كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ39 ج 2
الفصل التاسع والثلاثون
الجزء الاخير
نظرت بتعجب الى تلك الصينية الكبيرة التي وضعها امامها لتقول بخفوت
: ما كل هذا امير ؟!
ابتسم بحنو وقال : انه طعام من اجلك ليلتي .
ابتسمت برقة وقالت بحرج : ولكنه كثير جدا .
ابتسم بمكر وقال : ليس كثيرا فانا اتناول ضعفه بمفردي
اتسعت عيناها بصدمة ليقهقه ضاحكا على ملامح وجهها ويتبع بمرح : لا تخافي حبيبتي ، نعم انا من هواة الطعام الجيد ولكني احتسب ما اؤكله فانا لابد ان احافظ على وزني لأتمكن من القيام بعملي .
خفضت عيناها بحرج و اثرت الصمت ليقترب منها بخفة نمر ويضمها من خصرها اليه ، ثم يحملها ويجلسها على ساقيه ، تمسكت بكتفيه قويا لتبتسم بشقاوة وتهمس : لقد اتفقنا على الطعام فقط .
عقد حاجبية بتساؤل مفتعل وقال : متى كان ذلك ؟!
ضحكت بخفة لتهمس ووجنتيها تتوردان بحمرة خفيفة : قبل ان تعد صينية الطعام .
احنى رقبته سريعا ليسرق من شفتيها قبلة خاطفة ويهمس وهو يدير عينيه على شفتيها ثم يرفعها لينظر الى عمق حدقتيها مباشرة ويهمس : لا اذكر انني عقدت أي اتفاقات او التزمت باي وعود اخرى .
تلمست ذقنه بأصابع مرتجفة لتهمس بخفوت : أيضايقك امر الوعد هذا ؟!
تنفس بقوة ليهمس : يثير جنوني
رمشت بعينيها فاتبع بعد ان قبل ارنبة انفها برقة : ولكنه لا يضايقني .
نظرت له بتعجب وقالت : لا افهم .
احتضن خدها بكفه العريض يلامس وجنتها بإبهامه في حنو : كل ما يرضيك يرضيني ليلى .
ابتسمت بحب سطع بعينيها ليتبع هو بخبث ارتسم في ابتسامة عينيه : لكن هذا لا يمنع اني ساجن بسبب ابتعادك عني .
رفت بعينيها مرات متتالية سريعا ثم ازدردت لعابها ببطء اشعره بتوترها الذي تحاول ان تخفيه بخفضها لبصرها بعيدا عنه ، وضع سباباته تحت ذقنها ليجبرها على النظر اليه ليهمس امرا : اخبريني ليلى ما الذي حدث بينك وبين فاطمة ؟!
حركت راسها بحركة عشوائية بمعنى لم يحدث شيئا ليقول بصرامة : ليلى .
حاولت التملص من ذراعيه ليتمسك بها ويتبع بأمر مباشر صدح من كل انش في جسده : توقفي عن الهروب واخبريني .
همست بصوت ابح حاولت بثه الثقة قدر ما استطاعت ولكنها فشلت : الامر ليس فاطمة .
عقد حاجبيه بتعجب ونظر لها باستنكار لتهمس متبعه : ان الامر خاص بي
اردفت سريعا وهي تنظر الى عينيه اللتين تحولتا الى البني الداكن : بالطبع فاطمة كانت جزءا رئيسيا من ذلك الاحساس الذي يعتريني ولكن
شعرت بعقدة حاجبيه تزداد وهو يطبق فكيه بقوة متفاديً ان ينبس بحرف واحدا قبل ان تكمل حديثها فقالت وهي تتحاشى النظر اليه : ارجوك لا تغضب امير .
سحب الهواء الى صدره قويا لتتبع : لا اريدك ان تغضب مني ، اعلم انه شعور اخرق ولكني لا استطيع التخلص منه .
ارتجفت شفتيه في محاولة منه للابتسام ليزفر بحنق لم يحاول التخلص منه ويقول من بين اسنانه : ما زلت منتظرا ليلى لأسمع عن هذا الاحساس الذي يعتريك
تنفست اكثر من مرة لتسحب الهواء الى صدرها بقوة مرة اخيرة ثم تهمس وهي تتحاشى النظر الى عينيه : انا خائفة من انك تتركني يوم ما .
اتسعت عيناه بصدمة المت بملامحه ليدفعها بهدوء مبعدها عن قدميه وينهض واقفا ، هم بالتحرك مبتعدا عنها فتمسكت بساعده في توسل صادق وهمست : ارجوك امير انتظر .
قبض كفيه بقوة فشعرت بعضلات ذراعه من تحت يدها تتقلص بغضب جرى بأوردته لتردد بنبرة اقرب الى البكاء من صوتها الطبيعي : ارجوك امير .
انتزع ساعده من يدها بصرامة شعت من عينيه وهو ينظر اليها من فوق كتفه ، جلس مبتعدا عنها باخر كرسي يقع في صالة بيتهما قريبا من التلفاز المغلق فاطل الصمت عليهما معلنا سطوته !!
فركت كفيها في توتر وهي تخفض بصرها عنه ، تعلم مدى غضبه منها ومدى جرحها له ، ولكنها لن تستطيع الان التوقف لابد ان تبوح له بما ينغص عليها حياتها معه ، ما يقف بينهما حائلا ولا تستطيع هدمه او التغاضي عنه !!
ازدردت لعابها قويا لتتحرك بخطوات بطيئة .. مبعثرة ..شاردة توقفت امامه مباشرة وهي تنظر الى الاسفل ، لا تدقق نظرها عليه ولكنها تنظر بعيدا عن عينيه فهي تشعر بانه يحرقها بمقلتيه الغاضبتين ، وقع نظرها على كفيه المتمسكتان بذراعي الكرسي ، يغرز أصابعه الطويلة بالأطراف الجلدية لذراعي الكرسي لدرجة انها شعرت بأنامله ستمزقها غضبا !!
جلست امامه على ركبتيها بهدوء لتمد كفيها وتلمس اطراف انامله بأصابعها في رقة اذابت سلامياته فأذهبت عنه غضبه ولكنه ابى الاذعان لمشاعره اتجاهها فابعد كفيه عنها برسمية صعقتها !!
رفعت عيناها لتنظر اليه بذهول وهمست دون وعي منها : هل خسرتك بغبائي امير ؟!
ساد الصمت بينهما للحظات مرت عليها كساعات طويلة ليهمس اخيرا بصوت خال من نبرته الودودة : انا انتظرت كما طلبت ليلى ومستعد لسماعك كما تريدين .
بللت شفتيها بتوتر ارهقها وهمت بالحديث ليؤمرها بقسوة : انهضي ليلى لا تجلسين امامي هكذا .
نظرت من حولها بتبعثر لتهمس دون فهم : لماذا ، انا لست متعبة من جلستي ؟!
اطبق فكيه بقوة ليشيح بعينيه بعيدا عنها ويؤثر الصمت ، لمعت عيناها بادراك وهي تنظر لكفيه المضمومتين بقوة فابتسمت برقة وهي تنهض واقفة لتجلس فوق ساقيه كما كانت منذ فترة قليلة وتهمس : اذا سأجلس جلستي المفضلة .
عقد ساعديه امام صدره وحرك ساقيه بطريقة ما قاصدا إرباكها فتنهض عنه ، لتتمسك هي بقبة قميصه و تضم نفسها الى صدره وتهمس بحب خرج صادقا .. قويا .. مفعما بلهيب شفتيها من اثر المرض : لأستطيع الحديث معك دون الخوف من ردة فعلك .
نظر لها بتعجب ونيرانه العسلية تشتعل بقوة في حدقتيه لتهمس : اعلم انك لن تأتي بردة فعل قاسية معي وانا اتوسد صدرك امير .
لمعت عيناه بتعجب حانق ليهمس بنبرة قاسية : لا افهمك ليلى .
ابتسمت بألم وقالت : بل انت الوحيد من يفهمني امير ولكنك لا تريد ان تتأكد مما تعرفه مسبقا .
زمجر بغضب فارتعشت وهي تحنى راسها بعنقه .. قريبة من صدره فقال من بين اسنانه : لا تحمليني ما لا طاقة لي به ليلى .
رفعت راسها لتنظر اليه وتهمس : هل انا حمل لا طاقة لك به ؟!
نطق بهدوء وملامحه جامدة : بل ما تفعلينه الان معي ، لا افهمه ولن اتحمله كثيرا فانا كسائر البشر لدي مخزون من الصبر
اتبع بهدوء : وقد قارب على النفاذ ليلى .
تنفست بقوة وقالت : توقعت ان تكون فهمت سبب خوفي امير .
صاح بقوة جفلتها : لا لم افهم سبب خوفك مني
اتبع بنظرات جليديه اقشعر جسدها لها : كما لا افهم الان ما تفعلينه ، أتريدين قربي ام تبعديني عنك ليلى ؟!
ردت سريعا : اريدك امير .
لمعت عيناه بوميض قوي لم يؤثر في ملامح وجهه فاتبعت بعد ان بللت شفتيها سريعا : بالطبع اريدك معي .. قريب مني ..نكمل حياتنا سويا
تنهدت بقوة وهي تغمض عينيها وتهمس بصوت خرج من اعماقها : احلم بان ارزق بأطفال كثر منك ، نربيهما سويا ، بأولاد يشبهونك و يحملون فخامتك وبنات يحملون هدوئي .
نظرت اليه : لقد حلمت بك كثيرا امير ، حلمت بأميري الخيالي يأتي على حصانه لينقذني من واقعي المرير ولكن لم انتبه ابدا اني لست مناسبة لذاك الامير البعيد !!
رمش بعينيه وهي تتبع : فالأمير الذي دخل حياتي ذو شخصية اسرة ، بذكاء حاد وخفة النمور
تنفست بقوة وقالت : اما انا فلا امتلك أيا من مهارته .
هزت كتفيها بألم واكملت : انا حتى لا استمتع بحس فكاهي لأجاري نكاتك التي تحمل فخامتك .
ضحكت بتعب : عندما تلمع عيناك بمكر اشعر بالتوتر يملاني وانظر من حولي لافهم ما الخطأ الذي حدث لتلمع عيناك بتلك الطريقة ، والادهى ما الذي فعلته لتومض عيناك بذاك الظفر المكلل بانتصار فيهما .
ادارت راسها بعيدا عنه لتتبع بصوت ابح خافت : عندما نتحدث سويا اشعر بإرهاق ذهني لأني اريد ان اقنعك باني افهم حديثك منذ البداية وانك لا تحتاج لان تشرح لي مقصدك
ازدردت لعابها وهي تحني راسها بحرج واذنيها تحتقن بقوة ، ابعدت خصلات شعرها الجانبية عن وجهها لتهمس : وعندما نقابل احداهن من أولئك اللواتي يتمتعن بذكاء يماثل ذكاءك وغموض يماثل غموضك ، اشعر باني لا اناسبك البتة امير ، اشعر باني صفر على الشمال لا قيمة لي بالمكان فأريد ان اختبئ مبتعدة حتى لا احرجك بتواجدي ، حتى لا ينظرون الينا ويتهامسون لماذا اختراها هي دونا عن البنات الاخريات الا يرى انها لا تناسبه ؟!
ترقرقت الدموع بعينيها لتنظر اليه وتردف بصوت مخنوق : وما يقلتني ببطء انك اذا كنت غير منتبها الان لهذا الاختلاف بيننا سياتي عليك يوم وتنتبه اليه وحينها ستتركني !!
جز على اسنانه قويا وهو يستمع اليها يزداد غضبا وغيظا من تلك التفاهات التي تتحدث عنها ، ويلعن هذا الغباء الذي يخيم على راسها ، فكر قليلا " أيمكنه ان يضربها على مؤخرة راسها لعله يعود الى العمل من جديد فتفكر بأسلوب صحيح بدلا عن تلك الخرفات التي تتحدث عنها ؟!"
نظر لها بغيظ وهو يفكر في اولئك الفتيات اللواتي اثاروا غيرتها لتلك الدرجة وأثاروا معها قلة ثقتها بنفسها ليشعر بغضبه يقارب على الانفجار عندما رأى دموعها تتجمع بكثافة في حدقتيها ،سقطت دمعة وحيدة بجانب عينها لتشق طريقها بأريحية تامة ساقطة عن ذقنها فتقع بتجويف ترقوتها ، رمش بعينيه وهو يتابع دمعتها الخائنة التي اربكت حواسه كلها بسقوطها
همست بنشيج مكتوم وحدقتيها تموج بأسئلة كثيرة لم يستطع تفسيرها: أتحبني حقا ، امير ؟!
همس بصوت محشرج وهو يتابع دمعاتها التي اوشكت على الهطول : بالطبع ، انا اعشقك ليلى .
شعر بارتجافها امامه ، فنظر الى عمق حدقتيها اللتين ماجتا باضطراب جلي فاتسعت عيناه بادراك فوري ليهمس بتساؤل وهو يضغط اسنانه بقوة : انت تتسألين حقا ليلى ؟!
اتبع على الفور وهو يتحكم في فورة مشاعره الغاضبة : لم تساليني كنوع من التدلل لأتغزل بك ، لم تساليني لتمحي تلك الفجوة التي صنعتها بيننا عندما بدأت في حديثك ، بل تتسألين حقا اذا كنت احبك ام ﻻ ؟!
احنت راسها في خوف من تغير نبرته الدافئة والتي يحدثها بها دائما ، الى تلك القوية الغاضبة رغم شعورها بانه يحاول التحكم في غضبه الا انها شعرت به .. شعرت بعضلاته النافرة من تحت قميصه القطني .. شعرت بدمائه التي اندفعت بقوة في اوردته فاحتنقت اذنيه باللون الاحمر القاني على الفور .. شعرت بفكه الذي تصلب رغما عنه وشعرت بضروسه التي يطحنها غيظا وغضبا منها ، ولكنها لا تستطيع حيال الامر شيء فهي بالفعل تتساءل .. خوفها وتساؤلاتها هم من يبعدوها عنه .. يكبلوها ويتحكموا بها .. يعيدوها للوراء كلما حاولت الاقتراب منه !!
همس امرا بصوت حاد خفيض : ارفعي راسك وتحدثي معي ليلى ، هل لا زلت تشكين بأمر حبي لك ؟!
هزت راسها بالنفي لتهمس : لا امير الامر ليس كذلك ،
زفرت بقوة لتتبع بصوت مهزوز منعدم الثقة : انا فقط اتساءل عن سر حبك لي دونا عن الفتيات الاخرى ؟!
نهضت واقفة وابتعدت عنه خطوتين وهي تتبع باستسلام قفز بغضبه لذروته : فانا لا اناسبك على الاطلاق .
همس لنفسه " تماسك امير وتحكم بغضبك قدر ما استطاعت"
قال بهدوء في محاولة هشة منه للنقاش معها بأسلوب متحضر : ليلى انت تعلمين ان الحب ﻻ اسباب له
لوت شفتيها بألم وقالت : ذلك في القصص الخيالية فقط ،
اتبعت بسخرية جلية : عندما يقابل الامير الفتاه الفقيرة ويقع في حبها وينتهي الفيلم بعاشا في سعادة وهناء دائما .
تنفس بعمق وهو يلتقط فحوى حديثها ولكنه اثر الصمت وهو يعود بظهره الى الوراء منتظرا تكملة ما بداته ..
زفرت هواء صدرها كله لتهمس : لم اؤمن ابدا بتلك القصص الخيالية .. كنت احب قراءتها والاستمتاع بها العيش في تلك الاجواء الخيالية ولو لفترة قصيرة من الزمن ولكني كنت اعود للواقع وانا اهمس لنفسي انها خيال لن يتحقق ابدا .
نظرت اليه لتضم كفيها الى بعضهما وتهمس وهي تتحاشى النظر اليه : عندما قابلتك لم تكن اميرا
ابتسمت برقة ماجت بملاحمها : بل كنت غفيرا .. كنت سائق لدى السفير .. تعمل لديه مثلما اعمل انا لديه .. نعم كان صديق لعمي المستشار ولكني كنت اعمل لديه .. شعرت بتشابهنا او هكذا اوهمت نفسي بذاك التشابه .. انت شاب فقير من عائلة متوسطة الحال .. حصلت على شهادة جامعية و لم تجد فرصة عمل مناسبة كأغلبيه الشباب في بلدنا هذا فاجتهدت وعملت سائقا خاصا لعلية القوم ،
زفرت بقوة ووجهها يصفر تدريجيا : لكن الان ..
صمتت قليلا وقالت : حقا تزوجتني لأنك تريد ذلك اما لأنك تعهدت لي انك ستجبرني على ما تريد وانني لا اصلح ان اكون ندا لك ؟!
قبض بكفيه قويا على ذراعي الكرسي الجالس عليه وهو يستمع اليها ، ينتظر ان تكمل تلك الحماقات التي تملا راسها ، تكمل البوح بأفكارها الخاصة التي من الواضح جليا انه لم يستطع تحطيمها وان يخلصها منها ، لم يستطع التغلب على عقدتها القديمة ولذا لا زلت تنتظر ابتعاده عنها !!
لعن فاطمة في سره فهي من ايقظت هواجسها بأكملها ليعاني هو معها ما يقارب الاسبوع
تمتم بخفوت " الم اكتفي من تلك الحماقات بعد ؟! "
عقد حاجبيه بانزعاج وهو يرى الالم يلمع بحدقتيها وهي تخبره بعدم ايمانها بالقصص الخيالية وان حياتها اجبرتها على عدم الثقة بها
ابتسم رغما عنه عندما ابتسمت وشعر بالترقب عندما عادت لبداية قصتهما الفعلية معا ، لوى شفتيه بنزق وهو يؤكد لنفسه ان لا يغضب فليلته الحبيبة ستتحدث الان بشيء سيذهب بكل تعقله الى الجحيم ، تمتم عندما انهت تساؤلها : وها قد حدث .
عقد ذراعيه امام صدره ليهمس بمراوغه شعر انها ستفيد الان بدلاً من ان يخنقها بكفيه الحرتين : متى تعهدت لك بذاك العهد ليلى ؟!
شحب وجهها على الفور لتهمس بخفوت : يوم عقد قران وليد وياسمين واتبعته بتأكيد اخر عندما تقابلنا في المتجر ، وزدت الامر تأكيدا عندنا بالبيت يوم قراءة الفاتحة .
همس بمكر والسخرية تسطع بعينيه : ما شاء الله ذاكرتك قوية للغاية ، ولكن جميع ما تكلمت عنه الان لم يكن عهدا ليلى كنت اهددك حتى تستمعي لي .. كنت اهددك حتى تكفي عن رمي كرهك لي بوجهي وتنظري الي لتعلمي انني لم اتغير ..
نطق بخفوت وهو يشعر بالغضب يمتلكه : بانني هو احببتك وسأظل احبك مهما حدث .
نهض واقفا وتحرك مبتعدا ، نظرت اليه شعرت بألمه في حركة جسده المشدود .. بتلك النبرة المشروخة بصوته ، نعم تحكم بها قويا ولكن ذاك الجزء الضئيل الذي تسلل اليها من صوته جعل قلبها ينقبض قويا ، همست لتستبقيه : ولكنني ﻻ اليق بك امير .
التفت اليها على الفور ليرفع حاجبيه بتعجب وعيناه تموج بتساؤل غاضب، بللت شفتيها وهمست : انت امير الخيّال .. لست ذاك الكاتب وﻻ ذاك السائق .. انت سيادة الرائد العظيم صاحب المهمات الصعبة .. قابلت الكثير بحياتك اكثر مما اتوقعه او اتخيله انا ، ما الذي
هدر بها بنبره غاضبة ولكنها خافته ، ورغم خفوتها الا انها ارتعدت امامه قويا وهي تعود للخلف خطوتين : اصمتي ليلى .. ارجوك توقفي عن الحديث ولو للحظات
زفر قويا ليتمتم بالاستغفار ثم يزفر هواء صدره بأكمله يعاود السيطرة على اعصابه وهو يتبع من بين اسنانه : نعم انه انا كل ما تحدثت عنه هو انا ، بكل ما ذكرتيه فانا امتلك قلبا واحدا .. وروحا واحدة ، ﻻ اعلم لم احببتك انت دون عن بنات حواء ولكنك تغلغلت الى مسامي لدرجة اني اهملت عملي الخطر جدا حتى اتقرب منك ، ﻻ اريد ان استمع مرة اخرى لأمر انك لا تليقين بي فانت الوحيدة التي تليق بي .. انت نصفي الاخر ليلى و ﻻ يوجد في هذا العالم من تماثلك بالنسبة الي ، ثم من هؤلاء الذين يشعرونك بصغرك امامهن ، الا تنظري جيدا في مراتك ليلى ، الا ترين ما اراه انا بك ، تخلصي من تلك السخافات فانا لا ارى من تشبهك في هذا الوجود ليلى ،
تقدم باتجاهها في خطوات هادئة ليوقفها امامه وهمس لها بجانب اذنها بصوت يحمل حنانه وحبه لها : فانت ليلتي
شمس دوارة شرقا وغربا تزين السموات
قمر منير جاء في ليلة البدر يشهد القبلات
بحر عريض بالطبقات مدرجا ثائر الموجات
اجنحة عصفور في السما معلقا يعزف النغمات
اغصان اشجار الكروم ضفائر صنوف منوعة من الثمرات
خنساء شاردة العيون بطبعها وجه بديع منمنم القسمات (منقول)
شعر بدموعها قبل ان تسقط فقبل عينيها وهو يهمس لها : ﻻ تبكي حبيبتي ، انا لا احبك فقط يا ليلتي .. انا اعشقك .
اتبع وهو ينظر الى عينيها بهدوء : من اخبرك انني اريد الزواج من احداهن تنافسني ذكاءً او غموضا ، انا اريدك انت بطيبة قلبك وحنانك المتفجر بعينيك .. اريدك انت برقتك الفطرية وغيرتك الطفولية .. اريدك انت لأعود من الخارج فتبتسمي لي ابتسامتك الرائعة فتنسيني كل هموم عملي وتحمليني الى عالمك الاكثر من عادي .. اريدك انت فتحوليني معك لأنسان طبيعي وانسى ذلك الخيّال بداخلي فاصبح اميرك انت .
ابتسمت من بين دموعها وتعلقت برقبته لتجهش في البكاء وهي تتمسك به قويا همست بصوت مخنوق : احبك امير ، بل اعشقك يا اميري الخيالي .
نثر قبلاته الكثيرة على صفحة وجهها برقة ، ضمها الى صدره بقوة وهو يريد ان يزرعها بين ضلوعه رفع راسها قليلا امام وجهه ،وامتلك شفتيها في قبلة ساحقة اضاعت انفاسها وهو يمرر يديه على ظهرها ، شعر بذوبانها بين ذراعيه ليهمس من بين قبلاته : الا زلت تذكرين وعدي لك ؟!
لهثت برقة وهي تحاول ان تستجمع عقلها فهمست بشرود : اي وعد ؟!
لمعت عيناه بمكر تألق في حدقتيه المعتمتين ليهمس لها من بين شفتيها : ﻻ شيء ليلى ، فقط تذكري انا احبك .
**************************
وضع الطفلين في الفراش ليدثرهما جيدا ويتحرك مغادرا الغرفة عائدا اليها ، يعلم انه سيجدها مستيقظة تنتظره ، فعيناها تحملان الكثير من الحديث والاسئلة التي لا يريد ان يجيبها عليها ،
تنفس بقوة م ابتسم وهو ينظر اليها تقف كعادتها تنظر الى السماء من خلف النافذة تتأملها بحب وكان غياتها تكمن هناك .
تنفست بقوة لتحبس رائحته داخل صدرها ثم تهمس دون ان تنظر اليه : الليلة مميزة فالقمر يزين سمائها منيرا .. ساطعا .. مكتملا .. يحمل بريق افتقده منذ مدة طويلة .
تحرك اليها بخطوات هادئة ليحتضن خصرها بكفيه ويشدها من ظهرها الى صدره فأراحت راسها عليه ليهمس : اتحبين القمر منال ؟!
ابتسمت برقة وقالت : اشعر بصلة قوية بيننا فاطمئن كثيرا عندما اراه يسطع بسمائه منيرا ليلتي بأكملها !!
قبل راسها ليهمس : انت قمري منال ، فليالي تضيئين حياتي بنورك وليالي اخرى تضنين علي بوجودك فتصبح مقفرة .. معتمة كسماء دون قمر.
ابتسمت بحب والفتت تنظر اليه : القمر لا يضيء بمفرده خالد ، بل يستمد نوره من الشمس .
ابتسم بخبث وقال : ومن اين تستمدين نورك منال ؟!
حركت ابهامها على ذقنه بحركة دائرية أضاءت حدقتيه : من شمسي الخاصة ، منك انت خالد .
اقتربت منه بشفاهها لتقبله بلطف وتهمس امامها : انت سراجي المنير .
ومضت حدقتيه بلون فيروزي أضاءهما ليهمس وهو يحنو عنقه مقتربا من شفتيها ناظرا الى عينيها : من اليوم اعدك اني سأنير حياتك دائما يا منالي .
اوزعها قبلاته برقة تارة وبإلحاح تارة الى ان حملها بين ذراعيه وهو يهمس ها بمكره المعتاد : لقد وعدتك بتعويض اليوم منال .
ضحكت بخفة وهي تتعلق برقبته وتهمس : عهدتك دوما موفيا لوعودك خالد .
اتسعت ابتسامته ليهمس قبل ان يعاود تقبيلها : ولن اخلف ابدا يا منالي
زمجر بغضب وهو يستمع الى رنة هاتفه تصدح بصوت مزعج همست برجاء فخم وهي تتمسك بكتفيه : تجاهله .
زفر بقوة وهو يبتعد عنها مرغما ليهمس من بين اسنانه : لا استطيع .
نظر الى شاشة هاتفه ليشتم بقهر وهو ينظر اليها بطرف عينه ثم يهمس وهو ينهض واقفا : سأتلقى تلك المكالمة الخاصة بالعمل واعود .
انحنى ليقبل راسها ويهمس بلطف : انتظريني .
هم بالخروج فعليا ليطل عليها مرة اخرى ويقول : لا تخلدي الى النوم الى ان اعود .
ابتسمت وهي تنظر اليه بتفحص ، لتستلقي جالسه اسندت ظهرها الى الوسادات من خلفها وهي تشرد في تفكير عميق طل على وجهها تحاول ان تحلل ما يحدث مع خالد
تمتمت بخفوت : هناك امر ما اشعر به جيدا ولكن .
زفرت بضيق وهي تهز راسها بعدم معرفة واضحة لترفع عيناها سريعا وتنظر اليه يدلف مرة اخرى ولكن بروح مخالفة تماما لما كان عليه منذ قليل ،
ينظر الى هاتفه بغضب كمن بحدقتيه اللتين ارتفعتا تنظر اليها فهالها تلك الحلقات السوداء التي تعلن عن غضبه الذي يزار بداخله !!
تنفس بهدوء وهو يغمض عينيه ليبتسم مرة اخرى وهو يتحرك نحوها ، نظر اليها لتبتسم بسخرية وهي ترى حدقتيه الصافيتين وكان شيئا لم يكن !!
تأملته وهي تهمس لنفسها " ستظل غامضا .. صامتا خالد .. منتظرا مني ان افك احاجيك الكاملة "
رفعت حاجبها باعتداد وهي تبتسم باتساع والثقة تظفر بلمعة بنيتيها وهي تردد " وساحلها كاملة ان شاء الله "
عقد حاجبيه بتعجب ليهمس لها بعد ان قبل وجنتها بخفة : ما سر تلك الابتسامة الواسعة ؟!
رفعت حاجبيها وقالت بمكر قصدته : سعيدة برجوعك الي ،
صمتت لتتبع : امم ظننت انك ستفعل مثل الليلة الماضية وستقضيها بمكتبك ناسيا اياي كعادتك مؤخرا .
ضحك بخفة ليضمها اليه ويهمس : آها ، هذا عتاب اذا ؟!
ربتت على وجنته برقة وقالت بإغواء لم تتعمده : بل هذا تذكير حبيبي .
سحب الهواء الى صدره ليهمس لها وهو يقبل شفتيها بنظراته : بمناسبة التذكير ، ذكريني هكذا ، اين كنا قبل ان تقاطعنا تلك المكالمة الحمقاء ؟!
ضحكت برقة اثارت جنونه لتهمس وهي تتعلق برقبته : بكل سرور حبيبي .
|