كاتب الموضوع :
روفـــي
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
دخلت كاثرين إلى ستوديو التصوير وهي تشعر بإرهاق بسبب المكالمة التي أجرتها بالأمس ، تشعر بأن تلك المكالمة استنزفت كل قواها ، فهي لم تفق من الصدمة بعد ، وما زاد الطين بلة هو أنها سوف تمثل مع ألبرتو إضافة إلى أنه سيكون المخرج ، لعنت ذاك المخرج في سرها ، أكان يجب أن يمرض في ذاك الوقت ، وكعادة الممثلين حالما يريدون أن يظهروا بسالتهم فإنهم يتطوعون ليكونوا المخرجين ، زفرت بضيق وهي تراجع مشهدها والمصففة بجانبها تعمل بصمت ، خرجت إلى الاستوديو حالما أعلن المعد بدأ التصوير بعد 3 2 1
أكشن .
استلقت كاثرين على ركبتيها حيث كان ألبرتو جالسا .
كاثرين : أوه جاك أرجوك لا ترحل ، خذني معك .
قطع
هكذا صرخ ألبرتو وهو يقف على قدميه
" ما هذا آنستي ، يجب أن يكون المشهد محملا بالعواطف ، فحبيبك سوف يرحل إلى الأبد"
نظرت إليه كاثرين بحقد ، بينما ابتسم البرتو بخبث وهو يتوعدها في سره ، سوف يجعل هذا أسوأ فيلم صورته في حياتها .
هيا ، مرة أخرى
هكذا أعلن البرتو
3
2
1
أكشن
انهمكت كاثرين في التصوير ولم تلحظ زوج العيون الحاقدة التي تراقبها ، كانت تلك الفتاة تجلس هناك ، وتنظر إلى كاثرين والبرتو بحقد وهي تتوعدهما ، "سأنهي حياتكما ، سأدمركما كما دمرتماني ، استمتعا بآخر فيلم لكما"
ابتسمت وهي تتحسس وجهها الذي أصبح أصفر ذابل .
انتهى أخيرا مشهد الرحيل وكانت كاثرين خائرة القوى بسبب البرتو الذي جعلها تظهر له معنى الحب ، حتى وإن كان تمثيلا فهو يكتفي بأن جعلها تظهر له الحب .
عادت كاثرين إلى غرفتها واستلقت على السرير بعد أن بدلت ملابسها وهي تسترجع ما حدث بالأمس ، حالما رد عليها العجوز :
هالو ... معك كاترين غيلمور...
- وماذا تريدين ؟؟
- أبي هذا أنا .
- آسف ... ليس لدي ابنة بهذا الاسم
ثم وضع سماعة الهاتف .. وانهارت والدموع تبلل وجهها الرقيق ،
عادت كاترين بذاكرتها وهي تتوسط سريرها الحريري الأبيض
صوفيا : مرحبا كاثرين.
ردت عليها كاثرين بقلق ومع كل خفقة من قلبها يتعاظم قلقها
ما الذي تريده ؟؟
"سأخبرك شيئا صغيرا عزيزتي ، تعلمين أن عائلة بريتولوتشي وعائلة غيلمور كانا من أشهر العائلات الراقية ، وكانا ايضا صديقان منذ القدم"
أومأت كاثرين برأسها وهي تتساءل من الهدف الذي جعل تلك العجوز تعيد عليها تاريخ العائلتين
"في الواقع الشخص الذي عشت معه هو والدك"
سخرت كاثرين من هذا في سرها ، بالطبع إنه والدها ، لكنها كبحت سخريتها في صدرها وهي تترقب الكلمات التي تخرج من فم البغيضة التي أمامها ببطء شديد .
"لكن المرأة ليست والدتك ، فأنت كما تعلمين تحجج والدك بأن والدتك قد ماتت"
"في الواقع والدتك كانت حية لكنها ........."
قطع حبل الذكريات صوت خشخشة قادم من المطبخ ، ارتبعت كاثرين وظنت بأنها تهذي ، لكنها لم تطمئن إلا عندما ذهبت إلى المطبخ ، فتشت في كل نواحيه ولم تجد شيئا ، ثم أجزمت أنها كانت تتوهم وعادت إلى سريرها "
***
دخل مدير أعمال البرتو بسرعة هائلة إلى مكتب رئيسه وهو يلهث بشدة ويتكلم بسرعة هائلة :
"سيدي ، إن سمعتك صارت على المحك"
اندهش البرتو من هذا الواقف امامه وسعى لتهدئته ، بينما تابع مدير أعماله :
"انت متهم في قضية تعاطي مخدرات"
وقف البرتو فاغرا فاه ، لا يدري بم يرد لكن كيف ؟؟
"لقد وصلتني معلومات مؤكدة ، في اليوم الأول لنا في دبي ، قبل عدة ايام ، في المساء ، التقطت كاميرا كانت معلقة في دبي ، صورا لك وأنت تتعاطى المخدرات ، وأكد شهود أنك كنت هناك"
صرخ البرتو بانفعال"لكنني كنت مع الممثلة كاترين غيلمور عند النوافير الراقصة ، ويمكن للعديد أن يؤكدوا ذلك "
أدرك البرتو فجأة بأن هذا سيزيد من تعقيد المسألة ، فالجميع شاهدوه عند النوافير الراقصة
والمشكلة أنها تقع إلى جانب دبي مول ، لكن كاثرين يمكنها أن تؤكد أنه كان معها
"ليس هذا فحسب بل وصلني بأن الشرطة سوف تلقي عليك بتهمة أنك رئيس لعصابة نشالين وسارقين ، ونصابون وبائعون للعقاقير"
لكن البرتو لم يكن معه ، فقد قفز إلى السماعة وأمسكها ، اتصل على الفندق التي تقطن فيه كاثرين ، كان يعلم انه لو اتصل على رقمها الخاص لن تجيب ، لذا اتصل على الرقم الخارجي ،
"أرجوك حولني إلى الآنسة كاثرين غيلمور"
تمكن البرتو من أن يسمع صوت الجلبة هناك لكنه لم يهتم ،
"أجابه الرجل الذي يعمل في الاستقبال:
"آسف سيدي ، انها في المشفى ، لقد وجدت قبل ساعة من الآن وهي مطعونة عدة طعنات في صدرها ، وعلى الأرجح أنها ميتة الآن، فقد أكد الإسعاف إستحالة نجاتها"
كانت الشرطة قد اقتحمت المكان ، وبدأت تفتش عن البرتو ، لكنه كان قد فقد كل ذرة إحساس لديه ، فالمرأة التي سكنت ضلوعه قد ماتت، لقد قتلت ، لن يراها وإلى الأبد !!!!!!!!...................
|