لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-13, 09:47 PM   المشاركة رقم: 1646
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 31 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم يا بنات
اشتقت لكم كتيير وافتقدتكم جدا
اتمنى تكونوا جميعا بخير
النهاردة ان شاء الله موعدنا مع البارت الجديد
اتمنى يكون عند حسن ظنكم
بعتذر عن عدم ردي على ردودكم
التي اسعدتني جدا جدا
وعطرت روايتي بعبيرها الاخاذ
واحب اني انوه ان عدم ردي عليكم بسبب ضيق وقتي والله
الوقت اللي بفضى فيه بقعد اكتب شوية في البارت
وربنا يسهل لي اموري واموركم

اشكر كل من خط حرف ردا على كتاباتي
بجد بسعد بيكم جدا

شكرا جزيلا لكل من

ريماس مصطفى
مها هشام
جيجي ياسر
fadi azar
النصف الاخر
حسن الخلق
اين انتي يا مسافرة
حياة 12
mary haddadi
الروح التائهه
doll
amsa
اغاني الشتا
عصفور الجنة
سيمفونية حنين
shahoda

اشكركم من كل قلبي على تزيين صفحتي بوجودكم

اترككم مع البارت
واتمنى يحوز على رضاكم
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 30-11-13, 09:55 PM   المشاركة رقم: 1647
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 31 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

البارت اهداء خاص مني
الغائبة الحاضرة
روفي
اشتقت لك بشكل متتخيلهوش
ولما تيجي هعلقك بشكل مش هتتخليله برضه
وحشتيني يا وحشة


الفصل الثاني وثلاثون


ضغطت شفتيها ببعضهما ببطء وهي تعدل وضع احمر شفاهها اللامع بلون الخوخ الشهي ، لتعيد من وضع احمر خدودها سريعا و تنظر لنفسها نظرة أخيرة تقييمية لزينتها التي اكتملت
تنفست ببطء وهي تحاول ان تهدئ من دقات قلبها الصاخبة التي لازالت تنتفض بعنف منذ مواجهتها الصباحية فهي للأسف حضرت أحدى نوبات غضب حماتها العاصفة
حماتها التي اقتحمت غرفة مديحة بطريقة عاصفة وهي تتوعد بالشر لابنة اخيها وتهددها بان ما فعلته عواقبه ستكون وخيمة عليها
وعلى الرغم من عبارات التهدئة التي غمرتها بها والدة ديدي الا ان فوزية هانم لم تستمع اليها بل لم تهتم لأمرها .. تجاهلتها كليا وهي ترمق ديدي بنظرات غاضبة وتتوعدها بعينيها
الى ان وقعت عيناها عليها فهي لم تراها بأول الامر من كثرة انفعالها وانشغالها بالتوعد لمديحة وعندما راتها اتسعت عيناها بذهول تحول لاستنكار ثم تحتقن بغضب ممزوج بالشر اسرى في جسدها قشعريرة لدرجة انها انتفضت مرة أخرى وهي تتذكر تلك النظرة التي شملتها بها !!
وقبل ان تتوجه اليها بالحديث كانت ديدي واقفة بالمنتصف وتقول لها بتحدي وصلابة : تكلمي معي عمتي ولا شان لك بها .
نظرت اليها فوزية هانم بغضب وقالت لها : اذا انت من اتى بها الى هنا .
ابتسمت مديحة بسخرية : نعم انا من فعلتها
ثم رفعت راسها بغرور واتبعت :نعم انا من اقنعها بالمجيء .. وانا من قدمها الى جدي وقاربت بينهم انا من رحبت بها في مجتمع عائلتنا المصون وانا من اخبرت جدي أيضا بمخططاتك كاملة
نظرت اليها بانتصار وقالت : ما رايك عمتي ؟ هل نجحت وافشلت خططك للسيطرة على سيادة المستشار ، ام أخفقت ؟!
اربد وجه السيدة فوزية بغضب عارم جعل هنادي ترتعد خوفا لتتسع ابتسامة مديحة وهي تقول بثقة والفخر يشع منها : من الواضح اني نجحت نجاحا مبهرا يا عمتي العزيزة .
زمجرت حماتها بصوت اربعها لدرجة انها حبست أنفاسها وهي تسمعها تصرخ بحقد : ايتها الحقيرة
رفعت يدها سريعا لتنزل بها بقوة على خد مديحة في صفعة توقعت هنادي انها ستدوي بأنحاء الغرفة لتفاجئ بالصمت المطبق وهي ترى مديحة تمسك بيد عمتها وهي تقول بفحيح غاضب : اياك ، لست انا من تفعلي بها ذلك عمتي فانا ابنة اخيك المفضلة شبيهتك الجميلة ، انسيت كلماتك لي ام ماذا عمتي ؟
نظرت الى عمق عيني عمتها وهي تحنى راسها قليلا وتهمس : الم تتوقعي ولا مرة عمتي ان ابنة اخيك المفضلة التي تتغني انت بها وانها تشبهك لدرجة كبيرة انها تشبهك أيضا في شخصيتك وطريقة تفكيرك الم تتوقعي ولا مرة عمتي اني لست بتلك الساذجة التي اوهمت نفسك بوجودها .
رفعت راسها بكبرياء وهي تقول بهدوء : لست انا من تفعلي بها ذلك يا عمتي .
نفضت السيدة فوزية كفها من قبضة مديحة بقوة وقالت : ولست انا من تنتقمي منها يا ابنة اخي الشبيهة بي ، ولا تتوقعي ان تفلتي بفعلتك مديحة فلم يأتي بعد ما يأخذ مني ما اريد الاحتفاظ به
نقلت عيناها الى هنادي وهي ترمقها بنظرة مليئة بالشر : الكلام لك انت أيضا لا تحلمين بانك انتصرت علي وانك ستستحوذين على هشام
، هذا من رابع المستحيلات فولدي سيظل ملكي وانتما الاثنتين لكما معي حساب عسير .
ابتسمت بابتسامة حملت كل مشاعرها السيئة باتجاه مديحة ، وقالت بسخرية : مبارك الزواج يا ابنة اخي يتمم لك الله على خير .
تحركت خطوتين مبتعدة لاتجاه باب الغرفة لتتوقف بهدوء وتقول : للأسف لن استطيع حضور عقد قرانك فانا عائدة للقاهرة اليوم في قطار المساء ولكن ابلغي والدك تحياتي ومباركتي لزواجك
لتنصرف بخطوات هادئة واثقة كعادتها وهي تبتسم بسخرية وسط ذهول مديحة التي اتسعت عيناها بصدمة ممزوجة باستنكار وتردد بخفوت : عقد قراني !!
زفرت هنادي بقوة وهي تتذكر حالة الذهول التي انتابت مديحة بعد ذلك وخاصة ان والدتها اكدت تلك المعلومة التي رمتهم بها حماتها المصون قبل انصرافها وان والدها وافق فأوامر جدها لا تقبل المناقشة !!
ذلك التأكيد جعل مديحة تقضي بقية يومها في حالة من الصمت والتشتت وكأنها ليست واعية لما يدور حولها
شعرت بقلبها يتمزق على تلك الفتاة التي تواجه قدرها رغم كل شيء ولا تجرؤ على الاعتراض ، عدلت من هندام فستانها لتنتبه على صفارته التي صدحت من خلفها وهو يقول : رائع .
رفعت عيناها اليه بنظرة احتار هو في تفسيرها لتقول بطريقة مقتضبة : ما هو الرائع ؟!
عقد حاجبيه لتلك النبرة الباردة التي حدثته بها ليبتسم مرة أخرى وهو يقترب منها بحذر ويقول : ذلك الفستان المحتشم الذي ترتدينه رغم انه مغلق الا ان جماله مميز .
قالت بتهكم : جمال الأشياء ليس بعريها .
لمعت عيناه بشقاوة وهو يقترب ليحتضن كتفيها بكفيه ويقول : نعم اعلم
ليتبع بنبرة مميزة هامسا : ولكن رغم كل شيء افضل ثيابك العارية
عقدت حاجبيها وهي تنظر اليه باستنكار وقالت باستفهام : اكنت تريدني ارتدي ثوبا عاريا .
تحرك مبتعدا ليخرج ملابسه من الدولاب وابتسامته تتسع : لا طبعا ، لم اكن لأسمح لك بالخروج به من الأساس .
لفت اليه وهي تنظر اليه بعدم فهم ليتوقف قبل ان يدخل لدروة المياه ، ويقول : ولكن كنت سأمكث معك هنا حتى لا اهدر ارتدائك اليه .
جزت على اسنانها قويا وهي تتمتم : سخيف .
تراجع عن الدخول ليتحرك خطوتين باتجاهها ويقول : عفوا لم استمع اليك .
تنحنحت وقالت وهي ترمش بعينيها : لم اقل شيئا .
رفع حاجبيه بمشاكسة وقال : حقا ؟!
هز كتفيه بلا مبالاة وهو يعود باتجاه دورة المياه وقال : اعتقدت اني سمعتك تتمتين ولكن لا يهم انا اصدقك .
توقف قبل ان يدلف فعليا بعيدا عن عينيها وقال : لا تذهبي بمفردك سنذهب سويا .
همت بالاعتراض الذي شعره قبل ان يراه فاكد بصرامة : انتظريني .

**************************

زفرت بضيق وهي تنظر من نافذتها بملل ، تجلس ملتصقة بباب السيارة وهي تنأى بنفسها عن قربه ، تشعر بالقهر وهي جالسة بجانبه فوالدتها ارغمتها على ذلك بل زجرتها من اجله وهي تنظر اليها بغضب فعلي عندما تجادلت معها وقالت لها من بين اسنانها بصرامة : اجلسي بجانب خطيبك وكفي عن افتعال المشاجرات بينكما .
وها هي تحترق من الغضب وهي تجلس بجانبه وهو يقود بهدوء كعادته ، لن تنكر انها اندهشت عندما استجاب لطلبها واخبرهم وهم مجتمعون على طاولة الغداء وهو ينظر اليها " ان عليهم العودة فهو لديه أمور هامه بالقاهرة "
زمجرت ايني معترضة في حين تنفست سوزان بارتياح تعجبت اليه هي في حين اومئت والدتها بالموافقة
اتبع هو بنبرة هادئة : لقد وعدت بلال بذلك .
شعرت بالصدمة تكتنفها فهي لم تكن تتخيل انه سيستمع اليها ليفاجئها الان بوعده لبلال نظرت له باستفهام فأجابها بعينيه انه يعتذر كما طلبت، رفعت راسها وعيناها تموج بانتصار ممزوج بكبرياء فابتسم بمكر اثار رعبها ،
ومسح البسمة من على شفاهها وهي تفكر فيما يخطط اليه !!
تأففت ايني بصوت مسموع فانتبهت لها وهي تقول : امير تصرف لا اتحمل الصمت المريب الذي تضج به سيارتك .
ضحك بخفة وقال : ماذا علي ان افعل ؟ لست من هواة الأغاني ولا احمل أسطوانات بسيارتي .
وموجة الراديو التي تفضلينها انت مشوشة .
قالت بطفولية : لا اعلم لنتوقف ونبتاع بعض الأسطوانات .
ضحك بمرح وقال : نبتاعها من اين ايني ، لقد فوتنا الاستراحة خلفنا مع الأسف .
زفرت بحنق لتقول وهي تقفز بنصفها العلوي بين المنتصف بين الكرسين : لنبحث عن أي موجة للراديو تكسر ذاك الملل .
صاحت هي باستنكار : ايني .
لفت لها براسها وهي تعبث بأزرار الراديو الموضوع بلوحة السيارة الامامية : ماذا ليلى ؟
نظرت لها بغضب وقالت من بين اسنانها هامسة: اجلسي باعتدال ،
لتتبع بصوت طبيعي :اصبري الوقت المتبقي فلقد قاربنا على الوصول
هزت راسها بلا مبالاة وهمست هي الاخرى: سأبحث عن موجة الراديو واعود للخلف .
نظرت لها باستهجان وقالت بهمس خافت : ما تفعلينه غير لائقا بالمرة ، عودي للخلف وانا سأبحث لك عما تريدينه .
تأففت ايني بشكل طفولي وهي تستلقي الى الوراء مرة أخرى ، مدت هي يدها في نفس اللحظة الذي مد كفه هو ليعبث بأزرار الراديو وهو يقول : لا تغضبي صغيرتي .
التفت اليها وهو يتمسك بسبابتها التي حاولت ان تبعدها عنه سريعا وينظر اليها برقت عيناها بتحذير لمعت له عيناه بضحكة ساخرة ليترك سباباتها وهو ينظر الى الامام مرة أخرى ويباشر عبثة بأزرار الراديو الى ان سطح صوت موسيقى فهتفت ايني : اتركها امير ، انها إذاعة جيدة ليست مفضلتي ولكنها جيدة .
عاد يقبض على المقود بكلتا راحيته وهو يزفر بهدوء ، يشعر بالضيق من تعنتها معه ، تمتم داخليا " حمقاء "
ابتسم بخفة وقلبه يردد " اجمل حمقاء في العالم "
انتبه على صوت السيدة ماجدة وهي تقول : كم امامنا من الوقت امير ؟
قال بهدوء وهو ينظر اليها من خلال المرآه الامامية : نصف ساعة على الأكثر امي .
هزت راسها بتفهم وقالت : تصل بالسلامة بني .
قال بود : الله يسلمك امي .
تأففت بضيق فمال بجسده ناحيتها قليلا وقال : كفي عن التأفف
همست من بين اسنانها : انا حرة ام ستجبرني أيضا على الابتسام .
ابتسم بسخرية وقال في خفوت : استظلي غاضبة ؟!
هزت راسها بالإيجاب وعينيها تشع إصرارا فقال بجدية : اشعر انك كنت تبحثي عن سبب لان تغضبي ليلى ،
التفت له بحدة وهي تنظر اليه بعيني متسعة باستنكار فقال بلهجة باردة غامضة : لا تنظري إلى بتلك الطريقة فسبب مشاجرتنا من الأساس انت غاضبة منه ، ولا تردين على اتصالاته .
رمشت بعينيها غير مستوعبة لمعرفته فقالت بحدة : كيف علمت ؟
همس بتحذير : اخفضي صوتك ولا تنسي اننا لسنا بمفردنا .
قالت من بين اسنانها بصوت خفيض : لا اصدق انك تفتش بهاتفي ؟
عقد حاجبيه ومط شفتيه باستياء ليسال مستفهما :لم افترضت اني فتشت بهاتفك ؟!!
قالت بغل : فعلتها من قبل .
عقد حاجبيه وقال بنبرة خفيضة غاضبة : متى ؟!
قالت بحدة : عندما حفظت رقمك بهاتفي .
هز راسه بطريقة حامدة وقال بلهجة حازمة : حسنا سنتفاهم لاحقا اهدئي الان وكفي عن التذمر الذي لا داعي له !!
زفرت بضيق لتعود وتضع وجهها بالنافذة وتنكمش على نفسها ثانية .

************************

زفرت بتوتر وهي تحاول ان تسيطر على ساقها التي تهتز تلقائيا من نفسها لتهمس لها الاخرى : اهدئي قليلا .
همست بصوت مخنوق : اشعر اني سأختنق هنادي .
لمع الاسى بمقلتيها لتقول بخفوت : فات الاوان ديدي كان لديك حق الاعتراض ولكن الان
لوت شفيها بخيبة امل فقالت الاخرى بحزن مؤلم : كنت اظن انها مجرد خطبة وفوجئت اليوم بان بقرار جدي بعقد القران ، فلا داعي لتأجيله .
اتبعت بحشرجة : كنت افكر اني سافلت منه بعد ذاك فأكون نجحت في المحافظة على ما تبقى لي من علاقتي مع جدي ولم اتزوج من شخص لا اريده ، ولكن الان لن استطيع النجاح من هذا المأزق الذي احكمه حولي جدي .
نظرت لها هنادي بعد استيعاب وقالت بهمس خافت وهي تدرك امرا كان غائبا عنها : اذا كنت تماطلي فقط.
هزت الاخرى راسها بالإيجاب لتمط هنادي شفتيها وتقول بلا مبالاة : وما المشكلة ؟
نظرت لها الاخرى باستفهام لتهمس هنادي : اخلعيه .
ضحكت مديحة بقوة وكانت تلك المرة الاولى التي تضحك بها منذ يومين او على الاقل تبتسم ، وعلى الرغم من قوة ضحكتها الا ان هنادي شعرت بها لتصدح بخواء لم تعجز الأخرى عن السيطرة عليه !!
نظرت هنادي حولها باضطراب وهي تراقب جمع النساء من حولهن واللائي التفت بعضهن لينظروا الي العروس التي انفلتت ضحكتها ، لتهمس هنادي بتأنيب : توقفي عن الضحك
اتبعت بعتب : ثم علام تضحك ؟
ابتسمت الاخرى بسخرية وقالت : لأنك تشعريني انك من بلد اخرى نودا
تنهدت بقوة وقالت : لن استطيع ان افعل ذلك ، فهو احد ابناء عمومتي واذا فكرت ان اقدم على شيء مثل هذا ، ابي اول من سيقف امامي بل ويجبرني ايضا على الزواج منه .
عقدت هنادي حاجبيها والغضب يشع من مقلتيها وقالت بعصبية : ذاك إجحاف في حقك .
ابتسمت مديحة وقالت بهدوء : انا من تنازلت عن حقي عندما وافقت عليه ، كان من المفترض ان ارفض ولكني املت ان استطيع جعله يهرب .
ضحكت هنادي وهي تهز راسها باستياء لتسالها باهتمام : هل علمت من هو من ابناء عمومتك ؟
هزت راسها نافية وقالت : لم اسال ولم يذكر احدهم اسمه امامي
خفضت كتفيها بتعاسة : لن يفرق ذاك من تلك هنادي ، كلهم سواء بالنسبة لي .
همت بالرد لتعقد حاجبيها وهي ترى زوجها يدلف من باب الصالة الواسعة التي يجلسن بها ، يبتسم باتساع وهو يصافح
عدد من النسوة كبار السن يقبل راس بعضهن ويحتضن البعض الاخر بمودة خالصة ، تهامست الفتيات عنه بطريقة اثارت انتباهها لتتنفس بعمق وهي ترى شقيق مديحة الاكبر وهو يتبعه ، والذي تعرفت عليه في وقت سابق حين وصولها للبلدة فهو من انتظرهم عند محطة القطار ليأتي بهما هنا .
اقتربا وشقيق ديدي يحمل دفتر كبير ، حيا هنادي براسه ليبتسم في وجه مديحة بود هم بالتحدث فقاطعه هشام بمرح وهو يضع الدفتر امامها : هيا يا عروس ضعي توقيعك وبصمتك لنتمم عقد القران .
ابتسم اخاها وقال : اتركني ابارك لها اولا .
ضحك هشام بقوة وقال : انت تعلم انه اكد علينا الاسراع .
لوى الاخر شفتيه بملل : نعم انه متعجل دائما وابدا ، كان الله بعونك يا شقيقتي الغالية .
لكزه هشام بكوعه في يده ونظر له بعتب فاتبع الاخر سريعا : انا امزح بالطبع سيقدرك ويصونك ديدي وانا سأمن عليك معه .
اتبع هشام بمرح : واذا ضايقك اخبرينا ونعدك سنعلقه في الشجرة من اجلك .
ضحك الاخر قويا ليقول : هيا مديحة وقعي حبيبتي .
رفعت عيناها اليه وهي تشعر بكفيها يرتجفان والتوتر يمتلكها لدرجة ان جسدها انتفض ، نظر لها شقيقها بتفحص وهو يقول : مديحة ما بك ؟
بللت شفتيها بتوتر ونقلت نظرها لهنادي مستنجدة فزمت هنادي شفتيها بغضب وهمت بالحديث لينظر اليها هشام قويا ويقول بهدوء وهو يحذرها بعينيه : ما بها يا رجل انها متوترة كأغلب العرائس ، انسيت زوجتك انا من ذهب اليها بالدفتر واقنعتها للقبول بك .
ظهر الانزعاج على وجه الاخر قويا وقال بنزق : توقف عن استفزازي .
ضحك هشام بأريحية وقال : تنكر اني من اقنعتها .
نطق الاخر من بين اسنانه : لا استطيع .
رتب هشام على كتفه وقال : كانت مقتنعة من الأصل يا اخي ولكن احتاجت من يذكرها بخصالك الحسنة فانت ونعم الأخ والزوج .
ابتسم وهو يضغط على كتف هشام بود ، ثم نقل نظره الى شقيقته مرة اخرى فشعر بانزعاج حقيقي وهو يرى اصفرار وجهها ليبتسم وهو يحاول ان يهدئ من روعها : لا داعي لتوترك هذا مديحة ستكون جميع الامور بخير .
دفعه هشام بهدوء ليقف أمامها هو وهو يقول بنزق : ابتعد يا رجل انت تخيفها وتزيد من توترها .
نظر لها بصلابه وابتسم وهو يقول : وقعي مديحة فالعريس ينتظر .
زاغت عنيا مديحة ليجبرها هو على النظر اليه وهو يخبرها ان لا امل مما ترجوه منه اخفضت مديحة عيناها وهي تشعر بان قلبها تنزوي خفقاته اكثر وتتباطأ !!
رفع نظره ليجد تلك المقلتين الرماديتين تحملقان فيه بغضب وجمود فابتسم بسخرية واعاد نظره لابنة عمته وأتبع محثا اياها بهدوء : هيا يالابنة خالي العزيزة .
ازدردت لعابها بقوة وهي تشعر بان حلقها خشن من كثرة جفافه ، كتمت أنفاسها وهي تمسك القلم بكف مرتجف وتزيل الدفتر بتوقيعها اخيرا ، اكمل بهدوء : وضعي بصمتك هنا .
توالت عليها ورقتين آخرتين لتزيلهما بتوقيعها وبصمتها ليبتسم هو باتساع ويقول : مبروك مديحة ، ربنا يتمم لك بالخير .
تحرك من امامها وهو يحمل الدفتر ليقترب منها اخاها فنهضت لتواجهه بالية ، قبل راسها وضمها الى صدره بحنو وهو يهمس لها : لا داعي للتوتر والخوف حبيبتي محمود يحبك كثيرا وسيضعك بعينيه .
هزت راسها بهدوء وهي تخفي عدم استماعها اليه ، هزت راسها له حتى لا تزيد من قلقه الذي مسته جليا ولكنها تشعر بانها في مكان اخر ، فهي منذ ان وضعت توقيعها على تلك الورقة وهي تشعر بروحها انسحبت منها وذهبت لاحد اخر في مكان اخر ، كانت اوشكت ان تخبر ممدوح بانها لا تريد الزواج كان سيغضب عليها ولكنه كان سينفذ لها طلبها ويؤجل عقد القران ولكن نظرة هشام لها وتدخله في الحديث جعلتها تيقن ان لا فائدة من الانتظار وانها ان عاجلا او اجلا ستتزوج من احدهم فلم لا تتزوج ممن تريده عائلتها ، خاصة ان جميعهم متحمسين له .
زفرت بقوة اكبر لتشعر بهواء صدرها يحشر في حنجرتها وهي تسمع صوت الزغاريد والاعيرة النارية التي انطلقت في الهواء والدالة على ان عقد القران تم ، شعرت بانها ستنهار وتقع ارضا بل ان انها احست فعليا بان الارض تميد من تحت قدميها ولكن هنادي اسندتها بقوة وقالت بصلابة : ليس الان مديحة ، فانت لا تريدين ان تتسببي بفضيحة لعائلتك
اتبعت باسى ممزوج بالحزن : اكملي دورك للنهاية يا صديقتي ، ولتنهاري لاحقا .
ابتسمت لها لتضمها الاخرى قويا الى صدرها فابتسمت مديحا من بين الدموع التي احتقنت بمقلتيها نظرت اليها فاستمدت من تلك الرمادتين قوة سطعت بهما والاخرى تهمس : مبروك ديدي .
توالت عليها المباركات والتهاني ممن تواجدن من حولها لتعلن والدتها بصوت عال " ان العريس قادم ."
شعرت بقلبها يرتجف الما كطائر ذبح للتو ، لا تريده لا تريد رؤيته لا تريد ان تتعرف عليه ، فهي لن تستطع ان تتجاذب معه اطراف الحديث ، لا تستطيع ان تنظر اليه ، لا تستطيع ان ترى شخصا اخرا يسمى بزوجها غير من حلمت به طوال عمرها .
لم تسال عنه اليومين الماضيين لأنها لا تريد ان تتصل به باي شكل ، بل اشاحت بعينيها الان وهي توقع الاوراق حتى لا ترى اسمه او تتعرف عليه ، لا تريده كل خلايا عقلها وقلبها ترفضه .
دوت اصوات الزغاريد قوية من حولها ، لتغمض عينيها بقوة وهي ترفض بقوة ان تراه ، تشعر بثقل قوي يوضع فوق قلبها يمزق روحها
شعرت بأحدهم يقترب منها فارتجف جسدها رفضا وعادت خطوة للوراء لتنتبه على صوت جدها الذي قبل راسها وهو يقول بهدوء : مبارك بنيتي .
فتحت عيناها ونظرت اليه ، فربت على راسها بحنو وضمها الى صدره مرة اخرى وهو يقول : كم انا سعيد اليوم ، انها اخر امنية لي ان ازوجك مديحة
انحنت تقبل يده وهي تهمس : بارك الله لنا بعمرك جدي وتعيش لتزوج أبنائنا
ضمها من كتفيها اليه وهو يتحرك ليفسح المجال لمن يقف ورائه ،
ويقول : تقدم يا دكتور لتبارك لعروسك .
شعرت بنفورها يتجدد ولكنها لم تستطع ان تغلق عيناها ، بل شعرت بمقلتيها متعلقتين بذاك الظل الطويل الذي ظهر تدريجيا من خلف جدها ، نظرت بتفحص لعرض كتفيه الذي اظهرتهما سترته الزرقاء بلونها الغامق و الذي ماثل عرض كتفين جدها ، صدره القوي النافر من تحت قميصه الأبيض الذي اظهر اسمرار بشرته رغم وجوده ، عروق رقبته النافرة وكانه توقف عن التنفس ، ذقنه بذلك الشق الذي يشطرها لنصفين ،عقدت حاجبيها وهي ترفع نظرها اليه لتتسع عيناها بصدمة وهي تنظر الي وجهه كاملا ، وتتمتم بخفوت : انت .
توقف عن الابتسام ورفع حاجبيه بدهشة ليهمس لها بمرح وهو يتناول يدها من يد جده : أخبروك بأحد اخر غيري ؟!
زمت شفتيها بحنق لتنتزع كفها من يده وقالت بغل طفولي : حقيقة لم يخبروني انه انت والا لم اكن وافقت على تلك الزيجة .
اتسعت عيناه بدهشة ليكتم ضحكته قويا ويقول : حقا مديحة توقفي عن اغاظتي فنحن اصبحنا كبارا بما فيه الكفاية .
اتبع بسعادة صادقة ظهرت جليا على ملامحه وشعت بمقلتيه : لكم انا سعيد اليوم اننا ارتبطنا سويا في اخر المطاف .
اتسعت عيناها بدهشة وهي ترى السعادة تتراقص بداخل مقلتيه لتشعر بتوتر يجتاحها وهو يتبع : مبروك حبيبتي .

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 30-11-13, 09:57 PM   المشاركة رقم: 1648
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 31 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

دلف الى الغرفة بخطوات هادئة بطيئة الى حد ما ، يبحث عنها بعينيه في ضوء الغرفة المعتم تقريبا الا من ضوء خافت للمصباح المجاور للفراش
أعلنت منذ وقت ليس ببعيد انها ستصعد لتبدل ملابسها ، تركها دون ان يبدي اهتمام وهو يعلم انها تتهرب منه ، فأعطى لها بعضا من المساحة لتتنفس بها بعيدا عنه ، لازال الخجل يحضر بينهم قويا ، ويسانده عدم اعتيادها عليه فيقفز توترها لمعدلاته القصوى ، فتتسلل هي من بينه يديه برقة كالزئبق فلا يستطيع احكام انامله عليها .
اتسعت ابتسامته وهو يراها مستلقية بالفراش تتمسك بالغطاء الواصل الى طرف ذقنها قويا ، كم يسعد ببراءتها الواضحة جليا في تصرفاتها ،
ها هي تريد ان تقنعه انها نائمة ، رغم انها ابعد ما تكون عن النوم فيدها تقبض على الغطاء بقوة وجسدها مشدود كوتر القيثارة المستعدة للعزف .
ابتسم وعيناه تلمع بمكر ليتحرك بخفة باتجاه المصباح الاخر ويوقده ببساطة وهو يجلس على طرف الفراش البعيد عنها ، كتم ضحكته وهو يحس بها انكمشت على نفسها وزحفت ببطء الى حد الفراش
خلع حذائه ونهض واقفا مرة أخرى وأتجه الى دورة المياه وأغلق بابها من خلفه .
تنفست بقوة بعد ان سمعت صوت اغلاق الباب وهي تحاول ان تسيطر على توترها الذي سيطر عليها قويا وخاصة بعد ما فعله بها في الأسفل منذ قليل ، لم تفهم كيف يستطيع ببراعة ان يسيطر على حواسها كلها بتلك الطريقة البسيطة السلسة ، انه ينسيها عالمها .. مكانها .. وجودها بل ونفسها أيضا . فتستجيب له دون قيد او شرط تمنحه حبها بعاطفة غير مشروطة متدفقة كبحر هائج ارتفعت امواجه فأغرقتهما سويا
ارتعبت من قوة مشاعرها اتجاهه وانه قادر على ان ينسيها خجلها في لحظة لتكون طوع بنانه في اللحظة التي تتبعها
فهربت الى الأعلى وهي تسيق اليه عذر انها تريد ان تبدل ملابسها فتبدلها بالفعل وتندس في الغطاء لتوهمه انها نائمة
ابتهلت الى ربها بالدعاء وهي تشعر بقربه ، برائحته التي تسللت اليها فسيطرت على رئتيها ليعلنا خضوعهما اليه !!
شعرت بثقلة على الفراش ورائها فتمسكت دون وعي منها بالغطاء وهي تحاول ان تسيطر على انتفاضة الشوق التي اجتاحتها بسبب قربه
انكمشت دون وعي وهي تشعر بلهيب حارق يشتعل بعمودها الفقري وهي تشعر بحرارة جسده البعيد فعليا عنها القريب منها في الوقت ذاته !!
انتبهت من افكارها على صوت الباب يفتح لتعض شفتيها وهي تسيطر على اصابعها التي تشابكت معا لتبدا في حركتها اللاإرادية لتفرقعهما .
أرغمت كفيها على الابتعاد عن بعضهما وهي تنظر اليه من بين رموشها مستغلة الضوء الخافت في انه لن يراها ، وبعد المسافة بينهما .
اقترب بخطوات متمهلة كسولة من دولاب الملابس الواقع باتجاه نومها
ابتسم بمكر وهو يوليها ظهره ويفتح الدولاب بتلقائية ليوهمها انه ينتقى ملابسه
كتمت تنفسها عندما وقف امام نظرها مباشرا ، لتشعر بانه يحتل كيانها بأكمله ، تعلقت عيناها به رغما عنها ، بل تعلقت حدقتيها بتلك القطرات التي انزلقت على ظهره العاري تتخذ طريقها بحرية تامة دون وجود أي عائق لها ، فترتطم أخيرا على حافة المنشفة العريضة التي يلفها اسفل خصره ، توقفت عن تأمل تلك القطرات التي هطلت متتابعة نتيجة لشعره المبلول وهي تنظر الى تلك الحسنة السوداء التي تقع في اسفل ظهره لتشهق بخفوت ودون وعي منها وشعرت بان وجهها سينفجر من الخجل وهي ترى المنشفة تنزلق لتسقط ارضا
شدت الغطاء سريعا لتغطي وجهها وهي تدعو ان لا يكون شعر بها .
كتم ضحكته بصعوبة وهو يسمع شهقتها على الرغم من خفوتها فيستدير بكامل جسده وهو يترك المنشفة تسقط ارضا فيظهر من خلفها ذلك الشورت القصير جدا وعلى الرغم من ارتدائه له الا انه لم يفلتها اطلاقا الا بعد ان استمع الى شهقتها ، ولكنه عبث بها فقط متعمدا اغاظتها ، قال بابتسامة ماكرة وهو يقترب ليجلس على ركبتيه امام الفراش : انت مستيقظة اذا .
اتبع جملته بانه سحب الغطاء من على وجهها سريعا فشهقت بعنف وهي تغمض عيناها بحياء تجلى بوجهها.
ابتسم باتساع وهو يقول بتسلية : افتحي عينيك يا زوجتي العزيزة
قالت بصوت مخنوق : توقف ارجوك
ضحك بقوة وقال وهو يبتعد عنها الى دولاب الملابس مرة أخرى ويرتدي اول منامة راها امامه : كنت ارتدي ملابسي بالمناسبة .
فتحت عيناها سريعا ونرت اليه بصدمة فاحتقنت عيناها بدموع غاضبة وهي تشعر بانه تلاعب بها ببراعة ، زمت شفتيها بعدم رضا ليقترب منها مرة أخرى وهو يدفعها بلطف فانزاحت الى الداخل ويستلقي بجانبها يغرس كوعه بجانب راسها و يشرف عليها من علو وهو يركن راسه الى قبضة يده وهو يهمس لها برقة: اسف على مزحتي الثقيلة .
قالت بحنق : تعمدت ان تفعلها اذا .
ابتسم بحب طغى بعينيه وهو يتلاعب بخصلاتها : كما تعمدت انت ان توهميني بانك نائمة
رجفت شفتيها وعقدت حاجبيها باستنكار وقالت بجدية افتعلتها : كنت نائمة
ضحك بقوة وقال وهو يملس على عقدة حاجبيها برقة ويقول : نعم اعلم .
لكزته بحنق في كتفه وقالت : لا تمزح معي مرة ثانية
لمعت عيناه بوميض جعلت ضربات قلبها تتزايد بقوة وهو يقترب منها اكثر ليحاوط خصرها بذراعه ويقربها منه : لنتوقف عن المزاح اذا ونتكلم بجدية .
لمعت عيناها بدهشة وقالت بلهجة متعجبة : فيم ؟!
اقترب براسه منها ليهمس بطريقة مغوية عند اذنها : الم اخبرك صباحا ان هناك ما ينتظرك في الليل ؟!
هزت راسها بالموافقة دون وعي منها وهي تشعر بانها تسبح ببحور عينيه التي اشتعلت بلهيب بني حارق ، انتقل الى حلقها ففغرت فاهها قليلا لعل الهواء يهدأ من تلك النيران التي اندلعت من عينيه لتحرقها معه ، اتبع هامسا وشفتيه تداعب بشفتيها دون احتكاك فعلي بينهما : انا ما انتظرك حبيبتي .

