كاتب الموضوع :
روفـــي
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
لم ياتي الامر كما يصور فالافلام والقصص..فلم ترى حياتها كشريط سينمائي يمر امام عينيها حين ادركت بانها كانت النهايه .. بل أتى اشبه بالحركة البطيئة رغم سرعتة.. بدت انوار المركبات الاخرى واضاءة مصابيح الطريق كاضواء النيون المتراقصة وقد راحت السيارة تدور حول نفسها اثر محاولة السائق ان يتفادى الشاحنة التي انحرفت عن مسارها متجهة اليهم كقذيفة صاروخيه..سمعت صرير المعدن حين اصطدمت المركبة بالحواجز التي احاطت بالطريق الجبلي..فحاولت بياس التشبث بشيئ غارزة اصابعها في جلد المقعد بقوة تكسرت تحت وقعها اظافرها المطلية..لم تستطع ان تصرخ بحرف فقد حبست انفاسها في صدرها وهي تشعر بالسيارة تنزلق من حافة الجرف للظلمة فالاسفل ..حيث بدت مياه المحيط السوداء كوحش فاغر فاهه يستعد لالتقامها الى الابد..لمحت برعب السائق وقد خلص نفسه من حزام الامان مدركا عبث محاولة البقاء فالمركبة وقد بات معظمها في طريقه للهاوية.. والثواني المتبقية هي فرصته الاخيرة للنجاة .
- لاااااااااا
خرجت اخيرا الكلمة المليئة ذعرا من بين شفتيها..كان الرفض لكونه يتركها لمواجهة مصيرها والرفض من قدرها الذي راته جليا..حاولت ان تتبع الطريقة التي انقذ بها السائق نفسه لكن الاوان كان قد فات على ذلك..فالمركبة كانت قد هوت بالفعل بسرعة رهيبه وقد حددت مسارها المنحنيات التي كانت في كل مرة تميل بالسيارة باتجاه .. ما جعل كاثرين كالكرة داخلها تطير لتصطدم بزاوية ثم تعود لتقع في اخرى..ومهما حاولت ان تتشبث كانت القوة الجبارة للسقوط تثبط تلك المحاوله .. تطاير الزجاج فالهواء خادشا وجهها لكنها كانت ابعد من ان تبالي بذلك..وحين ايقنت بانها ميتة لامحاله حدثت الاعجوبة بانقلاب المركبة باكملها فاندفعت من بين حطام النافذة لترتطم بقوة فالارض فاقدة الوعي تماما .
على بعد بضع كيلومترات من المكان المشؤوم كان الحفل الذي يعقب توزيع الجوائز والذي كانت كاثرين ستقصده قائم على قدم وساق..وهو حفل عشاء ضخم يؤمه كل المرشحين والاعلاميين وشخصيات المجتمع الشهيره ..وهناك فالقاعة الضخمة التي امكنها احتواء الجموع الغفيره وفي احد اركانها وقف البرتو مبتسما للانبهار الذي لم يفارق عيني ابنة اخته وهي ترى الصور التي اعتلت جدران حجرتها تتحرك امامها حية بفساتين سهرة ساحره وبدل انيقة..كانت فالثامنة عشر ولم تودع بعد سنوات مراهقتها لكنه طالما احب فيها اتزان عقلها الذي جعلها تبدو له دوما اكبر من عمرها الحقيقي واعقل من اخته بكثير.. لكن ليس اليوم فقد كانت مثال المراهقة المفتونة بما ترى..وحين مر امامها نجمها المفضل راحت تعصر ذراعه بشده فيما جاء صوتها مخنوقا لفرط انفعالها .
- جيرااااارد بتلر..انه اشد وسامة من الصور..انه نجمي المفضل ..خال البرتو ارجوك دعني اقول له مرحبا وستصبح خالي الاغلى لعشر سنين من الان .
- الم اصبح الاغلى بعد.. ظننتك قد قلت ذلك حين قررت اصطحابك للحفل .
- هيا ارجوك سوف يذهب لطاولته وسيكون من المحرج ان القي التحية عليه هناك .
- ساكون مدينا بشرح طويل لوالدتك .
في حين كانت ماريانا ماخوذة بالمشاهير في الحفل ظل تفكيره منصبا على اطلالة امراة واحدة .. وحتى هذه اللحظة لم يلمح هيئتها التي لم يكن ليخطئها..اخبره حدسه بانها لم تاتي بعد والا لشعر بوجودها حتى عبر هذا الموج البشري .. لقد اضطر ليساوم في قراره الذي كان وليد اللحظه لقد كانت اتفاق مصلحة بين مدير اعمالها ومساعده .. فالمخرج ستيفن كونسيلي هنا وذلك امر نادر الحدوث وهو الرجل الذي غيرت اعماله مصائر شهيرات الفن من ممثلات مغمورات الى ايقونات عالميه وكاثرين كغيرها لابد وانها تجده خطوة جباره في سلم المجد..وقد تدخل ليضمن ان يتوفر لها مقعدا على طاولته في حفل الليلة الذي لم تكن تعتزم حضوره ..لكن الامور تغيرت بمكالمة يتيمه منه .. اكتشف خلال مدة قصيره بان ابنة اخته تملك ثلة ممن يحملون لقب نجمها الاوحد والمفضل ..لابد وانها الاسعد بينهم بما الت اليه الامور بقدومهم الى هنا عوضا عن العودة مبكرا الى البيت..عاد ليستقرعلى الطاولة المخصصة لجلوسه وبضعة اشخاص اخرين ثم ازاح طرف كم القميص ليجد بان الوقت قد بات متاخرا نوعا ما فهل قررت ان تلتزم باعتذارها عن الحضور.. لكن جوني مساعده الشخصي أكد له بان مدير اعمالها قد اقنعها بالحضور بعد تركها حفل توزيع الجوائز بقليل.. حين يتعلق بكاثرين فكل شيئ ممكن وقرارتها دوما وليدة اللحظه ..شد انتباهه اللقط الذي حدث بين جموع الاعلامين ومن كانوا يجرون المقابلات مع بقية الفنانين وشك للحظة بان سمعه يخدعه فقد كان اسمها يتردد هنا وهناك بطريقة اثارت تحفظه فخطب ما قد حدث..سمع رنين هاتفه فاللحظة التي اعتلى بها عريف الحفل المنصة الصغيره موجها حديثه للحضور .
- استميحكم عذرا..ولكن وردتنا انباء مزعجه عن فنانتنا المحبوبه كاثرين غيلمور وتعرضها لحادث مؤسف فرق الانقاذ بجهود حثيثه مازالت تبحث فالمكان ..نرجوا الله ان تكون بخير وقلوبنا يا كاثرين معك .
اطبق الصمت التام على المكان باستثناء رنين اجهزة الهواتف وشيئا فشيئا عادت الهمهمة قبل ان ترتفع الاصوات ويعود الحفل لطبيعته..اخيرا ضغط البرتو زر الاجابة على هاتفه الذي لم يكف عن الرنين فسمع صوت جوني المتوتر يخبره بالحادثه .
- هل عثروا عليها ..ما هي فرص نجاتها .
- لقد شوهد وهج انفجار السيارة قبل ان يبتلعها المحيط ..الشاشات مليئة بصور مكان الحادث لقد هوت من علو لا يصدق ..لقد نجى السائق لكن الشابة المسكينه ...لا ادري لكن فرضية نجاتها شبه معدومه.
ولاول مرة في حياته يقف البيرتو عاجزا عن قول شي او حتى الاحساس بشيئ سوى الما راح يزداد مع كل نبضة سرت في عروقه حتى شعر بالسقم..وكل ما دار في باله هو اعتراض لا معنى له ..ليس الان يا كاثرين..فما زال امامنا الكثير ..ليس الان .
والدور الدور ياختي يالي عليك الدور ......................................... بومتي المايكرفون بايدك :)
|