لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-12, 11:53 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : الارشيف
افتراضي الحقيقة الثانية عشر

 



إنهمكت والدة(باسل) في إعداد طعام الغذاء في مطبخ منزلها ووقفت معها ابنتها(بسمة) تساعدها في همة قبل أن تقول لأمها بلهجة ذات مغزى ـ"ألم يخبرك(باسل) شيئاً؟

عقدت أمها حاجبيها قائلة في حيرة ـ"شيئاً مثل ماذا؟"

هزت(بسمة) كتفيها وهي تجذب باب المبرد قائلة ـ" أبداً، لقد لاحظت اهتمامه الزائد بأولادي وبـ(مروان) ابن(نهاد). لقد أحضر لهم ملابساً ولعباً كثيرة وإصطحبهم أمس للملاهي، ألا يعني هذا شيئاً؟"

هزت الأم رأسها نفياً قائلة ـ"لا يعني شيئاً جديداً،(باسل) يفعل ذلك كل أجازة؛ أم أنك تلمحين إلى ابن(نهاد)؟"

أجابتها ابنتها في سرعة قائلةـ"كلا بالطبع، فـ(مروان) و أبنائي تقريباً في منزلة واحدة عند(باسل) ربما من قبل أن يتزوج(سارة). (باسل) يعشق الأطفال يا أمي وهذا ما أسألك عنه. ألم يخبرك بحمل زوجته؟"

هزت الأم كتفيها وهي تتذوق طعم الحساء قائلة ـ"لا لم يخبرني، وما أظنه يخفي خبراً كهذا عنا لو كان صحيحاً. ألم تلحظي أنت شيئاً عليها؟"

إلتقطت(بسمة) بعض ثمرات الطماطم الطازجة من المبرد وهي تجيب أمها قائلةـ"لا لم ألحظ، لقد كانت في قمة النشاط والحيوية أمس في الملاهي كما لو كانت طفلة صغيرة."

أشاحت الأم بكفها بعيداً قائلة ـ"لا تشغلي بالك، هذه حياتهما وهما أحرار فيها. لكن ما سر اهتمامك المفاجيء هذا؟"

مطت(بسمة) شفتيها قائلة ـ"أنا مهتمة بشقيقي وبرغبته في أن يكون له ابن من صلبه. أعتقد أن هذا حقه وحقنا جميعاً."

ربتت الأم على كتف ابنتها قائلة بحكمة ـ"(باسل) حر في حياته يا(بسمة)، كما أنه متزوج منذ ستة أشهر فقط. دعيه يستمتع بعروسه وشبابه."

ضحكت(بسمة) في تهكم قائلةـ"عروسه؟ عروسه لا تهتم سوى بدراستها وبالدكتوراه؛ أراهنك على أننا لن نر أبناء(باسل) قبل أن تنهي(سارة) الدكتوراه."

ربتت أمها على كتفها ثانية ونصحتها قائلة ـ"من المؤكد أنهما متفقان على ترتيب حياتهما سوياً. ثم ما سر تحيزك ضد زوجة أخيك؟ ألأنها كانت دوماً متفوقة في دراستها وعملها، أم لأن(باسل) اختارها هي ولم يختر أخت زوجك؟"

إرتبكت(بسمة) لصراحة أمها وتلجلجت الكلمات على شفتيها فبادرتها أمها قائلةـ"وأحب أن أذكرك بأن(باسل) يحب زوجته وإختارها عن اقتناع. لقد تعمدت يوم أن أرسلت إليه في لندن بأسماء الفتيات اللاتي سيختار منهن أن أضع اسم(سارة) وسط الأسماء كيلا ينتبه إليه، لكنه لم يحدثني إلا عنها. أفهمت الآن مشاعره نحوها؟"

هزت(بسمة) كتفيها بلامبالاة وهي تقول ـ" على أي حال أنا لا يهمني سوى سعادته. وفقهما الله."

همت أمها بالرد عليها حينما سمعا صوت باب الشقة يُفتح و يُغلق واقترب(باسل) من المطبخ وعلى وجهه ابتسامته العذبة قائلاً ـ"صباح الخير يا أمي."

وانتبه لحظتها لوجود شقيقته فقّبل جبهة أمه في حنان قبل أن يُقَبّل جبهة شقيقته قائلاً بود ـ"كيف حالك يا(بسمتي)؟ وأين أولادك؟ لماذا لا أسمع ضجيجهما؟"

ربتت(بسمة) على ظهره قائلةـ" نوم الظالم عبادة، لن ينتهي الغداء لو إستيقظوا."

قالتها وهي تختلس النظر إلى ما خلف شقيقها قائلة بتردد ـ"أين(سارة)؟ ألم تحضر معك؟"

أجابها في هدوء قائلاً ـ"(سارة) ستتأخر قليلاً، لقد ذهبت لتقابل أساتذتها بالكلية وزملائها القدامى."

رفعت(بسمة) حاجبيها باندهاش مفتعل ـ"اليوم؟"

مط(باسل) شفتيه قائلاًـ" نعم اليوم، لقد طلبت منها أن تُنهي جميع زياراتها لأصدقائها وزملائها في أقرب فرصة لأننا قد نعود إلى لندن في أي وقت."

سألته أمه في لهفةـ" ألن تبق معنا للعيد؟"

هز كتفيه قائلاًـ" لا أعلم بعد، سأتصل بمدربي وهو صاحب القرار."

ابتهلت أمه إلى الله قائلةـ"يا رب يوافق على أن تقضي العيد معنا، بدونك لن يكون له طعم."

قَبّل جبهتها ثانية في حب قائلاً ـ"حفظك الله لي، حفظكم الله لي جميعاً."

ثم إلتفت إلى شقيقته مداعباً يقول ـ"سأذهب لأوقظ(أحمد) و(محمود). لقد أوحشاني هذان التوأمان."

ربتت على كتفه قائلةـ"ما دمت تحبهما هكذا أنجب لهما عروسان."

رفع(باسل) حاجبيه في دهشة ولم يغب عن نظره مرفق أمه الذي تحرك في سرعة ليلكز جانب(بسمة) كنوع من العقاب لكنه أجاب بابتسامة ودود وهو يخرج من المطبخ ـ"لا تتعجلي، عندما يشاء المولى عز وجل ستصبحين عمة."

وتركهما ليداعب طفلي شقيقته في حنان.
وقبل أن يحين موعد الغذاء كانت(سارة) تدق جرس الباب وتعتذر لحماتها عن تأخرها في الحضور بسبب ازدحام المواصلات في وقت الذروة. وهنا داعبها زوجها قائلاً ـ"ألم أعرض عليك أن تقودي سيارتي؟"

رفعت حاجبيها في استنكار قائلة ـ"أقود جيب في القاهرة، وفي ساعة الذروة؟ مستحيل، القيادة في لندن أسهل كثيراً."

وفي جو عائلي تناول الزوجان غذائهما مع أسرة(باسل) قبل أن ينسحب هذا الأخير معتذراً لعائلته قائلاً ـ"سنستأذنكم الآن لأن لدينا مشوار هام."

أشار إليه والده قائلاً ـ"إلى أين؟هل ستضحي بصينية البسبوسة من صنع يدي(أم باسل)؟"

ضحك(باسل) قائلاً ـ"لا أستطيع التضحية بها، حافظوا على نصيبي ونصيب زوجتي لحين عودتنا. بالمناسبة يا أمي، سنبيت هنا الليلة."

تهللت أسارير أمه وهتفت وابتسامتها تضيء وجهها الحنون قائلة ـ"مرحباً بك في بيتك يا حبيبي، سيزداد بهاء البيت بوجودكما اليوم."

تورد وجه(سارة) خجلاً في حين رفعت(بسمة) حاجبيها قائلة بغيرة مصطنعة ـ"يا سلام، الكلام العذب لا يخرج سوى لـ(باسل)..أما أنا..يا لحظي التعس."

ربت(باسل) على كتف أخته باستخفاف مرح قائلاً ـ"لقد شبعت أمي من رؤيتك كل يوم، أنت بالنسبة لها طعام مكرر تأكله كل يوم، أما أنا ففاكهة نادرة الوجود."

تعالت الضحكات على تعليقه في حين عقدت(بسمة) حاجبيها بغضب مصطنع قائلة ـ"هكذا؟ لن أرد عليك."

مال(باسل) يقبل رأسها قائلاً بود ـ"أنت أختي الحبيبة وأنا أحب مشاكستك."

قبلت(بسمة) وجنته قائلةـ"حفظك الله لي يا أخي الحبيب."

ربت(باسل) على كتفها بحنان قبل أن يقول للجميع ـ"أراكم في المساء إن شاء الله."


***************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد  
قديم 05-03-12, 12:00 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : الارشيف
افتراضي الحقيقة الثالثة عشر

 



وقفت(سارة) ساهمة أمام مشهد غروب قرص الشمس الأحمر وغوصه وسط مياه نهر النيل، ولم تشعر بإقتراب زوجها إلا حينما وقف خلفها وأحاطها بذراعيه هامساً ـ"ألهذه الدرجة إستغرقك الغروب؟"

أجابته وعيناها لا تفارقان المشهد ـ"نهر النيل رائع، وقوة مصر مستمدة من قوته. أنا فخورة بإنتمائي له."

ضحك(باسل) وسألها في دهشةـ"يااه؟! لم أتصور أن يثير النيل كل هذه المشاعر الوطنية لديك. ما السر يا ترى؟"

غاص لحظتها قرص الشمس تماماً تاركاً شفقاً أحمراً مكانه في الأفق فإستدارت(سارة) تواجه زوجها قائلة بابتسامة حالمة ـ"عندما وقفت على نهر التايمز ورأيت جماله تذكرت النيل وشعرت بحنين بالغ لبلدي ونيلها، وتمنيت مع نفسي أن أسكن في شقة تطل على نهر النيل كي أراه في كل وقت."

داعب(باسل) وجنتها قائلاً ـ"وها قد إستجاب الله عز وجل لدعائك وفاجأتك بأن شقتنا تطل على النيل."

سألته فجأة ـ"متى اشتريت هذه الشقة؟"

تظاهر بالفزع لسؤالها المفاجيء، ثم ما لبث أن أجابها بابتسامته الهادئة قائلاً ـ"قبل أن أخطبك، فأنا أيضاً من هواة مشاهدة غروب الشمس في النيل."

تأملت ملامحه المبتسمة للحظات قبل أن تقول بحيرة ـ"أشعر أن الله سبحانه وتعالى أرسلك لي لتحويل كل أحلامي إلى حقيقة."

تناول كفها يلثمه في رقة قائلاً ـ"وما الداعي لوجودي إن لم يكن لتحقيق أحلامك وإسعادك؟ مجرد أن تجول فكرة بخاطرك هو أمر واجب التنفيذ بالنسبة لي."

عانقته في حب قائلة بامتنان ـ"حفظك الله لي يا حبيبي."

قبل جبهتها في حنان وهو يقول ـ" وحفظك لي. والآن هيا لتري باقي الشقة، وبعد ذلك سنخرج سوياً لنختار أثاث الشقة والسجاد والستائر. بإذن الله أريد أن ننتقل للإقامة هنا قبل نهاية الأسبوع. أريد أن نمضي عيد الأضحى سوياً في شقتنا هنا."

عقدت حاجبيها قائلة ـ" وماذا عن المدرب؟"

أشاح بيده قائلاً ـ" أنا ممنوع من اللعب مبارتين، والمباراة الثانية موعدها يوم عيد الأضحى. سنسافر بعدها مباشرة بإذن الله. المهم، ماذا حدث في الجامعة اليوم؟ هل قابلت أساتذتك؟"

صحبته(سارة) لداخل الشقة وهي تجيبه قائلةـ" قابلت دكتور(فكري) وباقي زملائي في القسم. أما دكتور(عثمان) فعلمت أنه سافر لأداء فريضة الحج."

سألها باهتمام ـ" وهل أبدى دكتور(فكري) أي ملاحظات حول عملك؟"

مطت شفتيها في إحباط قائلة ـ"نعم، قال أنني أعمل وفق جدول بطيء وأنه كان يتوقع مني ما هو أفضل من ذلك. والأغرب من ذلك أنه شكك في قدرات بروفيسور(أنجلز) العلمية.. لا أدري ماذا أفعل؟"

تنحنح(باسل) وهو يداعب خصلات شعرها الناعمة متظاهراً بالتفكير قائلاً ـ"رأيي هو أن تحاولي الاستمتاع بأجازتك هنا، وهيا بنا وإلا سنتأخر في العودة إلى أبي وأمي وقد تلتهم(بسمة) نصيبنا من البسبوسة."

رفعت(سارة) حاجبيها وعادت تخفضهما قائلة في خبث ـ"البس بوسة؟! عندك حق."

أسند ظهرها للحائط واستند عليه بكفيه هو الآخر وتأمل عينيها لحظات قبل أن يهمس بابتسامة واسعة ـ"البس بوسة!! طبعاً عندي حق."

تاهت في لون عينيه للحظات قبل أن تسأله بجدية مصطنعة قائلة ـ"قبل أن أنسى،عندي سؤال هام، هل فراشك متين؟"

إنفجر ضاحكاً وقال ليجيبها من بين ضحكاته ـ"وحتى لو لم يكن متيناً، لقد أصبحت خبيراً في إصلاح الفُرُش."


****************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد  
قديم 05-03-12, 12:06 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : الارشيف
افتراضي الحقيقة الرابعة عشر

 



وقف (باسل) أمام صوان ملابسه في غرفة نومه بلندن يفتش في محتوياته بحثاً عن ملابس تدريب نظيفة دون جدوى مما أثار أعصابه، فهبط للطابق السفلي وإتجه من فوره إلى غرفة المكتب ووقف على بابها واضعاً كفيه في خاصرته قائلاً والشرر يتطاير من عينيه ـ" أين ملابس تدريبي النظيفة؟"

لم يبد على (سارة) أنها سمعته أو شعرت بوجوده من الأساس حيث استغرقها عملها على الكمبيوتر فلم تعد تشعر بما يحدث حولها، فإزداد غضبه وعلا صوته وهو يهتف في عصبيةـ" (سارة) أنا أكلمك... أين ملابسي النظيفة؟"

إنتفضت (سارة) في فزع وهي ترفع عينيها إليه قائلة ـ"ما ذا بك يا (باسل)؟ لقد أفزعتني."

أعاد (باسل) سؤاله من بين أسنانه التي يجزها غيظاً فعقدت (سارة) حاجبيها للحظات تستوعب سؤاله قبل أن تجيبه في هدوء قائلة ـ" في الصوان بغرفتنا."

أشاح بيده قائلاً في عصبية ـ" لا يوجد شيء بالصوان، لا قمصان نظيفة ولا ملابس تدريب ولا حتى جوارب أو ملابس داخلية."

سألته في حيرة حقيقية ـ" أين ذهبوا إذاً؟"

إستشاط غضباً من هدوءها فهتف بها في ثورة ـ" أتسألينني؟ كل ملابسي متسخة وفي إنتظار تعطفك لغسلها. أتدرين منذ متى؟ منذ أسبوعين...جميع ملابسي متراكمة منذ أسبوعين دون تنظيف ودون سبب واضح لإهمالك شئوني وشئون منزلك."

أحنقها صوته العالي فنهضت من خلف المكتب قائلة بضيق ـ"لماذا تهتف بي هكذا؟ أنت تعلم مدى إنشغالي في دراس..."

قاطعها بغضب هادر لم تره من قبل_ أو بالأحرى لم تتوقع رؤيته_ قائلاً ـ"بيتك أهم يا سيدتي...بيتك وزوجك أولاً."

شعرت بأنها أمام (باسل) آخر غير الذي تزوجته، ولم يستوعب عقلها العلمي هذا التغير الشديد في أسلوب زوجها فقالت مدافعة عن نفسها ـ" أنت تعلم أنني لا أهمل شئونك عن عمد... وتعلم أنني..."

قاطعها هاتفاً في ثورة ـ" كل هذا ولا تهملين شئوني؟ عندما تتراكم كل ملابسي بهذا الشكل ناهيك عن نظافة المنزل والأكل من المطاعم... كل هذا ولا تعدينه إهمالاً عن عمد؟"

تصاعدت دماء الغضب بغزارة إلى رأسها وكادت أن تُفقدها صوابها إلا أنها تماسكت وهي تلتقط نفساً عميقاً وتنفثه في بطء وتقترب من زوجها في هدوء مدروس، وبإبتسامة رقيقة لمست ذراعه بحنو قائلة ـ"حبيبي أنا آسفة. قليل من التعاون لن يضرنا."

سحب ذراعه بعيداً عنها وأشاح به هاتفاً ـ"ماذا تقصدين بالتعاون؟ أن أغسل ملابسي بنفسي وأن أنظف لك البيت؟"

ضغطت أسنانها لتمتص غضبها وحاولت الابتسام قائلة ـ" حاول أن تعود إلى أيام العزوبية يا حبيبي. فيم إختراع مغاسل التنظيف الجاف إذاً؟"

أثاره هدوءها وكأنه كان ينتظر إنفجار غضبها كي يعيد إليها الحياة، أو ربما ليشعر بأنه يعيش مع كائن حي وليس وحده.
المهم انه إنفجر بها بثورة تشبه ثورة’سي السيد‘ قائلاً ـ"عزوبية؟ أنا لم أتزوج كي تطلب مني زوجتي العودة إلى أيام العزوبية، ولو أني اشعر بأنني لم أعد متزوجاً. ليكن في محيط معلوماتك الغزيرة يا زوجتي العزيزة أنني رجل شرقي... ولا يغرنك وجودنا في لندن. أنا لست بارداً ولا أتنازل عن حقوقي رغم أني تساهلت فيها كثيراً مراعاة لحبي لك، لكن يبدو أنك إستخدمت هذا الحب لمصلحتك الخاصة دون إعتبار لي."

وبحركة سريعة، وقبل أن تستوعب(سارة) دهشتها مما سمعته كانت أصابعه تنغرس في لحم ذراعيها بقسوة آلمتها وهو يتابع في ثورة ـ"وأرجو أن تتذكري دوماً أن واجباتك كزوجة تسبق أي واجبات أخرى، وأن..."

قاطعته هي هذه المرة وهي تجذب ذراعيها من قبضتيه في قوة وتهتف بكل غضبها المكبوت والذي لم تعد قادرة على حبسه بداخلها ـ"أنا باحثة قبل أي شيء آخر وأنت تزوجتني وأنت تعلم بهذا وراضي به. أتنكر أنك طلبت مني في مصر أن أهتم بدراستي وأن أستغل كل وقتي من أجل الإنتهاء من رسالتي في أقرب فرصة؟"

أجابها في حدة قائلاً ـ"أنا لا أنسى كلمة أقولها... لقد قلت يومها أن تحاولي إستغلال وقتك في غيابي بشكل مكثف، وقلت أيضاً أن هذا الطلب صعب جداً علّي. ولكن يبدو أنك كنت في إنتظار أن أعفيك من مهامك كزوجة لذا إستغللت الفرصة."

أشاحت بيدها بعيداً وهي تدافع عن نفسها قائلة ـ" والله أنا لم أجبرك على الزواج مني، وأنا واثقة من أنك كنت تعلم جيداً قبل الزواج أن أهم شيء في حياتي هو عملي، والمفروض أنك كيفت نفسك على هذا."

إستشاط غضباً من حديثها الذي بدا مخالفاً لكل الأعراف والتقاليد ولم يستطع منع لهجة التهكم التي سيطرت على صوته وهو يقول ساخراًـ" أكيف نفسي؟ يبدو أنك من هواة عكس الأمور. بدلاً من أن توفقي أنت بين عملك وبيتك، أقوم أنا بذلك، ولم لا...إنها الألفية الثالثة."

وبغضب هادر هتف بها ـ"لماذا تزوجتني من الأساس ما دام عملك أهم عندك من أي شيء آخر؟"

أعماها غضبها وإستثارتها سخريته ففوجئت بنفسها تهتف بما ندمت عليه بعدها بلحظات، إذ هتفت به في حنق وثورة عارمين ـ"أتعلم لماذا؟ لأنني فقدت منحتي لدراسة الدكتوراه في لندن. أوتدري لم؟ لأن الجامعة لا يوجد لديها إعتماد مالي لتغطية البعثات. أوتدري لم؟ لأن أموال البعثات ذهبت لبضعة صبية يجرون وراء كرة والإسم منتخب مصر أو أندية مصر أو أي مسمى آخر. هل علمت الآن لماذا تزوجتك؟ لأن حقي عندك أنت وزملاءك."



قالتها ووضعت كفيها على فمها بندم وهي تراقب بعينين متسعتين هلعاً تعبيرات وجه زوجها.


فقد إرتسم الذهول على وجهه وتحجرت عيناه على وجهها...


الوجه الذي ظنه يوماً وجه ملاك.


وفي أعماقه شعر بخنجر حاد يخترق قلبه في عنف وبلا هوادة تاركاً جرحاً عميقاً صعب إندماله.
وبألم شديد، وبصوت متحشرج من هول الصدمة قال ـ"حقك؟ أتبغضينني لهذه الدرجة؟ وكيف خدعتني كل هذه المدة؟ بل كيف سولت لك نفسك فعل ذلك بي؟ لقد إتهمتني وأصدرت حكمك دون أن تتأكدي من عريضة الإتهام يا دكتورة، بل ونفذت حكمك دون تردد."

وبحرقة شديدة هتف بها ـ" بعد كل ما فعلته من أجلك مازال قلبك مليئاً بالسواد تجاهي؟ على أي أساس بنيت إتهامك وحكمك؟ لعلمك الخاص أنا لم ألعب في منتخب مصر القومي قط. وكل أموالي قبضتها من عقد إحترافي وراتبي هنا. أنا حتى لم ألعب مع فريق الدرجة الأولى الذي كنت ألعب له في مصر أكثر من ثلاث أو أربع مباريات رآني في أحدها سمسار لاعبين ورتب لي صفقة إنتقالي إلى هنا. بإختصار يا دكتورة أنا لم أقبض حق منحتك لأني كنت أجلس مع الإحتياطي."

إغرورقت عينا(سارة) بدموع الندم وهي تراه ممزقاً أمامها من الألم فمدت يدها إليه هامسة ـ"(باسل) أنا آسفة...سامحني... لم أكن.."

قاطعها وهو يتراجع بعيداً عنها هاتفاً ـ"أسامحك؟ أسامحك بعد أن ذبحتني بنصل بارد؟"

إنهمرت دموعها تغرق وجهها وهي تقترب منه هاتفة ـ" أرجوك سامحني وسنبدأ من جديد...سأكون.."

أشاح بيده في الهواء قائلاً بمرارة ـ" ستكونين ماذا؟ ستكونين أكبر جرح في حياتي."

قالها وإندفع مغادراً الغرفة في إتجاه الباب الرئيسي للمنزل وإختطف في طريقه معطفه وسلسلة مفاتيحه غير عابئ بنداءات زوجته المتكررة ولا بتوسلها له كي يرجع، بل إنه حتى لم ينظر عبر زجاج سيارته ولم يلمحها تقف أمام الباب المفتوح ودموعها تنهمر في غزارة،
وبالتأكيد لم يسمعها تهتف من بين نشيجها قائلة ـ"رباه... ماذا فعلت به؟ ماذا فعلت بنفسي؟"


وإبتعد (باسل) في سرعة.

*************************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد  
قديم 07-03-12, 11:31 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 194333
المشاركات: 3,447
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام سلمي عضو على طريق الابداعام سلمي عضو على طريق الابداعام سلمي عضو على طريق الابداعام سلمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 351

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام سلمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : الارشيف
Flowers

 

السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا باحلى روبي
اولا الف مبروك قصتك الثانية عثرت عليها الان فقط
وانا زعلانة منك لانك لم تقولي لي
ولكن قصتك الرائعة تشفع لك يا قمر
صراحة بداية غريبة انا فقط قرات اول فصل واخر فصل هههههههه ولكن واضح انها رائعة
انا دائما احب اقرا النهاية الاول لاعرف عن ماذا اقرا
لكن بصراحة شدتني جدااااااااااا وان شاء الله اعود قريبا جداااااااااا بتعليق مفصل على الفصول التي نزلت
شكرا لك لمشاركتنا اياك قصتك الرائعة
ولا نتحرم منك يارب ومن جديدك
سلام وفي امان الله احلى روبي

 
 

 

عرض البوم صور ام سلمي  
قديم 07-03-12, 11:50 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام سلمي مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا باحلى روبي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..يا الف اهلا وسهلا بميرو
اولا الف مبروك قصتك الثانية عثرت عليها الان فقط
وانا زعلانة منك لانك لم تقولي لي

اسفة يا ميرو والله انا قلت انزلها في ليلاس عشان تبقى كل اعمالي المنشورة عليه، ويمكن ضعف التعليقات عليها بسبب كونها منشورة قبل كدا بالفعل
ولكن قصتك الرائعة تشفع لك يا قمر
صراحة بداية غريبة انا فقط قرات اول فصل واخر فصل هههههههه ولكن واضح انها رائعة
انا دائما احب اقرا النهاية الاول لاعرف عن ماذا اقرا
لكن بصراحة شدتني جدااااااااااا وان شاء الله اعود قريبا جداااااااااا بتعليق مفصل على الفصول التي نزلت
شكرا لك لمشاركتنا اياك قصتك الرائعة
ولا نتحرم منك يارب ومن جديدك
سلام وفي امان الله احلى روبي

نورتيني يا ميرو...واستني بلاش التعليق المفصل.. خدي المشهدين دول كمان وادمجيهم في التعليق..ههههه

شكراً لوجودك وترحيبك يا قمر

دمتي بحفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رباب فؤاد, ليلاس, من وحي الأعضاء, الحب, الحقيقه, بقلم الاعضاء, رباب, روايات مصريه, روايات و قصص, رواية الحقيقة الحب, روايه مميزة, فؤاد, قصص من وحي قلم الأعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية