البآآآرت الوآآحد والخمسوون ...
لأنَّ البياضَ مربكٌ كوطنٍ عارٍ،
سأبني في هذه البقعةِ من الفراغ بيتًا صغيرًا من خشبٍ ملوّن.
نافذتاهُ تحدِّقان في وجوهٍ خلف الزجاج. بابُهُ يبتسمُ.
و رغم أنَّهُ لا شمسَ هنا و لا أمطار، سأجعلُ من سقفِهِ قبَّعةً
تعشِّشُ بين قشَّاتِها عصافيرُ نزفت على الأسلاكِ
(سوزآن عليوآن)
شفته حرك شفآآته بيقول شي بس أنآآ
على طوول تكلمت وشآآدة حيلي بالهرج..لأزم أقطع العرق وأسيح دمه ولا أسمح له
يستقوى علي ....
جآآردينيآآ : شووف مآرآآح أنزل لو تحآآآول وتقوول .... الفرشة مآآتوقع فيهآآ شي
صعب ينشآآآل .. غير هالشي أنت المفرووض مآآتخليني أشيل عوود بالأرض
وتدلعني وتسوي لي ألي أبي ...
حركت عيوني صووبه وشفته تجمد في مكآآنه وببطء رفع حوآآجبه لفووق ولوى
فمه بطريقة ألي مآآستوعب وهو متنح فيني... أنحنى لتحت رجوولي وسحب كيس صغير
ورفع وهو يقوول (سكنهم مسآآكنهم يآآرب ...أللهم لا أعترآآض ) ...سكر البآآب بقوووة
ورآآح يمشي بعيد عن السيآآرة ... ورآآه هذآآ أحسه بينفجر و مآآسكن نفسه لا يكووفني
في مكآآني .. مآآعجبه كلامي ولا مآآعجبه .. هو أنآآ قلت شي ... لايكون
مآآيشووفني شي بسس و عبآآله أني بشتغل عنده ..أي والله حآآله ... أو يبيني ع طقة
وحدة نص نفس ست الهآآنم فوووزية .... هذي كوووم ومكآآلمتهآآ لي كوووم ثآآني ...
بس أرجع لعندهم هنآآك أذآآ مآآعلمتهآآ قدرهآآ مآآكوون جآردينيآآ ... سكتنآآ وتحملنآآ
وأندآآس علينآآ ومآآحد أهتم فينآآ ... يآآرب أحس كل مآآرجعت بذآآكرتي لورى كل شي
يبدى يوجعني ... يومي ..ذآآكرتي ..سآآعآآتي ...حتى قلبي ونبضه ...
فتح جآآبر بآآب السيآآرة وركب بعد مآآ شآآل
أغرآآضه وأنآآ صديت بعيوني عنه وصرت أطالع هالجبآل ألي تلفنآ
بشمووخ ...
أتمنى لو أكوون بدآخلي مثلهآ بكل شي ... تتغير الأجوآآء وتهب العوآآصف وتمطر
السمآآ عليهآآ بعنف وهي على مآآهي عليه ... تحركت السيآآرة وحنآآ نبتعد
عن المكآآن والصمت مآآيزآآل ضيف ثقيل على قلوبنآآ... أحيآآن يزورنآآ فجأة وأحيان يرحل فجأة ..
طلعنآآ ع الشآآرع وزآآد جآآبر من سرعته ...
جآآردينيآ بهدووء تحرك رآآسهآ صوبه : لاتسرع ..!
جآبر يطالع الشآآرع متجآآهل كلامهآ : تبين عشآآ .. شي أشريه لك من البقآآله ..؟
جآردينيآ بنفس الأسلوب : متى بنروح نعتمر ..؟!
جآآبر : مآآسمعتي أنآآ وش قلت ..؟
جآردينيآ : وأنت مآآسمعتني وش قلت من البدآآية ... !!
جآآبر بعد صمت : وش ألي تذكرتيه وضآآيقك ...
