كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
7- عــاصـــفـــتــــان
7- عــاصـفـتـان
××××××××××
منتديات ليلاس
أستيقظت والغرفة غارقة فى الظلمة ثم أحست بأن جسدها نصف عار تحت الغطاء لمست جسدها بحذر فعلمت أنها لا ترتدى سوى البيكينى عبست وهى تحاول أن تتذكر مكان وجودها وسبب نومها فى ثيابها الداخلية فقط
دوى الرعد الفجائىالذى تبع البرق الخاطف للبصر جعلها تجلس مجفلة فحدقت بأرتباك إلى النوافذ غير المغطأة بالستائر إذن لابد أن العاصفة أيقظتها
رمشت عينا جنيفر وأرجعت شعرها إلى الوراء تحاول التفكير.كم الساعة الآن؟ متى بدأت العاصفة ؟ متى أوت إلى فراشها ؟ ولماذا لم ترتدى ثياب النوم ؟ثم تذكرت...
جف فمها وهى تتذكر أحداث اليوم السابق جدالها مع نيل وخضوعه لها كرهاً والطاقة التى صرفتها فى تنظيف خزائن المطبخ وخطتها للمساء.....و...العشاء....!
لم تعد مهتمة الآن بالبرد بل رمت الأغطية ووضعت قدميها على الأرض فوق السجادة الناعمة توقفت للحظات متسائلة عمن خلع عنها ملابسها ووضغها تحت الأغطية لابد أنه الأنسة تيوبولت لكن لماذا لم تلبسها ثياب النوم ليتها أيقظتها إنها دوم شك تعلم كم تتوق إلى تحضير أول وجبة لها وها قد حرمت من هذا الأنتصار البسيط
فتشت فى الظلام فوجدت ثوب نومها القطنى ودفعت ذراعيها داخل كميه ثم لفت طرفيه حولها ومدت يدها لتضئ المصباح لمن الزر تحرك عدة مرات دون جدوى لابد أن العاصفة قطعت قطعت التيار فأتجهت إلى النافذة ونظرت إلى الساعة بإمعان فبدأ لها أنها تشير إلى ما بعد منتصف الليل لقد مرت الأمسية وأنتهت ولابد أن الجميع الآن فى أسرتهم
أحست بسخف أنها تكاد تبكى فتحت باب غرفتها لتنظر إلى الخارج لمعان نور البرق أنار لها الممر ولكنها لم تسمع أى صوت إلا الرعد لاشك فى أن الجميع نيام رائحة الرستو الذى أعدته مازالت عالقة فى الجو فذكرتها الرائحة إنها جائعة وبصمت خرجت إلى الممر ومنه إلى السلم .
بعد ذلك دخلت إلى المطبخ فأحست للمرة الأولى بالرضى بسبب حرارة الموقد العتيق فمدت يدها نحو الحطب المشتعل قبل أن تتناول بعض الحليب من البراد بينما كانت تشرب الحليب لأحظت أن لا أثر للوجبة التى طبختها فأحست بموجة أمتعاض لابد ان الأنسة تيوبلوت اكملت صنع الحلوة وقدمت الوجبة بنفسها هل ذكرت ياترى أنها هى جنيفر قد حضرت كل شئ ؟لكن ربما كان الرجال تواقين للطعام فلم يطرحوا أى سؤال
وقع أقدام فى الفناء الخارجى أجفلها وسرها أن التيار قد عاد قبل قليل لكنها لم تضئ نور المطبخ وتصورت أن أحد رجال المزرعة عائد من سهرة فى مكان قريب
وبدأت أصوات وقع الأقدام تقترب من المنزل وفى فورة ذعر تساءلت عما إذا كان نيل قد تذكر اقفال الباب أم لا...أهو من واجبات كاترينا ؟هل نسى الأمر فى غيابها؟
تسمرت من الرعب لكنها ركزت عينيها على مقبض الباب الذى بدأ لها باهتاً فى وهج النار كانت تمسك بكوبها وكأنه نوع من القذائف يمكن لها أن ترميه على متطفل محتمل , عندما أدير المقبض وأنفتح الباب كادت ترميه لكنها رغم الضوء الضئيل المنبعث من النار أستطاعت تميز شكل نيل فصرخت بأرتياح ووقع الكوب من يدها ليتحطم على الأرض
-يا إلهى......جنيفر!
أقفل الباب ليستند إليه ثم تحركت هى إلى دائرة الضوء ولم يكن معروفاً أى منهما تلقى الصدمة الكبرى
-ماذا تفعلين هنا بالله عليك ؟ لماذا تتسللين فى الظلام ؟ ألم تجدى النور ؟
-التيار كان مقطوعاً
أجفلت عندما يده ليضغط الزر ويشع المصباح فى المطبخ فأستدار إليها :
-صحيح....أنقطعت الكهرباء فخرجت لأرد التيار
-فى مثل هذا الوقت من الليل ؟
فهز رأسه :
-لدينا ثلاثة ثلاجات كما أكتشفت لذا لا يمكن أن نسمح بذوبان ما فيها
-لا....كان يجب أن أعرف هذا
- و لماذا تعرفين؟أنت لم تعتادى على نمط عيشنا بعد...هل أيقظتك العاصفة؟
-أظن هذا وأنا أسفة على الكوب الذى كسرته لكنك أخفتنى
-هذا من جراء نزولك إلى هنا .لماذا نزلت؟هل كنت جائعة...أم خائفة؟
فترددت قبل أن تجيب:
-قليل من الأثنين...كما أعتقد
أحست بالإثارة أنهما وحدهما المستيقظين فى المنزل وإذا ظنها خائفة...
سمعته يقول:
-العواصف عندنا مخيفة...وهذه عاصفة....
أستخدم كلمة أسبانية لم تفهمها لكنها قدرت أنها ليست إطراء على الأطلاق وضحك وهذه أحد المناسبات النادرة التى لا يكون حذراً أمامها...لماذا .ألأنه يظن أنه قادر على السيطرة على الموقف؟أم أنه يظنها لن تتصرف بتهور إذا كانت خائفة؟
بدأت تلملم القطع الكبيرة من الكوب المكسور وسألته:
-هل ذهبت لفراشك؟
-لا...كنت أقرأ لقد أنقطعت الكهرباء من قبل أثناء العواصف وكنت أتوقع ان تنقطع الآن
-أسفة لأنى لم احضر العشاء...هل أعتنيت بك الأنسة تيوبولت؟
ساد الصمت بضع لحظات قبل أن يرد:
-أجل...يمكنك قول هذا
-أحس بالغباء...بعد أن...حضرت كل شئ
فظهر الفضول على وجهه ثم إستدار ليضع بعض حطبات فى النار .قال بعد قليل:
-أجل...لكنك كنت تعبة فقررنا إلا نزعجك
-من الذى قرر؟
-أنا....فى الواقع....كنت مرهقة...وما كان عليك إرهاق نفسك إلى هذا الحد
-لكن المكان كان قذراً.وكنت أعمل فقط ما كان يجب أن يتم منذ شهور عديدة!
-ربما...كان يمكن أن يتم هذا على مراحل
-بالطبع كنت أعرف أنك ستقول هذا فأنت لا تهتم بأن تكون الخزائن والرفوف ملئية بخيوط العنكبوت أو أن تكون المقالى التى تأكل طعامك منها سوداء
التوت شفتاه تسلية عند هذه النقطة فإزدادت سخطاً
قال :
-أنا أكل من الأطباق والصحون لا من المقالى لكن هل أفهم أنت من نظفها؟
-أيها...أيها...الـ...
ونظرت إليه بغضب فضحك لوجهها الغاضب :
-أنا أسف...ومن الطبيعى أن أكون شاكراً لما فعلته لكن ما كان عليك إرهاق نفسك إلى درجة جعلتك لا تستطيعين البقاء يقظة
-كان على الأنسة تيوبولت أن توقظنى أردت تقديم العشاء بنفسى أردتك أن تتمتع بعشاء أنكليزى محترم
فهز كتفيه بعدم إكتراث وأزاح ما تبقى من زجاج مكسور إلى الموقد ثم قال:
-إنسى الأمر حان وقت نومنا فالغد يوم طويل
إضطرات جنيفر أن تسير أمامه صاعدة السلم لكنها كانت تجر قدميها جراً ولما أقتربت من باب غرفتها تقدم ليضئ لها مصباح الكهرباء وتراجع جانباً أثناء ولوجها إلى غرفتها :
-هل أنت بخير الآن؟
عندها فقط لاحظت عودته إلى التحفظ . فى تلك اللحظة أختارت صاعقة ضخمة أن تنفجر فى الجو فوق المنزل ورغم قلة إكتراثها بالعاصفة أجفلت بعنف وكان شحوب وجنتيها كاف لإيقافه عند الباب فعاد إليها وهو يتمتم لاعناً الرعد ولف ذراعه مطمئناً حول كتفيها
-لا بأس عليك أنت....آمنه هناصوتها الداوى يبدو أكثر سوءاً مما هى عليه فعلاً.....صدقينى !
تحرك تفكيرها بجنون وهى تدفن وجهها تحت ذراعه وتسمع ضربات قلبه الخافقة بسرعة متزايدة تحت وجنتها
-أنا...أكره العاصفة!ولطالما كرهتها...منذ...منذ كنت صغيرة!
-لست كبيرة الآن....هل أيقظ الأنسة تيوبولت؟
فرفعت رأسها تنظر إليه ثم ردت فوراً :
-لا ! لا تفعل هذا أعنى سأبدو أمامها غبية
-وهل ستكونين بخير وحدك؟
-لم لا تبقى معى فترة بسيطة حتى تنتهى العاصفة؟
وكاد ينسحب لولا أمساكها بيده الى تمسك بكتفيها :
-أن ! جنيفر هذه عاصفة تستمر حتى الصباح !
-أوهـ...أرجوك
-لا أستطيع البقاء هنا لكن إذا كنت خائفة فعلاً لما لا تأتين إلى غرفتى؟
-غرفتك؟
-ولم لا ! لا فرق بين غرفة وآخرى لكننى لا أريد أريد إغضاب الأنسة تيوبولت بقضائى الليل فى غرفتك
وبخت نفسها لترددها أليس هذا ما تريده فإن بقيت هنا فهذا يعنى أنها تعترف برغبة طفولية فى البقاء على مسمع الأنسة تيوبولت
-حسن جدا
أشار إليها نحو الباب بإنحناءة قصيرة ثم أطفأ النور وأقفل الباب قبل أن تحلق بها عبر الممر إلى غرفته
ودوى الرعد ثانية وهى تجلس فى معقد قرب سريره الكتاب الذى كان يقرأه كان مقلوباً فوق الغطاء وقد ظهر على الغلاف أسم كاتب مشهور لكنها لم تجرؤ على إلتقاطه ووجدت عيناها مثبتين على البيجاما مرمية بإهمال فوق الوسادة فأمتدت يديها بإندفاع فلمست القماش الناعم وداعبته بين إصابعها
-ماذا تفعلين ؟
أجفلها صوت نيل الذى أتى من علو فجعلها تعى أنه يقف أمامها يحدق إليها....فى هذه اللحظة أحست برغبة جامحة فى أن يلمسها حتى تحس بآلم جسدى
فرفعت القماش الناعم إلى خدها...لكنه أنتزعه منها قبل أن تلمسه شفتاها ثم رماه أرضاً قائلاً لها بغضب :
-إذن لهذا جئت إلى هنا...يا إلهى ! ماذا علموك فى ذلك الدير؟
أحترق وجه جنيفر خجلاً لكنها بقيت حيث هى فى وقت كان فيه كا عصب من أعصاب جسدها يصبح بها أن تقف وقالت محتجة بصوت أجش :
-أنا....أنا....لا أعرف ما تعنى
-هل يكون والداك فخوراً بك أنك شاهدتك الآن ؟تندسين فى غرفة رجل مدعية أنك خائفة من العاصفة
-قلت أننى لا أحب العاصفة...وأنا لا أحبها!1
-وهل هذا ما تتعللين به لإقامة علاقة سرية؟
فإندفعت واقفة ترتجف من السخط والأحساس بالظلم تخطى مشاعر الخوف من غضبه فصاحت بشراسة :
-أنا ليست هكذا ألأننى لجأت إليك....ألأننى دون أب...تتصرف معى وكأننى ....فاسدة !
فأبتعد عنها يمرر أصابعه فى شعره
أوهـ هيا...لم تأتى إلى غرفتى بحثاً عن صورة والد كلنا يعرف الألأعيب التى تحبين القيام بها لكن الوقت متأخر وأنا تعب ولا أستطيع السيطرة على ما أفعل هل أوضحت ما أقول ؟قد تجدين الوقت متأخر مغرياً ولكننى أجده مثيراً للإعصاب وإذا لم تكونى خائفة من العاصفة أقترح عليك العودة إى غرفتك قبل أن تواجهى شيئاً لن تستطيعى مواجهته
فجف حلق جنيفر وقالت متلعثمة :
-أتعنى...أتعنى...أنك تفضل ...أن أبقى هنا ؟
-يا إلهى القدير ! كم كم تحبين الخوض فى مثل هذه الأحاديث ! حسنا! سأقولها لك بصراحة...الآن أود لو أنام معك...ولو كاترينا كانت هنا لوفت بالمطلوب
-أوهـ !
أرتفعت يدها إلى فمها بذعر لوقاحة كلماته لقد كان قاسياً من قب لكن ليس بهذه الوحجشية أحست كأنه صفعها على وجهها . ومع ذلك أردف دون رحمة :
-إذن...هل تفاهكمنا الآن؟
بينما كانت تهز رأسها بالأيجاب أحست بحرارة الدموع تحرق محجريها قبل أن تنزل ساخنة إلى وجنتيها وكأنه أحس أنه تجاوز الحد وقف فى وجههاوهى تركض نحو الباب فأمسك كتفيها بأصابع قاسية وهزها بلطف :
-أوهـ يا إلهى! جنيفر أنا أسف...
