كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 33 جـ 1 ..
البارت اهداء للغالية العزيزة على قلبي
صديقتي الوفية دائما وابدا
حسن الخلق
هومي
لانتهاء روايتها الرائعة
على حافة الافق
مبروك يا صديقتي وعقبال الرواية المائة ان شاء الله
توصية خاصة مني لكل من لم يقراها الى الان
هلموا بقرائتها فهي تستحق القراءة
هومي شكرا جزيلا يا صديقتي
ابدعتي فامتعتي
منتظرين جديدك دائما
الفصل الثالث وثلاثون
الجزء الثاني
تأوهت بوجع وهي تشعر بطنين حاد يصدح في اذنيها ، حركت راسها بإعياء وهي تحاول ان تفتح جفنيها المتورمتان دون فائدة ، دلكت جبينها بأصابع مرتجفة وهي تشعر ببشرتها ساخنة على غير العادة ، حاولت سحب نفسا قويا ليدخل الهواء الى رئتيها فتطرد هذا الإحساس الزائف بالمرض ولكنها لم تستطع فأنفاسها باتت ثقيلة محطمة ، تنقل اليها جراحها التي انفكت تُفتح واحد تلو الاخر بسبب ابتعاده عنه
صرخ قلبها : انت من أبعدته فتحملي النتائج كاملة
تأوهت مرة أخرى بقوة اكبر لتشعر بيد حانية ترتب على راسها وتهمس لها : ليلى انت بخير بنيتي
حاولت الرد لتشعر بصوتها مخنوق بداخلها لا يريد الخروج ، تكونت دمعاتها من جديد وكأنها بئر لا ينضب وهي تهمس بصوت متلاشي : انا بخير ماما ، لا تقلقي .
ربتت أمها على راسها مرة أخرى وهي تقرن فعلها بفتح نور المصباح الجانبي الخفيف وتقول بلهفة : لا لست بخير انت تبكين .
تأوهت مرة أخرى وهي تضع كفها امام عينيها لتمنع وصول النور اليها وتهمس بصوت محشرج : لا امي لا ابكي .
ساعدتها والدتها في ان تنهض قليلا وتتكا على وسادة كبيرة وضعتها والدتها خلف ظهرها ، لتمسح وجنتها بكفها وهي تقول : وما هذا اذا ؟!!
حاولت ان تسيطر على دموعها ليحدث النقيض تماما فتجهش في بكاء حاد وهي تخفي وجهها بكفيها ، التقطتها ذراعي والدتها وضمتها الى حضنها وربتت على راسها بحنو وهي تهدهدها كما كانت تفعل وهي طفله وهمست لها : اهدئي طفلتي ، اهدئي ، لا شيء يستحق ان تذرفي دموعك الغالية من اجله .
قالت من بين دموعها بصوت مخنوق مجروح : بل هو يستحق ان اذرف كل شيء من اجله امي .
ابتسمت الام رغما عنها وهي تربت على راسها بحنو : اذا لماذا تركته ليلى
انتفضت بين يدي والدتها وتراجعت للخلف ،تنظر اليها من خلف جفونها المتورمة وعيناها التي تذرف الدموع دون توقف وقالت بصدمة : من اخبرك ماما .
ابتسمت أمها ولم تجيبها وهي تنظر الى عينيها وتسالها بعتب : لماذا تركته ليلى ؟
هزت راسها بالم وقالت : لا اعرف امي ولكن ..
اتبعت سائلة بهفة : اهو من اخبرك ؟!!
هزت ماجدة هانم راسها بالإيجاب ، همت ليلى بالحديث فقاطعتها والدتها بحزم وقالت : انهضي ليلى واغسلي وجهك وتعالي فلنا معا حديث مطول .
تحركت ليلى على الفور وكان سيرته دبت النشاط بأطرافها ، غسلت وجهها الذي اثار رعبها عندما نظرت اليه في المرآه عرضا وخرجت لتجد والدتها تجلس على تلك الجلسة الجانبية الموضوعة بغرفتها وتضع العديد من الاطباق امامها ، نادتها والدتها على الفور وهي تشير اليها بالاقتراب وتقول : تعالي بنيتي فانت لم تتناولين شيئا منذ البارحة عصرا ، وحينها أيضا تناولت بعض من اللقيمات الصغيرة التي لا تسد رمق طفل صغير .
لوت ليلى شفتيها بتعب وقالت : لست جائعة امي .
زفرت والدتها بهدوء وقالت : تعالي ليلى لن اتحدث الا وانت تتناولين طعامك .
جلست ليلى بجانبها وقالت بصدق : حقا لا اشعر باي شهية للطعام أمي .
ربتت السيدة ماجدة وقالت : تناولي الطعام حتى اخبرك بما لدي .
زفرت ليلى بقوة وهزت راسها في استسلام ، جلست بجانبها وحاولت ان تؤكل دون فائدة شعرت بتلك اللقيمات الصغيرة تخدشها ،بلعتها بصعوبة شديدة فتلك الكتلة المتحجرة المحشورة بحلقها تمنعها من فعل أي شيء حتى التنفس !!
زفرت بقوة وهي تحاول ان تتحكم في فيضان دموعها ولكنها لم تستطع لتتساقط دموعها ببطء يؤلمها ، يدمي قلبها اللائم ويجرح عقلها الثائر ،ربتت والدتها على ركبتها وقالت : اهدئي ليلى .
تنفست بقوة ومسحت دمعاتها بكفيها وقالت : بماذا اخبرك امير ، ماما؟
ابتسمت والدتها وقالت : اريد ان اعلم منك أولا عن سبب الخلاف بينكما الذي دعاك لطلب فسخ الخطبة .
رمشت بعينيها وقالت بصوت مخنوق : لم يحدث شيء بيننا ماما ، لقد تشاجرنا سويا كاي خطيبين ولكني ضخمت الامر من لا شيء .
لمعت عينا والدتها باعجاب فعادت تسائلها بمكر : اذا لا يوجد سبب رئيسي لفسخ الخطبة ليلى ؟!
هزت ليلى راسها نافية سريعا ، ابتسمت والدتها باتساع وقالت : حسنا لا داعي لتلك الدراما ليلى .
اختنق صوتها بالالم واحتقنت عيناها بالدموع لتقول : بلى ماما له كل داعيفامير لن يعود .
ضحكت الام وقالت : ايتها الحمقاء ولم اتى لي اذا كان لن يعود .
التفتت اليها بدهشة وقالت سريعا : الم يأتي لينهي كل شيء ؟!
نظرت اليها والدتها باستنكار وقالت : لا اتى ليشتكي الي ابنتي المجنونة التي تريد فسخ خطبتها بدون سبب .
تنفست والدتها بقوة لتجذبها الى حضنها وقالت : لا ليلى لم يشتكي لي بقدر ما اعترف بخطئه معك ولكنه بالطبع كان غاضبا من اسلوبك السيء معه .
رفعت عيناها الباكية اليه وقالت : لم اذا لا يرد على مكالمتي ؟!
هزت السيدة ماجدة راسها دون معرفة وقالت : من المحتمل انه مشغول .
جذبت ليلى من كتفيها لتستقيم جالسة امامها نظرت الى عمق عينيها وقالت : لقد اتفقت مع امير على شيء بخصوصكما انتما الاثنين وأريد ان توافقيني به .
هزت ليلى راسها بالإيجاب وهمست بتوتر : ما هو ؟
قالت السيدة ماجدة بهدوء حازم : اريدك ان تنفذي ما ساخبرك به دون اعتراض ليلى ، صدقيني حبيبتي لن تجدي مثله ثانية ، انه مثالي لك
لن يفهمك او يحبك او يقدرك ويصونك أحدا مثله .
هزت ليلى راسها بتفهم وقالت بالم : اعلم .
نظرت لها والدتها بعتب وقالت :لم اذا تسعين للافتراق عنه بنيتي .
همت بالحديث لتقاطعها والدتها وتقول : اسمعيني بنيتي ، انسي كل ما حدث بينكما وفكري فقط في مستقبلكما معا .
زفرت ليلى بقوة : لا استطيع مع الأسف لقد جرحني ولم ينتظر لاشفي جرحي .
ربتت والدتها على وجنتها وقالت : اذا دعيه هو من يشفيه ليلى من الواضح انه دائك ودوائك معا .
نظرت لوالدتها بضياع لتقول الأخرى : لقد اخبرته ان يأتي غدا تفاهما سويا في الغد .
سالت بلهفه : هل وافق ؟!
ابتسمت أمها وقالت : متحمسا .
ابتسمت ليلى والامل يطرد شحوب وجهها فقالت والدتها : اعدي نفسك للغد ، خذي ايني واذهبي لصالون التجميل واشتري شيئا جديدا مناسبا .
عقدت ليلى حاجبيها بعدم فهم وقالت : ولكن لدي أشياء كثيرة .
قالت والدتها بتبرم : علام اتفقنا ليلى .
هزت راسها بالموافقة وقالت : حسنا ماما .
همت والدتها بالخروج لتقف بعتبة الغرفة وتقول بهدوء حذر : لن تصغريني معه ليلى ، ستوافقين على ما اعددته لكما .
نظرت لوالدتها لتشعر بامان تام يغمرها فقالت دون تفكير : بالطبع ماما .
اتسعت ابتسامة والدتها وهمست : مبارك بنيتي .
اتبعت بصوت مرتفع : اذا فكي الحصار عن نفسك واخبري ايني لتاتي وتتفقا على جدول الغد .
أكملت بمرح : اتركي نفسك لايني وهي ستفعل كل شيء وتقرر عنك أيضا .
ابتسمت ليلى بسعادة وهي تشعر بالامل يغمرها من جديد ، تقدمت لتقف امام المراه وتنظر لنفسها ، شعرت بالخيبة وهي ترى وجها المنتفخ وعيونها المتورمة كعيني الضفدعة ، انفها الذي اصبح كانف مهرج السيرك
لتزفر بسخطوتقول : كيف ساقبله هكذا في الغد ؟
صرخ قلبها بقوة : استمعي الى والدتك ولا تفسدي ما أعدته رجاء .
هم عقلها بالحديث ليقاطعه بقوة ويقول " كف انت عن التفكير فلا يأتي من ورائك الا المصائب "
هزت راسها موافقة وحدثت نفسها " سأفعل ما تريده ماما سأتحدث معه وأستمع اليه واخبره عما يدور بداخلي "
تأملت السلسال الملتصق بجيدها لتهمس : لقد وافق على المجيء الي مرة أخرى لن اضيعه تلك المرة وسأحاول ان انفذ ما نصحتني به ياسمين .
ابتسمت وهي تتذكر ياسمين فشعرت بشوق شديد لها اتجهت تمسك هاتفها ونظرت الى الساعة به وهي تفكر " اتحدثها ام لا ؟!"
شعرت بالحرج ان تتصل بها مساءا ، فاجلت الفكرة للغد وهي تفكر انها ستستعين بها وتسالها عن نصائح أيضا لتعدل من مظهرها قليلا
انتبهت على دخول اينيالصاخب للغرفة وهي تقول : أخيرا استيقظت ايتها الاميرة النائمة .
ابتسمت ليلى وقالت : تعالي واخبرني عن سوزي كيف حالها اليوم .
تنهدت ايني بقوة وقالت : لم اتصل بها اليوم ولم اذهب اليها ذهبت الى الجامعة وعندما عدت خلدت الى النوم واستيقظت منذ قليل ، فاتيت لاراك .
شهقت بقوة وهي تنظر الى وجه ليلى وقالت بصدمة: ماذا حدث ؟!
قالت ليلى بتوتر : لا شيء .
سالت ايني بانزعاج : هل تشاجرت مع امير ؟
اثرت ليلى الصمت وهي تتحاشة النظر لاختها فاتبعت الأخرى بغضب فعلي : لو كان السبب في بكائك ساغضب منه ولن اتحدث اليه مرة أخرى بل ساوبخه أيضا .
ضحكت ليلى وقالت : هل ستجرؤين ايناس ؟
زمت ايني شفتيها بطفولية وقالت : لا طبعا ، انه مهاب بعض الشيء ولكني ساغضب منه .
ابتسمت ليلى برقة وقالت : لا تغضبي منه فهو ليس السبب على أي حال .
رفعت ايني حاجبيها وقالت :لم بكيت اذا .
زفرت ليلى قويا وقالت : انها حالة جنون انثوية بحته ، لا تشغلي راسك ، تعال لنتفق على الغد ونتصل بابنة عمتك ونسال عن حالها .
تجسد الاسى على وجه ايني وقالت : كلما رايتها اشعر بالاختناق ليلى فانا اعلم ان كل ما يحدث معها بسبب شقيقي العزيز .
لوت ليلى شفتيها وقالت : لا تفكرين بتلك الطريقة ايني ، ان ما يحدث بينهما مقدرا .
عبست ايني بغضب وقالت :بل حماقة من بلال ليلى لا تنكري .
ظهرت الخيبة على زجه ليلى وقالت :صدقت بل هي اكبر حماقة .
اشاحت بيدها وقالت : هيا اتصلي بها لنطمئن عليها .
***************************
تنفست بقوة وهي تنظر لوجهها بالمرآة ، بعد ان اتتها نوبة من الغثيان اندفعت على اثرها لدورة المياه حتى لا تشعر بها والدتها و تصر لان تذهب بها الى المشفى .
غسلت وجهها بالمياه الدافئة عدة مرات متتالية وهي تحاول ان تتحكم في نوبة الغثيان الجديدة التي شعرت بقدومها
صرخ عقلها بقوة " افيقي بالله عليك هو لا يستحق كل ذلك ، لقد اذاقك الويل لتلك الحماقة التي ارتكبتها دون قصد منك ، لم يفكر بانك احببته منذ الصغر لم يشفع لك مقدار الحب الذي كان يخبرك عنه فيما مضى ، لم يسامحك ولن يفعلها ، انسيه سوزان انسيه "
تحجرت الدموع في عينيها فهي ترفض البكاء منذ يومها ، تشعر بالدموع تخنقها ولا تستطيع البكاء ، تشعر بملوحتها بحلقها ولا تقدر على التخلص منها وذرفها ، فيترجم جسدها خنقتها بالغثيان والاستفراغ الذي قضى على ما تبقى منها بعد ما فعله بها
تحكمت في تنفسها وجعلته بطيئا الى حد ما لتتحكم في تلك النوبات التي امرضتها لتغسل وجهها بالمياه مرة أخرى وتخرج بخطوات متثاقلة
جلست على فراشها باعياء وهي تحاول ان تهدئ من عذاب نفسها ، سيتاط ضميرها التي تجلدها بدون رحمة او هوادة وهي تخبرها انها السبب فيما فعله معها ، فهي من رخصت نفسها بتلك الطريقة اليه ، هي من حامت من حوله وسعت للذهاب اليه اكثر من مرة لتطلب سماحه ومغفرته وفي النهاية اجابها بالاعتداء عليها وتمزيق كل ما تبقى من الاواصر التي جمعتهما سويا
وضعت كفيها الاثنتين على فمها وهي تحاول جاهدة منع نوبة الغثيان التي تفاقمت بداخلها ، ولكنها فشلت كالعادة لتهرع مرة أخرى الى دورة المياه وتفرغ كل ما في جوفها
ولسوء حظها دلفت والدتها في نفس اللحظة لغرفتها وهي تقول بهدوء : انتظري سارى اذا كانت نائمة ام استيقظت
لتشهق بعنف وهي تتجه الى دورة المياه وتصرخ بهلع : سوزان حبيبتي ، هل استدعي الطبيب ؟!!
تنفست بعمق وهي تنهض واقفة بهذال فاضت به ملامحها، وتغسل وجهها ثانية وتشير بيدها لوالدتها نافية
قفزت ايني واقفة بتوتر وهي تستمع الى صرخة عمتها ، لتسالها ليلى بترقب : ماذا يحدث ؟
اشارت بكتفيها بمعنى لا اعلم وهمست وهي تبعد الهاتف عن فمها قليلا : لا اعلم ولكن عمتي تصرخ برعب ، أتمنى ان لا يكون شيئا جليا .
زفرت ليلى بقوة وهي تزم شفتيها بغضب برق بعينيها ، لتنتبه على صوت ايني العالي وكانها تريد ان تجذب انتباه عمتها : عمتي ، ماذا يحدث عندك ؟
اتكات على ساعد والدتها وخرجت ببطء لتهمس لها : لم ممسكة الهاتف امي ؟
لتنتبه والدتها على صوت ايني يصدح من الهاتف فتقول : انها ابنة عمتك واختها يريدان الاطمئنان عليك .
تنفست بقوة وهي تشير لوالدتها بالموافقة فتناولها أمها الهاتف وهي تقول سريعا : ساجلب لك بعضا من الشوربة لتعوضك عما فقدته اليوم جراء الغثيان .
همست بتعب وهي تستلقي على الفراش : حسنا امي .
تابعت والدتها وهي تنصرف : لعل اليوم تستطيعي ان تشربي القليل منها ولا تفرغيه بعدها .
ابتسمت بتوتر وهي تدعو ربها ان تتوقف تلك الحالة المرضية التي تستولى عليها
وضعت الهاتف على اذنها لتقول بمرح خافت افتعلته وهي تسمع صرخات ايني على الناحية الأخرى: توقفي عن الصراخ ايتها المافونة .
تهلل وجه ايني بالفرح وقالت بمرح وهي تلوي شفتيها : مافونة ، من أي عصر انت يا ابنة عمتي العزيزة .
اجابت سوزان بمرح على قدر ما استطاعت : من العصر الحجري .
ضحكت ايني بخفة وقالت : تقدموا رحمكم الله .
اتبعت ايني سريعا بنبرة مهتمة : اخبريني كيف حالك اليوم ؟
ابتسمت سوزان بتعب وقالت : بخير الحمد لله .
قالت ايني بنبرة مميزة : سوزي .
اجابت الأخرى : الحمد لله على كل حال ايناس .
سالت ايني بإصرار :هل توقفت نوبات الغثيان ؟
رمشت سوزي بعينيها وقالت : للأسف لم تتوقف ، ولكن عددها يقل مع الوقت
قالت ايني بنبرة مفعمة بالامل : ستتحسنين ان شاء الله .
رددت سوزان بامل وهي تبتهل لخالقها : ان شاء الله .
قالت ايني : كنت امل ان تاتي برفقتنا غدا ساذهب انا وليلى لنتسوق ثم نمر على مركز التجميل الذي نتعامل معه ، ما رايك ؟!!
ابتسمت سوزان وهمت بالرفض لتقول ايني باصرار : انفضي عنك الحزن يا ابنة العمة وتعالي معنا ، سنمرح حقا غدا .
تنفست بعمق وقالت : غدا نتفق ايني ، اذا شعرت بان حالتي تتحسن ساتي معكم .
صرخت ايني بمرح وقالت :يس ، هذه هي سوزي خاصتي .
ضحكت بخفة على جنون ابنة خالها المعتاد منها فاسرعت الأخرى تتبع : انتظري ليلى تريد محادثتك .
ابتسمت ليلى بهدوء وهي تتناول الهاتف من اختها وتسال عن حالة سوزان الصحية باهتمام فعلي ثم تكرر دعوة ايني للحضور معهم غدا اذا استطاعت ذلك لتغلق الهاتف بعدها بهدوء وهي تحاول ان تنحى ذلك الغضب الذي يستوطنها اتجاه اخيها فهو الملائم الأوحد عما حدث لابنة عمته !!
زفرت ايني بقوة وقالت وهي تنظر في الفراغ : لم عليه ان يكون مؤلما لذلك الحد ؟
عقدت ليلى حاجبيها بتساؤل وقالت : ما هو ؟
التفتت لتنظر الي اختها وتقول : الحب .
رفعت ليلى حاجبيها بدهشة ووجنتيها تحمر خجلا وقالت : ليس من المفترض ان تتحدثي عن تلك الأشياء ايني .
نظرت لها ايني باستنكار وقالت : تلك الأشياء ،
اتبعت بمنطق : انا لست صغيرة ليلى والحب ليس بعيب ولا حرام حتى لا اتحدث عنه
أكملت بعتب : ثم انا اتحدث مع اختي الكبيرة ليس بأحد غريب لتخبريني ان حديثي ليس لائقا .
زمت ليلى شفتيها وهي تشعر بالحرج يغزوها لتقول بمهادنة : اذا اخبريني يا صغيرة ، لم تقولين عنه انه مؤلم ؟
زفرت ايني بقوة وقالت : لاني انظر اليك والى سوزان لا أرى غير الألم متجسدا .
اتبعت بانفعال : لا اعلم ما سببه ولكن ما اراه انكما تتالمان من حبكما ، سوزان واخي الاحمق افسد تلك الهالة التي كانت تحيط بهما سويا ، في السابق كنت ارنظ لهما وأدعو الله ان يرزقني بما يجمعهما سويا .
اتبعت بغل طفولي وهي تنظر اليها : اما انت الى الان لا افهم ما يحدث بينك وبين امير ،
اشعر بان هناك امر شائك بينكما يدفعك انت للغضب دائما رغم انه يبذل كل ما في وسعه لامتصاص الغضب الذي يشع من عينيك كلما تواجد هو من حولك .
صمتت قليلا لتتسع عيناها بادراك وهي تسالها بانفعال : لا تخبريني ليلى ان الحمق متاصل بعائلتنا وانك انت من تدفعي امير للإخفاق فيما يخصكما .
اتسعت عينا ليلى بذهول لتقول بحنق : ايني ، لا تنسي ابدا اني اختك الكبرى .
ظهر الأسف جليا على وجه ايني وقالت : المعذرة
لتتبع سريعا وهي ترمق ليلى بنظرات فضوليه : اذا ما الذي يحدث ليلى ؟
قبضت ليلى كفيها ثم تزفر قويا وتقول : لا شيء ايني ، لا شيء .
تسكت ايني بساعدها وقالت : بل يوجد شيئا ما ليلى ، هيا اخبريني .
زاغت حدقتي ليلى بتوتر وقالت بنزق : توقفي عن الالحاح ايني .
قالت ايني بتبرم : لن اتوقف ، هيا اخبريني .
مطت ليلى شفتيها باستياء فاتبعت ايني بفضول : الست تحبينه ؟!
اشاحت ليلى بنظرها عنها والخجل يزين وجنتيها وهي تشعر ان تلك الكلمة لا تصف ما بداخلها اتجاه عبد الرحمن ، ابتسمت بسخرية وعقلها يخبرها " ارايت ، انك متعلقة بعبد الرحمن اما ذلك الأمير لا يمثل لك أي شيء "
صاح قلبها قويا " اخرس أيها الاحمق ، انهما نفس الشخص ليلى وانت لمست ذلك بنفسك "
تنهدت بقوة لتصيح ايني بجنون كعادتها : يااااي ، انت مغرمة به ليلى ، لست تحبينه فقط .
تمسكت بكفيها قويا وقالت برجاء طفولي : ارجوك ليلى ارجوك لا تفسدي الأمور معه ، انه يستحقك .
ابتسمت ليلى بخفة وهي تعلم ان تلك الصغيرة غير قابلة للمناقشة فتمتمت : لا تقلقي ايني لن افسد الأمور معه .
صرخت ايني بحماس لتهز ليلى راسها بعدم امل والأخرى تنطلق في ترتيب ما سيفعلانه في الغد .
.
.
.
أغلقت الهاتف مع ليلى واتكأت للخلف لتريح ظهرها على ظهر الفراش وتستعيد بعضا من هدوئها النفسي ، لطالما دفعها مرح ايني للهدوء ونفض الهموم انها صديقة جيدة وشقيقة رائعة لم يرزقها الله بها ، والان ليلى ساندتها بحنان ورقة وكأنها تعلم ما حدث بينها وبين بلال .
انتصبت جالسة بفزع وذلك الهاجس يلوح امام عينيها ، لتهز راسها برفض وهي تحدث نفسها ان بلال لن يفعلها
همست لنفسها مرة أخرى " انسيه سوزي ، انسيه ، فعلها ام لم يفعلها لن يجدي هذا الان ، انت تريدين التغلب على ما يلم بك ، وكلما فكرت به كلما تزايد مرضك ، توقفي عن تذكره وتبرير مواقفه ، انه لا يستحقك "
دلفت والدتها للغرفة وهي تبتسم لها بحنو وقالت : أتمنى ان تتناولين بعضا رشفات من الحساء سوزان .
ابتسمت وشعرت بتأنيب ضميرها وهي تنظر لوجه والدتها القلق فقالت بتصميم لمع بعينيها : بل سأتناوله كاملا امي
تكلل وجه والدتها بالفرح وقالت : حقا ، سأطعمك انا بنفسي بنيتي .
يتبع
|