أتسعت عيوني وظليت أطالع ملامحه ألي يتملكهآآ كثير هدآآوة على عكس الصفحة
ألي عشت وآآقعهآآ معه يوم ورآآ يوم .. حوآآجبه الكثيفه ..عيونه وعآآلم غموضهآآ ... معقوولة أنآآ عنده كتآآب مفتووح يقرآآ ألي بين السطوور
بمهآآرة ويقدر بحنكه يكتشف أي مشآآعر تلفني ... معقووله لهدرجة قدر يعرف أني بهاللحظة
أختنق من شي لامست حدود مآآضيه من بعيد ... لمتى يآآجآآبر تعيشني في جنون
الحب وتتركني في شوآآرعه غريبه .. لمتى تخليني أعتقد فيك شي وأكتشف أني غبيه
بكل ثآآنيه فكرت .. كل دقيقة أقتنعت أني أعرفك والحقيقة أني أجهلك ...أجهلك يآآجآآبر ..
جآآبر للحين مركز عيونه على الشآآرع : مآقلتي لي
جآردينيآ ترجع تطالع الشآآرع : مآآعندي شي أقووله ... تعبنآآ من الكلام على قلة سنع ....!!
... حتى فاللحظآآت ألي أبي منه يعآآندني ... يسكت وكأنه يبي يحرق
أعصآآبي حييل يحسسني أنآآ عنده ولاشي ... أبيه يصرخ بوجهي ... يدآآفع عن شي
سآآكن في قلبي وقلبه ...حذفت عليه كلام ولا مآآحذفت سآآكت ... بينت له ألي بقلبي
ولا مآآبينت سآآكت ...وصلنآآ للفندق و دخلت الشقة بخطوآآت وآآسعة وعلى طوول توجهت لغرفة النووم ..
فسخت العبآآيه على السرير ورحت فتحت الكبت ...طلعت لي قميص نووم لقيته شآآريه لي
أمس ... وعلى طوول سحبته ورحت للحمآآم ألي بنفس الغرفة ... قفلت البآآب وبدآآخلي شي
شتتني أكثر ...مدري وش ألي غير مزآآجي .. أحس بنفسي أغرق ..!!
وقفت تحت الدش وفتحت المآآي ... وبدى المآآي ينزل بغزآآرة علي وليت
معآآه يغسل قلبي من همومه ... يعني وش رآآح أنتظر ... وليش لهدرجة متفآآئلة ومعطيه
للأموور صورة أحسن من ألي أنآآ عايشته ...!
ليش أكذب على نفسي ...؟
ظليت على هالحآآل لين سمعت بخطوآآته توقف عند بآآب الحمآآم ... وبهدووء يطقه
جآآبر : جآرديبنآ ..
غمضت عيوني ....ورفعت رآآسي والمآآي صآآر ينزل على وجهي مبآآشرة ... وش كثر
أتمنى هالحين أتلاشى وأرحل ...
جآآبر يرجع يطق البآآب بقووة : جآردينيآ ردي علي .. فيك شي ..؟
جآردينيآ تسكر المآآي بهدووء لين كل شي عمه السكون : لا ..مآفيني شي
فزيت متخرعه أول مآآضرب البآآب بكل قوته ... حسيت البآآب بيطيح قدآآمي ...
وش يحس فيه بالله ...؟!!
لبست القميص ألي يوصل لحد ركبي ومآآنشفت جسمي من المآآي زين ... أخذت
فوطة جآآبر المعلقة قبآآلي وأنحنيت ... بديت أنشف شعري بسررعه وأبعثره يمين
ويسآآر .. تعدلت ووقفت قبآآل المرآآية ... سحبت لوشن الجسم وحطيت على رآآحة يدي
كميه بسيطة منه وبهدووء بديت أمسح على رقبتي وأيديني ...رديت الفوطة لمكآآنهآآ وتركت
شعري سآآيح على مآآهو عليه ... فتحت بآآب الحمآآم وهبت علي هوآآ بآآردة وعلى طوول
وقفت وصرت أمسح على كتووفي العآآريه بكل عبث ... أول مآآنويت أتحرك
وقف بوجهي بسم الله مدري من وين طلع ..
جآآبر بحده : أنتي وش مقصدك من هالحركآآت بفهم ...؟
جآردينيآ بشوي عصبيه : أي حركآآت ... دخلت الحمآآم وتروشت وطلعت .. فيهآآ شي ذي بعد
وبدون أي أهتمآآم لوقفته صديت بوجهي عنه وتحركت مبتعده عنه بس هو بكل قسآآوة
سحب يدي حتى ضرب كتفي صدره
جآبر : كم مرة أقوولك لمآآ أكلمك توقفين وتسمعيني ...
جآردينيآ وهي تحس بقبضة يده توجعهآآ : آآآآي ...أشفيك أنت وخرر عني طيب ..
جآآبر يآآخذ نفس : كنتي تضحكين وتسولفين وش ألي غير مزآآجك ..؟
جآآردينيآ تجر يدهآآ وبعبرة : ترآآك تعورني .. فك يدك .. فكهآآ
جآآبر بتحدي : وأذآآ مآآفكيت وش بتسوين ..؟
جآآردينيآ من قلب قالتهآآ : والله لا بكي ....
فجأة أنفجر ضحك قدآآمي ... ضحك فالوقت ألي أحترق فيه ... مآآقلت شي يضحك .. قلتهآآ
من قلبي ..
ببكي على حظي وأحسآآسي ..!!
ببكي على هالمشآآعر ألي تخنقني ...ّّ!!
ببكي على شي
يزورني مثل الكابووس ويرووح ..!!
ليش يضحك علي فالوقت ألي محتآآجه فيه يفهمني ...
ويفهمني فالوقت ألي مآآ يهمني عرف أو لا ... ليش أنآآ ويآآه حيآآة غربة وشوق وجفآآ.!!
أمتلت عيوني بالدمووع مآآقدرت أمسك نفسي ... وعلى طوول أنفجرت بكآآ
جآآردينيآ / وش قلت أنآآ شي يضحك ... ليه تضحك علي ..؟!!
مآآعدت قآآدرة أشووفه وضبآآب غطآآ عيوني من هالدموع ألي نزلت ... وهو سكت مصدووم
مني ...
سكت ومآآعدت أسمع غير شهقآآتي أنآآ .ّ!!
.وصوت أنكسآآري أنآآ ...
ومآآهي لحظآآت حتى حسيت بأيديه الضخمة تستقر تحت ذقني وبهدووء حركه شوي لفووق ...
أنحنى برآآسه وبآآس عيوني بقووة .. حط جبهته على جبهتي وصآآر خشمه ع خشمي ...
تخآآلطت أنفآآسي مع أنفآآسه وهالحدوود ألي كنت أحسهآآ أنهآآرت ... مسآآفآآت
بعيدة صآآرت قريبه ... وشوق حضن سمآآ العشق ألي كنت متلهفه له ..
جآآبر بهمس : تصدقين أني مآآقدر أقآآومك وأنتي تبكين ..؟
وهالحين وأنتي بهاللبس ... صرت مفتونك (سكت وسألني سؤآآل لشي أنطره)
تبين تسمعينهآآ ...
قالهآآ وعيوني بعيونه ... غمضت عيوني ببطء وهزيت رآآسي بمعنى قولهآآ ...
قول أنك تحبني يآآجآآبر .. قول أنك تعشقني حد الجنون ... أكسر هالقيود
وخلني أعيش بقلبك لو لحظة ... سحبني لصدره وريح رآآسي عليه ...لف أيديه
حول ظهري ولمني بقوة
جآآبر : أحبك وبسس... والله أني أموووت فيك ...
قآآلهآآ حتى تشرق شمسنآآ بين عيون الوله ...
وتمر الليلة تحملنآآ في درووب العشق ... تغني فيهآآ الأمآآني معزوفة الشوق ...
ءء رسم تفآآصيلهآآ بوعود كثيرة ...مرت مثل الحلم أتمنى لو أظل أعيشه ..
وبعد مآآشرقت الشمس تبعد ظلام الليل ألي حضن أحلى ليلىه ...
فتحت عيوني ببطء ورفعت راسي حتى أشوف قبآآلي الستآآير مبتعده عن الشبآآك ألي نآآشر
الضوء في كل زآآويه للغرفة ... ملت برآآسي على المخدة من جديد وغمضت عيوني
مو قآآدرة أفتحهآآ من الضوووء
... صرت أتذكر كل شي صآآر أمس ..كآآن يلعب بشعري ... قالي كلام أخذني لعآآلم ثآآني ..
..دفنت رآآسي بالمخدة وأنآآ أبتسم بخجل ..رجعت حركته
لصوب الثآآني حتى ألقى جآآبر مو موجود ... مكآآنه فآآضي ... عقدت حوآآجبي ورجعت رفعت رآآسي وأنآآ
أتلفت ... أبعدت اللحآآف عني ونزلت من السرير والنوم للحين أحسه متملكني ... مشيت بخطوآآت بطيئة ... ووقفت بنص الغرفة وصوت بآآب يفتح وصل لمسآآمعي حتى يجي
معه صووت أكيآآس ...رفعت أيديني ورجعت شعري لورى كله .. كملت خطوآتي وطلعت من
الغرفة ألا وأشووف جآآبر وآآقف في المطبخ معطيني ظهره .. لابس جكيت أسوود ثقيل على بنطلوون جنز أزرق غآآمق والكآآب ألي على شعره لونه أبيض ..
ومنسجم يطآآلع ألي دآآخل الكيس ويطلع منه علب صغيرة ... أبتسمت ومآآكآآن بآآين قبآآلي
غير طرف من ملامحه وذقنه ألي وآآضح منآآبت الشعر بشكل ملفت ... تركت الغرفة ورحت أمشي له
وأأول مآآوصلت لفيت أيديني حوول خصره .. ظل وآقف مآآسوى لي أي شي
بس مآآعليه المهم أنه يحبني
جآآردينيآ : ليش مآآصحيتني جآآبر
جآآبر يحرك جسمه صوبهآآ وبصوت أقرب للهمس : صبآآح الحب (بآآس رآآسهآآ بقوة )
مآآكنت أبي أزعجك
جآردينيآ ترفع راسهآآ له : صآآحي بدري....؟
جآآبر يبتسم وينحني يطبع بوسة على خدهآآ : من زمآآن ...وأنتي نآآيمه بسآآآبع نووومة ...
يلا حبيبي روحي بدلي ملابسك لا أتهوور هالحين ..
جآردينيآ بخجل ترفع يدهآآ وتضرب كتفه : جآآآآآآآآآآآآبر
جآآبر يبعد عنهآآ ويجلس بالكرسي القريب من عنده : والله مآآقلت شي ...( تسآآند بيده على الطآآولة وهو يتأمل القميص ألي كآآن مظهر جمآآلهآآ ... شعرهآآ المبعثر ومغطي نص
ملامحهآآ ) شكلك ...
جآآردينيآ بأحرآج تمد يدهآآ وتحطهآآ على شفآآيف جآآبر تسكته : بس بس ..
فتح فمه وبسرعه عض أصآآبعي وعلى طوول سحبتهآآ ... والله عورني ...
جآردينيآ تضم أصآبعهآآ لصدرهآآ : جآآبر والله عورتني
جآآبر يبتسم : قآآهرتني أقوولك رووحي ووآقفه
جآردينيآ بزعل : وش له مستعجل ..طيب
جآآبر :أممم ... بنرووح نتمشى .. يلا
جآآردينيآآ بحمآآس تجلس : أبي نرووح لنفس الجبل ألي كنآآ فيه أمس
جآآبر بطنآآزة : ألي قطعتي فيه سهرتنآآ عشآآنك خوآآفة
جآآردينيآ تضرب كتفه بخفة : حرآآآم عليك بس شووف عندي أحسآآس أن هالجبل
مليآآن قروود
جآآبر على طوول ضحك : ههههههههه .. يآآبنت الحلال أقووولك رآآيح له قبل أنآآ
جآآردينيآ : وش لي لو طلع كلامي صح ..
جآآبر بثقه : ألي تبين ...
جآآردينيآ تهز رآآسهآآ : طيب .. لو طلع فالجبل قروود يكون عليك تآآخذني لأمي
أول مآآقلت له هالكلمتين شفت الأبتسآآمه تذبل على شفآآيفه من سمع طآآري أمي ..تبدلت ملامحه..
لاتسألوني كيف طرى علي هالشرط أصلن مدري كيف قلتهآآ .. ظل سآآكت وبهدووء
قآآم عن الطآآوله ورآآح يجلس على الكنب ... حركت عيوني صووبه وقمت رحت له
جآآردينيآ : أنت وش فيك من طريت أمي تبدلت ملامحك..
جآآبر ينحني يسحب الريموت من الطاولة : ولاشي ...
جآآردينيآآ تتكتف : هآآآ وش قلت ..؟
جآآبر بسرعه تكلم وهو يحرك فالقنوآآت : لأ طبعآآ ولا تجيبين طآآري هالموضووع
مرة ثآآنيه