كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ39 ج 1
تحرك بتوتر لم يتحكم به وهو يتابع الاتصال بها للمرة التي لا يعلم عددها دون فائدة تذكر فهاتفها مغلق منذ الصباح ولا يعلم عنها شيء
يكاد يموت قلقا عليها فهو تأكد من مغادرة وائل للأراضي المصرية في موعده المحدد له منذ يومين !!
تأفف بصوت مسموع وهو يلعن استهتارها الذي يكاد ان يقتله خوفا عليها
انتبه على دخول منال لغرفة مكتبه تنظر اليه من بين رموشها بتفحص ازاد من توتره ، لكنه تعامل ببروده المتوارث عن اجداده وهو يبتسم لها بطبيعية ويقول وهو يتجه اليها فاتحا ذراعيه لها : ما بال حبيبتي ؟!
رفعت له حاجبها بغضب كمن في حدقتيها ، لتمط شفتيها في استياء وتقول : حبيبتك غاضبة لأنها انتظرتك وانت لم تأت كما وعدتها في الصباح .
احنى رقبته ليقبل وجنتيها بحب ، واتبعها بقبلات كثيرة متفرقة اوزعها على بقية وجهها نزولا لنحرها الظاهر من فتحة فستانها الواسعة الكاشفة عن اوائل صدرها بشكل مغري يفقده صوابه دائما !!
اكتنف خصرها بكفيه ليضمها اليه كيفما اتاحت له بطنها المنتفخة : المعذرة حبيبتي انشغلت قليلا ،
اتبع وهو يغمز لها بعينه : اوعدك بتعويض دسم الليلة بإذن الله .
احتقنت وجنتيها قويا لتهمس : تهذب خالد ، لم اقصد ما فهمته .
تألقت حدقتيه بوميض فيروزي ماكر ليقول بخبث ارتسم بابتسامته : حقا ؟!
اتبع وهو يجبرها على النظر اليه : انظري الى عيني وردديها ثانية
لوت شفتيها بحنق مفتعل وقالت : اردد ماذا ؟!
قال بمرح مغيظ : انك لم تقصدي ذلك .
تذمرت باعتراض واه : خالد .
ضحك بخفة ليهمس : حسنا يا منالي سأحاسبك فيما بعد .
ابتسمت بإغواء قصدته : هل ساهون عليك ؟!
أومأ براسه ايجابا وقال : بالتأكيد
ابتسمت بغنج فطري وهمست : كاذب .
ضحك بقوة وقال : سترين منال
اتبع وهو يضغط برقة على شفتيها بأطراف اصابعه : وسأحاسبك ايضا على طولة لسانك .
ابتسمت برقة لتهمس وهي تتعلق في رقبته : ماذا تخفي عني خالد ؟!
نظر لها بهدوء ليمط شفتيه بعدم فهم ويقول بلغته الاصلية : لا شيء
ابتسمت بثقة : بل اجابتك تلك ابلغ دليل على انك تخفي عني امرا ما ،
زفرت بقوة وهي تبتعد عنه : بل امرا خطيرا ايضا .
اسيل جفنيه ليهمس : انت تتوهمين فقط منال .
رفعت له حاجبها بتساؤل فزفر قويا وقال وهو يتعمد المراوغة : أتعلمين ، كنت افكر في سيارتي البيضاء القديمة
اتبع بمكر تجسد على ملامحه : أتذكرينها ؟!
رمشت بعينيها واثرت الصمت وهي تنظر اليه في تفحص منتظرة ان يكمل حديثه المريب فاكمل كما توقعت : لا اعتقد ذلك فهي اقدم سيارة حصلت عليها .
ابتسم بحنين اغشى حدقتيه فلونهما بلون مياه البحر الصافية : انها اول سيارة اهدها لي والدي ، كانت مرسيدس بسقف مكشوف
تنفس بقوة وقال : اووه كم احببتها ، كنت اقودها وانا اشعر باني اطير بين غيوم السحب الرمادية .
ابتسم بخبث شديد اضفى الزرقة الشديدة على عينيه : تخيلتك اليوم وانت تركبين بجانبي ، تقفين على مقعدها الامامي وتفردين جناحيك
ضحك بخفة ليردف : اقصد ذراعيك مستقبلة الهواء الذي يتلاعب بخصلاتك الغجرية فيجعلها تتطاير حولك وانت تصيحين باستمتاع يجعل قلبي يخفق بجنون اليك .
رفع عينيه لينظر اليها ، ازدردت لعابها ببطء شديد وهي تنظر اليه مصعوقة .. ترتسم الدهشة على ملامحها ، وعينيها تنضح بعدم التصديق لما يتحدث عنه !!
همست بصوت ابح : ما الذي ذكرك بها ؟!
مط شفتيه في لا مبالاة : لا شيء كنت انظر لبعض الصور القديمة ، فوجدتها وقفزت صورتك في مخيلتي
ابتسم وهو يقترب منها : لازلت احتفظ بها وسآتي بها من لندن
كتمت تنفسها لتنظر اليه بقلق لم تستطع محوه من حدقتيها اتبع سائلا : اذا كنت لا تحبينها
ردت سريعا : بل هي المفضلة عندي .
رفع حاجبة باستفهام وزرقة عيناه تومض بقوة فاتبعت :افضل موديلها فهي فخمة وعملية بنفس الوقت .
كتم ضحكته التي صدحت بداخله قويا ليهمس : اهذا فقط ما يجعلها مفضلة لديك ؟!
ارتعشت كفيها رغم سيطرتها الكاملة عليهما لتقول بطبيعية حاولت اضفاءها على صوتها : نعم .
ابتسم تلك الابتسامة الجانبية التي كانت تمقتها قديما لأنها تشعرها بانه يجلس بين بنات افكارها فهمست وهي تستعد لمغادرة الغرفة : سأذهب لأرى الطفلين .
هم بالحديث ليصمت وهو يرى الاخرى تدلف من باب الفيلا تخطو بتبعثر شعره ، وجهها شاحب ومقلتيها زائغتان بتوتر تبينه جيدا .
زفر قويا ليتجه اليها ويقول : حمد لله على سلامتك فاطمة .
بللت شفتيها بتوتر لتقبض كفيها قويا وترفع راسها في كبرياء : سلمك الله خالد ، كيف حالك ؟!
خطت باتجاه منال لتحييها وتهمس : كيف حالك اليوم منال ؟!
نظرت لها منال بتفحص وقالت : بخير.
اتبعت بتساؤل : كيف حالك انت ؟!
ارجحت خصلات شعرها بطريقة عشوائية لتقول : انا بخير والحمد لله
نظر لها من بين رموشه وقال : لماذا هاتفك مغلق اذا ؟!
قالت بلا مبالاة وهي ترفع له الهاتف امام عينيه : فرغ شحنه .
تحركت باتجاه الدور العلوي وهي تقول : بعد اذنكما سأخذ بعضا من احتياجاتي وسأعود للبيت .
طل القلق من حدقتيه لينظر الى منال برجاء صامت فقالت : دون ان تسالني ان اتحدث معها
تحركت من خلفها وهي تتبع : سأفعل فهي غير طبيعية بالمرة .
زفر قويا وهو يعود الى غرفة مكتبه ويتمتم : رحماك يا اللهي .
*************************
عاد للداخل بعد ان اوصل سيادة المستشار وزوجته الى الباب وودعهم جميعا وهو يعد السيدة ماجدة بانه سيعتني بليلى جيدا تحت ضحكات ايني الماكرة وهي تخبر والدتها ان لا تقلق وانه سيلبي امنيات اختها حتى قبل ان تحلم بها ، تنفس بعمق وهو ينظر اليه بتفحص ، يتأمل وقفته المتألمة ، يشعر به بألمه وغضبه رغم عدم افصاحه وهذا شيء ليس من عادته ، ولكنه متشبث بالصمت هذه المرة !!
اقترب منه واستند براحتيه هو الاخر على السياج الحديدي للشرفة المطلة على الحديقة الصغيرة الملحقة بالبيت ، رفع راسه يتأمل السماء كما يفعل الاخر ليهمس بصوت ماكر : الام تنظر يا صديقي ؟!
اتبع بمرح : السماء مقفرة اليوم على غير العادة .
ضحك وليد بسخرية ليقول : انا احبها هكذا
اتبع بألم : ماذا افعل بنجومها وقمرها ؟!
تنهد بقوة : فانا امتلك شمسي المشرقة الخاصة
ضحك امير بمرح وقال : هنيئا لك يا صديقي
تنهد امير بقوة لينحني ويستند بمرفقيه على السياج ويتبع : وهل شمسك اشرقت اليوم ام بحالة خسوف جزئي وليد ؟!
رمش وليد بعينيه ليماثل حركة الاخر ويقول بخفوت : بل انها في حالة كسوف لا استطيع معالجته .
مط امير شفتيه وقال : عليك ان تتوصل لسببه الرئيسي وليد ومعالجته .
انتصب واقفا ليربت على كتفه ويقول : اول سنة في الزواج ستمضي بها اجمل ايام حياتك واسواءها ايضا
هز وليه راسه بتفهم وتمتم بخفوت : نعم ، اعلم
ليتبع بمكر وهو يبتسم : لم تخبرني عنك ؟!
عقد امير حاجبيه باستفهام ليضحك الاخر بخفة ويغمز له بشقاوة ويردف : كيف حالك ؟!
احتقنت اذني امير بقوة ليهمس من بين اسنانه : لا شان لك بي
ضحك وليد بمرح ليقول : الا يحق لي ان اطمئن على اخي وصديقي ؟!
اطبق امير فكيه بقوة ليقول : انا بخير والحمد لله .
اتسعت ابتسامة وليد لتشمل وجهه كله ليقول : مبارك لك يا صديقي
اغمض امير عينيه بملل وقال : لا تكن وقحا .
ضحك وليد قويا ليقول من بين ضحكاته : لا اجد وقاحة في مباركتي لزواجك
تحرك امير للداخل وهو يقول من بين اسنانه وينظر له بطرف عينه : بل كلها وقاحة وانت تعلم ذلك جيدا
ضحك وليد باستمتاع ليدلف وراءه ويقول : لا تخبرني انك تخجل امير .
زفر امير بحنق ليقول : اصمت وليد من فضلك .
سيطر وليد على ضحكاته بصعوبة وخاصة وهو ينظر لوجه امير المحتقن بقوة وعيناه الغاضبتين فقال بلطف : حسنا يا صديقي المعذرة
رفع كفيه بمرح وهو يتبع : ولكن غرضي بالفعل كان الاطمئنان عليك .
ابتسم امير بعدم امل وقال : لن تتغير ابدا .
تعالت ضحكات وليد مرة اخرى ليقول : اتذكر تلك المرة عندما كنت تمكث معي و اتت احداهن تسال عني وانت كدت ان تطردها فعليا .
اغمض امير عينيه بغضب وقال : بل طردتها بالفعل
اتبع بحنق : لقد كانت وقحة .
استلقى وليد بجانبه وقال هامسا : لم تكن وقحة امير كادت ان تسقط مغشية عليها بسبب نظراتك وانت تعاملت معها بقلة ذوق منقطعة النظير .
قال امير من بين اسنانه : كانت تستحق ولأنه ليس ببيتي اكتفيت بطردها فقط والا كنت رميتها من النافذة .
ضحك وليد بقوة فزفر امير بقوة وقال : كف عن الضحك
اتبع سائلا بضيق : علام تضحك انت من الاساس ؟!
صمت عن الضحك وقال : لأني لم اخبرك انها توسلت لي لمدة شهرين بعدها بان تتعرف على مكان سكنك او اعطيها رقم هاتفك .
تجسدت الدهشة على وجه امير ليقول : انها مجنونة كبقية صديقاتك ، فما الجديد في الامر ؟!
مط وليد شفتيه ليقول بمكر تجسد على وجهه : الجديد انها جارتك يا صديقي .
اتسعت عينا امير بقوة وقال بنبرة خاصة : وليد .
رفع الاخر كتفيه بلامبالاه وقال : لا امزح انها فعليا جارتنا نحن الاثنين ، فهي تقطن على بعد عمارتين سكنيتين من منزلي
اردف بقهر : لقد قابلتها اليوم صدفة حاولت ان اتهرب من الحديث معها ولكني لم استطع ،
نظر له امير بتساؤل فاكمل وهو يلوي شفتيه بضيق : سالت عن احوالي وباركت لي زواجي واخبرتني بزواجها هي الاخرى و طلاقها ايضا ،
ابتسم بخبث وهو يتبع : والغريب انها سالت عنك بالاسم !
اتسعت عينا امير بدهشة فتنهد وليد بقوة و اردف ببساطة : اخبرتها عن زواجك انت الاخر وبالكاد تخلصت منها حتى لا تراني ياسمين وانا اتحدث معها .
زفر قويا ليصمت فسال امير : هل هذا ما يقلقك ؟!
نظر له وليد بتساؤل فاتبع امير : هل هذا السبب في توترك اليوم والمك الظاهر على وجهك ؟
هز وليد راسه نافيا ليقول : لا ليست سببا حقيقي ولكني قلق من وجودها الفعلي وانها قريبة من منزلي
تنهد بقوة ليتبع : في الحقيقة خائف ان توقفني احدى المرات وتتحدث معي وتكون برفقتي ياسمين
حرك اصابعه في خصلات شعره بعصبية : بل انا قلقك للغاية من ان تراها ياسمين فياسمين تعرفها جيدا وتعرف بصداقتي القديمة لها.
اردف بصوت مخنوق : بل فعليا ياسمين تكرهها
هم امير بالحديث ليصدح صوتها يحمل حدة لم تحاول اخفائها : من تلك التي اكرهها ؟!
...
ابتسمت بهدوء وهي تنظر الى ياسمين الواقفة امامها ويظلل وجهها الشرود ، همست بخفوت : ياسمين
رفعت ياسمين نظرها اليها على الفور لتهمس : أتريدين شيئا ليلى ؟!
ابتسمت ليلى بحنو وقالت : نعم تعالي واجلسي بجواري كما كنا نفعل دائما .
ابتسمت ياسمين وقالت بمرح افتعلته : ليأتي سيادة الرائد ويرميني خارجا دون ادنى رحمة
توردت وجنت ليلى تلقائيا وقالت : بالطبع لن يفعل ذلك .
ضحكت ياسمين بخفة وقالت وهي بالفعل تجلس بجانبها : بل سيفعل اكثر من ذلك ،
اكملت بمرح وهي تحاول السيطرة على ضحكاتها بصعوبة : لقد كاد ان يرمي بلال خارجا عندما اتى ورآه جالسا بجانبك .
رفعت ليلى حاجبيها بدهشة لتقول : لم تكوني شاردة اذا كما توقعت
ابتسمت ياسمين بهدوء: بل شردت قليلا بالفعل ولكني تنبهت له عندما اتى ليخبركم بان وليد وصل .
ابتسمت ليلى بمكر وقالت : اذا افقت من شرودك على سيرة حبيب القلب
تغضن وجه ياسمين بألم لم تخفيه لتهمس : حبيب القلب غاضبا مني وللأسف معه حق !!
اطبقت ليلى شفتيها وهي تنظر اليها بحيرة لتقول : لماذا ، ماذا فعلت له ياسمين ؟!
تنهدت ياسمين بقوة لتهمس بمرح افتعلته : ليس الان ليلى فيما بعد سأخبرك .
اتبعت بفكاهة وهي تغمز لها بعينها : اخبريني انت ، هل كل امورك على ما يرام ؟!
زمت ليلى شفتيها بتوتر ووجهها يحتقن خجلا : انا بخير والحمد لله .
اتسعت ابتسامته ياسمين لتتجسد الشقاوة على وجهها وهي تقول :اخبريني كيف اصبت بالبرد ؟!
هزت ليلى راسها بتوتر وقالت : كما اصاب به دائما انت تعلمين تغيير الفصول يصيبني بالمرض .
رفعت ياسمين حاجبيها بتعجب ساخر وقالت : فقط
اتبعت بإلحاح : اصبت بالأنفلونزا بسبب تغيير الفصول فقط .
رمشت ليلى بعينيها لتسال بعدم فهم تجسد على ملامحها : هل من المفترض ان يكون هناك سببا اخرا لمرضي غير تغيير الفصول ؟!
رفعت ياسمين حاجبيها بدهشة حقيقية لمعت بعينيها ،نظرت الى ملامح ليلى المتسائلة لتهمس : اووووه
بللت شفتيها لتقترب من ليلى قليلا في جلستها وتسالها بعينيها عما شعرته ،اشاحت ليلى بوجهها لتصيح ياسمين بخفوت : غير معقول ليلى .
بللت شفتيها مرة اخرى لتتبع بتساؤل حقيقي :انه اليوم الرابع ليلى وانت وامير ..
صمتت وهي ترى وجه ابنة عمها الذي اوشك على الانفجار من الخجل لتعض شفتيها بحرج حقيقي وقالت : حسنا بدون انفعال هلا اخبرتني عما يحدث معك بالفعل ؟!
...
اطبقت فكيها بقوة لتنظر الى وجه ابنة عمها الشاحب لتهمس لها بصلابة : توقفي عن البكاء ليلى والا سأضربك على راسك .
اكملت بعصبية : ما هذا الغباء الذي تقصيه على مسامعي ؟!
رفعت ليلى عينيها المتورمة من البكاء لتردد : غباء ؟!
اتسعت عينا ياسمين بغضب كمن في بندقيتيها : نعم غباء ، ما الذي اوهمك بانك غير مناسبة لأمير ؟!
تنفست بقوة وقالت وهي تربت على وجنة ليلى بحنو : بل انت الوحيدة من تناسب امير .
زمت ليلى شفتيها وقالت : ولكني.
صمتت لتتنهد الاخرى وتقول : ليلى هل تشكين في حب امير لك ؟!
هزت ليلى راسها سريعا لتهمس : ابدا ولكني خائفة ياسمين
هزت ياسمين راسها بعدم فهم لتسالها بصبر : لماذا ؟!
زفرت ليلى بقوة وصمتت لتهمس لها ياسمين وهي تربت على شعرها : لا تخافي يا ليلى
اتبعت بمرح وهي تغمز لها بعينها :لا يوجد ما يخيف يا حبيبتي .
زاغت عينا ليلى بتوتر صادق فهمست الاخرى بمرح : توقفي عن ذعرك الغير مبرر ليلى .
هزت ليلى راسها لتنهض الاخرى وتقول : سأنصرف انا واذا احتجت الى شيء هاتفيني وقتما احببت .
تنفست ليلى بقوة وقالت : اجلسي معي بعض الوقت .
ضحكت ياسمين بمرح وقالت : لا طبعا فالوقت تأخر بالفعل
غمزت بعينها مرة اخرى بمرح : وانت لديك ليلة طويلة يا ليلى .
احتقنت وجنت ليلى بقوة لتهمس ياسمين : كفي عن تفكيرك العقيم هذا وتعاملي بطبيعية مع زوجك .
هزت ليلى راسها بالإيجاب لتقبل الاخرى وجنتيها وتقول : سأطمئن عليك غدا .
ازدردت ليلى لعابها وقالت : ان شاء الله .
حضنتها ياسمين بقوة لتقول : اراك على خير .
حولت ليلى النهوض لتزجرها ياسمين بلطف وهي تقول :لا تنهضي انا اعلم الطريق جيدا ثم أين ستذهبين معي ، وليد بالخارج
اتبعت وهي تتحرك مغادرة الغرفة : سأذهب اليه وننصرف سويا
ابتسمت وهي تبعث بقبلة طائرة لابنة عمها : تصبحين على خير يا ليلتي .
تحركت بخطوات هادئة لتقف على بعد خطوتين من باب غرفة الاستقبال تنفست بعمق عدة مرات لتزفر قويا وهي تقترب منها تنظر الى الباب المفتوح وتخبر نفسها ان عليها ان تتعامل بطبيعية تامة معه !!
عقدت حاجبيها وهي تستمع الى صوته يحمل نبرته المتوترة ، شعرت به قبل ان تستمع فعليا الى حديثه لتتسع عيناها بغضب وحشي وهي تسمعه يتحدث عن اخرى غيرها ..اخرى هي تكرهها، لم تستطع السيطرة على غيرتها التي اندلعت تمزق شرايينها بقسوة لتهمس بصوت حاد متجاهلة كل قواعد الذوق العام : من تلك التي اكرهها ؟!
تصلبت ملامحه لينظر الى امير بجمود سكن حدقتيه، نهض امير واقفا بفخامة كعادته ابتسم بلباقة وقال : مرحبا ياسمين، تفضلي بالدخول
نظرت من حولها لتشعر بالحرج يغرقها وهي تكتشف انها اصبحت في منتصف الغرفة بالفعل ، زمت شفتيها بتوتر وهي تنظر الى زوجها الذي اطبق فكيه بحده واشاح براسه بعيدا عنها لتهس بتلعثم: شكرا امير ،
اتبعت وهي تنظر اليه بتفحص :اتيت لأخبر وليد بان علينا الذهاب فالوقت تأخر وليلى متعبة ولا يصح ان نثقل عليها اكثر من ذلك
ابتسم امير بهدوء وقال : بل انا متأكد ان وجودك يسعد ليلى
اتبع وهو يربت على كتف وليد بأخوية : كما وجود وليد معي يسعدني للغاية .
ابتسم وليد وهو يهز راسه بموافقة وقال : وانا الاخر سعيد لوجودي معك .
زفر بقوة ليتبع وهو يتحرك مغادرا : ولكن جاسي معها حق حان وقت الانصراف ،اخبر ليلى تحياتي وتمنياتي لها بشفاء عاجل
ابتسمت ياسمين بتوتر وقالت وهي تتقدمه بخطواتها : سأطمئن على ليلى في الغد بإذن الله
اتبعت وهي تخطو خارج المنزل بالفعل : تصبحون على خير .
صافح امير وليد وشد على يده ليهمس له قبل ان يتركه : اهدئ ،الامر لا يستحق غضبك .
مط وليد شفتيه ليهز راسه بتفهم ويقول : اراك على خير
ابتسم امير بطبيعية وقال : ان شاء الله .
وقف قليلا ينظر الى الخارج يمشط المكان بنظراته الصقرية ليتنفس براحة وهو يلاحظ الهدوء الذي يلف الخارج بردائه .
اغلق الباب جيدا ليستند عليه بكلتا راحتيه ثم يسحب نفسا عميقا الى رئتيه ويفلته ببطء مستمتعا بأريجها المنتشر من حوله
همس بنبرته الفخمة دون ان يلتفت اليها : لماذا نهضت من فراشك ؟!
ازدردت لعابها ببطء لتهمس بصوت ابح من المرض : لقد مللت من جلسة الفراش .
اتسعت ابتسامته وهو يدور على عقبيه يمتع نظره بها ، بتلك الطلة الرقيقة وهي ترتدي فستان قطني سماوي اللون بكمين قصيرين يحددان كتفيها بفتحة دائرية مغلقة قليلا فلا تكشف عن صدرها ولكن تظهر عنقها من خلفها بإغراء لا يقاوم ، اخفض بصره قليلا لينظر الى هذا الحزام الجلدي الرفيع من اللون البني يحدد خصرها الرشيق وممهدا الطريق امام تنورة فستانها لتنسدل على ساقيها بنعومة مغوية .
رفع نظره لها بعينين غامضتين وهو ينظر الى خصلات شعرها الحريرية القصيرة تنسدل على وجنتيها بطفوليه امتعته وخاصة مع تورد وجنتيها الناتج من مرضها وارنبة انفها المحمرة جراء الزكام ليكتم تنفسه وهو ينظر الى غايته .. شفتيها المحمرة بلونها القاني ، منفرجة قليلا بلهاث رقيق سامحة الى رئتيها باستنشاق الهواء بقليلً من الصعوبة .
ضغط شفتيه ببعضهما ليتقدم اليها بخطوات متمهلة خوفا من اجفالها همس بصوت اجش فضح تأثيرها عليه : بماذا تؤمر ملكتي ؟!
اسبلت جفنيها وهمست برقة : اريد ان استلقي هنا نشاهد التلفاز ونتحدث سويا فانا اشعر بزوال الصداع قليلا .
نظر الى ساعته ليقول بجدية حانية : حسنا ساعد لك شيئا تؤكليه فموعد الدواء اقترب .
تحرك مبتعدا لتتمسك بكفه في رجاء اسعده : توقف امير لا اريد ان اؤكل شيئا ، اريدك ان تجلس معي .
رفع حاجبيه بمكر ليقترب منها ويهمس : الجلوس فقط .
احتقنت وجنتيها قويا لتهمس بخجل اعتراها : الى ان ابرأ من مرضي نعم الجلوس فقط .
حثها بحنو لمع بابتسامته واصرار ارتسم بحدقتيه : وبعدها ؟!
ابتسمت بخجل امتزج بحرجها : سنفعل كل ما تريده انت .
اتسعت ابتسامته ليضمها الى صدره بقوة حانية : حسنا يا ليلتي سأنتظر الى ان تصبحين بألف خير .
ضحكت بخفة لتهمس بشقاوة ادهشته : لماذا الف خير ، خير واحد يكفي
ابتسمت هامسه بدلال وهي تتبع وتتعلق برقبته : اليس كذلك يا اميري ؟!
ابتسم ابتسامته التي تلمع بعينيه ولا تصل لشفتيه ليلوي تلك الاخيرة بخبث وهو يقول بجدية افتعلها : لا تغريني ان اغض النظر عن موضوع الخير هذا كله .
ضحكت برقة لتكح بلطف رغما عنها وتقول : حسنا سأصمت .
تنفس بقوة وهو يدفن انفه في خصلاتها ويقول : حسنا اجلسي سآتي ببعض من الطعام التي احضرته والدتك اليوم
همت بالاعتراض ليقول : دون اعتراض ليلى فانا الاخر جائع لم اتناول شيئا منذ الصباح
غمز بعينه وهو يهمس لها : الا تذكرين لا استطيع تناول الطعام بمفردي ؟!
ابتسمت بتوتر وهي تعود لتلك الذكرى البعيدة لتهمس بصوت محشرج : بالطبع اذكر .
ضيق عيناه لينظر اليها بتفحص ثم يزفر بقوة وقال : حسنا استلقي الى ان اتى بالطعام .
همت بالحديث ليتبع وهو يشير اليها بيده في اشارة صارمة : ولن تساعديني اجلسي فقط وانتظريني .
اردف وهو ينظر الى عمق عينيها : فمن الواضح اننا نحتاج الى هذا الحديث بالفعل .
|