المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
مستر ويليام ( قصة قصيرة جداً جداً )
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعتذر لكم عن غيابي لفترة بسبب ظروف الدراسة و الآن أعود إليكم بقصة جديدة بعنوان : ( مستر ويليام )
لقراءة قصصي السابقة يرجى مراجعة الموضوع التالي :
AHMEDHOLZ { قسم مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء }
أترككم مع القصة :
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
" ها هو قادم يا أيمن "
قالها أحد الموظفين الصغار بتلك الشركة الكبيرة بانبهار و هو يشير إلى أحد شابٍ قادمٍ من باب ذلك الممر الكبير فأومأ إليه أحد الموظفين المجاورين له برأسه قائلاً : نعم يا حسين و بشكله و بشكله المعتاد .
لم يكد ينهي عبارته حتى مر ذلك الشاب بجانبهم ، و هنا أتسعت أعين جميع من بالمكان في انبهار و تجمدوا جميعاً في أماكنهم أمامه
و ربما يرجع ذلك في أن ذلك الشاب كان شديد الوسامة إلى حد مدهش ، فقد كان طويل القامة ، ازرق العينين ، ذو شعر بنيٍ ناعمٍ و لامعٍ ، و ابتسامة ساحرة بأسنانه البيضاء المتلألئة كالماس ، ويرتدي حلة أنيقة برباط عنق فاخر و ساعة ذهبية أنيقة تدل على الثراء الشديد .
قال دون أن يبدو عليه أدنى اهتمام بانبهارهم : صباح الخير جميعاً
و لوهلة ظل الجميع على جمودهم ، فظل هو الاخر مبتسماً في موضعه بصبر من أعتاد الأمر ، ثم و أخيراً انتزع أحدهم نفسه من جموده ثم قال : صباح الخير يا سيد ويليام .
أيقظت جملته هذه الجميع من جموده و أخذوا يبادلونه التحية في تقدير و احترام ، ثم غادر هو المكان مواصلاً طريقه إلى مكتبه .
و بعد أن غادر ذلك الشاب المكان ، قال حسين محدثاً أيمن : يا له من شاب رائع و جذاب .
أومأ أيمن إليه برأسه موافقاً ثم قال في خبث : نعم ، جذاب جداً و للفتيات أيضاً .
التفت إليه حسين و تساءل قائلاً : ماذا تقصد ؟
اقترب أيمن منه ثم همس في أذنه قائلاً : ألم تلحظ وجوه جميع الموظفات هنا عند مروره كل صباح ، أنه يحاولون إخفاء إعجابهم بهم ، و لكنهم يفشلن في ذلك دائماً ، أنا دوماً ألاحظ وجوههن الحالمة ، و عيونهم الواهمة التي تحمل أمانيهن في أن يكون فارس أحلامهن .
لكزه حسين بمرفقه ثم قال مبتسماً : يا لك من داهية !
قهقه أيمن ضاحكاً و قال : و بماذا أفادني الدهاء ، يا لك من محظوظ يا ويليام !
-------------------------------------------------------------------------------------------
انتهى الوقت الرمسي للعمل في تلك الشركة الكبيرة ، و أخذ جميع العاملون يسرعون بالرحيل آملين أن يظفروا بوسيلة مواصلاتٍ كفيلة بإن تعيدهم إلى منازلهم
و من بين الجموع الغفيرة من الموظفين بوجوههم البائسة و ملابسهم البالية برز واحداً فقط منهم ، و ذلك لشكله المميز للغاية عنهم جميعاً ، فعلى النقيض كان يبدو أنيقاً إلى حد مدهش بحلته الأنيقه اللامعة و وسامته المفرطة التي تجعله أشبه بنجوم السينما منه إلى موظف حكومي .
لقد كان ويليام
توجه مع جموع الموظفين إلى ذلك الميدان الكبير
و على عكس الجميع الذين أخذوا يتشبثون بأي حافلة ، لم يأبه هو بأي منها و ظل واقفاً في مكانه و هو يده يديه في جيبه في لا مبالاة
و فجأة انتبه ويليام وأخذ يحدق إلى نقطة ما في نهاية الطريق ، كانت هناك سيارة قادمة من الأفق البعيد و أخذت تقترب و تقترب و تقترب
ثم توقفت أمامه هو ، أمام ويليام
و بلا تردد فتح ويليام باب السيارة الخلفي و دلف إلى الداخل ، وفور دخوله انطلق قائد السيارة.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هبط ويليام من السيارة في إحدى الشوارع الواسعى في الجيزة و توجه إلى قائد السيارة قائلاً بابتسامة واسعة : أشكرك كثيراً يا عمرو .
قال عمرو مبتسماً هـو الآخر : لا شكر على واجب يا ويليام .
قالها ثم انطلق بسيارته مبتعداً فالتفت ويليام إلى الطريق و أخذ يسير في ذلك الشارع بعض الدقائق ، ثم انحرف إلى أحد الشوارع الجابنبية على يمينه و أخذ يلتفت حوله و كأنما يتأكد من أن أحداً لا يتتبعه ثم التفت أمامه مجدداً و سار في ذلك الشارع إلى نهايته ثم انحرف إلى شارع جانبي آخر لأحد الحارات الشعبية الصغيرة و تلفت حوله مجدداً ، ثم سار بسرعة نحو أبواب أحد البنايات المتهالكة و اختفى بداخلها
و بعد مرور فترة من الزمن ، خرج شخص ما من باب تلك البناية
شخص كان قريب الشبه كثيراً من ويليام و لكن مع فارق جوهري للغاية
فبدلاً من الحلة الأنيقة ، كان يرتدي قميصاً بالياً و ممزقاً مكتظاً بالبقع السوداء
و سروال مهلهل مليء بالرقع في شتى الأماكن و كذا حذاء ممزق بالكاد يستطيع ان يحمل قدميه
و بهدوء خرج ذلك الرجل من باب البناية و خرج إلى قلب ذلك الشارع و توجه إلى أحد المتاجر المغلقة و ينحني نحو قفل بابها المعدني و أدار المفتاح في رتاجه ، لينفتح القفل في هدوء فأخذه و دسه في جيبه ثم أخذ يرفع الباب بكل قوته و أخيراً نجح في ذلك ليكشف خلفه ذلك المكان الواسع و التي كانت تزينه لافتة تقول :
" ورشة الاسطى ويليام الميكانيكية لصيانة السيارات "
|