لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-14, 10:14 PM   المشاركة رقم: 1841
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 34 جـ 1 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير \صباح الفل على حسب فروق التوقيت على عيونكم جميعا
وحشتوني كتير كتير
ووحشتني جمعتنا
اتمنى تكونوا كلكم بخير وصحة وسعادة
بعتذر عن التاخير بس والحمد لله طلعت من دور عنيا لدور برد جامد اوي اخدني اسبوع غسيل ومكواه
فمكنتش عارفة افتح عنيا حتى
الحمد لله خلصت منه على خير
ان شاء الله ميبقاش في تاخير تاني
بس بكرر يا بنات والله التاخير مش بيبقى بايدي ظروفي بتغلبني ومش بحب انزل حاجة انا مش راضيه عنها علشانكم مش علشاني
انتم اكيد متابعين اللي بيحصل و شايفيين ظروف البلد واللي بيحصل فيها
صعب جدا وانا متضايقة ومحتارة ومقهورة على بلدي اني اكتب بس بحاول والله بحاول
علشانكم وعلشاني
ربنا يسترها على بلادنا العرية باكملها
وييسر لنا امورنا جميعا

شكر خاص من اعماق قلبي لكل من وضع حرف رد به عليه لكل من خط كلمة سال فيها عليا ودعا لي بالشفاء وشاركني وجدانيا بامنيه الجميلة والرقيقة ، لكل من اطربني برايه المميز وكلماته الندية واسعدني بيها
شكرا لكم جميعكم
شكر خاص مضاعف لكم جميعا لانكم تنتظروني وتعذروني
احبكم في الله جميعا وامتن لوجودكم بجواري

ان شاء الله الفصل القادم يبقى السبت بعد القادم الموافق لل8 من فبراير
اتمنى بارت النهاردة يعجبكم ويحوز على رضاكم
البارت طويل واتمنى يكون على حسن ظنكم به
القاكم على خير
مووووووووووه للجميع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 27-01-14, 10:19 PM   المشاركة رقم: 1842
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 254979
المشاركات: 76
الجنس أنثى
معدل التقييم: اغاني الشتا عضو على طريق الابداعاغاني الشتا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اغاني الشتا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 34 جـ 1 ..

 

سولي انا جييييييييييييت اهوه
يلا ابقي اول تسجيل حضور
متتاخريش بقي يا حبي

 
 

 

عرض البوم صور اغاني الشتا   رد مع اقتباس
قديم 27-01-14, 10:21 PM   المشاركة رقم: 1843
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 34 جـ 1 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الرابع الثلاثون
الجزء الثاني


تمشط شعرها أمام المرآة وتنظر لنفسها بثقة اعتادت عليها، تبتسم بفرح لا تعلم سببه ولكنها تشعر به، فذلك الاتصال الذي أيقظها من نومها وصوته المليء بالمكر وهو يخبرها أن تكف عن النوم فالساعة تجاوزت الواحدة ظهرا، جعلاها تنهض جالسه بفراشها وهي تنظر من حولها وتهمس: كيف عرفت أني نائمة؟!
ضحك بمرح وقال: صوتك المخملي تامي، هيا انهضي فانا انتظرك بالأسفل
رمشت بعينيها وقالت: يلزمني الكثير من الوقت لأستطيع مقابلتك !!
استمعت إلى ضحكته الماكرة ونبرة السخرية التي تشبع صوته بها وهو يقول: لا ترهقي نفسك تامي فانا سأراك في القريب العاجل وأنت نائمة
شعرت بوجنتيها تحمران خجلا لتهمس من بين أسنانها: وقح.
ضحك باستمتاع وقال بهدوء: هيا أمامك نصف ساعة على الأكثر فهذا هو الوقت الذي استطيع أن أتحمل خالد بك به.
ضحكت بقوة لتهمس بتحذير: إياك وان تغضبه وائل.
قال بهدوء ولكنها شعرت باختلاف مزاجه: من أجلك فقط يا تامي، هيا لا تتأخري.
وها هي أنهت حمامها وارتدت ملابسها، مشطت شعرها وتركته على سجيته، نظرت لنفسها مرة أخرى وهي تعدل من وضع خصلات غرتها فجذبتها لمعة خاتمه العريض ببنصرها الأيمن تنفست بقوة وهي تشعر بأنها حلقة وصل قوية بينهما !!
ابتسمت باتساع وهي تتذكر حنقه البارحة عندما انتقت ذلك الخاتم الأقل من العادي من وجهة نظره، الرائع من وجهة نظرها هي، فهي شعرت به يلائمها منذ الوهلة الأولى التي وقع نظرها عليه، بل انه حاول إقناعها بأكثر من خاتم أخر لتهز رأسها رافضة وهي تصر على اقتناء ذلك الخاتم الذهبي بفصوصه البيضاء المصفوفة على الجانبين وكأنها حراس تحمي أحجاره اللامعة بلونها الأحمر الغني تشكل ورود حمراء تقع بمنتصف الخاتم تشع ببريق قوي يخطف الأنفاس ماثل بريق عينيها التي تألقت بتحدي خاص وهي تنظر إليه بغرور وتضع الخاتم بيدها لتجربه !!
رفعت عيناها إليه وهي تنظر ببراءة: إلا يعجبك ذوقي؟!
ابتسم من بين أسنانه: انه جميل تامي ولكن..
صمت عن الحديث الخافت بينهما لتنظر إليه مستفهمة فأكمل: انتقي شيء آخر يليق بزوجة ابن الوزير.
لوت شفتيها بامتعاض وقالت بحنق: لا يهمني ذلك الأمر
اتبعت بنبرة باردة: أنا انتقي دبلة سأضعها بأصبعي ومعنى أنها تناسبني فهي تناسب ابنة احمد الخشاب
نظرت إليه بقوة وقالت بكبرياء: أم انك ترى أن ابنة احمد الخشاب لا تليق لك؟!!
رمش بعينيه وشعرت بتغيره ليهمس بخفوت: إذا لم تكن تليق بي لماذا أنا هنا، برأيك؟!
أشاحت بوجهها والغضب يعلو ملامحها فهمس مرة أخرى بجانب أذنها: أنا أتحدث عن الأصدقاء والمقربون ومن سيبحثون عن خاتمك ويتداولون الأحاديث عن بخلي المنتظر أن اشتهر به بعد ارتدائك لتلك الدبلة.
ضحكت بمرح رغما عنها من أسلوبه المتهكم وقالت: إذا فلتكن شهرتك بالبخيل فداء لي يا باشمهندس.
ضحك بسخرية وقال: أنا كلي فداء لك تامي.
احمرت وجنتيها رغما عنها فهمس: أحب وجهك وهو يتلون بذلك اللون الوردي، لا اعلم لماذا ولكنه يعجبني.
ابتسمت وهي ترى تلك الشرارات تندفع بوجنتيها مرة أخرى وتلونهما بلونه المحبب، أرجعت شعرها خلف ظهرها لتنهض واقفة وهي تنظر في ساعتها فترى أنها تأخرت عن ذلك الموعد الذي حدده لها بربع ساعة كاملة !!
نزلت الدرج بخطوات هادئة واثقة وهي تنظر إليه يجلس بالصالة على غير عادة والدتها باستقبال الضيوف، بجواره والدها وعلى الكرسي المنفرد يجلس خالد وهو يبتسم من بين أسنانه، ينظر إلى وائل من بين رموشه بغموض ظاهر على محياه، ابتسمت باتساع وهي ترى نظراته الحانقة من تأخرها وهو ينهض واقفا ليستقبلها
أرجعت شعرها مرة أخرى وهي تقترب منه، تبتسم بشقاوة وتقول بلباقة وهي تمد كفها لتصافحه: مرحبا بك يا باشمهندس.
صافحها بود وهو يبتسم لها بغيظ ويقول: مرحبا فاطمة، رمضان كريم عليك.
عقدت حاجبيها وظهر التفكير على وجهها لتقول: لا اعلم حقا ما الرد المناسب لذلك ولكن وعليك أنت الأخر.
ضحك خالد بخفة لتلتفت إليه وتقول بمرح: صباح الخير خالد.
ابتسم بسعادة وهو ينهض ليتلقفها بين ذراعيه ويضمها إلى صدره ويقبل رأسها بأخوية سطعت بعينيه ويهمس: صباح النور حبيبتي، كيف أصبحت اليوم؟
قبلت وجنتيه وهي تتعلق برقبته وتقول بفخر لمع بعينيها: بخير حال خلودي.
رفع نظره إليه ليرى الغضب يتجمع بحدقتيه فيتحولان لحجرين معتمين، رأى الغيرة تطل من مقلتيه الغائمتان فابتسم بمكر وهو يضمها من كتفيها بعد أن ألقت التحية على والدها وقبلت رأسه بتقدير، قال بهدوء وهو يجبرها أن تجلس على الكرسي الأخر بجانبه: الباشمهندس أتى ليبارك لنا بقدوم الشهر الفضيل.
ابتسمت وهي تطيعه راضية وتبتسم بشقاوة وتنظر للأخر الذي جمدت ملامحه وهو ينظر لخالد والتحدي يعلو هامته فابتسم بهدوء وقال: نعم أتيت أبارك لخطيبتي قدوم الشهر الفضيل.
التفت ونظر إلى سيادة السفير ليقول بهدوء وثقة سطعت من عينيه: هلا سمحت لي عمي أن اصحب فاطمة معي، فكما أخبرتكم أمي انه تقليد لعائلتنا وأريدها أن تكون متواجدة وتحضره معي.
نظر له خالد من بين رموشه ليبتسم سيادة السفير ويقول بلباقة: بالطبع أنا لا أريد أن أمنيك برفضي لأول طلب تطلبه مني بني ولكن هذا لا يجوز.
أكمل السفير مفسراً: لا يجوز أن تذهب معك بمفردها، ثم أن خطوبتكما لم تصبح رسمية بعد.
ابتسم وائل بهدوء وقال: معك حق عمي، إذا سننتظر العائلة جميعها في يوم آخر من أيام الشهر الفضيل.
ابتسم سيادة السفير وقال بود: بالطبع بني كما ستشرفنا أنت وعائلتك و يوم بمفردك لتستطيع أن تجلس مع تومي وتتحدث معها.
اتبع بثقة: أنا أؤمن بان لابد أن تتواصلا معا.
ابتسم وائل بود وقال: بالتأكيد عمي
لمعت عيناه بوميض وقال بهدوء: هلا سمحت لنا بان نتواصل اليوم فانا أريد أن أتحدث إليها.
هز سيادة السفير رأسه موافقا وقال: بالطبع بني.
التفت إلى ابنته وقال: اصحبيه للحديقة تومي وتحدثا سويا.
ابتسم باتساع وقال بصدق: أشكرك عمي.
أدار نظره لخالد ورمقه بنظرة انتصار لونت حدقتيه بلون ذهبي جعلها لامعة كالذهب وقال: مبارك الشهر عليك يا بك.
ابتسم خالد ببرود وقال: وعليك أنت الأخر يا بك.
تنحنحت بحرج وهي تستأذن خالد بعينيها ليبتسم بخبث وهو يرفع عينيه للأخر الواقف والذهول يرتسم على وجهه بسبب ما فعلته فاطمة لتوها والذي لم يكن ليتوقعه أبداً
هز خالد رأسه بالإيجاب لتومي لتهمس بصوت خفيض: بعد إذنكما.
التفتت له بعد أن تنفست بقوة وقالت: تفضل يا باشمهندس
حيا سيادة السفير برأسه مرة أخرى وهو يتبعها للخارج
نظرت إلى وجهه الجامد بتفكير وقالت: ما بالك يا باشمهندس؟!
أطبق فكيه بقوة واثر الصمت إلى أن أشارت له بالجلوس على طقم البامبو الموضوع بمنتصف الحديقة ليتنفس بقوة ويقول بنبرة هادئة إلى حد ما: علام اتفقنا فاطمة؟!
عقدت حاجبيها وظهر التفكير عليها وقالت: ماذا حدث؟ لم افعل شيء يخل بالاتفاق بيننا،
زحف الإدراك بعينيها فاستطردت: لقد أخبرتك أني سأخذ الكثير من الوقت ولم أتأخر كثيراً عما حددته أنت.
ظهر الانزعاج على وجهه وقال: لا أتكلم عن تأخيرك في النزول إلي، رغم أني استأت جدا منه ولكني أتحدث عن ما أخبرتك به البارحة.
تجسدت البراءة بملامحها لتقول: لا أتذكر جيدا ولكني أرى أني لم اخل بالاتفاق بيننا.
زفر بقوة ليجبر نفسه على الهدوء وهو ينظر لها من بين رموشه ويقول بخفوت وهو يصر على كلماته: الم أخبرك أنني رغم أي شيء رجل شرقي وبعض الأمور لا اقبلها؟
هزت رأسها بالإيجاب، وهي تنظر إليه بحذر والاستفهام يعلو وجهها فأكمل على مضض وهو يمط شفتيه باستياء: لا أحبذ أمر العناق هذا بينك وبين خالد.
رفعت حاجبها الأيمن بحركة اعتراضية والشراسة تزحف لمقلتيها فاتبع بمهادنة: لا أقيدك فاطمة ولكنه أمر ليس مقبولا.
لاحت السخرية على شفتيها وقالت: لا اعتقد انك تتحدث عن الأمر من الناحية الدينية يا باشمهندس.
رفع حاجبه ونظر لها بطرف عينه وقال: رغم أن دينياً هذا ليس مسموحاً به ولكني سأحدثك لان الأمر ليس مقبولاً لي لأني لا أحب أن يحتضن زوجتي أحداً غيري !!
صاحت معترضة: هاي أنا لست بزوجتك.
ابتسم بمكر وقال بثقة: باعتبار ما سيكون.
فأكملت له بتحدي: اعتقد بأن بتلك الطريقة لن يكون أبدا يا باشمهندس.
جمدت حدقتيه وغامت باللون الأسود فأصبحت معتمة لا تشف عما بداخله فاتبعت هي بنبرة اقل حدة: اسمع وائل لقد توقعت أن تكون متفتح العقل، لا تقف عند تلك الأمور الصغيرة غير المهمة.
تنفست بقوة وقالت: ثم أن خالد أخي.
قال بصوت خافت ولكنه حاد: ليس أخاك
قالت بحنق وتشبث برأيها: بل انه أخي وصديقي ووالدي إذا لزم الأمر. لقد قضيت أهم فترة بعمري عنده يعاملني كملكة متوجة ويهتم بأدق تفاصيلي
أكملت بفخر حرق خلاياه وهي ترفع رأسها باعتزاز: انه سندي وظهري، انه من يهتم بي وبأحوالي، يرعاني ويحنو علي، انه أكثر بكثير من أخي وائل وأنت لن تفهم ماذا يمثل خالد لي !!
جز على أسنانه بغضب وقال: بل افهم ولكن هذا كله لا يمنع انه ليس أخاك !!
ارتدت للوراء وهي تستشعر الغضب في نبرته فأكمل وهو ينظر إليها بقوة: انه زوج شقيقتك التي إذا حدث لها شيء أو انفصلا لا قدر الله يحق له الزواج منك.
ابتسمت بخبث أنثوي وقالت بدهاء لمع بعينيها : لا تخبرني انك تغار.
لمعت عيناه بوميض ولكنه قال بنبرة جافة وهو يمط شفتيه باستخفاف: من خالد لا.
نظر إليها والجدية تعتلي ملامحه: ولكن عليك نعم أغار، انه أمر طبيعي.
نظرت له بتشكك فزفر بقوة وقال: أنت خطيبتي تامي، ستصبحين زوجتي، خاصتي، لا اقبل أن يضمك بين ذراعيه رجلاً آخر غيري
أكمل بشراسة لمعت بعينيه: حتى أن كان والدك.
اتسعت عيناها برعب فطري فابتسم بجزل وقال: لا تجزعي أنا امزح
أكمل بتهكم: سأسمح لسيادة السفير بان يضمك ويقبلك إذا أراد.
ابتسمت بسخرية وقالت وهي تستعيد هدوئها بعد أن ظنت انه يمزح: انه لكرم منك يا باشمهندس.
تنفس قوياً و خفض نظره ليقع على يدها الموضوعة بإهمال على المنضدة أمامه فداعب خاتمه الذي بيدها بعينيه فرمشت هي بحرج وهي تشعر بنظراته المسلطة عليها، ابتسم وهو يرى وجنتيها تتورد بخجل يعجبه رغم انه يشعر بأنه لا يليق بها وقال: لا أريد أن أتشاجر معك تامي، لقد أتيت لأمر خاص بنا، لم آت لأتحدث عن خالد وعلاقتك به وعن أهميته الكبرى في حياتك.
شعرت بالضيق يغلف صوته فقالت بهدوء: لماذا أتيت إذا؟
ابتسم وهو ينظر إلى كفها الرقيق، أصابعها نحيفة طويلة تشي برقتها الداخلية والتي لم تظهرها إلى الآن، أظافرها قصيرة ومقلمة بعناية وغير مطلية مما أثار تعجبه، راحة كفها الصغيرة بالنسبة إليه، انسيابية كفها ونعومته التي شعر بها رغم انه لم يلمسها تصرخ معلنة عن رقي صاحبتها ودلالها
همس بصوت محشرج: كفك جميلة ، لم أتخيل أن أعجب بيد احدهن من قبل.
قبضت كفها وخفضتها تحت المنضدة واضعه يدها بحجرها وكأنها تخبئها وهي تنظر له بتشكك فهمس: تزيد الخاتم جمالاً وليس العكس.
عقدت حاجبيها بعدم فهم فابتسم وقال: لم أشأ أن أغضبك البارحة ووافقت على ذلك الخاتم لأجلك.
خفضت نظرها لتنظر إلى خاتمها تتألق أحجاره الحمراء تحت أشعة الشمس بضي يشعرها بالشغف ويزيد فضولها كصاحبه فهمست: انه رائع.
هز رأسه موافقاً: نعم انه رائع لأنك أنت من ترتديه.
اخرج من جيب سترته الداخلي علبة مخملية مربعة وقال وهو يفتحها أمامها: لذا أريدك أن تقبلي هديتي وتزيدينها روعة بارتدائك إليها.
شعرت بجفاف في حلقها وهي ترى محتويات العلبة المخملية فترفع نظرها وتهمس بصوت أبح: ما المناسبة؟!
بلل شفتيه وقال: لا شيء ذهبت للصائغ لأرى تشكيلة أخرى من الخواتم على أساس أني أحاول أن أغير رأيك بخصوص ذاك الخاتم، وعوضاً عن ذلك اشتريتهما فلا تتنازلي أنت عن خاتمك ولا أتنازل أنا عما أريدك أن ترتديه.
نظرت مرة أخرى ملياً لتلك الأسورة الماسية الموضوعة بمنتصف العلبة المخملية متخمة بفصوصها الحمراء الصغيرة والتي تناسب لون أحجار خاتمها تلمع بنفس البريق وتشعرها بأنها بحر من الشغف يبتلعها تدريجياً، تتجلى نظراته الماكرة من شعاع أحجار العقيق الأحمر فتثير حماسها وتجبرها على السير معه بطواعية !! يزينها بعض الفصوص الماسية اللامعة تتناثر على الجانبين بأشكال صغيرة جذابة وتشكل عندما تتجمع بمنتصف الاسورة وروداً صغيرة
لا تعلم لم شعرت هي أن تلك الفصوص البيضاء على الجانبين تشبه عليها بوابة بيت يأتي من خلفها مجموعة من الورود الصغيرة ستكون بانتظارها عندما تدلف إليه !!
شعرت بقلبها يخفق قويا وهي تفكر في ذلك الخاطر الذي ضرب عقلها لتنتفض بخفة وهي ترف بعينيها عندما حاوطت أنامله كفها الأيمن الذي تمسك العلبة به، فيخلع عن بنصرها خاتمها ويضع بدلا عنه ذلك الخاتم الماسي بحجره كبير الحجم، اشتعلت مقلتيها بالغضب وضوت ببريق ينافس حجر العقيق الأحمر الذي يزين هامة ذلك الخاتم الذي البساها إياه
فزفرت قويا وقالت بحدة تعجب إليها: ماذا تفعل؟!
رفع حاجبيه وهو يقول بهدوء: أريد التأكد من مقياس الخاتم.
جزت على أسنانها وقالت بلامبالاة وهي تخلعه عن يدها: لماذا؟
وضعته مرة أخرى بالعلبة لتقول وهي ترتدي الخاتم الأخر وتقول: لا أرى منه فائدة أنا لدي خاتمي ولا أريد ذلك الخاتم الذي أتيت أنت به
اتبعت بعصبيه وهي تنهض واقفة: لا أريده لا هو ولا تلك الماسورة بتصميمها الغريب كليا.
نظر لها بهدوء لينهض واقفا هو بدوره ويقول: حسنا اهدئي.
هز كتفيه ببرود: إذا كانا لا يعجبانك سأغيرهما.
ظهر الانزعاج على وجهها: الأمر ليس كذلك يا بك، أنا لا أرى لهما فائدة.
مط شفتيه بضيق وقال وهو يتفحصها بنظراته ويحاول الوصول لسبب اختلافها ولكنه باء بالفشل فزفر قويا: حسنا تامي
نظر إلى ساعته ونهض واقفا: لقد تأخرت بالفعل ولدي ما أقوم غير أن أتشاجر معك على تلك الأمور.
ابتسم بسماجة وهو ينظر لها قويا: لقد أخبرتك أنهما بديلا يرضيني عن ذاك الخاتم الذي انتقيته أنت وصممت عليه أيضا !!
اتبع برزانة وهو يتحرك ليقف أمامها مباشرة: لم أجردك من خاتمك ولن افعلها ولكني أريدك أن ترتدي ذاك الخاتم في المناسبات الكبرى التي نجتمع بها سويا.
تنفس بعمق ليقول بهدوء ماكر: وذلك ليس أمرا لنتناقش به انه أمر مفروغ منه تامي.
اتسعت عيناها بالغضب وقالت: وإذا كنت لا اقبل أنا به.
ابتسم بهدوء وقال بلهجة قاطعة: اعتادي إذا.
احمر وجهها فأصبح كثمرة الطماطم الطازجة التي أوشكت على الانفجار وهمت بالحديث الذي علم هو محتواه قبل أن يسمعه فعيناها نضحت به حرفيا فأشار لها بيده وقال بخفوت: اسمعي سأغادر الآن ولنتشاجر عندما أعود من الخارج فلدي الكثير من الأشياء الذي علي فعلها قبل أن أسافر في الغد.
زفر قويا وقال بهدوء آمر: فكري جيدا بالأمر إلى أن أعود.
أشار لها برأسه ببرود وقال: إلى اللقاء يا خطيبتي العزيزة.
قبضت كفيها بقوة وهي تنظر في إثره عيناها متسعة بغضب وتشعر بأذنيها تصفر بقوة من كثرة الضغط على أسنانها، وتلعنه داخليا وتلعن نفسها أيضا لذلك الخرس الجزئي الذي أصابها بطريقة لم تحدث من قبل.
شعرت براحتيها تحرقانها فتنبهت أنها ضغطت بأظافرها قويا عليهما لدرجة أنها أدمتهما دون وعي منها، لتشعر بحنقها يصل لذروته وهي ترى تلك العلبة موضوعه على المنضدة أمامها تطل منها نظرته المتحدية لتغلقها بقوة وهي تمتم لاعنة إياه !!

**************************


وقفت تنظر إلى الأطباق التي رصت أمامها على طاولة الطعام بالمطبخ لترفع حاجبيها بدهشة ثم التفتت لأختها التي تنحني أمام الفرن وتتفقد إحدى الطواجن ذوات الرائحة الزكية التي أسالت لعابها، فقالت بنزق: ماذا ليلى؟ أيوجد صنفا باق من الطعام لم تعديه اليوم؟
ضحكت ليلى بمرح وهي ترفع وجهها إليها بوجنتيها المحمرتين من اثر الحرارة المنبثقة من الفرن وهي تحمل ذلك القارب المستطيل الشكل والبخار يتصاعد منه وقالت بلهاث: لقد انتهيت ولله الحمد.
اتبعت وهي تضع بجانب أشقائه: أنا لم اصنع الكثير.
حثت أختها أن تركز معها عندما بدأت بالتململ بجانبها: انظري معي، ذاك الطاجن الصغير يخص بلال فهو يتناول اللحم بطريقة ما، لا يحبذها أحد غيره.
اتبعت بابتسامة فخورة: أما الباقي لنا جميعا، البامية باللحم الضأن من اجل عمي، الدجاج المشوي من اجل زوجة عمي وأمي، وطاجن المكرونة بالباشميل من أجلك أنت وأمير فأنتما تتفقان أيضا في ذلك معا. أما الملوخية بالأرانب فهي من اجل أمير فقط. اعلم انه يعشق الأرانب.
رفعت ايني حاجبيها بتعجب وهمت بالحديث لتصمت وهي تستمع إلى شهقة أختها التي انتفضت فعلياً وصوته يصدح من خلفهما: ويعشقك أنت أيضا.
شهقت بقوة مرة أخرى عندما وقع نظرها عليه وهي ترتد للخلف عدة خطوات إلى أن ارتطمت بالموقد من خلفها، خفضت عينيها لتبحث بجنون عن حجابها هنا وهناك لتضعه على رأسها.
كتمت ايني ضحكتها وهي ترى حالة أختها المبعثرة لتنقل بصرها وعيناها تومض بلمعان شقي عندما وجدت أمير واقفا بهدوء ملكي كما اعتادت منه وينظر إلى ليلى بهدوء وترتسم على وجه ابتسامة هادئة وهو يتابع حركات أختها بشغف جعلها هي تتنهد بحالمية !!
ابتسمت باتساع لتخفي حرجها عندما التفت لها وهي تتنهد وقالت بمرح وهي تقترب منه: مرحبا أمير، رمضان كريم.
ابتسم بهدوء وهو ينقل نظره مرة أخرى إلى ليلى ويقول : مرحبا ايني كيف حالك؟ الله أكرم صغيرتي.
ردت سريعا: أنا بخير والحمد لله
وضعت ايني يدها على فمها مانعة ضحكتها من الانفلات عندما تحركت ليلى لتحشر نفسها وتختبئ بين هيكل المبرد العريض وطاولة المطبخ من خلفه في ذلك المكان الصغير الضيق وهي تشير إليها من ورائه بالاقتراب، ابتسم هو الآخر وهو يخفض نظره عنها بعد أن رأى وجهها الذي أصبح كثمرة طماطم ناضجة أوشكت على الانفجار ليهمس لايني بهدوء وهو يرسم على ملامحه الجدية وعيناه تشع بالمكر: اعتقد أن والدتك كانت تسال عنك بالخارج.
ضحكت ايني رغماً عنها وهي تغمز له بعينيها وتقول بخفوت: آه طبعا، سأذهب إليها.
تحركت خطوتين لتنظر إلي ليلى وتقول بصوت طبيعي: سأذهب لأرى أمي لولا وسآتي عندما يقترب الأذان لنعد المائدة سوياً.
اتبعت بتبرم لأمير وهي تخطو للخارج: فزوجتك المصون أعطت للمدبرة المنزل والخادمة إجازة اليوم.
رفع حاجبيه بدهشة فابتسمت ايني بغيظ وقالت وهي تقلد نبرة ليلى: من حقهم أن يقضوا أول يوم من الشهر الفضيل وسط ذويهم.
ضحك وعيناه تتألق بإعجاب وهو يلتفت لينظر إلي طرف ثوبها الظاهر من جانب المبرد لتتبع ايني بهمس ماكر: اعتقد أنها حجة قوية لتعد لك جميع الأصناف دون أن تظهر لك مدى شغفها بحضورك.
نظر لها وهو يحثها بعينيه على الاسترسال وقبل أن تتحدث صاحت ليلى بقوة من الخلف: ايني توقفي قليلاً عن الثرثرة واذهبي واتي لي بحجابي قبل أن تذهبي لماما.
رفعت ايني حاجبيها بعدم فهم وقالت: ما فائدة الحجاب لولا انه زوجك.
صاحت بغيظ: ايني.
تنحنح هو بلطف وأشار لها بعينيه لتذهب فتحركت للخارج بخطوات سريعة مرحة لحد ما وهي تهمس له: حظ موفق يا فارسنا الهمام.
تنفس بقوة وهو يتحرك بخفة في اتجاه المبرد ليتوقف ويستند بساعده على مقدمته، يركن ذقنه لظهر كفه وينظر إليها بتسلية لمعت لها عيناه
تأملها وهي تقف مستندة للحائط بظهرها في وضع مائل قليلا، تشبك كفيها بطريقة مخالفة لبعضهما وتضعهما بحجرها وهي تضغطهما بقوة سويا، يشعر بخجلها وارتباكها المختلطان بغيظها من إيناس التي لم تستمع إليها، تخفض رأسها وتنظر لحذائها البناتي الرقيق والمناسب كليا لما ترتديه من فستان يصل لكاحليها بأكمام وصدر مغلق لعظمتي الترقوة يظهر تفاصيلها الأنثوية على الرغم من انه واسع من الأسفل إلا انه انحسر عليها فأظهر رشاقة ساقيها وحدد خصرها الدقيق بطريقة أثارت مشاعره. تعقص شعرها للخلف في ذيل فرس فتتهدل خصلاتها من تلك الرابطة بشكل غجري يخفي معظم وجهها
ضغط فكيه بقوة وهو يغمض عينيه ويستغفر ربه بدون صوت ليفتح عينيه سريعا وهو يشعر بتحركها.

تشعر بالغيظ الفعلي من أختها الحمقاء كلياً التي وقفت تثرثر مع أمير وتناستها، ألا يكفي عليها حنقها منه لمفاجأتها بتلك الطريقة المريبة؟ لقد أتى في موعد مبكر عن ذاك الوقت التي فكرت هي بأنه سيأتي به ليفاجئها بوجوده أمامها وهي ترتدي ملابس تشبه ملابس الخدم !!
زمت شفتيها بضيق وهي تفكر فيما كان يحملق أنها تشعر بالضيق لرؤيته لها كذلك وفي الأخير تخبرها إيناس انه زوجها ولا ضرر من رؤيته لها وهي بتلك الهيئة، لوت شفتيها بحنق وهي تمنع نفسها من سباب ايني بداخلها، لتستغفر الله بتمتمة خفيفة: اللهم إني صائمة !
انتبهت للهدوء من حولها لتتنفس بهدوء وهي تحاول الإنصات لهمس ايني مع أمير لتجد السكون هو ما يقابلها فقط.
لمعت عيناها وتحركت وهي تتوقع انه خرج برفقة أختها، فاعتدلت واقفة و رفعت رأسها لتشهق بقوة وهي تراه واقفا أمامها ينظر إليها وعيناه تبتسم بتسلية ليقول بهدوء: مرحبا ليلتي.
رمشت بعينيها وهي تشعر بان وجنتيها ستنفجران من الاحمرار الذي غزاها وشعرت به هي جيدا، بللت شفتيها في حركة سريعة لتعقد ساعدها بوضع الاحتضان وتهمس بخفوت: مرحبا أمير.
ابتسم وهو يخفض نظره عنها: كل عام وأنت بخير.
شعرت بجفاف في حلقها وهي تراقب ابتسامته السعيدة تنفرج من شفتيه بطريقة طبيعية أثارت حواسها فرمشت بعينيها سريعا وهي تخفض نظرها عنه، شعر بحرجها فتحرك مبتعدا وهو يعطي لها ظهره وينظر إلى المائدة الموضوعة بمنتصف المطبخ وتحتوي على أصناف عديدة رائحتها مشهية، قال بسلاسة وهو يبتعد عن طريقها قليلا: أرى انك أعددت أصنافا كثيرة اليوم.
هزت رأسها بالموافقة وهي تغفل انه لن يرها. قالت بخفوت وهي تتحرك لتخرج من مكانها بين الثلاجة وطاولة المطبخ الرخامية الخاصة بالمغسلة بعد أن حشرت نفسها به
تمتمت بكلمات غير مترابطة: آه نعم، كل منكم يفضل نوعاً معيناً وأنا حاولت أن أرضيكم جميعاً.
ابتسم بمكر تألق بعينيه وقال: أرى أن الطبق الرئيسي على شرف حضوري.
رمشت بعينيها سريعا وهي تشعر بوجهها سينفجر من كثرة السخونة التي شعرت بها فغمغمت: لا يوجد طبق رئيسي.
ابتسم واثر الصمت لتتحرك هي أخيرا باتجاه باب المطبخ وهي ترفرف بكفها أمام وجهها سريعا وتقول: تعال للخارج قبل أن تعلق بك رائحة الطعام.
ابتسم وهو ينظر لها بخفة ويتقدم منها بخطوات متزنة هادئة، عيناه تلمع بوميض غامض أثار قلقها: إنها رائعة أتمنى أن تعلق بي.
حركت شفتيها بابتسامه متشنجة وقالت بتلعثم: سأذهب أنا لأبدل ملابسي.
تحركت سريعا لتشهق بقوة وهي تشعر بذراعيه تحيطانها من الخلف ويحملها لداخل المطبخ مرة أخرى
همت بالحديث ليضع كفه فوق فمها وهمس بجانب أذنها: اهدئي لن اختطفك، أنا أمنعك من الهروب فقط.
وضعها أرضا بحنو وهو يهمس مرة أخرى وهو يلصق خده بخدها: لن تثيري مشاجرة لا معنى لها ليلى.
أشاحت بوجهها بعيدا عنه فحثها سائلا: ليلى؟!
هزت رأسها بالموافقة ليرفع كفه عنها ويلفها إليه وهو يشدها إليه من ساعدها، قالت بحنق وهي تحاول أن تنتزع ساعدها من يده وتسيطر على ارتجافها الذي سيطر عليها: ماذا تفعل أمير؟
نظر لها بعتب وهو يطلق ذراعها بهدوء: ماذا تفعلين أنت؟
خفضت رأسها أرضا فاتبع بنبرة مليئة باللوم: لماذا كلما تقاربنا بضعة خطوات تعودين أنت لنفس النقطة صفر مرة أخرى !!
رفعت نظرها له بدهشة وقالت: لم افعل شيئا أمير.
غامت عيناه بالضيق ليزفر بقوة ويقول: بم تسمين مقابلتك لي الآن؟
فتحت فمها لتغلقه صامتة ثم تفتحه مرة أخرى وتقول بهدوء: لقد فوجئت بوجودك ليس أكثر.
أكملت بخفوت: خجلت أن ألقاك هكذا.
أدار عيناه عليها مرة أخرى ليقول: لماذا؟!
هزت كتفيها بمعنى لا اعرف وقالت: ارتديت هكذا لأكون على راحتي وأنا أطهو
أكملت ووجنتيها تحتقن بقوة: لا يليق أن استقبلك بها.
لمعت عيناه بخبث شديد وقال بابتسامة: يالحظ أواني الطعام إذا !
ابتسمت بخجل وأشاحت بوجهها عنه وهي تهمس بعتب: أمير.
احتضن خصرها بكفه وقال: عيونه.
اتسعت عيناها باستنكار وقالت وهي تبتعد عنه: أمير، أنسيت أنت صائم؟!
عقد حاجبيه وقال: لم انس،
ابتسم بخفة وقال: أنت من نسى ليلى أنت زوجتي الآن. من حقي أن أضمك وأقبلك أيضا حتى في نهار رمضان.
هزت رأسها نافية وهي تبتعد عنه، تتحرك وهي تحمل تلك الطواجن الموضوعة على المائدة لتدخلها مرة أخرى إلي الفرن أو ترصها بعيدا عن المائدة، ابتسم وهو يخفض نظره عنها ويعلم جيدا أنها تتحرك لتخفي توترها من وجوده، أنهت ما تفعله لتقف بالاتجاه الآخر للمطبخ وتقول بهدوء بعد أن زفرت هواء صدرها بأكمله: لا لست زوجتك بعد.
زفر بقوة وقال بهدوء والابتسامة تتألق بحدقتيه: حسنا، ابتعدي كما تشائين أنا الآخر لا أريد أن افسد صيامي.
عبست بوجهها فقال مغيرا لمجرى الحديث: بمناسبة انك لست بزوجتي بعد
هزت رأسها وهي تنظر له باستفهام: هل أبلغت أخيك العزيز بموعد الزواج؟!
رفت بعينيها لتصمت وهي تنظر إليه ووجهها يشحب ببطء تحت نظراته المتفحصة لتبتسم بتوتر وتهمس أخيرا: لا.
أطبق فكيه بقوة وهو ينظر إليها منتظرا فاتبعت سريعا: لقد أخبرت ماما وهي ستتولى مهمة إخباره.
قال بهدوء وهو يراقب ردة فعلها من بين رموشه: لقد اتصلت بسيادة المستشار وأخبرته بموافقتك واليوم قضيته في البحث عن قاعة مناسبة وفارغة أيضا في العيد.
هزت رأسها بتفهم وقالت: لم التعجل؟!
نظر لها والاستنكار يعلو ملامحه فهمست بحرج: لماذا لم تنتظر بعد الإفطار؟!
ابتسم تلك الابتسامة الجانبية التي تثير قلقها وخاصة عندما قال بنبرة ماكرة تعرفت إليها عندما نظرت إلى عينيه اللتان تموجتا بشرارة من الألوان الذهبية الرائعة: بعد الإفطار لست متفرغا.
عقدت حاجبيها بعدم فهم فاتبع وعيناه تتألق بابتسامة خبيثة: لدي زوجة علي أن اجلس معها دون أن اشعر بالذنب وأنا أتطلع إليها وأنا صائم.
تدرج اللون الأحمر القاني لوجهها متلازما مع الإدراك الذي زحف لملامحها فخفضت عيناها بخجل وآثرت الصمت، ليبتسم هو باتساع وهو يجلس على كرسي من كراسي المائدة أمامه ويؤثر الصمت بدوره وهو يتأمل خجلها المحبب إليه.
تنفست بقوة وقالت: هل وجدت قاعة مناسبة؟!
لمعت عيناه بوميض سرعان ما اختفى وقال: لا.
سيطر على ابتسامته بقوة وهو يرى خيبة الأمل ظاهره على وجهها بقوة وقالت: إذا سنؤجل الزفاف؟!
تألقت عيناه بابتسامة سعيدة والفرح يعلو هامته ليقول: لا طبعا، اخبرني احدهم أن يوجد فيلات صغيرة تُستأجر بغرض إقامة حفلات الزفاف.
عقدت حاجبيها وهي تنظر له باستفهام وقالت بدون تصديق: هل تريد زفاف صباحي كزفاف وليد وياسمين.
ضحك بقوة وقال: لا طبعا،
هم بالحديث ولكنه ابتلع ما كان سيقوله وسألها بهدوء وعيناه ترمقانها بتفحص: لم تخبريني أبدا عن مواصفات الزفاف الذي تريدينه ليلى.
تنفست بقوة وتحركت بهدوء حملت طبق كبير يحتوي على بعض الخضروات وذهبت لتجلس على الكرسي المقابل له وهي تضع ما بيدها أمامها وتلتقط سكينا صغيرا بيمينها وقالت وهي تباشر تقطيع الخضروات: أريده زفافا عاديا
همس وهو يتأملها وهي تقطع قطع الخيار بطريقة متماثلة على الرغم أنها لا تستخدم لوح التقطيع : كيف؟!
تنهدت بقوة ثم ابتسمت ولوت رقبتها وهي تنظر بعيدا عنه وتقول بصوت رقيق دفعه للابتسام بوله: أمم.. أحب أن يكون فخما بقاعة كبيرة تتدلى الثريات العريقة من سقفها، توزع الطاولات بها بشكل أنيق وهي تتلألأ بشراشفها المكونة من اللونين الذهبي والأبيض،
لمعت عيناها بحماس وهي تتبع: بكل طاولة يوجد أقداح شموع ومزهريات صغيرة، مرتبة بشكل أنيق
ابتسمت بحالمية واللون الوردي يزين خديها: الورود تحيط بمكان جلوسنا،
ابتسمت برقة وهي تقول: لا أحبذ أن يكونا مقعدين، الأريكة اقرب لنفسي، فهي تعطي شعوراً من الألفة بين العريسين،
اتبعت بخفوت ونغمات صوتها تشي بشغفها: تكون بسيطة رقيقة، بيضاء اللون بظهر ليس مرتفعاً ولكنه موجود لتبعث الراحة فلا أحبذ أن اجلس طوال الوقت بطريقة تؤلمني فتتشتت فرحتي دون داعي.
انتبهت من حديثها على نظراته التي تهيم بها، عيناه تتألق بابتسامة سعيدة ماكرة نفذت إلى شفتيه، فاحتقن وجهها قويا وهي تشعر بالجفاف يصيب حلقها بقوة، خفضت عينيها تنظر إلى الخضروات التي تقطعها وهي تعض شفتها السفلية بحرج وتؤنب نفسها لاسترسالها في الحديث بتلك الطريقة !!
نزع نظراته عنها مرغما بعد أن شعر بقلبه سيغرق في بحور ابتسامتها الصافية التي ارتسمت بملامحها فتضيء وجهها بوهج أشعره بالدفء، تتألق عينيها بوميض أمل صهر لون الشكولاتة بحدقتيها فأصبح لونهما غنياً لامعاً فاشتهى هو أن يقبل عينيها حتى يتذوق من سائلها الفريد.
زفر بهدوء وهو يتمتم بالاستغفار كثيرا، قال بصوت هادئ وهو يسيطر على نبرته ويضبطها بقوة: رائع ليلى، أعجبني.
رمشت بعينيها سريعا وقالت: ما هو؟!
ابتسم بهدوء وقال: تصورك للقاعة.
هزت رأسها بتفهم وهي تشعر بحرجها يزيد فاتبع وهو ينهض واقفا: سأبحث عما يقارب خيالك وان شاء الله سأجده.
تمتمت سريعا: إن شاء الله.
نظر إلى ساعته وقال: اعتقد أن عمك وصل، لقد اتفقنا سويا أن نتقابل قبل الإفطار بمدة كافية لنتباحث أمور الزواج مع والدتك.
هزت رأسها وهي تحاول أن تنظر إليه ولكنها لم تستطع فأكمل: هذا ما أتى بي مبكرا.
أومأت بتفهم وهي تنهض واقفة لتحمل ما بيدها وتضعه على الطاولة الرخامية وتبدأ بغسل يديها، فقال وهو يغادر فعليا دون أن ينظر إليها: سأذهب أنا.
تنفست بقوة وقالت بصوت أبح: سأتبعك ولكني سأبدل ملابسي أولا.
ابتسم بهدوء وهو يتحرك للخارج: سننتظرك.


يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 27-01-14, 10:24 PM   المشاركة رقم: 1844
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 34 جـ 1 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

تقف بجوار حماتها بالمطبخ الكبير تشعر بالذهول مما تراه أمامها، فهي لم تتخيل أبدا ان حرم سيادة الوزير تقف وهي تشمر ساعديها للخلف وتعد تلك الوصفات الكثيرة الشهية، رغم وجود الكثير من الخدم منتشرين بالمطبخ من حولهم ولكنهم جميعا يعملون تحت امرتها، فهي تشرف على الجميع وتعد الأصناف الرئيسية بنفسها، بل ما اثار اعجابها أكثر هو وجود ايمي بجانب والدتها تصنع بعض المعجنات وتساعد والدتها ببقية الأصناف وتسالها عن طريقة اعداد البعض الآخر !!
تصاعدت الروائح وتغللت برئتيها لدرجة انها شعرت بالجوع رغما عنها
تمتمت بالاستغفار وهي تراقبها عن كثب وهي منهمكة في اعداد فطائر صغيرة محشوة بالجبن واللحم المفروم، فهمست: هل استطيع المساعدة؟
ابتسمت السيدة انعام وقالت: بالطبع، راقبي وافعلي مثلي
بدأت ياسمين بتكرار ما تفعله السيدة انعام بتروي وهي تتحرى الدقة لتبتسم ايمي من خلفها وتقول: واو انها افضل من خاصتي.
قالت ولاء بمرح: من الواضح انك ستتعلمين الطهو سريعا، عكسي تماما انها السنة الثالثة على زواجي ولم استطيع التعلم من خالتي أي شيء رغم انها طاهيه ماهرة.
قالت ايمي بفخر: نعم امي طاهية ممتازة لقد ورثت تلك الصفة منها
قالت السيدة انعام بفخر وهي تنظر لتلك الفطيرة التي صنعتها ياسمين : فنانة على حق جاسي.
تلونت وجنتيها بخجل وقالت: انه حظ المبتدئين فقط.
ضحكت السيدة انعام وقالت بحنان هادئ : لا تقلقي من امر الطهو ذاك،
نظرت الى ولاء واتبعت بنبرة حيادية : فابنة اختي الغالية لا تستطيع صنع فنجان من القهوة، ولم تحاول ان تتعلم، فهي تكره المطبخ وبينها وبينه عداوة فطرية.
قالت ولاء بهدوء: انت تعلمين ذاك خالتي فانا اشبه والدتي في ذلك الامر.
هزت السيدة انعام راسها بالإيجاب وقالت: نعم لقد كانت تهرب دائما من حصة التدبير المنزلي في المدرسة
ضحكة الفتاتان بقوة بينما رمشت ياسمين بعينيها وهي تشعر بالحرج يغزوها فأكملت السيدة انعام بعين حانية وهي تشعر بحرج ياسمين : وانا لا أرى ان تلك بمشكلة فالطباخ يحل الامر، وها انت تري من خلفك لدينا وفرة منهم !!
أكملت ناصحة ياسمين بطريقة راقية: اتفقي مع عاملة تأتي لتخدمك فانت لست مطالبة بالقيام بتلك الأمور.
هزت ياسمين راسها نافية بانزعاج في حين أكملت السيدة انعام بتعجب دون ان تنتبه لانزعاج ياسمين البادي على وجهها: لا اعلم كيف لم يفكر وليد بذاك؟!
صدح صوته من خلفهم: بل فكرت بالطبع.
رفعت نظرها اليه لتراه يقف مستندا بكتفه لمدخل المطبخ، مشعث الشعر يرتدي طقماً رياضياً مكوناً من بنطلون فاتح اللون وتي شيرت من الأزرق الغني يفصل عضلات جسده، عاقداً ساعديه امام صدره ويبتسم بكسل وهو يقول من بين رموشه: اتفقت مع احد مكاتب التخديم وابلغوني ان الخادمة ستاتي في اول الشهر الميلادي القادم.
ظهر الانزعاج على وجه ياسمين مليا وقالت برفض قاطع: لا اريد خادمة، انا سأقوم بشؤون البيت كاملة.
نظرت اليها السيدة انعام بتفحص وهي ترى عيناها الجامدتان وفكها المطبق بحدة، في حين رفع هو حاجبيه بتعجب وهو يشعر بحدتها غير المبررة بالنسبة له، فقال وهو يتحرك مقتربا للداخل: لماذا ياسمين؟ انا اعمل على راحتك!
تحركت بنزق وهي تزم شفتيها بحنق، ابتسمت السيدة انعام وهي تدرك سبب رفضها من حدقتيها المشتعلتين بالغضب فقالت بذكاء: من حقها ان ترفض وليد
اكملت بابتسامة هادئة: من الواضح انها لا تثق بالغرباء.
نظرت اليها ياسمين بصدمة لتبتسم بخفة السيدة انعام وتقول بخفوت وهي تحرص على ان لا يستمع اليها احد: من حقك ان لا تثقي بأولئك الخادمات بعد تلك القصص المتداولة عنهن في مسلسلاتنا العبقرية.
احتقن وجه ياسمين بقوة فأكملت السيدة انعام بصوت طبيعي: ما رايك ان اعيرك احدى العاملات لدي؟!
هزت ياسمين كتفيها بلا اعرف فاتبعت حماتها سائلة: ما رايك وليد؟!
زفر بقوة وهو يؤثر الصمت فقالت السيدة انعام بصوت عال الى حد ما: حُسنية
التفتت اليها سيدة في منتصف الخمسين من عمرها تقريبا، رشيقة الى حد ما والنشاط يتقد من مقلتيها: هلا ذهبت لتساعدي زوجة ابني البكر في شؤون بيتها؟!
ابتسمت السيدة حسنية بود وقالت: امرك يا هانم.
نظرت السيدة حسنية لوليد بحنو واتبعت: انه ابني البكر انا الاخرى.
اعادت السيدة انعام نظرها لياسمين وقالت: ما رايك، هل تناسب مخيلتك؟!
ضغطت ياسمين شفتيها بتوتر وهزت راسها بالإيجاب، والاستفهام يعلو وجهها فاتسعت ابتسامة السيدة انعام باتساع وقالت: انها مدبرة منزلي، فالسيدة حسنية معي منذ أوائل سنوات زواجي، وهي تعتبر من ربت وليد فعليا
ابتسم وليد باتساع وهو يقترب من السيدة وعيناه تعلوها المكر وهو يقول: نعم كنت اتفنن في صناعة المقالب لها.
ابتعدت السيدة حسنية بخوف فطري منه فضحك بقوة وهو يحتضنها بحنو ويقبل راسها ببساطة: ورغم ذلك كانت تدفع عني عقاب والدي دائما وتأتي لي بالطعام دون ان يدري احد.
ربتت السيدة على وجنته بامتنان وقالت: اشكرك بني.
قال وليد بمرح: ستربين ابني أيضا يا دادة.
قالت السيدة بهدوء وهي تهز راسها: يعطيني ويعطيك طولة العمر يا بك.
همس لها بجديه: تعلمين اني اكره ذلك اللقب.
هزت راسها بالإيجاب وقالت بتفهم: نعم اعلم.
رفع نظره لتلك المراقبة لعلاقته بمربيته المفضلة فاحتضن كتفيها ونظر الى زوجته وهمس بمرح بجانب اذن مربيته: ما رايك بزوجتي؟ لم تخبريني من قبل.
تلونت وجنتي السيدة بالخجل وقالت: انها بدر في ليلة تمامه ربنا يرزقكما بالذرية الصالحة ويهب لكما السعادة.
تمتم برجاء: امين يا دادة
قبل راسها مرة أخرى وقال: ستنورين بيتي ان شاء الله.
لا تعلم لم شعرت بالذهول من تلك العلاقة الودية التي تراها امامها فهي لم تتخيل ابدا ان وليد يستطيع ان يكون مراعيا وحنونا بذلك الشكل، ان يقبل راس تلك السيدة بكل ذلك الود، لا تنكر انها شعرت ببعض الغيرة وهي تراه يحنو عليها بتلك الطريقة ويقبل راسها بكل ذلك الامتنان، بل هي فعليا انبهرت من ذلك الاتصال الروحي بينه وبين مربيته ورغم ذلك شعرت بالارتياح يغمرها فتلك السيدة البشوشة نفذت الى قلبها من اول وهلة.
انتبهت على وجوده من حولها دون ان تنتبه بأنه تحرك باتجاهها وان مربيته عادت لمزاولة عملها مرة أخرى، فشعرت بجفاف في حلقها وهو ينظر الى تلك الفطيرة التي تصنعها عن كثب ويقول: واو انها رائعة.
رمشت بعينيها وفرقعت أصابع يدها الحرة الخالية من العجين، رغم عنها وهي تشعر بالتوتر فقبض على يدها وضغط عليها برفق وهمس: انا أتكلم بجدية، لقد اعجبتني، ضعيها بمفردها لأكلها انا فقط.
وضعت ايمي يديها بخصرها وقالت بغيظ طفولي: يا سلام، لماذا انت فقط، جميعنا نأكل مما تعده ياسمين.
نظر الى اخته بكبرياء وقال: ولماذا تأكلين أنت مما تصنعه زوجتي، كلي مما تصنعي انت
اخفض بصره لتلك الفطائر التي تصنعها ايمي وقال: انها هلامية الشكل ليست كتلك الاشكال الفنية التي تصنعها ياسمين.
لوت ايمي شفتيها بتبرم ونظرت له بحقد طفولي وقالت: انه حظ المبتدئين كما قالت ياسمين.
ضحكت ياسمين والخجل يغزوها وقالت بصوت مبحوح: بالطبع انه حظ المبتدئين، فانت من الواضح طاهية ممتازة.
لوت ايمي رقبتها بمرح وقالت: لا ليس ممتازة، انا لازلت بأول الطريق ولكني اريد التعلم وبشده.
ابتسمت ياسمين وقالت: تذكريني بليلى كانت تحب ان تشاهد برامج الطهو وتنفذ الوصفات بها رغم تبرم امي من ذلك وخاصة ان كل تجاربها كانت تكلل بالنجاح الساحق وابي كان يفخر بها ويتناولها كاملة.
ضحك وليد وقال: محظوظ ذلك الأمير.
تخشب جسدها بجانبه فابتسم وهو يكمل ويشد على يدها برفق: لا اعلم هل سيتبارى الاثنان بالطهو ام ماذا، فأمير طاهي ممتاز هو الاخر؟
تنحنحت بهدوء وهي تجلى حنجرتها من تلك الغصة التي تجمعت رغما عنها بها وقالت بصوت خالي من أي انفعال: حقا؟!
هز راسها بالإيجاب وهو يحاول ان يطبق احدى الفطائر كما تفعل هي: اه، نعم. فقد كان مسئولاً عن اطعام نفسه لفترة كبيرة من الوقت فتعلم الطهو رغما عنه ولكنه اصبح يتقنه.
ابتسمت وقالت وهي تنظر اليه بمكر: اذا من المفترض ان أقول يا حظها ليلى، فهو سيدللها بصنع الطعام لها.
احمر وجهه بشده وهو ينظر اليها وهي تبتسم بمشاكسة هم بالحديث لينتبه لصوت احمد يقول بمرح وهو يحمل ابنته الصغيرة: اه طبعا من المفترض ان تحقدي عليها أيضا هي وزوجتي الجالسة لا تحاول حتى ان تقلدكم بصنع أي شيء فانا من يصنع الطعام اذا اردت تدليلها.
التفتت ولاء وهي تنظر اليه ببراءة مفتعلة، وقالت: انت تصنع الطعام، متى حدث ذلك؟
نظر لها احمد غير مصدق ليرفع حاجبيه بغيظ ويقول: كثيراً يا لولو. انكري اذا استطعت.
مطت شفتيها بلا مبالاة وقالت بهدوء: انت تطلب من الطباخ ان يصنع ما احبه لا اكثر.
رفعت ايمي حاجبيها وصاحت بنبرة مشاكسة: تنكري انه من يصنع العشاء لنا ثلاثتنا في تلك السهرات المجمعة.
اتبعت وهي تصيح بغيظ: أرأيت ابنة شقيقتك ماما، تنكر دلال ولدك لها؟!
ابتسمت السيدة انعام بهدوء وقالت: هي أيضا تُدلله كثيرا وهو ينكر ذلك، لا شان لك بهما فهما حران ببعضهما.
وضعت ايمي يديها بخصرها وقالت: لا والله، لا يحق لها ان تنكر دلاله الدائم لها فهو يعد الطعام كثيرا ويحمله لها للفراش أيضا.
قال وليد بمرح وهو يخرج لسانه لولاء مغيظا: انا اشهد على ذلك، لقد رايته قبل زواجي بيومين يحمل صينية الفطور للأعلى.
هزت ولاء كتفيها غير مبالية، وقالت بنبرة واثقة: العشاء والافطار لا يعتبر طهوا للطعام يا أولاد خالتي الاعزاء.
قال احمد وهو يناولها ابنتهما ويقول بنبرة هادئة خالية من المرح: ذكريني ايمي عندما تتدلل ابنة خالتك الغالية ثانية ان اخبرها ان العشاء والافطار ليسا بطهو للطعام.
شحب وجه ولاء بقوة وهي تقول بخفوت: احمد انت تعلم اني امزح، لا اكثر.
رفع حاجبيه بتعجب وقال من بين اسنانه وهو ينظر اليها بقوة: حقا؟! لم اكن اعلم.
اتبع بغيظ ممزوج بالغضب وهو يتحرك مبتعدا عنها: وهل من المفترض ان اضحك على تلك المزحة؟!
التفت لوالدته دون ان ينتظر ردها وقال: امي سيادة الوزير وصل ويريدك بالخارج.
قالت السيدة انعام بعتب وهي تترك ما تفعله وتتجه لغسيل يديها: لماذا لم تخبرني من البداية؟!
قالت ياسمين سريعا: لا تقلقي امي انا سأكمل الفطائر.
ابتسمت السيدة انعام بود: حسنا جاسي.
تحركت سريعا للخارج ليتبعها احمد بخطوات واسعة فقفزت ولاء وهي تنظر في اثره وهي تحمل ابنتها وتنادي عليه: احمد انتظر.
نظر وليد بدهشة لهما وقال لأيمي: هل غضب احمد بالفعل؟!
ضحكت ايمي بقوة وقالت: لا انه يتدلل عليها ليس اكثر، يعلم جيدا انها ستهرع من خلفه وتصالحه.
ضحك وليد بقوة وقال: لديه عقل فذ ذاك الولد.
زفر بحنق وقال وهو ينظر بتفحص لتلك الفطيرة بين يديه: لماذا لا استطيع اغلاقها؟!
ضحكت ايمي بقوة وشاركتها ياسمين عندما نظرت للفطيرة التي تعود لطبيعتها عندما يتركها وليد من بين يديه، فقالت له وهي تحملها بين اناملها وتضغط عليها برفق أصاب حلقه بالجفاف: اضغط عليها هكذا حبيبي.
بلل شفتيه وهو ينظر اليها بوله وقال: اعتقد انها تطيعك صاغرة فهي لا تستطيع اغضابك حبيبتي.
تلونت وجنتيها بالخجل فكحت ايمي بلطف وهي تشعر بالحرج من وجودها بمفردها معهما فقالت وهي تبتعد للخارج : سأذهب لأوقظ مُحمد فهو اوصاني ان اوقظه قبل المغرب بمدة كافية لينتهي من قراءة سورة البقرة اليوم.
تمتم وليد وقال: ربنا يقويه.
تمتمت سريعا وقالت وهي تغادر: بعد اذنكم.
رفعت ياسمين حاجبيها وقالت بتعجب: احب ذلك الجزء المستنير بشخصيتك وليد.
ابتسم بخفة وقال: ليس مستنيراً حبيبتي، ولكنه قبول. فمحمد يعتبر بحكم خطيبها، هو تقدم لها رسمياً واتى بعائلته وابي وافق على الزواج، وعندما تنتهي شقتهما سيتزوجان ان شاء الله.
هزت راسها بعدم اقتناع: لا اعلم كيف وافق والدك على ذلك الشاب؟!
عقد حاجبيه ونظر لها باستفهام فقالت: لا تخبرني انك لا تعلم عن أصول عائلته.
ضحك وليد بقوة وقال: آها تقصدي اتجاه عائلته السياسي،
اتبع وهو يمط شفتيه بعدم معرفة: في ذاك معك حق. ظننت ان ابي سيرفضه ولكن ابي لم يوافق الا عندما علم ان محمد نفسه ليس لديه أي نشاط سياسي بل هو لا ينتمي لفكر عائلته، نعم هو ملتزم دينياً وهذا ما اخبرتني به ايمي لكن أفكاره هو نفسه مختلفة جذرياً عنهم.
تنفست ياسمين بقوة وقالت: ربنا يتمم لها بالخير
اتبعت وهي تبتسم وتقول: فقط توقف عن احراجي واحراجها بتلك الطريقة.
عقد وليد حاجبيه وهو ينظر اليها بعدم فهم: لم افعل شيئا !!
نظرت له بعتب فرفع حاجبيه وهز راسه بتفهم ليقول: لم اقل شيئا غير لائق لقد تكلمت بحدود المسموح.
اقترب ليلتصق بوقفته بها وقال: اريني كيف تفعليها.
ابتسمت بخجل وابتعدت عنه ثانية وقالت وهي تسحب من بين يديه الفطيرة وتقول: ليس مطلوب منك ان تفعل ذلك.
سحبها منها مرة أخرى وقال: وانت أيضا ليس مطلوب منك ان تفعليها، اتركي احدهم ان يفعلها.
هزت راسها نافية وقالت: لا لقد اخبرت والدتك اني سأكمل البقية.
اتبعت سائلة وهي تغلق الفطيرة سريعا وكأنها اعتادت على فعل ذلك: الم تخبرني انك ستخلد الى النوم؟
تنفس بقوة وهو يحتضن خصرها من الخلف ويضمها الى صدره: لم استطع ان اغفى فانت لست بجانبي ورائحتك ليست من حولي، الفراش لا يحملها مع الأسف.
احتقن وجهها قويا وحاولت ان تتملص من بين ذراعيه وهي تلتفت من حولها: وليد توقف عن ذلك
همست من بين اسنانها متبعة: نحن لسنا بمفردنا.
ضحك بخفة وهو يلتصق بها ويركن ذقنه على كتفها ويهمس: بل بمفردنا، انظري اليهم من حولك لن يلتفتوا وينظروا الينا، ليس مسموحا لهم بذلك فمن يعمل هنا لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم
اكمل بهدوء ساخر: على الأقل طالما والدي محتفظا بسلطته !!
أبعدت ساعديه عنها وقالت بحنق: ابتعد وليد لو سمحت فانا لا افهم ما تقوله ذاك.
تنفس بقوة وهو يتركها مرغما ويقف بجانبها يستند بظهره لتلك الطاولة التي تقف هي مقابلتها منهمكة في اعداد الفطائر التي بات يكرهها الان، كتف ساعديه وقال بطفولية: اتركي اذا ما تفعليه وتعالي معي انا اريد النوم بشدة ولا استطيع ذلك.
ابتسمت بهدوء وقالت بمشاكسة: لماذا وليد؟
زم شفتيه ونظر اليها بغيظ طفولي: انت تعلمين، لقد اعتدت على وجودك بجانبي.
ضحكت بخفة وهي تنظر اليه بطرف عينها فالتفت بجسده اليها وضمها من خصرها اليه ليلتصق كتفها بمنتصف صدره وهو يقول بحنق: كفي عن اثارة غيظي.
ضحكت برقة وقالت وهي تنظر اليه ببراءة تجسدت بملامحها: لم افعل شيئا.
نظر اليها بغضب يشتعل بمقلتيه: انت تعلمين ما تفعلينه بي جيدا ياسمين.
رفعت كتفيها وهي تهز راسها بالنفي فرمش بعينيه وهو ينظر الى شفتيها ويتنفس بقوة ويقول: توقفي عن اثارتي اذا.
امتقع وجهها وقالت بصوت محشرج: انا؟!
ضحك بسعادة لذلك التعبير الذي رسم على وجهها فانحنى يقبل وجنتها ويهمس بصوت مغوي: نعم لقد اخبرتك منذ ليلتنا الأولى ان ادنى فعل منك يثيرني ويسحق مقاومتي.
شعرت بالخجل يغزوها فهمست بصوت ابح: توقف وليد.
ضحك بقوة وهو يلتفت مرة أخرى للطاولة ويقول: حسنا علميني كي اساعدك وتنتهي منها.
ابتسمت باتساع وهي تغلق اخر الفطائر وتقول: لقد انتهيت منها بالفعل.
.
.
.
يقف ينظر اليهما بذهول، لا يعلم هل فاجأته تلك العلاقة بين أخيه وزوجته، رغم انه يعلم جيدا مدى حبهما لبعضهما البعض، ام صدمته تلك الحميمة التي تنبعث من بينهما؟!
ام تلك الغيرة الحارقة التي تنهشه كلما نظر الى وليد ورأى السعادة التي أصبحت عنواناً لملامحه؟!
ام هو مذهول من تلك الأمنية التي داعبته وهو يتخيل تلك الأخرى خطيبته بين ذراعيه، تحتقن وجنتيها خجلا من غزله الجريء بها
لوى شفته تهكما وهو يتذكر فاطمة وانها لن تحتقن خجلا ابدا، بل ستوازيه جرأة ووقاحة !!
اتسعت ابتسامته وهو يشعر بالشوق اليها رغم انه كان معها منذ قليل
يريد ان يملي عينيه من نظراتها النارية التي ترمقه بها فتشعل التحدي بجوانبه، تجلده بكلماتها اللاذعة ولسانها السليط فتعزز عنده رغبته في اخضاعها اليه.
يرى التمرد يشع بحدقتيها فيلونهما بظلال الكراميل فيشتهي هو ان يتذوق الكراميل وهو ينظر الى عمق عينيها ويحول تمردها الى رضى ورغبة به هو دونا عن غيره !!
نفض راسه من تلك الأفكار التي داهمته فتنحنح رغما عنه وهو يستعيد السيطرة على مشاعره الثائرة باتجاهها، ليبتسم بسخرية وهو يقول: نجمنا الغالي بالمطبخ.
رفع وليد راسه بحده له لتلتفت ياسمين وهي تنظر اليه وتبتسم بحذر، ليتبع هو ويقول بخبث: ماذا سيقول معجبوك عندما يسمعون ذاك الخبر؟
ابتسم وليد باتساع وقال قاصدا اغاظته: سيزداد معدل معجباتي اذا علمن بانني اقف بجوار زوجتي لأساعدها في طهو الطعام، فهي ميزة هذه الأيام يا باشمهندس.
ابتسم وائل من بين اسنانه وقال: في ذاك معك حق.
اتبع بمكر وهو ينظر لياسمين: اعتقد ان الفنانة لن يعجبها ذلك.
ابتسمت ياسمين وقالت بهدوء وثقة تشع من عينيها : لقد اعتدت على معجبات وليد فانا قضيت معه نصف عمري كصديقه اليه أرى معجباته واتعامل معهن دون ان اشعر بالاستياء من ذلك.
لوى شفتيه بابتسامة غير مريحة اشعرتها بالتوتر وقال: الصديقة غير الزوجة يا عزيزتي.
كح وليد بقوة وقال: رمضان كريم عليك يا اخي.
قال وائل بابتسامة متسعة: الله اكرم يا اخي.
قالت ياسمين وهي ترص الفطائر بالصينية الخاصة به: كيف حال فاطمة؟
نظر لها بتعجب فقالت: والدتك قالت انك ذهبت لزيارتها.
هز راسه بالإيجاب وقال: آها نعم انها بخير.
قال وليد بهدوء: لماذا لم تأتي معك؟!
قال بحنق وهو يشيح بيده غاضبا : لا تستطيع ان تأتي بمفردها فهي لازلت خطيبتي.
مط شفتيه باستياء وهو يتبع: ولا يجوز ذلك ان تذهب الخطيبة لبيت خطيبها دون عائلتها.
زفر بضيق والانزعاج يعلو ملامحه: انها تقاليد غبية وبالية، لا اعلم لماذا متمسكون بها للان؟!
قال وليد ضاحكا: معك انت لابد ان يتمسكوا بها وائل.
اكمل وهو ينظر اليه بنظرة ماكرة: انت ادرى بسمعتك اخي.
اطبق وائل فكيه بقوة وهو ينظر اليه بجمود ليقول: دع ذلك الحديث لشخص اخر.
احتقن وجه ياسمين بقوة وهي تدخل الصينية الكبيرة الى الفرن امامها لتغلق بابه بحدة رغما عنها، وهي تنتصب واقفة مرة أخرى وتنظر الى زوجها بتحذير ان يتمادى مع أخيه في ذلك الحديث غير المجدي
التفتت الى وائل وابتسمت بعملية وقالت: انها ليست تقاليد بالية يا باشمهندس، انها عملية ثقة ليس اكثر.
عقد حاجبيه وهو ينظر اليها بعدم فهم فأكملت بابتسامة خفيفة: عندما تعتاد عليك فاطمة ستذهب معك أينما تريد
نظر لها متسائلا فاتبعت: الثقة بينكما ستزداد وهي بشخصيتها تلك لن تهتم لتلك التقاليد البالية كما ترى انت.
قال بهدوء: لا افهم.
تنحنحت وقالت: انا اقصد انها الان لا تهتم بتلك التقاليد أيضا ولكن تستمع الى ما يقوله والديها، اعتقد ان من رفض هو سيادة السفير.
هز راسه بالإيجاب فقالت بابتسامة واسعة: بالطبع هو لا يرضى لابنته بذلك فهو رجل شرقي باخر الامر مهما قضى عمره بالخارج، لن يسمح لاحد ان يتحدث عنها وانها ذهبت الى بيتك ثاني يوم خطبتكما.
اتبعت شارحة: عندما تقترب منك هي اكثر وتتعرف عليك وينشأ ذاك الود بينكما مدعوماً بالثقة فستذهب معك دون ان تهتم بتلك التقاليد التي تضايقك وستقنع سيادة السفير بآرائها أيضا.
ابتسم وليد وعيناه تشع بالخبث وقال: اعطها بعض الوقت لتعتاد عليك وتثق بك يا اخي العزيز وحينها ستاتي معك كما فعلت ياسمينتي.
جز وائل على اسنانه وهمس من بينهما: ماذا فعلت ياسمين؟!
ابتسم وليد وقال بمرح: آها، انت لم تكن هنا عندما زارت العائلة للمرة الأولى، لقد لاقت ترحيباً من امي يليق بالسيدة الأولى في العائلة.
اطبق وائل فكيه وعرق الغضب ينتفض برقبته وهو ينظر اليه بعينين معتمة متفحصا ليبتسم بتشنج مرغما نفسه عليه وقال: هنيئا لها به !
اكمل بصوت مخنوق: بالمناسبة، اين امي؟!
ضحك وليد وقال: انها برفقة سيادة الوزير لقد بعث احمد باستدعاء سريع اليها، لا اعلم لماذا حقا؟!
ابتسم وائل بسخرية وقال: ولن تعلم. لطالما كان الخلاف بينك وبين ابي على اشده وبالطبع لن يخبرك بأمور تخصه.
ابتسم وليد باتساع وقال: وانا لا اريد ان اعلم تلك الأمور الخاصة بعالمكما المبهر.
زفر وائل بقوة وقال: حسنا سأذهب لأرى ما يمكنني فعله بعد اذنكما.
تحرك خارجا ووليد يمنع نفسه من الضحك قويا لتنظر اليه ياسمين بدهشة وهي ترى وجه وليد المحتقن قويا من الضحك وتقول بذهول: ما الذي يدور بينكما؟!
انفجر ضاحكا بقوة وقال وهو يشدها من يده لتتبعه للخارج ويقول: لا تشغلي راسك حبيبتي، تعالي معي اريد ان اغفو قليلا قبل المغرب.

***********************

دلف الى الغرفة وقال وهو يبحث عنها بعينيه: منال.
تحرك بخطوات هادئة لاتجاه غرفة الملابس بعد ان سمع صوتاً ضئيلاً ينبعث منها: منال.
رفع حاجبيه بدهشة وقال وهو ينظر اليها تقف باعلى سلم صغير على مقدمة قدميها وتشد جسدها للاعلى : ماذا تفعلين منال؟
انتبهت لوجوده فتنفست باعياء وقالت: من الجيد انك اتيت لا استطيع ان اتي بتلك الحقيبة انها بعيدة عن محيط ذراعي.
لمع الغضب بعينيه وقال والازرق يندفع بمقلتيه ثائرا: سحقا للحقيبة
اتبع امر إياها بغضب: انزلي حالا.
اطاعته على الفور وهي ترى غضبة الكامن بحدقتيه وقالت وهي تحاول ان تهدئه: انها اخر حقائبي وفكرت ان اتي بها حتى لا انساها هنا.
قال وهو يتحرك عنها مبتعدا ويعدل من وضعيه السلم الذي لم يكن موضوعا بشكل سليم: ارجوك توقفي عن التصرف بحماقة، حركة خاطئة منك كنت ستسقطين ارضا والسلم من فوقك.
شعرت بالذهول وهي ترى انها لم تفتح السلم المعدني بطريقة صحيحة وانه محق في غضبه منها، الذي لم تفهم سببه في اول الامر، غمغمت باسف: لم انتبه.
لم يجبها وهو يصعد بهدوء للاعلى ويشد تلك الحقيبة الصغيرة التي اثارت غضبه لينزل مرة أخرى ويهمس وهو يناولها إياها: اعلم انك لم تنتبهي وذلك اثار غيظي اكثر.
وضعت الحقيبة ارضا ليتبع هو متسائلا بنزق: ما أهمية تلك الحقيبة في الأصل لتغامري بنفسك وطفليك بتلك الطريقة.
زفرت بضيق وقالت: لم انتبه خالد، لا تعطي الامر اكبر من حجمه !!
هز راسه بحنق وتحرك ليخرج من الغرفة: اتيت لاخبرك انه موعد الدواء،
شحب وجهها بقوة وهي تخفض نظرها بارتباك لتتسع عيناه بغضب فعلي ويقول بحذر: لا تخبريني انك خالفتي امر الطبيب.
زمت شفتيها واثرت الصمت ليصيح بغضب وعيناه تشع بريق ازرق حاد كوميض الرعد: لم أر في حياتي من هي اعند منك.
همست بصوت خفيض: اهدأ واستمع الي.
اشاح بيده وهو يصرخ بها: لن اهدأ، ستنزلين امامي الان وتتناولين الطعام لتأخذي كامل ادويتك كما أوصى الطبيب.
انتفضت بقوة على اثر صرخته بها لتندفع الدموع من عينيها وتقول بكبرياء زائف: لن افعل.
ارتد براسه للوراء، وهو يضيق عينيه بنظرة مخيفة جعلتها تزدرد لعابها ولكنها تظاهرت بالقوة واتبعت وهي تجلس على الفراش ووجهها يعلوه تكشيرة طفولية ذكرته بهنا عندما تغضب وتتمسك برايها: لن افطر.
هزت كتفيها برفض: انا جيدة لا اشعر بالتعب ولا الجوع وادويتي سآخذها بعد الإفطار.
نظر لها مطولا وقال بنبرة امرة حادة: انهضي.
وقفت ببطء وهي تشعر بالرجفة تعم اوصالها، ليتبع هو بصوت حمل جليد إنجلترا: ستنزلين برفقتي وتتناولين الطعام منال لتأخذي ادويتك.
رمشت بعينها فهمس: حالا.
انهمرت الدموع على وجنتيها بقوة اثارت غيظه ليصيح بحنق: ايتها المجنونة لماذا تبكين الان؟!
قالت من بين دموعها: لا اريد الفطور.
زم شفتيه وتنهد بقوة ليسيطر على غضبه منها ويقول بمهادنة: لماذا؟
قالت وهي تحاول التحكم في دموعها: انه اول يوم في الشهر الفضيل خالد لا اريد الفطور اليوم. من الغد سامتثل لاوامر الطبيب ولكن اليوم دعني اشعر بالاجواء الرمضانية، بالصوم والفطور معكم
ضربت قدمها بالأرض بطفولية: ثم انني لست صغيرة لاكل امام الجميع هكذا دون خجل،
نظر لها بقوة فقالت باستياء: انا محرجة وضائقة. اعلم جيدا انها رخصة دينية أعطاها لي الله ولكني لا اريدها،
اكملت برجاء وهي تتمسك بساعده بدلال تعلم جيدا تاثيره عليه: ارجوك خالد لا تجبرني على الإفطار اليوم.
أكملت بتوسل وهي ترى نظرته تلين ولون عينيه يعود للازرق الصاف كماء البحر: ارجوك.
همس بجمود: اليوم فقط.
هزت راسها بالإيجاب وهي تبتسم بامل فابتع وهو يزفر بقوة: حسنا.
صاحت بفرحة وهي تتعلق برقبته لتقبل وجنته بقوة وتهمس: شكرا حبيبي.
ازدرد لعابة بقوة ليضمها الى صدره بحنان، فدفنت راسها بصدره وهي تستمع الى دقات قلبه الهادرة تحت اذنها، تكلم بهدوء وهو يمسح على ظهرها برفق: انا خائف عليك منال
زفر قويا وهو يتبع بغيظ: وانت تتصرفين بجنون وكانك طفلة صغيرة تبحث عن الاهتمام.
رفعت راسها ونظرت اليه وهمست: الا تفكر ان هذا حقيقة ليس لاثارة غيظك فقط.
نظر لها بتفحص فهمست: انا لا ابحث عن الاهتمام خالد
اتبعت وهي تنظر الى عمق عينيه: انا استجدي اهتمامك انت فقط، اريد خالدي كما كان ليس ذلك العابس الذي يفكر في مشاكل الشرق الأوسط كلها.
ابتسم رغما عنه فأكملت: خالد الذي يشغل راسه بأمور شقيقتي عني.
تنهد بقوة وقال: لا منال، لا تجرؤِ وتتفوهين بمثل تلك الحماقات !!
قالت بهدوء: ليست حماقات خالد، انا بالفعل ضائقة من امر فاطمة ذاك وانشغالك به، ولاكن صريحة جدا
نظرت اليه واتبعت بهدوء: انا اشعر بالغيرة خالد.
ظهرت الصدمة على ملامحه لتنقلب الى ضحكة قوية اجبرتها على الابتسام وهي تستمع الى نغمتها الرخيمة التي تجذبها الى قاع بحر عينيه الأزرق فتمسكت بقبة قميصه وهي تدفن نفسها بين ذراعيه اكثر، ذراعيه التي شددت احتضانه لها وهو يتوقف عن الضحك ويقول بابتسامة مرحة: لا يحق لك الغيرة منال، انت تعلمين انا باكملي لك.
هزت راسها نافية وقالت: لا لست باكملك لي بدليل ان فاطمة تستولي على انتباهك وتركيزك.
نظر لها باستنكار فاكملت بهدوء: اعلم مكانة فاطمة لديك وبقدر ما يسعدني هذا بقدر ما اغار لاني افقد اهتمامك ولو جزئيا.
ابتسم بمكر وقال: لم اعهدك متملكة من قبل.
نظرت له بثقة وقالت بغرور: بل انا اساويك تملكاً يا زوجي العزيز فاعتاد على هذا.
ابتسم بمكر وقال: هذا امر يسعدني.
عقدت حاجبيها بتعجب وقالت: يسعدك؟!
هز راسه بالإيجاب وقال وهو يقبل راسها: زوجتي تغار بتملك مجنون. انه امر جيد من وجهة نظري.
اتبع بمكر وهو يبتعد عنها: ساستغله جيدا فيما بعد.
احمر وجهها واتسعت عيناها بغضب فحرك حاجبيه باغاظة وقال وهو يتحرك للخارج: ارتاحي قليلا حتى موعد الاذان ولا تجهدي نفسك رجاء.
هزت راسها بالموافقة وقالت وهي تراه يتحرك لخارج الغرفة: الى اين تذهب؟
نظر الى ساعته وقال: لدي موعد
اكمل وهو يقاطع حديثها: لا تقلقي لن اتاخر، ولاجلي لا تفتعلي أمورا حمقاء تؤذيكي.
ابتسمت لتزم شفتيها بضيق وهو يكمل: المرة القادمة سأخبر والدتك وادعها تتصرف معك.
همست بطفولية افتعلتها: هل ساهون عليك؟!
ضحك بخفة ليعود اليها ويقبل راسها ثم يهمس بمكر: نعم.
ضحكت بمرح وهي ترى الشقاوة تتألق بحدقتيه فهمست: سلمك الله حبيبي.
بعث لها بقبله طائرة وهو يقول: الى اللقاء نانا.
اكفهر وجهها وهي تشعر بتلك الغيرة تندلع بقلبها وهو يدعوها بالكنية التي اختارتها لها بهار، لتبتسم رغما عنها وهي تنظر في اثره وتشعر بذلك القرب الحميمي بينهما. رغم انه يحافظ على تلك المسافة التي وضعها بينهما الا انها تشعر به يقترب يوما بعد يوم، يعود الى رفقه بها وحنانه عليها، نظرات الشوق تنضح من عينيه رغم انه يمثل عدم الاهتمام ببراعة ولكنها تشعر به، تسمع دقات قلبه عندما تتغير وتيرتها عند اقترابها منه، انفاسه التي تعلو رغما عنه وهي تندس بين ذراعيه ليلا، تشعر بجفاف حلقه وهو يحاول الا يتنفس كي لا يشم رائحتها التي طالما تغنى من قبل بعشقه لها، تشعر به جيدا وتعلم انه على حافة الغرق بها ولكنها لا تريد ان تغرقه، تريده ان يسبح باتجاهها، ياتي بمفرده ويغرقها هي في بحره، الذي اعتادت على الغرق به بطواعيه ولهفة
تنهدت بقوة وهمست داخليا: لن ننتظر كثيرا، اعدك.
تحركت للخارج لتعقد حاجبيها وهي تنظر لشقيقتها التي تضرب الارض بقديمها قويا وكانها تتشاجر معها
جسدها مشدود وعروقها نافرة والغضب يشع من مقلتيها قالت بهدوء وهي تدرك ان اختها لا تراها من الاساس: فاطمة
لفت فاطمة اليها بحدة لتقول بغضب رغما عنها: نعم.
عقدت منال حاجبيها واقتربت منها بهدوء: ما بالك حبيبتي؟!
زفرت فاطمة بقوة وقالت من بين أسنانها: هذا الوقح، المتكبر عديم الذوق، ال
شتمت باللغة الانجليزية بطرقة غير لائقة جعلت منال ترفع حاجبيها بصدمة وتحتقن أذنيها بقوة لتقاطعها بحزم: فاطمة، اصمتي.
زمت الأخرى شفتيها لتقول منال بغضب: من هذا الذي تسبيه بتلك الطريقة؟ ؟
صمتت وهي لا تجد وصف مناسب لتلك الكلمات التي تناثرت من شفتي شقيقتها لتتبع بغضب: بطريقة لا تليق بفتاة مثلك حصلت على أرقى أنواع التربية، ومن المفترض أنها ستصبح سيدة مجتمع راقيه في غضون شهور.
قلبت فاطمة عيناها بحنق لتقول: أرجوك منال توقفي عن ذاك الحديث الذي يشبه حديث والدتي، أنا لا أطيق تلك الطريقة.
زفرت منال بقوة وقالت وهي تحثها على السير معها: اهدئي واخبريني ما الأمر بغرفتك حتى لا تأتي ماما الآن وتسمعنا ما نكره لان صوتنا عال وهذا
أكملت الأخرى بتبرم: أمر غير مقبول، نعم اعلم قواعد الماما.
ضحكت منال بخفة وقالت وهي تدلف معها غرفتها لتغلق الأخرى الباب خلفها فتقول منال بصبر وهي تجلس على الفراش: هيا تكملي من الذي أغضبك لتصلي إلى تلك الحالة غير المقبولة بالمرة.
جزت على أسنانها بقوة وقالت بغضب تألق بعينيها: أيوجد غيره، ذاك الوقح، خطيبي المفترض.
عقدت منال حاجبيها وهي تشعر بالقلق يداهمها وتمتمت داخليا " استر يارب "
لتبتسم بهدوء وتقول بمهادنة: ماذا فعل؟!
رمت فاطمة العلبة الحمراء المخملية بجانب منال على الفراش وقالت وهي تتحرك بخطوات عصبية في غرفتها: انظري.
اتبعت بصياح فعلي تلك المرة: لقد أتى بهما وهو يخبرني أن علي ارتدائهم في الحفلات العامة التي ستجمعني به.
ازدردت منال لعابها وهي تفتح العلبة لتتسع عيناها بانبهار وتمتمت رغما عنها: وااااااااااو، إنهما رائعين.
لفت لها تومي بحدة وهي تضييق عينيها بها وتقول: هل هذا ما لفت انتباهك من حديثي؟
ضحكت منال بقوة وهي ترى تلك النظرة بعينيها والتي شابهت نظرة خالد بل ماثلتها في القوة وقالت: نعم هذا ما توصلت له فانا أرى أنهما رائعين ولا افهم سبب اعتراضك !!
قالت فاطمة وهي تشيح بيديها غاضبة: أنا أحب خاتمي الذي انتقيته ولا أريد غيره.
نظرت لها منال مليا لتقول بصوت قوي وهي تشير إليها بصرامة لتجلس أمامها : تعالي فاطمة واجلسي هنا.
تحركت فاطمة بخطوات هادئة قليلا لتبتسم منال في وجهها بإشراق وتقول: أنت تريدي أن اصدق أن غضبك ذاك كله بسبب انه أتى لك بهدية؟!
مطت فاطمة شفتيها وقالت: لا ليس لذلك الأمر فقط، انه يؤمرني منال وأنا لم اعتاد ذلك، رغم أني اعترضت اخبرني بهدوء، أن علي ارتدائهما وان ذلك الأمر لا يقبل به المناقشة
زفرت بقوة وهي تتبع: ثم انه يتدخل بأشياء لا تعنيه
سالت منال وهي تنظر لها بترقب: مثل ماذا؟!
قالت فاطمة بحنق: كعلاقتي بخالد
نظرت لها منال باستفهام فاتبعت: انه ضائق من علاقتي بخالد ويريد أن أتوقف عن معانقته وتقبيله
ابتسمت منال باتساع وقالت بهدوء: معه حق
اتسعت عينا فاطمة وهي تنظر لشقيقتها باستنكار ورددت بانفعال: معه حق
هزت منال رأسها بتصميم وهي تنظر لها بإصرار وقالت بصوت قوي هادئ: نعم معه حق، لست صغيرة لتتعلقي برقبة خالد من حين لآخر وتقبليه.
شحب وجه فاطمة قويا وقالت: ما الذي تقولينه منال، انه أخي؟!
هزت منال رأسها نافية: لا فاطمة ليس بأخيك ومن الجيد أن الباشمهندس تكلم بذاك الأمر لأني كنت سأتحدث معك به، أنا الأخرى أتضايق.
رمشت فاطمة بعينيها والاستنكار يعلو وجهها فأكملت منال: اسمعي فاطمة أنا اعلم جيدا العلاقة التي تربطك بخالد، وانه أكثر من أخيك أيضا ولكن ذلك لا يمنع أني ارفض أن تقبليه أو تعانقيه، لقد كبرت وهذا أمر مرفوض كليا وخاصة اننا هنا وأغلبية الناس لا تتفهم تلك الأمور، بالنسبة إليهم أنت فتاة منحلة لا أكثر.
عقدت فاطمة حاجبيها وقالت بلامبالاة: أنا لا اهتم لهم.
اكتنفت منال كفيها بيدها وقالت: لابد أن تهتمي فاطمة، لابد أن تهتمي بما يقوله الناس عنك، لا بد أن تهتمي لاسم عائلتنا وسمعة أبي فاطمة، لابد أن تهتمي لأجل خطيبك واسمه وماذا سيدور عنك إذا تواجدت بمكان عام وهو معك وتعلقت أنت برقبة خالد، انه رجل شرقي ولابد له أن يهتم بمظهره وبما سيتهامس الناس به عنك إذا حدث مثل هذا الأمر.
ابتسمت منال بخفة وقالت وهي تنظر لشقيقتها التي ومضت حدقتيها بادراك متأخر: ولنترك الناس جانبا فاطمة، الم تلاحظي ولا مرة كيف أن خالد يفرض علي إطار من الحماية عندما نتواجد في الأماكن العامة، كيف ينظر بقوة لآي شخص يقترب مني سواء كان قريبا أو غريبا.
رمشت فاطمة بعينيها وأذنيها تحتقن قويا فأردفت منال: خالد من تربى بالخارج وجيناته نصفها يحمل برود الانجليز ومعتقداتهم يغار ولا يقبل بان أعانق أحدا أو اقترب من احدهم، فلماذا تنكرين على من تربى عمره كله بمصر ويحمل جينات الشرقيين بحذافيرها أن لا يغار عليك؟!
زفرت بحنق: وخاصة أن زوجي العزيز يتعمد أثارة غيظه وغيرته.
ضحكت فاطمة بقوة وهي تقول بشقاوة: كم اعشق زوجك هذا وهو يتفنن في إغضابه.
جمد وجه منال ونظرت لها بقوة فابتسمت فاطمة وقالت بمرح: انه تعبير على سبيل المزاح منال،
زمت منال شفتيها برفض مطلق ارتسم على ملامحها فقالت فاطمة بصدق وهي: اعتذر ولكني لم أكن اعلم انك تغريني بتلك الطريقة التملكية.
قالت منال بقوة وعيناها تشع بالحزم: إذا اعلمي يا شقيقتي وعندما يحدثك الباشمهندس تعاملي كان شيئا لم يكن واريه انك ستمتثلي لأمره ليس لأنه يريد ذلك ولكن لأنك تهتمي بابي واسمه.
شعت عينا فاطمة بشقاوة وقالت بسخرية تجلت في حدقتيها: سأفعل.
ضحكت منال بخفة وقالت وهي تنظر لها بتفحص: اعلم أن لديك عقدة ضد الطاعة ولذلك أتيت لك بسبب لتنفذي أمره دون أن تؤنبك كرامتك على طاعتك له.
ضحكت فاطمة وقالت: والخاتم
تنهدت منال بقوة وقالت: لا أرى به مشكلة، أنا الأخرى لدي خاتم آخر ارتدي بالتجمعات العامة غير دبلتي الذهبية انه أمر عادي فاطمة وكما فهمت منك انه لا يريد تجريدك من خاتمك العزيز.
حركت أصابع يدها التي تتألق بخاتمه: نعم هو اخبرني بذلك.
ربتت منال على رأسها بحنو وقالت: أرأيت انه يريد أن يرضيك ولكنك أنت متمردة دائما تومي.
ابتسمت فاطمة بغرور وقالت: يحق لي.
هزت منال رأسها بلا أمل وهمت بالتحرك للخارج فتنحنحت فاطمة بطريقة جعلتها تتوقف وتنظر لها فهمست بتساؤل وعيناها تشع بغموض: هل علي الاتصال به؟!
ابتسمت منال باتساع وهي تنظر لها بتفحص وهي تحدث نفسها " ليس سهلا ذلك الوائل، وفاطمة ستفقده عقله قريبا "
قالت بهدوء وهي تبتسم باتساع: لا، انتظري.
غمزت بعينها لشقيقتها وقالت بخفة: سيتصل هو بك ويصالحك أيضا.
عقدت فاطمة حاجبيها وهي تنظر لمنال بتشكك وقالت بعدم ثقة: حقا؟!
هزت منال رأسها وقالت بيقين: نعم، سيفعل، لا يريد إغضابك ثاني يوم خطبتكما تومي، لا تقلقي.
قفزت فاطمة واقفة وقالت: نعم أنت محقة
لمعت عيناها بثقة تدفقت لأوردتها: سيفعل بالطبع سيفعل.


يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 27-01-14, 10:26 PM   المشاركة رقم: 1845
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 34 جـ 1 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

صعدت برفقته وهي تدير عينيها فيما حولها فقال بخفوت: لأول مرة تصعدي إلى هنا، أليس كذلك؟!
هزت رأسها بالإيجاب وقالت: نعم لم اصعد للدور العلوي من قبل، ثم أنها المرة الثانية التي آت بها لبيت عائلتك.
ضحك بخفة وقال: نعم فخطبتنا لم تدم طويلا.
ضمها من خصرها إليه وهو يقودها إلى طريق غرفته ويقف أمامها ويقول: كم اشتهى حملك للداخل ولكن لا اضمن أن يقفز احمد أمامنا، لن أتخلص من تلميحاته لوقت طويل.
ضحكت برقة وقالت: لا لن أتحملها أنا، انه قنبلة موقوتة لا تعلم متى ستنفجر.
ضحك بقوة وهو يفتح باب غرفته ويشير إليها بان تسبقه في الدخول ويقول: نعم أنا اتفق معك تماما سيتسبب لنا بفضيحة على اقل تقدير.
وقفت بأول الغرفة وتطلعت إليها مليا، إدارات عيناها بتفحص مثير وهي تنظر لكل ركن يحمل بصمته به، ويحمل شيء منها هي
شعرت بأنها تحبس أنفاسها رغما عنها وهي ترى ذكرياتهما سويا منثورة باركان غرفته، فتلك الصورة الفوتوغرافية الصغيرة المعلقة بجانب المرآة العريضة تخص رحلتهما سويا للفيوم، ورغم أنها صورة مجمعة إلا أنها ظاهرة جليا بالصورة وهو يقف بجانبها ويبتسم بسعادة تنضح بها عروقه
أما ذاك الدبدوب الأبيض الكبير الذي يحتل الركن الشرقي بالغرفة موضوع بعناية تامة على إحدى المنضدات الصغيرة ويظهر عليه العناية الدائمة ففروته ناصعة البياض كأنه مشترى البارحة
ابتسمت بسعادة وهي تتجه ناحيته وتغرز أناملها في فروته السميكة وهي تتذكر أنها أتت به في ذلك اليوم الذي اكتشفت انه يوم عيد مولده، ذلك اليوم الذي أتى لها بالجامعة واخبرها انه يريد الهرب من الجميع ويريدها أن تأتي معه فهي الوحيدة التي يحتاجها إلى جواره اليوم، ذهبت معه وهي تشعر بأمر جلل حدث له فلقد كان ضائقا عيناه تبرق ألما وملامحه يستوطنها الشجن !!
ظلت طول اليوم تسأله عما به ليجيب بالنفي - ورغم البرنامج المتخم الذي وضعته ليومهما على حسب طلبه، فهما ذهبا لأحد معارض الفنون التشكيلية ثم اتجها بعدها لمتحف القاهرة وقضيا فيه وقت ممتع بين أروقة المتحف، رسما الكثير من الصور الخاصة بالتماثيل الفرعونية أو الإغريقية كانت مطلوبة منه وهي دفعته لإنهائها فلقد تأخر بتسليمها، يومها انتهزت فرصة انشغاله بما أجبرته على فعله ورسمت له صورة بيدها كانت مرتها الأولى التي ترسم بها شخص تعرفه، لقد أودعت موهبتها كلها بها، تنهدت بقوة وهي تتذكر أنها كانت ترسمها بقلبها فيومها تأكدت من حبها له، ابتسمت وهي تنظر إليها معلقة بإطار فخم فوق رأس الدب فهي أهدتها إليه حينها ليصعقها بخبر انه يوم مولده، تألقت عيناها بشرارات الغضب و هي تعنفه بشده وكيف انه لم يخبرها و
صاحت فيه بضيق " لو انك أخبرتني لكنت أعددت برنامجا مختلفا أيها الأحمق يحمل طابع مرح بدلا من دفعك لانجاز مشاريعك المتأخرة "
قابل انفعالها يومها بابتسامة ممتنة فسحبته خلفها وهي تصر أن تشتري له ذلك الدب الكبير فهي كانت مولعة به من قبل وتنظر إليه بواجهة ذاك المتجر منذ أسبوعين على أمل شراءه ولكنها أهدته له !!
ثم دفعته دفعا للذهاب لمحل حلواني تقصده هي إلى يومها هذا وابتاعت له قالب حلوى كبير و أقامت له احتفال بعيد مولده في سيارته !!
همست بانبهار: لازلت محتفظ بهما؟!
احتضن خصرها بكفيه وهو يقربها منه ويهمس بدوره: بل بجميع ذكرياتنا معا
تنفس بقوة وهو يتجه لذلك المكتب العريض الموضوع بغرفته، فتح درج مكتبه واخرج منه البوم كبير للصور وقال وهو يناولها إياه: انه يحتوي على جميع صورنا معا.
أشار لها فالتفتت لتلك الرفوف الخشبية الموضوعة بالركن الأخر للغرفة واتسعت عيناها بذهول وهي ترى جميع ما أهدته إليه مرصوص بشكل جمالي خطف أنفاسها، دارت حدقتيها بلهفة على تلك الأشياء الصغيرة التي يحتفظ بها، فتلك هي الميدالية الفضية التي أهدته بها عند شراؤه أول سيارة بعد تخرجه
وذلك القلم الأنيق أهدته إليه عندما تعاقد على أول برنامج إذاعي له "يومها كان فخورا بذلك الإنجاز الذي حققه "، وطقم الأزرار كان هديتها أيضا احتفال ببدء ذاك البرنامج " لن تنسى وهو يرتدي تلك البدلة الرمادية وذلك القميص الأبيض " كان أول عهده بارتداء البزات الرسمية وآخرها أيضا " ولكنه ارتداها من اجلها ومن اجل أن يضع طقم الأزرار ذاك !!
أشياء كثيرة أهدتها إليه معظمها رمزي ولكن كانت تمثل إليها شيئا كبيرا فهي كانت توثق علاقتهما أكثر وتزيدها عمقا فيما بينهما،
همست ودموعها تخنقها: لو كنت أقسمت لي انك تحتفظ بهم لما صدقت ذلك أبدا.
احتضن كتفيها ليلفها إليه ويهمس أمام عينيها: اعلم ولذلك لم أخبرك عنهم إطلاقا.
ابتسمت مغالبة ذلك الشجن الذي يغرق أوردتها لترفع عينيها وتنظر بصدمة لما وراءه فابتسم وقال: ما رأيك بها؟
شهقت بسعادة تدفقت إليها وهي تنظر إلى صورتها الكبيرة المعلقة بمنتصف الحائط صورة ضخمة مرسومة لها بأقلام الفحم تظهر نصفها العلوي وهي تقف بدلال تبتسم باتساع والفرحة تقفز من ملامحها وتنظر بنظرة مغوية ألهبت وجنتيها
قالت بصوت أبح وهي تتحاشى النظر إليه: أنا لا انظر بتلك الطريقة.
ضحك بقوة وقال: بل تنظرين بها كثيرا ، ثم تخبريني بعدها ببراءة انك لم تفعلي شيئا.
قالت بهدوء على قدر ما استطاعت: أنت تبالغ.
تنفس قويا وقال بهدوء: لا ولكني ساترك تلك الإجابة لبعد الإفطار فلن استطيع أن اثبت لك الآن أني لا أبالغ على الإطلاق.
شدها من يدها لتبتسم وهي تلتقط ذلك الألبوم الكبير وتذهب لتستلقي على الفراش بجانبه
مدد جسده بجانبها وشدها من خصرها إليه ليلقي برأسه على كتفها ويحتضنها بساعده، أغلق عينيه وهو يسحب الهواء لصدره قويا ثم زفره ببطء وهو يغمغم: ما أجملها
ابتسمت بخجل لتتسع عيناها بدهشة وهي تشعر بأنفاسه التي استقرت وثقل جسده بجانبها، لم تصدق انه خلد إلى النوم بتلك السرعة !!
فهزته بلطف وهي تهمس باسمه: وليد.
همست مرة أخرى: وليد
ليقابلها الصمت فابتسمت باتساع وهي تربت على خصلات شعره وتحيطه هي الأخرى بذراعها وتفتح ذاك الألبوم لتبدأ برحلتها معه !!

**************************
رن هاتفه فاستقبل المكالمة وهو يقول بنزق: أين أنت؟ لا افهم إلى الآن ماذا يحدث؟
عقد حاجبيه وهو يستمع إلى ضحكة الأخر وهو يقول: هون عليك يا خالد، سأقابلك ولكني أريد أن أنبهك لشيء.
أرهف خالد حواسه ليتبع الأخر: انظر في مرآة سيارتك الأمامية.
رفع عنياه بهدوء ليجمد وجهه وهو يرى سيارة بيضاء تسير خلفه همس الصوت في أذنه: أنها تراقبك.
تحكم في عضلات وجهه ببراعة وهو يبتسم بطريقة ساخرة ويقول: حقا؟!
رد محدثه بشيء من الجدية: نعم، اسمع ونفذ ما سأقوله فانا لا أريدهم أن ينتبهوا لك، فتصرف بطبيعية.
ابتسم خالد بطبيعية وقال: حسنا، ماذا تريدني أن افعل؟!
رد محدثة بهدوء: بعد شارعين يوجد محل للعب الأطفال قف عنده وادلف إليه.
تنفس محدثه بقوة ليقول: ستجدني أمامك.
هز خالد رأسه بالإيجاب وقال بلغته الأم: حسنا.
ارتدى نظراته الشمسية وهو يركز نظراته من خلفها على تلك السيارة التي تأكد بالفعل أنها تتبعه، توقف عند محل الألعاب وهو ينظر إليها بترقب إلى أن مرت من جانبه فابتسم بتهكم وهو يترجل ويركز نظره عليها وهي متوقفة أمامه ولكن على مقربه من مكان سيارته !!
دلف إلى محل الألعاب بخطوات هادئة وهو يدير عينيه في أرجائه، يبحث بحدقتيه عنه ليبتسم وهو يرى ظهره العريض يقف عند ركن متخم بفوانيس رمضان بجميع أشكالها وأنواعها وأحجامها، اقترب بخطوات متزنة ليبتسم الأخر وهو يشعر باقترابه منه فيهمس بخفوت: انظر للمعروضات ولا تدع احد يشعر اننا معا.
تقدم خالد ووقف بجانبه ليتبع الأخر بخفوت: لا تدعهم يلحظوا انك انتبهت إليهم، نريد أن نعلم من الذي ورائهم تلك المرة
التقط خالد بين أنامله إحدى الفوانيس النحاسية متوسط الحجم ليرفعه أمام عينيه وينظر إليه جيدا وهمس: من هم؟!
صمت الأخر ثم تنفس وقال: انه نفس التنظيم خالد ولكن الأشخاص يتغيرون وأنت تعلم ذلك جيدا.
أردف بجدية: أنا مكلف بحمايتك فأنت رغم كل شيء وتعدد جنسياتك مواطن انجليزي يهمنا حمايتك.
أطبق خالد فكيه بقوة ليتبع جاك بهدوء: الفيلا الجديدة مراقبة جيدا، أنهم لا يعلمون مكانها للان ولكن عند انتقالك إليها ستصبح في دائرة الضوء لديهم.
همس خالد بتساؤل وهو ينظر لفانوس آخر اصغر حجما: وفيلا السفير، أجاب جاك مطمئنا: نراقبها ولكن من بعيد حتى لا نثير ريبتهم.
تنفس خالد بارتياح ليقول جاك بنبرة مليئة بالعتب: كيف لم تنتبه إليهم خالد؟
احتقنت أذني خالد بقوة وهم بالرد ليردف جاك بغضب كمن بصوته: لقد تعهدت بحمايتها خالد !!
اتسعت عينا خالد بغضب أشعل زرقة عينيه الباردة وقال بصوت خفيض ولكنه حاد: احترس جاك أنت تتحدث عن زوجتي، إذا كان شخصا آخرا غيرك لكنت لقنته درسا لن ينساه أبدا.
زم جاك شفتيه بضيق ليزفر قويا وينتقل ليقف بمكان آخر ويقول بصوت خافت: اهدأ يا خواجة، أنت تعلم أن منال لم ولن تكن أكثر من صديقة لي، ولكني غاضب منك أنت.
اتبع بغضب ظهر على محياه: لأنك خلدت للراحة ونسيت إنهم لن يتركوك بسبب قتلك لرجلهم الأفضل
جمد وجه خالد وهو يشعر بالذنب يتدفق إلى خلاياه فزفر الأخر بقوة وقال: لم اقصد أن أغضبك خالد
رفت عينا خالد سريعا ليهمس بصوت مختنق: كيف عرفت بأمرهم؟
ابتسم جاك بهدوء وقال: لدي مصادري، أنت علمتنا بان لابد من وجود عيون لدينا بكل مكان.
اتبع وهو يتحرك ويحمل إحدى الفوانيس الكبيرة حجما ثم يتركه بعد أن قيمه جيدا: أن المسئولين هنا يريدون مقابلتك
عقد خالد حاجبيه بتعجب ونظر إليه بتساؤل فقال الأخر سريعا: لا اعلم لماذا؟! ولكنهم ابلغوني بأنهم يريدون مقابلتك وسيبلغوني بموعد المقابلة كي تتخلص من فرقة المراقبة تلك.
ابتسم خالد بمكر وقال: هذه ليست مشكلة.
ابتسم جاك بهدوء: حسنا سأبلغك بالموعد عن طريق الهاتف أيضا
لمعت الكلمات بزرقة عيني خالد فابتسم جاك واستطرد: لقد تأكدنا من الهواتف غير مراقبة.
رفع خالد حاجبيه بتعجب فابتسم جاك بثقة وقال: أنا تلميذ نجيب ولقد تعلمت على يد أفضل المعلمين.
ابتسم خالد بسخرية لينظر جاك إلى فانوس آخر متفحصا ثم وقال وهو يحمله لمكان ماكينة المحاسبة ويقول: هذا هديتي لعائلتك سأتركه بالخارج كل عام وأنت بخير، أراك على خير.
التفت خالد من حوله ليرى كيف سيخرج ولكنه اختفى فجأة بطريقة أدهشت خالد شخصيا، ابتسم بإعجاب ليعاود النظر مرة أخرى للفوانيس المتناثرة أمامه، ثم يحمل فانوسين من نفس الحجم وآخر اكبر قليلا ويذهب للماكينة ليجده بالفعل ترك له الفانوس الكبير، ابتسم بألم وهم بحمل الأكياس لتقول له الفتاة التي تعمل بالمحل: اتركهم حضرتك سيوصلهم احد العاملين هنا إلى سيارتك.
هز خالد رأسه بتفهم ليتحرك للخارج وهو يحدق في تلك السيارة الواقفة أمامه ثم يبتسم بسخرية وعيناه تتألق بوميض مخيف ابتلعته تلك الحلقة السوداء التي اعتمت حدقتيه !!

****************************
نادت بهدوء: هشام، هيا الفطور جاهزا.
ابتسمت بإشراق في وجه كريم الذي ناغى بشقاوة: بابا، بابا.
انتبهت لحركة هشام من خلفها وهو يبتسم بود لابنه ويقول: حبيب بابا.
نقل عينيه لها وقال وهو يجلس: لقد أتيت.
ابتسمت وعيناها تشع بالدفء: هيا تناول فطروك لنذهب إلى المشفى.
تنفس بقوة وهز رأسه بالإيجاب ليقول: لا أرى ضرورة من حضورك معي، ابق مع كريم من الأفضل.
رفعت حاجبيها بتعجب وقالت: ألا تريدنا معك؟!
هز رأسه بالرفض وقال: لا بل أرى أنها مشقة عليك وعلى كريم
أكمل بغصة: وخاصة أن ماما ليست مستيقظة فنحن نقضي الوقت بأكمله منتظرين لشيء من المحتمل انه لن يحدث.
تنفست بقوة وهي تضع أمامه بعض الطعام: تفاءل بالخير تجده يا سيادة المستشار، والدتك ستفيق وستكون بخير وأفضل حال.
زفرت قويا وأردفت: ولا تطلب مني مرة أخرى أن لا أكون بجوارك هشام، انه لأبسط شيء علي فعله أن أكون لجوارك.
تنهد بقوة وقال وهو يضغط على يدها برفق: لا حرمني الله منك حبيبتي.
ابتسمت بود وقالت بمرح افتعلته: هيا تناول طعامك.
بدا في تناول طعامه بهدوء ليدوي صوت هاتفها بإزعاج، عقدت حاجبيها وهي تقول بتوتر: من الذي سيتصل الآن؟
ابتسم بهدوء وقال: انظري من هنادي، من المحتمل أن تكون الجريدة.
قفزت واقفة وهي تتجه للهاتف وتلتقطه لتزيغ عيناها بقلق وتفتح الخط وتقول: مرحبا سلوى.
عقد حاجبيه وهو يتساءل عن تلك السلوى لتتبع هي: خير أن شاء الله.
التفت بجسده وهو ينظر إليها بترقب ليرفع حاجبيه بتعجب وهو يرى وجهها الذي تهلل بالفرح وهي تقول: اوه مون ديو.
اتبعت سريعا: الحمد لله، أشكرك يا رب
أردفت بتأثر: شكرا جزيلا لك، سنحضر حالا، مسافة الطريق.
تنفست بقوة: لك ما تريدين سلوى، لك كل الشكر.
نهض واقفا وهو يقترب منها ويقول باهتمام: من سلوى وما الذي حدث لتشكريها بتلك الطريقة؟
تنفست بقوة وهي تقول بفرحة حقيقية لمعت برماديتها: أنها الممرضة المختصة بحالة والدتك، لقد أبلغتني الآن أن والدتك فاقت والحمد لله.
شهق الهواء بقوة وهو يتمسك بكفيها ويقول: حقا هنادي؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول بحماس: نعم.
تحرك سريعا ليقول: سأذهب إليها حالا.
تمسكت به قويا وقالت: سنذهب إليها جميعا هشام.
ابتسم وهو يضمها إلى صدره والدموع تتألق بعينيه: نعم هنادي سنذهب إليها جميعا، هيا بنا.

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حصري, .....قريبا, ليلاس, ليلى, مستشار, موال, منتدى, منتديات ليلاس, امير, الكاتية اسيل, برنامج, بقلمي, يالي, ياسمين, رومنسيات عربية, سائق, شفير, عبد الرحمن, عبق الرومانسية, هنادي هشام, وليد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169803.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 02:51 AM
Untitled document This thread Refback 29-08-14 11:55 PM


الساعة الآن 12:42 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية