بدأت لوسي الآن تتعثر في كلماتها, واجبرت نفسها على التوقف والتنفس بعمق:
- فكرت بالأمر مساء امس , فكرت .. واعلم انني اخذلك...
اكملت بيأس :
- .... لكنني ادين بالكثير لميريديث, اذا عدت الى هناك, ستتمكن هي من العودة الى المنزل, وسوف تحظى بفرصة السعادة, علي القيام بذلك من اجلها غاي.
اردفت بصوت منخفض:
- آسفة ! لكنني وعدت هال, وسوف اذهب الى هناك , لتتمكن ميريديث من العودة.منتديات ليلاس
قال غاي بعد لحظة:
- تكلمت مع هال ذلك اليوم عندما اتصل بأمي ليطمئن على صحتها , اخبرني عن عودة إيما وميكي الى سيدني.منتديات ليلاس
- اجل, اخبرتني ميريديث ذلك عبر رسالة إلكترونية, لكن هال ما زال يحتاج الى طباخة.
وقف غاي , واتجه تحو الحائط الزجاجي, وراح ينظر الى كاندرائية القديس بولس, سألها بنبرة جافة:
- اخبريني الحقيقة لوسي! هل تريدين العودة هناك من اجل كيفن؟.
-لا!.
منتديات ليلاس
شعرت بالدهشة لأنه تذكر كيفن:
- ادركت منذ فترة طويلة انني فقط احببت الفكرة , كيفن كان يمثل مغامرة بالنسبة لي, على مااعتقد , لم يكن ذلك حباً حقيقياً.ريحانة
خف التوتر في كتفي غاي واستدار نحوها:
- إذاً, اخبري هال عن شعورك , انا اعرفه جيداً, لن يقبل بعودتك إلا ان كنت حقاً تريدين ذلك, سوف يتمكن من تدبر اموره من دونك, لاسيما بعد رحيل ميكي وإيما, اطلبي منه ان تعود ميريديث الى هنا, واشرحي له السبب.منتديات ليلاس
سألت لوسي بتردد:
- وماذا بشأن اتفاقي معه؟.
ذكرها وعلى فمه ابتسامة باهتة:
- وعدتني بتنظيم حفلة مرحة ايضاً, ولن تكون كذلك من دونك .
عضت على شفتها :
- أنا واثقة يمكن لشخص آخر استلامها.
أومأ غاي رأسه نفياً:
- فات الأوان على ذلك, انا احتاج اليك هنا, فأنا اضع كل ثقتي بك, لوسي , اعلم انك تعملين بجهد كبير , ولديك الكثير من الأفكار الرائعة, لا يمكنك التخلي عني الآن , هناك ايضاً مسألة خطوبتنا المزعومة.. ام انك نسيت امرها؟.
- ربما حان وقت إنهائها, أنا واثقة ان الناس لاحظوا اننا لانقضي الكثير من الوقت معاً.ريحانة
- هم يظنون اننا نقوم بمجهود كبير لنفصل بين حايتنا الشخصية والعملية , هم يتخيلون على الأرجح اننا نقضي اوقاتاً رومنسية رائعة معاً, فقط أنت تعرفي الحقيقة.
اشاحت لوسي بنظرها عنه, فيما اكمل غاي:
- اسمعي! لن يستغرق الأمر سوى اسبوعين, اتصلي بهال ولنسمع رأيه, إن كانت هناك أي مشكلة, سوف اكلمه انا, لكنني اريدك هنا لتحرصي على نجاح الحفلة, وحتى نستطيع بناء وحدة طب الاطفال لإحياء ذكرى مايكل, ستفرح امي كثيراً إذا جمعاً مبلغاً كافياً من الاموال للقيام بذلك بسرعة.منتديات ليلاس
- وماذا بشأن الخطوبة؟
- يمكننا ان نتجادل هناك, وعندما سوف اخبر كل من يسألني ان الخطوبة قد انتهت, بالنهاية , هذا هو مااقترحته انت.
لمحت لوسي خيال تلك الابتسامة القديمة على وجهه, وهو يقول:
- بعد ذلك , لديك الحرية في الذهاب الى حيث تريدين , لكن الأولوية هي للحفلة , حان الوقت لتنهي شيئاً ما لوسي.منتديات ليلاس
***
منتديات ليلاس
انفجرت الألعاب النارية فوق رأس لوسي في عرض رائع ممن الألوان والاصوات , ابتسمت عند سماع اصوات الاستغراب والدهشة من حولها, حتى اكثر الاشخاص تكلفاً والذين يصعب إرضاؤهم, لا يمكنهم مقاومة عرض الالعاب النارية.

- أنت هنا إذاً.
جعل صوت غاي نبض لوسي يرتفع فجأة مع الالعاب النارية , فاستدارت نحوه , هاهو يبدو مكتمل الاناقة في البذلة الرسمية وربطة العنق التي هي على شكل فراشة, رأته لوسي ,وهو يتجول بين الضيوف ويبتسم , ويرحب بالجميع , فيشعر كل من يتكلم معه انه جزء اساسي من هذه الحفلة, لكنها تعمدت تجبنه.
عملت لوسي بجهد كي تجعل الحفلة ناجحة, وهي تشعر بالرضى لأنها تخطت كل توقعاتها, لكن مع اتمام وعدها يأتي إدراك مزعج ان النهاية قد أتت, بعد هذه الليلة, لن يكون لها اي موقع في دينجرفيلد , اما ذلك الادعاء السخيف بأنها مخطوبة لغاي فسوف ينتهي ايضاً , ولن تملك اي عذر آخر لرؤيته بعد الآن.منتديات ليلاس
الآن هاهو عذر آخر لرؤيته بعد الآن.
الآن هاهو هنا , وعليها ايجاد طريقة لتودعه, قال غاي:
- بحثت عنك في كل مكان.
- أنا خلف الستارة معظم الوقت.ريحانة
- حسناً! مهما كان مافعلته فقد نجح, قمت بعمل رائع, اخبرني الجميع انهم يقضون وقتاً ممتعاً, عرفت انك ستكونين جيدة, لكن ليس الى هذه الدرجة.
بلعت لوسي ريقها, وقالت بصوت متصلب:
- شكرا لأنك اعطيتني فرصة لتنظيم هذه الحفلة , تعلمت الكثير عن تنظيم المناسبات.ريحانة
نظر غاي نحوها , هي ترتدي الفستان الاسود القصير الذي ارتدته لحفلة شيلدون , هذا الفستان يقترن بالكثير من الذكريات المريرة والحلوة, لكن لايمكنها تركه في خزانة ملابسها , لأن غاي عانقها وهي ترتديه, انه الفستان الانيق الوحيد الذي تمتلكه لوسي,وهو مميز بالنسبة لها, ارادت ان ترتديه اليوم عندما تودعه, جعلتها تلك الفكرة تشعر بتوتر في حلقها.
قال غاي فجأة:
- انت تبدين جميلة, لايجدر بك ان تختبئي هنا, تعالي, وارقصي معي.
- لا! أنا ...
لايمكن للوسي الابتسام والضحك والادعاء بعد الآن, عليها القاء تحية الوداع في وقت قريب, من الأفضل ان تقوم بذلك الآن, في الظلام:
- الطقس حار جداً, هناك تحت الخيمة, لذا افضل البقاء هنا في الهواء البارد.
قال غاي, دون ان تفارق عيناه وجهها:
- حسناً! هل نتمشى قليلاً؟.
منتديات ليلاس
أومأت لوسي برأسها ايجاباً واخذت تحث نفسها بعناد :
- هيا, قوليها! قولي وداعاً غاي! الأمر ليس صعباً جداً.
لكنها مشت الى جانبه حول الحدائق بصمت لفترة, اخذت تخزن الذكريات بيأس لطريقة مشيته, ولحركة رأسه, والالتواء الطفيف في حافة فمه, قال غاي في النهاية:
- اخبرني هال انك تكلمت معه, قال إن ميريديث عادت الى هنا.
قال لوسي بمرارة:
- اجل, هذا صحيح! لكنني اخطأت من جديد, تبين ان ريتشارد ليس مغرماً بأي منا , هو مهتم بتلك الممرضة الصغيرة المحتالة.ريحانة
ضمت لوسي ذراعيها معاً, وتذكرت حزنها عندما اخبرتها ميريديث ماالذي حصل في المستشفى, قالت:
- اعتقدت ان بإمكاني تحقيق احلام ميريديث, لكن ذلك لم يحصل, وجب علي الانتظار والتأكد, قبل ان ارفع آمالها.
عضت لوسي على شفتها, واكملت :
- دائماً اعتقد انني تعلمت كيف اصبح مسؤولة لكنني لا انفك اخطئ.ريحانة
قال غاي:
- لايمكنك تحقيق احلام اختك, عليها القيام بذلك بنفسها , هذا مايجدر بنا جميعاً فعله.

تصنعت لوسي الابتسام:
- حسناً! أنا احاول تحقيق احلامي.ريحانة
توقف غاي ونظر نحوها:
- أنت؟ كيف؟.
قالت لوسي بإشراق:
- قررت اتخاذ مهنة لي في مجال تنظيم المناسبات , سوف اؤسس شركتي الخاصة.
ساد الصمت لفترة قصيرة, ثم قال غاي:
- هذا جيد.
- وجدت زبوناً هذه الليلة والكثير من الاشخاص سألوا عن بطاقتي.ريحانة
لاحظ غاي البرود في صوته, فقال:
- هذا رائع! لا , انا اعني ذلك.أظنك سوف تقومين بعمل مميز.
تنفست لوسي بحذر وقالت:
- إذاً يبدو انه حان وقت الرحيل , في الواقع , ربما حان الوقت ذلك الجدال.
- اي جدال؟
- ذلك الذي سيجعك تدرك انني آخر امرأة تود قضاء حياتك معها, وسيجعلني ارمي الخاتم الذي لا املكه في وجهك.منتديات ليلاس
- آه! ذلك الجدال.
ابتعدا قليلاً عن الحفلة, لكن الهواء السمائي مازال يعج بالاصوات والضحكات, وهذا نقيض ساخر لحاله التوتر التي تلفهما, قال غاي بصوت حاد :
- إن كان هذا ماتردينه.
بلعت لوسي ريقها بصعوبة, وقالت:
- حسناً..! هذا مااتفقنا عليه.
ثبت نظره على عينيها, وقال:
- ماهو موضوع الجدال؟
حاولت لوسي ممازحته قائلة:
- أنا...أنا اعتقد انه يمكنني الاعتراض بسبب مغازلتك لنساء اخريات.
لم يضحك غاي بل قال:
- أنا لا افعل ذلك.منتديات ليلاس
- أو يمكنك القول إنني طائشة وسخيفة بالنسبة اليك.
- أنت لست كذلك.
- اذاً ..ربما يمكننا القول إننا لسنا منسجمين.
- أحقاً؟
ابعدت لوسي نظرها عنه وقالت بألم:
- اعتقد ذلك, غاي , المشكلة تكمن فيّ وليست فيك, انت تعرف شخصيتك انت تعرف ماالذي تريده, انا اشعر انني اكتشف حقيقتي الآن.
منتديات ليلاس
سكتت قليلاً, ثم اردفت:
- عندما اتيت الى مكتبك في تلك المرة, طلبت مني ان انهي تنظيم الحفلة, قلت لي إنه يجدر بي ان انهي شيئاً ما, وادركت حينها انني لم افعل ذلك من قبل, هذا أول مشروع اكمله حتى النهاية , في السابق كنت دائمة التنقل , ولم احاول ابداً التمسك بأي شيء.. أنا لا اعرف حقيقتي او إمكانياتي ,وعلى اكتشاف ذلك بطريقتي الخاصة.
بدأ صوتها بالارتجاف , فأخذت نفساً عميقاً, لكن اريدك ان تعلم ان الاسابيع الاخيرة كانت الاجمل في حياتي, استمتعت بالعمل في دينجرفليد, وامتناني للفرصة التي منحتني إياها لايمكن وصفه بالكلام, سوف.. سوف ينفطر قلبي من قول الوداع.
انهت كلماتها الاخيرة على عجل.
- إذاً , لماذا تقولين ذلك؟
قالت وهي تنظر بثبات في عينيه:
- لأنني اود التحقق من حقيقة مشاعري تجاهك, أهي تشبه تلك الأحاسيس تجاه كيفن؟ يمكنني إخبارك انني أحبك غاي, لكنك لن تصدقني , حتى لووددت سماع ذلك , كيف يمكنني انا التأكد من ذلك؟ علي إيجاد طريقة لأفهم ذاتي.. أيمكنك ان تتفهم موقفي؟.
تنهد غاي وقال:
- ربما, بشكل او بآخر.منتديات ليلاس
ثم أضاف اخيراً:
- انا اتفهم حاجتك الى بعض الوقت لكي تنظمي امورك إذاً...

امسك غاي يديها وجاهد ليجد ابتسامة , ثم قال:
- إذاً, من الأفضل لنا ان نتجادل , ابدأي انت.منتديات ليلاس
تراءت ابتسامة على وجه لوسي, لكنها اوقفتها عبر الضغط على شفتها, قالت وهي تنظر في عينيه:
- غاي! أنت إنسان فظيع.
اجابها:
- وأنت لا تطاقين.منتديات ليلاس
بدت قبضتيه دافئة ومهدئة, وشعرت كأنهما يخوضان حوارين مختلفين تماماً, فعيونهما تقول النقيض تماماً.
- نكاتك سيئة جداً.
قربها غاي منه وقال :
- وانت لست جميلة جداً, اتعلمين ذلك سندريلا؟.
احست لوسي بوجع في حلقها, لدرجة انها وجدت صعوبة في الكلام, لايمكنها الصمود لفترة اكبر , همست:
- انا أكرهك.
- انا أكرهك ايضاً.
منتديات ليلاس
شدهاغاي اليه ليضمها في عناق طويل ورقيق, سمحت لوسي لنفسها ان تعانقه للمرة الأخيرة, طوقته بذراعه, وتمسكت به بطريقة ردت لو تخبره بشكل افضل من الكلمات عن مدى حبها له, تحطم قلبها , عندما تراجعت في النهاية خطوة الى الوراء, واصبحت خارج متناول ذراعيه, قاوم غاي للحظة , كأنه لا يريد التخلي عنها , لكن بعد ذلك انزل يديه , اصبحت لوسي حرة.منتديات ليلاس
قالت وصوتها يرتجف بشكل مخيف:
- شكراً لك غاي! شكراً على كل شيء.
ثم استدارت ومشت مبتعدة عنه بأقصى سرعة ممكنة, قبل ان تغير رأيها.
***
نظرت ايموغن وبسرور:
-لوسي! لم اتوقع رؤيتك أيعني ذلك انك عدت مجدداً؟
- لا!
اجتاح لوسي شعور مروع, دخلت الى دينجرفيلد منذ لحظات, وحتى الآن اخبرها ثلاثة اشخاص انهم سعداء جداً بعودتها:
- اتيت فقط كي اجمع اغراضي. ريحانة
بدا الحزن عل وجه إيموغن:
- آه! كنت اتمنى لو انك قد غيرت رأيك, المكان مختلف في غيابك.
- أنا لم اعمل هنا سوى حوالي الشهر.
- بدت الفترة اطول من ذلك, نحن جميعاً نفتقدك ايضاً.
اكملت إيموغن قائلة:
- تغير غاي ذلك الحين , أنا اعني ..هو مازال لطيفاً وودوداً مع الجميع, لكن يبدو كأنه يبذل مجهوداً ليبقى كذلك, في السابق لم يكن يضطر لذلك.منتديات ليلاس
هزت إيموغن رأسها, واكملت:
- لم استطع التصديق عندما سمعت عن انفصالكما, انتما مناسبان لبعضكما بشكل تام, مالذي حدث؟.
قالت لوسي بعد لحظة:
- اكتشفنا ان علاقتنا لن تنجح.ريحانة
بدت إيموغن غير مقتنعة:
- هذا ماقاله غاي, لكن لااحد يفهم الأمر, من الواضح ان احدكما خلق من اجل الآخر!.
ابتسمت لوسي بألم:
- هذا غير صحيح إيموغن , ربما كنا مقبولين معاً, لكننا شخصان مختلفان, انا لست الفتاة المناسبة لغاي.
منتديات ليلاس
ذكرت لوسي نفسها بذلك باستمرار خلال الاسابيع الثلاثة الماضية, غاي رجل جدي, وهو يحتاج الى زوجة جدية, مسؤولة, ذكية ومتزنة هو يحتاج الى امرأة ناضجة...
ادركت لوسي انها لم تنضج قط, وقوعها في غرام غاي علمها ان قضاء اوقات ممتعة غير كافٍ , اتخذت لوسي قراراً , إذا كانت تريد قضاء بقية حياتها معه, وهذا ماتريده في اعماق ذاتها, عليها ان تبرهن انها ليست فتاة طائشة, سوف تؤسس عملاً خاصاً بها, وسوف تحقق النجاح , عندها فقط سوف تعود الى غاي.منتديات ليلاس

بالطبع الأمر ليس سهلاً, انها تفتقد غاي, وتشعر بألم مستمر في داخلها من جراء ذلك, هي تحاول إبقاء نفسها منشغلة من خلال التفاني بعملها الجديد وتعلم كل مايتعلق بتنظيم المناسبات , لكنها ادركت ان غيابه بشكل فجوة وفراغاً كبيراً في حياتها.منتديات ليلاس
قالت لها ميغ بغضب:
- أنا لا افهم ماهي مشكلتك.
ابعدتها بالقوة عن الكمبيوتر حيث كانت تجري ابحاثاً عن المواقع الإلكترونية حتى تورمت عيناها , وقال بصراحة:
- أنت تعيسة , انت تريدينه , ويبدو انه يريدك ايضاً, هو عازب وسيم وفائق الثراء, دعيني اخبرك ان الشبان مثله لاينبتون على الأشجار! هناك الملايين من النساء في الخارج, وكلهن جاهزات لاختطافه في لحظة, وأنا من ضمنهم, إذا استمريت بالعبث هكذا, سوف يضيع منك.منتديات ليلاس
هزت ميغ رأسها:
- إذا خسرته لوسي , فلا تلومي سوى نفسك, هيا اتصلي به!.
امسكت لوسي الكوب بكلتا يديها وقربته من صدرها كأنها تبحث عن الراحة:
- لايمكنني ذلك, سيبدو الأمر إقراراً مني بعدم جديتي, سوف يظن انني استسلمت تماماً كما افعل دائماً.
- أنت لن تتركي العمل, انت فقط تريدين رؤيته..هل تنكرين ذلك؟
- لا! اريد رؤيته لدرجة تجعلني اتألم , لكنني اخاف ان افقد تركيزي إذا مافعلت, لأنني سأود البقاء معه, واعود الى اساليبي القديمة, وادعه يعتني بي, سيكون الأمر جميلاً في البداية , لكن سرعان ماسوف يضجر مني.ريحانة
- ولم يضجر؟
- لأنني لست.. آه! لا اعرف كيف افسر الأمر.. أنا لست النموذج الصحيح, انا فقط امرأة مرحة وسطحية يستحق غاي اكثر من ذلك, ربما املك المزيد من الصفات, لكن كيف سأعرف ان لم ابحث واجرب؟ اعتقد ان غاي يتفهم ذلك, على الأقل, هو لم يحاول جعلي اعدل عن ذلك, ولم يتصل بي, لو كان حقاً يهتم بي, لاتصل بي.
- ربما هو محتار فقط بسبب الاشياء التي تردينها ... مثلي تماماً.
منتديات ليلاس
لكن لوسي اصرت على موقفها هذه المرة, تمنى جزء منها لو ان حبها لغاي يتلاشى, كما حصل معها في السابق مع الآخرين , ولو انها تنساه مع مرور الوقت, لكن لم يحصل, كلما طال فراقهما كلما زاد شوقها اليه , هي تعلم ان رجلاً مثل غاي هو حلم بالنسبة لعدد هائل من النساء, غاي الذي يدع والدته تتذمر , بينما يستمر هو بتسهيل حياتها.. غاي الذي كان يتزلج على الماء ويجعل الجميع يضحكون, ومع ذلك حقق نجاحاً باهراً في عمله..غاي الذي يحول عناقه عظامها الى سائل, وتجعل ابتسامته قلبها ينقلب رأساً على عقب..هذا هو غاي الذي تفتقده, هي تفتقد الى دفء حضوره, والى الضحكة في صوته والى العالم الذي اصبح اكثر إشراقاً في حضوره.
نظرت لوسي الى ساعتها , وقالت بارتباك:
- يجدر بي المغادرة اخبرت شيلا انني سوف اصل في هذا الوقت.
في الواقع رتبت الأمر مع شيلا, لتأتي اثناء غياب غاي لكي تجمع الأغراض التي تركتها في المكتب قبل الحفلة.منتديات ليلاس
لم يتطلب إفراغ مكتبها وقتاً طويلاً, لكنها تفاجأت من كثرة عدد الأغراض التي احضرتها الى العمل في شهر واحد, اعطتها شيلا صندوقاً , وضعت فيه قفازاً ظنت انها اضاعته ومجموعة كتب هزلية وصوراً وكتابين لم تتسن لها الفرصة لقراءتهما, وآلة تصوير... ماالذي تفعله هنا؟ ... نقلت لوسي نظرها بحنين في المكان لآخر مرة, ثم ذهبت لتودع شيلا.