كاتب الموضوع :
بنت أرض الكنانه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
باقي الفصل التاسع
عاد عمار إلي البيت مهموماً..قضي وقتاً طويلاً مع تلك الحرباء يهين فجرويتملقها...تذكر حواره مع فجر حول الطلاق..طَلقها في النهايه..لصالحها..يشعر بفراغٍ في قلبه..هناك خواء..فجر لم تعد حليلته..صعد درجات السلم ببطء..ظهره منحني..ويكبت الدموع..البواب يطرق الباب ...عمار يفكر مستغرباً هل أتاه زائراً..الساعه الان الحادية عشر..البواب يخبره هناك شخص يدعي خالد عبد السلام يريد مقابلتك...
في الصاله عمار يحتل أحد المقاعد وخالد المقعد المجاور..عمار يفكر ما الذي يريده مني...لجم نفسه ..كان يود تمزيقه إرباً بسبب الإيحاء الذي استشعره في كلماته...وبسبب إهاناته في حق فجر..
خالد قرّر بدء الحديث فتنهد قائلاً:ما رأيك؟وكأننا لأول مره نلتقي..لنتكلم عن فجر باحترام وبإجلال..أود العداله...لا القانون...لو تعرف شيئاً قد يفيدها أخبرني به...
عمار يريد بالفعل المساعده، كلمات خالد في لقائهما الأول لم تشجعه...للبوح بأي شئ ولكن الان...سأله عمار:ما الذي غيّر موقفك؟
خالد أجاب ببساطه:الكل يعرفها..أم القتيل ...الزوج...وهناك أخي فارس...زميلها...أريد أن أعرف...
عمار ...فارس أخوه لهذا أتي...قال حزيناً علي حال حبيبته:وما الذي تريد أن تعرفه؟
سأله خالد:ما علاقتها الفعليه بصابر؟
عمار قال بكلمات تُقطر قرفاً مما تعرضت له...اشمئزازاً مما لاقته..حسره علي حالها:رئيفه زوجة الأب أتت به ليغتصبها..سجّلت الأمر عن طريق الجوال..هددتها بالفضيحه..كانت وحدها...والإخوه..كانوا يراقبون...لم ينجح في هتك عرضها ولكن...لم يعد يقوي علي الكلام وانسابت العبرات....
خالد لا يصدق ما يسمع ولكن ليتصرف بعمليه قال له:دكتور عمار...الصور من الممكن أن يكون مصدرها هذا التسجيل...لو أصبح معنا...موقف فجر في القضيه سيتحسن كثيراً...الإخوه...ورئيفه تلك...ولكن يارا أخي أخبرني عنها.
عمار مندهش من خالد تطلع نحوه وقال:تصدق براءتها.
خالد يتنهد مجيباً:صدقتها أم القتيل...صدقها قلب الزوج...صدقها فارس الذي لم يحتك بها سوي لفتره قصيره...عندما تجد كل هذا الإيمان لابد أن تفكر...هل يعقل أن يكونوا جميعهم علي خطأ...
عمار تذكر فقال بسرعه :هناك ربيع ابن البواب سمع شيئاً ليلة وقوع الجريمه...صوت فتح الباب الخارجي...
خالد يقول بلهفه :أريده حالاً......وربيع الصغير جالساً علي الأريكه يحكي:كنت ذاهباً إلي المرحاض...وسمعت صوت فتح الباب الخارجي...وغلقه
عمار يُحفزه بقوله:قل كل شئ...فقط الحقيقه ولك عندي ما سيسرك....
فرح ربيع فأكمل:وبعد فتره ضئيله للغايه سمعت صوتاً مماثلاً...هناك من دخل وخرج
خالد يهتف:نعم هناك من دخل وخرج من الفيللا وبفارق زمني ...فقط ثوانٍ....
عمار يقول سعيداً:يستحيل أن تكون فجر...
