كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: اخوات ولكن
الفصل الثاني والعشرون
محمود عام 1990
محمود عزيزي الصغير الذي رحل رغما عني الذي رحل ولم اقوى على
الاعتراض
اشتقت اليك بعدد المرات التي دخلت بها حجرتك ولم اجدك ، اشتقت اليك بعدد
المرات التي لامست بها اشيائك لكي اتذكرك بعدد الرسائل التي طبعتها لك ولم
تغادر حجرتي بعدد المقطوعات التي وددت عزفها وحال بيني وبينها مرضي
اشتقت اليك طفلي اشتقت اليك اخي الصغير
اعرف انك بخير طالما تقرأ هذه الرساله هذا يعني انك بخير طالما تمسك بيديك
احدى رسائلي هذا يعني انك مازلت على قيد الحياه
هذا يعني انك عدت الى مصر عدت الى الديار اخيرا عدت الى احضاني التي
اشتاقت اليك
طالما تقرأ هذه الرساله هذا يعني انك اصبحت تحمل العلاج
انا لم اعد بحاجه الى هذا العلاج اخي فانا لدي زوجي هو كان العلاج المستحيل
وسارزق بطفل بعد اسبوعين تقريبا ، فارجوك عد سريعا حتى تتمكن من رؤيه
طفلي
ساكون ام محمود سارزق بطفل يحمل جزء من هذا الرجل الذي اعشقه ولكن لا
تخشى فلن يحل محلك في قلبي فانت شيء غير قابل للاستبدال ههههه
محمود سارزق بطفل يشبهك بالتأكيد فانا لا افعل اي شيء عدا النظر الى صورك
وانت طفل ان كان ولد اوفتاه سيكون له من الاسماء براء وحسب لا شيء اخر
هل تعرف ما يحزني اخي انني لن ارى وجه هذا الطفل لن اتمكن من ضمه الى
صدري لن اغدق عليه بحنان كالذي اغدقته عليك لن يعرف من انا
و اكثر ما يحززني انني لن اراك قبل ان ترحل لن اضمك الى صدري لن احملك
لن اضعك فوق سريرك بعدما تغفوعلى صدري
سارحل دون ان ارى الطفل الذي حملت مسؤليته وهو لم يتجاوز بضع اشهر حتى
الخامسه عشر كيف اصبح
اعلم ان نسبه نجاتي تكاد تكون منعدمه ومع هذا ادعي الغباء وادعي انني ساكون
بخير اعلم انني ربما لن اخرج من غرفه العمليات ولكن سادخلها وانا اردد بانني
ساخرج منها بعد ساعات
اعلم بان زوجي سيكون غاضب مني ولن يخبر طفلي حقيقتي لن يحدثها عني لن
يقص عليها حكايات واكون بطلتها انا ولكن سادعي عدم المعرفه بهذا ايضا
محمود هذه اول رساله لي في هذا العام ومنذ 9 اشهر لم يخط قلمي على اي ورقه
وربما تكون هذه رسالتي الاخيره
فارجوك محمود اجعل طفلي يعرف من انا اجعله يعرف من هي مياده دعه يراها
بعينك لا بعين والدها دعه يحبها مثلك ليس كما يحبها والدها
ابحث عم طفلي محمود واخبره حكايات اكون انا بطلتها ، ابحث عنه اخي واعده
الى عالمي من خلالك
ان كنت لم تتمكن من جلب العلاج وانقاذي فارجوك تمكن من ايجاد طفلي واخباره
كم انا احبه
جد براء محمود واجعله يعرفك ويعرفني ويحبني
كما اخبرتني امي قبل رحيلها ستظل روحها تحرسني اقولها لك اخي الصغير
المدلل ستظل روحي تحرصك الى الابد وان كتب لي عمر ساقوم بزيارتك
استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه واتمنى ان تكون بخير
اختك المحبه لك دائما ميادة
............
ميادة : باااااااااااابااااااا
اغلق الرسالة سريعا وهو يمسمح بباطن كفه الايسر سيل دموعه الذي لا يعرف
متى ابتدأت ومتى كانت ستنتهي لولا انه ارغمها على الانتهاء
اخفي الرسالة بحقيبته ولكن بعدما وقعت انظارهها عليها لتجلس وهي تقول بحزن
على الحالة التي آل أل اليها والدها بعد عثوره على هذه الرساله
مياده : لحد امتى يا بابا هتفضل تقرا الرسالة من ساعة ملقيت الرسالة دي من
شهرين وانت كل يوم بتقرا الرسالة دي اكتر من مرة
ابتسم بحزن وهو لا قوى على النظر الى ابنته التي يعرف جيدا انها تعاني مثله بل
اكثر منه وهو يقول بثقة : لحد ملاقي ابن اختى لحد ملاقي حسين سلامة
ساعتها بس هبطل اقرا الرسالة
مياده ( بجديه ) : طب ما احنا قدرنا نوصل لحسين سلامة وعرفنا
عنوانه مستني ايه
ليجيب هو بسرعة دون تردد: مستني يظهر ، شهرين وانا كل لما اسال عليه
يقولولي مسافر ، مستني اجمع معلومات اكتر عنه عشان لما اقف قدامه وامد ايدي
في ايده ابقى عارف انا واقف قدام مين
مياد : انا مش فهماك يا بابا انت معاك جواب من عمتي تقدر تدهوله وتطلب
تشوف ابنها او بنتها وساعتها قوله وصية عمتي ان ابنها يعيش معاك وخلصنا
محمود ( بضحكة سخرية ) وتفتكري هيقولي اقوي اقوي اتفضل ابني اهو
خد كمل تربيته انت ههههه حببتي لازم يكون في ايدي حاجه اخلي يوافق غصب
عنه
لتسأل هي بحيره من تصرفات والدها التي بدأت تقلقها : يعني انت ممكن تخليه
يوافق غصب عنه
محمود بنبره لا تمت له بصلة : عشان خاطر مياده اعمل اي حاجه كفايه اني
رجعت بالعلاج متاخر ، فمش معقول كمان منفذش طلبها الوحيد
هو كان يتحدث بكل عنفوان بنبرة رجل لا يعرفه يحقد دفين لا مبرر يخلقه من
الاساس
اما هي تلك الفتاة التي تخطت مرحلة الطفولة منذ اربع سنوات بالتحديد تلك الفتاة
التي اصبحت نسخه مصغرة لامرة لم تراها مطلقا تلك التي اصبحت ميادة رغما
عنها كانت لا تصدق ما تسمعه لا تصدق ان من يتحدث هو والدها هو رجل
المبادئ الاول دائما وابدا ان هذه النبرة التي تصل الى مسامعها هي نبرة
هو ولاول مرة يشعر ان هناك سبب يجعلة يكفر عن اخطائه كان بامكانه ان يرجع
عندما اتم الثامنه عشر ولكنه تجاهل نداء قلبه ليلبى بدلا منه نداء عقله و ان البقاء
به العلاج
هي عاجزه عن استعاب ان والدها سيتضطر يلجأ للابتزاز كحل اولي لمشاكله
لم ينظر الى ابنته بل سقطت انظاره على الاوراق التي امامه وتظاهر بالعمل وهو
يقول : حببتي روحي انت انا لسه قدامي شغل
مياده : طيب عايز حاجه
محمود: لا يا حببتي وخالي بالك من نفسك
ميادة : حاضر
خرجت وهي تكاد تقسم ان من بالداخل قد تم تبديله ان هذا الرجل لا يمكن ان
يكون محمود الحلواني
***************
جيهان ( وهي تهز رأسها نفيا ): لا لا لالا لا اكيد انت غلطان
كريم : للاسف انا متأكد من المعلومات دي
جيهان : يعني حسين هيموت
كريم : دي حاجه في ايد ربنا مقدرش اقولك هيموت ولا لاء بس مرضه في
مرحلة تقدمة ومفيش حد من ولاده يعرف
جيهان : ياربي ( لتتابع بهمس بصوت لم يصل لمسامعها هي نفسها )
حسين عمره ما ازى حد
لم يكترث لتك الهمهمات التي صدرت من جيهان ليقول بنبرة وكان القادم اسوء :
مش بس كده
جيهان ( بصوت عالي وكأنها سئمت الاخبار المزعجة ) : ايه تاني
كريم : حسين عامل شركة وهميه اسمها الزهور
جيهان ( بصوت اقل حده ) : طب عادي فيها ايه دي
كريم ( بابتسامة ) : عادي بس متبقاش عادي لو الشركة دي ليها اسهم في
شركه سناء الدمنهوري والخيام
جيهان : ايه !!!! كريم انت بتقول ايه
كريم ( بثقة تقتل اي ان كان ) بقول ان حسين ليه نسبة تخطت ال 30%
في شركة الخيام وسناء
جيهان ( بأستنكار): مش معقول مش ممكن الراجل ده اكيد اتجن
كريم : لا بالعكس ده راجل ذكي جداااااا اشارك اللي عايز يدمرني عشان لو
فكر يدمرني ادمرة النسبة اللي في ايده مش قليله خالص وخصوصا في عالم
البزنس
استنشقت اكبر قدر من الهواء وهي تقف مقتربه من النافذه وتقول بجديه :
تعرف المعلومات اللي في ايدينا دي ممكن تعمل ايه ممكن تنهي حسين سلامة كله
مش بس تدمره
وقف وهو يقول بثقة : عارف وعشان كده انت مش هتستخدميهم
التفتت اليهم وهي تقول : ازاي يعني طب ليه
تجاهل السؤال الثاني ليجيب على السؤال الاول فقط : ازاي سهلة لما نرجع
مصر هقولك
التزمت الصمت ليتابع وهو يقترب منها ويضع يده على كتفها : عارفه لو خبر
زي مرض حسين سلامة انتشر يعني ايه << رفعت انظارها له لتعيدها مرة
اخرى ويجيب هو دون انتظار اجابتها << يعني حسين هيعلن افلاسه تاني يوم
الصبح ومفتكرش انك عايزه كده
توترها كان اكثر من كافي لاجابة سؤاله ليطمئنها وهو يقول بنبرته المعتاده :
احنا مش هنستعمل الكارت الاول احنا هنلعب بالكارت التاني بجانب ظهورك في
المؤتمر هيكون كافي انه يرجعلك بنتك وده اللي انت عايزاه
طبع قبلة على جيبنها وابتعد عنها قاصدا غرفته وقبل ان يختفي التفت اليها وهتف
: اه صحيح ارباح الشركة دي بيتقسم على ولاده
( كريم )
لاول مرة ارى رجل لا يتبع مبادئ والدي في عالم البزنس لاول مرة اقف عاجز
عن فهم تصرفات رجل ولاول مرة لا استطيع ان اسير على درب رجل اي ان
كان
اغلقت باب غرفتي خلفي لانعم ببعض الهدوء قليلا وانا عقلي باكمله عند هذا
الرجل
لن انكر اعجابي به ولن انكر انني تمنيت ان يكون ابي مثلة فابي لا يعرف هذه
الصفات لا يعرف سوا الابتزاز لم يجرب سوا التدمير لا يعترف الا بانقاط
الضعف
القيت بنفسي فوق السرير باهمال وانا اغلق عيني لاسترجع كل المعلومات التي
جمعتها عن هذا الرجل
فقط اريد ان اعرف كيف استطاع مسامحتهم لماذا انقذهم من الغرق كيف أمكنه ان
ينسى ما قاموا به لايقافه
رنين هاتفي ايقظني من حاله الخمول التي كنت بها امسكت هاتقي بغضب لارى
ارقام كنت مسحت صاحبها منذ زمن
ارقام كنت اعتقد ان صاحبها لن يمسح من هاتفي مهما حدث ضغطت على قبول
الاتصال كارها فلا توجد فرصة امامي للهرب هذه المرة كما كنت افعل خلال
الفترة الماضية
كريم ( ببرود قاتل ) : ماذا هناك جوليا اي جزء من جملتي لم تستوعبيه
جيدا "لا تعاودي الاتصال بي "
جوليا : كريم ارجوك استمع الي
كريم : جوليا لقد انتهينا لا وقت للحديث الان بجانب انني متعب ولكن انا لا او
الحديث مع اي شخص وخصوصا انت
جوليا : كريم اعلم انني اخطئت ول....
اخر كلمة قالتها جعلته كالمجنون لينهض صارخا : اخطئتي فقط اخطئتي جوليا
انت تسببتي في مقتل ابي
مرر اصابع يده اليسرا في شعره ليتابع بصوت اكثر حده ولو كان الهاتف انسان
لطلب منه العفو
ـ جوليا انت من تسبب في قتل ابي خيانتك لي دمرت ابي
التزمت جوليا الصمت ليتابع هو دون توقف : لا تطلبي مني المساعده فانا لا
اريد رؤيتك فما بالك بمساعدتك لا تتصلي هنا مرة اخرى جوليا
جوليا : كر..
كريم :هشششششششش خليني اقولهالك بالمصري بما انك طلعتي عربيه انسي
رقم تلوفني يا جوليا لاني اخر واحد ممكن يساعدك
اغلق هاتفه وقذفه بكل قوه يمتلكها ليسقط ارضا اكبر قطعة به لا تتجاوز عقلة
الاصبع
*****************
حسين : كنت عايزني في ايه بقى وقبل ما تتكلم متسألنيش انا ليه سبت
المستشفى انا حذرتك مدخلنيش في غيبوة وبرضوا بدخلني
ايوب : مع انه مش الموضوع بس انت عارف اني لو معملتش كده انت مش
هتاخد العلاج كامل
حسين : ايوب انا مش صغير وعارف مرضي كويس بس حكاية انك تنيمني دي
انا مش هقبل بيها تاني
ايوب : انا الطبيب المعالج وانا اكتر معرفه بحالتك
قال هذه الجملة لينهض حسين مقتربا من النافذه التي تحتل الركن الثالث في مكتب
ايوب وهو يقول بحزن والم لن يختفوا من صوت هذا الرجل طالما هو على قيد
الحياة : بلاش يا ايوب كفاية فرح بنتي اللي محضرتهوش ومش عايز مناسبة
تانيه تفوتني وادي كمان عيد ملادها مكنتش موجود فيه بسبب الغيبوبه اللي
دخلتنيي فيها واكتر من مناسبة محضرتهاش
ايوب ( بحزن على الحاله التي آل اليها صديقه ) : انت عارف ان الفترة
بتاعت الفرح كنت في غيبوبه بجد ده مكنش زنبي واخر غيبوبه كان لازم ادخك
فيها عشان تاخد العلاج جرعة واحده
لبى نداء رئته بالهواء وهو يبتسم بألم ويدير ظهره : انسى .. انت كنت
عايزني ليه بقى
ايوب : حسين صحتك اهم
حسين (بسرعة بثقة لم تخلق سوا له ) بناتي اهم انا كل همي اني اجوز البنات
دول وبعدين اعيش اموت مش فارقه معايا ، كتير ها كنت عايزني في ايه
ايوب ( بمرحه المعتاد ) : وانا جبتلك عريس لوحده من بناتك
حسين (بمرح يشابه مرح صديقة ) : لا متقولش في حد امه داعيه عليه
وجاي يخطب جيلان او ريناد دول مصبتين مشين على الارض هههههه
اوعى تقول جايب عريس لبراء بس هي لسه صغيره ههههههههههههههههه
ايوب : ده على اساس انك اتبريت من بنتك الكبيرة هههههههه حسين في وحده
قبل جيلان انت نسيتها ههههههههههه ارجع كده بذاكرتك شويه ورا
الصدمة لوحدها كانت كفيله بجعل قلبه يتوقف على النبض ليقول بهمس : سما
!! سما بنتي ...قصدك العريس لسما بس انت عارف ان سما رافضه اي
حد يتقدملها غير احمد
ايوب ( بنفس طريقتة المعتاده ) : وابني مش اي حد
حسين : علي !!!
ايوب : ايوه علي ابني عايز يخطب سما بنتك مالك مصدوم كده ليه ههههههه
وكاني بقولك مصيبه
حسين : ايوب انت متاكد ان علي عايز يخطب سما ولا انت اللي اقترحت
ايوب : شوف اول حاجه على بنفسه هو اللي طلب وبعدين لحد امتى هترفض
انت ونا عارفين كويس ان احمد مش في نيته يرجع ، ولا انت عندك اعتراض
على ابني
حسين : علي قبل ما يكون ابنك هو ابني اللي ربيته بس انت عارف سما
هذه المره كان ايوب هو من نهض ليقف محل صديقه الذي كان يحتله منذ دقائق
وهو يقول بجديه : علي ميعرفش اي حاجه عن حكاية احمد لانه الفتره دي كان
مسافر يكمل تعليمه .. وبعدين لحد امتى بنتك هتتعلق بواحد انا وانت عارفين
ووثقين انه مش هيرجع ولو رجع يبقى هيسافر تاني
حسين : انا وانت عارفين بس هي متعرفش انه مش راجع ولسه عندها امل
التفت اوب بذعر وهو يهتف : انت مقولتلهاش انه ماضي عقد مع شركة
فرنسيه مدته اكتر من 10 سنين
ليجيب بأسى وهو يتظاهر بكتابه شيء ما في الاوراق التي امامه : مقدرتش
اقولها كنت فاكر انها هتنسى مع الايام بس واضح اعتقادي كان غلط
عاد ايوب الى محله الاول خلف مكتبه وهو يقول بثقه :قولها انت على علي
وفقت او موفقتش مفيش حاجه هتتغير وانا هقول لعلي انها كانت مخطوبه لولد
اسمه احمد وسافر ولو حصل نصيب تبقى هي تكمله القصه
