كاتب الموضوع :
روفـــي
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
الجزء العاشر : انتقم لنفسي من نفسي :
القت نظرة اخيرة على صورتها المنعكسة في المرآه , و رأت شرخا كبيرا يتوسط وجهها و لا يظهر في المرآه ..... و كيف يظهر و بعض الاشياء لا تنعكس صورتها الا في النفس .
اغمضت عينيها و هي تهز رأسها و كأنها تزيح الافكار التي تكالبت على عقلها , و وضعت يدها على قلبها و كأن ألمها نبهها الى حقيقة مكان الشرخ الذي تشعر به يهز كيانها .....
فتحت باب غرفتها و اشتمت عطره يداعب انفها ..... زفرت و هي تقول بمرارة : " اللعنة يا البرتو ...... لقد صار طيفك جزءا من كياني و ليس مجرد ماض اتناساه .
نزلت بخطوات مهتزة من على ذلك الدرج و هي تنظر بدهشة للزينة التي انقته ...... و تضاعفت دهشتها عندما وقع بصرها على الردهة ..... لم تكن ابدا نفسها التي تركتها قبل سويعات نومها ...... لقد ملأت الزينة الحوائط و اخترقت الاضواء الملونة منتصفها و كأن الماضي اخذها لحفل الاوسكار ثانية ليمنحها فرصة اخرى كي تتجنب كل الامها التي واجهتها منذ قدومها هذا الحفل .....
فهاهي الان النجمة الوحيدة الحاضرة في هذه الاحتفالية الصغيرة التي تجهل مصدرها او سببها ...... و كم راقت لها هذه الاحتفالية بعكس حفل الاوسكار الذي كدر صفوها فيه رؤية حبيبها يغازل غيرها ...... لاحادث ..... و لا مطاردات من الصحافة ...... و .....
زوت حاجبيها فجاة و هي تراه يقف امامها و قد ارتدي تلك الحلة السوداء و صفف شعره بطريقة لم تراها من قبل و لكنها زادته اناقة و وسامة و هو يقف في ثبات و ينظر اليها بجمود ....... اغمضت عينيها لتحظى و هي موقنة انه مجرد حلم احمق يتخلل ذهنها كالمعتاد ...... و لكنها فتحت عينيها فاختفت دهشتها و لم يختفي هو .......
و بشفاه مضطربة و قلب اكثر اضطرابا هتفت في مزيج من الوله و التعجب : " انت ؟! " .
تقدم نحوها بخطوات ثابتة و هادئة كالبطل الذي يلتقي معشوقته بعد طول فراق و هو يرمقها بنظرة حزينة يغلبها الشوق و هو يقول : " تبدين جميلة كاثرين ...... كل ما فيكي جميل ..... كم تمنيت رؤيتك بصورتك تلك ..... و هأنذا اراكي ...... شئ واحد فقط يشوب جمالك , و ما كنت لأرضى ابدا بهذا " .
قالها و امتدت يده ناحية صدرها ليجذب القلادة التي ترتديها بعنف رقيق و يلوح بها قائلا : " ما كان جمالك ليكتمل ابدا بدون شئ مني و لو بسيط " .
و رفع يده بالسلسلة الذهبية التي عثر عليها بمكان الحادث المتعلقة بأصابعة و هو يقول في خفوت : " لقد بدت عند عثوري عليها الشئ الوحيد المتبقي لي منك و رغم ذلك كانت ترتبط بكلانا ........ اتعلمين ؟! ....... لقد احتفظت بها و انا احلم ان تكون سببا يجمعنا ثانية ....... و ها نحن نلتقي ........ انتي بكامل اناقتك ........ و انا بكامل جرحي " .
همت ان تنطق بكلمة لولا ان اشار بيده لتصمت و هو يردف قائلا : " لم احضر كي اعاتبك " .
دار حولها حتى وقف خلفها فوضع يده على رقبتها و هو يعلق بها القلادة فاقشعر جسدها و اغمضت عينيها فأردف هو في اذنها هامسا : " بل جئت طاويا صفحات الماضي و بادئا صفحة جديدة اكتبها بدمعات الندم و اوقعها بأنات قلبي الدامي " .
امسكها من كتفها و ادارها نحوه و هو يقول : " لماذا نقسو على انفسنا يا ( كاثرين ) ؟! ...... انا احبك و انتي تحبينني , فلما المكابرة ؟! " .
ابتلعت ريقها و هي تقول بصوت مبحوح استجمعته بصعوبة : " كيف ...... كيف جئت الى هنا ؟! " .
ابتسم و هو يجذب احد المقاعد الموجودة عند طاولة الطعام و هو يقول : " اعتبريه حتى عشاءا اخيرا معك ....... الا استحق هذا ؟! " .
نظرت الى المقعد و الى ابتسامته التي بدت بريئة و هي تقول : " ما الذي تفكر في القيام به بالضبط يا ( البرت ) " .
لوح بيده و هو يقول في هيام : " انوي تحقيق حلما اخيرا قبل رحيلي من حياتك للابد ...... سأتناول معك العشاء و سأراقصك ...... و بعدها ...... سأقطع بمقصلة رغبتك رقبة رغبتي ...... و سأرحل عنك " .
هتفت : الى اين ؟! " .
مط شفتيه و هز رأسه و هو يقول : " صدقيني لا اعلم ( كاثرين ) ...... سأحاول ان اقاوم ظهور صورتك في ذهني ...... و لكن صدقيني ...... سيكون ذلك عسيرا ".
طأطأت رأسها و هي تعض شفتها السفلى و تحبس بأجفانها دمعة تشتاق للخروج لترحم قلبها الذي يتمزق حبا ...... اما هو فلقد هتف قائلا : هلا حققتي لي رغبتي الاخيرة ؟! " .
نظرت اليه و هي تبتسم ابتسامة مضطربة : " اعتقد ان ذلك سيكون رائعا " .
جلست , و اتخذ هو مقعده و سبح كل منهما في عين الاخر وسط الموسيقى الهادئة التي ملأت المكان ....... و بدأ هو بتناول طعامه ...... فكان يأكل قطعة و ينظر لها نظرة , و كأن تلك النظرة هي فاتح الشهية و سط المه و كمده .......
اما هي فقد خفضت رأسها و هي تأكل قطعة اللحم مرغمة و كأنها تخجل من نظرات عينه التي بدت حينا معاتبة و حينا اخر يائسة .......
و اخيرا ان طلقت الدمعة الحائرة من بين جفنيها , فمد يده و رفع رأسها و هو يقول : " لا تزيدي همي بدمعاتك ....... قلبي يبكي في صمت فلماذا تطلبي منه النواح " .
توالت دمعاتها و هي تنظر اليه و هو يرمقها بنظرات مريرة , و الموسيقى الهادئة تشعل بركانه قلبه و تثير طوفان قلبها ......
هب واقفا و مد يده اليها طالبا منها مراقصته على انغام الموسيقى التي تمزق كلا منهما ...... قبلت بأن مدت يدها لتتعلق اناملها براحته ......
احتضنها بذراعه و عانق كفه بكفها , اما هي فوضعت يدها على كتفه , فبدا كوسام يفخر به ........ و تتابعت خطواتها و طاردتها خطواتها في رقصة ...... بدت و كأنها رقصة وداع ابدي .......
اتمنى يكون الجزء المرير ده عجبكم
متنسوش قصتي القصيرة ( اهديتك قلبي ) .... بعد قليل بعبير الاحلام ..... فيس الدعاية ^^
ارشح من بعدي .................... الزعيمة ( حسن الخلق )
و لو رفضت مش لاعب و هزعل جدا منها .............. و بجد
احلى تحية ^^
|