوسف جوز بنتي
جيلان : انا قلتك مراته ههههههه
ريناد : بس يخربيتك
حسين : ناتلي هي المسؤله عن كل حاجه تخص الشركه برا مصر وهتفضل معاكوا لحد ما نرجع مصر
ريناد : شوفتي طلعت مديرة اعماله هههه
جيلان : ههههه هتطلع مراته استني انت بس
حسين : في حاجه يا جلان
جيلان : لا يا بابا كله تمام
اقتربت من ريناد لتقول بهمس : دلوقتي بس عرفت ليه بلمع اوكر ههههههههه
ريناد : ههههههههه جيجي ابعدي عني
حسين : انا ويوسف هنطلع على المؤتمر عشان هيبدء وناتلي هتوصلكوا للفندق وهتفضل معاكوا ناتلي موصيكيش
ناتلي :ولو تكرم استاذ حسين
حسين : يلا عمر خلي بالك من اخواتك وانت يلا تعالا معايا
يوسف : طب انا مينفعش اروح مع ناتلي ههههههه
حسين : اخلص ورانا شغل ههههه
**********************
مصطفى : الحمد الله نامت
ياسين : عندها ايه
مصطفى : انهيار عصبي اديتها مهدئ وهي نايمه دلوقتي
ياسين : وهتفضل نايمه كتير
مصطفى : افضل انها تنام اطول وقت ممكن بس هتفوق بعد ساعتين تقريبا
تعالى رنين هاتف ياسين ليتجاهله
مصطفى : شوف مين
ياسين : تلاقيها سما رنت 3 مرات وانا مش عارف ارد اقولها ايه
مصطفى : طب اتأكد يمكن يكون بابا ولا ايمن
اخرج هاتفه من جيبه ليرى ماهية المتصل ويعيده مرة اخرى وهو يقول بلا مبلاه : رقم غريب بيرن من الصبح وانا مش ليا نفس ارد على حد
صوت جرس الباب اوقف جملة مصطفى التي كان يود قولها ليقول بدلا عنها : اكيد ده ايمن وبابا المهمة الصعبة
ياسين : ربنا معانا
***************************
دخل قاعة المؤتمر ليفرض احترامه على الجميع رغما عنهم لتلتف اليه الانظار رجالا ونساءا دون استسناء
خطوات قدميه كانت محسوبه عليه اسئله متنوعة كانت تثار في عقل كل من يمر عليه ، رائحة عطرة سبقته لتعلن عن وجوده
( واثق الخطى يمشي ملكا ) حكمته المفضلة واكثر جملة هو مؤمن بها
تلك النظرات التي يراها في عيون الجميع تجعله اكثر ثقة واكثر صلابه
كنجم سينمائي يسير على السجادة الحمراء كان يسير هو بين الطاولات حتى يصل الى طاولته وقبل ان يجلس على كرسيه المحدد لمحه من بعيد وقعت انظاره عليه راءه قادما اليه عرفه رغم انه مر ما يزيد عن خمسه عشر عاما وكيف لا يعرفه وهو غني عن التعريف وكيف لا يعرفه وهو ابن الرجل الذي رباه وكيف لا يعرف من يتقدم اليه وهو ابن الاسكندريه المدلل << رشدي الخيام <<<< رشدي عبد الرحمن الخيام
****************************
يسرا : ها يادكتور ماما اخبارها ايه
الدكتور : الحمد لله مامتك مسكه في الدنيا ورفضه انا تروح بسهوله
يسرا : يعني ماما لسه عايشه
الدكتور : الحمد لله مامتك بخير قدرنا نظبط ضربات القلب
تنفست الصعداء اخيرا بعد ساعة ونصف ماراثونيه امام غرفة العمليات
الدكتور : هي فاقت من coma بس نايمه من تأثير البنج لما ننقلها الغرفه تقدري تشوفيها
ابتعد ولم ينتبه ان اخر جملة قالا كان لها تأثير مختلف على قلب تلك الفتاة
يارا : يسرا مامه مالها انت بتعيطي ليه
..........................
يارا : يسرا انا كنت في اجتماع وقافله موبايلي اول ما فتحته وعرفت جيت على طول ماما فيها ايه
لم تقوى على تحمل المزيد ورؤية يارا امامها في هذا التوقيت بالتحديد كانت في امس الحاجه اليها
القت بنفسها بين احضان تؤمها وهي تقول باكيه : ماما فاقت يا يارا ماما فاقت من الغيبوبه
وقع الجمله هنا كان يختلف فمعنى ان والدتها عادت ان الماضي سينكشف وستعرف اشياء كثيرة عجزت عن تفسيرها
بدأت تمسح على ظهر تؤمها وهي تقول بنبرة دافئه : طب الحمد الله يا قلبي ماما رجعت وكويسه
يسرا : صح الحمد لله
يارا : الدكتور قالك نقدر نشوفها امتى
يسرا : لما يطلعوهاا اوضتها
يارا : كويس كلمتي بابا
ابتعدت عن حضن اختها وهي تقول بلا مبالاه : لا مكلمتش حد انا هكلم وليد وانت كلمي رشدي يمكن يقولك حمد الله على سلامتها
****************************
كان يقف خلف اخيه وهو يفتح الباب كلاهما يحملان هم مقابله والدهم والمهمة الصعبة
تقدم ايمن دون ان يتفوه بكلمة لتتبعه ايمان وهي تسأل بتعب : اخبار نهلة ايه يا دلوقتي
اجابها ياسين بحزن وكيف لا يفعل وحبيبته ملقاه بالداخل : جلها انهيار عصبي واغمى عليها ومصطفى اداها حقنه مهدئه
وقفت بجانب زوجها لتشد على يديه وهي تردد : لا حول ولا قوة الا بالله
واخيرا ظهر والدهم دخل بهيبته المعتاده بالقوه الظاهره على ملامحه
مال على زوجته وهو يقول بهمس : هو بابا عرف
ايمان : ايوه عرف ومن ساعتها ساكت
مصطفى : ليه كده انا قلت محدش يقوله
لم يجروء احد على قول كلمة حتى مصطفى لم يجروء على رفع صوته واكمل حوراه هامسا
الصمت كان محاوط الجميع عدا همسات مصطفى التي توقفت منذ لحظات ليكون الصمت هو سيد الموقف حتى انهى هو الصمت بصوته المميز وهو يقول بثقة : مصطفى يا بني
مصطفى : ايوه يا بابا
جمال : خلص يا بني اجراءات الدفن بسرعة اكرام الميت دفنه
مصطفى : حاضر
جمال : وانت يا ياسين اهتم باجراءات العزا وخلوه قدام بيته
ياسين : حاضر يا بابا
جمال : ايمن
ايمن : ايوه يا بابا
جمال : كلم معارفنا يا بني وقلهم عمك سلمان توفى الى رحمة الله والعزا بعد صلاة العصر قدام بيته
لم يقوى على الرد واكتفى بهز رقبته
جمال : هي فين نهلة
مصطفى : نايمه في اوضتها
جمال : طب يلا كل واحد يعمل اللي وراه عايز اريح اخويا بسرعة
لن يقدر احد مقدار الالم الذي بداخله فهو سيشيع جثمان اخيه بعد لحظات اي عذاب هذا ، الى متى سيظل هو من يودع احبابه والده ووالدته ، زوجته وبعدها زوجه اخيه وابنة عمة واخيرا اخيه الاصغر
توقف لحظات قبل ان يفتح غرفة اخيه الوحيد بل ابنه لتهاجمه ذكريات كثيره وظهور احداها شيء لابد منه
............
ام جمال : تعال يا جمال يا بني شوف اخوك الصغير
جمال : الله يا ماما عايز اشيله شويه
ابتسمت الام بتعب وهي تعطي صغيرها لابنها البكر ليحمله هو بين يديه رغم انه الثامنة من عمره الا ان من يراه يعتقد انه تجاوز الثانيه عشر
جمال : امي شوفي صغير ازاي
ام جمال : ايوه يا ضنايا هو صغير عشان انت اللي هتحميه
ابتسم بفخر وهو يرى ثقة والدته به حتى انها كلفه بحمايه اخيه الاصغر الذي حرم من رؤيه والده
.........................
دمعه خائنه سقطت من عينه وهو يقترب من اخيه لتهاجمه ذكرى اخرى
جمال : سلمان خلص مذكره وبطل لعب
سلمان : انا عايز العب انا عايز العب انت مالك
جمال : سلمان خلص مذكرتك
ام جمال : فيه يا ولاد صوتكوا عالي ليه
اقترب سلمان من والدته ليتمسكن قليلا وهو يقول بنبرة طفل على وشك البكاء : جمال مش عايز يخليني العب
ام جمال : ليه يا جمال
ليقف جمال احتراما لوالدته ويحمل عنها ما بيدها وهو يقول باحترام شديد : عشان هو لسه وراه مذكره يا امي
ام جمال : ربنا يرضى عليك يا بني خليه يلعب شويه وبعدين يذاكر ومتنساش يا بني ده يتم وانت اخوه الكبير وزي ابوه براحه عليه يا حبيبي
وضع ما يحمله ارضا ليرفع سلمان عاليا فوق كتفه وهو يقول بابتسامة : خلاص انا هخده الف بيه شويه وبعدين هنرجع نذاكر
ابتسمت امه بحب وهي ترفع يدها عاليا لتدعو بحب : ربنا يكرمك يا بني وافرح بعيالك انت واخوك يا حبيبي
.................
دمعه اخرى تبعت اختها وهو يجلس بجانب اخيه ليقول بعتب : ليه رحت قبلي يا اخويا انا الكبير مش انت
ـ كنت حاسس ان دي اخر ايامك مش كده طب ليه مقولتلش يا يا خويا
كان على وشك ان يمسك بيد اخيه لولا انه تدارك الامر وابعد يده فهو رغم قوته لا قوى على ان يمسكه
اغلق عينه ليتوه في ذكرى اخرى
......................
سلمان : جمال ... جمال
جمال : تعال يا سلمان
دخل بعد ما تأكد ان زوجه اخيه ارتدت الحجاب دخل بأبتسامته التي لا تفارق وجه حاملا فوق كتفه ابن اخيه الاكبر مصطفى
سلمان : السلام عليكم اخبارك يا سلوى واخبار اللي المزعج الي يين ايدك ايه
سلوى : ههههه انت قلتها مزعج متخدهوش هديه مني
سلمان : ههههههههههه ليه هو انا انجنيت
جمال : اتريق اتريق هههههههههه
جلس بعيدا عن اخيه وهو يضحك ومازال مصطفى فوق كتفه : هههههه خلاص ياسين ده زي القمر هههه
جمال : بس مش عويدك تكون صاحي دلوقتي
سلمان : هههه لا ما هو ظرف اضطراري
وضعت الشاي امام اخو زوجها وهي تقول باسمه : خير يا سلمان
سلمان : خير ان شاء الله انا وناديه حددنا معاد الفرح اول الشهر الجاي
سلوى : بجد وناديه موفقه
سلمان : انا اقنعتها
جمال : خلاص كل حاجه خالصانه تقريبا حتى شقتك
تغيرت ملامح سلمان ليقول بتوتر : بس انا هعيش في شقه تانيه
جمال : تانيه ازاي يعني والعمارة مالها
سلمان : ملهاش بس احنا اكلمنا في الموضوع ده قبل كده
قبل ان يعلق جمال كانت سلوى نهضت حامله ابنها الرضيع وهي تهتف : انا هروح اكلم نادية
هز سلمان رأسه وهو ينهض ليجلس بجانب اخيه بعدما وضع مصطفى ارضا ليتابع حديثه : جمال انا عارف انك هتوافق
جمال : وده ليه يعني
سلمان : عشان اخوك الصغير حبيبك واخوك الوحيد
تعالت ضحكات جمال وهو يرى ملامح وجه اخيه المصطنعه ونبرة صوته التي كان يضحك بها على والدته رحمة الله عليها
وابتسم بفخر وهو يرى اخوه الصغير يريد تحمل المسؤليه بمفرده بعيدا عنه
جمال : ماشي يا سلمان انت حر بس خليك فاكر مكانك في العمارة وقت ما تحب
طبع قبله على جبينه باحترام وهو يقول باحترام اشد : ربنا يخليك ليا
.....................
ايمن : بابا
افاق من رحلة الذكريات على صوت ابنه الاصغر ومدلل اخيه
مسح على وجه وهو يقول دون ان ياتفت الى ابنه : ايوه يا ايمن
ايمن : انا كلمت كل معارفنا وقلتلهم ان عمي تعيشوا انتوا وعمي رجب عايز يعزي حضرتك
جمال : ماشي هات التلفون
*************************
اغلق مصطفى هاتفه وهو ينهض ليوجه كلامه لياسين وزوجته : يلا انا هروح لاسلام انا وهو هنخلص اجرءات الدفن
ايمان : طيب
ياسين : وانا كمان هعدي على علي وهنروح عشان العزا ايمان خلي بالك من نهلة
ايمان : متخفش انا مش هسبها
مصطفى : يلا انا ماشي لو حصل حاجه يا ايمان اتصلي بيا
ايمان : ان شاء الله مش هيحصل حاجه
ياسين : خدني معاك
رحلا معا كما دخلا معا لتنهض ايمان قاصده غرفة تلك التي لم تتحمل الصدمة ولم تتحمل خبر رحيل والدها لتنهار اعصابها
***********************
القاهرة 1975
رشدي : مالك يا وداد يا حببتي مين زعلك
رفعت طفلة في غاية الجمال رأسها الى هذا الواقف امامها وهي تقول بزعل : بابا قالي اطلعي العبي فوق وماما فالتي ماتلعبش مع رسدي عشان هو بيساكر
رغم ان الفارق الزمني بينهم لم يتخطى الخمس سنوات الا ان رشدي ابتسم باخوه وهو ينحني لمستواها ويقول بنبرة دافئه : طب تعالي انا هلعب معاكي
قفزت وهي تقول ضاحكا : بجد هتيعب معايا
رشدي : ايوه انا اصلا خلصت مذكرة
تعلقت برقبته ليرفعها عاليا فوق ظهرة ربما يكون هو في الثانية عشر وهي تخطت السبع سنوات من ايام ولكن هذا لا يشكل اي فارق لها فهو بالنسبة لها الرجل الصغير
...
فتح عينه لتعلو الاصوات مرة اخرى تنهد بالم وهو يغلق عينه من جديد ويسرح في ذكرى اخرى ويعش الالم مرة اخرى
...
القاهرة 1984
طرقاتها المميزة على باب غرفتة جعلته يعتدل في جلسته تاركا ما بيده وهو يهتف بنبرة محببه الى قلب الطارق : ادخلي يا دودو
اطلت برأسها فقط وابتسامة من تأثر اي ان كان وهي تقول بمرح : فاضي
رشدي : ايوه يا حببتي تعالي
دخلت بخطوات متردده وجلست بجانبه لم تترفع انظارها له واكتفت بالنظر للاسفل
رشدي : خير يا وداد عايزه تقولي ايه
وداد : احم احم ... رشدي حبيبي انت وعدني لو جبت مجموع كبير هتخليني ادخل الكليه اللي عايزاها
رشدي : وانا عند وعدي وانا معدنديش مانع تدخلي هندسة وقدمتلك في جامعه اسكندريه
خفضت رأسها مرة اخرى وهي تقول بهمس : بس انا عايزه ادخل جامعه القاهرة
انتفض واقفا وهو يقول بصوت مرتفع : ننننننننعم
وداد ( برجاء ) : عشان خاطري يا رشدي وبعدين احنا لينا قرايب كتير في القاهرة واولهم عم سعيد ابو سوزان
رشدي : لا يعني لا انسي
كانت تعرف الاجابة مسبقا ومع ذلك جازفت بالمجيء اليه كانت تعرف ان رشدي لن يتنازل في حق حمايتها ومع ذلك طلبت منه
وداد ( بصوت خالطه الدموع ) عشان خاطري يا رشدي انا حابه اروح جامعة القاهرة وبعدين انت عارف ان بابا موافق وماما الله يرحمها مكنش عندها مانع بس انا عايزاك انت توافق
رشدي : بس انا خايف عليكي يا حببتي
وداد : وانا هكون كويسه صدقني
لم يرفض فهي على حق والدها لا يمانع في سفرها للقاهرة
رشدي : انا موافق بس بشروط
قفزت صارخه : بجد موافق
رشدي : بس ليا شروط
وداد : قول اللي انت عايزه انا موافقه
تعالت ضحكاته لتحني وتقبل خده بخشونه وهي تقول بمرحها الذي عاد اليها بعد موافقه رشدي : ربنا يخليك ليا يا رب
........................
فتح عينه مرة اخرى وشعور الالم قد زاد الضعف شد من قبضه يده وهو يتقدم خطوة باتجاه هذا الواقف هناك
خطوة واحدة كانت كافيه لفتح باب اعتقد انه قد دمر منذ سنوات
.............................
القاهرة 1988
تعالت ضحكات رشدي وهو يجلس بجانب زوجته محيطا كتفها بذراعيه ويرى ملامح اخته الخجله بل طفلته المدلله
رشدي : حلاص يا ستي متكسفيش انا اصلا رفضه لانه مليقش باميرتي الحلوة
ما كان مسيطر عليها لم يكن خجل بل توتر وتحول لشعور بالذنب عندما قال اميرتي كانت على وشك البكاء وهي ترى ملامح وجه الضاحكة وهي تسمع ضحكاته المدويه في المكان احاطت طفلة البالغ عامين بزراعيها لتستمد منه بعض القوة التي بحاجه ماسه اليها
سوزان : خير يا وداد يا حببتي مالك
وداد : انا اتقدملي عريس من القاهرة
رشدي : وانا اللي فكرك مكسوفه اتريكي عندك عريس غيرة هههههه
سوزان : هههه رشدي حرام عليك ومين سعيد الحظ
وداد : حسين سلامة
لم يكن هناك مقدمات ولم تكن هناك مفاتيح الكلام فاسم العريس كان يجب ان ينطق هكذا دفعه واحده كالرصاصة تخرج مرة واحدة ولا تحتاج لمراحل حتي تصيب الهدف
هل مات رشدي ام لا هذا ما لم يكن واضحا فهو كان هادي ومستكين بطريقة تثير الشك ربما يكون هذا الهدوء هو هدوء ما قبل العاصفة
لم يكن هناك عاصفة ولم يكن هناك ضحايا كل ما في الامر ان ملامحه الضاحكة اختفت وهو يقف مبتعدا عن زوجته ويقول بثقة : انا هعتبر نفسي مسمعتش حاجه لانك مقولتيش حاجه
نهضت هي بدورها وقد تحول توترها لدموع وشعورها بالذنب اختفي تحت تصرفات اخيها القاسية من وجهة نظرها : بس انا اكلمت يا رشدي
لم يدير ظهرة واكمل طريقه لتوقفه مرة اخرى وهي تقول : انا موفقه على حسين يا رشدي
تجاهل صوتها مرة اخرى بعدما توقف للحظات ليتابع سيرة من جديد قاصدا غرفته ربما يكون اختفى من امامها ولكن صوتها وصل الى مسامعه بوضوح
وداد : رشدي اسمني بس
.......................
فتح عينه مرة اخرى ليتنهد بالم من جديد ويتقدم خطوة ثانيه ليفتح بابا اخر اكثر ايلاما
................
القاهرة 1988
طرقت باب المكتب لتدخل بعدها وعينها الحمراء تعكس حالتها النفسية
شعر ان قلبه يمزق لقطع صغيرة وهو يرى طفلته بهذة الحالة ولكن لاول مرة يعجز عن تلبيه طلبها لاول مرة يكون طلبها اعلى من امكانياته على التحمل
هل حقا طفلتة تريد الارتباط بحسين سلامة ، هل اخته الوحيدة تريد الارتباط بالشخص الوحيد الذي يتمنى عدم وجوده على ظهر الارض
اعاد انظارة للاوراق التي امامه وهو يقول ببرود لا يعكس ما بداخله : وداد لو سمحتي
لم تدعه يكمل جملته وهي تقترب لتجلس امامه وتقول بنبرة الم شعر بها تمزقه من الداخل : رشدي اسمعني كويس كل الخلافات اللي كانت بينك وبين حسين انت السبب فيها وانت اللي بأيدك تنهيها حسين كويس جدا ومركزة كويس وانت عارفه ونعرفه من زمان أوي ، راجل متدين وعارف ربنا
التزم الصمت وهو يسمع دفاع اخته عن ابن سلامة لتتابع هي : ده غير انه الشخص المناسب ليا الشخص الوحيد االلي حبيته بجد الوحيد اللي مش عايزي طمع في فلوسي او منصبي
رشدي : خلاص خلصتي معلقة الشعر اللي بتقوليها في حسين
نهضت لتقول اخر جملة لديها جملة تعرف كيف سيكون وقعها جيدا على ابن الخيام حتى وان كانت اطيب المخلوقات على وجح الارض الاكثر هدوءا على الاطلاق ستبقى ابنه الخيام وتعرف جيدا كيف تستخدم اوراق اللعب لصالحها
وداد : رشدي انت مخدش اللي بتحبها بسبب بابا الله يرحمه وكنت حاسس بالظلم خليني اخد االلي بحبه ومتظلمنيش
رفع رأسه وجميع علامات الصدمة احتلت وجهه لم يتخيل ولو في اشد احلامه خيالا ان اخته ستتحدث معه بهذه الطريقة يوما ما
اما هي فخرجت بعدما رمت الكرة في ملعبة وتنتظر ان يشوطها عاليا
......................
استنشق اكبر قدر من الهواء ومع ذلك شعر بان الهواء لم يلبى حاجته وانه بحاجه الى المزيد
لن يبكي فابن الخيام لا يبكي هو من اخطا عندما وافق ولكن هو استخدم جميع الوسائل لمنعها اسخدم كل الكروت التي كان يملكلها حتى انه جعلها تتنازل عن نصيبها مقابل الزواج وتنازلت من اجل حسين
هو اخطأ من الاول عندما تنازل عن حق حمايتها وارسلها للقاهرة وحتى عندما ارسلها كان اول شرط وضعه هو الرحيل معها لم يتنازل كليا تنازل عن جزء واحد فقط هو اخطا عندما تركها تحب من لا يستحق حبها هو اخطا عندما ترك ابنته
تحرك خطوات متتاليه بسرعة شديده ولكن هذه المرة اجبر عقله على عدم فتح اي ابواب للماضي مرة اخري
اقترب من هذا الواقف هناك هو الاخر فتح في عقله الكثير من الذكريات هو ايضا تذكر نفس الفتاة ولكن ذكرياته كانت تختلف عن رشدي
***************************
القاهرة 1987
اسف مخدش بالي
قالها حسين وهو ينحني ليتقلط اشياء تلك الفتاة التي اصتدم بها
اعتذر وهو يقف مرة اخرى ويقدم لها اوراقها : انا اسف بجد
كان ينتظر اي رد فعل ليرحل اي شيء ولكن الفتاه التزمت الصمت
حسين سلامه
هذا كان رد فعلها وهي تتناول اوراقها من بين يديه
رفع رأسه لها وهو يستنكر ان تتعرف عليه فتاه
حسين : ايوه بس اسف مش واخد بالي
ابتسمت وداد وهي ترى ملامح حسين المنحرجه لانه لم يتعرف عليها لتقول بصوتها الناعم : انا وداد الخيام يا حسين وداد عبد الرحمن الخيام
هذه المرة علت ضحكاتها وهي ترى ملامح الصدمة الكافيه لقتله
حسين : مش معقول اتغيرتي تماما
وداد : هههههه لا مش اوي يعني
حسين : انت بتعملي ايه هنا
وداد : السؤال الصح انت بتعمل ايه هنا لان انت خلصت تعليم
حسين : في اوراق في الكليه محتاجها
وداد : اه انا في 3 هندسه
حسين : دخلتي هندسة وكمان هندسة القاهرة ورشدي وافق
وداد : ههههه ايوه وافق بس جه معايا القاهرة ولسه ماشي امبارح يا خسارة مقبلتهوش هههههه
حسين : لااااا الحمد لله مش ناقصين ضحايا في القاهرة كفايا في اسكندرية ههههههه
وداد: هههههه عندك حق
انتهى الطريق بسرعة رهيبة بالنسبة لهم كلاهما تمنى لو ان الطريق لباب الكليه كان اطول من هذا
التفت حسين ليقول بثقة اعتاد عليها : لو احتجتي اي حاجه انا موجود
وداد : ان شاء الله مع السلامة
هي ابتعدت ولم تنتبه لما فعلته بقلب هذا المعذب ولم تلاحظ انه لم يبتعد كما ابتعدت هي
هو توقف عقله عن استيعاب ما يحدث لم يصدق ان هذه هي نفسها الطفلة التي كانت تتعلق برقبة والدها عندما كان يذهب لرؤيته ان هذه اخت رشدي الذي لم يكن يسمح لمخلوق ان يقترب منها
ان تلك الرقة المجسده بجسد فتاة تكون من عائلة الخيام
خلل اصابعه بخصلات شعره وهو يقول بصوت مسموع لكي يعيد برمجة عقلة
حسين فوق انت لسه مجوز من3 شهور وجيهان مش سهله
واخيرا ابتعد وكان اول لقاء بنه وبين ابنه الخيام لسلسة لقاءات استمرت ثلاثة اشهر بسبب او من دون
اعاد للواقع على صوت رشدي الواقف امامه
كالعاده نظرات الاتهام هي ما تلمع بعين ابن الخيام نظرات تلح بسؤال واحد لا يقوى حسين على اجابته نظرات مليئه بالام
نظرات يقابلها حسين بنظرات اسف بنظرات تحمل اجابه خجله على الوقوف امام رشدي نظرات تقول جملة واحده ( مكنش قصدي اجرحها )
ابتسم رشدي ابتسامة سخرية تشبه ابتسامة ريناد وهو يقول بسخرية واضحه : عشان من شافك يا سحس كده يا راجل حتى متجيش تزور اسكندريه ده حتى عيب في حقك
حسين : ومين قال مبزورش اسكندرية تلاقي بس الحرس اللي انت معينه لحمايتي نسي يقولك هههه
تعالت ضحكات رشدي وهو فهم ما يرمي اليه حسين ليتابع بنفس السخرية : على كدة محتاج اغير طقم الحراسة
حسين : تقريبا هههه
تحولت نبرة رشدي وهو يسأل باهتمام : اخبارها ايه
حسين : كويسه و انا متاكد ان اخبارها ببتوصلك اول باول زي اخباري بالظبط بس متخفش دي بنتي وانا مش هأذي بنتي يا رشدي
شبح ابتسامة السخرية عاد من جديد وهويقول بسخريه : الجمله دي انا مبحبش اسمعها قلتها من زمان وكانت النيجه وداد اختي
حسين : رشدي حاول
قطعه رشدي وهو يقول بحده بلاش نجيب الماضي لان لسه حساب الماضي مخلصتهوش
التزم حسين الصمت ليتابع رشدي بنبرة اكثر حده : لسه المشورا طويل وحق وداد هعرف اخده كويس
حسين : رشدي متكدبش الكدبه وتصدقها
اختفت الحده من صوته لتحل محلها نبرة اخرى وهو يقول بهمس : قلتلك ابعد عنها يا حسين بلاش اختي بس انت مسمعتش كلامي
حسين : وانا قلتلك لما رجعت خليني افهمها الحقيقة انت رفضت
رشدي : مكنش ينفع تجرحها مرتين مرة واحده كفايه
حسين : من الاخر عايز ايه يا رشدي
شبح السخريه عاد من جديد وهو يقول بابتسامه مزيفه : عايز بنت الخيام يا حسين عايز الامانه اللي عندك
لاول مرة تظهر السخريه على وجه وهو يقول : معلوماتك عايزه شويه تعديل يا رشدي دي بنتي
رشدي : هتفضل بنت الخيام مهما حولت يا حسين
ابتعد كما اقترب ليسقط حسين على كرسيه لو كانت رؤيه محمود صدمة فرؤية ابن الخيام كارثة
****************************
ما قيل في المؤتمر وما يقال لم ينتبه له فعقله وقف تماما بعد صدمة حسين سلامة
يعني كنت عارف يا حسين ان مياده مريضه كنت عارف
ـ دكتور محمود انت كويس
محمود: ايوه يا دكتور انا بخير
ابتسامته المزيفه اختفت وحلت محلها ملامح اخرى ملامح هو نفسه لا يعرفها فهو بات لا يعرف اي شيء عدا شيء واحد فقط انه اخيرا عثر على حسين سلامة واصبح بين يديه كارت قوي واللعبة على وشك الانتهاء وهو من سيفوز
لم تكن ابتسامة مميزه هذه المرة بل ابتسامه غريبه بعيده كل البعد عن صفات محمود الحلواني ابتسامة مخيفه هي ما ظهرت على وجه وجزء معين من رسالة مياده التي قرأها مرارا وتكرارا يحتل تفكيره
<< اجعل طفلي يعرف من انا اجعله يعرف من هي مياده دعه يراها بعينك لا بعين والدها دعه يحبها مثلك ليس كما يحبها والدها
ابحث عن طفلي محمود واخبره حكايات اكون انا بطلتها ، ابحث عنه اخي واعده الى عالمي من خلالك
ان كنت لم تتمكن من جلب العلاج وانقاذي فارجوك تمكن من ايجاد طفلي واخباره كم انا احبه
جد براء محمود واجعله يعرفك ويعرفني ويحبني <<
**********************
ان كانت رؤيه محمود صدمة وابن الخيام كارثه فرؤية من علت المنصة منذ لحظات هي الطامة الكبرى
جــــــيـــــــــــــهان
همس بها حسين وهو يقف مرة اخرى ، همس بها وهو لا يصدق ان من تقف هناك فوق المنصة وتلقي كلمة الافتتاح هي جيهان عبد الفتاح
انتهى الفصل
|