***************************
توقفت السيارة أخيرا لتزفر هي بارتياح وهي تفتح الباب لتترجل منها سريعا فتتوقف ببغته وهو يقول : انتظري ليلى .
ازدردت لعابها بقوة فاتبع : اريد ان اتحدث معك .
اكمل برجاء فخم : اتسمحين لي امي ؟
قالت السيدة ماجدة بهدوء : بالطبع بني ، تفضل .
قال بهدوء : لا امي اشكرك سأصحب ليلى معي ولن أتأخر اعدك .
هزت راسها بتفهم وقالت : حسنا على راحتك بني .
ابتسمت ايني بمرح وقالت وهي تترجل من السيارة : حسنا ، اراك على خير امير وسانتظر ما وعدتني به .
هز راسه بالإيجاب : الى اللقاء يا صغيرتي ، لا تقلقي .
ترجلت سوزان هي الأخرى ليقول بانزعاج : انتظري سوزان الى اين تذهبين
توترت سوزان بوقفتها وقالت بخفوت : ساستقل سيارة اجرة .
ترجل من سيارته بحدة وهتف بغضب : لماذا ؟
تنفس بقوة وقال : من فضلك تعالي ساوصلك بطريقي .
نظرت الى ايني بعيني متسائلة لتكتم ايني ضحكتها وهي ترفع لها كتفيها بمعنى لا شان لي فاتبع وهو يفتح لها باب السيارة : من فضلك تفضلي معي .
تمتمت وهي تدلف الى السيارة مرة أخرى : شكرا ساتعبك معي .
زفر بضيق وهو يعتدل امام المقود مرة أخرى : لا احب تلك المقولة ثم انت كايني لا فارق بينكما
اتبع بمرح مفتعل : ثم ان التعب متبادل فانا ساتعبك طوال الطريق وانت تصفين لي طريق منزلك وكيفية الوصول اليه .
ابتسمت وقالت : وهو كذلك .
صمتا لينظر هو لظهر ليلى التي تجمدت منذ ان امرها بالانتظار ليقول بهدوء : ليلى اغلقي الباب حبيبتي فانا اريد تحريك السيارة .
شعر بها تتنفس بقوة وتجاهد لتعدل من وضع جلوسها لتغلق الباب بقوة انتفضت لها السيارة بأكملها ليرفع هو حاجبه وهو يجز على اسنانه غضبا ثم يبتسم وهو ينظر الى سوزان في المرآه الامامية ، سوزان التي اتسعت عيناها على اخرهما وهي غير مستوعبة لفعلة ليلى التي رفعت راسها بكبرياء مقيت جعل دمائه تغلى بعروقه ، قال بهدوء : ها سوزان كيف سنسير .
انتبهت على صوته الفخم لتدرك حديثه وتبدا بوصف الطريق اليه في هدوء عم السيارة الا من صوتها الذي اخذت تردد به الاتجاهات
عقدت ذراعيها امام صدرها وهي تستمع الى سوزان التي تصف الطريق باستحياء وهو صامت وصامد بجانبها كالجبال .
كتمت أنفاسها وهي تشعر بالسيارة تتوقف لتقول سوزان برقة فطرية : اشكرك امير بك .
قال بود ملكي : لا شكر على واجب انستي ، بالعكس انا من عليه شكرك لقد وصفتي الطريق بدقة أهنئك عليها .
خفضت سوزان نظرها بخجل وقالت : شكرا .
التفت اليها وقالت وهي ترتب على كتفها : اراك على خير ليلى .
لتتبع وهي تترجل من السيارة : سلام .
ردت بخفوت : ان شاء الله . سلام .
لتتحرك السيارة مرة أخرى وهي لا تريد ان تفكر فيما يريده ، فكل ما تريده الان ان تعود الي منزلها لتنام ، لا تعلم لم رغبتها الشديدة في النوم تداهمها الان وهي معه ولكنها لا تريد ان تفكر الان تريد ان تغمض عيناها لتنام فقط !!
انتبهت على صوته بعد قليل : ليلى انت نائمة
فتحت عيناها سريعا وقالت : عفوا .
ابتسم بخفة وقال : حقا اكمنت متعبة لتلك الدرجة لتذهبي الى النوم في غضون دقائق ؟!
قالت مدافعة : لم انم كنت اغمض عيني فقط .
اتبعت بحدة : ثم نعم انا متعبة ومن فضلك اعدني لمنزلي فانا اريد ان ارتاح .
قال بهدوء وهو ينظر امامه : ليس قبل ان نتحدث سويا .
زفرت بحنق وقالت باستياء : لا يوجد ما نتحدث بشأنه .
قال بتصميم : بل يوجد الكثير لنتحدث عنه ليلى واولهم موضوع الهاتف ذاك
اتبع بغضب تضمنه صوته : لا افهم كيف تفكري بتلك الطريقة الحمقاء كليا ، لست انا من يفعل تلك الأشياء الطفولية .
لفت له بحدة وقالت وعيناها تتسع من الغضب : لماذا الم تفعلها من قبل .
رد بلهجة قاطعة : لا
اتبع وهو يحاول على غضبة المتزايد : لم افتش بهاتفك لكني سجل رقمي به دون ان ابحث به او افتش به ،
سالته بريبه : من اين علمت اذا اني لا اجيب اتصالات بلال .
تنفس بقوة وقال : ساتغاضى عن نبرتك المتشككة تلك وساخبرك
سموك تركتني وصعدت وتركت هاتفك ملقى على طاولة المطبخ ولسوء حظي رن وانا بجانبه فنظرت اليه بتلقائية لاجد بلال ينير شاشته بطلته الكريمة .
وعندما صمت الهاتف أخيرا اخرج لي رسالة كبيرة تخبرني ان يوجد احدى عشر مكالمة فائته من ذاك الرقم
شعرت بالخجل يعتريها لتقول بلامبالاة : حسنا حصل خير .
نظر لها بدهشة افتعلها وقال : حقا ؟!
نظرت له بقوة : نعم لم افكر بان الامر حدث كما شرحته الان
قال بسخرية متعمدة : بل لم تفكري اطلاقا .
اتسعت عيناها بصدمة لتلتفت اليه بحدة وتقول باستنكار : ماذا تقصد ؟
زفر بقوة وقال : لا شيء .
رفعت حاجبها بتعنت ، وهي تنفث أنفاسها بحرارة عالية لفحته وقالت : حسنا امير انا لم افكر بالفعل فانت لا تعطي لاحد فرصة يفعل أي شيء وانت بجانبه فانت تفكر عني وعنك .
قال بغموض : ماذا تريدي ليلى لقد فعلت ما طلبته مني وعدنا جميعا من اجلك .
اتبع بقوة : اردت مني الاعتذار وها انا اعتذرت ماذا تريدي أيضا ؟
رمشت بعينها لتشيح بنظرها بعيدا عنه فيتبع : لا افهم سبب غضبك الان ولا من قبل ولكني اعتذرت لما تفوهت به لاني اعترفت بخطائي في حقك
اتبع بثورة جعلتها تنكمش في مكانها : لكن حقا لا افهم لم تريدي ان تحمليني خطاك مع بلال ؟
رفعت عيناها وهي تنظر له بذهول ماج بالتشكك فاتبع : تشاجرت مع اخاك لسبب لم تخبريني به وهو انصرف بطريقة غريبة ولم يخبرني بشيء أيضا لأجد نفسي امامك في موضع اتهام انني لم اخبرك برحيله
اشاح بيده متهكما : ما علاقتي انا بتلك الدراما التي تدور بينكما ؟
اتبع سائلا : ثم انت غاضبة منه وتتجاهلي مكالمته وفي نفس الوقت ترتجفين خوفا عليخ ، ماذا حدث بينكما؟
تمتمت بخفوت : لاشيء لم يحدث شيئا تشاجرنا فقط لا اكثر وانا لا اريد الحديث معه لاني غاضبة منه ونعم اشعر بالقلق عليه اخي ومن حقي ان اقلق عليه
قال بتهكم : هنيئا له
زمجرت بحدة : توقف عن تلك الطريقة
صاح بحدة : اية طريقة ؟
زفرت بضيق وقالت : حسنا امير هل انهيت حديثك ام لا زال لديك بقية ؟
تنفس بقوة وقال : اردت بالفعل ان اعتذر عن تلك الكلمات التي تفوهت بها لم اقصدها ولكنك من دفعتني للنطق بها ، المعذرة ليلى .
شعرت بالهواء يصبح ثقيلا من حولها لتبتسم بتوتر وتقول : لا عليك .
ساد الصمت بينهما لدقائق ليقول هو بنبرة حذرة : اتريدي مني الابتعاد حقا ؟!
نظرت اليه بعيني زائغة ليسالها بقوة ونبرة صلبه : جاوبيني ليلى أتريدي ان ابتعد عنك
نظرت له بصدمة لتمتم بخفوت : حقا ، لا اعرف .
سيطر على صدمته التي هزت قلبه رغما عنه ليقول بهدوء : حسنا ليلى سأمنحك وقتا كافيا لتفكري بمفردك.
اتسعت عيناها بدهشة وسالت بريبة : حقا ؟!
هز راسه بالإيجاب : نعم سأنتظر قرارك بصبر عندما تقرري ما تردين اخبريني .

***************************

تنفست بقوة وهي تستلقي على تلك الاريكة العريضة الواقعة بركن الغرفة القصي ،تقلب في قنوات التلفاز بملل ليفتح باب الغرفة ويدخل هو بطريقة اعتيادية ، رفعت عيناها اليه ثم خفضتها وهي توجهها للتلفاز من جديد .
جلس بطرف الفراش وقال وهو يخلع حذائه : ماذا تتابعين ؟
زفرت بضيق وقالت : لا شيء لازلت ابحث عن شيء اشاهده .
سال وهو ينهض مرة أخرى ويخلع سترته ويتجه الى الدولاب ، ليعلقه به : ما نوع ذاك الشيء ؟
هزت كتفيها بلا مبالاه : لا نوع له
اعتدلت جالسة بحدة وهي تقول : لا حول ولا قوة الا بالله .
التفت لها سريعا وقال : ماذا حدث ؟
التقطت عيناه المشاهد التي تعرض على شاشة التلفاز وشريط عريض مكتوب اسفلها صور تعرض مباشرا لحادث القطار المأساوي
استغفر ربه بعمق ليتجه ويجلس بجوارها ويقول : لا حول ولا قوة الا بالله
زاغت عيناها سريعا وهي تقرا تلك التفاصيل السريعة التي تعرض بشريط صغير اسفل الشاشة وتهتف برعب : انه قطار المنصورة
عقد حاجبيه بعدم فهم وقال : نعم اصطدم بقطار اخر لا اعلم كان واقفا ماشيا لم يحددوا الى الان كيفية وقوع الحادث فهو وقع منذ نصف ساعة على الاكثر.
التفتت اليه وعيناها تهطل بدموع غزيرة وهي تقول : انه قطار المنصورة هشام .
شعر بقلق فعلي وهو ينظر اليها فاتبعت بهمس وكانها غير قادرة على النطق : ذلك قطار المساء المتجه من المنصورة الى القاهرة اليس كذلك ؟
عقد حاجبيه بتفكير وقال : اعتقد ذلك .
رمشت بعينيها وقالت وهي تحاول ان تسيطر على صوتها : هاتف والدتك .
اتسعت عيناه بعدم تصديق وقال بصوت محشرج : وما علاقة والدتي بالامر ؟
ازدردت لعابها بقوة وهمست بصوت شديد الخفوت : لقد ذكرت شيءا عن عودتها به .
انتفض واقفا و هو يتجه لياتي بهاتفه و قال بغير تصديق : لا امي ليست معتادة على ذلك ، لا تاتي وتعود بنفس اليوم ابدا
صرخت في قوة : اتصل بها الان .
تنفس بعمق وهو يسيطر على ذلك الخافق بصدره والذي كاد يتوقف عن الخفقان بسبب ما يريد ان ينفيه من تفكيره : اهدئي هنادي امي لن تفعلها .
ردد بصوت هربت منه الثقة : لن تفعلها .
عبث بالهاتف في نفس الوقت الذي طُرق فيه الباب بطرقات يعلم جيدا من صاحبها ليهرع ويفتح الباب ويجد امامه جده وتتسع عيناه من رؤية تلك الدموع المتجمعة بعينيه وهو يقول : اسرع اليها هشام لقد ابلغني احدهم انها تعرضت لحادث ونقلت للمستشفى في حالة حرجة

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 30-11-13, 10:04 PM   المشاركة رقم: 1649
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 32 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

ابتسمت وهي تنظر اليه يصفف شعره بالمرآه لتزم شفتيها بدلال وتقول : لست راضية عما فعلته .
ابتسم بمكر واثر عدم الرد فاتبعت وهي تتحرك بخطوات ثقيلة في اتجاهه وتحتضن خصره من الخلف وتهمس بغنج : احب شعرك وهو طويل .
نظرت اليه من خلال المرآه وقالت وهي تعقد حاجبيها بانزعاج : اما ذاك .
مطت شفتيها بعدم رضى وقالت بطريقة طفولية : لا يعجبني .
رفع حاجبيه بدهشة وقال بخبث : حقا ؟!
هزت راسها وهي تنظر اليه بكبرياء لتقول بعتب مدلل : لم قصصته خالد ؟
ابتسمت عيناه وقال ببروده الطبيعي : لا احبه طويلا نانا .
نظرت له بجمود وهي تتذكر الأخرى التي كانت تدعوها بتلك الطريقة ، لتساله بعد برهة : احدثتها قريبا .
لمعت زرقة عيناه بخبث فرح وقال متصنعا الجهل وهو يرش قطرات من عطره : من هي ؟
وضعت يديها بخصرها وقالت بنفاذ صبر : خالد .
لف لها برشاقة وانحنى لينظر الى عينيها وقال : عيون خالد .
نظرت له بصلابة وقالت : أحدثت بهار قريبا ؟!
هز راسه بفهم وقال وهو يعتدل واقفا : آها انت تسالين عن بهار اذا
هز راسه بالإيجاب وقال : تبلغك تحيتها وقبلاتها أيضا
اتبع مغيظا إياها : يا نانا .
لمعت عيناها بالغيرة وهي تراقبه يتحرك خارجا من الغرفة وهو يحاول كتم ضحكاته على قدر ما استطاع
اتبعته بخطوات قوية وهي تصيح : خالد انتظر .
توقف عند اول السلم ولف اليها ليضع سبابته امام شفتيه المضمومتين بإغواء وقال بخفوت : اخفضي صوتك حبيبتي .
احتقن وجهها بالغيظ لتتسع ابتسامته هو عندما سمعا صوت والدتها تسال باستياء : ماذا يحدث ؟
اقبلت والدتها بخطوات راقية لتقف امامها وتقول من بين اسنانها عندما راته : صباح الخير
ردا بهدوء : صباح الخير ماما
رفع حاجبيه وهو يشير اليها براسه لتجيبها فتمتمت بحنق : لا شيء ماما
نظرت اليه بغل ووالدتها تسال بانزعاج حقيقي عندما تقدمت لتقف بجانبها وتنقل نظرها اليه بغضب لاح في عمق عينيها : اذا لم صوتك مرتفع بتلك الطريقة في هذا الوقت المبكر .
قلبت عينيها باستياء وقالت : لا شيء ماما كنت ادعو خالد لينتظرني فانا اشعر بقدمي ثقيلتين قليلا
اتبعت بمكر انثوي : خفت ان انزلق من درجات السلم .
كتم ضحكته قويا وعيناه تلمع بضحكة صافية وهو يرى ذلك المكر يلمع بحدقتيها فتشع بلون بني يعشقه لتغيم عنييه باضطراب ليصبح لونهما بالأزرق الداكن ووالدتها تقول بحنق : الا تستطيع الشعور بها والعمل على راحتها قليلا
اتبعت بعصبيه وهي تمر بجانبه : على أي حال لا داعي لتعجلك فحماك يريدك بأمر ما .
نطقت جملتها بشيء من الحقد جعله يعقد حاجبيه وهو يتنفس بعمق ليرفع نظره اليها وهو يتوقع رؤية الفرحة تقفز من عينيها ليجد الانزعاج متجسد بملامحها فقال : توقعت رؤيتك سعيدة .
ابتسمت بألم : وانا الأخرى توقعت ان اسعد وانا أرى امي تكاد ترميك من هنا بسببي ولكن ..
تنفست بقوة وهي تتبع بصدق : لقد استأت حقا بسبب تلك الكلمات التي قالتها اليك
ابتسمت بهدوء وقال وهو يشدها اليه بلطف ليحضن خصرها بكفه : انها ليست غاضبة مني .
تحركت بجانبه لينزلا درجات السلم سويا وسالت بتعجب : لا افهم .
تنفس بقوة وقال : اعتقد انها غاضبة من ذلك الامر الذي يريدني به والدك .
اكمل بلامبالاة : يوجد امرين ، اما هي رافضة لتدخلي بالأمر او لا تريد لوالدك ان يعتمد علي
ظهر الانزعاج جليا على وجهها وقالت : لم لطالما كنت عونا لابي .
هز كتفيه بمعنى لا اعلم وقال : في معظم الأحيان لا افهم والدتك منال ولكن ما اؤكده لك انها كانت تنتظر أي شيء لتعبر عن ضيقها مني وليس بسببك
زفرت قويا وقالت : اعتقد انني السبب الرئيسي في ذلك الضيق الغير مبرر فلوقت طويل أعلنت عن تذمري منك .
ضمها اليه مقربا وقال : لا عليك حبيبتي سينقضي الامر مع الزمن فقط عندما ترى سعادتك القادمة ستنسى كل شيء .
زفرت بقوة وقالت بأمل : كم أتمنى ان انتقل الي بيتنا لقد اشتقته حقا .
ابتسم بهدوء وقال : وانا الاخر .
اتبع : هيا لنسرع قليلا فمن المؤكد انهم ينتظرونا على الفطور ووالدتك ستكون بانتظاري لتنفث نيارها في وجهي .
ضحكت باستمتاع وقالت وهي تتعلق بذراعه وتقول : ستكون اجمل ووجهك تشوبه الحمرة خالد .
دلفا لغرفة الطعام وهما يضحكان بتسلية لتنظر اليهما السيدة هناء شذرا ابتلع هو ضحكته وهو يحي سيادة السفير برزانة : صباح الخير عمي كيف حالك ؟
ابتسم سيادة السفير بوقار وقال وهو يطوي الجريدة : صباح النور بني ، انا بخير والحمد لله كيف أصبحت ؟
ابتسم خالد وهو يجلس الى يمينه ويبتسم بود : بخير حال عمي .
تقدمت منال لتقبل راس والدها بدلال وهي تنظر اليه هو وتقول : صباح الخير حبيبي
ابتسم بمكر واخفض نظره عنها متعمدا قال سيادة السفير : انا بخير حال حبيبتي ، طمئنيني عنك وعن الطفلين .
نهضت واقفة لتجلس بجانب زوجها وتقول : بخير بابا لا تقلق .
قال سيادة السفير وهو يرتشف بعضا من فنجان الشاي : من الجيد انك ستشاركنا الفطور اليوم .
قال بهدوء : اتيت لان امي اخبرتني ان سيادتك تريدني .
لوى سيادة السفير شفتيه بملل وقال : توقف عن سيادتك وسعادتك وحضرتك انهم يصيبونني بالغثيان .
ضحك خالد بمرح وقال بنبرة ساخرة بعض الشيء : حسنا سأتبع أسلوب منال
اتبع مقلدا إياها ببراعة : اخبرني بابا فيما تريدني .
ضحك سيادة السفير ضحكة صافية لتصيح هي معترضة : خالد توقف عن اغاظتي .
ضحك بسعادة لتدوي صدى ضحكاته بقلبها فتشرق الشمس بين غيوم حدقتيها فتنيرهم بلون بني رائق، تكلم بنبرة مميزة لم تسمعها منه قبلا وهو يقول : انا احيى فقط لأجل اغاظتك نانا .
اخرج لسانه لها مغيظا بحركة طفولية جعلت ضحكاتها المستمتعة تنطلق بقوة ويتردد صداها في الأفق ليحبس أنفاسه مبهورا بتلك الضحكة التي لم يستمع اليها من قبل ، بل انه يشعر بانها مألوفة لديه وعقله يقفز به إلى تلك الضحكة التي خزنها عقلة منذ زمن بعيد لفتاة صغيرة السن لا يعرفها ولكنه قابلها صدفة بذاك المنتزه في لندن ، فتاة شقية بغمازة تزينها حسنة تقع بجانبها فتجعل خدها فتنة تسر الناظرين ، كانت تضحك باستمتاع وهي تتأرجح بقوة وشعرها البني ذو الغيمة الذهبية يتطاير حولها ، لمعت عيناه برزقة صافية وهو يتذكرها وعقله يخبرها بانها هي ، انها تلك الفتاة التي فتاة المنتزه ذات الاثني عشر عاما ، انها تلك الفتاة التي ضايقها الفتيه الصغار لتترك الارجوحة وهم يغايظونها بأصولها العربية ، فلقنتهم درسا لن يسنوه ابدا ولم ينساه هو .
هتف بخفوت :يا الله .
وكأنها تجلس بداخل عقلة وتطلع على صندوق ذكرياته ، نظرت الى عينيه وهي تأكد له انها هي تلك المتعجرفة التي رفعت انفها عاليا وهي تخبره ، عندما حاول مساعدتها ، انها ليست محتاجة لمساعدة احدهم وخاصة لو كان اجنبي احمق مثله !!
دمعت عيناها ليشعر بقلبة سيتوقف بكثرة دقاته التي اختلطت عددها وهو ينظر اليها ولا يستطيع أحاده بصره عنها
لينكسر الاتصال الروحي بينهما على صوت والدتها المستاء وهي تقول باستنكار : تحيا فقط من اجل ان تتعمد اغضابها .
سكن بريق عيناه ليبتسم ببرود مستفز وهي تتبع : اعتقد انك حققت غايتك خالد .
زمت منال شفتيها ووجها يحتقن بغضب وهمت بالحديث ليقول سيادة السفير بهدوء حازم : هناء .
تأففت بطريقة ملحوظة ليرفع خالد حاجبيه ويبتسم بهدوء وهو يلتفت الى سيادة السفير : اخبرني عمي ما الامر الهام الذي تريدني به ؟
قال سيادة السفير بهدوء وهو ينقل نظره بين ابنته وزوجها وقال بجدية : اريد مساعدتك .
عقد خالد حاجبيه والجدية تتجسد بملامحه وقال : تحت امرك عمي .
أتذكر ذلك الشاب الذي تعرفت عليه في فرح نجل سيادة الوزير .
لمعت عيناه ببريق لحظي وهو يتذكر وائل لينظر الى حماه بعدم فهم لتقول منال سريعا : المهندس وائل .
التفت اليها بحدة وعيناه تبرق بغضب ات ، ليبتسم سيادة السفير ويقول : نعم هو .
تكلم بجمود : ما به عمي ؟
قالت السيدة هناء سريعا : اتصلت والدته اول البارحة وابلغتني انهم يريدون زيارتنا قريبا .
لاحت الحيرة على وجهه وهو يفكر فيما يريده حماه اذا ،بينما تألقت الفرحة على وجه منال وهي تسال والدتها بعينيها لتتأكد مما نمى بعقلها منذ يوم العرس قال بنفاذ صبر : أتريديني حاضرا عمي من اجل مناقشة العمل ام ماذا ؟
ضحكت منال بخفة وقالت : لا حبيبي انهم لن يأتوا من اجل العمل .
رفع حاجبه بدهشة ونظر اليها لتومئ له وهي تبلغه بعينيها "اخبرتك من يومها "
التفت لحماه سريعا وقال : يريد ان يتزوج من فاطمة ؟
قبل ان يجيبه سيادة السفير قالت السيدة هناء بصلابة : نعم ونريدك ان تقنعها بالقبول !!

*****************************************
طرقت الباب برقة وقالت وهي تقف بالخارج : صباح الخير ليلى ، هل مسموح لي بالدخول ؟
دعكت ليلى جبينها وقالت : صباح النور، بالطبع ايني تعالي .
ابتسمت ايني برقة وقالت برقة : اريد ان اسالك عن امرا ما ، وارجو ان لا تعتبريه تدخلا في حياتك الخاصة .
عقدت ليلى حاجبيها بتعجب وقالت : حياتي الخاصة ،
تنفست بعمق وقالت : اسالي ايني ولا تقلقي لن اعتبره تدخلا في حياتي الخاصة .
تنحنحت ايني وقالت بخفوت : هل تشاجرت انت وامير ؟
ابتسمت ليلى بتوتر وقالت : لم تسالين ؟!!
هزت ايني كتفيها بلا شيء وقالت : الاحظ انك ضائقة الى حد ما لا تخرجين من البيت بل لا تخرجين من غرفتك بل تعتزلينا جميعا ، اعلم انك غاضبة من بلال انا الأخرى غاضبة منه ولكن ما ذنبي انا وذنب امي .
ابتسمت ليلى برقة وقالت : لا حبيبتي لا اعتزلكم ولكني افكر بامر هام ولذا اجلس لوحدي كثيرا
تمتمت ايني بل تنامين كثيرا ليلى وكانك تفرين من ذاك الشيء الهام
ازدردت ليلى لعابها وهي تنظر الى ايني بعيني متسعة من الصدمة فتنهدت ايني بقوة وقالت : المعذرة ليلى لم اقصد ذلك .
رمشت ليلى بعينيها وقالت : لا عليك ايني اعتقد ان الامر كذلك .
زفرت ايني مرة أخرى وقالت سريعا وكانها تتخلص من ذاك الحمل المثقل لعاتقها : اهذا المر الهام خاص بامير .
لوت ليلى شفتيها وتمتمت بخفوت : ايوجد أحدا غيره
سالتها ايني باصرار : اذا انتما متشاجران كما خمنت .
هزت ليلى راسها نافية وقالت : لا لسنا متشاجرين
عقدت ايني حاجبيها بتعجب واختها تتبع : ولسنا متصالحين أيضا
ابتسمت وقالت بالإنجليزية مقلده إياها : انه لأمر معقد .
ضحكت ايني بخفة وهي تتقدم باتجاه ليلى لتتسع عيناها وحدقتيها تلمع بانبهار و تهتف بحبور وهي تنظر لعنق ليلى : واو .
رفعت عيناها لأختها وقالت : من اين اتيت بها ؟
التفتت ليلى حولها وقالت : ما هي ؟
ابتسمت ايني وهي تتلمس السلسال بين اصابعها وقالت : تلك
رددت بانبهار :انا اسال عن تلك السلسلة التي لم ارها من قبل .
وضعت ليلى يدها على السلسلة ووجنتيها تحتقن بقوة وعيناها تتسع بمفاجأة انها لم تخلعها عن عنقها منذ ان البسها لها امير ، بل لم تتذكرها اطلاقا الفترة الماضية ، تفكر به ليل نهار وعن ماذا عليها ان تفعل معه وقراراها الذي احتارت كثيرا به وهي ترتدي سلساله في عنقها ولا تشعر به وكانه اصبح جزء من جسدها ، جزء مكملا لها !!
رمشت بعينيها وهي تنتبه لايني التي قالت بحبور : ما ارقه اعتقد ان امير انتقاه بعناية شديدة .
اتبعت ايني تسال بخبث : اليس هدية من اميرنا الغالي أيضا
عقدت حاجبيها بعدم فهم وسالتها :لماذا ينتقيه بعناية ؟
نظرت لها ايني بدهشة ان معناه واضح ليلى قلبين احدهما املس والأخر مزين بفصوص رائع وذاك الاملس يحيط المزين بعناية شديدة .
احثتها ليلى على التتابع وقالت : ها اكملي .
عقد ايني حاجبيها وقالت باستياء : اكمل ماذا ؟!
اتبعت سريعا : انها واضحة كالشمس ليلى ، هذا انت وهذا هو ، انه يخبرك بانه سيظل بجوارك دائما يحيطك بعنايته وحمايته
اتبعت بوله : وانه سيظل معك للابد .
لمعت عيناها بدهشة ممزوجة باستنكار وهي تنظر الي تلك القلادة المزينة لعنقها وهي تشعر فجاة انها قيد لفه هو بطريقة غير مباشرة ليقيدها اليه ، قيد رحبت به هي بل وضعته بنفسها ليربطها به الى اخر المطاف .
انتبهت من افكارها المتضاربه على صوت ايني التي قالت بابتسامة : سننتظرك على الفطور لقد اعددته بنفسي .
ابتسمت ليلى بتوتر لتقول : حسنا ، ما الذي ايقظك باكرا هكذا ؟
هزت ايني كتفيها وهي تقول : انا امرن نفسي عليه فلدي تدريب بالجامعة بعد أسبوعين وبعدها ستبدا السنة الدراسية الجديدة .
تمتمت ليلى : موفقه حبيبتي .
اتجهت للخارج وهي تقول : امين سأنتظرك لا تتأخري ليلى .
وقفت تنظر الى نفسها بالمرآه ، لتتعلق عيناها بتلك القلادة التي اهداها اليها لترمش بعينيها وهي تقرر ان لابد من مواجهته !!
اتخذت قرارها وارتدت ملابسها واتجهت للخارج ، القت بتحية الصباح على ايناس التي تجهز المائدة للفطور ، ولم تنظر باتجاه بلال فهي غاضبة منه بل مازالت لا تتحدث اليه الا باقل الكلمات ، قبلت راس والدتها واخبرتها بهدوء انها ستخرج .
نظر الى ساعته وقال بلين : في ذلك الوقت المبكر .
زمت شفتيها بضيق لتنظر الى والدتها مرة اخرى : بعد اذنك امي .
نهضت واقفة فقال بهدوء مسترضى : الن تتناولين فطورك ؟
هزت راسها نافية فنهض بدوره ورائها : انتظري سأوصلك الي اي مكان تريدينه .
قالت باقتضاب : اشكرك لا داعي لذلك .
اقترب منها امام باب الشقة وقال برجاء : ليلى من فضلك .
تنفست بقوة وقالت : ليس الان بلال.
خرجت واغلقت الباب خلفها لتستعمل السلم بدلا عن المصعد ، فهي تحتاج الى ان تفرغ تلك الطاقة السلبية التي تملاها
خرجت من باب العمارة وهي تعلم جيدا انه سيظهر امامها بعد قليل ، لا تحتاج ان ترتب موعدها معه فهو يقفز امامها كظلها بكل مكان تذهب اليه لدرجة انها توقفت من ثلاثة ايام عن الخروج حتى لا تراه
نعم فهي لا تريد رؤيته ، فرؤيته تربكها وتزعزع قرارتها بشأنه ، قلبها يضعف له ويتيه في بحور عينيه فتنسى نفسها وتنسى حقدها عليه
بل بعد دقائق قليلة تنسى ما يفعله بها وإرغامه لها على الارتباط به !!
توقفت السيارة امامها بعد ان كادت ان تصل الى مفترق طرق ، ترجل من السيارة بفخامة كعادته وقال : الى اين تذهبين الان ؟
رفعت نظرها اليه وهي ترتدي نظارتها الشمسية ، تأملته قليلا ملامحه مرهقة ابتسمت بحزن : اليس لديك بيت ؟
ابتسم ابتسامة طبيعية كانت تشتاق اليها منذ فترة طويلة ، ابتسامة دافئة حنونة كما اعتاد ان يبتسم لها – ليس تلك الابتسامات الماكرة التي تتألق على شفتيه لتمارس على عقلها نوع من انواع السحر الذي يشل تفكيرها فلا تستطيع ان ترد عليه وتفيق من ذلك السحر على انها وقعت بفخ جديد نصبه لها هو وأوقعها في شباكه
تنهد بقوة وقال : بالطبع عندي بيت ولكني لا استطيع العيش به الان ، انا اعده ليكون منزل للزوجية .
غامت عينيها وخفضت نظرها بعيدا عنه ، شعر بتغيرها الذي لم يره فقال مرة اخرى : لم تخبريني الى اين تذهبين الان ؟
قالت ببرود : كنت اريد رؤيتك .
لمعت عيناه بفرح ولكنه قال بصوت هادئ : حقا ؟!
هزت راسها باسى : نعم وكنت اعلم جيدا انك ستظهر امامي قبل ان اعبر الشارع حتى ، لذا لم افكر بالاتصال بك .
زفر بقوة : حسنا اركبي لنذهب الى اي مكان تريدينه .
هزت راسها نافيه : لا سأخبرك بما اريده الان .
نظر حوله ، وقال بتعجب : هنا في منتصف الطريق
هز راسه بعدم رضى واتبع : لا يصح ليلى ، تعالي وسأذهب بك الى اي مكان .
او تحدثي معي بالسيارة ولكني لن اقف بتلك الطريقة لنتحدث .
زفرت بضيق وقالت بانفعال لم يفهم سببه : انت لا تطاق لابد ان تفعل كل شيء كما تريده انت .
اشاحت بيدها وهي تتبع : لن اركب معك وانا حرة واذا كنت مصمما لا اريد ان اتحدث معك
قبض كفيه غضبا وقال بلهجة حادة : اخفضي صوتك واهدئي .
