قالت لوسي بحزم:
- اجل, هذا صحيح! لكننا لا نود الإفصاح عن الأمر في الوقت الراهن.
ثم خطر لها انهم ينتظرون تفسيراً عن السبب الذي يمنعهما من الإفصاح عن حبهما:
- نحن نتظر عودة ميريديث من استراليا.ريحانة
قال ريتشارد عندما تركت ماري يده:
- تأمل ان تعود سريعاً, أنا افتقدها , واعتقد انك تريدين الزواج في اسرع وقت ممكن.
ابتسم للوسي بضعف واكمل:
- أنا حقاً سعيد من اجلك لوسي.
على الرغم من خيبة املهما لأنها وريتشارد لن يعودا الى بعضهما, أصر كل من فرانك وألين ان يحتفلا بخطوبتها المزعومة, خرجوا جميعاً لتناول العشاء, بعدما تمنوا ليلة هائنة لريتشارد , جعل لطفهما لوسي تشعر بالسوء, فهي لا تحب ان تكذب عليهما, غاي هو المسؤول عن الغلطة التي ارتكبتها, عناقه استفزها وجعلها تخبر فرانك انهما مرتبطان , هاهي تشعر الآن ان الأمور خرجت عن السيطرة , مجرد معرفتها بغاي دينجرفيلد ادهشت آل بولارد, ناهيك عن الزواج ,ازدادت لوسي حزناً, لمِ لم يخبرها احد من قبل عن شهرة غاي؟
انت دائماً تعتمدين على شخص آخر ليساعدك ويرتب أمورك!
ازعجتها تلك الفكرة, وابقتها مستيقظة طوال الليل, وهي تراجع عدد المرات التي اقحمت نفسها في مواقف بسبب تسرعها , مع ذلك هي لم تعتمد على احد ليصلح الفوضى التي تحدثها, فيمايتعلق بالوظائف التي بدأتها ثم تركتها..هل فكرت ان احدهم سوف يستلم العمل بعدها؟ هي تملك حماساً شديداً لكنه مؤقت, في الحقيقة, كم مرة بدأت بعمل ما من دون ان تنهيه؟ اخذت لوسي تتململ تحت اللحاف.
منتديات ليلاس
ماذا عن العلاقات العاطفية؟ عليها مواجهة الحقيقة التي تقول إنها تتبع نمطاً معيناً في علاقاتها العاطفية,هي تقع بسهولة في الغرام المرة تلو الاخرى , لتكشف بعد حين ان هذه العلاقة اقل رومنسية مما املت.ريحانة
يبدأ كل شيء بشكل جيد, لكن عندما تنظر لوسي الآن الى الوراء ترى انها هي من كانت تنسحب من العلاقات.
كانت الاحلام الرومنسية تغمرها, ولم يرفضها اي رجل , فهي فتاة جميلة, لكنها تتساءل الآن إن كان احدهم احبها لشخصها, هل اغرمت هي فعلاً بأي منهم؟ ألم تغرم بشكلهم تماماً كما فعلوا هم؟ اخذت تطرح الاسئلة على ذاتها, وقد ادركت فجأة ماالذي يدور في حياتها.
الآن هناك كيفن.. اسرتها رومنسية ذلك المكان والرحيل الذي يتوافق تماماً معه, لدرجة انها اهملت شخصية كيفن وطبيعته, لاعجب انه لم ينزعج كثيراً عندما غادرت فجأة, فهم كيفن اكثر منها ان ماجمعهما لايتعدى الرومنسية الآتية.
الآن ميريديث عالقة في اقاصي استراليا, لأن لوسي اصرت ان شعورها هذه المرة حقيقي, لابد ان ميريدث تكره كل لحظة تقضيها هناك, لكنها تقوم بذلك من اجل شقيقتها, يجب عليها العودة الى هناك في اسرع وقت ممكن, لتنقذ ميريديث, لكن اولاً عليها التخلص من آخر مشكلة اوقعت نفسها بها, عدا عن الاعتذار لغاي, لاتدري لوسي كيف تحل المشكلة, بعدما قررت ان تعتذر , اقنعت لوسي نفسها ان الموقف ليس سيئاً لدرجة كبيرة.منتديات ليلاس
كان غباءً منها الادعاء انهما مخطوبان, لكن الأمور تتوقف عن هذا الحد, لا يعرف احد سوى آل بولارد عن خطوبتهما المزعومة, وقد اكدت لهما ضرورة الحفاظ على سرية الموضوع.
بالرغم من ذلك مازالت فكرة مواجهة غاي في اليوم التالي, مع ذلك وصل غاي قبلها, ما إن علقت لوسي معطفها, وجلست خلف المكتب حتى رن جرس الهاتف, تبين انها شيلا مساعدة غاي الخاصة, قالت المرأة إن غاي يود رؤية لوسي, حالما تجد الوقت ملائماً لذلك أيمكنها الصعود الى مكتبه؟

شعرت لوسي كأنها تلميذ تم إرساله الى مكتب مدير المدرسة , استعملت احد المصاعد الرائعة , لتصل الى الطابق الأخير, إنها المرة الاولى التي تصعد فيها الى هناك, لكن توترها منعها من رؤية أي شيء عندما خرجت من المصعد .
تساءلت عما اخبر غاي شيلا, من الواضح انه لم يخبرها الحقيقة , نظراً لابتسامة شيلا عند رؤية لوسي , هي امرأة رمادية الشعر فائقة الاناقة , وهي تحب غاي بقوة, وتحميه بضراوة, لن تتسامح شيلا معها اذا اكتشفت ان لوسي قامت بماقد يسيء الى سمعة غاي, ابتسمت شيلا, وقالت:
- تفضلي بالدخول, هو ينتظرك.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
اخذت لوسي نفساً عميقاً , ثم دفعت باب المكتب , لكنها تجمدت في مكانها , حالما خطت الى الداخل, المكتب هو عبارة عن غرفة كبيرة , تغطي ارضها سجادة غامقة اللون وناعمة, حتى إن الشخص قد يضيع فيها, هناك مكتب كبير وبعض الأرائك الفخمة , هناك ايضاً حائط كامل مصنوع من الزجاج , ذو إطلالة رائعة على على كاتدرائية القديس بولس, ذلك كله جعل لوسي تلتقط انفاسها من الدهشة .
- منظر مميز, الس كذلك؟
وقف غاي من خلف مكتبه, وتوجه نحوها وعندها حدث شيء غريب, تشوش منظر المدينة الخلاب, واصبح هو مركز الاهتمام, فجأة بدت ملامحه حادة الوضوح, شعر الاشقر الغامق, تقاسم وجهه, زواية فكه , هاتان العينان الشدياتا الزرقة, وتجاعيد الابتسام التي تطوقهما... توقفت العينان الشديدتا الزرقة, وتجاعيد الابتسام التي تطوقهما.. توقفت انفاس لوسي في حنجرتها.
- هل ارسلت في طلبي؟
جاء صوتها اكثر عدائية متعمدة, رفع غاي حاجبه, واشار اليها كي تجلس على احدى الأرائك.منتديات ليلاس
صحح كلامها قائلاً:
- سألت إن كان يمكنك المجيء لرؤيتي.
وجلس قبالتها:
- وجب علي الذهاب اليك, لكنني لم توقع ان ترغبي بمناقشة مسألة خطوبتنا المزعومة وسط ردهة الاستقبال , وهذا امر يجب مناقشته, اليس كذلك؟
- اسمع ! أنا آسفة..حسناً؟
جعلها شعورها بالذنب تأخذ موقفاً هجومياً:
- ماكان يجب علي قول ذلك لفرانك.ريحانة
- اتذكر وعدك لي بأن تفكري قبل فتح فمك.
قال غاي ذلك بطريقة معتدلة, لكن شكل فمه جعل لوسي تشعر بالرهبة , وبدأ الاحمرار يعلو وجهها.
ردت عليه بعصبية:
- لتذكرت ذلك لو لم يتم استفزازي.
- استفزازك؟
قالت بتجهم:
- أنت تعرف ماالذي اقصده , انت عانقتني.
منتديات ليلاس
مجرد التفكير في ذلك العناق جعلها تشعر باضطراب في اعماقها حتى وهي جالسة هنا, مازالت ترتجف سعادة من تاثير قربه, بعد لحظة قال غاي :
- أنت محقة! ماكان يجب ان افعل ذلك, نحن الاثنان تصرفنا بطريقة سيئة البارحة, السؤال هو, ماذا نفعل الآن؟
- أيجب ان تفعل أي شيء؟ ماقلته كان شيئاً غبياً, لكن لا احد يعرف سوى آل بولارد.
- إن انتشار الخبر قد يكون محرجاً.منتديات ليلاس
- هم ليسوا من الاشخاص الذين ينقلون الأخبار الى مجلات الفضائح, إذا كان هذا مايقلقك.
فكرت للحظة فتذكرت ممرضة ريتشارد , لكن لماذا قد تهتم ماري بخطوبتهما المزعومة, ناهيك عن الإسراع وإخبار مجلات الفضائح بالأمر؟
- ماالذي سيجعلهم مهتمين بك؟ لاحظت ان فرانك يظنك نجماً مشهوراً, لكن بصدق, أنا لم اسمع عنك من قبل, ولا اعتقد ان بقية الناس سيهتمون بالخبر , من يكترث سواء تزوجت ام لا.

علق قائلاً:
- والدتي.. اصداقئي... مجلس الادارة...هذه البداية فقط.منتديات ليلاس
- اتفهم حاجة والدتك الى معرفة الامر , لكن لماذا قد يهتم مجلس الإدارة؟
وقف غاي باستياء ومشى الى خلف الاريكة:
- في هذا الوقت نحن نخوض مفاوضات دقيقة مع احد المصارف , وهناك احتمال بأن تتم عملية اندماج بين المصرفين.
اخذ يفسر لها, وهو يختار كلماته بعناية:
- هذه الصفقة قد تغير طريقة عملنا, لكن القرارفي يد رئيسهم الذي يدعي بيل شيلدون, يلعب كل من الثقة والشخصية دوراً اساسياً في هذه المفاوضات, وعلى الرغم من اعتقاده ان قراره تجاري بحت فهو يتأثر برأيه الخاص بي, وافضل ألا يربط بيني عدم المسؤولية.منتديات ليلاس
- آه, ياإلهي لماذا لا تعقد خطوبتك إذا اردت ذلك؟
تنهد قائلاً:
- الموضوع هو انني لا اريد ذلك.
- مع ذلك لا يعرف هذا المدعو بيل بالأمر, أليس كذلك؟ ربما تكون أنت من الصنف الشديد الرومنسية , فوقعت في الغرام من النظرة الاولى وجعلتني اعشقك بسرعة.ريحانة
قال غاي بجفاء:
- هذا هو بالتحديد الانطباع الذي لا اريده , اريد ان يراني بيل شخصاً متزناً ومسؤولاً, لا رومنسياً ومندفعاً.
- هو لن يعرف أي شيء عن خطوبتنا.
وقفت لوسي ايضاً عن الاريكة, واكملت:
- آل بولارد لن يخبروا احداً , وأنت لن تفعل ذلك, وكذلك الأمر بالنسبة لي, ليس في الأمر مشكلة إذاً.
نظر اليها غاي وامتزج في زرقة عينيه الاستمتاع والطموح:
- اتمنى ان تكوني محقة إذاً.منتديات ليلاس
لم تكن لوسي واثقة مثلما بدت , لكن بعد مرور يومين دون انتشار أي إشاعة , بدأت تسترخي وتقتنع ان الأمر سيختفي , بعد انقضاء اسبوع أو اثنين سوف تخبر آل بولارد بإلغاء خطوبتها من غاي.
منتديات ليلاس
قررت ذلك وهي متوجهة في صباح اليوم التالي الى عملها , وانضمت الى حشد الناس المتجهمين نزولاً على الدرج المتحرك في سنترال لاين, على الارجح , ان هذا الخبر لن يفاجئهم, فمن الواضح انهم يعتقدون ان غاي افضل منها بكثير, هاقد وجدت حلاً لواحدة من مشكلاتها, الآن سوف تثبت لغاي انها شخص مسؤول , وسوف تعيد ميريديث من وبراندغو.منتديات ليلاس
اقرت لوسي لنفسها بأنها ليست متلهفة بعد للعودة الى تلك المناطق الاسترالية النائية, شعرت بالخجل لأنها جعلت إعجابها بكيفن يبدو واضحاً, لاسيما ان تلك الذكريات الرومنسية بدأت تختفي ,وهي الآن تستمع بإقامتها في لندن اكثر من أي وقت مضى.
هي الآن تحب فكرة التواجد بين الحشود والتوجه الى العمل, تحب رؤية الناس يندفعون ذهاباً وإياباً في المدينة مثل المد والجزر, تحب الخروج في وقت الغداء لتناول السندويش وقراءة الجرائد المجانية في النقل العام, تحب لقاء الاصدقاء لتناول المشروبات في المقاهي المكتظة بالناس واستراق النظر من نوافذ المحال التجارية الفخمة, التي لن تجرؤ يوماً على دخولها ناهيك عن شراء اي شيء منها , بالإضافة الى ذلك كله تحب لوسي عملها , عمل موظفة الاستقبال ليس كمثل جراحة الدماغ, لكنها بدأت تعلم ان اداء عملها بطريقة جيدة يمنحها شعوراً بالرضى, وذلك بغض النظر عن اهمية هذا العمل.منتديات ليلاس
مايزعجها الآن, هو تجاهل غاي لها من جديد, بالكاد رأته خلال اليومين السابقين, ربما هو منزعج من خطوبتهما المزعومة اكثر مما بدا عليه, , افتقدت لإشراقة عينيه الزرقاوين والضحك في صوته, افتقدت ايضاً طريقته المزعجة في مناداتها سندريلا.
عندما وصلت لوسي الى دينجرفيلد كان جرس الهاتف يرن, فالتقطت السماعة من الجانب الآخر للمكتب وقبل ان تخلع معطفها , تبين ان المتصلة هي شيلا مساعدة غاي الشخصية , وهي تكلمها من ويلز.

وقع والدها العجوز مساء امس , وهي الآن في طريقها لرؤيته في المستشفى, اخبرتها انها حتى الآن لم تستطع التحدث الى غاي , قالت شيلا:
- لديه سلسلة من الاجتماعات الهامة اليوم , وسوف يحتاج الى بعض المعلومات التي مازالت على الكومبيوتر في مكتبي , هناك ايضاً حفل استقبال هذا المساء, ويجب ان يتصل شخص ما بمتعهدي الحفلات.
خلعت لوسي معطفها وتناولت قلم حبر:
- اخبريني ماالذي يجب القيام به شيلا, وسوف اهتم بالأمر.ريحانة
عندما وصلت لوسي الى مكتب شيلا, كان المكان خالياً, فمنحت نفسها استدارة على كرسي المكتب, المكان هادئ جداً هنا, تساءلت لوسي كيف يكون شعور المرء لدى امتلاكه مكتباً خاصاً؟ بالطبع هي لن تختبر هذا الشعور, هي لا ترى نفسها ابداً في وظيفة مناسبة , تنهدت ثم شغلت الكمبيوتر وطبعت كلمة السر التي اعطتها إياها شيلا.
عندما انتهت لوسي من تنفيذ لائحة مطالب شيلا وطباعة كل شيء, لم يكن غاي قد وصل بعد, لذا فتشت بدقة في بعض الادراج, حتى وجدت الملف وذهبت لتضع المعلومات على مكتب غاي.منتديات ليلاس
بدا المكتب الضخم فارغاً في غيابه, انجذبت لوسي نحو منظر للكاتدرائية الرائع, فتقدمت ووقفت عند الحائط الزجاجي, واخذت تنظر الى المدينة في الاسفل, وهي تحتضن الملف قبالة صدرها.
- إذاً, أنت هنا.
جعلها صوت غاي تقفز من مكانها , وتستدير باتجاهه, وبدأ قلبها يخفق بجنون, لكنها لم تدرك إن كانت الصدمة ام رؤيته هي السبب.
قالت لوسي:
- أهذا أنت؟
التمعت عينا غاي الشديدتا الزرقة بالاستمتاع وقال:
- هذا مكتبي.
ربما هو يتساءل الآن عن سبب وجود موظفة استقبال وضيعة هنا, وضعت لوسي الملف بتردد على طاولة المكتب وقالت:
- هممممم... طلبت شيلا مني طباعة هذا الملف من اجلك , والدها في المستشفى, وهي ذاهبة لرؤيته , اعطتني كلمة السر في الكومبيوتر و أخبرتني عن مكان الملفات.
- اجل, اخبرتني انها تكلمت معك, تمكنت في النهاية من الاتصال بي على هاتفي المحمول , لكن يبدو انها ستقضي عدة ايام في ويلز.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
رفع غاي الملف عن المكتب, وراح يتصفحه, راحت لوسي تراقب يديه, اللتين تبدوان قويتين وبارعتين.
بدت اصابعه رشيقة واظافره شديدة النظافة, كادت تصاب بالدوار عندما تذكرت كيفية إمساكه بالحبل الذي أسر به العجل في وبرنجاغو.. رفع غاي نظرات عينيه الزرقاوين عن الأوراق :
- شكرا لك! هذا بالتحديد مااردته.
- لم افعل سوى ماطلبته شيلا مني.
- فسرت لي ماالذي طلبته منك, لكنني لم اتوقع ان تنجزي الأمر بهذه السرعة.
- أرسلت ايضاً تلك الرسائل الإلكترونية التي ذكرتها, لكن الوقت مبكر جداً على الاتصال بمتعهدي الطعام لحفل الاستقبال الذي سيقام هذا المساء, سأفعل ذلك لاحقاً.
نظرت نحو ساعتها, واكملت :
- لابد من وجود احد مافي قسم الموارد البشرية الآن, اقترحت شيلا ان اتصل بهم لتأمين بديل مؤقت اثناء غيابها , تريدني ان اقوم بذلك من اجلك, ام تفضل الاتصال بهم شخصياً؟.
وضع غاي الملف على الطاولة من جديد:
- لم لا تقومين أنت بالأمر؟
- أنا؟.
- لم لا؟ من الواضح أنك تستطعين استعمال الكمبيوتر.منتديات ليلاس
- حسناً! أجل, ولكن...
- ويمكنك أيضاً الإجابة على الهاتف.

- اجل, بالطبع ! لكن أنا ...
- ولديك منطق سليم ...مع ذلك عليّ الاعتراف ان ذلك لايبدو واضحاً دائماً.
لمعت في عينيه إشراقة رائعة, وأكمل:
- والأهم من هذا كله , أنك هنا وتعرفين كلمة السر لكمبيوتر شيلا, مايعني انه يمكنك البدء حالاً, وهكذا لن انتظر قسم الموارد البشرية ليرسلوا احدهم الى هنا او يرسلوا في طلب شخص ما من وكالة التوظيف, هذا كله يجعلك المرشحة الأفضل بالنسبة لي.منتديات ليلاس
بلعت لوسي ريقها:
- في هذه المرحلة انا لست مؤهلة لأكون مساعدة شخصية.
- لكن ذلك لا يعني انك غير قادرة على القيام بالأمر.
- لم يسبق لي أن قمت بعمل كهذا من قبل!
تعجبت لوسي من تعامله مع الأمر ببساطة, أليس قلقاً من ان تحول كل شيء الى فوضى عارمة؟
- حسناً! هذه فرصتك لتجربي.
ثبت نظرة حادة عليها:
- هل أنت خائفة من عدم قدرتك على القيام بالأمر؟
رفعت لوسي ذقنها بسرعة:
- أنا لست خائفة.ريحانة
- جيد! فليس هناك من سبب لخوفك.
استند الى حافة المكتب , ووضع يديه في جيبيه , وراح ينظر الى لوسي بتأمل , ثم قال بلطف:
- أظنك مؤهلة اكثر مما تعلمين سندريلا.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
اخذت لوسي تقضم شفتها بتوتر , قد لا تكون خائفة , لكن ذلك لا يعني انها ليست قلقة :
- لا أعلم.. أفترض انني أتجنب المواقف التي قد يطلب مني فها القيام بشي لا ادرك كيفية القيام به, ربما للأمر علاقة بكوني الصغرى في العائلة, هناك دائماً من يهتم بك, لذا لا يتوقع منك احد القيام بأمر هام.
- أو ربما توقعاتك بشأن نفسك غير مرتفعة, أنا ايضاً الاصغر في عائلتي , وأعرف هذا الشعور, قضيت الكثير من الوقت في التسكع, وكل مااردته هو الحصول على اوقات ممتعة , معتقداً انني لا اصلح لغير ذلك.منتديات ليلاس
اكمل قائلاً:
- أنا لست نادماً على تلك السنوات , وليس من الخطأ ان نمضي اوقاتاً جيدة, لكن ... لطالما كان هناك شيء مفقود, كنت دائم البحث عن شيء آخر , وعن إثارة جديدة, فرضت على نفسي تحديات جسدية, لكن لم يخطر ببالي قط أن إدارة عمل ماهي اكثر صعوبة وتحفيزا, اكتشفت مقدرتي الحقيقية عندما عدت الى المنزل واستلمت إدارة دينجرفيلد.منتديات ليلاس
قالت لوسي بتوتر:
- لا اظنني حتى الآن قادرة على تولي منصب المدير.
ضحك غاي قائلاً:
- عندما تتقنين عمل المساعدة الشخصية , من يدري اين سينتهي بك الأمر؟.
اخذت لوسي نفساً عميقاً:
- حسناً ! سأقوم بالأمر , مادمت واثقاً بي , يجب علي إعلام ايموغن , فقد اخبرتها ان الأمر لن يستغرق سوى عشر دقائق, لابد انها تتساءل عما يبقيني هنا حتى هذا الوقت.
استقام غاي وذهب ليجلس خلف مكتبه , جذب الملف نحوه, بينما ذهبت لوسي لتستعمل الهاتف في مكتب شيلا.ريحانة
بالرغم من توترها , لم يسع لوسي سوى الشعور بالحماس لتوليها منصب شيلا لبعض الوقت, يبدو غاي واثقاً من انها قادرة على القيام بهذه المهمة, وقد يكون هذا صحيحاً, الآن عليها فقط المحافظة على هدوئها , وإبعاد ذكرى ذلك العناق من ذهنها , من الآن فصاعداً هو مديرها , هو ليس خطيبها المزعوم, وليس الصبي الذي أراد ان يصبح خيالاً في مباراة الاحصنة , وليس ابن بريجيت الذي يبذل اقصى جهده ليكون بمستوى توقعات والدته , هو ليس الرجل الذي عانقها حتى ذابت عظامها , هو مديرها فقط.منتديات ليلاس