خالد يجيب:في مهنتي الكل مشتبه به...ربما ربيع...قد اتفقت معه
عمار مغتاظاً يجيب:وهل كنت أعرف بمجيئك..وعلي كلٍ اكتفيت بما قلته لك عند الظهيره..ولم أكن لأعود لك مرة أخري...
خالد يهدئه بقوله:مهنتي تلك طبيعتها..الشك
بعد انصراف ربيع وقد أخذ مائة جنيهاً من عمار ...عاد الحوار
خالد يسأل عمار عن يارا:من تلك الطبيبه المريبه التي حدثني عنها فارس
عمار يزفر في حنق ويقول:أخت سهيله زوجتي الأولي...الخادمه رأتها تتصنت علي حوار بين فجر وصابر في حديقة الفيللا ...والخادمه سمعته سابقاً يبتزها
خالد يعيد الكلمه:يبتزها
عمار يقول بغضب:لم تخبرني بتهديده لها لو كنت أعلم لفتكت به ..تمالك نفسه وقال:..الخادمه عاشقه للتجسس ...تعرف كل شئ..تريد مقابلتها.
خالد يؤكد؟طبعاً سألقاها...لو كانت فجر بريئه....
عمار قاطعه ليقول بثقه:فجر بريئه لا وجود للو...
خالد ابتسم وقال:العشق مهلك حقاً...فجر البريئه...لكي تأخذ براءه...لابد من نجد القاتل...ومما علمت...يارا...رئيفه....سأنصرف الان ولكن لنبقي علي اتصال...نتبادل رقمينا...والخير سيكتبه الله...والعداله ستسير علي طريقها الصحيح...واه نسيت بالطبع لن تخبرني بمكانها لن أضغط عليك ..سلام
عمار عاد لحجرة فجر...يجب أن تترك فجر فيللا عليّ سريعاً...هذا الخالد ذكي للغايه...لم يُبدل ملابسه...فالقلب مشتاق لتبادل الحديث معها....فتح اللاب توب ...وعلي السرير ...ممدداً علي بطنه..و.بدأ القلب يتكلم...
عمار:كيف حالك؟
فجرالجالسه القرفصاء علي الفراش:أحسن منك كالعاده
عمار:لسانك طويل..متي سيقصر؟
فجر:لا أدري..لو تعلم أخبرني
عمار:ستنتقلين غداً من الفيللا بالتأكيد..في عقلي فكره..وزوج الخادمه الطيب من سينفذها...
فجر:قل التفاصيل..هيا بسرعه هيا بسرعه.
عمار:حالتك غير طبيعيه تبدين سعيده...ماذا تأكلين؟
فجر:ماكر..دوماً تكشفني...حرنكش...تيناً شوكياً....توتاً برياً عاشقه للفقر..
عمار:فقط..فجر اعترفي
فجر:ورقاقه مليئه بالحواوشي...كيف عرفت
عمار:عقلك ملئ بالزيت...ومزاجك يصير طفولياً...مع الحواوشي..
فجر:تتهرب من التفاصيل يا أبيه
عمار:أبيه ..تحترميني للغايه طوال حياتك...ولد يا عمار أحضرت طلبات سيدتك فجر من مصر..أم لا..إن كنت قد تجرأت ونسيت...فعد أدراجك من حيث جئت..لتجلبها...
فجر:أنا كنت أقول ذلك....حرام عليك...مهذبة الخلق أنا...وطوال عمري..
عمار:وهل قلت سوي ذلك...كنت تفعلين ذلك حتي الثامنه...ليتك لم تعقلي يا فجر...كنت تسليني...
فجر:ودمي الان بات ثقيلاً...شكراً يا أبيه
عمار متضايق من كلمة أبيه تشعره بالفارق العمري بينهما:فجر...ما رأيك في الحب؟
فجر اختلج قلبها:ما هذا السؤال؟
عمار:تلك إجابتك
فجر:ما قولك في الحب وليس ما رأيك؟وأجب أولاً.
عمار:
عجيــــــــــــــــــب
عجيب حبك ضياه ساكنفى روحى فى كل تكوينى
وبشتاقلك صحيح لكن ولا عمرك وحشتينى
وتقولى هتوحشينىازاى
وصورتك ننى فى عيونى
نادينى اشق قلب الليل
واكون فارسلاحلامك
ولو تاهت فى ليل الخيل
هجيلك برضه فى منامك
وتقولى هتوحشينىازاى
وصورتك ننى فى عيونى
ده موج البحرواخد وعد
يعود للبحر من تانى
وقلبى لو يتوه فى البعد
يلاقى عينيكىعنوانى
وتقولى هتوحشينى ازاى
وصورتك ننى فى عيونى
قالولى ازاىانا حبيت
وحبك اصلى وكيانى
وليه فى الغربة ما حسيت
بإنك لحظةوحشانى
وتقولى هتوحشينى ازاى
وصورتك ننى فى عيونى
تأخر رد فجر وقد شردت مع ما كُتب...
عمار:هذا قولي...أنت معي
فجر:أغنيتي المفضله عمار...
عمار:تصف حالي...وهي قولي في الحب
فجر تفكر يقصد سهيله...صورتها لاتزال تسكن عينيه..حبها أصله وكيانه...ومهما طال بعدها سيظل مشتاقاً إليها هكذا فهمت فجر
فجر: الأطلال لابراهيم ناجي بعض المقاطع هي قولي فيه
يا حبيبي رحم الله الهوى ** كان صرحا من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله **واروي عني طالما الدمع روى
و
وإذا القلب على غفرانه *******كلما غار به النصل عفا
يا غراماً كان مني في دمي ** قدراً كالموت أو فيطعمه
ما قضينا ساعةً في عرسه *******وقضينا العمر في مأتمه
و
انظري ضحكي ورقصي فرحا *****وأنا أحمل قلبا ذبحا
ويراني الناس روحاً طائراًوالجوى يطحنني طحن الرحى
و
كنت تدعوني طفلا كلما ثار حبي وتندت مقلي
ولكالحق لقد عاش الهوى فيّ طفلاً ونما لم يعقل
عماريريد أن يعرف:هل مررت به...أقصد الحب
فجر:سؤال غريب...أنا في مصيبه بل كارثه...وأنت ...تلك قصيدتك المفضله التي كنت تحب سماعها بصوتي العذب الشجيّ الحنون الرقيق مغروره أنا...وتلك مقاطعك المفضله منها عمار...هل نسيت....
عمار:قولي في الحب أغنيتك المفضله...وقولك في الحب قصيدتي المفضله...لمَ تتهربين؟هل تعرفين الحب؟
فجر:ما رأيك في هذا المقطع
بنحب ياناس نكدب لو قلنا مابنحبش
بنحب ياناس وماحدش في الدنيا ما حبش
حتي اللايمين زينا عاشقين لكن خايفين لايمين تانيين
عمار ...أين ذهبت...لازلت معي...
عمار:من هو؟
فجر:ذلك مقطع من أغنيه...أنا لا أحب أحداً..فقط أكتب أقوالاً أَثرت في
عمار:من هو؟
فجر:.....هذا هو...كف عن هذا...أنت زوجي ولو كان الزواج صورياً...لا يصح مثل ذلك الحوار..أخبرتك مجرد أقاويل أثرت في
عمار يفكر لم يعد زوجها....:فجر ...ما أكثر مكان تحبينه في الوجود
فجر:جنينة فجر...حجرة فجر...ولكن أكثر مكان يا فجر...
تريد كتابة قلب عمار
فجر:قلب عامر بمحبة الله
عمار:من أكثر شخص تحبينه في الوجود؟
فجر:أجب أولاً ما أكثر مكان تحبه
عمار:عيون فجر القططيه
فجر:تسخرمني...حسناً أكثر شخص أحبه هو عمار ...
عمار:تستهزءين بي يا صغيره
فجر:لو كنت تسخر مني بما كتبت فأنا أُبادلك بالمثل....
عمار:اذهبي لتنامي...ماذا أقول عنك...فأنت لا تعرفين شيئاً
فجر:ربما أنت من لا تعلم...ولن أخلد للنوم الان، لقد كبرت علي أن يكون أحدهم وصياً عليّ
عمار:حتي ولو كان عمار
فجر:لا أخطأت..عمار استثناء...أتثاءب الان..أشد الغطاء و...تصبح علي خير يا أبيه...دوماً مهذبه يا فجروالله
لم يتكلم العقل فقد غلب القلب...فجر تفكر لمَ لم يحبني أنا؟لمَ سهيله...عندما سألها من هو...كذبت ولكن عندما ألح كتبت خمسة نقاط وهذا هو..ع..م مشدده بحرفين..ا.ر..خمسة نقاط ..هذا هو..عمار
عمار يفكر يارا اللئيمه...وفجر لم يقدر علي إخبارها بكونه قد طلقها..لا ليس عبر البريد الإلكتروني...اه يا فجر يا من تشبهين الفجر...لو سهيله لفتت نظري فلأنها تحمل أشياءاً منك..لو أحببتها..فلأني أحبك..
عم سيد زوج الخادمه استأجر شقه مفروشه...ابنته بسيمه ستنتقل إليها كطالبه مغتربه وبصحبتها الخادمه فجر..ذلك مخطط عمار...وتمّ بالفعل كما رسم...وفجر المنتقبه تعمل كخادمه ...صماء..بكماء..تخرج أحياناً كي لا تثير الشكوك...وتشتري من الباعه ما تريد بورقه مكتوب فيها الطلبات...
خالد يقول ببروده وهو محتل لمقعده خلف مكتبه:عادل..تفضل بالجلوس...ذهبت إلي القريه ولم أجدك...كان لابد من استدعائك...
عادل يجلس وتكشيره مرتسمه علي وجهه وقال:تحت أمرك...الان...
خالد يستفزه:نويبع..حقاً كنت هناك...هذا ما قيل لي...ولكن الحقيقه قد تكون شيئاً اخر..مكان عملك هناك..أسماء من عملت معهم وعندهم لو تسمح..
عادل يضحك قائلاً:مات القلب من زمن ولم يعد عناك شئ يحركه قيد أنمله...نعم كنت هناك...عند من لن أقول...أعمل لصالح من لن أقول..اثبت أنت ظنونك
خالد مغتاظاً قال:تتحداني...تنهد وقال حسناً..فجر وصابر ماذا تعرف
عادل يجيب مفكراً:لا أعرف
خالد يجز علي أسنانه ويقول:ماذا تعرف
عادل مؤكداً قال:لا أعرف
خالد غاضباً قال:تثير جنوني يا فتي..تركت كليتك لمَ؟لمَ لم تكمل؟
عادل يحاول تكبيل دموعه ولكن...وقال:لا أعرف
خالد تأثر بسبب دموع الديوث...ماذا يحدث لي ...سأله:وماذا تعرف؟
عادل أجاب:كل ما لا أعرف
خالد لا يفهم شيئاً قال:تستطيع الشهاده مع أختك أو ضدها اختر طريقاً وسِر فيه
عادل يجيب بأسي:بَركت من زمن...لم أعد أسيرفقط أُسَير...لن أفيدك بشئ دعني أذهب أو اسجني فهذا كل ما لدي...أنا لا أعرف
ولم يعد هناك ما يقال
مرّ أسبوع
عمار وفجر لا يكفان عن الحديث وبالطبع ليس في مصيبتهما...
تقارب..تناغم...بين عمار ويارا...يعاملها كملكه مُتوجه...وطلبها للزواج فهو يحبها ولم يعد بقادرٍ علي بعدها عنه...ولكنها ردت عليه بغنج:أريد أن أتأكد من حبك لي وبأني لست بوسيله للنسيان..تتدلل..وهي مطمئنه فما طاردته لسنوات هو الان في قبضة يدها...
خالد ينظر نحوورقه في يده....مكتوباً فيها عنوان بسيمه ابنة الخادمه...الجديد...وهناك خادمه تعمل لديها...شعر خالد من حواره مع الخادمه..الحوار الذي باحت فيه بكل شئ..بأنها تحبها كثيراً..فنقّب ورائها هي وعائلتها...والنتيجه مذهله..فجر...خالد ينظر نحو مخبره ويقول بصرامه:لا تخبر أحداً...المخبر يجيب :طبعاً معاليك...عرفت العنوان يا خالد القانون يطالبك بسجنها والعداله...والضمير...يكفي أنني عرفته...لن أقبض عليها...يارا...ورئيفه..عمار يتلاعب بياراوأنا أتابعه يومياً...
في حديقة فيللا عزيز بيك دار هذا الحوار بين أمير وشفاء اللذين يسيران...
أمير يسألها:لمَ تزوجتيه...هل غرّر بك حقاً..الوالد يقول لا ولكن..
شفاء تتطلع نحوه خجله..حزينه وقالت:لا بالطبع لم يفعل..وهل كنت لأرضي..فقط وسيله للضغط علي أبي..نستطيع أن نذهب للطبيبه لتتأكد..
شهامتك...مروءتك..غيرت نظرتي لك..أنت طيب وتحبني..فقط كنت غيوراً من سالم الحقير..أليس كذلك؟
أمير ليس بالمقتنع تماماً..وشفاء تُمثل باتقان فهذا الموقف لا بد من تخرج منه ظافره...قالت بلوعه:تَصور...نتيجة المعمل الجنائي..أثبتت تعاقره للخمور...وكان لديه مرض لا يأتي إلا عن طريق....أستغفر الله العظيم...تبدلت نظرتي نحوه...كان طامعاً ونجاني منه الله ...ولكن فُضحت...أمير لا أحد يجبرك...
أمير يقول بلهفه:لا تقولي ذلك..أنت كل ما أريد...
وقد التقط الكلب العظمه...
عليّ سعيد..مرتاح...فعمار تخلص من الساقطه ولم يتحدث إليه فقد عقل أخيراً
...يارا بالطبع نشرت خبر الطلاق في أروقة الجامعه...
وصل إلي مسامع فارس ولكنه متأكد خطة عمار ...ليقف الله حدنا...لينصر المظلوم..فقد طال أمد التجبر ...هل سترين يا فجر ذلك اليوم ..هل سيأتي
مر أسبوع اخر
عمار:قولي شيئاً غريباً حدث لك
فجر:والدي طلب مني يوماً أن أذهب معه للشهر العقاري...توكيل بيع رسمي...له وتوكيل بيع رسمي لي..تبادل ثقات علي رأي الوالد
عمار:ماذا؟لمَ؟أشعر بأنه شئ هام لمَ لم تخبريني سابقاً
فجر:تُكبر الموضوع وهو لايستحق..نسيت ..
عمار:فجر..تفاصيل لو تسمحي
فجر:أقول لك نكته
عمار:يا فتاه تبدين اليوم منشرحة الفؤاد...ما الذي حدث لك
فجر:حلمت...
عمار:احكي
فجر:لا..هذا لا يخصك
عمار:هكذا فجر
فجر:لن تفهم ما سأقول
عمار:لوغاريتمات...
فجر:لم يكن حلماً..كانت حقيقه ولن أقول أكثر
عمار:تخفين الأسرار
فجر:ليس سراً..فقط لن تفهم
عمار:غبي لتكررين لن تفهم
فجر:ربما أخاف أن تسخر مني..اقترب هذا اليوم..أشعر بذلك...هكذا فهمت مما رأيت
وأتت تلك الأيام مُعبقه بفرجٍ من الرحمن وبصدفٍ قدريه أخري
عادل عائد إلي البيت بعد يومٍ طاحن من المشاجرات مع الطامع أمير،وسمع أصواتاً خليعه صادره من حجرة أبيه الحاج زكريا...فتح الباب ويا لهول ما رأي...عابد والخادمه فتحيه...عاريان علي فراش والده الطاهر...أصيب بالقرف...بالاشمئزاز..دنس الخنزير فراش الوالد...يصرخ وقد فقد نفسه:
وصلت عفونتك إلي حجرة أبي...اخرجا...هيا...يضرب ويضرب عابد والخادمه يلعنهما...بكلماته...وربما يلعن نفسه...
عابد ذو البنيه النحيله يزمجر قائلاً:سأريك يا عادل...تستقوي عليّ..لأنك الأضخم في الجثه..
وعادل يرد متعجباً:وتجرؤ علي التبجح يا فاجر
وعابد يرد مقراً بالحقيقه:كلنا فجره أخي..هل نسيت؟فعلناها سابقاً....ارتضيناها لأ...
وعادل بدنه يقشعر....وتتراخي يديه عن أخيه...في الحجره المجاوره ...حجرة فجر..سكت ونعم دنس بيت والده...
تطلع نحو الخادمه التي ترتجف وقال وهو يبتسم بمراره:استري نفسك واذهبي...لديك زوج..اتق الله...لا تعودي ثانيةً ...
رئيفه تراقب عند الباب وهي ممتعضه...وبعد انصراف الخادمه...صرخت في عادل حانقه:منك لله...ست أبوها أمها مريضه وتركت العمل....زعفرانه وخُطبت ولم تعد تعمل...وفتحيه...وما شأنك أنت...يتسلي...أفضل منك...أشك في رجولتك...لم تُظهر حتي الان ما يثبتها...
عادل ينفجر ضاحكاً ضارباً كفاً علي كف وهل يوجد ما يقال لمثل تلك الأم
شفاء تداوم هي وأمها شاهيناز علي زيارة الغاليه رئيفه..شاهيناز التي لم تكن تطيق النظر نحو تلك المرأه...من أجل القصاص تفعل...مشروع الارتباط صار واقعاً..وبمجرد اكتمال العِده...سيتم الزفاف..
رئيفه حزينه للغايه...فقد عاشت دور السيده...التي تأمر وتنهي..والخادمات الان...ولا ترغب في النهوض لإحضار واجب الضيافه لشفاء وشاهيناز...هذا ثقيل عليها
شفاء متطوعه قالت:أحلي قهوه من أجل عيون أمي رئيفه...لا تغضبي أمي..وأحلي شاي لأمي شاهي...فوراً..انتظروني
شاهيناز متضايقه ابنتها قامت لتخدم من؟...ورئيفه سعيده..وتريد أن تتحزم وترقص..ابنة البيك..ستخدمها..
شاهيناز تفكر ما خطتك شفاء...
شفاء التي تترقب أي فرصه لتفتش بيت الحاج زكريا...تشعر ستجد شيئاً....و التي باتت لا تقدر علي النوم سوي بالمهدئات والمنومات...فعيونها مسهده..تدس الان منوماً لرئيفه...من شريط دواء في جيب قميصها..
وسقت رئيفه....
عادل وأمير يتناحران في العمل
عابد يغيب بالأيام ولا يعود إلا لطلب المال
سنحت أخيراً شفاء...أخيراً
ومال رأس الأفعي..وتأكدت شفاء رئيفه الغاليه في سباتٍ عميق
شفاء وشاهيناز ينقبان بيت الحاج زكريا الان..
جوال رئيفه...اه يا الله اه يا الله...فعلوا هذا بفجر..يتعالي صوت نفسها...ويرتجف جسدها..تجحظ عيناها..ما تلك الحقاره؟يا للهول...هناك من عاني أكثر منك يا شفاء..فجر..ارتضوا لأختهم...ظلموها ..أذاقوها العلقم..وجدت نفسها تنقل بالبلوتوث التسجيل إلي جوالها....تفتش وتفتش...ولا شئ...رئيفه تدس مفتاحاً في صدرها..تدعي التمدن ولكن ريما لا تستطيع التخلص من عادتها القديمه...تقترب من الأفعي والتقطت المفتاح...تفتش مفتاح ماذا...ووجدت الصندوق الخشبي في دولاب رئيفه في حجرتها الدمويه...التي كانت سابقاً حجرة فجر الخضراء...
حملته بعنايه وكأنها تشعر بأهميته..فتحته وهي جالسه علي حافة الفراش...الصدمه كبيره..ما هذا...فجر هي الوريثه الوحيده...لا لا هي المالكه لكل شئ ومنذ عامٍ كامل...ما الذي فعلوه بك يا حاج زكريا...عقد بيع مسجل في الشهر العقاري...الشاهدان...دسوقي...وعزم الرجال...وهذاتنازل من فجر لرئيفه وأولادها...
لمَ احتفظت بعقد البيع لمَ لم تُقطعه....ليوقعها الله...فهي عاشقه للتباهي والافتخار
لو لم يكتب لي أن أقتص لسالم..فلك سأفعل يا فجر..من أجل العداله في هذا الكون..ومن أجل العدل..
شفاء وشاهيناز متوجهتان الان إلي قسم الشرطه..الأم لم تقدر علي معارضتها..فبريق عينيّ شفاء قد عاد كاملاً..فهي تنصر مظلوماً..
هناك دقات علي باب عم دسوقي..
ينهض متلفتاً..خائفاً..ما لاقاه كان بشعاً..بصوتٍ راجف يقول:من؟
سليمان ..قريب من بعيد..يجيب:افتح يا دسوقي أنا سليمان..أين غطست يا رجل طوال تلك الفتره
تنهد في ارتياح وفتح...
سليمان يثرثر:أرأيت يا دسوقي ما الذي فعلته..فجر
مستغرباً ومتلهفاً أجاب:ماذا؟لا أعرف
تنهد سليمان ولوي شفتيه وأخذ يحرك يديه في اتجاه وجهه وقال:كانت هي وصابر ...أستغفر الله العظيم..علاقه محرمه..قتلته...وهي تزوجت بعد أن سافرت إلي مصر من عمار..ربما طلقها الان...
دسوقي يرتعش ليس من الخوف تلك المره بل من الذنب...يفكر فعلتيها يا رئيفه...ينهض بعزم..ويفتح الباب ليلاقي نور الشمس الذي طال غيابه عنه
العم دسوقي الان يجوب الطرقات...وبصوتٍ لم يسمعه سابقاً أحداً خارجاً من فمه يقول:فعلتيها يا رئيفه..لن أصمت بعد الان....سامحيني يا فجر...اختطفتني رئيفه وأمير يا بلده...ضرباني وأهاناني...وجعلاني أوقع علي إيصالات أمانه بمبالغ خياليه...ليخرسا صوتي...ينتحب العجوز ولا تتوقف الكلمات ..تبول أمير في وجهي إمعاناً في الإذلال بأمر رئيفه...حرماني من زيارتك وأنت مريض يا صديقي...حادث فجر الذي كاد أن يودي بحياتها متعمد..أنا شاهد زكريا باع كل أملاكه لفجر...كانت صحوته الأخيره...الموظف رشوتيه يا رئيفع أعرفك....لولا وجودك يا فجر..لكنت قلت قتلته رئيفه...ما الذي فعلتيه به يا لعينه...فجر بريئه يا بلد..أنتم تعرفوها..كفي اغتياباً....{أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}هكذا قال الله...أين أنت يا عزم الرجال...أنا جبان بطبعي ولكن أنت...لأنها قريبتك سكت...دوماً عهدتك تخشي الله..وتلك كلمة حق ستحاسب عليها...أنطقت الحجر يا رئيفه..أنطقتيني...لا أخاف الموت..لا أخاف السجن...أخاف الان من الله وعلي فجر
علي أرض الحاج زكريا
عادل محتجاً قال:بيع المحصول...ثمنه..هذا فقط
أمير وقد عيل صبره قال:عادل..كيف سأسرق؟وأنت تلازمني كظلي
عادل يقطع الكلمات :مرضت ليومين هل نسيت؟لم أكن معك في البيع
أمير غاضباً قال:مللت عادل...
عادل يحتد قائلاً:وأنا كذلك..سأكلم البائعين..وأعرف الحقيقه
أمير يفكر عادل لابد من التخلص منه،عابد يرضي بالعظام ..لا يدقق أبداً..وقد ورطته في القتل متعمداً..أنا وهو علي مركب واحده...ولكن عادل ينافسني علي المنهش وهو لي وحدي...التلاعب في فرامل سيارته ..جريمه نظيفه..ولا يجب أن تشتبه رئيفه
عمار الان في شقة يارا ..يارا في العمل..وهو ينتظرها ..تم إعلان خطبتهما ليلة أمس...اشتري لها خاتماً من الياقوت الأخضر...لم يشتري شبكه محترمه لفجر...طلب من الخادمه أن تذهب لشراء علبه من السجائر له..السجائر التي لم يتذوقها يوماً..سما الصغيره نائمه وهو الان يفتش...مفتاح سهيله في أحد أدراج المكتبه القابعه في الصاله..النيجاتيف لم تتخلص منه يارا فهي تتلذذ بمشاهدته...يراه عمار الان تحت ضوء الشمس..يفتش ويفتش في حجرة يارا...عباءه سوداء....ليست ذوق يارا في الملابس...هناك عكازان..لمَ تحتفظ بتلك الأشياء للتباهي، غرورها يُصور لها لن تسقط أبداً.باب حجرة سما الصغيره يُفتح...وعمار ..راها تسير بتأن وتمهل كعادتها وهي تحمل مجموعه من الورود ...هواية الصغيره..تصنيع الورود والفراشات يدوياً...يفكر الورده البيضاء..ترك كل شئ وذهب نحو سما التي تتطلع نحوه خائفه..
عمار يبتسم والدموع تلمع في عينيه وقال:ورود رائعه يا صغيره...أنت من يصنعها
سما التي لا تسمع ولا تفهم حركة الشفاه..تبكي ..فقد شعر القلب الصغير الذي لاقي الكثير ببعض الحنان
جثي عمار علي ركبتيه أمامها وضمها إليه وهو يبكي فرحاً...ستشرق شمس براءتك يا فجر وعن قريب
الأم السعيده للغايه تقول لطفلتها رنا ...حبيبتي قوليها ثانيةً أمي..ظننتني لن أسمع صوتك مرةً أخري..منذ حادث قتل ذلك الجار وأنت لا تتكلمين...احكي رنا....ورنا...
صبيحه الملكومه لا تغادر المشفي.....
صبيحه تبتسم في وجه عادل الذي يداوم علي زيارتها..وقالت:جئت يا عادل. اجلس هيا بجواري.أنت من تُونس الخاله صبيحه
عادل يقول بصدق:دوماً تمنيت لو كنت أمي
صبيحه تتحسس ملامحه برقه وقالت:لا أفرق عنها كثيراً صدقني..في الماضي كنا متماثلتين..
عادل يؤكد:دوماً تمنيت لو كنت أمي ولست مثلها أنت طيبه وجهك سَمح..أحبك خالتي..
صبيحه تتفرس في ملامحه وقالت:احكي يا صغير لمَ هذا الهم؟لا تكتمه مثلي سيشيخك..القلب لاقي الكثير الكثير أنت لا تعلم.
عادل يقول بمراره:ليتني أستطيع ولمَ الهم خالتي؟
الممرضه تهرول نحوهما ومعجزه ..عزم الرجال استفاق
في حضور الشرطه التي طلب وجودها وأمام صبيحه وعادل....بدأ عزم الرجال يقول بصوتٍ متقطع......وصبيحه.........وعادل........وعادل....وع ادل....بداخل قلبه هناك شئٌ يحدث...هناك شئٌ يحدث...هناك شئ
وتبقي النهايه
شجعوني
سلام
|