كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 35 جـ 2..
تعالت الزغاريد من حولها لتبتسم بسعادة حقيقية وهي تنظر الى الفتيات المتجمعات من حولها يصفقون بحماس ويغنون مع الأغاني التي ارتفع صداها من خلفهن ، تعرفت اليوم على كثير من أقارب والدتها الذين لم تكن على علم بوجودهم من الأساس ، الكثير من الفتيات زميلاتها بالجامعة وصديقاتها المشتركات مع ياسمين قامت الأخيرة بإجبارها على دعوتهن بعد ان هي اقترحت على ان لا فائدة من ليلة الحناء تلك فهي لا تمتلك الكثير من الصديقات !!
لتفاجئ اليوم بوجود الكثير من السيدات والفتيات المدعوات من قبل والدتها وياسمين وزوجة عمها أيضا ، وأخيرا صديقات ايني اللوائي اضفن للحفل نكهة خاصة بطريقتهن المرحة والعفوية ونكاتهم التي لا تتوقف .
ابتسمت مرة أخرى وهي تنظر لنقش الحناء على كفها الايسر - الممسكة بهاتفها بعد ان وعدها هو بالاتصال ، والممتد من رسغها لمنتصف ساعدها بشكل جمالي يخطف الانفاس .
عضت شفتها السفلى وهي تتذكر ياسمين التي نظرت لها قويا وهي ترفض ان تنقش الحناء على كتفها وبمنتصف ظهرها حرجا من الفتاة
لتهتف ايني بمرح : دعيها ليلى من اجل سيادة الرائد .
احتقنت وجنتاها بخجل لترمي ايني بإحدى الوسادات لتنطلق الأخرى راكضة الى خارج الغرفة وهي تقهقه بضحكاتها .
حينها اقتربت منها ياسمين وقالت بهدوء : افعلي كبقية العرائس ليلى ولا تدعي خجلك يؤرق عليك مراسم زفافك .
زمت شفتيها برفض خجول لتهمس الأخرى وهي تغمز بعينها : الا تريدين ان تسعديه ، فلترسمي الحناء من اجله .
رمشت بعينيها ووجها يحتقن بالخجل : ولكني لا استطيع ذاك .
تنفست ياسمين بعمق وقالت بمهادنة : ليلى ، انها لن تنظر اليك وانت لن تجلسين عارية امامها ستكشف فقط عن اخر ظهرك بطريقة مناسبة ، لا تقلقي حبيبتي .
زفرت بقوة وهي تستلم للأمر لتجد انها بالفعل سعدت بالأمر حينما اكتمل ، احتقن وجهها خجلا مرة أخرى وهي تتذكر تلك المشادة التي حدثت بينها وبين ايني لأنها لا تريد ان ترتدي ذاك الفستان الأحمر القصير وايني ترى انه مناسب فهي العروس ولأنها سترتدي الحجاب بالعرس لابد من ارتداء فستان صارخ ملفت للانتباه ، حينها شعرت براسها يغلي وهي تقول لأختها بحنق : لا اريد ان الفت الانتباه ايني .
حينها تدخلت ياسمين بهدوء وهي تجبرها على ارتدائه بحجة ان بقية ملابسها التي تناسب مناسبة كتلك ذهبت الى شقتها .
زفرت بقوة وعدلت من وضع صدر الفستان العاري فهي تشعر بانه سيسقط باي لحظة !!
حافة الصدر مزينه بتلك اللآلئ الفضية صغيرة الحجم ،وتتواجد بشكل خاص في حزام يحدد اسفل صدرها ليتهادى الفستان بطبقات من الشيفون المموج يشابه فساتين الاميرات ولكنه قصير يصل لمنتصف فخذيها .
ضغطت شفتيها ببعضهما مرة أخرى وهي تحاول ان تشد طرفه ليستطيل قليلا فلا يكشف عن جسدها اكثر مما هو مكشوف !!
شتمت ايني بسرها مرة أخرى وخاصة عندما وجدتها تتمايل بحماس مع احدى الأغنيات المفضلة لديها وهي ترتدي ذاك الجينيز المقطع على الطريقة العصرية والبلوزة الستانية القصيرة التي تكشف عن ذراعيها وصدرها .
ربتت ياسمين على كتفها لتهمس لها : ابتسمي ليلى من يراك يقول انك مجبرة على الزفاف .
زمت شفتيها بحنق وهي تنظر اليها هي الأخرى ترتدي تنورة قصيرة بلونها الأسود تصل لنصف ركبتيها وبلوزة من الحرير الاسود الشفاف بكمين مغلقين وصدر مربع يكشف عن بياض بشرة ابنة عمها المشوب بحمرة خاصة بها ، قالت بحنق : لم ترتديا انتما الاثنتين أشياء ساترة وانا ارتدي ذاك الفستان الذي اشعر معه بانني اجلس عارية بأحد الميادين العامة .
كتمت ياسمين ضحكتها وقالت : لأنك العروس حبيبتي لابد ان تكوني مميزة ،
غمزت بعينيها وهي تتبع : ثم انتظريني يوم زفافك بذاك الفستان الذي سيرفع ضغط وليد لمعدلاته القصوى.
هزت ليلى راسها بعدم فهم وقالت : ولم تريدين رفع ضغطه ، الا يكفي ما فعلتيه به الأيام السابقة فانت تتدللين عليه كثيرا جاسي .
عقدت ياسمين حاجبيها لتتبع ليلى باستفهام : انه قارب على الانفجار لدرجة ان امير نفسه سألني اذا كان حدث شيئا ما بينكما .
ابتسمت ياسمين وقالت : لم افعل به شيئا هو لا يقدر اني بالفعل مشغولة معك ثم لماذا يسالك امير هل وليد تحدث اليه ؟
هزت ليلى راسها نافية وقالت هامسة : لا ولكن امير استنتج من وجوده البارحة في بيت والديه انك لست متواجدة بالبيت كالأيام السابقة ليوم الوقفة ولذا سألني .
اتبعت وهي تنظر لها بعتب: انا الأخرى اسالك ياسمين ، هل حدث شيئا بينكما ؟
هزت ياسمين راسها نافية وقالت : اطلاقا
اتبعت بدهشة : لا اعلم لم تحملون الامر اكبر من قدره لقد استأذنت منه اني سأقضي ليلة العيد عند بابا ولياتي معي اذا أراد ذلك ولكنه رفض وقال سيذهب هو أيضا لعائلته فهو يريد ان يكون بجوار وائل يوم عقد قرانه .
قالت ليلى بلوم : الذي خلفتيه انت أيضا .
قالت ياسمين بحنق : لا لم اخلفه ، فعندما ابلغني انهم قدموا موعد العقد الى بعد اذان المغرب مباشرة تركتك وذهبت اليه .
هزت كتفيها بلا مبالاة : لكنهم كانوا انتهوا ، فعدت لك مرة أخرى فليس من الطبيعي ان لا احضر ليلة حنائك ، وهذا سبب اخرا لارتدائي تلك الملابس الساترة على حد قولك .
هزت ليلى راسها بعتب لتتبع ياسمين : اسمعي ليلى من اجلك انا افعل أي شيء فانت شقيقتي ولن اتركك من اجل أحدا اخر .
ابتسمت ليلى بهدوء وقالت : من الواضح انكما بالفعل تشاجرتما من اجلي .
رفعت ياسمين براسها عاليا وقالت : لا لم نفعل فوليد لم يعترض بصراحة ولكني اشعر به ضائق ،لذا سأصالحه يوم زفافك .
ضحكت ليلى بخفة وهي تقول : بذاك الفستان الذي سيرفع ضغطه
هزت ياسمين راسها بالإيجاب وهي تقول بمكر : آها هو ذاك الفستان الذي سيفعل الاعاجيب .
كتمت ليلى ضحكتها لتمتم : كان الله في عونه .
انتبها الاثنين على ايني التي اقتربت وهي تبتسم باتساع ومن خلفها سوزان التي رافقتهم الأيام الأخيرة في تجهيزات الشقة وكانت خير عون لهم ، ابتسمت ليلى ونهضت واقفة تستقبل ابنة عمة اختها ووالدة الأخيرة التان انهالا عليها بالمباركات والدعوات لتهتف ايني بمرح : هيا سوزي لترقصي معي فالعروس لا تريد الرقص وياسمين خانوم تشعر بالحرج .
رفعت ياسمين حاجبيها بتعجب و قالت : ابدا سأرقص بالطبع ولكني لا احب تلك الأغنيات الحديثة
هزت ايني راسها بتفهم وقالت : لتطلبي ما تريدينه من منسقة الأغاني جاسي .
حركت حاجبيها بإغاظة وهي تنظر لليلى : ستشغل الان شيخ الشباب انها تليق بعريسنا الهمام .
تأففت ليلى بحنق لتقول : توقفي عن اغاظتي .
مطت ايني شفتيها بمرح وقالت : الا توافقينِ الراي جاسي لقد وضعنها لكما في قائمة تشغيل الأغاني الخاصة بالزفاف ؟
قالت جاسي وهي تضحك : ان تلك الاغنية كتبت خصيصا من اجل امير .
اشاحت ليلى براسها بعيدا في حين ضحكت سوزي وقالت عندما بدأت الاغنية في الصدوح : سأرقص معك ايني هيا .
ابتسمت ليلى باتساع وهي تراهما الاثنتان ترقصان بطريقة لم تفعلها هي ابدا وهما يشدوان مع تلك الاغنية التي تستمع لها للمرة الأولى بحياتها ولدهشتها القصوى كانت تليق بأمير تماما .
رمشت بعينيها وهي تشم رائحته بالجو لتلتفت حولها وهي تنفي وجوده وتعيد ذلك الى تأثير الاغنية على عقلها ، تلك الاغنية التي رسمته بأدق تفاصيله في عقلها .
لا تعلم لم نظرت الى هاتفها وهي تشعر بشوقها له ، ليومض هاتفها مغلق الرنين بصورته واسمه امامها ، ابتسمت وهي تنظر اليه ونهضت بتلقائيه الى الخارج حتى تستطيع محادثته ، تحركت بخطوات سريعة وهي تعبر من الصالة لتذهب الى غرفة المعيشة وتغلق الباب من خلفها وهي تفتح الخط وتهمس بفرحة سطعت بعينيها : مرحبا اميري .
عقدت حاجبيها وهي تشعر بالضيق فمن الواضح ان الخط انغلق قبل ان تجيبه هي فتحركت باتجاه الشرفة بعد ان تأكدت من اغلاقها لتعبث بالهاتف وهي تحاول الاتصال به مرة أخرى ، شهقت بقوة وهي تشعر بيده التي احتضنت خصرها وشدتها الى صدره الذي التصق بظهرها وهو يهمس بجانب اذنها : ماذا تفعلين يا ليلتي ؟!
لهثت بقوة وهي تلف راسها وتنظر اليه بعتب وقالت : كيف اتيت الى هنا ؟!
قال بهدوء وهو يتحكم في مقلتيه جيدا حتى لا يحيد بنظره عن وجهها : من الباب .
ابتسمت بلوم وقالت وهي تدور لتواجهه فيتمسك هو بها بين ذراعيه جيدا: افزعتني امير .
قال بمكر تألق بحدقيته وهو يحتفظ بكفيه يحتضنان خصرها : لم اقصدها حبيبتي ، ولكني اتيت كما اخبرتك لأعيد عليك وعلى والدتك ، اخبرتني مدبرة المنزل ان انتظر هنا فاتصلت بك لأخبرك بوجودي .
تزينت شفتيه بتلك الابتسامة الجانبية التي تذهب بعقلها : ولم اتخيل ابدا انك ستاتين الي .
اتسعت عيناها بادراك ووجهها يشحب بقوة وهي تتذكر ما ترتديه لتحاول ان تتملص من بين ذراعيه ليبتسم باتساع وهو يهز راسه اليها بنفي ويؤمرها بلطف : توقفي .
سكنت عن الحركة فورا لتشعر بانها تسبح ببحور عينيه العسلية وهو يهمس لها : اشتقت اليك ليلتي .
توقفت عن التنفس وهي تنظر الى عمق عينيه اللتان احتضنتها بعشق تمسكت بكتفيه قويا ، فضمها الى صدره بلهفه جارفة وهو يقبل طرف اذنها وانامله تلامس خصلات شعرها المفرودة على ظهرها ، همس : هلا سمحت لي ؟!
أبعدت راسها للوراء قليلا لتنظر له باستفهام وهي تشعر بانها تغرق فيه عندما اقترب منها بطريقة خاطفة والتقط شفتيها بشفتيه في قبلة رقيقة قصيرة حملت لها شوقه المتقد اليها .
اتبعها بقبلات متتالية عديده وكانه شعر بعدم ممانعتها له ليهمس من بين أنفاسه اللاهثة ، التي أحرقت وجنتيها وهو يدير عينيه عليها بعشق : مبهرة يا ليلتي ،
عضت شفتها السفلى بخجل ليمرر انفه على انفها بحركة مرحة وهو يهمس لها بمكر التمع في عسل عينيه : لا تفعلي هكذا .
اتبع وهو يقترب بشفتيه ويقبل مكان عضتها بحنو : انها تستحق ان تقبل فقط .
قبلها مرة أخرى برقة اذابتها فتعلقت برقبته وهي تشعر بقدميها ترتفع عن الأرض لتهمس برجاء : امير .
ضمها الى صدره اكثر وهو يعيدها للأرض مرة أخرى ويقبل راسها ويقول : قلب امير .
قالت بخجل اشعل وجنتيها : اتركني ارجوك .
ابتسم بسعادة ظللت عينيه وقال : لم استطع ان افعلها عندما وقع بصري عليك ليلتي .
اردف وعيناه تلمع ببريق اخاذ : لم اتخيل ابدا ان اراك هكذا ، ليهتف قلبي عندما نظرت اليك بانك ليلتي انا ، خاصتي .. ملكي ..زوجتي .
همسها وعيناه تتألق ببريق متملك اخجلها فاتبع وهو يمرر طرف سبابته على كتفها العاري : تماسكت طول الشهر الماضي ولكني لا استطيع ان ابتعد الان أتمنى ان يأتي الغد سريعا .
ابتسمت رغما عنها لتهمس بمكر انثوي : انت تقصد بعد الغد ، اليس كذلك ؟
تأفف بطريقة كوميدية فضحكت برقة اشعلت حواسه ليقربها منه اكثر ويقول: لقد نسيت امر الغد هذا .
قبل جبينها مرة أخرى ليحني راسه ويقبلها قبلة طويلة اضاعت أنفاسها ثم يهمس امام شفتيها : كل عام وانت معي ليلى .
ردت بصوت ابح وهي تخفض بصرها عنه : وانت بخير امير .
انتزع نفسه بعيدا عنها ليبتسم بمرح امتزج بخبث عينيه الفطري ويقول : احب الأحمر عليك .
رمشت بعينيها سريعا وهي تلف ذراعيها حول نفسها وتبتعد بخطوات مرتجفة بعيدا عنه وتهمس : انه انتقاء ايني .
تحركت الى داخل الغرفة ليتبعها بهدوء ويقول : لديها ذوق مميز تلك الفتاة .
هزت راسها بالإيجاب وهي تتنفس بقوة ، لمحت شالها القطني الذي تستخدمه عادة عندما تخرج الى الشرفة في الصباح الباكر لتحمله وتلفه حول كتفيها وهي تبتسم بتوتر ، ابتسم بمكر وهو يقول : أتمنى ان لا يكون لديك اخر من هذا الشال .
نظرت له بعدم فهم لتقول بتلقائية : لا لم اشتري غيره .
ابتسم باتساع وقال بخبث وهو يسحبه منها سريعا : جيد اريد ان أرى الأشياء على حالها .
شهقت بخجل وهي تنظر له بعتب وتقول بهدوء حاولت بثه في صوتها قدر ما استطاعت : ارجوك امير اعده لي .
لمع الخبث بمقلتيه ليقول وهو يبتعد عنها قليلا : تعالي و خذيه .
رفعت حاجبيها بتعجب وهي تنظر للشقاوة التي ارتسمت على ملامحه فجعلتها اكثر لينا و شعرت انه اصبح اصغر سنا لتقترب منه وهي تهتف بنزق مفتعل : توقف امير .
سحبها على حين غرة من ساعدها اليه ويقبلها بشوق اتقد بحدقتيه وهو يضمها الى صدره بلهفة جرفتها معه ، فتعلقت برقبته ابعدها بعد قليل من الوقت ليهمس وهو يضع الشال على كتفيها مرة أخرى : هكذا افضل ، لا اريد ان ترى الفتيات ما هو ملك لي .
شبك أصابعه بأناملها ليرفع يدها الى شفتيه ويقبل موضوع خاتمه الذهبي الذي يزين بنصرها الأيمن ثم يخرج علبه مخملية حمراء من جيب سترته ويفتحها امام عينيها ويقول : فكرت كثيرا في هدية تليق بك وتناسب ان تكون عديتي اليك في اول عيد يأتي علينا سويا ولم اجد الا تلك الاساورة الرقيقة التي هتفت باسمك عندما وقع بصري عليها
لمعت عيناها بانبهار وهي تنظر لتلك الاساورة الرفيعة من الذهب الأبيض يتدلى منها ثلاث قلوب صغيرة تلمع بلآلئ فضية جميله ، همست بحرج: لم كلفت على نفسك امير لم يكن هناك داعي لذلك ؟!
عقد حاجبيه وهو يغلق قفلها على رسغها ويهمس بانزعاج : الم تعجبك ؟!
هتفت سريعا والحرج يشعل اذنيها : ابدا انها رائعة رقيقة وفخمة كما اعتدت دوما منك وتليق بالسلسلة أيضا ولكن .
وضع سبابته على شفتيها وقال : لا يوجد لكن ليلى العالم كله لا يفي غلاتك عندي فاتركيني اظهر بعض مما اريد .
ابتسمت بسعادة تألقت بعينيها وهمست : شكرا حبيبي .
لمعت عيناه ببريق دفع اللون الوردي لوجنتيها ،فعضت شفتها بخجل ليهمس : الم اخبرك ان تتوقفي ؟
احتقن وجهها قويا ليمرر باطن ابهامه على شفتيها ويهمس : ان غدا لناظره قريب ليلى .
ضحكت بشقاوة وهي تبتعد عنه سريعا باتجاه باب الغرفة : بعد غد يا اميري ، بعد غد .
اتسعت ابتسامته ليمرر كفه في خصلات شعره السوداء ويهمس بسعادة : احبك يا ليلتي .
*************************
ركضت بخطوات هاربة الى غرفة والدتها لتهدا من دقات قلبها الواثبة وهي تتحسس شفتيها اللتان تحملان اثاره نظرت الى وجهها بالمرآه فوجدته موردا وحدقتيها تلمعان ببريق فرح ، تنفست بعمق وهي تغلق الشال جيدا عليها ثم تتجه الى الخارج مرة أخرى .
اوقفها بلال عند اول الردهة المؤدية للصالة الكبيرة وهو يقول بنزق : لا تخرجي هكذا .
عقدت حاجبيها بعدم فهم لتهمس بصوت مازال تأثيره واضح عليه : لماذا؟
قال من بين اسنانه : امير بالخارج ولا يصح ان يراك هكذا .
لعقت شفتيها وهي ترمش بتوتر ليكمل بغيظ : اعلم انه زوجك ولكن لا احبذ ان يراك هكذا .
هزت راسها بالموافقة ليبتسم ويتبع بهمس حمل رجاؤه : ليلى ان اسما بالخارج .
تهلل وجهها بالسعادة وقالت : حقا ، جيد انك اتيت بها .
زفر بقوة وقال : ليس جيدا فأيني تعاملت معها وكأنها ليست بمتواجدة بل لم تعرفها على صديقاتها الحاضرات ، امي من فعلت ذلك وهي تخبرهم بانها خطيبتي لا افهم فيم تفكر ايناس ولكني سئمت من تلك الطريقة غير العقلانية في تعاملها معي
زفر بقوة وقال بحنق : عمتي نفسها رحبت بها وباركت لها اما شقيقتي المصون ،
اطبق فكيه بقوة ليهمس بعد ان زفر هواء صدره بأكمله : أتمنى ان ترحبي بها انت .
ربتت على وجنته بخفة وقالت : لا تقلق .
ابتسم بامتنان ليتحرك متجه الى غرفته وهو يزدرد لعابة ببطء ويشعر بتلك الغصة تتجمع في حلقة تدريجيا وهو يستعيد رؤيتها امام عينيه .
لم يتخيل ابدا ان يجدها هنا امامه ترقص بسعادة مع شقيقته وتردد كلمات الاغنية بحماس وكأنه عرسها هي ، ترتدي فستان أنيق قصير يصل الى منتصف ركبتيها راسما تفاصليها بمهارة ، باللون البيج والبنى بنقشة جلد النمر كما تحب . بدون أكمام وله حمالتان عريضتان, ومزين بكشاكش وثنيات من تحت الصدر ، ترفع خصلاتها الغجرية في ذيل فرس كما يحب هو وتزين وجهها بزينة رقيقة برعت في اظهار جمال عينيها .
رمش بعينيه وهو يشعر بلهيب حارق يشعل خلاياه كلها وخاصة عندما التفتت لتجده امامها فتبتسم بطبيعية وتهز راسها بالتحية له ، بل انها توقفت عن الرقص ، خطت باتجاهه بخطوات واثقة ومدت يدها اليه برقة كعادتها وقالت : مرحبا بلال مبارك الزفاف والعقبى لك .
شعر بان قلبه ينغزه بألم مبرح لا يستطيع الإفصاح عنه ، رمش بعينيه وهو ينظر الى كفها المدودة له قليلا من الثواني المعدودة ثم ابتسم بحرج وقال وهو يحاول ان يتجنب مصافحتها : الله يبارك فيكي يا ابنة عمتي .
لامس يدها سريعا ليشعر بالذهول يتجسد على وجهه عندما اتسعت ابتسامتها وهي تصافح أسماء باحتفاء وهي تقول لها : مبارك الخطبة اسما ، يتمم لكما الله على خير .
تمتمت أسماء بخجل وهي تتمسك بساعده : بارك الله فيكي سوزان العقبى لك .
تمتمت سوزي بهدوء : شكرا اسما .
التفتت اليه بدلال طبيعي اعتاد عليه منها دائما ، ليشعر بانه سينهار على ركبتيه امامها ويطلب منها مسامحته ، ابتسمت برقة اصابته في مقتل وهي تقول : سآتي الى الشركة عندما ينتهي العيد بلال لدينا امر علينا انهاؤه .
عقد حاجبيه بعدم فهم لتبتسم بعملية : ليس بالشيء المهم ولكنه ضروري اراك قريبا ومبارك اليك انت أيضا .
انسحبت من امامه لتأخذ روحه معها ، شعر بان قلبه توقف عن الخفقان لدرجة انه قرر في لحظة طيش ان يتبعها الا انه توقف وهو يحس بكف أسماء التي تمسكت به وهي تضغط عليه برقة وتهمس : اين ليلى اريد ان ابارك لها ؟
وكأن سؤالها كان طوق نجاه له فتحرك مسرعا وهو يغمغم بانه سيبحث عنها ويأتي بها اليها !!
تنفس بعمق وهو يشعر بقلبه ينتفض بقوة تحت تأثير رؤيتها الموجعة له ، لا يريد ان يلم بتفاصيلها حتى يعلم بانها تخطته ، فرؤيته لها اليوم وهي بكامل اناقتها وابتسامتها السعيدة ، راسها المرفوع وكبرياءها الذي ظلل عينيها ابلغوه انه لم يعد ذا قيمة لديها !!
لقد تخطته وانتهى امره معها ، ضرب قبضته في الحائط ليشعر بالم لا يوازي شيئا امام المه الداخلي ، قلبه المنفطر وروحه المبعثرة
اطبق فكيه بقوة وهو يغمض عينيه ليهمس داخليا " كن قويا بلال هذا ما اردته وها هو يتحقق "
يتبع ...
|