كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 35 جـ 1..
أوقف السيارة امام فيلتهم متواريا بها في ظل الشجرة الكبيرة القابعة على جانب البوابة الحديدية الرئيسية ، ليزفر أنفاسه بسعادة ظاهره على ملامحه ويقول بمرح : ها قد وصلنا ،
التفت اليها وهو يبتسم بمكر لمع في حدقتيه : كان وقتا ممتعا تامي .
ابتسمت بسعادة وقالت وهي تهز راسها برضى : اه نعم لقد استمتعت حقا معك رغم قصر الوقت
رفع يديه باستسلام وقال : انت من صممت على العودة .
ضحكت برقة وقالت وهي تميل للخلف وتركن جسدها على باب السيارة بدلال : انه الوقت المناسب للعودة وائل ، قبل ان ينهض ابي لصلاة الفجر ولتذهب انت أيضا وتأخذ قسط من الراحة قبل ان تنهض لعملك .
ابتسم بلا مبالاة وقال : لا لن اذهب للعمل غدا .
نظرت له بتساؤل ليبتسم بمكر وهو ينظر اليها بطرف عينه : فكرت ان اؤخذ يومين إجازة لأرفه عن نفسي بهما
التفت اليها وهو يقول بهدوء : ما رايك هل تتناولين الفطور معي غدا ؟
لمعت عينيها بشقاوة محببه اليه فاكمل : اعتقد ان اباك لن يرفض فنحن مخطوبان رسميا وسنتقابل بمكان يضج بالناس .
ابتسمت وهي تأرجح شعرها بغرور اعتاد عليه لتقول وهي تمط شفتيها بلا مبالاة : اعتقد انه لن يرفض ولكن عليك استأذنه طبعا .
اقتربت منه برقي وهمست امام عينيه : عن نفسي لا مانع لدي ولكن لابد من موافقة ابي .
لمعت عيناه بسخرية تألقت في حدقيته وقال بنبرة تحكم بها قويا حتى لا يصل اليها استهزائه : بالطبع علي استئذانه .
تنفست بقوة وهي تنظر للسماء التي اوشكت على تغيير لونها من الأسود القاتم الى الأزرق الرائق وقالت : حسنا سأتمنى لك ليلة سعيدة واذهب انا الأخرى للنوم .
ابتسمت برقة وقالت وهي تنحني عليه لتقبل وجنته : سويت دريمز بيبي .
اتسعت عيناه بصدمة سيطر عليها سريعا ليبتسم بوجهها ويقول : يو تو بيبي .
كح بخفة لتنظر اليه فقال وهو يشدها من يدها المجاورة اليه قبل ان تخرج من السيارة مقربها الى صدره ويهمس امام عينيها بعينين متقدتين ببحور من العسل المصفى : اليس علي ان اقبلك انا أيضا ؟!
اتسعت عيناها بادرك وقتي لما فعلته معه لتهمس وهي تحاول الابتعاد عنه والتملص من كفه التي قبضت علي ذراعها قويا : لا ليس عليك ذلك .
ابتسم بخبث طل من عينيه وهو يحني راسه باتجاهها وقال بجانب اذنها : لماذا الم تقبليني من المفترض ان ارد اليك قبلتك تلك ابسط قواعد الذوق .
تملصت مرة أخرى من يده ليطبق بذراعه الأخرى على خصرها ويقربها منه لترتعد بعنف ووجها يشحب قويا امام عينيه ، تراجع براسه وهو يلحظ التغير الذي طرا عليها فهمس بخفة وهو يفتعل المرح : اهدئي تامي انا امزح معك .
افلتها برقة قصدها لتتسع عينيه بصدمة وهو يرى الدموع تتلألأ بعينيها فيقول بصوت مبعثر : لم اقصد اخافتك المعذرة فاطمة .
رمشت بعينيها وهي تتحكم في دموعها قويا وقالت : لا عليك انا بخير .
مدت يدها الى مقبض الباب لتفتحه فتمسك بساعدها بحنو وهو يقول بلهفة : انتظري ، لا تذهبي الان .
