كاتب الموضوع :
بنت أرض الكنانه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
نصف الفصل التاسع ثقيل جدا علي القلب
عادل عاد إلي القريه قرابة الظهيره..توجه مباشرة لسرداق جنازة صابر المتواجد عند مدخل القريه..لاحظ وجود اخر ولكنه لم يهتم..دخل السرداق الذي رأي بداخله..أفراد عائلة أمه،لم يكن يحوي الكثير من الناس فقط أقرب الأقارب،لم يطيل البقاء ..غادر وسار في الطرقات علي غير هدي،سمع أصواتاً تنادي عليه ولكنه لم يعرها اهتماماً،ووصل لمكان راحته..جنينة فجر..افترش الأرض..وأسند رأسه علي شجرته التي غُرست يوم مولده..وصوت الوالد يأتيه من بعيد
.:تلك جنينة أختك فجر..غرست فيها شجره يوم مولدها.وقلت لها لن أفعلها مع أي طفل اخر يأتيني.ولكن عندما رأتك وأنت مولود..رقّ قلبها عليك..وطلبت مني أن أغرس بجوار شجرتها شجره صغيره لك..تكبر معك..وتروي قصتك مع الحياه..
فقط شجرتان في تلك الجنينه يحملان عمر فجر وعادل..عمر من الحب والكراهيه..الوالد..يبدأ كلامه دوماً بأختك طلبت مني أن أحضر لك..أختك تريد لك..أختك أختك..فقط بقايا..فضلات..اهتمام الوالد هي كل ما حظي به،لا ينال أئ شئ منه بدون أن تكون سيرتها موجوده أو رأسها العفنه مدسوسه فيه..تعب من الهامشيه..نظر إلي الشجره الأخري..وتذكر عادل وفجر وهما صغيران يتنافسان أيهما أسرع في التسلق،الشجرتان وبرغم اختلاف عمرهما كانتا في الطول نفسه....الوالد زلّ لسانه مره وأخبره
:أختك قالت لي طلبت غرس تلك الشجره لأتسابق مع أخي أينا أسرع في التسلق ولكن تراجعت وقررت لن أغلبه يوماً..سأدعه دوماً يكسب ..
وهذا ما حدث فجر ابنة الأشجار..لم تربح يوماً..تبدأ بعزمٍ شديد..وبإراده حديديه..كان يجدها في البدايه قد تخطته ثم تتخاذل وتتراخي..وتبطئ..والأب كان يتربع في جلسته علي الأرض يراقبهما منتشياً وعندما يكسب عادل يُصفر ويُصفق..ويقول لفجر
: يا فاشله ..صغير يتغلب علي بكريتي..
فتضحك وتقول بطفوليه:ماذنبي إن كان الأسرع..لم يكن بالفعل كذلك..كانت تمثيليه..عندما اكتشف ذلك ..صارت سمجه..وقبيحه..ولم يعد يشترك فيها،ففجر تسخر منه،انتبه لشئ ٍفي جيبه محمول صابر لمَ لم يتخلص منه؟المحمول البرتقالي الفاقع..أول محمول لصابر..نهض حائراً..وضاقت الدنيا في عينيه ولم يجد سوي شجرة فجر ليحفر حولها ليخبئ الجوال..المحمي بغطاء بلاستيكي.شجرة فجر لمَ لا يمحيها من الوجود لتبقي خاصته فقط..التقط فأساً..وحاول بكل قوته إسقاط شجرة الفجر..يضرب ويضرب بكل الغل والحقد الموجود بداخله علي جزء من ساق الشجره القريب من الأرض..تَعرق وانتفضت عروقه وبلغ به التعب مبلغه ولم يُحقق مبتغاه..تصور الشجره وكأنها أخته.تتطلع نحوه متحديه أن يقدر علي إزاحتها من الوجود...فاغتاظ من محاولته الفاشله لإسقاطها.. فأشعل النيران في الشجره ووقف من بعيد يراقب ،انطفأت النيران والفحم الأسود يغطي بقايا نحيله من الشجره،توقع تصدعها وسقوطها ولكن مر وقت ولم يحدث،فاقترب وفي يده السكين الذي كان ينتوي قتل صابر به،ليكشط ..لالا..لا يزال قلب الشجره أخضر..لا تزال حيه..دب الرعب في قلبه وقد تهيأت له صورة أخته وهي محروقه..تتطلع نحوه بلومٍ وأسي..لم يعد بقادرٍ علي البقاء علي الأرض..فتسلق شجرته وقضي اليوم كاملاً محمولاً علي أحد أغصانها..وصل إلي البيت الان...ليجد رئيفه متمدده علي أريكه وثيره..سألته بسخط:أين كنت طوال النهار..
فأجاب في غلظه:أديت الواجب وكفي أكثر من ذلك ليس لك شأن
غاضبه منه هتفت:هكذا عادل..ظننتك عقلت..دوماً مثله..عادل دخل حجرته ليغلق الباب خلفه بعنف ليلتصق بخشبه ..وقد انسابت دموع المراره من عينيه..
فارس وريناد وصلا إلي بيت الوالد...وصعدا إلي حجرته أو حجرتهما..تفكر يبدو بعيداً وكأنه في عالم اخر..هذا ليس خوفاً علي مصيرها أبداً..هذا ذنب مثقل كاهله..سيبوح لها بكل شئ كما في الماضي،فارس يسكن عقله صورة فجر،الكلام قبيح للغايه..استوصي بها صفوان لأجل خاطره،جلس علي حافة الفراش..مهزوماً..مدحوراً..غطي وجهه بيديه وأخذ ينتحب بشده،فاق متأخراً..ريناد واقفه أمامه
وقالت برقه مغلفه بحزن:ما الذي فعلته..احكي..لكل مشكله حل..وقعت في الزنا وتعاقرت الخمور..هل هناك وجود للأسوأ؟...رفع وجهه نحوها وقال بأسي:التجبر..الظلم..الافتراء..أراهم أسوأ..الفضيحه التي قرأتيها..أنا المُحرك وراء نشرها وبتلك الصوره الفظيعه..... ..
ريناد تهز رأسها بلا..تفكر ما صلته بتلك الفتاه..تبدو صالحه وإلا لمَ هو هكذا؟..ما الذي دفعه لهذا التصرف؟..أتتها الإجابه هي بالتأكيد.فقد.تلوثت روحه بعد تخليها عنه.. .
نظرت نحوه بثبات وقالت بإصرار:كل شئ..أريد معرفة كل شئ..وجلست لصيقه به وهو يحكي ورأسه نائم في حجرهاوهي تتحسس بأناملها شعره بحنو.
.
ريناد بقت صامته وملامح وجهها لا تعكس ما بداخلها تنتظر نهاية كلامه لتقول رأيها كما في الماضي..تنهدت بعد أن انتهي
وقالت متألمه للحال الذي وصل له..:التوبه يقبلها الله..غفار لكل المعاصي..حتي للذين أسرفرا علي أنفسهم..لا قنوط من رحمته..ولكن البشر يريدون التكفير...انصف تلك الفتاه بكل ما تقدر عليه..هل تستطيع رد شرك عنها؟
...فارس يقول مفكراً:بعد أن نشرت الفضيحه.لا كيف يمكن؟وانتبه فقال:.والصور لا أريد رؤيتها مزقيها لا احرقيها..هي في درج المكتب.. هناك.
هو مرعوب من فكرة اقترابه منها..قالت مؤكده:سأحرقها ولكن تستطيع أن تفعل شيئاً..أنت فارس..فكر..وستصل.
.وفارس غارق في الفكر وخاطره ومضت الان..نعم..لم يتم زواجه من حبيبة العمر ريناد فالعقل مشغول بالتكفير..بفجر..ناما متجاورين..وليلة العمر التي حلم بها طويلاً..ضاعت ..
وهو المسئول.
وأتي الصباح
فارس توجه إلي مقر جريده شهيره وبالتأكيد ليست خاصة صفوان وفي جيبه ورقه..قد كتب فيها اعتذراً لفجر..سينشره..يحكي فيه كل ما حدث بينهما ويعلن فيه يقينه من برءتها.. ..
وفارس الان في الكليه..عن طريق اسم الوالد ورشوه دفعها...تمكن من التحصل علي ملف فجر..وقرأ عنوان الخاله..وهو في الطريق الان إلي عمار.
.
.. عمار لايزال يجد صعوبه في مسامحة نفسه علي ما ارتكبه في حق سهيله وولده ربما لا يستحق السعاده أبداً،ولكن فجر لابد من أن تأخذ براءه كيف يا الله ،وقلبك عمار ماذا تفعل فيه؟ألا تكفي سنوات الندم ودفن نفسك في العمل..ونسيان كل متع
الدنيا.لمَ لم أجدك عند عودتي يا سهيله؟كان قد اشتري لها خاتماً ماسياً وباقه من الورود البيضاء..وتذكرتيّ سفرإلي شرم الشيخ..أراد مصالحتها فقد كان قاسياً جلفاً ..صب سخطه علي ما حدث في باريس عليها وجرحها بعمق..كان في طريقه إلي بيت أبيها عندما أتاه الخبر المشئوم..لا يزال الغفران لنفسه حلماً بعيداًولكن لابد منه،فقد طال أمد موته وهو حي يرزق ..سيصل يوماً إلي الراحه..وفجر حبيبته الصغيره ستكون له..كزوجه فعليه.. بعد أن تتحرر من المكائد التي حيكت لها..يتحضر للذهاب للاستجواب ولكن سيمر علي المحامي أولاً ليصطحبه معه..صديق قديم للوالد..الخادمه تخبره أتاك زائراً..يفكر ليس بوقته أبداً..هبط درجات السلم ليلاقي..فكر نعم هذا الشاب الذي كان..الخسيس..
سأله بجفاء:ما الذي أحضرك؟...
فأجاب بحرج وهو يشبك أصابع يديه بعضهم بعضاً:تذكرتني جيد..جئت للحديث معك..عمار يريد التعارك معه بسبب ما سبق وفعله..ولكن هو في بيته..ضيفه..ولذا جلس ليسمع ما الذي سيقوله..تنحنح فارس الجالس علي المقعد المقابل لعمار..وبدأ الكلام..:اسمي فارس زميل زوجتك فجر..أنا لم أمسد ظهرها..قاطعه عمار وهو يكظم غيظه:أنا لا أشك بفجرأبداً..هذا ما أتي بك....
فارس يهز رأسه بالنفي ويكمل متنهداً:من الجميل أنك تثق بها..ليقولها ويرتاح..أنا من تسبب بنشر خبر الحادث المتهمه فيه وأوعزت بأن يتم التجريح فيها...وعمار يقاوم رغبه عنيفه بدق عنقه..يتمسك برباطة الجأش..عيونه مشتعله غضباً وثوره...تصرف شرير..حقير..ومتأكد ليس له تفسير..هناك بشر خلقوا ليشروا علي خلق الله..ففجر لا وجود لعلاقه بينها وبين ذلك الخنزير..ولكن لمَ أتي؟....
فارس يكمل بكمد:وقمت بتركيب صور لها ولكن...
نهض عمار كالثور الهائج..فقد طفح الكيل..شد فارس من ياقة قميصه..ونعم يرغب في بعض الدمويه..يضربه ويلكمه..وفارس مستسلم..مستكين..لا يقاوم أبداً.
.يصرخ فيه عمار:ماذا قلت؟صور ماذا يا لعين....
فارس يجيب مؤكداً:لم تنشر قمت بإحراقها فقط أريد الاعتراف لك..حتي لو كنت واثقاً من فجر..فأنا أنشد الراحه
..وترقرقت الدموع من عينيه....وأكمل:القلب لم يعد بقادر علي احتمال هذا الثقل
..وتوقف عمار..نفسه بات صعباً..يجاهد كي يأخذه..وفارس وجهه ملئ بالكدمات والجروح وقد تمزق قميصه..ولكنه يشعر يستحق أكثر..
عمار يقول لاهثاً وهو يحرك ذراعيه في الهواء:تريد الراحه..ليست عندي..عند فجر ما تبغي..
عمار يشعر بندم فارس وقد يكون قد أصيب بالجنون ولكنه لم يعد يحمل ضده أية ضغينه..
عمار يكمل :كما أخبرتك سابقاً لا وجود لصدع بيني وبين فجر..مجيئك لي ليس بذي قيمه..أنا أعرف فجر..
فارس يقول:سأنشر اعتذاراً لها في جريدة..غداً
عمار متنهداً بمراره قال:تحتاج معجزه وليس مجرد اعتذار..ولكنها تستحق أي شئ جميل حتي ولو كان صغيراً
..فارس تألم لحال عمار يبدو أنه يحبها كثيراً..لم يعرف النوم مثله طوال ليلة أمس..
وتذكر فارس فقال بسرعه:هناك دكتوره غريبة الأطوار..رأيتها معك..قالت كلاماً بذيئاً في حق فجر..عن متعة إقامة العلاقات مع النساء المتزوجات..و..لم أرتح لها..
وعمار يفكر يارا..ألا توجد نهايه لشرورها..حتي فارس لم تعتقه...استئذن فارس لينصرف وفوجئ بعمار يمد له يده..فأغمض عينيه بقوه مقاوماً الدموع..ومد يده. ليتصافحا.فارس يفكر سامحه عمار..تلك العائله طيبه..هو مثل فجر..ما الذي أقدر عليه أكثر..خالد
عاد عابد إلي البيت مخموراً..كعادته..كان مختفياً طوال الأمس..لاقي عادل في الصاله..
فقال هاتفاً:جئت يا بطل..قتلت صابر..رئيفه لم تقل بعد..ولكننا أولادها ونعرفها..يضحك عابد وجسده يتطوح..
صرت ابن رئيفه مثلنا الان هنيئاً لك..وعائله كلها قتله..تقضي علي أي أحد يقف في وجهها..
عادل التقط الكلمه كلها..ولكن ليخفض صوته سيفضحنا ..فالبيت ملئ بالخدم الان..نهض ليسنده إلي حجرته..
وعابد الان علي فراشه يشير لنفسه بيديه ويقول بفخر:أنت لا تصدقني..صرت رجلاً الان..كنت أري وأسمع سابقاً..ولكن ليلة الجمعه حولتني إلي قاتل.قتلت سالم ..أمير طلب مني..تصور سالم الحقير يهين أمير..اللئيم كان جالساً بجوار عزيز بيك
..يضحك أكثر وهو يدعك فروة رأسه بيده..
:كان هو المقصود ولكن أتت في جسد سالم..
عادل يريد استدراج عابد السكران..فجلس بجواره وقال مستفهماً:والسلاح أين ومن أين جئتما به.
.عابد يشير بيده لأخيه ليُقرب وجهه ويقول هامساً:بندقية الوالد..لا تخبر أحداً..دفنتها بجوار شجرة فجر في الجنينه..سأغير المكان ولكن عندما أستفيق..
عادل يفكر ساخراً لا يستفيق أبداً..بجوار شجرتك يا فجر هناك دليل إدانه ودليل براءه..هل يتوقع أحد هذا؟
شائعة فجر ساريه في القريه ولكن لم تصل بعد إلي عم دسوقي الجبان..الجالس في البيت مرعوباً من رئيفه وأمير فما فعلاه به كان حقيراً..مهيناً..أذلاّ شيبة العجوز..لا يبارح البيت أبداً....وأولاده تزوجوا وهاجروا..أحدهم في بلجيكا واخر في كندا والأخير في نيوزيلندا..الطعام يأتيه من محل بقاله قريب..صاحبه بنفسه يحضره له ولكنه يتقي الله ولا يخوض في الأعراض ولذلك.
.خبر زواج شفاء وسالم حديث البلده الان..والكل يضيف شيئاً من عنده..حتي وصل الأمر إلي تزوجها ليتستر عليها..فقد وقع في الفاحشه معها..وهذا ما أراده الأب عزيز..هل يفعل أب بابنته ذلك..نعم هو ولغرضٍ في نفسه؟...
أمير وصله الخبر وصُدم..سالم الكذاب ضلله..وعزيز بيك قرر عدم الذهاب لجنازة سالم..بعد الان..من المفروض أنه غاضب..مما حدث..من سالم الخائن الذي عضّ يد من أحسن إليه..
أمير الان في حجرة عزيز بيك الذي يتصنع الحسره علي فضيحته..أمير يقول ثائراً:تزوجها بدون علمك..هذا فظيع...
وعزيز بيك الدموع تنهمر من عينيه..يعض علي شفته ..ويقول حزيناً:يقال أنه فداني..وهل لي أعداء في البلده..كي يفعل أحدهم هذا..أعيره ناريه تطلق في الهواء في كل عُرس..صحيح لم يحدث سابقاً أن أصابت أحدهم..ولكن وارد..ركضه نحوي هو ركض الكلب نحو سيده..
يفكر سامحني يا سالم لأجل دمك ولأجل شفائك..أمير مستغرب مسلك أفكار عزيز بيك..ولكنه سعيد بما قال..فهو يري الأمر كحادث عرضي...
قال ليعلم:هل هو وشفاء فعلاً..
عزيز بيك يسارع بالرد وهو موجه يديه نحو أمير:أبداً..فقط للضغط عليّ...هو طامع بمالي..دائماً كان...شفاء سلم للوصول...يعلم لو فعل هذا كنت سأحرم شفاء من الميراث..أنا عنيد ولا يُلوي ذراعي..
يدعو الله في سره اللهم اجعله يُصدق كل ما أقول..
تنحنح وقال بخجل:أمير ولدي..طلبت الزواج من شفاء سابقاً ورفضت..كنت غبياً..وأنا..لو كنت لا تزال راغباً..سأكون سعيداً..أمير يفكر ما هذا التغيير هل يعقل؟..
عزيز بيك يلمح أمارات التفكير علي وجهه ويريد أن يقنعه فقال متحسراً:شرف عمك بين يديك..هل ترضي بضياعه..بزواجك منها وتأكيدك علي عذريتها..أنا أيضاً بحاجه لمن يدير أملاكي الموظفون يسرقون..وأنت من أثق به في كلتا الحالتين..
يُلوح بورقة المال في وجهه..وسال لعابه بالفعل..المال وشفاء..قال متصنعاً شهامه:بالطبع لازلت أريدها زوجه لي..وبالنسبه لطهارتهاأنا متأكد...والتقط الطعم...التقرب من العدو خطة عزيز ولن يصل الأمر إلي الزواج أبداً
خالد لم يعد إلي البيت منذ البارحه..وهو الان في طريقه إلي القسم..ليحقق مع عمار..أقوال أهل فجر وصابر غريبه ومتناقضه..هناك أمير ما كل هذا الكره..يدعي حب أخته ولكن لسانه القبيح يفضحه..رئيفه ذات الوجه المقبض لم تختلف كثيراً في الأقوال عن ولدها..صبيحه شهدت لصالح فجر مؤكده علي أخلاقياتها العاليه..أماعادل فقيل عاد إلي البلده ولكن لم يستدل علي مكانه.
عمار ينتظر مع المحامي في حجرة خالد في القسم..وخالد دخل قائلاًبرسميه:اسف..علي التأخير..
خالد يتنهد في ضيق قائلاً:إذاً أنت لا تعرف بمكان زوجتك..
عمار يجيب بثبات:لا أعرف أبداً..
خالد يحدق في وجهه ليتفرس ملامحه قائلاً بقوه:الهروب من العداله ليس في مصلحتها...
وعمار مصر:لا أعرف..وأكمل بحزن:وبالنسبه للهروب..القانون وليست العداله أبداً..صُور كامرأه معصوبة العينين تحمل ميزاناً..الضمير هو ما يزيل تلك العصبه ويضئ نور عينيّ القانون..وحينها تكون العداله..وحينها ستأتي فجر.
خالد يفكر يبدو واثقاً فيها فليستفزه قال ساخراً:محاميك اطلع أكيد علي ملابسات القضيه..مارأيك؟بريئه فعلاً..هناك اثار لليله حمراء..
عمار يتنفس بصوتٍ مسموع ويحاول كتم انفجار يتملكه ولكنه لم يستطع فصرخ في خالد:لا تهين فجر..لا أسمح بذلك...هي طاهره..شريفه..أنا أعرفها..وكل ما لدي قلته
..نهض وقال متعصباً:هل هناك وجود لتوقيع أم..
انصرف تاركاً خالد يفكر ما كل هذا الإيمان بها..إن كانت أم القتيل واثقه من براءتها..أريد رؤية فجر تلك
خالد قرر سيذهب إلي المنزل..فالجسد منهك وبحاجه للراحه..يتحمم وينام..فارس في الصاله وريناد بجواره تقول بحنو:الجرح أفضل الان..أشعر أنك فرح بما حدث..و هذا جيد لك..تخبر خالد أيضاً لتزداد راحتك..
فارس يتنهد قائلاً:قد تأخرألن يعود لبعض الراحه؟..
عبد السلام رأي ألا يذهب للعمل اليوم فهو متعب من سهرة أمس..هو معتاد علي النوم عند التاسعه..ولكن بسبب زواج ولده
يخرج الان من حجرته وخالد يفتح الباب وفارس يُقلب نظراته بينهما يفكران ما الذي أصاب وجهه..وفارس يقول بصوتٍ مسموع:هناك شئ أريدكما أن تعلماه..تسمرا مكانهما..
فارس يقر بذنبه قائلاً:هناك فتاه قذفتها..لا تستغربا أخطأت كثيراً ولكن تلك الفتاه حاله خاصه..فجر نعم خالد خنت ثقتك..وسرّبت الخبر لجريده..نشرته بإيعاز مني بشكل فج..فجر بريئه خالد..أنا أعرفها..قف بجوارها..وسامحاني هناك اعتذار سينشر غداً..قد يضر بكما ولكن ..
الحاج يبكي مسروراً فقد عاد فارس بالفعل..الذي لا يعترف بخطئه فقط ولكن يسعي إلي إصلاحه..وبالطبع ليس بغاضبٍ من ولده بل راضياً عليه..ولكن ما علاقة خالد بالقصه يا عبد السلام..
خالد يفكر أنا أعرفها..قول صبيحه وعمار وفارس..الكل يعرفها..
جلس الجميع حول فارس وهو يحكي ولم يغفل عن سيرة تلك الطبيبه المريبه وتسرب الشك بداخل قلب خالد.
وصل عمار إلي الكليه..والتهامز والتلامز من حوله..ويارا علمت بوصوله..وذهبت لتلاقيه..متصنعه الأسف علي حاله..عمار فكر سيقابل يارا بوجهٍ حزين..مبتئس..ويعطيها كل ما يلزم ليشعرها بمدي شقائه..فهو قد تورط مع زوجه خائنه..قاتله..سيخدعها ويجب أن ينجح ويفوز بثقتها المطلقه..
تتقدم يارا نحوه والأسي ينضح من محياها..قالت له وهي متنهده:عرفت أليس كذلك؟..
عمار ينظر نحو الأرض ويقول بكمد وحسره:حظي سئ..سهيله الطيبه ماتت..وبعد سنوات انظري مع من وقعت..يارا تحس براحه غامره فالخطه نجحت..
تواسيه قائله:لا عليك..حقيقتها ظهرت سريعاً...والكل معرض لمثل تلك الأمور...
كان جالساً علي مقعدخلف مكتبه وهي علي مقعد مقابل..يدها ممدده علي ظهر المكتب..عمار ينظر نحو يدها ..ويُقرب يده منها..
يقول لها وكأنه استفاق وكأنه يراها للمره الأولي..:دوماً كنت بجانبي..لم لم أرك مسبقاً؟..
يارا متفاجئه من تلك السرعه..ربما يريدها ترياقاً لخيانة فجر له ولذا قال هذا..لا مانع..المهم بدأ يحس بها..عمار يلعن نفسه بتمهل يا غبي ..لتلتقط الطعم..
زفر في ضيق وقال:اعذريني لست بكامل وعيي أنت مقدره..صرت مخبولاً بسبب تلك الساقطه...أقول أي كلام..أي شئ أفكر فيه ينطق به لساني...
يارا مدت يدها نحويده لتضغط عليها..مفكره لمَ وسواس الريبه يا يارا لا يعرف بالتأكيد..وكيف له أن يعرف...حالة تصدع عاطفي تلك فرصتك الكبري..
سألته يارا:لمَ لا تطلقها وتستريح من عارها...
عمار يشعر بثقل علي قلبه من تلك الفكره المخيفه..ولكن ليقنع يارا لابد من طلاق فجر ..كي يحوذ ثقتها كامله..لم يحسب لهذا..
عمار يقول بأسي عله يقنعها:وصية أمي ..
ويارا متعجبه ومغتاظه تقول:دوماً طيب..الطلاق يفلتك من عارها..خانتك عمار..ما بك؟..وَكل لها محامياً .من أجل الأم.وهل تظنها بريئه؟...
سارع بالنفي قائلاً:أبداً كل الأدله ضدها..
سيطلق فجر لتأمن يارا جانبه..ذهبا معاً إلي المأذون..وفجر الان باتت مطلقه طلاقاً بائناً..عمار مجروح ربما تهور ..ربما لن يقدر علي استعادتها مجدداً..ولكن لأجل كسب ثقة الأفعي فعل بالطبع ستُقدر..طلاق بائن ...لابد من عقد جديد...فجر طيبه وليست متعلقه بأحد..عندما يثبت براءتها..ستكون كل الأمور بخير ..هذا بالتأكيد ما سيحدث.أليس كذلك
|