مسح على وجهه وهو يقول : خلاص ان شاء الله افاتحها في الموضوع انهارده
ردد ايوب خلفه << ان شاء الله << لينهض حسين وهو يتناول مفاتيحه من
فوق المكتب
حسين : يلا انا ماشي عايز حاجه
ايوب : دلوقتي لا بس بكره عايزك تعيد على التحاليل
حسين : خلاص هكون موجود بكره باذن الله سلام
ايوب : سلام
اختفت ابتسامته عند خروج صديقه الابتسامه التي جاهد في بقائها ثابته الابتسامه
التي تدمي شفتيه وهو يتظاهر بها حتى يبث الامل في روح حسين
الامل المفقود بالنسبه له فحسين بحاجه الى دافع حتى يعيش بحاجه الى اولاده
ملتفون حوله ليسكوبوا في روحه مشروب الامل الجديد مشروب لا يعرفه سوا
اب حرم من حنان بناته
مسح على وجهه وهو يستغفر الله فالاعمار بيد الله وهو علام الغيوب
******************
سما : نعععععععععععععم يا اختي
نهله : ههههههه براحه براحه بقولك فرحي في اول تلاته وانت تصرخي كده
هههههه
سما : نهله متجننيش انت مش قلتي امبارح انك عايزه تتطلقي وهتقولي لباباكي
امسكت البرواز الموضوع على مكتب صديقتها وهي تقول ببرود تعلم جيدا انه
يفقد صديقتها صوابها : ايوه قلت ورحت عشان اقله لقيته بيقولي ان فرحي
اول تلاته اعترض يعني وقله لا هههههههه
سما : لا ابدا تعترضي ودي تيجي برضوا مينفعش بس ينفع تسبيني محروق
دمي وانا بحاول اتصل بيكي
نهله : هههههههه والله مكنش قصدي في الاول انا مكنتش عايزه ارد عليكي
لاني عارفه هتقولي ايه وبعد ما رجعت مكنتش لسه استوعبت ايه اللي بيحصل
وكان نفسي ارجع اقول لبابا قول اخر جملة كده تاني هههههههه
سما : ههههه المهم الف مبروك يا حببتي والحمد لله انك مطلبتيش الطلاق لان
ساعتها كنت هخلي وشك خريطه مصر ههههههه
نهله : هههههه طب الحمد لله ان ابويا لحقني
سما : الشهرين اللي جاين معسكرات انا هقول للبنات اخواتي اهو طلعلهم لزمه
في الحياه اخيرا هههههه وهنظبطك متخفيش
ابتسمت نهله بحب وهي عاجزه على وجود كلمة شكر تفي هذه السما هي لم
تشعر يوما بالوحده بوجود هذه السما بل منذ ان حلت سما وعائلتها الى عالمها
وهي تشعر بان لديها 5 اخوات افاقت من شرودها لتنتبه ان سما تتحدث بلغه
اخرى غير العربيه
ضحكت على خيالها وهي تقول : ههههههههه طب قبل ما تتحولي ممكن
تفهميني موضوع علي ده
لم تفهم معنى تتحولين ولم تهتم بهذا المقطع لتجيب على المقط الثاني ببرود : لا
موضوع ولا حاجه هو اتقدم وانا هرفض خلصنا شوفتي مفيش موضوع ازاي
رفعت نهله حاجبها الايسر استنكارا على ما تقوله صديقتها وهي تقول بطريقه
تشابه من تجلس امامها : تحبي تموتي باي طريقه انا ديموقراطيه وهخليكي
تختاري موتك بايدك عشان متقوليش اجبرتك على حاجه ، شوفتي انا احسن
واطيب منك ازاي ههههههه
ضحكت بعصبيه حاولت ان تخفيها فالحديث في هذا الموضوع يثير غضبها :
هههههه لا بجد اطيب مني طب مفيش اي اختيارات
نهضت نهله وهي تشير لرقبتها بالذبحح : فيه ياسين ممكن يموتني دلوقتي
عشان بقالي اكتر من نص ساعه برا المكتب
سما : هههههه طب ياسين عرف انك وفقتي على معاد الفرح
ابتسمت بخبث وهي تحرك راسها بمرح : لا مبينتلهوش اني عارفه حاجه
وبعمله زي الشهرين اللي فاته ابن عمي وبس هههههههههههه
تعلت ضحكات سما وهس تقول في سرُها < ربنا يعينك يا ياسين يعني ملقتش
تحب غير نهله < هههههههههههه
شاركتها نهله الضحك وهي تجاري صدديقتها في التظاهر بنسيان موضوع علي
فتحت الباب وهمت بالخروج لتقول بجديه لا تزور نهله سوا مرة في العام :فكري
واستخيري وبعدين ردي ومتنسيش انك كام شهر وتكوني في 27
اغلقت الباب خلفها تاركه صديقه عمرها في حيرا من امرها
تنهدت سما بيأس وهي تضع رأسها فوق المكتب لتقول بهمس : يارب الهمني
الصواب
********************
دخلت غرفة والدتها وهي تقول بمرحها المعتاد وبصوتها الصاخب الذي لا يتماشى
مع انوثتها الخادعه :مين مزعل ام اسراء قوليلي بس مين مزعلها وانا هعلقوا في
المروحه ههههههه
ضحكت والدتها بخفوت وهي تحضت كتف تلك المستعمره احضانها دافنه راسها
في صدرها
اسراء : قوليلي بس متخفيش انا هظبطوا ههههه
ام علي : يعني اللي قاله اخوكي بالليل حاجه تفرح
عدلت من وضع نظارتها الطبيه واعادت خصله من شعرها الناعم خلف اذنها
وهي تقول باهتمام كاذب : لا يماما ميرضينيش ابدا الواد علي ده انت نسيتي
تربيه انا بقولك كده من زمان وانت مش مصدقاني ، ازاي عايز يجوز انا مش
عارفه ايه الجيل الفاشل اللي طالع ده ، بس ده غلطكوا من الاول دلعتوه بزياده
لدرجه انه قال عايز يجوز شوفتي ازاي
لم تتمالك اعصابها لتتضحك ضحكتها الشهيره وتحمد الله ان والدها ليس هنا فهو
يرفض هذه الضحكه وبشده
امعلي : استهبلي استهبلي ما انت عليكي بأيه محدش حاسس بيا في البيت ده
اصلا
ابتعدت عن احضان والدتها وهذه المره قالت بجديه : هو انت ايه اللي مزعلك
بالظبط ان علي هيجوز ولا انه هيجوز سما بالتحديد هو انت عارفه حاجه غلط
عن البنت
استنكرت والدنها سريعا وهي تهتف : لا والله البنت زي الفل وانا عارفه امها
الله يرحمها وتربيه حسين محدش يشك بيها بس انا كنت عايزه لا اخوكي الافضل
حان دورها هي في الاستنكار وهي تردد كلمه امها : الافضل
رفعت اصابعها وبدأت العد سما بنت عمو حسين يعني مال وجاه وسمعه جميله
وانا وانت وثقين في ده يعني مال وجاه وسمعه وجمال مهندسه ومثقفه وبتشتغل
مع ابنك في الشركه ، ايه تاني ناقص متدينه ودي على رأس القائمه
هدأت حده والدتها وهي تقول : عارفه بس اختي
لم تكمل جملتها لصوت ابنتها الصارخ : اختتتتتتي هو ده اللي مزعلك زعل
خالتي بس هاجر بالنسبه لعلي زي اخته واكتر وبعدين هو لو عايز يجوها كان
اجوزها من زمان
هتفت والدتها منهيه هذا الحوار ومبعده عنها اتهامات ابنتها : انا معترضتش انا
قلت شرطي انهم يسكنوا معايا
ابتسمت اسراء بمكر وهي تقول : شرطي يا كوكو طب مش شيفه انه شرط
تعجيزي شوفي احنا نسبها على ربنا البنت وفقت تعيش في الفلا كان بها
اعترضت كان بها
ام علي : لا . اصله يعني
هتفت اسراء بمرحها المعتاد الذي عاد اليها لتعود هي بدورها الى حضن امها :
لا يعني ولا ميعنيش احنا بكره بالليل ناخد معانا حته جاتوه 4.5 تصدقي غليت
بقت 6.5 بس يلا ان شالله محد حوش ونروح نزورها ههههههههههههههههههه
تعالت ضحكات الاثنين معا لتشد والدتها من ضم ابنتها الوحيده الفتاة التي رزقت
بها بعد عناء لتغلق اسراء عينها برفق وهي تبتسم تعلم ان اقناع والدتها هو
الاسهل على الاطلاق
**************
تجلس بجانب يوسف مقابل نور التي لم تكف عن الحديث منذ ان اجتمعوا حول
طاوله الطعام
وعمها يترأس الطاوله كما اعتاد والدها ان يفعل ابتسمت عندما وصلت ذكراها الى
هذا الحد
عندما تذكرت حوارهم الصامت على طاوله الطعام حوار يجعهلم يضحكون
بخفوت لينتبه اليهم والدهم ويسال باستنكار << فيكوا ايه انتوا اتجنينوا <<
وكان هذه الجمله هي الاشاره لهم لبدء الضحك او بالتحديد لتبدء جيلان الضحك
ويتبعها الجميع حتى والدها يضحك وهو يقول << شكلكوا اتهبلتوا يا عيال
ههههه
يوسف : ولا انت ايه رأيك يا وصال
وصال : نعم .. معلش مخدش بالي بتقول ايه
تعالت ضحكات نور وهي تقول بسخريه : لو سرحانه في اخويا يبقى يا خبتك
كنتي اسرحي في حد احلى ههههههههه
تجاهل نور تماما وهو يعيد الجمله مرة اخرى على مسامع وصال : بابا بيقول
بدل ميبعت مندوب دبي اروح انا وانت منها انا احضر المؤتمر ومنها انا وانت
نسافر مرة تانيه شهر عسل
وصال : برحتك ولو سفرنا خير وبركه
نور : البت دي محتاجه دورس هههههه بيقولك دبي وانت تقولي برحتك
ههههههههه
يوسف : هههه عارف انه محروق دمك عشان انت كنت عايزه تسافري بس
احسن انا ووصال هنسافر هههههههه
نور : يوسف انا اختك حببتك خدني معاك ههه وعمت ابنك او بنتك اللي هيكون
على اسمي مستقبلا انش شاء الله
يوسف : ههههههههه انا اسمي بنتي عليكي ليه اتهبلت هههه
هتفت هذه السيده الجالسه بجانب نور بدعاء ام محبه لابنها : ربنا يبني يرزقك
بذريه الصالحه ويكرمك بابن او بنت خلال الشهر ده
دعاءها الصادق وصل الى قلب هذا المتيم ليردد خلفها امين بصدق فاكثر ما يتمنى
هو طفل من حبيبه قلبه
نفس دعاءها الصادق جعل الشعور بالذنب لديها يصل لذروته لترفع انظارها
المتوتره الى حقيبتها الموضوعه على البار وكأن ما بداخلها سيخرج فاضحا امرها
اخفضت انظارها وهي تقول : الحمد لله انا شبعت
ام يوسف : ايه يا وصال يا حببتي انت مكلتيش حاجه خالص
وصال : والله يا ماما اكلت وشبعت الحمد لله تسلم ايدك
ام يوسف : بالهنا والشفا يا حببتي مع انك انت اللي عمله الاكل هههههههههه
تداخلت نور بمزاحها المعتاد : خلاص متعزموش على بعض تسلم ايدي انا
ههههه
يوسف : وصال هتروحي لاخواتك دلوقتي ولا بالليل
وصال : نص ساعة كده ونمشي ايه رأيك وبالمرة تشوف بابا
هذه المرة لم يتفاجئ لحضور والدها وكانه على علم مسبقا بوجود ابيها
يوسف : خلاص ماشي
*******************
الوضع هناك كما تذكرت بالظبط الجميع ملتف حول مائده الطعام ريناد جيلان سما
مقابل عمر وبراء ووالدهم يترأس القائمه والحوار الصامت يدور في صمت
جيلان : طب كلي وانت سكته
ريناد : ههه اكل ايه هو فين الاكل ده هههه
جيلان : ايه مش عجبك طبخي ههههه
سما : صح يا جيجي افتكرت انا صايمه الشهرين اللي جاين هههه
ريناد : ايوه صح يا سوسو فكرتيني انا كمان صايمه ههه تصدقي كنت ناسيه
جيلان : هاهاها عادي هفطركوا واسحركوا من عمايل اديا
هذا الحوار كان يدور بهمسات خفيفه جعلت والدهم يرفع رأسه
حسين: فيكوا ايه انتوا اتجنينوا
وكالمعتاد هذه الجمله هي تذكرة جيلان للضحك لتشاركها ريناد ومن بعدها براء
وسما وتعلوا ضحكات الجميع
حسين :شكلكوا اتهبلتوا يا عيال
الجميع كان بحاجه لاي سبب حتى يضحك لاتفه سبب حتى يضحك حتى لو اختفى
السبب كانوا سيضحكون
براء : احم احم بابا
رفع انظاره اليها وهو يقول : نعم
براء : ممكن اروح عند صحبتي انهارده
استنكر هذه النغمه الجديده ليعيدها على مسامعها : تروحي عند صحبتك
غريبه عمرك ماقلتي عايزه تروحي عن صحبتك
من قال انك بحاجه الى ان ترى شخص حتى تصبح مثله من قال ان الفتاة بحاجه
الى نص امها حتى تتقن دورها في المسرحيه فها هي براء تحولت انظارها الى
انظار مياده وهي تقول بنبرة تشابه نبرة مياده : عشان خاطري يا بابا دي اول
مرة اطلب الطلب ده
ثلاثه ازواج من الاعين كانت تنظر اليها وجميعهن يمتلكن نفس ملامح الدهشه
على تصرفات براء الجديده ولم ينتبهوا الى تغير ملامح والدهم وهو ينهض ويقول
حسين : معنديش مانع شوفي حد من اخواتك يوصلك
غادر في صمت غادر وهو لا يستطيع ان يحدد ايهما كان يتحدث مياده ام براء
غادر لترفع انظارها بمكر الى اخوتها الاعزاء وهي تقول ببراءه نابعه من اسمها
: يلا يا حلوين مين اللي هتوصلني ههه
هتفت جيلان وهي تنهض قائله بغرورها المعتاد : انا مش هقدر ورايا مذكره
خرجت للتبعها ريناد وهي تهتف : متحوليش اكيد مش انا
لتنظر لها سما وهي تقول :انا ونهلة ريحين نشتري حجات عشان فرحها قرب
براء : ياسلام اومال مين اللي هيوصلني
نهضت سما وهي تحمل طبقها بين يدها : شوفي عمر اهو قاعد جنبك
عمر : عمر مين انا رايح عند معتز دلوقتي انسوني خالص
خرج عمر ولم يبقى امامها الى ان تستعمل مواهبها في الزن لاقناع احدى
المستبدات اللاتي يحتلن الدور الثاني الان
خرجت خلف عمر لتصدم بوصال امامها وكانها وجدت ضالتها اسرعت باتجاه
وصال وهي تهتف
براء : وصال حببتي شوفتي اخواتك عاملين فيا ايه
رفعت احد حاجبيها استنكارا وهي تقول : هههه عاملين فيكي ايه يا عيني
براء :مش عايزين يوصلوني عند صحبتي يرضكي كده
لتبتسم بمكر وهي تعرف جيدا ان اختها تستعمل احد مواهبها في الاقناع :
خلاص مش مهم تروحي
براء : لا مينفعش عشان خاطري وصليني يا وصال يلا يلا وصليني
وصال : احمدي ربنا ان يوسف دخل مكتب بابا على طول وانه مشفكيش
بالحاله دي ههههه
براء :الحمد لله ها هتوصليني
وصال : هوصلك وامري لله عشر دقايق وتكوني لابسه والا همشي
براء : صواريخ
هتفت بها لتختفي من امام وصال التي على يقين ان هذه الكلمه تعني نصف ساعة
على الاقل
وصال : طب بسرعة انا هسلم على بابا وهقول ليوسف تكوني خلصتي لبس
*************
يسرا )
الوحده شعور قاتل اليس كذلك ان تشعر انك فقدت نصفك الاخر لشئ مميت
نظرت الى الصور التي امامي من خلف دموعي التي لم تتوقف للحظات منذ ان
عدت من الجامعه
رفعت صورة مميزه لريناد وعمتي وداد حددت الصوره بيدي وبداخلي اكاد اجن
اخبريني عمتي ما الذي دفعك للارتباط برجل كهذا ما الذي دفعك لزواج كهذا
اخبريني عمتي كم دفعتي ثمن لهذا الزواج كم اخذ رشدي الخيام مقابل لفقدك
كم سيلزمني حتى استعيد تؤمتي اخبريني عمتي ارجوك اخبريني
صوت هاتفي انقذني من الغرق في بحر دموعي امسكت بهاتفي المعلن عن اتصال من اخي الوحيد
يسرا : احم احم السلام عليكم ازيك يا وليد
وليد ( بتوتر لم تنتبه له ) وعليكم السلام انا الحمد لله كويس يسرا انت في الشقه صح
يسرا : ايوه في الشقه << لتضحك بسخريه ومن ثم تتابع << ناوي تيجي انت كمان
لم يفهم المغزي من جملتها ليجيبها لها بنفس توتر : لا مش انا اللي هاجي انت اللي هتيجي اسكندريه دلوقتي
يسرا ( بقلق ) : خير يا وليد حصل حاجه يارا حصلها حاجه
وليد :يارا كويسه متخفيش انت بس اطلعي على المطار وهتلاقي حجز باسمك تعالي على الاسكندريه
يسرا : وليد عشان خاطري قولي الحقيقه
وليد : يسرتي حببتي انت بس تعالي وهتفهمي كل حاجه متأخريش الحجز فاضل عليه اقل من ساعة
يسرا : خلاص هنزل دلوقتي وان شاء الله اوصل في المعاد
وليد ( وهو يحاول جاهدا الا يبكي ) : احم طيب يا حببتي اول ما توصلي اتصلي بيا وانا هاجي اخدك
يسرا : ماشي
توتره ونبرة بكاءه التي يحاول اخفاءها وشعور الالم الذي يمزقها ويكاد يفتك بها اكدوا لها ان هناك شيء ما
*******************
براء :لا ومشفتيش سما وهي دخله بتقول صباح الخير كان شكلهم تحفه هههههههه
وصال : ههههههههههه الحمد الله ان مكنتش موجوده عشان متتريقيش عليا زيهم
براء : الحمد لله
براء : ايوه ادخلي شمال وبعدين هندخل يمين
نفذت اوامر اختها دون كلمه عندما انتبهت اين هي الان توترت وتغيرت ملامحها
براء : ايوه شايف المدرسه اللي هناك دي هي صحبتي سكنه هناك
ملامحها التي تغيرت لم تنتبه لها براء صوتها الذي اختفى لم تبالي له براء
لتسأل وصال بشك
وصال : هي صحبتك سكنه هنا من امتى
براء : مش من زمان عشر سنين تقريبا
وصال ( بصوت منخفض وبلا وعي ) : يعني صحبتك جيران ماما سميره وماما ماجده
*****************
انتهى الفصل الثاني والعشرون
|