كاتب الموضوع :
اٌنثى السوآد
المنتدى :
الارشيف
بسم الله الرحمن الرحيـــم
مسااءكم رضا وطااعه ..
عميق الشكر لكل من دخل تذكاار وترك رد او شكر ..
وبجد خجلي يتزايد من الردوود الرائعه اللي حصلت عليهاا
يالله استرخو واستمتعو بقراءه الجزء
وموعدنا الاثنين القادم باذن الله
""
من ماضي الوقت تذكار
( 18)
""
أصعب ماا في الحيآة أن تأتيك خيبة الأمل من اقرب النااس
فتجد نفسك امام مفرق طرق معهم ..!!..
""
ماأصعب أن تُنادى بإسم رجل آخر ...!.. وأي رجل..؟
قد لا تكون اللحظة الأبشع لكنها كانت موجعة للغاية .. !! ..
لم تنجح السنوات الاربع الكئيبة ابداً في الاتنقااص من جماال زينه ..
بل انهاا بدت اكثر جماالآ .. تكاد تكون شفاافه ..
كائنا سمااويا من غير هذا العاالم ..
وصلت من الخاارج لاجدهاا تجلس ارضاا ونقااط من الدم تلووث
بيااض قدمهاا ..
كاانت في حاالة شبيهه بالغيبووبة الذهنيه ...
نظرت اليهاا بصمت .. وادركت انه لايمكن لانثى
ان تكوون اكثر جماالا ...
حملتها بين ذراعي ووضعتها على السرير
اصلحت من وضع قدميهآآ ومضيت ادآآوي جرااحهاا ..
اخذتني رووعه هدوءهاا وطااعتها لدقاائق عدة ..
حتى حركت شفتاها ..بندر ..بنـــــــــدر ..
ثم تسااقطت دموعهآ ساااخنة على وجههآآ..
اردت ان اعنفهاا بقسووة .. لكني تداركت حقيقة فقدها للذاكرة
وبين النووم واليقظة .. الوااقع والحلم ...قد تقفز للذاكرة اسمااء لاشخااص
او وقاائع بدون قصد
ولدهشي وجدت نفسي ابتسم لها مطمئناً...
مسكتها بحناان وضممتها بحب
شعرت بأن همومي قد رحلت إلى الافق البعيد
واختفت كما يختفي السراب في وهج حرارة الآلم...
استثاارني هدوءهاا وتوسلها العطف ..
لدرجه اني نسيت هووول الوضع ...؟؟
شعرت بالكثير من الدفء ! .. وغرقت في غيبوبة عِشق ..
فـ فقدت السيطرة على سلووكي ...و..!!..
أحسست أن رعشة سرت في جسدي.. وبين أضلعي
اريدان اتمالك نفسي... استوعب ما حدث...
تنهدت باستياء..
فقد كان هذا آخر ما افكر به في هذة الظروف..
كانت الدماء تتدفق من وجهها حياءوخجلاً
وجسمها يرتجف بقوة من الصدمه التي حلت بها
فلم يصدر منها سوى اصوات مبهمه غير مفهومه
قلت بصوت رقيق ناعم.. كيلا أزيد من اضطرابها وخوفها
لا يزينه .. اناا مشااري ...
سرت الى الحماام بخطى متخاذلة وقفت تحت رشااش المااء
لالقي على مشااعري المشتعلة مااء باارد .. يطفيء كل شيء
رحمآك يارب!! هل علي ان اعاني ؟؟
وهل علي ان اتعذب وانآ لا املك دموعاً اعزي بها نفسي؟؟
""
مست كلمته شغاف قلبي
فشرعت ارددها .. مشااري .. مشااري !!!..
انتفض جسمي المرة تلو المرة ..
حتى بت لاآعرف من اناا ؟؟؟
وقفت بصعوبه وسرت ببطء الى المرآة ..
اغمضت عيني بهدوء ..
وكأنني اعود من عاالم ثااني ..
اطلت التحديق بصورتي المنعكسه ..
مقت ضعفي ..كرهت انهزاامي ..
نبهني صوت انقطااع تدفق المااء داخل الحماام ..
فاسرعت بلاختبااء تحت اللحاف ..
اخذ وقت طويل باللبس والاتصال بخدمة الغرف ..
غاادر سريعا بعد ان قاال بصوت شااجن ..
زينه .. تقدرين تقوومين الحين .. بس رجااء خلي
النوور شغال..
""
يضحك الجميع..بينما تحس بمراره تشق كيانها
وتدميها حتى العمق ...
تلمح عروس سلمان تبتسم وتلوح السعادة في عينيهاا
ومع بدأ صعود المدعوات للمنصه لتهنئه ساره و لتقبيلها واحتضانهاا
بينمآ يتشكل في عيني ياارآ سؤال تحااول اخفااءه
"لم لست مكاانهآ" ؟؟
بتلك الاثناء علت اغنيه ""يااطاايرة ياهليكوبتر "" فلم تتبق في القااعه
فتااة الا وقاامت ترقص ..
بينما اكتفت ياارآ و هبه التي شااركتهم الطااولة بالتصفيق والتشجيع
بعدهاا بدأت اغنيه (( ياابو الشويرة الحمرآ دق المااني ))
احكمت شاادو شد ربطتهاا المدندشه حوول ردفي ياارآ
ودفعتهاا بخفة للمنصة .. لتبدا بالرقص الشرقي
والتي اتقنتهاا ولا واحدة من البناات استطاااعت مجااراتهاا
بحركه من الحركاات ...
ابدعت ياارا بالرقص فصاار البعض ينظر بانبهاار
لجماال وجههاا ونعوومه تقااطيع جسدها
والبعض صاار يشجعها بالهتاافات والتصفير..
عدآ ساااره ..
اللي كانت مشتتة النفس حاائرة التفكير ..
تتقذفها الظنون والهواجس و يؤرقها مصيرهاا
وهبـــــــــــــــــــه ...!!..
يطغى تأثير واسلووب العجائز والجدات على هبة وشخصيتهاا ...
دائما عندها خط فااصل بين اللي يصح واللي ماايصح..
ياابيض يااسوود ..!!!
امور عدة تعتبر من المحظورات على الفتتاة قبل الزواج ..منها الجرأة ..
عدم الاحتشاام بالبس او الكلام.. الجلوس مع المتزوجاات
وممكن حتى شرب القهووة ..(الله يرحم امي وجدتي )
تفضل الشكل لائق .. واللبس المحتشم والتقليدي وان كاان
من تصميم افخم دوور الازيااء واغلاهاا ..
مو غريبه على اللي عندهاا هاالعقليه انهاا تعتبر البنت اللي
ترقص شرقي منحرفه ...
ومع انهاا قاامت ببعض هذه الاموور اذا مو كلهاا ..
الا انهاا ترى نفسهاا فووق الشبهاات ..
لما حضرت لحفل الزوواج فضلت ان تشاارك شاادو وياارا بالجلووس
على نفس الطااولة ... لغاية في داخلها ..
تفحصت اولا لبس ياارآ..
فستاان طويل يظهر تقاطيع ورشااقه جسمهاا
مع انه عااري الصدر بس يعتبر سااتر بالنسبه للبس بعض المدعواات
بلون فووشي ( وردي فااقع ) يعكس لون بشرتهاا البديع ..
ثم الميك اب اللي زاد من جااذبيتهاا وجمالهاا ..
فكرت هبه في نفسهاا
فستاان عااري ومحزق .. لون قوي وجريء
مكيااج محترفين
ولماا شاركت شاادو بشرب اكثر من فنجان قهووة
صارت بنظر هبة .. باارع
ومجرد بدآت ياارا تتمايل بالرقص الشرقي ..
اسبعدت نهائيا ان تكوون يارا زوجه اخيهاا وام اولاده
فكرت باسف وغضب ( وضيعة منحرفه )
ثم زمت شفتيها بأسى (خلفة ديماا وتربية شادو)
ثم...
سمااح
بلغهاا ان نسااء كثر قد سألن عن ياارآ من بدايه العرس
وكلماا جاائتهاا احدى صديقااتها لتخبرهاا بان فلانه تسأل
عن يارآ تشعر بخيبة عظيمه ..وتخبو ثقتهاا بنفسهاا شيا فشيئآ
ولما بدآت يارآ بالرقص وتثبت بها الاعين
تحدقن بهاا المدعووات ..ويحصين خطواتهاا ولفتاتهاا
وكأنهاا محور الكون بلا محظورات او ممنوعاات ..!!.
ثم ان سيااسة الثقل اللي نصحتها امها بتنفيذها والسنااعه في مجتمع محاافظ
فشلت بحذافيرهاا ..وتحول العرس من حلم الى كاابوس طوويل
لمحت هبه تبتسم وتلوح لهاا .. فتقدمت بحذر ..
باركت لها بزواج سلماان وهي تحتضنها وتقبلهاا
وهمست قرب اذنهاا / مااتشبهين يااارآ ..
ردت بتذمر / ياابختي ..
هبه وقد شعرت بالاحراج ..
قصددي ان جسمك حيل انثووي .. عندك موواهب ياليت
عندي زيهاا ..
ابتساامت سمااح وهي تسمع المدح
قالت بحبور /معيشه نفسي بمجااعه ودايم العب ريااضه عشاان
يبقى جسمي كذآ
/ تعجبني البنت المحتشمة البسيطه الراكده اللي تهتم بصحتها ورشااقتهاا ..
اتسعت ابتساامتها لما اردفت هبه / وذووق يزيد اخووي مثلي
لاحظت سماح اعجااب هبه التي راحت تسألها عن امور متنووعه ..
فكانت تجيبها بسيااسه الفطنة والذكااء ...
ارادت ان تضحك من السعااده لكنهاا حافظت على استواء وجهها وجديتهاا
ثم استاذنت سريعاا للانصراف وفي قلبهاا عصاافير تزقزق ..
العمة سنـــــــــآآآ..
ليست بصاحبة قلب قوي تتحمل كل شيء ..
لكنها صااحبة صمت خفي قاادرة
على كتــــم كل شيء...! *
اغمضت عيناها ..واستعرضت كل تفصيل من تفااصيل عمر سلماان ..
شهوور حملهاا به .. الولاده .. سنوات طفوولته ..
احتفظ لفترة بسمعته بانه الفتى الصعب ..
العنيد المتهور .. المراهق اللي كان عليه ان يمتحن صبر اهله ..
ولكنه فاجأنا جميعا بالاسابيع القليله قبل زوااجه
شاابا مثااليآآ بطبااعه وطاعته وهدوءه ..!..
وصلت العروس ..
ساارة بصرف النظر عن جماالها الاخااذ .. فاتنة بحق
أحبها سلمان منذ كلمته عنهاا ..
كانت ساارة ذكيه بشكل استثناائي ..
لكنها ولسوء الحظ كانت خبيثة ودااهيه ..
اصبحت اكثر جرأة بعد عقد قرانها ..
تتحدث عن شؤون المرآة والرجل وكانهاا عن تجربة بحته ..!!..
انصرفت سااره لقاعة الطعاام قبل المدعواات ..
لتقابل سلمان ويقطعان معا قاالب الكيكه ..
مع المصووره التي كاانت تعمي اعيننا بفلاشاات التصووير
مع تلك الاضاءة المزعجة ..
امتزجت دموعي بمشااعر الفرح وانا ارى سلماني يغادر قاعة الاحتفالات
مع زوجته الى الفندق الذي سيقضيان به ليلتهماا ..
""
استغرق الامر سنتين للعثور على زوجة منااسبه لابني ..
يجب ان اعترف ان تلك الفترة كاانت مثيرة ...
كنت ابحث باهتماام عن فتااة تتمتع بالتميز والفرادة ..
جلت كثيرآ في الاعراس والزوارات وحفلات الاستقباال ..
كنت قد بدات اشعر بالضجر عندما قاابلت صديقتي وابنتهاا ساارة
باحد الاجتمااعات ...
كانت صديقتي المطلقه سيدة عطوفه ودودة ..
احبت ابنتهاا الوحيده كماا احبت ابنااءها الخمسه ..
استغربت طريقتهاا المستبده بالتعاامل مع ساارة
ومع ان بعض التصرفاات لم ترق لي ..
لكنهاا للحق اعجبتني ..!!!..
جلسناا .. سماح وانا ... امام صديقتي
التي حضرت لزياارتناا ..لتكشف لنا بعد تردد
رفضها احد المتقدمين لخطبة ساارة ..
سألتها سمااح / وساارة وشـ رايهآآ ؟؟
اجابت بنبرة حاده / احنا متى نشااور البنت والا نااخذ برايهاا ..؟!..
من الواضح ان سماح استثارت غضب صديقتي بسؤالها ..
قلت لسمااح لتتركنا / يمه سمااح هااتي الكيك اللي بالمطبخ ..
ماان ابتعدت سمااح حتى ارتشفت سنا من قهوتها وتقدمت بطلب
سااره لتكون زوجه لابنها وشريكة حياته ..
""
جلست جواره بالسياارة و جهد هائل تبذله لكبح جماح زفرااتهاا...
/ لكني .. ابي ارجع مع عساااف..
رد بصوت هاديء/ عسااف يمكن يتأخر .. فعرضت عليه انك ترجعين معي
/ كثر الله خيرك .. بس مو كأنه زودهآآ ..!!
نظر لها بملل ..
/ الحق معه .. اذا مااوقف مع عياال عمه بمثل
هالمنااسبه فهوو مو عسااف اللي اعرفه
واردف بحدة / لازم وااحد منكم يرخي الحبل شووي .. ولازم تتاسفين منه
أرتفع صوتهآآآ
/هو اللي يخطي واناللي اعتذر ..
هذا اللي نآآآقص ..!!..
/ علميني وشـ هو مسووي ..؟
/قل وشـ ماااسووى..؟!
رفع رأسه فجأة وانفرجت شفتااه عن ابتساامه ..
نظرت نااحية مااركز نظره باستغرااب / شاادو
اتسعت ابتسامته لتسفر عن ضحكة
/ لبى قلبك يااشاادوو
عقدت حااجبيهاا لما لمحت ياارا وهي تقوول
سخييييييييييييف ..
""
بلعت ريقها..علها تطفئ مراره الخديعه التي شبت بحلقها
/ اتحدآآآآآآآك ..!!...
رد وعلى وجهه ابتسامة خبيثه ..
/ رجعتك وانتهى المووضوع ..
/ مو على كيفك ..ماابي ارجع لك يااخي .. وصرخت / ماابيك ..مااأبيك .
/ زينه تزوجت مشااري وشربتك من نفس الكأس ..
مسك ذراعهاا بقووة / حركااتك ذي ماالهاا دآآعي ..
دخلت بدور على صوت الصرآخ / بسم الله وشـ فيه صووتكم طاالع ؟
ديما وهي تحاول افلات يدها/ الزمي حدوودك .. ولا تتدخلين بحيااتناا ..
وجهت كلامهاا لبندر / الله يصبرك على ماابلاك ..
صفعة قااسية تلقتها على خدها
تحسست بدور الصفعه التي تركت اثر سريع ..
حدقت بشده في وجهها/ كيف تجرأين ؟
اقتربت اكثر من ديما محااولة امسااك شعرهاا لكن بندر وقف بينهم
بصوت سااخر قال / مدري ليه ماانتم طاايقين بعضكم ؟؟
أنهمرت دموع القهر كالجمر على خدهآ / ذي الأرقووزه مااتستحقك
صاحت / انا ارقووزه ياالشينه ياللي ماافيك عياال ..
رنت كلمتها الاخيره داخل اعمااق بدوور فشعرت بقووة مفاجئه
وعااصفة من الرفض تبتر مووجه الاستسلام او الخنووع
فصرخت بهاا / يااحقيره ..
جن جنوون ديماافدفعتهاا بكلتاا يداهاا
فـ انهاالت بدوور بالركلات والصفعاات ..
والغلاياان يزدااد فيطلق حمم الكرااهية والحقد ..
في قمة العراك والغضب شق اذنيها صرآخ ليس غريبا على مسمعهاا
تهاوت اقدامهاا وانقبض قلبهاا بشده وهي تدرك صرخاات نوور ..
اسرعت لهاا ومئات الافكار تتزاحم في مخيلتها ...
دعت الله في سرهاا الا يكون حصل للطفلين مكرووه
فهما كل حياتها ..ومستقبلهآآآ ...
""
في غرفة بفندق سوفيتل الخبر ..
تلك الليله ..
خرج من الحمآآم ليجدهآ نائمة ..!!..
و قد نزعت ثوب زفافهآ وارتدت قميص نوم زهـــــر ..
تأملهاا قليلا وهو جالس على طرف السرير
ثم رفع يده ومرر بـ سبابته على وجههآ..
كآن يمررها على ملامحهآ وكأنه يرسم عليها .. ! ..
همس عند اذنها / ســــــــآآآره
مع انهاا لم تجبه الا انه يكااد يجزم بانهآ
تظااهرت بالنوم بعد ان تلاقت عيناهما لبرهه خااطفه
علت ابتساامة مغتبطة ماكرة ....
ف سااره كأي عرووس عذراء مرتعبة حتى اعمق اعمااق وجودهاا ..
سررعان ماالقى بنفسه بجانب عروسه اللي لم يلمسهاا
مادامت خجولة فلا بأس بالانتظاار حتى الغد ..
غطى سريعا بنوم عميق وراح يحلم بالكثير من الحب والملاطفه
تدغدغ احاسيسه وتثير مشااعره...
جاءتها فكرة التظااهر بالنوم بعدما كاادت ان تموت رعبا
وهو يقترب منهااا ...
كانت متاكدة ان سلمان سيكون متسااهل هذة الليلة
لكنها مازالت لاتدري ..؟
هل سيعلم بسرهاا..؟
ام تمر المحنة كما خططتت لها وتحمل السر الى قبرهاا
لم يبقى بيدها غير االدعاء ان لا ينفضح امرهاا
انكمشت على حالها وبكت ...
بكت كثيرا بين رجاء واستغفاار
ياارب انت عاالم بحاالي ..ياارب ماالي غيرك الجأ له
استر علي ياارب ..يارب .. ياارب ..
|