حاولت جذب نفسها منه وصاحت بصوت مختنق :
-دعنى أذهب...ولا تآسف على !
-آسف عليك...تباً أحس بالأسف على نفسى !
جذبها إليه وجهه مدفون فى عنقها جعلها عاجزة على البقاء دون تأثر فقد راحت يداها المحشورتان بينهما تتلمسان صدره لكن كل ما أثارها كانت حرارة جسده وتجول فمه كالنار فوق وجهها
عندها فقدت السيطرة على تصرفاتها فلفت ذرؤاعيها حول عنقه والتصقت به تحس بتصلب جسده ثم تنهد تنهيدة قبل أن يحملها بين ذراعيه ليضعها فوق السرير
بينما كانت مستلقية بين ذراعيه قرع الباب ففقدا بذلك عزلتهما شخص ما يقرع الباب يطلب الدخول وتصاعد صوت الأنسة تيوبولت الأنسة تيوبولت منادياً:
- سيد ستيوارت....؟سيد ستيوارت ؟هل أنت هنا هل أستطيع التحدث إليك لحظات؟
تصلب جسده وأغمض جفنيه ليخفى القلق فى عينيه وتمتم بصوت منخفض:
-لا....لا...ليس الآن !
فعقدت جنيفر ذراعيها حول عنقه وهمست :
-لا ترد....ستذهب الآن
وإذا لم تذهب...لا...تباً لها يجب أن أرد تدثرى بالغطاء لن أتاخر
تدثرت جنيفر بالغطاء مطيعة فى حين أن نيل توجه متوتراً إلى الباب فوجد الأنسة تيوبولت تنتظره بتوتر ظاهر مرتدية ثياب نومها وروبها الصوفى الأزرق وغطاء الرأس تغطى وجهها بمسحوق ليلى
-أوهـ....سيد ستيوارت....أنا....قلقة....جنيفر ليست فى غرفتها
فرد عليها
فرد عليها بصوت ثابت هادئ:
-ليست فى غرفتها؟
-لا....لقد استيقظت لست أدرى لماذا أظن بسبب العاصفة أو لأن صوتاً تناهى إلى من غرفتها فقلقت فهى لم تأكل شيئاً منذ الغداء خرجت من سريرى لألقى نظرة عليها لكننى لم أجدها هناك فقد كان سريرها فارغاً
ساد الصمت لحظات قطعه نيل بقوله :
-ربما نزلت إلى المطبخ لتأكل شيئاً
-لا نور فى المطبخ
-ربما أطفاته لئلا تزعج أحداً
-لعلك على حق....هل أنزل لأتأكد؟
فتردد ثم قال :
-ربما هذا أفضل ما تفعلينه سأرتدى بعض الثياب أثناء تفقدك المطبخ فإذا لم تكن فيه أخرج لأفتش عنها
بعد أن ذهبت الأنسة تيوبولت تقدم نيل من جنيفر وهو غرأبط الجأش وقال:
-هيا بنا !
فحدقت إليه دون كلام فأضاف:
-أخرجى من السرير أريد إعادتك إلى غرفتك قبل عودتها !
-نـيــــل !
أشاع وجهه عن توسل عينيها
-أنا أعنى ما أقول جنيفر كنت غبياً عندما تركتك تبقين هنا ....والآن أسرعى
-لكن نـيـل....
-أوهـ يا إلهى! يجب أن تذهبى
ثم أمسك كتفيها الناعمتين فمالت إلى الأمام تلمس عنقه بشفتيها...وهمست :
-أحـــبــــكــــــ
-إلى النوم جنيفر !
تركته تجهش بالبكاء
بعد دقائق عادت الأنسة تيوبولت لتطرق بابها ولترفع حاجبيها دهشة عندما ردت عليها جنيفر وهى فى ثياب النوم
-هل كنت فى الحمام طوال الوقت ؟أوهـ يا عزيزتى ! قلقت عليك !
-لا داعى لقلك هذا
-ألم تسمعينى أتحدث إلى السيد ستيوارت ؟ أخشى أن أكون أقلقته دون ضرورة
-أوهـ لقد قال لى
-أوهـ....يا عزيزتى...لقد وجدك بالطبع...بدأ منزعجاً لما حدث....لكن لو كنت أعلم...
-ألا يمكن أن نتحدث عن هذا فى الصباح...أنا تعبة أنسة تيوبولت !
-أوهـ....أوهـ بالطبع تصبحين على خير نامى جيداً
-شكراً لك
أقفلت جنيفر الباب وإستندت إليه عدت دقائق قبل ان تتحرك نحو الفراش وعندما غرقت فى الراحة التى توفرها الأغطية أستلقت فى الظلام هى الآن تعرف إنها بإظهار مشاعرها إنما أذلت نفسها تماماً
منتديات ليلاس
|