كاتب الموضوع :
بنت أرض الكنانه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الرابع ليس منها بل عليها :وسمع صابروباتت شكوكه حقيقه مؤكده..فجر عند ابن خالتها..كان عمار مولياً ظهره في جلسته لصابر أما العم دسوقي فعيونه من ...لمحته..ارتعش جسد العجوزوجحظت عيناه ووقف شعر رأسه من منبته ..بدا الرعب واضحاً علي محياه..عم دسوقي جبان لو كان غير ذلك لربما لما حدث كل هذا...تلك السلاله العفنه سيرتها فقط مخيفه للغايه بالنسبه له فما بالكم؟..لاحظ عمار اضطراب العجوز فلم يكمل كلامه...وقبل أن يسأله ما بك؟..سمع صوت صابر يأتيه من خلف مقعده مباشرة..
قال صابر بصوت ألبسه رداء الحزن ليداري شعوراً بالنشوه يجتاح كيانه:البقيه في حياتك دكتور عمار ....
التفت عمار نحوه ورأي وجهاً ليس بالمريح بتاتاً..وبدا السؤال في عيون عمار من أنت؟ لست بقريبي ولا من معارفي..وتساءل في نفسه وكيف يقتحم الصاله بدون أن يتنحنح أو يقول السلام عليكم ؟ولكنه أجاب أولاً تصحيحاً للجمله الخاطئه:البقاء فقط لله،{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} هكذا قال المولي عز وجل...
شعر صابر بالضيق لا يحب أحداً أن يُعدل علي كلامه وخاصة من القرءان والأحاديث ولكنه كتم هذا الإحساس وتَصنع وجهاً مرحاً وهو يقول
:يبدو أن قريبي لا يعرفني عيونه تخبرني بذلك ...أنا قريب لفجر، خالتي رئيفه زوجة أبيها أقصد أرملته...
فكر عمار حسناً هل يتوقع أن أتذكره أم ماذا؟إذا كنت رأيته قبلاً...فلابد أن الأمر تم بصوره عرضيه..يبدو كمجرم ..قريب فجر..شردت أفكاره في الفتاه التي دب الرعب في أوصالها من فكرة حضورها للقريه والتي رفضتها بشكل قاطع..ألقي صابر نحو العجوز نظره جعلته يهب من جلسته ليستأذن للانصراف بصوت بالغ الاضطراب..لم ينتبه عمارلتلك النظره فأفكاره تسيطر عليه صورة فجر وهي تصرخ بصوت جريح قائله لن أذهب..العجوز الذي بدا وكأن سلكاً كهربائياًعارياً قد مسه..ركض مهرولاً قبل حتي مصافحة عمار..وصابر لم يعد يريد شيئاً ..ولا يجد كلاماً ليقوله فانصرف هو الاخر في حفظ شياطينه..
فجر تفكر لم يخبرني إلي متي سيبقي في القريه؟ ،فهوكان غاضباً للغايه مني،لأسبوع أم حتي الأربعين..أأتصل به وأسأله؟ فرقم جواله معها..لا لالا..هل سيطلقني الان ويستريح مني؟..وعده لأمه..هل له قيمه؟لقد تم بخداع مشترك بيني وبينه،سخرنا من الخاله وضحكنا عليها بطفل وهمي،صرت سيئه للغايه يا فتاه،التمعت عيناها بالدموع،كانت جالسه في الصاله ووجدت عيونها تتجه لإطار ذهبي معلقاً علي الحائط يحمل صورة زوجها..وسيم للغايه وهل يوجد له مثيل؟أتاها خُاطبين كُثر ولكن ولا واحد منهم كان عمار لذا كان من الطبيعي أن ترفض..وكأنها تراه أمامها الان..بقامته المديده وببشرته البرونزيه وبعيونه السوداء الواسعه...هو طويل بشكل محبب وبجسد رياضي ممشوق وبملامح مريحه لقلبها هي..ولكن وسامته الروحيه تفوق بمراحل الفعليه هكذا عهدته دوماً أو هكذا تراه.. هي,وأخذتها فكره.. كيف ستنام ؟وجوده في نفس البيت معها يشعرها بشئ من الأمان..يبث في قلبها قدراً من الطمأنينه..بينهما باب خشبي فقط ولكن الان..والخاله روحها الطيبه كانت تحاوطها ماذا ستفعلين يا فجر؟..حتي غيبوبات نومك المتقطعه تبدو الان مستحيلة الحدوث في غياب..وهل تعرف عيون خائفه النوم؟صداع مستمر في رأسها سببه قلة فترة نومها..ولكن هي فقط لا تستطيع ..انتحبت في مراره..لم تركتني أبي ؟كنت أسكن بيتاً مليئاً بالثعابين ومع ذلك أنام مطمئنة البال حتي في فترة مرضك وأنت فاقد القدره علي النطق النطق وجلدك مهترء من الصدفيه وحالة كبدك متدهوره..والدي دوماً اهتممت بي، كنت المفضله لديك..هل رأيت ما فعله.. أولادك بي؟حنو والدها شعرته مضاعفاً بعد حادث الطريق الذي بدأ مشوار تعثرها الدراسي..أحياناً تشعر كان مدبراً...نجاتها من الموت كانت حقاً لمعجزه ،كانت تقف علي الطريق الرئيسي خارج البلد تنتظر الباص لينقلها إلي حيث توجد جامعتها...والدها الطيب كان متوعكاً بعد عملية استئصال الطحال..هو من كان يوصلها بسيارته كل يوم ويعيدها..فهي أميرته..طلب من إخوانها توصيلها أثناء فتره رقدته..ولكنها رفضت فهي تخاف منهم فبعيداً عن عيون الأب..يظهر وجههم البشع..لها..وفي ذلك الصباح وهي واقفه وحدها انحرفت عربه نصف نقل مسرعه عن طريقها عندما اقتربت منها و..مستحيل ولكن بعد ما رأيتيه ممكن ..عيون والدها التي رأت الرعب يطل منهم عندما يقترب أحد أولاده ليس منه ولكن منها،يداه تتضرعان ليديها وعيونه تتوسلان عيونها نامي معي ،شهور مرضه كانت فيها تنام بالفعل في حضن والدهاعلي سريره وهويضمها إليه بقوه وكأن..هل شعر؟هل عرف؟وهل بالفعل أرادوا قتلك ؟لم تخبري الوالد بوسواسك أبداً عن شكك في كون الأمر متعمداً، ولكن لمَ فعلوا بي هذا؟ميراثي مهما بلغ يظل ضئيلاً بالنسبه لهم...يارب...تكاثرت الهموم علي قلب فجر وسالت دموع عينيها كالشلالات..دموع الخوف والإذلال والأسي..وذهبت كل الأفكار من عقلها ليبقي هذا السؤال يتردد بقوه في داخلها عمر حادثك خمس أعوام ونكبة والدك الصحيه بدأت منذ أشهر معدوده هل هناك علاقه بينهما ؟وكيف يُعقل هذا؟
انصرف المعزون وبقي عمار وحده في بيته،عائلة أمه بأكملها سألته أين فجر؟ وكذب عليهم جميعاً فيما عدا ذلك العجوز الغريب الأطوار العم دسوقي،لقد خان وعده لها شعر بشئ من الخجل من نفسه..ولكن هو وعد ليس بالمفهوم ونظرات العجوز كانت تنضح بألمٍ رهيب،وكأنه قريبها أكثر من كل عائلتها...ولكن لم انصرف العم بهذا الشكل؟..وفجر كنت دوماً شفافه لا يعرف قلبك الأسرار ولكن الان ...صعد السلالم الداخليه للفيللا ودخل حجرته..ووجد علي طاوله قريبه من سريره ألبوم صور قديم..أخذه الحنين لذكريات ماضيه..فالتقطه بعد أن نفض عنه الغبار وتمدد علي الفراش وبدأ في تقليب صفحاته...استهواه في زمن بعيد مجال التصوير الفوتوغرافي..فاشتري الوالد كاميرا له..وبدأ في ممارسة هوايته..ذلك الألبوم هو من التقط كل صوره...ألبوم قريته..أصله..جذوره..استغرب الأمر.. كل الصور الموجوده بداخل الألبوم هي لفجر..فجرالصغيره تضحك..تحلب..تركب بغلاً..تخبز كماج ورقاق..تتسلق نخله وهي مربوطه بالحبال،وأطل هذا السؤال هل بلده بكل ما تحمل من معاني جميله بداخله هي فجر؟نفض تلك الفكره ..هي فقط قريبته الصغيره..لم يشعر يوماً برغبه ملحه لرؤيتها..ولكن وهي الان بجواره يحن لضحكتها التي اختفت من علي وجهها هناك شئ حدث لها..لم تعد هي..أمي الحبيبه تركتيني أفتقدك ولم يمر علي بعادك سوي ساعات،خجل منك أمي للغايه..ولقدأوصيتيني بها وكأنك تشعرين بأن أمورنا ليست بخير..قريبتي وسأهتم بها ..تذكر ذلك الشاب الذي كان يمسد ظهر فجر..هي قرويه وضائعه وسط عالم العاصمه..سأفيقها يجب أن تعتني بدروسها وتحترم اسمه..هل أطلقها ولكن إن فعلت كيف سأبقيها في البيت عندي؟زواجنا الصوري لن يستمر للأبد وسيأتي يوماً تريد فيه زوجاً حقيقياً وأطفالا ليسوا بالوهميين..المته تلك الأفكار ولم يدري من أين ينبع هذا الألم؟..صوت خالته نواره من زمن بعيد أتاه وهي تبتسم للمره الأخيره في هذه الحياه بوهن وهي علي علي فراش موتها في المشفي قائله برقه: تخاف منها عمار؟وإجابته كانت :لا خالتي بل عليها..ذكري تسكن عقله ..يوم ميلاد فجر..المخاض أتي للخاله العجوز التي ستنجب للمره الأولي مبكراً..كان الحاج ذكريا في الأرض..ووالداه في عزومة غذاء عند عزيز بيك..وهو وحده من كان لدي الخاله في ذلك الوقت..صرخت من الألم وهو تصرف كالرجال...بسرعه ذهب لجار لديه سياره وطلب منه نقل الخاله إلي المشفي..ولم يتأخر الجار للحظه واحده..كان أول من حمل الصغيره بين يديه ..خاف من صغر حجمها وعيونها المغمضه..لم يكن خائفاً منها بل عليها..وهو من اختار اسمها فجر الدين..فهو من أسعف الخاله في مخاضها،لم ينقذ حياة الخاله ولكن فجر....وقالت أمه يومها له بحنوحزين: هناك مقوله تقال علي أول من يحمل طفله رضيعه سوي والديها نظرت له برقه وابتسمت حينها وهي تكمل: يكون حاميها..،أجاب أمه يومها وهي مازالت محموله بعنايه من قبله وعيونه مركزه عليها وكان الجميع موجودين ماعدا الخاله التي نزفت حتي الموت:سأكون لها أكثر من هذا أمي سأتزوجها وأعوض يتمها وسترين....مراهق قال جمله مر زمن وتحققت ولكن..أتي طيف حبيبته سهيله،بجمالها الأخاذ وبطيبة قلبها التي أسرته،لتمحي أية فكره تكونت في عقله نحو فجر،فجر فقط هي قريته، عندما أتي القريه ولم يجدها شعر وكأنها لم تعد قريته التي يعرفها...قد يكون أمراً غريباً ولكن هناك ناس بالفعل هم رمز للبلدان التي نحبها أكثر من طرقها وجدران بيوتها..وهذه هي فجر بالنسبه لعمار...أم أنها أكثر.
وأتي صباح يوم جديد
أمير ينتظر علي الطريق خارج البلده وصول غادة بلدته الساحره شفاء ابنة عزيز بيك،تلك الحسناء السمراء التي يشتهي مالها أولاً وجسدها ثانياً،أرض عزيز بيك تتوسط أرض والده ذكريا وشفاء وحيدة عزيز بيك وهي الطريق إلي الأرض،ولكنها في كلية صيدله وهو لم يفلح حتي في الحصول علي شهادة الثانويه العامه،ولكنه من أغنياء القريه المعدودين ووسيم بطريقه لافته وفتيات كثر تتمناه،هكذا صور له غروره نفسه،وصلت الغاده التي تستقل الباص إلي القريه فهي تدرس في جامعة حلوان بسبب نتيجة مكتب التنسيق،ولكن المكان استهواها ففضلت أن تظل هناك ولم تنقل إلي جامعتها الإقليميه بعد مرور سنتها الدراسيه الأولي..الطريق إلي قصر والدها قصير لا يحتاج طلب سياره خاصه لتنتظرها عند مدخل البلده..تساءلت شفاء في نفسها ما الذي يفعله أمير الحقير هنا هل يتربص بي مره أخري؟تعود كل خميس إلي بلدتها قد تغيب لفتره أطول مثلاً...بسبب الامتحانات..بخطوات سريعه متجنبه أمير انطلقت شفاء ولكن اللعين لا ينتوي تركها..ركض خلفها ووصل إليها ليقف أمامها ساداً طريقها رافعاً يديه علي جانبيه ..
قال بصوته المقيت:لن تفلتي مني بسهوله وسترين...
واجهت نظراته العابثه بحده تشوبها عزة ابنة البيك قائله:أين أنت ياعم ذكريا كنت تلجم كلبك ولكن الان أُصيب بالسعار،سأفلت من قبضتك ولن تنال مني شيئاً أبداً وهذا قسم شفاء..بعد إرادة الرب تأتي إرادتي..والدي مريض ولكن نَفَسه يقويني علي أمثالك ..ابتعد عن طريقي يا ..
فكر أمير ماذا تظني نفسك؟أنا أمير فتي البلده الوسيم ،أنت تتعالي عليه وتصفيه بالكلب..إرادة أمير تكفي يا غبيه وقد انتوي الحصول عليك وأنا من سيضحك أخيراً...لنري أمير.
عاد أمير إلي البيت ليري أمه جالسه علي الأريكه في الصاله وهي تحدق نحو السقف مفصوله عن الوجود
سألها :مابك ،لم تجيب،هز رأسه في غضب ..منها..
وقال بعصبيه:أكلمك ألا تسمعين؟
،نظرت نحوه بحده مرعبه وقالت:تأدب يا ولد وإلا ضربتك أتسمع أنت؟....
عاد أمير لرسم ملامح الفتي البار بأمه علي محياه وقال بدماثه وهو يتقدم نحوها ليطبع قبله علي يدها:غاضب قليلاً أمي سامحيني ولكن ما الأمر وأين عادل وعابد؟
أجابت:عابد لم يَعد من البارحه ربما يسلي وقته مع فتاة ليل أو لم يستفيق من البانجو الذي لم يعد يخجل أو يداري أمر تناوله،أما عادل صمتت قليلاً وبدا الكهن في صوتها وهي تقول: أرسلته في مشوار خاص للغايه...فكرت في نفسها يجب أن ينجح وإلا...أرسلته في أثر صابر الذي غادر القريه مع طلعة الصباح...متخفياً حتي لا يراه صابر ومستقلاً سياره مؤجره لم تخطو عتبة البلد...أتدرون لمَ ؟ليقتله.
نقلت له الفيديو الحقير بالبلوتوث إلي جواله،صار مسعوراً يريد مالاً مالاً..يبتزها هي خالته علي فضح ماحدث..لم تكن تتصور قريبها الذي تحبه يفعل بها هذا..أعطته ما يريد وهي تعلم سيذهب وراء فجر من أجل جسدها..نظرات الشهوه نحو فجر تقرأها في عيونه واضحه..وتذكرت قوله الفظ المنعدم الأدب لها بعد رحيل فجر:خنتيني خالتي طردت فجر قبل أن أحقق مأربي منها تعملين لصالحك فقط ،مطلقا لن أسامحك وعادل لم تعارضيه عندما..،فجر هوس صابر، ليست غبيه لتعطيه الشريط ليبتزها أكثر بدليل مادي معه،بل لتخرجه من القريه ليسهل لها التخلص منه،وعادل ولدها ذو التاسعة عشر هو من سينهي حياة ابن صبيحه..تصرفت بغباء في البدايه سلمت القط مفتاح القرار ولكن...لم يكن هناك حلاً اخراً...هو متورط معها ولن يفضح نفسه أكيد ولكنه فقيروأمام الثراء الفاحش الذي أضحت فيه صارت مطمعاً للأسف في عيون ابن صبيحه،الفيديو لا يظهرها هي وأولادها فقط فجر وصابر والسرير ولكن...لا مفر من الخلاص وهو رقبة صابر،لتقتلع شجرة أعمالها الخبيثه من جذورها..وهل يمكن؟
تلقت الجميله شفاء ذات الواحده والعشرين اتصالاً علي جوالها من حبيبها سالم،تأكدت من غلق باب حجرتها جيداً قبل أن تفتح عليه لتقول بلهفة العاشق...نعم حبيبي ...أموت شوقاً إليك نعم في البلده..كان يجب أن أنزل والدي مريض وأمي قلقه....وتغنجت عليه قائله: أنت سئ لم لا تأتي أليست بلدك أيضاً ؟....بان التأثر في صوتها وهي تقول نعم أذكر وعدك لأبي أن تعود للتقدم لي عندما يكون لديك مهري وشبكتي ولكن...بان الحزن في صوتها وهي تكمل:أحبك كثيراً وأفتقدك أنت في الغردقه وأنا..قد تمر سنوات عمرنا قبل أن تعود ومعك هذا المهر اللعين...كل هذا لتثبت لأبي أنك لست بطامع متي كان سالم حبيبي بطماع...انسي هذا الوعد أنك لن تعود إلي القريه إلا ومعك ..لا تقل يتيماً الحبيب عائلته ووطنه حضن حبيبته..أنا وطنك يا أحمق...حسناً تريد الوفاء بالوعد ولكن ما ذنبي مر ثلاث أعوام لم أرك فيهم...والدي والدي...عد حبيبي أحتاجك ...أنا شفاء الصغيره ألا تخاف عليها؟..قفزت مره واحده من السعاده الخالصه وهي تصرخ مهلله ليست بالمصدقه :ستعود، اقسم معك مهري ،ولم مثلت عليّ الان وطوال المكالمات السابقه؟أريد خنقك...فقط الان اكتمل ما اتفقت عليه مع والدي...سأخبره أخذت تُقبل الجوال مراراً وتكراراً وصوت سالم يأتيها ستفضحينا يا فتاه...كفت عن القفز وقالت تؤنبه :الحب الطاهر لا يُفضحه الله حبيبي بل يُعليه افهم ..أكملت دراستها في حلوان ليس من أجل التعود فقط ولكن لعل سالم يرغب في رؤيتها فتسهل عليه المهمه ولكن فتي قريتها الفقير الذي ملك قلبها لم يخذل وعد الوالد بألا يراها إلا وقد أكمل مهرها مائة ألف جنيه ومثلهم شبكه..شرط الوالد التعجيزي...ارتعب قلبها كيف جمعهم في ثلاث أعوام...سالم باع احدي كليتيه لأجل....العمل كثير ويعطي القليل كان الحل الوحيد..توسل لله باكياً في الصلاه سامحني تصرفت فيما لا أملك ولكن لا أحتمل رؤيتها مع أحد سواي ...ارحمني يارب واغفر لي...وقد رحم الله الهوي سالم.
وصل صابر إلي عنوان فجر في العاصمه تحصل عليه من رضا في جلسة المزاج أو المنكر،فجر لم يغمض لها جفناً طوال الليل عيونها محمره متقرحه من الإجهاد..وجسدها منهك من هموم الروح...شبح صابر لم يتركها لحظه واحده طوال الليل...رأته وهي مفتوحة العينين وحجرتها مضاءة الأنوار...لم تقوي علي البقاء في مكان مظلم...متي ستعود يا عمار ؟أنا خائفه للغايه وبدأت في الانتحاب ربما للمره الألف وهي تلعن صابر ورئيفه وعصبه فاسده من دمها...هي..
دقات علي باب حجرتها وصوت الخادمه يأتي من خلف الباب: أأدخل سيدتي...الخادمه تنصرف ليلاً..فقط البواب وأسرته ينامون هنا ولكن في مبني صغير في الجنينه مكون من حجرتين ومرحاض ومطبخ وصاله صغيره...زوجة البواب قعيده ولديه ثلاث صبيان مازالو صغاراً يسلوها...شعرت فجر لوهله بالرعب من الدقات ولكن الان استجمعت نفسها وهدأت مع سماعها صوت الخادمه وقالت:تفضلي،أخبرتها الخادمه بالمصيبه: هناك شخص يدعي صابر واقفاً عند باب الفيلا الخارجي يقول أنه قريبك و.... انكمش جسدها علي السرير وضمت ركبتيها نحو بطنها والرعشه والرعب وتجسد أسوأكوابيس الحياه كلها أمور تبدو هينه لوصف حال فجر...التي بردت أطرافها حتي درجة التجمد وتشنجت عضلات عينيها التي توصف بأنها غير إراديه..
تردد هذا الصوت قوياً بداخلها يا جبانه اذهبي واقتليه... فقط هذا ما قد يريح،إنسانيتك التي أهدرت علي يديه..شرفك المذبوح في مهده..خوفك الذي يجعلك تفتشين حجرتك مائة مره علي الأقل قبل النوم الذي لا يأتي..تنظرين تحت السرير.. في الدولاب.. في أدراج التسريحه تبحثين عنه ...شبكت أصابع يديها في بعض..الخادمه مستغربه الأمر سيدتها ترتجف ..وتشحب..بصوره مخيفه.
قالت للخادمه بصوت متلعثم نُزعت منه بهجة الحياه عندما انتبهت لكونها تحدق نحوها بذهول:اذهبي سا..تي لا لا لا لا تد..خليه..لن أذ..هب..ساتي،انصرفت الخادمه وانهارت فجرأين أنت يا عمار ؟انتحبت ولم تَعُد تَعد.. زمن طويل مرعلي وجعها يقال في عمر البشريه أنه فقط أيام،صابر داخل الجنينه عيونه تجوب فيها وكأنها بضاعه معروضه للبيع و ستصير له فثمنها في جيبه،أحضرت الخادمه كوب عصير ووضعته علي طاوله في الجنينه محاطه بمقعدين ،صابر اللعين جالس علي أحدهما
وأخطأت القول بعفويه:سيدتي ستأتي حالاً الصدمه كانت قويه علينا جميعاً ولكن هي لم تحظي بوقت لتهنأ فيه كأية عروس
الصدمه علي صفحة وجه صابر لم تدم سوي لثوانٍ معدوده..كان يفضل أن يكون من يأخذ عذريتها ولكن ربما هذا أحسن لن تمانع الان في إقامة علاقه معه مقابل التسجيل الموجود في جواله فلا وجود لعذريه ثمينه لتحميها خوفاً من الفضيحه هذا تفكيره المريض...وعمار جبل ذهب متنقل سيدفع في شرف زوجته أكثرهذا تفكيره الطامع ..
وأتت متشحه بالسواد بملابسها القديمه التي طُردت بها ومعها وهي مرتديه قفازين قُطنيين لونهما أسود لا تحب أن يري هذا الحقير أي شئ منها ولا حتي يديها،وقد فكرت للحظه أن ترتدي نظاره شمسيه ولكن قررت سأواجه..وكما ينبغي،وهي تتقدم نحوه متصنعه الثبات وهو ينهض لمصافحتها،وهو مبتسم لها في صفراويه،ذكرت نفسها أنت فجر ابنة ذكريا ..الخوف يقتل ...كما لم تستطع كل أسلحة الأرض الفتاكه أن تفعل..لأنه قاتل للروح..واجهي..
عمار في طريق العوده بسيارته وسط غضب عارم من الأهل ،اعتذر بكثرة أشغاله وأخبرهم بأنه سيعود في نهاية كل أسبوع من الشهر الأول علي وفاة الغاليه وفي الأربعين كذلك..حلم أمس بوالدته أتته غاضبه وسألته: أين وعدك لي ؟لم يعدها سوي بأمر واحد ..فجر ولذا ..جواله الذي ظل مغلقاً طوال الأمس فتحه اليوم،وارتفع صوت رنينه التقطه من علي المقعد المجاوروقال...أهلاً يارا..لا لم أذهب..الأم رقيه ماتت.. لم أبلغ أحداً..سمع صوت الكاذبه المدعيه يرتفع علي شكل صرخه خرجت من لسانها السام للعجب موجعه..يارا تفكر استرحت منك أيتها العجوز العفنه..دوماً كنت أودك وأذهب لزيارتك..لعل وعسي..تلفتي نظر ولدك لي..علمت بمقصدي يا حقيره ولم تحركي ساكناً..
روحا عمار ..حبيبها وخالتها رقيه تسكنان هذا البيت..حتي لو غابا..اهدئي..تتحامي بجدران بيت عمار من شر صابر..بادرها بالقول الخبيث بصوت خافت النبرات أشبه بهمسات شيطان وهي تقترب:مبارك يا عروس صرت امرأه..ولكن كنت امرأه قبلها علي يدي حتي لو لم يكتمل الأمر،فكرت علم من أين؟،وربما يفعل هذا ليزيد قلبك انقباضاً ولكنه لا يعلم عند أعلي درجات الخوف يموت القلب وإن مات ...هل يشعر ميت؟،قالت بصوت هادئ محتد يحمل كره الدنيا نحو أحقر أولادها وهي توجه إصبعها نحوه..:خسئت يا حقير.. بيننا مسافه أتسمع..وقل ما تريد وانصرف..ومطلقاً لن أجلس معك علي طاوله واحده حوار علي الواقف..عيناها تتحداه وجسدها متأهب لدفاع متأخر علي النفس ..لم يتوقع صابر ذلك ولكنه لا يعلم أنها ولا حتي هي نفسها تصورت أن تقف يوماً أمامه هكذا...هل هي قويه ولا تعلم؟...هي لا تفهم نفسها.
لن يراوغ وسيرمي القنبله في وجهها ليراه وقد امتقع..قال متنهداً مستكيناً وهو ناظر بوجهه نحو الأرض :تسجيلنا الحميمي للغايه معي كم يساوي لديك؟
لدهشته ضحكت ساخره من ...نفسها..وهي تضرب يديها بعضهما بعضاً.. كابوسها المرعب يتحقق قد مضجعها يومياً مئات المرات والان وهو يحدث..ربما قاربت الجنون..ماتت رعباً في منامها عدد لا يحصي من المرات..ربما استُنزفت ولم تعد بقادره علي تحمل الألم والعذاب..فنُفضا من عليها ..ليست هي من فعل..ولكن كثرة الأحمال علي ظهر البعيرقد توقعها كامله..ربما هذا ما حدث..لها..صارت لا مباليه أو مذبوحه دائخه لا تعطي الفرصه لتستفيق أبداً.
أجابت بعد أن توقفت عن الضحك المخبول الذي أدمع عينيها من طول فترته والذي جعله كالأحمق الفاغر فيه أمامها..حركت رأسها علي الجانبين وقالت وقد شطط عقلها وعيناها تلمعان ببريق الخبل وهي تحرك احدي يديها بعلامة الجنون المعروفه:ماذا تأخذ الريح من السيراميكه..لا ليس كذلك ولكن لا يهم..قست عيناها وتحجرت تعبيرات وجهها وهي تكمل:لا أملك شيئاً ولن أعطيك ما تريد أبداً..الموت لي راحه والحياه شقاء..ومهما ضربت في الميت أجبني هل يشعر؟
انفعل صابر عليها فقد أرادها مرعوبه كان يعرف كيف يتعامل معها حينها لكن الان؟،وجد نفسه يقترب منها بسرعه ليمسك بلحم كتفيها ليسحقه وقد علا صوته وهو يقول:وزوجك ألا يهمك فضيحته؟ أجيبي ،ضربت صدره بكلتا يديها بوحشيه لتبعده وصرخت بصوت غريب النبرات علي أذنها هي.. لأول مره في حياتها تسمع صوتها هكذا أجش غاضب:لو اقتربت مني مره أخري سأرتكب مذبحه وستكون أول ضحاياها...وفكرت في كلمته زوجك ،غريب أمرها قلبها متذكر دائماً أنا ملك لعمار وعقلها لا يزال رافضاً في أغلب الأحيان لتقبل فكرة زواجهما،نسيت وهي تتحدث مع اللعين أنها زوجة عمار الصوريه...يريد صابر المال الكثير وجسدها..المال لن تشحذه من عمار وجسدها لن تعطيه لهذا الحقير حتي لو لاقت ويلات الأرض مجتمعه..وستلاقيها..
|