رفعت راسها وهي تزدرد لعابها ببطء تتحكم في ارتجاف جسدها وتزم شفتيها حتى لا تفضح خوفها الذي عاد اليها بسببه اتبع بصوت ابح لم تتعرف عليه معه من قبل ، نبرة جديدة عليها حملت رجاؤه الصادق : اسف تامي لم اتخيل اني سأتسبب في اخافتك .
هزت راسها بلا مبالاة وقالت بغرور اجبرته على ان يطغى على شخصيتها : لم اخف .
اقترب منها وهو يكتنف كفها برقة ويرفعه الى شفتيه ويقبله باعتذار حقيقي تألق في عينيه : المعذرة على حماقتي لم استطع ان امنع نفسي من اللهو معك ولم احسب حسابا لأنك ستكونين حساسة بتلك الطريقة .
ادارت راسها اليه ونظرت له بتفحص لتساله بصوت بارد : تعمدت اخافتي يا باشمهندس ؟!
زم شفتيه ليتنفس بعمق ويقول بهدوء وهو يلوي شفتيه برفض : لا ، بالعكس كنت أتوقع انك ستمزحين معي فانا بالطبع لن اقبلك وخاصة اننا بالشهر الفضيل .
ولدهشته العارمة قهقهت ضاحكة الى ان دمعت عيناها ليبتسم هو وهو يرى ضحكتها المنطلقة التي يستمع اليها لأول مرة ، لم تكن ضحكة تقليدية بل كانت مختلفة تمام الاختلاف شبيهه بصاحبتها ، ضحكة عنوانها الغرور وتحمل في طياتها الكبرياء ولكن نغمتها رقيقة انيقة تشي برقتها الداخلية تحمل إيقاع مدلل مثلها وتنتهي بطريقة شقية خاطفة خطفت انافسه وهو ينظر اليها بشغف ابتلعه !!
انتبه لإحساسه بها وتعمقه معها ليرمش بعينيه وهو ينظر لاحمرار خديها والق عينيها اللتين نضحتا بسعادتها وتبدل مزاجها ، ليبتسم بتساؤل عن سبب ضحكها فقالت بمرح : هذه البلد عجيبة بطريقة لا تصدق والناس هنا افعالهم غير متوقعة بالمرة !!
عقد حاجبيه بتساؤل لاح بمقلتيه لتتبع بابتسامة ساخرة : امركم عجيب أيها المصريون فانتم من الممكن ان ترتكبون أشياء كثيرة تفعلونها وضميركم مرتاح ولكن تتوقفون عنها لأنه الشهر الفضيل ،
هزت راسها بعدم فهم وهي تتبع بتعجب : حقيقة ، هذا امر من الأمور الكثيرة التي لا افهمها في هذه البلد .
ابتسم بخفة وقال بهدوء : ولن تفهميه .
التفتت اليه بانزعاج وضح على محياها ليتبع بسخرية ظهرت جلية في صوته : لابد ان تكوني مصرية اصيلة لتفهمين تصرفاتنا ،
جزت على اسنانها قويا وقالت : انا مصرية بالوارثة رغم جواز سفري الإنجليزي .
ضحك بقوة ضحكة عميقة ساخرة اشعلت حواف اذنيها ليقول من بين ضحكاته : ولذا اخبرك انك لست بمصرية اصيلة تامي
قالت بنزق وهي تنظر اليه بغضب تألق في عينيها فاحرق لون الشوكولا بهما واظهر حواف الكراميل التي تبتلع حدقتيها : وما الفارق يا باشمهندس ؟
قال بسخرية عميقة وهو ينظر اليها بقوة :الفارق انك لم تنشا هنا لم تختلطي بالناس هنا ، لا تعرفين أي شيء عن طبيعتهم وامور حياتهم
زفر بقوة واتبع بنبرة هادئة : لم تفعلي أيا من الأمور الأساسية التي يفعلها المصريين عزيزتي .
رفعت حاجبها باعتراض وقالت : حقا ؟! وما تلك الأمور التي لم افعلها لتضمن لي مصريتي من وجهة نظرك يا باشمهندس ؟!
ضحك بخفة وقال وهو ينظر لعمق عينيها : لكي تكوني مصرية اصيلة يا تامي ، لابد ان تكوني تشبعت بهواء القاهرة الممزوج بأدخنة مصانعها وركضت على كورنيش النيل وشربت من مياهه الملوثة بعوادم نفس المصانع التي ترمي مخلفاتها به .
اتسعت عيناها برعب وظهر الاشمئزاز على وجهها ليضحك ضحكة رجولية عميقة اعادت وجهها لطبيعته وهي تنظر اليه بنظره حالمة لم تنتبه اليها ، استطرد بسلاسة وهو يركن راسه للوراء : لتكوني مصرية اصيلة لابد ان تسيري في حواري مصر القديمة وتتعرفي على الافراد الكادحين ، لابد ان تتناولين فول لن تتذوقي مثله الا من تلك العربة التي يدفعها عم عرفة العجوز الذي قارب على السبعين ولكنه يسعى لرزقه بأمل كبير ويقين بان ربه سيرزقه ورضا بما سيكتب له من الرزق اليوم .
لتصبحي مصرية اصيلة يا فاطمة هانم لابد ان تركضي بحقول مصر الشاسعة وتقطفي ثمار ارضها وتأكلينها دون ان تهتمي بغسلها اولا فشهدها يكون اطعم من العسل الأبيض الفاخر .
لتكوني مصرية اصيلة يا تامي لابد ان تستنشقي يود بحر الإسكندرية عندما تقبلين على مشارفها وتشعري بان تلك الرائحة العميقة تتغلل بأوردتك فلا تفعلين شيئا الا ان تذهبين وترمين نفسك بعرض البحر وانت بكامل ملابسك دون الاهتمام باي شيء اخر .
لكي تكوني مصرية اصيله لابد ان تكوني واثقة ان هذا الشعب راضي قانع بما يكتبه الله له ، هذا الشعب الذي لا تفهمين معظم تصرفاته يخشى الله بداخله رغم انه يرتكب بعضا من الأفعال الغير صحيحة ، هذا الشعب قد ولد على فطرة الإسلام فمعظمه يفعل أشياء صحيحة دينيا دون العلم ان هذا من أساس دينه .
اتبع بعمق وعيناه تتألق بأشعة ذهبية نافست الشمس في عز توهجها :فهم يعلمون جيدا ان الشهر الفضيل اوله رحمة ونصفة مغفرة واخره عتق من النار فلذا يلتزمون جيدا اثنائه في نوع من المحاولة ان يحصلوا على المغفرة لما يرتكبونه دون قصد منهم في الأيام الأخرى .
ران الصمت عليهم عندما توقف هو عن الحديث فالتفت اليها ليرى الذهول متجسدا على ملامحها ،ابتسم على استحياء وهو يخفض نظره بعيدا عنها لتهمس بصوت ابح : لا اصدق انك يا ابن الوزير من تتحدث امامي بتلك الطريقة .
لمع الاحمرار بوجنتيه وهو يبتسم باتساع : ما به ابن الوزير ؟
رفعت حاجبها وهي تنظر له بدهشة والتساؤل يلمع بعينيها وهي تقول بنبرة متشككة وعدم التصديق يعتلي ملامحها بقوة : اتريد ان تخبرني وائل بانك فعلت كل ذاك .
قال بتعجب : ولم لا ؟!
اتبع بثقة : بل اكثر منها بكثير فاطمة .
قالت وهي تشيح بيديها والاستنكار يلمع بحدقتيها : انت ابن الوزير عاصم الجمال ، تناولت الفول من العربة وركضت على كورنيش النيل
هزت راسها بعدم تصديق ليستحثها على المتابعة وهو يهمس بتعجب: حسنا .
زفرت بقوة وهي تنظر له غير قادرة على إيصال ما بداخلها له ليضحك هو بضحكته العميقة الاسرة ويتبع بنبرة ساخرة: اه فهمت ، لابد ان يكون متكبر مغرور احمق ، يشرب المياه المعدنية ويركض بنادي الجزيرة ، يرتدي ملابسه استيراد الخارج وبالطبع لا يأكل الفول بل يتناول الجمبري المستورد من فرنسا ،
هز كتفيه بعدم معرفة وهو يتبع : لا اعلم لماذا الجمبري خاصة ما يقومون باستيراده ، رغم ان البحر الأحمر لدينا يخرج افخر أنواع الجمبري .
ضحكت برقة فقال : ابن الوزير كما هو ابن وزير ولكنه مصري بأول الامر واخره تامي .
قالت بشقاوة والحماس يتقد بعينيها : اذا ساترك لك نفسي وأريد ان اصبح مصرية انا أيضا ، واول شيء اريده ان اتناول الفول من العربة .
ضحك بقوة وقال : انها امنية بسيطة جدا يا فاطمة ، سأصحبك لهناك يوما بعد انتهاء رمضان
صاحت بحماس : يس
اتبع بضحكة عميقة اطارت بصوابها وهو يهز راسه بالموافقة و يقول بحماس : ولكن قبل وجبة الفول التي تشتقينها لتلك الدرجة، سأدعوك بأول أيام عيد الفطر على اكلة فسيخ ستتسبب لك بنزلة معوية
ضحك بقوة وهو يرى عيناها تتسع رعبا وتقول بخوف فطري : لا شكرا سحبت عرضي .
ضحكت معه بانسجام وهي تشعر بالألفة تزداد بينهم ليصدح اذان الفجر مدويا من حولهم تنحنح بحرج وهو ينظر لها متسائلا ويقول : ماذا ستفعلين الان ؟ فوالدك سيخرج للصلاة قريبا .
كحت بخفة لترفع راسها في كبرياء رسم البسمة على شفتيه وقالت : لا شيء .
اتبعت وهي تفتح الباب : اذهب انت وانا سأتصرف .
قبض على كفها مرة أخرى ليقول : لا طبعا سأذهب معك لن اتركك الان .
زمت شفتيها لتقول بهدوء : لا وائل ليس عليك فعل ذلك فأبي عندما يغضب بتحول لشخص اخر بعيدا تمام البعد عن الدبلوماسي المعروف .
ابتسم بخفة وقال : لا تقلقي ثم يجب علي هذا ، انا لست صديقك ، انا خطيبك واذا كان هناك من يستحق اللوم فهو انا .
أشار لها براسه للخروج وقال : هيا امامي ولا داعي للخوف وانا بجوارك .
هزت راسها بغرور وقالت : فاطمة الخشاب لا تخاف .
ضحك باستمتاع وقال : هذه هي الروح المطلوبة ، هيا بنا .
********************************
غمغمت بنعاس فعلي : خالد .
ابتسم بهدوء وهو ينظر اليها بعشق وهمس بجانب اذنها وهو يضعها بفراشهما : نعم حبيبتي .
رمشت بعينيها وقالت : هل أتت السابعة ؟
ابتسم بخفة وقال : لا لازال الوقت باكرا فالفجر اذن منذ دقائق سأستحم واذهب للصلاة ، اخلدي للنوم انت وانا سأوقظك للدواء لا تقلقي .
غمغمت بكلمات غير مفهومة وهي تندس بين الاغطية وتتمسك بوسادتها وتضع ذراعها تحت راسها كعادتها وتسقط في سبات شعر به .
تنفس بعمق وهو يزيح خصلات غرتها من على جبينها مبعدها للخلف ليقبل راسها وينهض ذاهبا لغرفة الملابس .
انهى حمامه ووقف يرتدي ملابسة بهدوء خيم عليه ، رش بعض قطرات من عطره المفضل ليمرر كفيه بخصلاته السوداء في طريقة عشوائية أدت الى تصفيف شعره بطريقته المثلى ابتسم وهو يحاول ان ينحيها بعيدا عن عقله حتى يستطيع التركيز فيما هو قادم ، لتتسع ابتسامته رغما عنه ، عض على شفته السفلى بقوة وهو يهمس داخليا " افق خالد فهم يحتاجونك بكامل تركيزك الان "
تنفس بعمق ليضيق عينيه وهو ينظر لتلك الحقيبة القابعة في الظلام ، لا يعلم سر إتيان منال بها فهي لم تفرغها بعد ، زفر بقوة وهو يحدث نفسه : انها قديمة أيضا ، من الواضح انها تحمل بعضا من اشيائها الخاصة .
تحرك باتجاهها دون وعي منه وفضوله يصل لذروته ، ليجلس القرفصاء من امامها ويضعها بشكل مناسب ثم يقوم بفتحها !!
اتسعت عيناه بذهول وهو يرى تلك الدفاتر القديمة المزيلة باسمها من الخارج ،ابتسم وهو يقلب بهم ليجدهم يخصون دراستها الجامعية .
يعلم هو انها تحب الاستذكار بطريقة قديمة جدا فهي الى الان تفضل الورق والاقلام على جهاز الحاسوب الشخصي !!
ضحك بخفة ليرمش بعينيه وهو ينظر الى حقيبة قماشية زرقاء تستخدم في الرحلات الاستكشافية تقبع متوارية خلف تلك الاكوام من الدفاتر .
ازدرد لعابة ببطء وهو يسحبها للخارج بعدم تصديق ليتأكد عندما وضعها امام عينيه انها تخصه !!
علا صوت الاذان الثاني من حوله ليطبق فكيه بقوة ويعاود غلق الحقيبة بعد ان أعاد ترتيبها سريعا ليحمل حقيبته ويتحرك للخارج
يريد ان يعلم سر وجود تلك الحقيبة بأشيائها القديمة الخاصة وكيف حصلت عليها
زم شفتيه بصيق وقال بخنقة سيطرت عليه : الا يأبى ذاك الماضي ان يموت ؟!
**********************
ابتسم بتوتر وهو ينظر لسيادة السفير الذي ينظر اليه بتفحص اثار ضيقه ليهمس مستطرد : اعلم عمي انه كان تصرفا متهورا مني ولكن ارجو المعذرة فهو لن يتكرر بإذن الله .
لوى سيادة السفير شفتيه بنزق لتهمس فاطمة بخفوت : المعذرة بابا ولكني لم أشأ ان اوقظك لأخبرك اني سأرافق وائل في تناول السحور بالخارج ، وجدته امر طبيعي وخاصة بعد ان أعلنت خطبتنا .
هز راسه بتفهم ليقول : حسنا فاطمة اذهبي لغرفتك وتناولي قسطا من النوم .
تبادلت النظرات مع وائل ليتبع اباها بأمر صارم : هيا فاطمة تحركي .
قفزت واقفة وهي تنظر لوائل الذي بدا اللون الأحمر يزحف لاذنيه لتقف من خلف اباها وتبتسم له بشقاوة وتحرك شفتيها : اردت اللوم فلتحصل عليه وحدك .
كتم ابتسامته بقوة لتتبع بابتسامة لعوب : سويت دريمز بيبي .
كح بلطف ليطرد تلك السعادة التي تجبره على الشعور بها ثم نظر لها بقوة واشاح لها براسه ان تذهب ،انتفض بخفة عندما صاح والدها بغضب : فاطمة .
تحركت سريعا وهي تركض للأعلى وصوت كعبيها يدقان الأرض ، مرر كفيه بوجهه ليمسح تلك الابتسامة البلهاء التي زينت شفتيه وهو يراها تركض مسرعة كطفلة صغيرة تخشى العقاب ، شعر بالتوتر يخيم عليه قويا وهو يرى نظرات سيادة السفير الغاضبة كح بلطف وقال : أرى انك غاضب عمي .
فقال سيدة السفير بحدة ذكرته بوالده : نعم لم أتوقع منك ان توافق طيشها يا باشمهندس .
هم بالحديث ليقول سيادة السفير امرا وهو يشيح له بيده ان يصمت : ليس الان تعال معي حتى لا تفوتني الصلاة في الجامع القريب .
نهض واقفا ليتبعه هو بدوره ، زحف التعجب على وجهه عندما توقف سيادة السفير ويساله : الا تريد الذهاب للصلاة ؟!
ابتسم بهدوء وقال : لا عمي سأرافقك للصلاة .
قال سيادة السفير بهدوئه المعتاد : حسنا هيا بنا .
****************************
انهى صلاته في خشوع ليسمع صوته المعتاد يهمس بجانبه : حرما يا خواجه .
ابتسم بهدوء وقال باعتياد : جمعا بإذن الله .
ضحك جاك بهدوء وقال : حسنا مقبولة منك خالد .
ابتسم خالد بهدوء وهو ينظر لذلك الصليب الذي يزين صدر جاك دائما وقال : هل بدلتم موعد المقابلة ؟!
هز جاك راسه بالإيجاب وقال : ذلك الاحمق الذي يراقبك توقف عن تتبعك عند ذهابك للصلاة فانت تداوم عليها تلك الأيام في المسجد ومن الواضح انه ضاق بذلك الامر .
همس خالد مؤكدا وقال : نعم خاصة صلاة الفجر فهو يكون نائما .
اتبع بدهشة : لا اعلم كيف يستخدمونه وهو بذلك الحمق .
ضحك جاك وقال : لا تشغل راسك بهم ولكني علمت ان من يدير الامر الان ليس على دراية بكل الأمور لذا فكرت في ان تتم المقابلة بعد قليل .
اكمل وهو ينهض من جانبه : يوجد باب اخر من الاتجاه المخالف سأنتظرك بسيارتي عنده لأخذك لهم .
هز خالد راسه بالإيجاب وقال : حسنا .
بعد خمس دقائق كان يدلف بجوار جاك الذي انطلق مسرعا وهو يهمس : سجلك نظيف يا خواجة ،
همس متبعا بصداقة شعت من حدقتيه العسليتين : كيف حالك خالد ؟
هز خالد راسه بهدوء وقال : بخير والحمد لله .
صمت الاخر قليلا ليقول : والطفلين وفاطمة ؟!
ابتسم خالد رغما عنه ليقول بهدوء : جميعنا بخير جاك لا تقلق .
هز جاك راسه متفهما فاتبع خالد بصوت بارد : منال تبلغك تحياتها .
ابتسم الاخر رغما عنه وخالد يتبع : انا اخبرتها ان الفانوس الكبير هدية منك .
ضحك جاك بخفة وقال : حقا ، هل اعجبها ؟!
رفع خالد راسه بصرامة تجسدت بملامحه : نعم ولكننا تركناه ببيت السفير
التفت لينظر اليه ويقول بجمود : فانا اتيت لها باخر وضعته بمنزلنا الجديد .
رمش جاك بعينيه وقال : طبعا .
اكمل بصوت هادئ : من المؤكد انها سعدت به فكل ما تفعله انت يسعدها خالد .
قال خالد بثقة : بالتأكيد .
توقف جاك عند مبنى غير معلوم الهوية مكون من طابقين يشبه الفيلا ولكنه ليس كذلك وقال : هيا تعال .
ارتجل خالد بهدوء وهو يتأكد من وضعه سلاحيه ليتحرك خلف جاك بخطوات واثقة وراس مرتفع .
دلف الى المبنى ليرفع حاجبيه بتعجب وهو يرى ان المبنى من الداخل مكتظ بالحركة ، وهو يرى اولئك الشباب من حوله .
همس جاك له وهو يشير لبعض منهم بالتحية براسه : لا تتعجب انهم المجموعة المكلفة بمراقبتك .
دق جاك احدى الأبواب ليسمع صوت يسمح له بالدخول ففتح الباب وسمح لخالد بالمرور قبله ثم تبعه وأغلق الباب من خلفه .
ابتسم خالد وهو ينظر لذاك الرجل ذو الوقار والهيبة وهو ينهض واقفا ويبتسم له بدوره ويمد يده ليصافحه ويقول : أخيرا سنحت لي الفرصة بمقابلتك خالد .
قال خالد بهدوء : مرحبا سيدي .
أشار له الرجل بالجلوس لينتبه خالد لذلك الواقف بجوار النافذة فهز له راسه بالتحية ، تقدم الاخر منه وهو يقول : مرحبا خالد بك .
قال خالد وهو يدير عينيه عليه : مرحبا .
ابتسم جاك وقال وهو يجلس بالكرسي مقابلا له : السيد رؤوف
أشار لذاك الشاب الواقف من ورائه : والسيد حسام .
هز خالد راسه بالتحية مرة أخرى ليقول حسام : وانت اشهر من نار على علم كما نقول ، خالد بك سليمان سررت بالتعرف عليك .
قال خالد بنبرته الرخيمة : انا الاخر سعدت بمقابلتكم .
قال السيد رؤوف بهدوء : انت بالطبع لا تعلم سبب المقابلة
قال خالد وهو ينظر اليه وحدقتيه تتزين بلون ازرق صاف : بلى اعلم .
همس متبعا : امير .
تألقت عينا السيد رؤوف بالإعجاب ليقول حسام وهو يتحرك ويقف خلف رئيسه : اذا ما سمعناه عنك كان حقيقا .
ابتسم خالد ابتسامته الجانبية وقال بمكر شع من حدقتيه وهو ينظر لجاك : هذا يتوقف على ما سمعتموه .
ضحك السيد رؤوف بهدوء وقال : ما سمعناه كثير خالد ولكن الان دعنا نهتم بالمستجد لدينا .
رفع خالد راسه باهتمام والسيد رؤوف يتبع : بالفعل نحن نريد حماية امير
عقد خالد حاجبيه وقال : ممن !
اتبع سائلا : كيف توصلوا له ؟
تنفس جاك بعمق ليقول : من اخر شخص تتوقعه خالد !!
قال والغضب يكتنف حدقيته : ولكنه مات ، لقد قتلته .
قال جاك بجدية : اه نعم هذا ما ظنناه وخاصة بعد اندلع الحريق بالمكان ملتهم كل شيء ولكن من الواضح ان هناك من قام بإنقاذه .
اكمل جاك بهدوء : لقد عاد لينتقم من ثلاثتكم .
ارتسمت الحدة على ملامح خالد ليردد : ثلاثتنا .
اردف بتساؤل : من الثالث ؟!
قال جاك بخفوت : فاطمة .
اتسعت عيناه بغضب فعلي حول حدقتيه للأسود وقال : وما شانه بها ؟!
قال جاك بهدوء : اهدئ خالد .
قال السيد حسام وهو يربت على كتف جاك بهدوء : دعني اتولى الامر من هنا مستر جاك .
ابتسم حسام بهدوء وقال : اعرني انتباهك يا بك
***********************
نظرت له بدهشة وهي تراه يدلف من الباب المؤدي للحديقة لتقول بدلال وهي تتعلق برقبته : اين كنت حبيبي ؟
ابتسم بهدوء ليضمها الى صدره ويقبل راسها : ذهبت لأنظم سير العمل .
اتبع وهو يدفعها للسير معه : أتمنى ان تكوني استيقظت بالموعد .
هزت راسها بالإيجاب وقالت : نعم في الموعد تماما ولكن تعجبت من عدم وجودك .
ضحك بخفة وقال : كان علي انهاء بعض المعاملات بنفسي .
اتبع سائلا وهو يرمقها بنظرته الجانبية : ما اخبار فاطمة لم تأت منذ أربعة أيام .
ضحكت بخفة وقالت وهي ترفع حاجبيها : ولن تأت اليومين القادمين أيضا ،
نظر لها بتساؤل فاتبعت وهي تبتسم بسعادة : الباشمهندس عاد من الخارج وبالتأكيد ستنشغل معه .
ابتسم وهو يهز راسه بتفهم لتهمس هي : ما بك اشعر بانك مختلف عن البارحة .
ابتسم بهدوء وقال وهو يشير براسه بدلالة لا شيء: متعب فقط لم انم جيدا الليلية الماضية
برقت عينيه بلون ازرق غني لتبتسم هي بخجل وهي تلتقط تلميحه ، فاتبع وهو ينهض واقفا ويقبل راسها : سأخلد للنوم قليلا ، ايقظيني عندما حين موعد الفطور .
قبلت خده بشقاوة وقالت : حسنا حبيبي نوم العافية .
يتبع...
|