اكمل بتفسير : لا اريد ان ارغمك ولكن فكري قليلا اذا راك احدا من الجيران او بلال مثلا _اليس موعد خروجه للعمل الان ؟
هزت راسها بالإيجاب ليتبع : لا اريد ان يراك واقفه هكذا ويغضب من خطيبك الجلف الذي لم يدعوك الى الفطور في مكان يناسب سموك .
قال جملته الاخيرة بسخرية اعتادت عليها منه في الفترة الماضية ، زفرت بضيق من نبرته تلك لتقول بحنق : حسنا سأدخل الي السيارة ولكن لن اذهب معك الى اي مكان .
زفر بقوة وهو يشعر انه سيخنقها بسبب ذلك العناد الذي اصبح يسيطر على شخصيتها ، تقدمها ليفتح لها الباب ليقف فجأة ويلف حول السيارة ويذهب ليجلس مكانه امام المقود
نظرت له بتعجب لتفتح الباب وتدلف بجانبه وتقول باستفزاز : العادات القديمة لا تموت يا اسطى .
قبض كفيه قويا على المقود وقال : اتيت لتتحدثي معي عن العادات القديمة يا استاذة .
تنفست بقوة وقالت بهدوء وثقة :اريد ان نفسخ الخطبة .
التفت لها في حدة فاتبعت وهي تغتصب صوتها ليخرج هادئا : انا اعلن استسلامي ، لست ندا لك ولا استطيع مجاراتك .
اتبعت بمرح افتعلته وهي تمد يدها له : اهنئك بالفوز وارجو ان تتقبل قراري .
اتسعت عيناه غضبا وهو يقول : ما هذا الهراء الذي تتحدثي عنه ؟
عضت شفتيها بتوتر وقالت : ليس هراء عبدة
صحح بحدة ومن بين اسنانه : امير ، كفي عن مناداتي بذلك الاسم .
ضحكت بسخرية وقالت : حقا ؟!
خلعت نظارتها ونظرت اليه مليا وقالت بهدوء : هل ستصدق اذا اخبرتك اني لا اعرف من انت ؟
لا اعلم هل انت عبد الرحمن ام امير ، من انت ؟
من الممكن ان تكون اي شخص انا لا اعرفه ، لن تفرق الاسماء يا بك ، فانت مبهم بالنسبة لي .
قال بصوت هادئ : انا امير ليلى وانت تعلمين من انا جيدا
ضحكت بسخرية وقالت : لا ، لا اعلم من انت ،
هم بالحديث لتقول بنبرة قاطعة : ولا اريد ان اعلم
زفرت قويا واتبعت : لا اريد ان اعلم ، فانا واثقة اني سأجرح ثانية وانا اكتفيت من الجراح والالام ، اكتفيت يا سيادة الرائد .
اكتفيت من تلك الحياة التي تتلاعب بي كيفما تشاء ، اكتفيت من تلك الصدمات التي تأتي على راسي واحدة تلو الاخرى .
رقت ملامحه ونظر لها بحب ورفع كفه ليمسح وجنتها برقة لعله يمسح ذلك التعبير الموجع الذي ارتسم على ملامح وجهها الرقيق
ليتوقف وهو يسمعها تقول بشرود : عندما رايتك واقتربت مني اقنعت نفسي ان الحياة اخيرا تبتسم لي ، فانت كنت املي الاخير ، املي ان اجد السعادة
حلمت كثيرا بفارس يحملني ويذهب بي بعيدا عن واقعي المؤلم ، يطير بي كتلك الاميرات ، بطل قوي يكون خاص بحكايتي انا
ولكني تعلمت بالطريقة الاصعب ، تعلمت ان الحكايات مجرد خيال لا تمت للواقع بصلة ، وانت ايضا بطل خيالي ليس بموجود في واقعي
قست ملامحها : انت خيال امير ، وانا اقنعت قلبي بذلك فانا سئمت الخيال ، بل سئمت بكل ما يرتبط بالخيال ، يا امير الخيال .
زم شفتيه بحنق من حديثها لتفاجئه بانها تقول بصوت بارد لامبالي : لذا من فضلك يا سيد خيال ، ان توقف تلك المهزلة التي لا ارضى بها ، وان تفسخ خطبتك بي .
نظر لها بغموض وقال : لن يحدث .
سالته بحدة : لماذا امير الم تخبرني انك ستنتظر قراري ،
اتبعت وهي تصيح بغضب: ها انا ذا ابلغك بقراري الا وهو اني اريد فسخ تلك الخطبة
نظر اليها بجمود وقال : نعم ابلغتك بذاك وانا كلي امل ان تتعقلي وتتوقفي عن ذلك الهراء الذي تحيى به الفترة الماضية
رفعت حاجبيها بذهول لتساله : اذا كنت ترضيني فقط وانت مقررً انك لن تهتم لقراري
زفر بضيق وقال : لا لم اقصد ذلك
لتقاطعة بحدة : بل قصدتها امير قصدتها
اتبعت والتحدي يسطع بعينيها : حسنا امير ، سانهي الخطبة بطريقتي و تلك المرة لن أخاف ان اواجه العالم لكه لأتخلص منك ، سأخبر بلال بما حدث بيننا وصدقني سيقف معي ويساندني ايضا ، فانا اعرف اخي جيدا ، وسأخبر عمي ايضا وليظن ما يظنه ، لن تنتصر ابدا امير لن اسمح لك بان تجرني معك لذلك الزواج الفاشل من بدايته .
تنفس بعمق وقال ببرود : لم تحكمين عليه بالفشل وهو لم يبدا بعد .
نظرت له وقالت بكراهية سطعت في صوتها : لأنك كاذب يا عزيزي ، وانا لا اؤمن للكاذبين .
جز على اسنانه قويا وقال : لم تستمعي لي ليلى ولا مرة ، لم تحاولي حتى .
قالت بغضب : لا اريد المحاولة ، فانا لن اصدقك على اي حال ، وفر على نفسك وعلي هذا الحديث الممل الذي لا فائدة منه ، فنحن انتهينا امير ... انتهينا !!
عم الصمت بينهما للحظات ، هو ينظر اليها بجمود وهي تتحداه بنظراتها ، قطع الصمت بهزة راسه بالموافقة ،
وقال وهو يشيح بعينيه بعيدا عنها : حسنا ليلى لك ما تريدين .
شعرت بالدهشة تعمها وشحب وجهها وهي تشعر بشعور حارق يمزق قلبها ، ازدردت لعابها ببطء وسالته بتردد : حقا ؟!
هز راسه بالإيجاب مرة اخرى وقال وهو ينظر امامه : نعم .
شعرت بغصة كبيرة تملا حلقها والحزن يسيطر عليها وسالت بصوت محشرج : ستفسخ الخطبة حقا ؟!
قال بلا مبالاة : اليس هذا ما تريديه ؟
هزت راسها سريعا بالإيجاب وكانه تخشى ان تعود بقراراها وتتمسك به من جديد بل تلك المرة ستتوسله ليسامحها عما بدر منها الفترة الماضية !! فقال وهو يهز اكتافه بلا مبالاة : حسنا .
ابتسمت بألم وقالت بصوت مخنوق : حسنا يا سيادة الرائد ، وداعا .
نطقت بها بوجع لم يخفى عنه ليقول هو بغموض وهو يتحاشى النظر اليها : الى اللقاء يا استاذه .
خرجت من السيارة واغلقت الباب ورائها ، لترفع عينيها الي السماء وهي تحاول ان تتحكم في دموعها لتتحرك بخطوات سريعة باتجاه منزلها تضع يدها بأسفل رقبتها على تلك القلادة التي تحيط عنقها برقة تحاول ان تستمد منها القوة ودموعها تنهمر سريعا تسابق خطواتها المبعثرة !!




انتهى الفصل الثاني وثلاثون
ارجو ان يكون عند حسن ظنكم
لا تحرموني من ارائكم انتقادتكم وتفاعلكم
اراكم على خير
السبت بعد القادم
في حفظ الله جميعا

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 30-11-13, 10:07 PM   المشاركة رقم: 1650
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 32 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 12 والزوار 0)
‏Solafa El Sharqawey, ‏emma2, ‏sara1411, ‏مها هشام+, ‏سارة18, ‏دموع الورد 2, ‏princess roka, ‏sahrr, ‏ديـ*M*ـوم, ‏lleila, ‏عيون السحر

منورين يا صبايا
انجوي افري ون
مووووووووه

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حصري, .....قريبا, ليلاس, ليلى, مستشار, موال, منتدى, منتديات ليلاس, امير, الكاتية اسيل, برنامج, بقلمي, يالي, ياسمين, رومنسيات عربية, سائق, شفير, عبد الرحمن, عبق الرومانسية, هنادي هشام, وليد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169803.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 02:51 AM
Untitled document This thread Refback 29-08-14 11:55 PM


الساعة الآن 12:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية