لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-14, 07:43 PM   المشاركة رقم: 2136
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 38

 
دعوه لزيارة موضوعي

على فكرة يا سوليتى غيروا التوقيت الساعة دلوقتى 8 بالضبط

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 07:50 PM   المشاركة رقم: 2137
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 256987
المشاركات: 78
الجنس أنثى
معدل التقييم: أسووووم44 عضو على طريق الابداعأسووووم44 عضو على طريق الابداعأسووووم44 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 252

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أسووووم44 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 38

 

مساء الخير ...
كل عام و أنتم بخير وعافيه و صحه ...
وأخييييييييييييييييييييييييرا سلافه عدتي ... يا عزيزتي اشتقنا لابداعك ....
اشتقنا للأبطال ... والحمد لله على سلامتك .... لا تطوليييييييييييييين الغيبه ... علينا قلوبنا تشتااااااااااااق ...

 
 

 

عرض البوم صور أسووووم44   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 08:01 PM   المشاركة رقم: 2138
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 38

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل التاسع والثلاثون
الجزء الاول

نظر الى ساعته مرة اخرى ليزفر بضيق ويتمتم بكلمات خافته عبرت عن مدى غضبه وهو يتلاعب بأزرار هاتفه ويتصل بها للمرة العاشرة !!
زفر قويا وهو يستمع الى رنين الهاتف دون اجابة تهدئ من قلقه ، عبث مجددا في الهاتف ليتعالى الرنين مرة اخرى وعندما ياس من عدم ردها عليه فُتِحَ الخط ليأتيه صوتها ناعما ضاحكا وهي تقول بمرح : مرحبا ديدو ، كيف حالك ؟!
ازدادت عقدة جبينه ليقول بحدة : اين انت يا هانم ؟!
مطت شفتيها بتعجب وقالت بأريحية اغاظته : في الجاليري .
زفر هواء صدره بغضب اغشى عيناه : ماذا تفعلين ؟!
زمت شفتيها بدهشة وقالت بهدوء : الم اخبرك ؟!
صاح بقوة : عن ماذا ؟!
عقدت حاجبيها بضيق تلك المرة وقالت : لدي معرض غدا وكنت احضر له .
تعالى صوت انفاسه لتتبع بهدوء : هل انت بالبيت ؟!
تمتم بحنق وصل لها جيدا : منذ ساعة ونصف .
كتمت تنفسها لتهمس ببطء وهي غير قادرة على التوصل الى ما يغضبه : حسنا سأغلق الجاليري واتى على الفور .
قال بغضب ظهر بنبرات صوته : انتظري عندك ، سآتي لك .
عقدت حاجبيها لتقول باستنكار ازاد من حنقه منها : لماذا ؟! سأعود بمفردي .
صاح بصوت عال : ياسمين .
اتبع بنبرة غاضبة حادة اشعرتها بالضيق : انتظريني سآتي لأقللك .
انتفضت بحدة وهي تستمع للهاتف الذي اغلق بوجهها ، نظرت الى الهاتف بدهشة وعيناها تلمع بعدم تصديق لتعقد حاجبيها بغضب سرى بأوردتها وهي تفكر فيم حدث ليعاملها بتلك الطريقة الغير لائقة !!
زفرت بقوة وهي تخرج من الغرفة الخاصة بها في الجاليري وتنظر اليها وهي تتحدث مع اخيها في الهاتف وتخبره ان لديها بعضا من العمل وعندما تقارب على الانتهاء ستخبره .
راقبتها وهي تغلق الهاتف لتلتفت اليها وتقول بهدوء : وافق اخيرا على الانتظار .
ابتسمت ياسمين بود وقالت وهي تعود الى ربط اللوحات ببعضها : اخبرتك ان عليك الرحيل فلا داعي لتواجدك معي .
عقدت دعاء حاجبيها بتعجب وقالت : كيف اتركك بمفردك وانا اعلم اهمية الغد لديك .
اتبعت بلطف وهي تقترب لتعاونها : ثم انسيت انا الاخرى لدي بعض اللوحات سأشارك بها .
ابتسمت ياسمين وقالت : ان لوحاتك رائعة ستلاقي رواجا غير مسبوق .
ضحكت دعاء بخفة لتهمس ووجنتيها تتورد بخجل : اعلم انك تجامليني لا اكثر .
عبست ياسمين وهي تقول : كفي عن انكار موهبتك وثقي انك الافضل دائما .
ابتسمت دعاء بإعجاب لتنظر اليها وتهمس : لماذا اشعر بانك ضائقة ؟!
مطت ياسمين شفتيها باستياء وقالت : لا شيء ، فقط علينا انهاء ما نفعله قبل ان يصل وليد فهو غاضب من لا شيء .
رمشت الاخرى بعينيها وقالت بنبرة مترددة : الا تعلمين سبب غضبه ؟!
زفرت ياسمين قويا لتهمس وهي تلوي شفتيها بنزق : لا
اكملت وكأنها تحدث نفسها : لأول مرة يتحدث معي بتلك الطريقة وانا لا افهم السبب .
قالت دعاء وهي تركز نظراتها على ما تفعله : يجوز ان يكون غاضبا لتأخرك فالساعة الان قاربت على الثانية فجرا .
اتبعت بهدوء : الا ترين كيف يتصل بي ايمن كل نصف ساعة ليطمئن علي ويخبرني هل عليه النزول الان ليأتي ويصحبني للبيت ؟!
ابتسمت برقة : اخي يفعل ذلك فما بالك بزوجك ، طبيعي ان يستاء لعدم تواجدك بجانبه الان .
عقدت ياسمين حاجبيها وامارت التفكير تظهر بوضوح على ملامحها لتهمس ببوح : لم اخبره انني هنا اصلا ليغضب او يستاء .
شهقت الاخرى بقوة وهي تلتفت اليها وتنظر بغير تصديق وقالت : لم تخبريه ماذا ؟!
رفعت ياسمين عينيها وهي تنظر لها بعدم استيعاب وقالت بهدوء : لم اخبره اني سآتي الى هنا ، لقد اعتدت على النزول دون اخبار احد .
اتسعت عينا دعاء برعب وقالت : لا تخبريني انك لم تحدثيه لتتطمأنيه انك ستتأخرين قليلا .
نظرت لها ياسمين مليا لتهمس بشرود : لا ، لم افعل ذلك ايضا .
ضربت دعاء بكفها على صدرها وقالت : يا الله ، وتتسألين عما اغضبه ، انه اقل ما يمكن فعله هو الغضب فقط .
رمشت ياسمين بعينيها لتهمس بانزعاج حقيقي وهي ترفع انفها بأنفة واضحة : ولم عليه الغضب ، هل انا الهو هنا ؟!
اتبعت بغضب : انه عملي ولن اقصر به .
رفعت دعاء حاجبها بعدم تصديق لتقول لها : نعم افهم ذلك ولكن من حقه عليك ان تستأذني منه وتطمئنيه عليك .
عبست ياسمين باستنكار لتردد بنبرة ممزوجة بدهشتها المستنكرة : استأذنه ؟!
اتبعت سريعا : لماذا علي ان استأذنه ؟! لم ارى ماما تستأذن بابا لتخرج من البيت وانا الاخرى كبرت على ذلك ، لم استأذن احدا من قبل ولن افعلها .
اطبقت دعاء شفتيها وهي تنظر اليها بدهشة المت بها لتهمس بصوت خافت : ولكنه زوجك .
نظرت لها ياسمين بغضب تلك المرة : وليكن ؟!
صمتت دعاء وهي تنظر اليها بريبة لتتألق عيناها بغضب وهي تلتفت لباب الجاليري الذي فتح بحده اصابت تلك التعليقة ذات الاجراس والتي دوت بصوت مزعج اثار استيائها اكثر مما كانت مستاءة .
وقف ينظر اليها بملامح معتمة لم تستشف منها مدى ضيقه المفترض ليهمس بصوت حاد رغم خفوته : السلام عليكم .
تمتمت دعاء بالتحية لتخفض نظرها عنهما في حين انها اثرت الصمت وهي تنظر اليه بغضب مكبوت .
اتبع بهدوء : كيف حالك دعاء ؟!
احمرت وجنتي دعاء بقوة لتهمس بخفوت وهي تخفض راسها بخجل تنظر الى ما تفعله : بخير والحمد لله .
ابتسم بلباقة وقال : دائما يا رب .
ابتسمت دعاء لتهمس بصوت مرتبك : شكرا لك .
زفر بقوة لينظر اليها ويهمس بصوت حاد اتسعت عيناها على اثره : هل انتهيتما ؟!
رفعت حاجبها بتوعد لتؤثر الصمت الذي خيم على المكان للحظات ليست بكثيرة فبرقت عينيه بوميض غاضب ثم التفت الى دعاء مرة اخرى وقال : هيا لأوصلك بطريقي .
هزت دعاء راسها نافية بشدة وتمتمت بصوت خجول : لا سياتي اخي ويصحبني .
تنفس بهدوء وهو يعيد نظره اليها : لا داعي لحرجك اتصلي به و اخبريه انني سأوصلك وطمئنيه ان زوجتي معنا .
رفع نظره اليها ليقول بأمر اشعت عيناها له غضبا : هيا بنا .
زمت شفتيها مانعة نفسها من الصياح به وهي تهمس لنفسها : انهما ليسا بفردهما وعليها الصبر الى ان يصلا للبيت ، وحينها ستخبره ان تلك الطريقة الغير لائقة بالمرة في التعامل معها لا تروق لها !!
لملمت احتياجاتها وهي تراقبه بطرف عينيها ينظر الى معروضات الجاليري كما كان يفعل سابقا ليتمسك بتلك التحفة المنحوتة من الزجاج البراق لمهرة جامحة تقف على قائمتيها الخلفيتين وتضرب الهواء بحوافرها الامامية بقوة وخصلات شعرها ثائرة من خلفها .
ملس بأنامله عليها بشغف اضاء عينيه لتعقد هي حاجبيها بضيق قوي وهي تشعر بانها تريد ان تقذفه بها لعلها تستطيع تهدئة هذا الغضب الذي يمرح بداخلها ويزيد من حنقها عليه !!
زفرت قويا لتحمل حقيبتها وهي تنظر الى دعاء التي تقف مبتعدة عن مجالهما تنتظر بجانب الباب وتزدرد لعابها بتوتر لاحظته هي واشعرها بشيء مبهم لم تفهمه .
افاقت من شرودها على صوته وهو يقول بهدوء غاضب اعتلى ملامحه : انتهيت ؟!
هزت راسها بالإيجاب لترفعها عاليا وهي تتحرك بجانبه مغادرة الجاليري بأكمله ، اتبعتها دعاء بخطوات متعثرة وهي تخفض بصرها عنهما معا !!
تأملها مليا ليقبض كفيه بقوة وهو يتمتم داخليا " حسنا ياسمين سأكسر راسك الصلب هذا لعلك تفهمين مدى التغير الذي طرا بيننا "
اتبعها بخطوات غاضبة لينهرها بعينيه قويا وهو يراها تجاهد مع البوابة الحديدية للجاليري فيزيحها بحدة من امامه وهو ينزل البوابة بغضب شاع بحركاته ، سحب منها القفل الحديدي وانحني ليغلقه ثم تحرك مبتعدا للسيارة واستقل مقعده الامامي غير مباليا بغضبها الظاهر على محياها .
اطبقت فكيها بقوة وهي تنظر اليه بعينين تصلبت الدموع بهما لترفع راسها بكبرياء ممزوج بتحدي علا نظراتها ليرفع حاجبه لها بتحدي مماثل وهو ينظر اليها منتظرا !!
رفرفت بنظراتها لتلتفت الى دعاء الواقفة تنظر اليها بتشتت امتزج بعدم فهم لما يحدث بينهما ، كحت بخفة وحاولت ان تكسب صوتها بعضا من المرح وهي تهمس لها : تفضلي يا دودو ، هيا اركبي .
بللت دعاء شفتيها بتوتر لتهمس بصوت مخنوق : ارى ان الامر غير لائقا .
اتبعت وهي تتلاعب بهاتفها : سأتصل بأيمن واخبره اني انتظره .
رفعت ياسمين حاجبيها بدهشة وقالت بحدة رغما عنها : تنتظريه !!
اتبعت سريعا : في الشارع هكذا ، بعد ان اغلقنا الجاليري ؟!
هزت الاخرى كتفيها بلا اعرف فأكملت ياسمين برفض واضح : لا طبعا ، ستاتي معنا ، هيا .
همست دعاء وهي تتمسك بحقيبتها قويا : لا اريد ان اتعب الباشمهندس .
همت بالرد عليها ليصدح صوته من حولهما : الباشمهندس غير متعب وهيا من فضلك لن نؤخرك اكثر من هذا ،
اتبع بصوت مكتوم : يكفي انك تأخرت الى هذا الوقت من الاصل .
شعرت بعتابه الخفي وراء كلماته لتزم شفتيها بقوة ثم تهمس : فعلا ، هيا دعاء ، يكفي انك تأخرت الى الان وانت لست معتادة على ذلك .
تمتمت دعاء ببعض الكلمات وهي تخفض راسها بحرج فابتسم وليد باتساع وهو يتحرك ليفتح باب السيارة ويهمس : هيا يا انسة تفضلي .
اتسعت عينا ياسمين بغضب وهي تنظر اليه بحده ليبتسم ببرود وهو يفتح باب السيارة اليها ايضا ويهمس بسخرية : تفضلي انت ايضا ، ام تنتظرين دعوة خاصة مني .
اتبع بتهكم وهو يبتسم بسخرية اثارت غيظها : اعتبريها كسيارتك .
ضربت الارض بقدميها في غضب لم تتحكم به وهي تدلف الى السيارة وتصفق بابها خلفها بقوة صدحت بأرجاء السيارة بأكملها
ضحك بخفة لينظر اليها بطرف عينه ويميل بجسده ناحيتها ليهمس بوعيد صدح بصوته : رويدك ياسمينتي ، فلدينا حساب طويل سننهيه بالبيت .
ارتجف كتفيها رغما عنها وهي تلاقي نظراته بعينيها المدهوشتين لترمش كثيرا وهي لا تستطيع استيعاب ما يفعله معها !!


**************************

تحرك خارجا بعد ان اغلق الباب خلفه تاركا الاختين تثرثران سويا ، لقد شعر ان منال تريد الحديث مع فاطمة فيما اخبرها به صباحا فاثر الابتعاد ، وهو يعلم انها اصبحت قادرة على التأثير بفاطمة الى حد ما عن ذي قبل ،
تمتم داخليا " ليتها تستطيع اقناعها بما فشلت انا به " تحرك ببطء الى غرفة مكتبة ليقف في النافذة متأملا السماء بليليها البهيم ، انها ليلة مقفرة لا نجوم بسمائها ، التقطت عيناه وهج احمر ضوى امامه فجأة فابتسم بمكر ابتسامة لمعت بحدقتيه ولم تصل لشفتيه المغويتين وهو يحدق بذاك الشاب المكلف بمراقبة بيته لمعت عيناه بوميض ازرق ناري فارتد الاخر بحركة خافتة راها هو رغم الظلام الدامس الذي غلف الاخر ما عدا شعلة سيجارته التي بين شفتيه !
كتم ضحكته قويا ليبتعد عن النافذة وينظر الى تلك القابعة على مكتبه تتوسطه كقطة مدللة ، تنفس بقوة وسحب ارجله مرغما ذاهبا اليها ، جلس خلف مكتبه الانيق العصري غير راضيا عن تفحصها حتى لا يصطدم بشيء جديد من الماضي ولكنه مجبرا على ذلك!!
كتم انفاسه وهو يدير انامله الطويلة على قماش الحقيبة من الخارج ، فتح زمامها ببطء وهو يشعر بقلبه يصرخ مستنجدا اياه بالتوقف عند هذا الحد ولكن عقله تجبر عليه كالعادة وهو يسبر اغوار حقيبته القديمة التي اختفت منذ ان كان بأوائل سنواته الجامعية لتظهر امامه الان بعد ان بدا يشعر باستقراره النفسي يداعبه اخيرا .
ابتسم بحنين وهو يطالع محتويات الحقيبة بتعجب وانبهار تألق في صفاء زرقة عينيه ، يحدق بدهشة والتعجب يرتسم على ملامحه وهو يرى محتوياتها التي تخصه بأكملها
ذاك الكارت القديم الذي زحف الاصفرار اليه بسبب مرور السنوات عليه كان هدية والدته لعامه العاشر ، اغرم به من اللحظة الاولى فلقد كان مختلف التصميم ليس عليه كعك وبالونات كعادة والدته في اختيار باقات التهنئة لهما ولكنه كان تلك المرة يحمل بحر ازرق صاف بأمواج هادئة وشاطئ ذو رمال صفراء ذهبية وعبارة اطيب التمنيات تلمع بأحرف ذهبية في الافق .
لا يتذكر الى الان ما الهدية التي كانت مقدمة له ذاك العام ولكنه يتذكر تلك البطاقة التي احتفظ بها الى ان اختفت بعدها بثلاث سنوات تقريبا ، حينها بحث عنها كثيرا ولكنه لم يوفق في العثور عليها !!
تنفس بقوة وهو يقلبها بين انامله ليزيحها جانبا ، لامس ذاك القلم الفضي بحوافه السوداء وعلامته الانجليزية الشهيرة والحنين يتدفق من عينيه فذاك ذكراه قريبه جدا لدرجة انه يشعر بها البارحة ، انه ذاك اليوم الذي ضمه اباه لصدره وهو ينظر اليه بفخر نفخ اوداجه كان يهنئه بإتمامه لدراسته ودخوله الى الجامعة التي ارادها اليه دوما واهداه ذاك القلم المصنوع خصيصا له محفور بأول حرف من اسمه على جانب القلم بلون اسود قاتم
ازاد القلم أناقه خاصة بمالكه ، وخاصة ان الحرف بطريقة كتابته العربية يوحي بغموض يليق بصاحبه !!
تنفس بعمق واكتنف القلم بين يديه وهو يشعر بروح اباه مجسده تنظر اليه من خلال هديته الغالية التي فقدها بعد ان انهى دراسته الجامعية والتحق بتلك الهدية الاغلى في عمره كله التي قدمها اليه اباه وهو يدفعه لتحقيق حلمه الغالي عليه ذاك الحلم الذي اوصله الى ما هو عليه الان .
وضع القلم جانبا وهو يحدق في بقية محتويات الحقيبة والتي كانت اشياء كثيرة تخصه كانت تعني له شيئا ما في وقت من الزمن الماضي اختفت في ظروف غامضة لم يتعرف على سبب اختفائها الى الان !!
تنفس بعمق وهو يفكر في كيف تجمعت تلك الاشياء مع بعضها والاهم كيف وصلت الى منال ؟!
مد يده داخل الحقيبة مرة اخرى ليسحب شيء تكهن بانه دفتر للكتابة ، ابتسم حين صدق حدسه ليتأمل ذاك الدفتر البني بين يديه ، لا يعلم لماذا شعر بان روحها مجسده به وللمرة الثانية حدسه يصدقه وهو يفتح اول صفحة بالدفتر ليجدها مزينة بحروف اسمها مكتوب مرتين بالإنجليزية تارة والعربية تارة اخرى ،
تأمل خطها المنمق بتلك اللمحة العربية التي تطل من بين حروفها ، طريقة الاصرار التي تكتب بها تبين ان الدفتر يعود لأيام بعيدة كانت هي اصغر سنا من الان .. اكثر جموحا .. واكثر عندا وتمردا !!
ابتسم بمكر شع من حدقتيه وهو يتأمل كتابتها كاد ان تفلت ضحكاته وهو يجول في ورقات دفترها ويقرا تلك الدروس التي كانت تخطها في وقت سابق كطالبة بالمرحلة النهائية في المدرسة
تذكر انها الى الان تخط ما تجده هاما لها ، لا تحبذ استعمال الاجهزة الالكترونية وتلجا الى الورقة والقلم دونا عن أي شيء لتخط ما يؤرقها
لمحها كثيرا تفعل ذلك ثم تخفي دفترها في مكان لم يصل اليه الى الان ليس لأنها تجيد اخفاؤه ولكنه لم يبحث عنه ابدا !!
تنفس بعمق وهو يتأمل تلك الصفحة المغايرة تماما لطريقة كتابتها للمحاضرات ، والتي كانت اخر صفحة في كتابتها ايضا ، ورغم خطها اليها بالإنجليزية ولكنه شعر باختلاف ما في تلك الحروف المكتوبة بطريقة اكثر تأنقا .. اكثر جمالا ، شعر بروحها تشع من بين نقاط الحروف .. ودموعها تنهمر من بين سطورها
عقد حاجبيه بانزعاج لحظي وهو يتحسس تلك الصفحة التي كانت اكثر خشونة وكأنها بلت فعلا من قبل ليزفر بقوة وهو يتأكد من حدسه للمرة الثالثة !!
فمنال كانت تبكي بالفعل وهي تكتب تلك الكلمات القليلة التي امامه !!
رمش بعينيه وهو يقرا كلماتها التي اصابت قلبه قويا
ايقنت اليوم انه لا يراني ، لم يراني يوما ولن يراني يوما
انه مشغول بأخريات وعندما حاولت ان اريه نفسي تجاهلني بسخرية واستهزاء قتلوني
سأنساه فهو لا يستحق ان اسحق كرامتي من اجله ، لن اركض ورائه فانا لا افعل ذلك ، لابد ان يشعر بي كي يأتي الي اما انا فكبريائي اهم لدي من قلبي
سامحني يا قلب ولكني لا استطيع فعلها يكفيني وجعي وانا اراقبه من حولي دون ان يكون بجواري
سننساه ، لابد ان ننساه !!
شعر بقلبه يخفق قويا وهو ينظر لتلك الكلمات التي احتوت كبريائها اللعين الذي كان سببا رئيسيا لسنوات العذاب التي قضت عليهما قبل ان يقضياها
زم شفتيه قويا وهو يقلب صفحات الدفتر مرة اخرى بعشوائية ، ليلفت انتباهه بعضا من الكلمات لا تخص دروسها ، فاستنتج هو انها لا تختص صفحات معينة للكتابة بها بل انها تفضح مكنوناتها في صفحات عادية بداخل الدفتر نفسه !!
عاد للكلمات يلتهما بعينيه ، لاحظ انها مكتوبة بتاريخ محدد تابع لتاريخ الصفحة الرئيسي
ولكن تلك المرة شعر بالكلمات مرحة .. سعيدة .. تحمل فرحتها اليه
ابتسم وهو يقرأها ويشعر بضحكة عينيها تقفز له من بين سطور دفترها
" اليوم هو يوم الاثنين ، لطالما كرهت هذا اليوم الذي يمثل اول الاسبوع فمعه تنتهي الاجازة ويبدا الدوام الدراسي ، ابدا بالاستذكار وغالبا ما يبدا الاسبوع بأهم الدروس التي علي استذكارها في وقتها
ولكن اليوم مختلف جذريا عن سابقيه لدرجة اني غيرت فكرتي نهائيا عن كرهي الدفين لذلك اليوم ،
اليوم رايته ، اتذكر يا قلب ذاك الاجنبي الذي كرهته لحظة ما رايته ، نعم .. نعم ، انه هو فتى الحديقة الذي بحثت عنه بعدها لاعتذر منه لان اسلوبي كان فظا جدا معه وغير لائقا في التعامل ، لم اجده يومها ورغم بحثي عنه الا اني لم اصادفه نهائيا ، رايته منذ يومين لم يتعرف علي بالطبع ولكني عرفته رغما عني فزرقة عينيه مختلفة عن جميع العيون الاخرى ، "
اتسعت عيناه وهو يشعر بها تتنهد قبل ان تكمل خطها لتلك الكلمات التي تجعل قلبه يخفق بجنون
" دعنا من وصف عينيه الان ، اتذكرته ؟!
نعم انه هو ، بالطبع تغير كثيرا فهو صار شابا كبيرا ورغم انه ليس ضخما الا انه يمتلك جسدا رياضيا ملفت للنظر ولكن عيناه لم تتغير اطلاقا بل لازالت كما هي تشع بدفء البحر ليس زرقته فقط .
لقد قابلته اليوم ، كان هنا ببيتنا ، ماذا حدث لك لم اعهدك بذاك الحمق ، نعم كان ببيت سيادة السفير ،
امم ، لا اعلم لماذا ولكني قابلته وهو خارج من البيت وكان ابي يودعه عند الباب ، لقد ابتسم لي وابي يقدمني اليه
لقد ومضت زرقة عينيه بغموض وهو يحنى راسه لي ثم يهمس بعربية اظهرت لكنته الانجليزية وهو يقول : سعيد بمقابلتك انستي . "
شعر بها تضحك بخجل وهي تحني راسها وتتبع بكتابتها
" نعم اعلم حينها انك دققت بجنون وخفقت قويا فاذا كانت عيناه تحمل دفء مياه البحر الرائقة فابتسامته تشع بدفء شمس مصرنا الغالية
اووه كم اشتاق الى العودة اليها لقد سئمت الضباب والبرودة هنا
اشتاق الى ان اعود اليها برفقة ذلك الاجنبي فهو يحمل دفء مصر رغم ملامحه الاجنبية . "
زفر انفاسه اللاهثة وعينا تشع ببريق سعيد يشعر بان قلبه يتخم بسعادة اتت له دون اشارة مسبقة
تمتم بداخله " يا الله اكانت تحبني منذ ذاك الوقت البعيد ، يا الله يا منال لا اصدق ، بالفعل لا اصدق "
عقد حاجبه مفكرا وهو يسال نفسه " لماذا اذا تعهدت لقلبها بنسياني ؟! "
قلب صفحات الدفتر بعشوائية مرة اخرى ، لتلتقط عينيه تلك الصفحة المخبئة بين صفحات دراستها للتاريخ ، لامسها بأطراف انامله متحسسا شعورها قديما عندما كانت تكتبها ليرتد الى الوراء وهو يشعر بالغضب يكمن بين طيات حروفها
نظر اليها متأملا ليقرأها بعناية " اليوم من اسوء الايام التي قضيتها بحياتي "
شعر بها تصيح داخلها وهي تضغط على قلمها بعنف حملته كلماتها
وهي تتبع " لا تجرؤ على المدافعة عنه ، اسمعت ، انه احمق وغبي ولا يرى امامه "
" كيف يرى من الاصل وعيناه معلقة بتلك الدمية الشقراء التي تتأبط ذراعه ، تلك الدمية الملونة ذات الجمال الفج والنظرة الفاجرة ، انها حمقاء فارغة من الداخل كل ما تريده منه مفضوح بنظراتها الغانية التي لم تستطع كتمانها
اوف .. اوف كيف لم يشعر بذلك ، بانها لا تريد منه الا ... "
ابتسم وهو يشعر باحتقانها وهي تتبع " لن اتدنى لذاك المستوى الغير لائق ولا يجب ان اكون بذاك المستوى السيء ولكني غاضبة ، غاضبة منه وبشدة "
تخيلها امامه وهي تزفر بقوة وتضع القلم بطرف فمها لتلوي شفتيها بحنق وهي تعاود الكتابة " اتفكر فيما افكر به الان ؟!
اتساءل عما يفعلانه سويا الان ؟! "
لمعت عيناه بوميض غامض قوي وهي تتبع بعنف ظهر بحروفها " قليلا الادب وعديما الحياء سأخلد الى النوم وانا ادعو الله ان يخيب رجائها ويعيدها الى بيتها خائبة الرجا "
اغلق الدفتر وهو يعود بظهره للوراء ويقهقه ضاحكا الى ان دمعت عيناه ، يشعر بغيرتها القوية منذ صباها ، يحرك راسه بدون علم وهولا يتذكر تلك المرة التي تتكلم هي عنها ولا يذكر تلك الفتاه التي اثارت غيرتها الى تلك الدرجة .
تنفس بقوة وهو يهمس " حبيبتي المجنونة ، انها مجنونة منذ نعومة اظافرها "
قلب الدفتر بين يديه ليهمس له : انت تحتاج كوبا من القهوة لأتفحصك جيدا واقرأك بعناية شديدة
عاد للأمام ليضعه على طرف مكتبه مقلوبا ،فسقطت عيناه على غلافه الخلفي فدقق بدون وعي منه بتلك الكلمات التي كتبت بلون اسود نافس سواد غلاف الدفتر الجلدي
اتسعت عيناه وهو يقرأها بعناية ، ليكتم تنفسه وهو يشعر بان تلك الليلة لن تنتهي !!

***************************

اوقف السيارة لينظر اليها متأملا ويهمس بصوت اجش : وصلنا حبيبتي .
ابتسمت برقة وقالت : كانت امسية رائعة حبيبي .
اتبعت وهي تمط شفتيها بدلال : ولكني لا اريد الصعود .
ابتسم بمرح وقال : أتريدين قضاء الليلة هنا في السيارة ؟!
اتبع سريعا وهو ينظر اليها بمكر : لا مانع عندي ، انه تغيير .
ضحكت بأريحية وهي تتمطى بدلال لتهمس : لا هشام ، بل اشعر باني اريد ان اسير قليلا معك على الكورنيش .
زفرت بقوة لتهمس وهي تنظر اليه بوله : كالأيام الخوالي .
ترجل من السيارة ليدور حولها ويفتح لها بابها ، تناول كفها برقة ليساعدها على الوقوف خارج السيارة ، رفع الى شفتيه ليقبله برقة ويهمس وهو ينظر الى عينيها المتلألئتان بغموض : موافق .
غمز بعينه ليقول بمكر : كالأيام الخوالي .
عبرا الشارع للرصيف المقابل ، فاتسعت ابتسامتها وهو يشبك كفه بأناملها يضغط عليها برفق متملك ، يسير بجانبها في تناغم حركي لم يقصداه ، ليقفا سويا ينظران لصفحة النيل السوداء .. معتم في ذاك الليل البهيم المقفر من النجوم .
تنفست بقوة وقالت : عدني انك ستحبني دائما .
رمش بعينيه وهو يشعر برجفة اصابته لا يعلم سببها فنحاها جانبا ليهمس وهو يلتفت اليها ، يشدها مقربها اليه ويهمس وهو ينظر الى عمق عينيها : سأعيش احبك واموت احبك .
ضحكت برقة وهي تدفن وجهها في صدره لتهمس وهي تستنشق رائحته لتخلدها في عقلها : عدني انك ستسامحني دائما وابدا .
جمد وجهه للحظات ليرمش بعينيه ويدفعها بلطف ان تنظر اليه ، ليسالها بعينيه فهزت كتفيها بلا شيء وهي تتبع : فقط عدني .
اكتنف وجهها بكفيه ليهمس لها امام شفتيها : سأسامحك دائما و ابدا .
قبل شفتيها بقبلة رقيقة قصيرة لتهمس بخجل وهي تلتفت حولها : نحن بالشارع يا سيادة المستشار .
ضحك بخفة ليهمس : في الايام الخوالي لم تبالي ابدا يا استاذة .
ابتسمت بهدوء لتهمس : نعم لم اكن ابالي ، كنت مندفعة وحماس الشباب هو ما يحركني ولكن الان ..
صمتت لتتنفس بقوة فهمس هو : ما الذي تغير هنادي ؟!
ابتسمت بألم وهي تتحاشى النظر اليه : الكثير هشام .. الكثير .
زفر قويا ليحتضن ذقنها براحته ويرفعها لتنظر اليه فهمس : عديني انت ان لا تقدمي على أي فعل يغضبني .
زاغت عينيها ليضغط على ذقنها برفق ويكرر : عديني هنادي .
ابتسمت بتوتر لتهمس بصوت خافت : اعدك .
احنى رقبته ليقبل شفتيها ولكنه توقف وهو ينظر الى الشابين القادمين نحوهما فقال : هيا لنعود الى بيتنا ونكمل حديثنا على راحتنا .
اتسعت ابتسامتها لتومئ براسها ايجابا وتعاود السير بجانبه وهو يضمها من خصرها الى صدره .

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 08:05 PM   المشاركة رقم: 2139
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 38

 
دعوه لزيارة موضوعي

سالت بدون مراوغة : ماذا يحدث بينك وبين ابن الوزير فاطمة ؟!
نظرت لها فاطمة وابتسامتها تلتهم وجهها كله لتتألق عينيها بحب لم تخطئ منال في قراءته لتهمس الاخرى بهدوء : احبه منال .
رفعت منال حاجبيها بدهشة لتعتدل في جلستها وتنظر اليها بتفحص فاتبعت فاطمة تجيبها دون ان تسالها : لم اخبره منال ، ولن اخبره ولكني اخبرك انت .
تنفست بعمق لتتبع ببوح : اريد ان افضي اليك بمكنونات صدري ومشاعري .
ابتسمت منال وعيناها تدمع تلقائيا : لطالما تمنيتها فاطمة ان تصادقيني بدلا من شعارك المعادي الذي كان مرفوعا في وجهي دائما .
ابتسمت فاطمة بمرح لتهمس : هذا الحمل افسدك منال ، اصبحت عاطفية اكثر من اللازم .
ضحكت منال برقة لتهمس : خالد ايضا يخبرني بذلك .
غمزت فاطمة بعينيها وهي تقول : انه هو المستفيد الاوحد من عاطفيتك تلك منال .
ضربتها منال على ركبتها بعتب ووجنتيها تحتقنان خجلا : توقفي عن وقاحتك تومي.
ضحكت فاطمة باستمتاع لتقول : حسنا يا سيدتي الخجول انت اخبريني ما اخر تطوراتك مع خالدك .
ابتسمت منال براحة وقالت : بخير ، الحمد لله .
اتبعت سريعا وهي تقاطع كلام فاطمة : لا تستدرجيني يا فتاة لأخبرك عن احوالي واخباري ، فنحن هنا نتحدث عنك وعن الباشمهندس .
اردفت بابتسامة ماكرة : الذي فعل بك الاعاجيب في اقل من شهرين .
سحبت فاطمة الهواء الى صدرها بقوة لتزفره ببطء ثم تهمس : انه يستحق منال ، يستحق ان اغرم به .
اتبعت وهي تنظر الى عيني اختها : ليس فضولا مني ولكنه شخصية رائعة .. جذاب .. ودون ان تسخري مني انه عميق بطريقة اسرة ، مهما شعرت باني وصلت لأدق اعماقه اكتشف ان هناك اشياء كثيرة لازلت مخبأة عني وعلي اكتشافها
ابتسمت منال وقالت : ماذا اخبرتك من قبل ؟!
ضحكت فاطمة برقة وقالت وهي تهز راسها بالإيجاب : نعم كان معك حق انه يريد عمرا كاملا لاكتشف ما خلف تلك الشخصية التي يغلف بها نفسه .
ابتسمت منال وقالت : نعم ولكن هذا لا يمنعني من انبهك لأمر ما
نظرت لها فاطمة باستفهام لتتبع : لا تفقدي نفسك وانت تبحثين في اعماقه فاطمة .
اردفت بصوت قوي : تمسكي بهويتك .. شخصيتك ، تمسكي بفاطمة التي تثير جنونه فاذا فقدت بريق نفسك سيتوقف عن حبه لك .
تمتمت بتردد : حبه لي ؟!
وأمات منال براسها لتهمس : نعم انا اعلم انه لم ينطقها لك ولن ينطقها لا في الوقت الحالي ولا الوقت القادم فلا تنتظريها منه ، ولكن عيناه تفضحانه
اتبعت بابتسامة مطمئنة : انه يذوب بهواك فاطمة ،
رتبت على كتفها وهمست : تمسكي به ولكن في حدود واعلمي ان هنا يؤمنون جيدا بان الفتاة الجيدة لا تفرط في نفسها قبل الزواج .
عقدت فاطمة حاجبيها استنكارا وقالت : انه زوجي .
قالت منال بهدوء وهي تحاول سبر اغوار شقيقتها : نعم اعلم ذلك ولكن زواجكما لم يتم الى الان ولذا لا يعتبر وفقا لتقاليد المجتمع زوجك .
اكملت منال بلهجة قوية : اسمعي ، هنا الامر هنا هام جدا ومتفق عليه فمهما اختلفت جذورهم ..افكارهم .. مكانتهم العلمية والاجتماعية .. وطريقة تربيتهم يظلون متفقين سويا بان الفتاة لابد ان تكون بكر رشيد كما يقولوا في عقد الزواج .
ابتسمت فاطمة وهي تشعر بشقيقتها تسالها دون ان تجرؤ على سؤالها فعليا لتهمس لها مطمئنة : اطمئني منال ، لن يحدث ما تخافين منه فأبي شدد علي هذا الامر ووائل ايضا لمح لي اكثر من مرة انني امنة معه .
اقتربت من شقيقتها لتهمس بتساؤل : ولكن هذا لا يمنع من تبادل بعض القبلات من وقت للآخر اليس كذلك ؟!
ضحكت منال قويا لتضربها بقوة على كتفها : توقفي عن قلة الحياء تومي .
ضحكت تومي باستمتاع لتهمس لها عندما رن هاتفها : انتظري سأتحدث اليه واعود اليك .
هزت منال راسها بالموافقة وهي تراقب خطواتها السريعة التي اتجهت بها الى الشرفة وهي تضع الهاتف على اذنها وتهمس به بكلمات سريعة لم تتبين هي فحواها .
...
قالت برقة : مرحبا ويلي .
زفر قويا ليتنهد بقوة وقال : ويلي لا يستطيع النوم .
عقدت حاجبيها بانزعاج وقالت : لماذا ؟! احدث شيئا بعد انصرافك من هنا ؟!
زفر قويا ليهمس بإغواء تعمده : نعم
صمتت منتظرة ليهمس بصوت اجش : انت من حدثت يا ابنة السفير .
ضحكت برقة ممزوجة بثقتها في نفسها .. حبه لها .. وعشقها الجنوني له
تنهدت بقوة لتعض شفتيها برقة فهمس بصوت مغوي : توقفي عن دفعي للجنون تامي .
همست باستنكار طفولي : انا
اتبعت بمكر تجسد بصوتها : ماذا فعلت الان ؟!
سحب الهواء الى صدره بقوة ليهمس بصوت ابح وعيناه تلمع بالق ذهبي انار حدقتيه : تتنهدين فاشتعل انا والعن غبائي لأني لم اوفق في اقناع والدك بان نتم زواجنا مبكرا عن موعده .
ضحكت باستمتاع ووجنتيها تتوردان تلقائيا لتهمس بتلاعب : وقح .
ضحك بقوة : اشتقت اليها فاطمتي .
ابتسمت برقة وهي تتلاعب بخصلات شعرها وترتكن بكتفها لجانب الشرفة : وانا الاخرى اشتقت لنطقها يا باشمهندس .
زفر قويا ليهمس : الا تستطيعين مقابلتي غدا صباحا ؟!
عقدت حاجبيها بتعجب لتهمس سريعا : لماذا ؟!
زفر ليقول بإحباط تجسد بصوته : للأسف موعد طائرتي تعدل ليكون في منتصف النهار لذا لن استطيع قضاء اليوم بأكمله معك .
تجسدت خيبة الامل على وجهها لتهمس بحزن طفولي : اوف ، كنت احلم بهذا اليوم منذ ان غادرت .
ضحك بخفة ليهمس لها برقة : سالغي السفر اذا احببت تامي .
تنفست قوي لتهمس بجدية : لا وائل ، اهتم بعملك
تلون صوتها بإغواء لم تتعمده وهي تتبع : وعد لي سالما .
زفر قويا ليزمجر بعتب : فاطمة .
كتمت ضحكتها لتهمس بتساؤل بريء : ماذا الان ؟!
قال بغضب مكبوت : انت تعلمين فتوقفي يا شقيتي الصغيرة .
ضحكت باستمتاع لتهمس : حسنا سأتوقف .
تنفس بقوة ليقول : ها ، هل سنتقابل صباحا ؟!
اومات براسها ايجابا وهي تهمس بمكر تعمدته : الا زلت عند دعوتك لي لتناول الفول من العربة ؟!
ضحك بهدوء ليهمس ساخرا : طبعا .
ابتسمت برقة ليتبع هو : ولكن ارتدي شيئا ملائما .
عقدت حاجبيها وهمست بهدوء : سأفعل لا تقلق .
قال بخبث وهو يتقلب بفراشه مرة اخرى : ماذا حدث لك أصبحتِ اكثر طاعة عن ذي قبل ؟!
احتقن وجهها غضبا لتهمس بصوت حاد : بل اصبحت اكثر تفهما وائل .
قال بتلاعب مدروس لمع بعينيه : امم وهل يا ترى اذا طلبت منك شيئا اخرا ستنفذينه لي ؟!
ارتسم الاستفهام بوجهها لتهمس : ماذا تريد ؟!
صمت لقليل من الوقت تستمع الى انفاسه الهادئة تصل اليها جيدا ليهمس بحاجة شديدة : اشتقت الى الكراميل تامي .
اندفعت الدماء قويا لوجنتيها فتخضبا بحمرة الخجل لتصمت وهي لا تعلم كيف تجيبه فاتبع سائلا دون رجاء : عديني ان تقبليني غدا تامي فانا اموت شوقا الى قبلاتك منذ تلك الليلة البعيدة .
زمت شفتيها قويا وهي تشعر انها ..مبعثرة .. تائهة .. تحتاج اليه .. وتموت شوقا ليكون بجوارها الان !!
ردد بصوت خافت : فاطمة .
تنفست بقوة ليهمس : فقط عديني لأستطيع الصبر وانا بعيد عنك .
ابتسمت برقة وعيناها تفيض حبا له همس مرة اخرى : فاطمة .
فرجت شفتيها لتهمس بصوت كاد ان لا يخرج من حلقها : اعدك ويلي .
تنفس بقوة ليضحك باستمتاع وهو يستمع الى صوت الخط الذي اغلق في اشارة منها انها لن تستطيع اكمال حديثها معه .
ليس غاضب منها بل يتفهم جيدا انها تداري خجلها منه بتلك الطريقة فهي ليست المرة الاولى التي تفعلها ، بل فعلتها كثيرا من قبل وخاصة عندما يتطرق في حديثه الى اشياء قاصدا احراجها بها
تمتم لنفسه " ولكنها لم تغلق الهاتف ولا مرة غاضبة " ،
بل كان يشعر بضحكتها تتألق على شفتيها ليستمع هو بعدها لصوت الصفارة الطويلة تصدح بأذنيه
زفر قويا ليهمس : انها مختلفة كليا ،
اتبع بابتسامة خبيثة تجلت بشفتيه والمكر يتألق قويا بوميض عينيه الذهبي : وانا اعشق كل ما هو مختلف يا ابنة السفير !!

*****************************

زفرت بقوة وهي تدلف من خلفه لتنظر اليه يقف بمنتصف صالة بيتهم الواسعة ، يضع يديه بجيبي بنطلونه ويطبق فكيه قويا ، اختلجت عضلة صدغه قويا امام عينيها فشعرت بغضبه منها والذي لا تعلم سببه الى الان !!
مطت شفتيها باستياء لتتحرك بخطوات هادئة الى الداخل ، اغلقت باب الشقة لتنظر اليه مليا ، برقت عيناه بوعيد قوي فأثرت الصمت وهي تغادر الصالة متجهة لغرفة النوم .
عقد حاجبيه باستنكار من برودها في تعاملها معه ليجز على اسنانه قويا ويهمس : حسنا ياسمين ، فانا من افسدتك دلالا وعلي ان اتحمل نتيجة فعلتي .
استلقى على الاريكة بغضب مكبوت وهو يطبق فكيه بقوة مؤثرا الصمت والابتعاد عنها الى ان يهدئ قليلا .
عضت شفتيها قويا وهي تراقب حركته في الخارج ، لم تغلق باب الغرفة كعادتها بل جعلته مفتوحا حتى ترى ماذا سيفعل ، هل سيتبعها ليفصح عما يغضبه ام سيستمر في غضبة الغير مبرر لها ؟!
لوت شفتيها بنزق وهي تشعر بالغضب منه وخاصة انه كان يتعامل مع دعاء بأريحية اغاظتها ، يسالها بصوته الرخيم الهادئ عن موقع بيتها فتجيبه بردود سريعة مختصرة ، وعندما اصبحوا بأسفل منزلها فعلا ، طلب منها بهدوء ان تهاتف اخيها لينزل ويصحبها الى فوق حتى لا تثار الأقاويل عن عودتها المتأخرة بتلك الطريقة !!
رفعت حاجبيها بتعجب حينها وهي تشعر بانه ليس بوليد الذي تعرفه ، فهي لطالما تأخرت معه وهي بحكم صديقته ولم يكن يعطي للأمر أي اهمية ، فلماذا يهتم بأمر دعاء والاقاويل التي ستثار عن عودتها المتأخرة للبيت وهي لا تقربه باي شكل .
شعرت بغضب عنيف يندفع لأوردتها ، لتبدا بفرقعة اصابعها وهي تتذكر شقيق دعاء الذي انهال عليه بالشكر وهو يدعوهما لان يصعدا فغير معقول ان يأتيا لأسفل البيت ولا يتسنى له القيام بواجبات الضيافة التي تليق بهما ، ليشكره هو بصدق ويعتذر مرة اخرى عن تأخر دعاء الذي لن يتكرر
شعرت حينها ان نبرته اتت تحمل في طياتها تحذيرا موجها لها وكانه يخبرها ان لا تفعل ذلك الامر مرة اخرى
تمتمت بغل : وكانه المتحكم في امور عملي .
فرقعة اصابعها بقوة اكثر وهي تهمس : حسنا وليد سنرى .

***************************

سحب الهواء بقوة الى صدره ليحتضن كوب قهوته بكفيه الاثنتين وهو ينظر بغموض لهذ ا الدفتر الذي اتى له من الماضي ليسجنه مرة اخرى في غياهب هوته السحيقة !!
زفر هواء صدره قويا ليجلس باعتدال ، أقترب بكرسيه من سطح المكتب ، وضع كوب القهوة من بين يديه ليتمتم بالاستغفار في خفوت ويسحب الهواء الى صدره ليكتمه بداخله وهو يعيد قراءة تلك الكلمات التي نقشت على الغلاف الخارجي للدفتر وكأنها خرجت من روح صاحبها !!
" اخي العزيز اعلم انك ستجده يوما من الايام ، لا انتظر ان تجده منال فهي فاشلة في البحث والاستقصاء ، والا لكانت علمت عني الكثير والذي لم احاول اخفائه عنها !!
اما انت فاعلم انك دون جهد يُذكر ستجد ذاك الدفتر الذي يحتوى على ما اخفيناه بحانينا لسنوات عديدة ، فانا اخترته دونا عن جميع دفاترها لأريك ما اخفته هي الاخرى بداخلها !!
ذاك الدفتر يحتوى على اسرار نفوسنا والتي من حقك ان تعلمها ، اقرا ما خطته ايدينا بعناية فانت تستحق ان تحيى بدون ان يؤرقك ماضي لم يكن لك ذنب به الا انني اخاك
اقراه خالد واتمنى ان تسامحني وتغفر لي فانا أسأت اليك كثيرا ولكن لتعلم اني احببتك بقدر اساءتي اليك ."
رمش بعينيه كثيرا ليتلمس الغلاف الجلدي بأنامله فشعر بروح اخيه تأتي من خلفها، نظر الى تلك الكلمات بمقلتين شديدتين السواد ، فاطبق فكيه بقوة وفتح وريقات الدفتر من الخلف ليكتم تشنج اصابه وهو يرى خط اخيه واضح تلك المرة وشعر به يبتسم بألم وهو يكتب
" اخي العزيز ،
اشتقت اليك .. اشتقت لتلك الايام التي كنا تؤام بحق لم يكن بيننا ذاك الجو المشحون المتوتر .. عندما كنا نملك ابوين يعشقان بعضهما .. يضحكان بسعادة .. يهيمان ببعضهما ويهيمان بنا نحن الاثنين ايضا ، دون ان يفرقا بيننا !!
دون ان يميل احدهما لاحدا منا دون الاخر فيدللة ويشبعه حبه ولا ينظر للآخر بطرف عينه فقط
لقد جعلنا الاستقطاب بينهما نكره بعضنا دون ان ندري ، جعلنا نلهث لنرضيهما دون ان نفهم سبب تلك المعركة الباردة الدائرة بينهما
لم اتفهم تلك الامور وانا صغير ولكن الان اتفهمها جيدا ، اتفهم صمتك وبرودك امام نوبات جنون امي وغطرستها التي طالما اغرقتك بها ، اتفهم ابتسامتك الساخرة التي لطالما اثارت حنقها عليك فكانت تضمني الى صدرها وهي تخبرني انني ولدها الحبيب فانا لست مستفزا مثلك
حينها كنت ابتسم وارقص اليك حاجبي بإغاظة كنت اتعمدها حتى اثير غضبك لعله يدفع ابتسامتك الباردة الهادئة التي تقابلني بها دوما ولكنك لطالما ابتسمت وكتمت غضبك بداخلك
ذاك الغضب الذي كان يحرقني وانا ارى والدي يعتني بك .. يقربك منه يعلمك .. يحنو عليك .. يثني عليك وهو يضمك الى صدره
فكنت اندفع بفعل اشياء متهورة لأريه انني امتلك شجاعة لا تمتلكها انت فكان يصب غضبه الجام فوق راسي وهو ينعتني بالجموح والتهور وعدم ضبط النفس وانني لن ارتق ابدا لأكون مثلك بل لن ارتقي لاقترب من ظلك
ستجد مع هذا الدفتر اشياء كثيرة كنت تملكها انت ، ولكني سرقتها منك ، اخذتها عنوة وانا احارب ذاك الوحش الذي بدا بالتكون بداخلي وانا انظر اليك ، واحاول ان اتفهم سبب الاختلاف بيني وبينك ، ما الذي يجعلك الافضل دائما ، حتى ماما كانت تعلم انك الافضل رغم نظراتها الكارهة الى وجودك من حولها ، رغم تفضليها لي دائما ولكن عيناها كانت تفضحانها في بعض الاحيان وهي تنظر اليك عندما تكون وحيدة ، تتأملك وتبتسم تلك الابتسامة الحزينة التي تجعلها نسخة مكبرة منك ، ذاك الشبه الشكلي بنظراتها المحبة التي توجهها نحوك كانا يلتهماني بغيرة وحقد وجنون اعمي جعلني اتمادى في كل شيء افعله !!
لقد جمحت كثيرا خالد ، ما فعلته بحياتي كلها لن استطيع ابدا ان امحوه او اكفر عنه ، ولكني اعترف بجميع اخطائي ، واعظمهم زواجي منها ،
سحب نفسا عميقا ليكتم انفاسه وهو يستعد لقراءة ما هو اتى وهو يشعر بانه لن يعجبه على الاطلاق
جمد حواسه فهو لا يريد ان تعاد الامه من جديد وركز نظره جيدا ليكمل قراءة مرة اخرى
" منال الخشاب ، بأول الامر لمعت امامي كتحدي فهي كانت هدفا عويصا على الاخريين ، لم يجرؤ احدا على الاقتراب منها ، بل هي لم تدع احد يقترب منها كانت متوهجة مشتعلة ، عيناها تزار بغضب وعنفوان قوي يجعل من ينظر اليها يهابها
صداقتها للوحش الاسود المسمى بجاك جعلتها تدخل النطاق الاحمر لديه ، فعززت من التحدي امامي لأصل اليها !!
ظننت في اول الامر انها حبيبته ولكني اكتشفت بعد مراقبتي لهما انه حب من طرف واحد فجاك يهيم بها حبا وهي لا تبادله مشاعره بل نظراتها اليه تحمل مودة الاخوة لا غير .
اطبق فكيه بقوة ليضم قبضتيه على وريقات الدفتر بغضب لمع ببريق اسود وحشي في عينيه ويعاود القراءة
تقربت منها وهدفي واضحا والاوامر ايضا واضحة ، فهم يريدون تجنيدها باي شكل ، واذا لم استطع فلنختلق اليها فضيحة تذهب بسمعة عائلتها العريقة ونمرغ انف والدها بالوحل
ولكني عندما اقتربت شعرت بالوهج المشع منها ، اتعلم شعور النحلة وهي ترقص حول اللهب ، هكذا كان شعوري وانا بجوارها
منال ايقظت الكثير بداخلي ، الكثير مما كان دفن ومات منذ سنوات عديدة ، منذ ان ماتت ماما ، وذهب الاهتمام التي كانت تشعرني به ، كنت افتقد والدتنا جدا خالد ولذا اقتربت منها والى الان لا اعلم لماذا شعرت بروح امي مجسدة بها؟!
يمكن لأنها تشبهها ليس شكلا بالطبع ولكن نفس كل شيء كان يميز امي كانت تتمتع هي به !!
ضحكاتها العالية ، ابتسامتها المغرورة التي تزين شفتيها ، كبريائها الملفت وغطرستها الخانقة وايضا حنانها المختفي خلف بندقتيها المشعتان بزهو شخصي بانها منال الخشاب .
ولكني لن انكر ان اهتمامي تحول بها بعد ان علمت بحبها لك .
لا تتسع عيناك بدهشة يا شقيقي فانا علمت ، بالطبع علمت ، لقد تسللت الى بيتهم لأضع بعض الاشياء وانا اعد لتلك الفضيحة التي سنختلقها لهم
لأجد هذا الدفتر بأشيائها الخاصة ، كانت تخفيه بداخل ملابسها ، علمت من وصفها اليك ، بل قلبي حدثني انها لا يمكن ان تنجذب لاحدا اخرا غيرك وخاصة وانا اعلم بترددك على عائلة سيادة السفير فيما سبق .
حينها شعرت بذاك الوحش يزأر بداخلي ويحثني على الفوز بها قبلك ، فاذا تنبهت انت لها لن تنظر الي حتى ولو بطرف عينها !!
عدلت من خطتي وانا اخبر من هم اعلى مني باني سآتي لهم براس السفير وليس ابنته فقط .
وبالطبع وافقوا على ما اريده بل تحمسوا كثيرا اليه ولم يتبينوا نيتي ، لم يكتشفوا اني افعل كل هذا لأجلها ، لم يعلموا ان كل ما اريده هو الاقتراب منها ، الحصول عليها ، اريد اغوائها لأمحيك من قلبها فاشعر باني استحق ان اكون مثلك ، بل انها ستفضلني عليك وتغرم بي انا خالد ليس انت !!
حدثت نفسي واقنعتها باني سأستطيع ان اكسب قلبها .. حبها .. وجسدها ايضا اذا اردت ذلك ، منيت نفسي كثيرا وصنعت حلمي الخاص باني سأحصل عليها وانت لا
ولماذا لا افعلها فانت لم تنتبه اليها ولذا اصبحت من حقي انا ، ومن حقي الفوز ولو لمرة واحدة امامك خالد ، افوز بشيء لن تستطع امتلاكه ابدا !!
تقربت منها بكل جهدي ، لن انكر انها صدتني في بادئ الامر ، وابعدتني كثيرا بعدها عندما حاولت اصادقها ، ورفضتني اكثر عندما اصبحنا صديقين فعليا ، بل عندما تماديت معها في احدى المرات صفعتني وهي تزار بلهيب من مقلتيها جعلني ابتسم وانا اجثو على ركبتي واطلبها للزواج
اخفض حاجبيك يا تؤامي العزيز ، لم اكن معها بوعيي ، كنت اتصرف مثل المراهقين الصغار ، لقد اندهشت حينها ولكني نهضت مرة اخرى بابتسامة واسعة وحدثتها بصوت اكسبته الاقناع كما كنت افعل دوما مع امي " لقد كنت اختبرك مون ولقد نجحت وبجدارة "
لن انسى ابدا وهي تدفعني بعيدا عنها وتخبرني بانني احمق وانها لا تريد رؤيتي مرة اخرى
ولكني لم اياس لقد استيقظت اليوم التالي لتجد باقات ورودي تحاوطها وانا اجدد سؤالي لها مرة اخرى ببطاقة بيضاء كبيرة تحملها باقة من الورود الحمراء التي تعشقها هي .
لقد حاصرتها ، تفننت في الظهور امام وجهها كلما تحركت ، كنت متفرغا لها الى ان شعرت بانها تلين ، واني اقترب من غياتي ، سأمتلكها ، والاهم اني سأمتلك حبها وقلبها .
تنفس بعمق وهو يشعر بقلبه يئن قويا ، رمش بعينيه وهو يشعر بعينيه تؤلمانه بدون سبب حقيقي ، اهو متألم لشعور اخيه ام لقراءة تلك الكلمات التي تذكره بانها كانت لاحدا قبله ، بل لم يكن أي احدا كان اخيه .. شقيقه .. تؤامه .. الاقرب اليه من نفسه!!
تنفس بعمق وهو يدفع تلك القطرات التي تراكمت بعينيه الى الخلف ويعاود القراءة براس مرفوع وكبرياء تجسد على محياه
" الى ان ظهرت انت مرة اخرى بعد ان ابلغتني فعليا بموافقتها على الزواج مني ، لا اعلم لم اتيت الى الجامعة يومها ولكني شعرت بانك كنت اتيا من اجلها ، اتذكر جيدا انها عندما سألتني عنك تشاجرت معها قويا وانا اخبرها اني لا اريد الحديث عنك وان كونك اخي لا يضيف الي شيئا
ولكن رغما عني شعرت بها بارتجافها وتبعثرها لرؤيتك مرة اخرى وبكى قلبي حينها بقوة وانا ارى مقلتيها الصارمتين تزيغان بتوتر لم اعهده بها من قبل
كرهتك حينها كما لم اكرهك قبلا ، لم اكرهك هكذا وانا ارى حب والدي وتفضيله الدائم لك ، لم اكرهك هكذا وانا اشعر بحب امي لك رغم برودها معك ، ولم اكرهك هكذا وانا ارى تفضيل الجميع لك .
كرهتك حينها لأني شعرت بانك امتلكت قلبها حتى دون علمك ، كرهتك لأني علمت حينها باني لن اسبر اغوار روحها ابدا ، وانها لن تحبني مطلقا
حينها صممت انها تكون لي وانك لن تحصل عليها ابدا !!
فأسرعت بإجراءات الزواج ، وجهزت نفسي لانتقل لأمريكا ، كنت اهرب منك ومنهم ايضا ، لا اريد ظهورك بحياتنا ولا اريدهم ان يمسوها بسوء ، اخبرتهم بصراحة ان يقتلوا السفير لو ارادوا ولكن زوجتي لا شان لهم بها ،
في اول الامر ابلغوني موافقتهم ولكنهم عندما اخفقوا في محاولتهم هددوني بها
بانهم سيقتلونها لو توقفت عن مساعدتهم ،
لقد شعروا بي ،شعروا باني اريد الابتعاد عنهم ، اريد الاستقرار معها ، وتأكدوا عندما تمردت عليهم باني سأتخلى عن أي شيء وكل شيء من اجلها ، على الرغم من عدم حبها لي ،
فانت كنت دائما من ملك قلبها ولكني لم اهتم بذاك فانا كنت امتلكها كلها ، رغم حبها لك الذي ظل بداخلها الا انها كانت مخلصة لي كليتا ،
فقط ما كان يؤرقني زياراتك لنا ، كنت اشعر بقلبي يدمي وانا ارى نظراتها الزائغة واعصابها المشدودة وهي تتحاشى النظر اليك ، التزامها الدائم لغرفتنا والصمت المطبق الذي يخيم عليها
لم اكرهك يوما كما كرهتك تلك الايام خالد ، بل بغضتك وكنت اشتعل غيرة وانا انظر اليها فأرى انعكاسك بعينيها ، وانظر اليك فأجدك باردا وصامتا كعادتك ، لا ترفع عينيك بالخطأ وتنظر اليها بل وتتحاشى التحدث معها وكأنك خائف من الانزلاق اليها !!
كنت اراقبكما وانا اشعر بروحي تزهق وحدسي يؤكد لي ان وجودي بينكما خطا كبير ارتكبته في حق ثلاثتنا ، لا تتعجب خالد فلو لم اقتحم حياتها كنت ستنالها انت .
فانا شعرت بك يا شقيقي ، شعرت بداخلك الذي لم تعترف انت به لنفسك ، وانك تتحكم بمشاعرك قويا لأنه مهما فعلت هي واعجبك ستظل زوجة اخيك التؤام ، ولكني لم استطع ان امنع الخوف من التسرب الى اعماقي وذلك الهاجس يضربني قويا وشعوري باني سأفقدها قريبا يراودني كثيرا ، ولكن لم يكن انت السبب خالد ، بل كانوا هم ،
هم من بدا في التخطيط للخلاص مني ومن عائلتي ، علمت ان نهايتي باتت قريبة اقرب من انفاسي فحاولت حمايتها والحفاظ على اطفالي منهم لذا كتبت تلك الوصية التي اعلم جيدا انك ستنفذها حتى لو كنت كارها لشروطها وستجبرها على القبول بها فكبريائها سيمنعها عن التصريح لك بمشاعرها القديمة اليك ولكنك ستستطيع حل كل الامور خالد .
حاولت ان اكفر عن اخطائي بحقك فأهديتك اغلى شيء امتلكته في حياتي ، حافظ عليها يا شقيقي واحميها بحياتك ، هيم بها حبا واعشق سكناتها فهي تستحق عاشقا مثلك وليس مثلي انا !!

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 08:10 PM   المشاركة رقم: 2140
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 38

 
دعوه لزيارة موضوعي

رمشت بعينيها ببطء وهي تحاول ان تعدل من وضع راسها ، تأوهت برقة عندما شعرت بطنين اذنيها يرتفع ، فعاودت الاستلقاء مرة اخرى وهي تركز نظرها جيدا لترى اين هي ؟!
مسدت جبهتها بإعياء لتنتبه على صوته الفخم يهمس به : صباح الخير حبيبتي .
حاولت الابتسام ولكنها لم تستطع ليسالها بحنو وهو يرفع خصلات شعرها من على جبينها المندى : كيف حالك الان ؟!
همست بصوت خافت كاد ان لا يصدر منها : اشعر بالتعب .
ابتسم بحنو وهو يربت على راسها : ستصبحين بخير ليلى فقط انهضي لتؤخذي الدواء وتشربين هذا المشروب الذي اعددته لك .
همست بصوت ابح وعيناها تدمع : لا استطيع .
طمأنها بابتسامته الحنونة وهو يسندها برفق : سأساعدك ليلتي
احتضن خصرها بساعده ليسندها برفق ويدفعها برقة ان تنهض وتستلقي بشكل يشبه الجلوس عن النوم ، جلس بجانبها لا يبعده عنها الا قماش ملابسهما ليكتنفها بذراعه ، يحاوطها بحنانه ويضمها الى صدره العريض ، قبل راسها وهو يهمس لها بكلمات مطمئنة دفعت عنها احساسها بالألم وهي تتناول من بين يديه ذاك الشراب الذي لم تستطع ان تحدد طعمه !!
سألها بخفوت : اهو مر المذاق ؟!
لتبتسم بألم ودموع عينيها تتدافع ببطء على وجنتيها وهي تهمس : لا استطيع التذوق .
ضحك بخفة ليضمها الى صدره ويعاود تقبيل راسها ثم ينحدر بشفتيه فيلثم جبهتها ويهمس : اذا انه افضل من تذوقه
اتبع هامسا وهو يضع شفتيه على صدغها كاختبار لدرجة حرارتها : حرارتك عاودت الصعود مرة اخرى
اكمل وهو يدفع لها بالدواء في فمها كطفله صغيرة : ولذا عليك ان تتناولين دواءك الذي اوصى به الطبيب .
سالت بعدم استيعاب وبنبرة مبعثرة : هل اتيت بالطبيب ؟!
ابتسم بحنو وهمس : بل استشرته تليفونيا .
هزت راسها بحركة لا معنى لها وهي ترتكن براسها على صدره ليهمس : لا تغفي قبل ان تشربي بقية هذا .
رفعه مرة اخرى الى شفتيها لتستجيب اليه دون وعي وتشرب ما تبقى من كوبها ثم تعود للاستلقاء بحضنه ، ابتسم بحنو وهو يربت على خصلات شعرها ويهمس : شفاك الله وعفاك يا ليلتي .
ضحك بخفة وهو يتذكر تذمر وجيه الذي قبل اتصاله قبل الفجر بقليل وهو يقول بسخرية حادة : لا تخبرني انك مريض يا سيادة الرائد .
حينها نطق من بين اسنانه : توقف عن سخريتك واخبرني كيف اعالج الحمى ؟
حينها شعر بوجيه والدهشة التي المت به ليهمس : هل اصابتك الحمى ؟!
اتبع ساخرا : يا لحظها السيء .
قال امير بغضب مكبوت : ايها الغبي الذي لا اعلم الى الان كيف تخرجت طبيبا كيف سأكون مصابا بالحمى واتحدث معك هكذا .
ضحك الاخر بحرج ليهمس : في هذه معك حق
اتبع سائلا : اذا لماذا تسال عن دواء للحمى ؟!
زفر قويا ليقول له من بين اسنانه : ليلى مريضة ودرجة حرارتها مرتفعة وانا لا املك دواء ولا افقه شيئا في امر الادوية .
حينها اتته ضحكة وجية مجلجلة ليردف من بين ضحكاته : لا اصدق اني استمع الى خيبة الرجاء في صوتك امير .
اتبع بمكر تشبع به صوته : ان تأثير ليلتك عليك فوق الرائع لقد اعادتك انسان طبيعي ليس سوبر مان كما اعتدت منك دوما
زمجر بعنف : وجية .
ضحك الاخر بخفة وقال : حسنا ، حسنا سأصمت وسآتي لك بدوائك ايضا ، انتظرني امامي نصف ساعة واكون امام باب مسكنك .
اتبع بمرح : ولتتذكر يا اميرنا الهمام اني من اجلك كنت طبيب دليفري ايضا .
ضحك بهدوء وهو يشعر بالامتنان الفعلي لهذا الوجيه الذي اتى له بالفعل بالدواء وبعضا من الاعشاب الخاصة بعلاج نزلات البرد ، واخبره انها مفيدة جدا اليها ، ولكن اكثر ما ادهشه ان وجيه كان يذكر تاريخ ليلى المرضي والذي اخبره عنه هو في وقت سابق ليطمئنه قبل ان ينصرف من امام الباب - انه غير مضر اليها والدواء يناسبها تماما ، بعد ان رفض رفضا باتا الدخول وهو يخبره ان زوجته سترفع عليه قضية خلع بسبب تأخيره المستمر وان العناية الالهية تحيط به وبليلته لأنه كان مناوبا اليوم .
وها هو يستلقي بجانبها يضمها الى صدره ويتلاعب بخصلات شعرها القصيرة لا يستطيع ان يغفو خوفا عليها من معاودة الحمى اليها .
قبل راسها بقبلات كثيرة ليهمس لها بأذنها : ستكونين بخير ليلتي فانا اشعر بذلك . *****************************

احتضنها بقوة حانية ليهمس لها وهو ينظر الى عينيها : اهتمي بنفسك جيدا وبابي ايضا
ابتسمت بحنو ورقتها تلمع بعينيها : لا تقلق يا شقيقي العزيز سأفعل ،
عدلت من وضع سترته الخريفية جيدا لتغلق زري قميصه وتقول بلطف : فقط اهتم انت بنفسك وصحتك و طعامك .
قبل راسها وهو يضحك بمرح ويقول : حاضر يا ماما .
ضربته على كتفه بلطف وقالت : تعود لنا سالما غانما بإذن الله يا حبيبي .
تنحنح الاخر بصوت عال ليدق الباب دقتين ويقول بخشونة : المعذرة يا محمود تأخرت عليك .
ابتسم محمود وهو ينظر اليه بطرف عينه ، يتأمل وجهه الجامد وشفتيه المزمومتين بتوتر ، حاجبيه المنعقدين بغضب ليبتسم بمرح ويهمس : لا عليك ، انتظرني قليلا سأودع والدي واتي اليك
اتبع وهو يغمز له بعينه : البيت بيتك بالطبع .
تحرك بخطوات سريعة للأعلى ، بعد ان تخلص من كفيها المتمسكتين بسترته بلطف وهو يكتم ضحكته على تصرفات شقيقته الخجول في حضرة ذلك الماهر !!
تنفس بعمق وهو ينظر اليها من بين رموشه يعيد تقييمها ككل مرة يراها بها ، لازالت كما هي صغير.. مرتبكة .. كالقشة في مهب العاصفة ، تحملها الرياح وتضعها كيفما شاءت ترتيبات القدر .
زفر قويا وهو ينظر لكفيها المضمومتان لبعضهما وجسدها المرتجف دون وعي منها ، شفتيها اللتان تقطعتا بسبب ضغطها المستمر بأسنانها عليهما وعينيها الشبه مغمضتين .
قال بخشونة تعمدها : كيف حالك ؟!
انتفضت بقوة امام عينيه لتهمس بصوت مضطرب : بخير والحمد لله .
تحركت بخطوات مبعثرة وهي تهمس بكلمات متفرقة تبين منها انها تريد المغادرة ليقول بصوت قوي امر : انتظري .
رمشت بعينيها سريعا لتقف على الفور فاقترب منها ليقول بسخرية صفعتها : اتعلمين بالترتيبات الجديدة يا ابنة العم ؟!
هزت براسها نافية ليقول هو بغل : بالطبع ، ولماذا يخبرونك ؟!
صدح الازدراء بصوته وهو يكمل : انهم يتعاملون معك كقطعة الاثاث سينقلونها كما يشاؤون وانت توافقين دون اظهار ادنى حد من الاعتراض .
ارتجفت بعنف وهي تمنع دموعها من الانزلاق قويا فاتبع : لقد قرر والدينا العزيزان ان يتمما زواجنا مع زواج شقيقينا .
اتسعت عيناها بقوة لترتجف شفتيها وهي تقول بصوت اخنقه البكاء : كيف ؟!
هزت راسها نافية بقوة لتتبع : لماذا لم يخبرني احد ؟!
مط شفتيه باستياء وعينيه تنضحان بالازدراء : اسمعي يا منة ، من الافضل لنا ان ترفضين ذلك الموعد فانا لا اريده .
قالت بهمس خافت : لا استطيع .
تساءل بحنق : لماذا ؟!
قالت بصوت باكي وهي تخفض راسها بانكسار : ولماذا لا ترفض انت ؟!
قبض بكفيه على ذراعيها وهزها بقوة وهو يقول بغضب استعر بحدقتيه : أتعملين ماذا سيحدث لك اذا رفضت الان الزواج منك ، أتعلمين كيف ستتكاثر عليك الاقاويل ولماذا رفض ابن عمك اتمام زواجه منك ، أتعملين كيف قرار كهذا سيضر بزيجة شقيقتي والتي لا ذنب لها في انك خلقت ضعيفة هكذا ولم ترفضي منذ البداية زواجك مني ؟!
دفعها بعنف فختل توازنها ولكنها تماكست لتقف امامه تحني راسها وهي تعلم جيدا تلك الكمات التي سيقتلها بها الان ، تحفظها عن ظهر قلب وترددها في بعض الاحيان معه ، اتبع بغل : لقد طلبتها منك ، اخبرتك ان ترفضيني ، ان تخبرين شقيقك واباك باني ليس الا اخ لك وانك لا تكنين الي أي مشاعر من هذا النوع
اردف وهو ينظر اليها بكراهية لمعت بعينيه الزيتونيتين : وانت
تنفس بعنف : انت اخبرتني بانك ستفعلين هذا فانت لا تريدين الزواج مني لأفاجئ في ذلك اليوم بان قراني يعقد عليك .
اقترب منها بغضب لتتراجع هي بعيدا عنه وهي تشعر بالخوف يكتنفها ليهزها قويا من ساعدها ويهمس : وللأن وانا اتساءل ، لماذا خدعتني بتلك الطريقة ؟!
انهمرت الدموع من عينيها دون سابق انذار لينظر اليا بكراهية واضحه ويدفعها بعيدا عنه باشمئزاز ليقول بجمود وهو يتحرك خارجا : اخبري محمود اني انتظره في السيارة .


**************************


مطت شفتيها باستياء وهي تنظر اليه نائما بملابسه وحذائه على اريكة طقم الاستقبال بصالة بيتهما الواسعة ، يضع ساعده الايمن فوق عينيه و ساقه اليسرى ساقطة ارضا والاخرى موضوعه بحذائه فوق قماش الاريكة بلونه العاجي !!
جزت اسنانها بغضب لاح على وجهها وهي تفكر في تلك البقعة التي سيخلفها حذائه على قماش الاريكة المخملي ، فرقعت اصابعها بغضب لتقول بصوت ابح : وليد .
لم يتحرك قيد أنمله لتصيح بصوت اعلى وغضبها يصل لذروته : وليد .
اتسعت عيناها وهي تراه يمط شفتيه بسخرية حملتها انفاسه ليهمس بلا مبالاة : نعم .
رمشت بعينيها سريعا لتهمس من بين اسنانها : ارفع قدمك عن الاريكة .
حرك ساعده من فوق عينيه لينظر اليها من بين رموشه وقال : المعذرة .
اشارت بسبابتها لقدمه الموضوعة : ستخلف بقعة مكانها .
رفع حاجبيه ليبتسم بسخرية شديدة وهو يرفع قدمه الاخرى ليضعها باخر قدمه التي اشارت اليها ويدفع منها الحذاء قويا فيطير امام عينيها ، خفضت راسها سريعا لتصرخ بغضب وهو يخلع فردة حذائه الاخرى بنفس الطريقة السابقة : وليد .
صاح بقوة : اخفضي صوتك .
عادت للوراء خطوتين عندما انتفض واقفا امامها فهمست بتعجب : ما بالك وليد لماذا تصرخ هكذا ؟!
نظر اليها قويا ليتحرك مبتعدا عنها للداخل ، وهو يقول بتهكم : ولماذا لا اصرخ انا الاخر ، ام انك احتكرت الصراخ لك بمفردك ؟!
اتبعته سريعا لتقول بغضب : انتظر وليد فانا اتحدث معك .
زفر قويا ليقول : وانا لا اريد الحديث معك .
رفعت حاجبيها بدهشة بعثرتها لتهمس مرددة : لا تريد الحديث معي .
لتشعر بغصة تتملك حنجرتها ولكنها اتبعته بصرامة ظهرت بينيها وتقول : ان الامر ليس كما يحلو لك يا باشمهندس ،
اتبعت وهي تتبعه لداخل غرفة الملابس عندما لم تجده بغرفتهما : بل عندما اتحدث اليك عليك ان تجيبني فانا زوجتك .
شهقت بقوة عندما تبينت انه يبدل ملابسه لتدور على عقبيها متجهة لخارج الغرفة فتشهق مرة اخرى بفزع وهي تشعر بكفية اللتين ضغطتا بقوة على اعلى ذراعيها وهو يهمس بسخرية شديدة : الى اين تذهبين يا زوجتى العزيزة ؟!
لفها اليه ليقول بغضب تألق بحدقتيه : ام نسيت الان اني زوجك واسرعت بالهروب خارج الغرفة ؟
لهثت بعنف وهي تشعر بتوترها يمتزج بغضبها فتشعر بالاشتعال يسكن عقلها ، همست بصوت ابح : اتركني وليد وكف عن التعامل معي بطريقة غير لائقة .
شعرت بجسدها يتصلب وهي تستمع لضحكاته تصدح من حولها عالية .. قوية .. خاوية من المرح .. ومليئة بالسخرية ، رمشت بعينيها لتنتفض على صوته يصيح بها عاليا : من الذي يتعامل مع الاخر بطريقة غير لائقة ياسمين ؟!
صرخ بقوة : انا ام انت ؟!
نظرت اليه مليا لتقول بصوت حاولت اكسابه الهدوء قدر ما استطاعت : من الواضح ان الحديث غير مجديا الان وليد .
اتبعت بصوت اكثر جدية : لذا من الافضل ان ندع الامر الى ان نهدا ثم نتحدث فيما يضايقنا سويا .
نظر اليها من بين رموشه ليتحرك بخطوات هادئة لدولاب ملابسة مرة اخرى ويكمل ارتداء ملابسه ، ليهمس اخيرا بصوت ساخر امتزجت نبراته بلم لم تستطع ان تفهم سببه : بل من الافضل ان لا نتحدث اطلاقا.
رفعت حاجبيها بتعجب وعيناها تلمع بتساؤل وهي تراه بكامل ملابسة يحمل اشياؤه ويتجه للخارج ، زمت شفتيها بضيق لتسال بصوت قوي : الى اين تذهب الان ؟!
ابتسم بسخرية شديدة وهو يمر بجانبها ليخطو خارج غرفة الملابس لتزم شفتيها قويا ثم تصيح بضيق وهي تقف باب غرفة الملابس تنظر اليه شذرا : وليد .
رفع نظره اليها لتردد هي : اين ستذهب الان ؟!
قال ببرود وهو يكمل انتعاله لحذائه : الى العمل بالطبع .
قالت بدهشة لونت نبراتها : الان انها السادسة صباحا وليد .
قال بجفاء شديد : وليكن انا مالك الشركة لا التزم بمواعيد حضور وانصراف ولدي بعض الاعمال علي انجازها .
تحرك خارجا لتتبعه على الفور وهي تقول سريعا : حسنا انتظر لأعد لك الفطور .
لوى شفتيه بتهكم اغاظها ولكنها كتمت ضيقها داخليا ، لتتمسك بساعده وتقول : انتظر وليد من فضلك ، لا اعلم ما الذي ازعجك ولكني لا اريدك ان تخرج انت غاضب بتلك الطريقة .
نظر لها مليا ليهمس بصوت مخنوق : لا تعلمين ما الذي يغضبني
انتزع ساعده من يدها واتبع وهو يتجه لباب المنزل : اذا لتفكري جيدا ياسمين ما الذي فعلته ويستحق ان اغضب منه بتلك الطريقة وعندما تتوصلين لسبب اخبريني به .
انتفضت بقوة على صوت صفعة الباب القوية لتطبق فكيها بقوة وهي تشعر بغضبها يصل لذروته ،تمتمت بقهر : فلتبق غاضبا كما تشاء وليد فانا حمقاء اني حاولت مصالحتك من الاساس .


 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حصري, .....قريبا, ليلاس, ليلى, مستشار, موال, منتدى, منتديات ليلاس, امير, الكاتية اسيل, برنامج, بقلمي, يالي, ياسمين, رومنسيات عربية, سائق, شفير, عبد الرحمن, عبق الرومانسية, هنادي هشام, وليد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169803.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 02:51 AM
Untitled document This thread Refback 29-08-14 11:55 PM


الساعة الآن 12:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية