لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-13, 08:48 PM   المشاركة رقم: 1616
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتبة مبدعة


البيانات
التسجيل: Sep 2012
العضوية: 246487
المشاركات: 5,818
الجنس أنثى
معدل التقييم: حياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17407

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حياة12 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 30 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

و لا يهمك سولي
في انتظاااااااااارك على ناااااااااااااااااااااار

 
 

 

عرض البوم صور حياة12   رد مع اقتباس
قديم 16-11-13, 10:28 PM   المشاركة رقم: 1617
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 30 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

بنااااااااااااااات
كلاكيت تالت مرة
كبل ما اكتب المشاركة واجي اضيفها المنتدى يطردني بره
يالا ما علينا
انا جييييييييييييت
وبعتذر عن التاخير
دقايق والبارت يكون بين ايديكم
موووووووووووووووه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 6 والزوار 0)
‏Solafa El Sharqawey, ‏dosa abdo, ‏charm, ‏aseel al badr, ‏Nanash 23, ‏نازيك

منورين يا صبايا
كونوا بالقرب
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 16-11-13, 10:34 PM   المشاركة رقم: 1618
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 30 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الواحد وثلاثون


تراقب بعينيها اللون الاخضر المنتشر امامها في الحقول النضرة ، التي تعبق بتلك الرائحة الشذية التي تربطها بالمكان رغما عنها ،
رمشت بعينيها وهي ترتكن بذقنها لراحة يدها وتشرد وهي تنظر الى تلك الشجرة الكبيرة التي تتوسط اراضي عائلتها ، هنا عاشت طفولتها مرحت ولعبت وتعثرت وعادت واقفة بصلابة ..هنا قضت صباها وهي تسير بخطوات متمهلة تثير بها غيرة الحاقدات عليها وتتعمد اغاظتهن بجمالها الذي كان يتحدث عنه الجميع ،
هنا تجمعت عائلتها مرارا وتكرارا يتناولون الغداء او الافطار في الحقول لكم سعدت بتلك التجمعات التي حافظت على اواصر عائلتها مترابطة وقوية ،
هنا عاشت مدللة من الجميع كبيرهم وصغيرهم فهي كانت اميرة العائلة، المقربة من الجميع !!
هنا شعرت بدقات قلبها الصغير تعلو وتقفز كلما راته ، هنا كانت تنتظره لتراه وهو عائد لبيت والده ، بيت عمها الواقع قريبا من منزلهم ، هنا تقابلا وصارحها بمشاعره باتجاهها .. وهنا ايضا اتى لها منكس الراس يعلن عن رفض والده لارتباطهم .
زفرت بقوة وهي تتذكر ذاك اليوم الذي شعرت بحلمها ينتثر اجزاء من حولها ، وهو يعلن رفض والده لزواجهم ، شعرت بقلبها يدمي وهي تراه بذلك الضعف وهو يحكي لها بأنفاس مخنوقة كيف ان والده لم يتردد للحظتين وهو يعطيه جوابا نهائيا. كيف ان عمها المقرب اليها رفض صراحتا وقال " لا" قاطعة عندما اخبره محمد عنها وانها من يريدها زوجة له !!
شعرت بالغصة تعود اليها وهي تتذكر كيف سالته والدموع تتجمع بحلقها " هل ستتخلى عن حلمنا محمد ؟ هل ستتركني ؟!
يومها رفع راسه وعيناه متقدتين بالغضب وقال بهدوء حاسم " لا "
حينها رات نظرة بعينيه لم تراها من قبل ، نظرة ولِدت حديثا ، نظرة هي من كانت سببها ، يومها اختلف محمد عما كان عليه ،
تحول محمد الهادئ المطيع الى شخص اخر شرس وعنيف ، تحول ليكون اقرب لأباه مما كان عليه ، تشبث بها قويا ولأول مرة يرفض امرا اراده والده بل حارب بضراوة من اجلها ، وعلى عكس ما هو متوقع اصر على ان يستقل بمنزل خاص به ولم يوافق على السكن ببيت عائلته ، واقنع الجميع بما يريده وفعل ما أراده.
كم ازداد حبها له وهي تشعر بتغيره من اجلها ولكنها ظلت غاضبة من موقف عمها الغير مفهوم ، لقد شعرت بالجرح والالم يتغلغلا قويا بداخلها فاقرب اعمامها رفضها وبصراحة ، رفض ان تكون زوجة لولده المقرب منه
عقدت حاجبيها بغضب داخلها لم يهدا وشعور جارح بالرفض لم يمحيه الزمن !!
لقد فعلت الكثير لتستقل بحياتها خوفا من تدخل أيا كان بها ، فهي لم تكن تريد لاحد ان يبدي رايه عن اي شيء يخصها هي ومحمد وعندما رزقت بهشام فعلت المستحيل لتقنع محمد بالنزح الى القاهرة فهي حلمت بان ينشا هشام هناك ، حلمت بان تصنع له مستقبلا مختلفا يجعله ارقى من ابناء عمومته جميعهم !!
وبالفعل حققت ما تمنته كاملا محمد اصبح لها كليا وحياتها لم يتدخل بها احد بل هي كانت من تصرف شئون عائلتها كاملة ، وهشام اصبح في مكانة لم يصل لها احد من العائلة ،
شعت عيناها بغضب ظلل العسلي في حدقتيها وهي تتذكر السبب الرئيسي الذي عبث بحياتها كلها ، تلك الفتاة التي ظهرت من العدم لتقلب حياتها كلها راسا على عقب وتسيطر على ولدها الوحيد الذي حلمت بتزويجه لفتاة تكون قادرة على طيها تحت عباءتها ، لتاتي تلك المتحررة بفكرها وملابسها واسلوب حوارها ولكنتها المشبعة بالفرنسية المغوية لتأسر طفلها الحبيب بسحرها فلم يستطع الخلاص منها رغم محاولتها المستميتة لتخليصه من براثنها ولكن تلك الهنادي احكمت غلق الاسر جيدا ليظل مربوطا بها لبقية عمره !!
وعلى الرغم انها قضت فترة لا باس بها مع تلك الهنادي الا ان من الواضح انها لم تصل الي عمق شخصيتها جيدا لقد كانت مخدوعة بها ، فالأخرى بدأت تتصرف بشكل خطر لم تتوقعه هي ،
فهروبها الى هنا واحتماءها بالجد الذي لطالما ارتعبت منه يدل على تغيير كلي في تصرفاتها ، تذكرت دهشتها البارحة واخيها يخبرها عن خطبة مديحة وكيف لم تتقبل الخبر وشعرت بالغضب يملاها عندما ذكر وجود هنادي وانها متواجدة الدوار الكبير من فترة لا باس بها وان هشام اتى منذ يومان ليحضر زفاف محمد الذي تغيبت هي عنه وانتظر عندما علم بخبطة مديحة شعرت بالشلل يزحف الى عقلها ببطء مسببا غيامه من اللون الرمادي امام عينيها وهي تفكر هل عمها استقبل تلك الفتاه وضيفها لديه في المنزل الكبير دون ان يخبرها بوجودها اتسعت عيناها بادراك وهي تفكر هل استطاعت تلك الساحرة ان تصيب عمها بإحدى تعويذاتها ، عمها الذي رفضها هي فضل تلك الفتاه واستقبلها ببيته !!
تنفست بقوة لتنتبه على سائق الحنطور -المعتاد ان يقلها من صغرها ولم تحاول هي ان تخالف عادتها ، وها هو يقلها من محطة القطار الى البيت يقول بهدوء : لقد وصلنا الدوار الكبير يا هانم .
ابتسمت بود في وجهه العجوز وقالت : شكرا لك يا عم صالح ، اجلس لترتاح من عناء الطريق وتتناول فطورك وانتظرني فانا سأذهب لأخي بعد قليل .
أومأ العجوز براسه موافقا وقال : تحت امرك يا فوزية هانم .
تنفست قويا وهي تترجل من الحنطور وترفع راسها لتنظر بتحدي الى ذلك البيت الكبير الذي يقبع بتراث عائلتها لترمش بعدم فهم وهي يخيل اليها ان البيت يجابهه نظراتها بنظرات مماثلة ولكنها اكثر قوة وعنفا !!

*****************************

تنفس بعمق وهو يرى تلك الابخرة التي تجمعت على المرآه امامه فشوشت رؤيته لنفسه ، ابتسم وهو يمسحها براحة يده وينظر الى صفحة وجهه ،رأى حدقتيه تشعان ببريق لم يكن متواجدا من قبل .
لف المنشفة الكبيرة حول خصره ليمشط شعره بأصابعه كعادته وينظر الى خصلاته التي استطالت كثيرا عما هو معتاد ، زم شفتيه بعد رضا وهو يقرر انه سيقصه حلما يصل الى القاهرة .
انتبه من افكاره على طرقات الباب الهادئة التي يعلم صاحبتها جيدا، ليعقد حاجبيه بدهشة ممزوجة بالريبة وهو ينظر الى الباب الذي فتح على استحياء وهي تطل براسها من خلفه في خجل زين وجنتيها بحمرة طفيفة حاولت بكل جهدها ان تسيطر عليها وهي تخفض نظرها عنه ، نظر اليها بمقلتين تلمعان بمكر وراقبها بتفحص مثير ، لوى رقبته وهو يدير عينيه عليها من اخمص قدميها الحافيتين على غير العادة ،أصابع قدميها التي تفركهما ببعضهما تلامس بهما الرخام البارد بطريقة اثارت نبضه ،ساقيها المكشوفتين الى نصف فخذيها ، لأوائل ذلك القماش الأسود الذي لم يستطع تبين ماهية ما ترتديه بسبب ذلك الباب الذي اخفى معظم جسدها خلفة ، ذلك الباب الذي تشبثت به وكانه يمنحها القوة لما تفعله الان ، يظهر أيضا كتفها المكشوف وعنقها الذي تدلت منه تلك السلسال الذهبية التي تحمل اسمه !!
ابتسم بود وهو ينظر اليها منتظرا ، بللت شفتيها واعادت ملامسة أصابع قدمها للأرض ليتنفس هو بعمق ويقول بصوت اجش خرج رغما عنه : تعالي منال .
تنفست بقوة لتستطيع ان تسيطر على دقات قلبها المتسارعة وهي تشعر بخجلها يحضر قويا ويسيطر عليها لاعنا تفكيرها وتعجلها في وجودها هنا الان !!
قالت بصوت مبحوح مشوب بالحرج وهي تقبض كفيها بقوة على قائمة الباب : اتيت لأرى ان كنت انتهيت
رمشت بعينيها ليشعر بأهدابها ترفرف امام وجهه كأجنحة فراشة فتثير بهجته، ابتسم بمكر لمع في زرقة عينيه الصافية وهو يقول بصوت مغويا يعلم تأثيره عليها جيدا :وماذا وجدت ؟
اتقدت وجنتيها بخجل حارق وقالت :اعتقد انك انتهيت .
اقترب منها بخفة ليقف امامها مباشرا وقال بخبث زين شفتيه بابتسامة خطفت أنفاسها وهو يسحبها من ذراعيها للداخل برفق : تعتقدي ؟!
اتبع امرا بود : ارفعي عينيك وانظري الي موون .
اتبع وهو يحرك سبابته على طرف ذقنها محثا إياها على النظر اليه : هل انتهيت ام لا ؟
شحب وجهها فاجأه بطريقة اربكته وهي ترفع نظرها بتلقائية وتقول بصوت مخنوق : لا تقوله مرة أخرى !
عقد حاجبيه بعدم فهم لينظر اليها بادراك سريع وهو ينتبه الى ما تلفظ ونادها به !!
نبض العرق الظاهر في عنقه بعنف وهو يتذكر ان تلك الكنية التي كان يستعملها اخاه في منادتها بها ، بل كان يتشدق بها امامه وهو يتلهف ليخبره بكل مرة انها قمره الخاص به ، بانها من تضيء حياته ، انها موون !!
عادت اليه تلك الصورة من الماضي امام عينيه لتغشيهما بسواد حالك وهو يتذكر المرة الأولى التي اخبره باسم بتلك الكلمات ، كان بحفل خطبتهما ، أخيه يحاوطها بذراعه ويقربها الى صدره ويتلو على مسامعة تلك الكلمات التي جعلته ينحي بصره عنهما وخاصة بعد ان لاحظ اختلاج وجهها بالخجل واحمرار بشرتها والعنف الذي ظهر على محياها وهي تحاول ان تدفع باسم في صدره ليبتعد عنها!!
تحول الامر الى مشادة فعليه نشأت بينهما عندما لم يكف الاخر عن احراجها بتلك الطريقة فتدفعه هي بقوة في صدره وتقول بعينين ناريتين : اخبرتك من قبل الا تلمسني ، انت تعلم القواعد جيدا .
رجف قلبه بشده وهو يتذكر ذلك الاعجاب الذي طغى على عينيه حينها وهو ينظر الى تلك النمرة الشرسة التي تختفي تحت عباءة الفتاة الرقيقة سيدة المجتمع الهادئة التي ظهرت من اول الحفل وهي تحيط ضيوفها باهتمام جم .
حينها اشاح بوجهه عنها بل ادار جسده بأكمله لينصرف مبتعدا عنهما فغير مسموح له بمجرد الاعجاب بمن ستكون زوجة لأخية !!
بعد قليل اتى باسم ليقف بجانبه وهو يبتسم بتلك الطريقة التي لطالما اثارت خوفه وهو يقول : لم ابتعدت يا تؤامي ؟
نظر له ببروده المتوارث وهو يقول بلا مبالاة تشبعت بخبثه : انظر الى الحضور لعلني اجد من تنير حياتي انا الاخر
حينها ابتسم باسم وهو ينظر اليه بطريقة اثارت تفكيره وهو يقرا نظرات الغيرة الواضحة بعيني تؤامه الذي قال : ابتعد عن الشرقيات فهن متزمتات بطريقة تفقدك صوابك
قلب خالد عينيه بملل وهو يقول :انت تعلم انهن لسن مفضلات لدي
قاطعه الاخر بسخرية :اعلم اخي ،اعلم
اكمل بعيون معتمة :انت تفضل الشقراوات ذوات العيون الرمادية الشبيهات بأمنا الغالية
شعت عيناه بحقد لم يستطع إخفائه ليساله بتهكم :ماذا خالد أتبحث عندهن على الحب الذي افتقدته ؟
حينها ابتسم تلك الابتسامة الجانبية التي تزيده غموضا وجاذبية وهو يعلم جيدا ان لطالما اثار بها حنق أخيه وجعله يشتعل بالغيظ منها لأنه لا يستطيع اثارة استفزازه :انا مكتفي بما لدي باسم ولا ابحث عما ينقصني فانا راض بما قسمه الله لي
ابتسم باسم بسماجة وهو يسيطر على انفعاله جيدا :نعم انت راض دائما
رمش بعينيه وهو يحاول ان يخفي اثار تلك الذكرى المنهكة لمشاعره وعقله لينتبه اليها وهي تضع كفها على وجنته بحنو وتقول : يومها كنت نزقة بسبب حضورك
فانا لم اتوقعه
تنفست بعمق : كنت لا اريد رؤيتك وانا اخطب لآخر عوضا عنك انت !!
اتسعت عيناه بصدمة تجلت في زرقة عيناه لتجعلهما تغيمان بلون ازرق معتم وهو ينظر اليها بتساؤل سطع على ملامحه بأكملها
لتهز هي راسها بالإيجاب وهي تجيبه بصوت حاني :لقد رايتها على وجهك خالد ، رأيت تذكرك ليوم خطبتي البغيض
تنفست بعمق وهي تسيطر على دموعها ،هم بالسؤال لتشير براسها نافية وهي تقول سريعا :لا ليس الان خالد ، سأنتظرك على طاولة الفطور التي اعددتها من اجلك خصيصا كما تحبها في الشرفة المطلة على البحر
وقفت على رؤوس اصابعها لتقبله بجانب فكه ،نظرت اليه بهيام وهي تبسط راحة يدها على صدره فوق موضع قلبه مباشرا ، قلبه الذي عزف لحنا خاصا بها ،فابتسمت وكأنها قادرة على فهم ادق خلجات قلبه وقالت : وها انا أرى انك انتهيت فسأسبقك اليها
ازدردت لعابها بصعوبة لتزفر بهدوء وهي تقول: ولناجل الحديث لوقت لاحق

***************************

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 16-11-13, 10:38 PM   المشاركة رقم: 1619
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 30 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

دلفت من باب البيت بقوة .. حيتها الخادمة بلهفة لتقول بحدة : اين عمي ؟
تنفست بهدوء وهي تشعر بتلك القوة التي تحيط وجوده وهو يقول بصوته الرخيم : تعالي يا فوزية .
تقدمت بخطوات هادئة لتنضم اليه في التراس الكبير للدوار ، شعرت بنزول المفاجأة عليها كالصاعقة ضربتها ليختل توازنها للحظات ، وهي ترى حفيدها يجلس على رجليه ، يستند على ذراعه ، يلعب بمسبحته الكهرمان ويمسك بيده الاخرى عكازة الذي ظل يدقه هو له ليبقى الطفل مستمتعا ويبتسم تلك الابتسامات التي تستولى على عقلها
لتفيق من صدمتها بوجود حفيدها على تلك الوضعية وهي تستنتج ان حديث اخاها البارحة حقيقيا ولم يكن يبالغ اذا ، سالت بصدمة : اذا انه لحقيقي عمي ؟!
رفع لها عيناه وهو ينظر اليها بنظرات معتمة لا تكشف عما بداخلها :ما هو الحقيقي يا بنت اخي ؟
ابتلعت غصة تجمعت بحلقها : وجود هنادي هنا .
تنفس بقوة وقال : نعم انها حقيقة واقعة ، انها زوجة حفيدي وما يملكه تملكه هي ايضا !!
اتسعت عيناها باستنكار وهي تتمسك بحافة احد الكراسي الموضوعة فهي شعرت بساقيها ترتجف لتقول بقوة : ماذا تقول عمي ؟ هل ستقبل بتلك الهنادي ؟!
اتبعت في ثورة : هنادي التي لا تناسب هشام كليا ، تلك الفتاة التي لا تناسب عائلتنا .
قاطعها غاضبا : تلك الفتاة احبها هشام وتزوجها ، رغم محاولاتنا بإقصائه عن تلك الزيجة حاربنا بضراوة واصر على زواجه منها ، تلك الفتاة التي تتكلمي عنها وكأنها نكرة ، فتاة ذات اصول طيبة .. متعلمة ومثقفة وتحب ولدك ، تلك الفتاة التي لازلت راضية عنها وتحاربيها بكل ما أوتيتِ من قوة ام لحفيدك الذي لا تملكين غيره .
رفع نظره لها ووجه يربد من الغضب : ألا تذكرك بأحدهن يا فوزية ؟
اتسعت عيناها بصدمة ممزوجة باستنكار وقالت بازدراء : أتساويني بتلك الفتاة يا عمي ؟
زفر بقوة وهو يستغفر الله بخفوت ليقول : لا ارى فارق كبير بينكما فوزية بل هي
ليست متملكة مثلك لدرجة الجنون .
اتسعت عيناها بغضب وصاحت بحنق : انا متملكة لدرجة الجنون .
نظر لها بعيني قاسية وقال : أجرؤت على ان تصيحي بوجهي فوزية ؟
ارتدت خطوتين للوراء بخوف ظهر على وجهها وقالت بتلعثم : لا عمي ، لم اقصد
قاطعها بصرامة: لولا وجود حفيدك بحضني لكنت لقنتك درسا على صوتك المرتفع هذا .
ضمت شفتيها وهي تحكم حلقها بقوة حتى لا تثير غضبه اكثر من ذلك ، وهو يتبع بصوت منخفض حاد : لقد تناسيت فوزية الكثير من الأشياء ، نسيت انك تتحدثي الى عمك وكبير عائلتك ، جد ولدك الوحيد ، نسيت الأصول التي تعلمتها كلها بسبب انني فعلت امرا مخالف لما تريدينه انت !!
نظر لها بوعيد اثار الرجفة في أطرافها وهو يقول : نسيت الأصول لدرجة انك جررت ابنة اخيك وراءك من اجل مصالحك انت دون الاهتمام بسمعة الفتاة او مشاعرها
اتبع بغضب : استغللت ابنة اخيك من اجل ان تتخلصي من زوجته التي يحبها فانت لم تستوعبي انه سيحب أحدا اخرا غيرك ، اردت ان تملكيه ففكرت في الخلاص من زوجته التي ملكت قلبه وكانت مديحة حلك الأمثل .
اتبع بقسوة : لم اتوقعها منك فوزية ، ان تهيني ابنة اخيك بتلك الطريقة المخزية .
نهض واقفا ليضع كريم بكرسيه الموضوع على مقربة منه ليلتفت اليها ويقول : لا تحسبي انك ستفلتين بما فعلته مع مديحة فما فعلته لا يغتفر ولكن الان تحذيري لك من اجل هنادي ، اذا تريدين ان تواجهينِ بالفعل اقتربي منها او حاولي مضايقتها صدقيني فوزية الى الان لم تري وجهي الاخر فانا كنت اكرمك من اجل محمد ، احترمت جميع قراراتك حتى الخاطئة منها من اجله ولكن الان سأهتم بهشام فقط سأدعمه بكل ما اوتيت من قوة حتى لو اضطررت ان انفيك من حياته !!
شحب وجهها ليضاهي شحوب الأموات وهي ترى مقلتيه تلمع بوعيد صادق لتشعر بانها ستسقط ارضا لولا ذاك الصوت الذي صدح من خلفها وهو يقول : لا داعي لذلك جدي .
التفتت بلهفه وهي تنظر اليه بشوق ، تبتسم بسعادة لدافع ابنها عنها لتشعر بقبضة قوية تعتصر قلبها وهو يكمل : والدتي ستنسحب من حياتي بكامل ارادتها وهي موقنة اني اكثر من قادر على تسيير اموري بنفسي !!
.
.
.
اغلق الباب خلف الخادمة التي فعلت ما طلبه منها وهو ان تبلغه بوصول والدته عندما تظهر الأخرى ، كان متأكد انها ستاتي عندما تعلم بخطبة مديحة !!
تنفس بعمق وهو ينظر الى الفراغ امامه ، التفت ونظر اليها مراقبا ليشعر بتوتر جسدها الذي شع منها رغما عنها ، بللت شفتيها بتوتر فقال بهدوء : هل ستاتي معي ؟
هزت راسها نافية وقالت : لا سأذهب الى ديدي فهي تحتاجني اليوم .
ابتسم بسعادة والفخر يظلل عينيه وقال : تهتمين بها كثيرا .
قالت بنزق : نعم اشعر انها تُعاقب على ذنب لم ترتكبه ، فالجميع أوحى لها بانها ستكون عروسك وهي صدقتهم ، لتفيق من الحلم الذي بنته على مدار سنوات طويلة بانه كابوس مرير جميعهم تشاركوا في نصبه حولها
رفعت راسها بطريقة ذكرته بأول مرة راها بها وهي تتكلم بحماس واضح عن مبادئ الحركة التي كانت تنتمي اليها : من رايي هم من يستحقوا العقاب .
لمعت عيناه بالإعجاب ليقترب بخطوات هادئة : من هم ؟
اشاحت بيدها : والديها ، ووالدتك المصون التي استغلت حلم فتاة مراهقة لتحقق مصالحها الشخصية .
لمعت عيناها بغيظ ممزوج بالغيرة : وانت .
رفع حاجبيه بدهشة وردد : وانا ؟!
هزت رساها بالإيجاب وهي تقترب منه بالتحدي : نعم انت ، بكل مرة كنت تغدق عليها بحنانك واهتمامك بها وانت تعلم جيدا بما يدور من أقاويل حول خطبتكم التي ستحدث بلا محالة ، بكل مرة كنت ترى نظراتها الهائمة بك دون ان تحاول ان تبعدها عنك او تصدها او تخبرها بانك لن تكون لها ، بكل مرة كنت تصمت عن ابداء رايك وتحديد موقفك بها هشام ، كنت ترتكب خطئ يفوق اخطائهم في حقها جميعهم .
ابتسم بتلاعب وقال : انت لازلت تتحدثي عن مديحة اليس كذلك ؟
رفعت عيناها اليه بقوة وقالت : بل انتقدك عموما يا زوجي العزيز .
حاول ان يكتم ضحكته ولكنه فشل ، لتنطلق ضحكته قوية وهو ينظر الى نظراتها المدهوشة وعدم الفهم الذي ظلل عينيها ، اقترب منها ليقبض على مرفقيها قويا ويقول وهو يبتسم باتساع وعيناها تلمع بغيظ رقيق : لست في موضع لإبداء النقد يا زوجتي العزيزة فاذا بدانا في نقد احدنا الاخر ، صدقيني ستخرجين من تلك الجولة خاسرة
رمشت بعينيها وهو يتبع بحقد لأول مرة تراه يغيم بعينيه : فانا لدي الكثير ضدك هنادي .
شعرت بالخوف من تلك النبرة التي غلفت صوته لتشهق بمفاجأة وهو ينحني عليها و يمتلك شفتيها بخشونة اضاعت انفاسها ، تركها سريعا وكانه كان يعاتبها بقبلته على ذاك الالم الذي يغلف قلبه .. ذاك الالم الذي لم يتحدث عنه الى الان !!
نظرت له مليا وهو يتجه الى باب الغرفة لتستوقفه : أتريدني ان ارافقك؟ استطيع ان اذهب لمديحة بعد ن تنهي لقاءك بوالدتك .
ابتسم بهدوء ليحرك راسه وينظر دون الالتفات اليها ويقول : لا يا زوجتي العزيزة سأقبل بنقدك واحاول ان لا اخطئ مرة ثانية ، سأتوقف عن الصمت هنادي سأخوض مواجهتي مع ماما بمفردي فانا اكثر من قادر على ذلك .
اتبع وهو يفتح باب الغرفة : كما انني اكثر من قادر على مواجهتك ولكني افضل ان تكون بمنزلنا حتى استطيع ان اؤخذ بحقي كاملا منك دون ان تحتمي بأحد مني الا انا .
همس بخفوت : فلا يوجد مهرب لك مني الا انا .
اتسعت عيناها وهي تنظر الى خروجه الواثق واغلاقه لباب الغرفة ورائه بصلابة لتشعر بالقشعريرة تدب في اوصالها جميعا فارتعدت رغما عنها وهي تفكر في تلك الكلمات التي تحمل في باطنها الكثير مما ينوي لها !!
اغلق الباب خلفة ونزل الى الأسفل ظهر الاهتمام على وجهه وهو يستمع الى صوت والدته العالي على غير المتوقع ، عقد حاجبيه واسرع بخطواته ليستمع الى اخر جزء من الحوار الناشئ بينها وبين جده ليزم شفتيه بغضب ويقول : لا داعي لذلك جدي .
نظر لها بهدوء وهو يحاول ان يوصل لها رسالته دون الإفصاح عنها ، تحاشى النظر الى عمق عينيها المتلهفتان له ، نحى شوقه الجارف لها بان تضمه بين ذراعيها بحنان وحب كما تفعل دائما ، اكمل بجدية مرغما روحه المتعلقة بها منذ نشأته : والدتي ستنسحب من حياتي بكامل ارادتها وهي موقنة اني اكثر من قادر على تسيير اموري بنفسي !!
.
.
لمعت عيناها بالدموع وهي تنظر اليه غير مصدقة لما تفوه به الان لتسال بصوت محشرج ونبرة مذهولة : انت تطردني من حياتك هشام
تنفس بعنق ليخطو باتجاهها ويقول بهدوء : لا امي ولن افعلها ابدا ولكني كبرت امي وانت لست مستوعبة لذلك الامر ، انا أصبحت رجلا لدي زوجة وطفل لم اعد ذاك الطفل الذي يتلقى اوامرك وينفذها دون نقاش ،
زفر بقوة وهو يتبع : لدي حياة رائعة مكتملة مع زوجة احبها وطفل يحمل اسمي هو عالمي كله الان
قاطعته بذهول : اتسمي حياتك مع هنادي ووجود ذاك الطفل بحياة رائعة ومكتملة
اتبعت بثورة : ستكتفي بذاك الطفل الذي لا يستطيع مناداتك للان
هز الجد راسه بلا فائدة وهو يستغفر ربه بهدوء ، اتسعت عيناه بغضب فزمجر بعنف : امي .
نظرت الى وجهه الذي كفهر من الغضب وعيناه التي حملت صرامة ماثلت صرامة الاخر الذي وقف بجانيه فشعرت بالخوف يدب في اوصالها ، ليتبع هو : أرأيت امي ، انت لا تقبلين بما اريد ، ترين الامر من منظورك انت دون الاهتمام بي وبمشاعري أيضا ،بل ترفضين أيضا الاستماع لي .
قبض كفيه بقوة وقال وهو ينكس راسه للأسفل : اعتقد ان جدي محق ، لم اكن اريد ذلك ، كنت اتمسك بوجودك في حياتي بشدة ولكن انت من اخترت امي .
اتبع وهو ينظر اليها بقوة جابه بها نظرات الصدمة التي تعتلي وجهها : تلك الاسرة التي تزدرينها امي هي اسرتي التي احبها بل اعشقها ، اذا اردت التواجد من ضمنها لن استطيع منعك بل في الحقيقة سأرحب بوجودك بها كثيرا ، ولكن سيكون ترحيبا بشرط ان لا تدخلي بأمور عائلتي ، اذا لم تريدين التواجد بها فانت حرة امي .
نظر لها بألم ممزوج بالشجن : لك حرية الاختيار ماما .
شعرت بقدميها ترتجف ، وجسدها ينتفض بقوة وهي ترى ان ولدها الوحيد من تحملت من اجله الكثير ، من تعبت بتربيته بمفردها ، من وهبته عمرها كاملا يتخلى عنها من اجل زوجته ، لتومض عينيها بغضب وتغلف القسوة روحها وهي تتذكر تلك الافعى التي استولت عليه ، رفعت راسها بكبرياء وعيناها تتلألأ بالدمع الغزير المحبوس بداخلها لتقول بصوت قوي وهي ترمقه بنظرات قاسية : وانا لا اريد وجودي بتلك الحياة المزرية التي تريدها لنفسك .
اندفعت مغادرة من امامهم ليغمض عيناه بألم وهو ينكس رسه بانهزام احنى كتفيه ، ربت جده على كتفه بحنو ثم ضغط عليه بقوة جعلته رفع راسه لينظر الى جده الذي قال : ستعود بني ، تأكد من ذلك .
نظر لجده بنظرات مليئة بعدم الامل ليهز الجد راسه بالنفي ويقول : لا هشام ستعود اليك يا ولدي ولكنها الان تكابر مع الأسف عندما ستهدأ ستتيقن ان لا سبيل لابتعادها عنك .
نطق بصوت مبحوح مليء بالاسى : أتمنى ذلك جدي .

******************************

ابتسم وهو ينظر الى الطاولة المتخمة بجميع الأصناف التي يفضلها ، مرصوصة بعناية ،تجلس هي على كرسي موضوع بجانبها تنظر الى البحر في استمتاع كما شعر بها ، تعطيه ظهرها غير منتبهه لوصوله ، اقترب بخفة منها دون ان يصدر صوت ، لينحني ويضمها من كتفيها بالكرسي اليه .
ابتسمت بدلال كما اعتادت وهي تلف راسها اليه وتقول : شعرت بك فلم تستطع مفاجأتي .
جعد انفه بطريقة طفولية ومط شفتيه بمرح وهو يقول : أمم ، اذا فقد استطعت خداعي يا جميلتي .
انطفأت الابتسامة بعينيها ليحل محلها الألم ، نظرت الى زرقة عيناه الصافية وقالت بشجن خرج من قلبها : طوال الوقت كنت اخدع نفسي خالد ، كذبت على قلبي قبل ان اكذب عليك ، صنعت وهم كبير اقنعت نفسي به الى ان صدقته !!
تنفس بقوة ليقول بغموض : اعتقد ان كلينا صنع وهمه الخاص به .
رمشت بعينيها لتعتدل في جلستها وتنظر له بتساؤل فابتسم بألم وقال : انت هربت من مشاعرك اتجاهي لان كبريائك هزم حبك لي ، وانا تغاضيت عن مساوئ اخي وتعاملت معه بأخوة صادقة وتركتك له رغم اني كنت على يقين بانه سيؤذيك .
رددت بدهشة : تركتني له ؟!!
تنفس بقوة وهو يجلس على كرسي بجوارها ويكمل وهو ينظر الى البحر وكانه سيغوص الى اعماقه : نعم تركتك له ، سأكون صادقا مع نفسي للمرة الأولى وسأعلن عن اعجابي بك منذ المرة الأولى التي رايتك بها
رمش بعينيه وهو يتتبع بجدية : بل من قبل ان اراك حتى !!
اتسعت عيناها بدهشة ممزوجة بالتساؤل فاكمل بنبرة عميقة : كان محض اعجاب بفتاة مصرية سمعت عنها من احد أصدقائي ، كان يحدثني عن اخبار الجامعة كتعاون معترف بيننا ،
عقدت حاجبيها بعدم فهم فقال وهو يوضح لها دون ان تساله : لقد كنت اتعاون مع المخابرات ، حينها كانت اقصى معدلات لتجنيد الشباب العربي ضد بلاده، وصلتنا معلومات عن وجود خليه تجسس تعمل بكفاءة على الشباب الجامعي ، فوضعنا عين لنا هناك ، كنت انا مسئول الاتصال معه ، وكان هو ينبئني بتقرير وافي عن معظم الشخصيات البارزة في التجمعات الشبابية في الجامعة ، وابرز الرموز المرشحة فتُستقطب من قبل ذاك التنظيم للتعاون معه وانت كنت من المرشحين الأوائل !!
اعتلت الصمة ملا محها ورددت بدهشة : من المرشحين الاوائل .
هز راسه بالإيجاب : نعم لقد كانوا يستهدفون الرموز البارزة في المجتمع العربي ، لعلمهم بانهم مصادر موثوقة للمعلومات وانهم فوق مستوى الشبهات وليستطيعوا من خلالهم السيطرة على العائلات العربية ذات النفوذ بلندن فاشتراك اي فرد من أولئك العائلات مع التنظيم يخولهم للسيطرة على العائلة بأكملها وتسييرها لما يريدونه دون مقدرة اي فرد منها على الرفض ، والا سيدمرونهم .
اكمل بغضب : تخيلي ان يسرب خبر ان ابنة السياسي المعروف متهمة بالتخابر مع جهات اجنبية ، دمار للعائلة بأكملها
نظر اليها وقال : وهم كانوا يريدون تكبيل اباك باي طريقة ممكنة ، كانوا يريدونه تحت سيطرتهم باي ثمن !!
اتبع بغيظ : كدت ان اجن وانا اراهم يتبعون نفس الطريق مع فاطمة ، كنت خائفا لحد الموت عليها لأني اعلم جيدا كرهها لموطنها الأصلي ولكنهم استغلوها أيضا وذلك الحقير المسمى بارون اتبع خطوات اخي جيدا !!
رددت بصدمة : فاطمة ، اذا ما حدث منذ شهور
اكمل هو : كان استكمالا لما بداه باسم معك منال ، لم اتخيل ولو للحظات ان اخي يقترب منك لذلك الامر .
زفر بقوة وهو ينظر الى زرقة المياه امامه ويقول بشرود : اعتدت ان اسمع اخبارك من ذلك الشاب الذي كان مبهورا بدوره بك ، كان يحدثني عن اخبارك وعيناه تلمع بفخر واعجاب لا مثيل ، رغم انه لم يكن عربيا ولكنه كان فخورا بكونك مؤمنة ببلادك لهذا الحد .
همست بادراك : انت تحدث عن جاك اليس كذلك ؟
لمعت عيناه بإعجاب وهو يلتفت اليها بصدمة لتنظر له بصمت محثه إياه على إجابة سؤالها ، فابتسم بمكر وقال : هل فاتني شيئا لم يخبرني عنه ؟
اتسعت ابتسامتها وقالت : اطلاقا ، ولكني رأيت اعجابه بعينيه ولكنه لم يصرح به ابدا .
زفرت بهدوء : لقد كان صديقي المقرب رغم كونه ليس بعربي ولكن اصولنا الافريقية اعتقد انها قاربت ما بيننا ، كان يحميني دائما دون ان يفرض علي اطار حمايته ، ولكن كان معروفا بالجامعة ان ذاك الوحش الأسمر قابع في الظلام من اجلي دائما
اتبعت بندم طل من عينيها : لطالما حذرني منه وكان يستشيط غضبا عندما يراني اقف او اتحدث معه ، بل تجرا في احدى المرات ووبخني بقوة وامرني بالابتعاد عنه .
اكمل بابتسامة تحمل الغيظ اكثر من المرح : حينها أخرجت اشباح جنونك عليه وقطعت صداقتك به ، اليس كذلك ؟
ضحكت بخفة وهي تهز راسها بالإيجاب ليكمل : اتاني يومها مهرولا يتوسل الي بإنقاذك من براثن اخي وانك لست بتلك الفتاه التي نتركها لان يتسلى بها ذلك الحقير
اتسعت عيناها باستنكار فابتسم وقال : نعم لقد استعملها حرفيا ولم يخشى ان اوبخه
اكمل وهو يمط شفتيه بخيبة امل : مع الأسف لم استطع ان افعل له شيئا فهو كان محق !!
سالته بهدوء وهي تحاول ان تمحي تلك النظرة المتألمة التي تطلت من عينيه : لكنك استجبت اليه ؟
هز راسه بالإيجاب وقال : بلى وذهبت الى الجامعة لأرى تلك لفتاة التي يسعى خلفها اخي دون ان افكر للحظات انه هو المسئول الرئيسي عن تجنيد الشباب في الجامعة
نظرت له بذهول ممزوج بالتساؤل فهز راسه بالإيجاب : نعم لقد اخبروني بذلك في اخر تعاون لي مع الانتربول ان هذا كان هدف باسم الأساسي ولذا سعى ورائك ،
اكمل بصوت خفيض متجمد : وعندما لم يستطع الوصول اليك تزوج منك لان كانت لديم خطة أخرى من اجل والدك
اتسعت عيناها بذهول ممزوج بعدم الفهم فاتبع بنبرة جليدية : لقد كان مسئولا
عن اغتيال والدك
شهقت بقوة وشحب وجهها وقالت وهي ترتجف رغما عنها : ماذا ؟!
اغمض عيناه ليجز على نواجذه قويا ، ليقول بقوة : اهدئي منال ، اهدئي .
ظهر عدم التصديق بعينيها فابتسم بألم وقال : هذا ما منعني عن اخبارك في اول الامر انك لن تصدقي ابدا .
اغمضت عيناها وقالت وهي تهز راسها نافية : لم اقصد خالد ولكن ما تقوله الان ضرب من الخيال .
ضحك ساخرا : بل هو الخيال نفسه ،
زفر قويا وهو يتبع : لا الومك منال على ردة فعلك تلك ، فانا الاخر لم اصدق في البداية ، بل ثورت وتشاجرت مع ذاك الضباط الذي اخبرني بتلك المعلومات فهو لم يستطع على كل حال ان يخفيها عني بعد ان رأيت باسم بأم عيني في تلك العميلة الاخيرة التي اودت بحياته في الاخر .
اكمل بسخرية : تلك المعلومات التي اكدها لي عبد الرحمن
تأفف بضيق وهو يصحح : اقصد امير ، اخبرني بتلك الأوراق التي وجدوها تخص ذاك التنظيم وان الشخص الذي كان مكلفا بقتل والدك هو اخي العزيز !!
اتسعت عيناها بصدمة ممزوجة بدهشة ، انهمرت دموعها دون ان تشعر بها وكان جسدها وجد طريق للتنفيس عما يجول بداخله فقالت : لماذا ؟ ماذا فعل ابي ليقرروا اغتياله ؟
قال خالد : والدك كان شوكة بخصرهم منال ، كان يعيق حركة تجنيد الشباب ويعيق حركتهم للسيطرة على العوائل المصرية والعربية أيضا !!
رمشت بعينيها بغير تصديق : وما علاقة باسم بذلك ؟
استطردت سريعا و عقلها يلمع بفكرة : أقتل من اجل ذلك ؟
هز راسه بالإيجاب ويقول : لم يكن دين كما اخبرك منال ، لقد تمت تصفيته لأنه تقاعس عن الدور المرسوم اليه ، تقاعس عن اغتيال والدك كما أرادوا هم ،فجأة تمرد عليهم ، لا اعرف لماذا ولكنه اعلن عصيانه و حاول ان يصل لي ليخبرني بالمعلومات التي يعرفها .
اتبع بألم ساخر : لقد كان يعلم الكثير فهو كان عضوا هاما في ذاك التنظيم .
هزت راسها بالنفي وهي تقول بخفوت : لا ، لا اصدق
وضعت كفيها على وجهها وهي تهز راسها بحركات لا ارادية متتابعة بعلامة النفي : لا استطيع التصديق بانه كان ذلك الشخص الذي تخبرني عنه الان
اتبعت وكأنها تتحدث الى نفسها : كيف استطاع خداعي بتلك الطريقة ؟ كيف لم انتبه له انا ، كيف انجرفت اليه ولم أرى تلك التصرفات المريبة التي كان يفعلها ؟ اكنت مغيبة لتلك الدرجة ، اكنت ساذجة لدرجة ان اتزوج من شخص يضمر لي ولابي الشر بل ويريد قتله أيضا ؟!!
غمغم بصوت مخنوق : اهدئي منال ، لست وحدك من خدعها بمهارة ، لقد كان مخادع من الطراز الأول .
رفعت نظرها اليه وقالت بصدق بعد ان كفكفت دموعها : اتعلم خالد اني لم استطع تصديق الأوراق التي قراتها ، نفيت تلك المعلومات من راسي ، كنت افضل ان يكون مجرم ، يتاجر بأمور مشبوهة كالأسلحة والمخدرات على ان يكون خائنا لوطنه
بكت بنشيج مرة أخرى وهي تتبع : بم سأخبر الطفلين ، اباكما كان خائنا ، خان دينه ووطنه ، خانني وخدعني ؟
نظرت له بضياع تام : اخبرني ما الذي علي انه افعله ؟ اخبرني خالد !!
انهمرت دموعها بغزاره امامه ليزفر بقوة ويقول : اهدئي منال والطفلين لن تخبريهم باي شيء ، سنظل نردد على مسامعهما تلك الكلمات الجميلة التي اعتدت على اخبراهما بها ، ستخبرينهم بان والدهما كان رجلا ونعم الرجال مات فداءً لوطنه .
صرخت بقوة : كيف ؟ كيف سأستطيع خداعهم انا الأخرى ؟؟
اتبعت بثورة : وعندما يكبران يفقدان الثقة بي لأني كذبت عليهما بشأنه .
تنفس بعمق وقال وهو ينهض من مكانه ليوقفها امامه ويضمها الى صدره بحنو ليجلس مرة أخرى مكانها وهو يجلسها بحضنه ، مسد خصلات شعرها برقة وربت على ظهرها مهدئا ، رفع وجهها اليه وقال وهو يسمح دموعها : منال اهدئي قليلا ودعي امر الطفلين لي .
وضعت كفها على فمها لتكتم تلك الشهقات الباكية التي خرجت دون إرادة منها ،
قبل راسها وجبينها وهو يضمها الى صدره و يهمس : اهدئي حبيبتي ، فقط اهدئي .
استكانت بصدره وهي تحاول ان تسيطر على انفعالها ، دق قلبه تحت اذنها لتجد نفسها تنسى كل شيء خاص بالآخر ، و تهيم في عالمه هو ، تفكر به هو ، تشعر بشوقها يجذبها الى تياره هو ، لاح امامها ان من الممكن ان يخطئ تفسير بكائها فتنفست بقوة وقالت بصوت مبحوح : اسفة خالد .
نظر لها بتساؤل لتتبع بنظرات صادقة : لا ابكي عليه .
ابتسم بهدوء وهز راسه بتفهم لمع بعينيه وقال : اعلم انك لا تبكي عليه .
دفنت انفها في صدره مرة أخرى وهي تستنشق رائحته بلهفة تشبثت بقبة قميصه لتبتسم وتقول بصوت حاولت بث المرح به بأكبر قدر ممكن :اذا كنت معجب بي من البداية .
ضحك بخفة وهو يشعر بدفئها الذي انتقل اليه بسلاسة : نعم كنت معجبا سريا بتلك الفتاة التي تنتقد السياسات الخارجية وتدافع عن مصر اكثر من المصريين نفسهم .
عقدت حاجبيها وقالت بانزعاج : انا مصرية بكل نقطة دم تجري في عروقي .
اتسعت ابتسامته وقال وهو يضع راسه براسها : اعلم لقد تأكدت من ذلك بنفسي .
ضحكت بخفة واحمرار طفيف يغزو خديها وهي تقول :اذا انت تعترف باني افضل من أولئك الشقراوات اللوائي كنت تبحث عنهم باستمرار
رفع حاجبيه وعيناه تلمع بمكر مرح ، قبل طرف انفها ليقول بمشاكسة : طبعا هل استطيع قول شيء اخر منال ؟
ضحكت بقوة لتقبله وجنته وتقول وهي تهم بالنهوض : هلا بدأت بتناول طعامك الذي افسدته انا بتلك السيرة الكئيبة ؟
هز راسه بالإيجاب وضمها اليه وهو يهمس : لا تتحركي اذا واطعميني .
ابتسمت برضا وقالت : بكل سرور حبيبي .
بدأت في تلقميه بتلك اللقيمات الصغيرة لتتوقف وتقول بهدوء : خالد اريد ان اصطحب الطفلين معي ببيتنا الجديد ، عندما نعود .
عقد حاجبيه ونظر لها بتعجب وقال : الن تعودي لبيت والدك ؟
ابتسمت بمكر طغى بعينيها وقالت : لم اعود لبيت والدي اليس لدي بيت خاص بي انا ملكته ؟!
نظر لها مليا ليقول : من اين علمت ان هذا بيتك ؟
قالت بتلقائية : اليس بيتك هو بيتي ايضا ؟!
ابتسم باتساع وقال : اه بالطبع ولكنه بالفعل بيتك انا اشتريته لك منال باسمك ، لنستقر به هنا .
رمشت بعينيها وملامح وجهها تصدح بالدهشة وقالت : لم كتبته باسمي ؟
ابتسم بمكر وقال : اعتبريه هدية زواج متأخرة يا منالي
اتبع وهو يرفع حاجبيه والسعادة تطل من عينيه : كم انا سعيد لأنك قررت ان نستقل بحياتنا أخيرا .
احتضنت وجهه بكفيها وقالت : انا اعتذر عن كل ما سببته لك خالد .
شدد من احتضانه لها وقال : كفي عن الاعتذار حبيبتي يكفيني انك هنا معي .
ابتسمت بحب وقالت دون ان تصدر صوتا فعليا وهي تنظر لعمق عينيه : احبك .
تنفس بعمق وهو يحاول ان يسيطر على قلبه الذي قفز بمرح عازفا بأوتاره لحن يحمل الحنين لما كانا عليه من قبل ، تنحنح ليقول مخالفا لما تتوقعه هي : حينما نصل الى القاهرة سنعد الغرفة للطفلين والغرفة الأخرى للصغيرين الآتيين عن قريب .
اخفت خيبة املها جيدا لتبتسم باتساع في وجهه وتقول : ان شاء الله


يتبع

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 16-11-13, 10:42 PM   المشاركة رقم: 1620
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 30 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

استيقظت من نومها ، نومها الذي لم تذهب إليه ، لقد ظلت متيقظة رغم إنها أغمضت عيناها وأسكنت جسدها ، تلحفت بغطاء سميك أرادت أن تغطي به روحها التي تعرت جراء ما فعله بها
ادعت النوم ليس على ايني فقط التي اتت اكثر من مرة لتوقظها ، بل ادعت النوم على نفسها ايضا ، اجبرت نفسها على التصديق انها نائمة ، اجبرت جسدها على ان يكون قويا ويكف عن الارتجاف ، اجبرت قلبها عن الكف عن الانتفاض قويا وكانه جسد تفيض منه روحه بسلام .
والان تجبر نفسها على النهوض من الفراش وادعاء اللامبالاة ، ادعاء انها طبيعية لم يحدث بها شيء ، ادعاء انها لازالت انسانة حية ترزق وكانه لم يزهق روحها البارحة .
اخدت حمام دافئ ، وتحكمت قويا في تلك الرجفة التي انتابت جسدها بأكمله وهي ترى جسدها يحمل اثار يديه وهي تنظر الى تلك الكدمات التي وشمت ذراعيها باللون الازرق ، اغمضت عيناها وهي تمنع الذكرى من التدفق بعقلها حتى تستطيع الصمود امامه ، تحكمت في دموعها وهي تفتح عينيها مرة اخرى وترفع راسها في قوة ارادة وصلابة شعرت بهم يغلفا قلبها بغلاف شفاف ليخزن الالم بداخله
مسحت وجهها بكفيها لتنظر الى نفسها بالمرآه وتهمس لروحها كوني قوية
ارتدت شيئا ساتر وتحركت خارج الغرفة وهي تبث لعقلها ان يتحاشى رؤيته لتتنفس الصعداء وهي تسمع ايني تتحدث مع زوجة خالها عن رحيله المفاجئ !!
ابتسمت ابتسامة خالية من المشاعر وقالت بهدوء : صباح الخير .
قفزت ايني بمرح : اخيرا استيقظت ايتها الاميرة النائمة ، مللت بمفردي وانت وليلى تتباريان في منكما ستنام لعدد ساعات اطول من الاخرى .
حاولت الابتسام بطبيعية وهي تقول : المعذرة ايني افسدنا عليك يومك .
صاحت ايني بنزق :نعم أفسدتموه كليا ، فبلال بك تركنا وعاد للقاهرة وانت وليلى نائمتان للان وامير ذهب الى مكان يعلمه الله وحده وانا بمفردي .
تغلبت على انتفاضتها التي انتابتها قويا عندما ذكرت ايني اسمه وتلك الموجة من الغثيان التي صعدت لحلقها لتقول بهدوء : وها انا ذا استيقظت ، ماذا تريدين ان تفعلي ؟
لمعت عينا ايني بجزل وقالت : ما رايك لنرتدي ملابس السباحة ولنسبح قليلا .
ابتسمت بتوتر وهي تتذكر جسدها الذي يحمل اثاره فقالت : لن استطيع للأسف اعتقد اني سأصاب بالبرد .
تأففت ايني بصوت مسموع وقالت : لذا ترتدين تلك السترة المغلقة ذات الاكمام .
اتبعت بزفرة قوية : الف سلامة عليك مسبقا .
ابتسمت دون ان تخرج الابتسامة من داخلها وقالت : سلمك الله .
تحركت بالية لتتوقف ايني امامها وتنظر اليها بتفحص وتقول :ماذا حدث معك ؟
رمشت بعينيها وسيطرت على ارتباكها قويا وقالت : لم يحدث شيء .
نظرت لها ايني بريبة لتقول : بلى انت لست بطبيعتك ،
اقتربت لتنظر الى عينيها مباشرة وقالت : انت تخفي عني شيئا .
علمت انها لن تتخلص من الحاح ايني بسهولة ، تنفست بعمق وقالت بهدوء : لقد افترقنا انا وبلال .
اتسعت عينا ايني بدهشة ووضعت يدها على فمها وقالت : اوه يا اللهي .
اقتربت لتضمها اليها وهي تحاول ان تواسيها لتبتعد سوزان للخلف خطوتين وتقول : لا ايني .
عقدت ايني حاجبيها بتعجب فاتبعت الاخرى : انا بخير ، بأفضل حال ، ذلك الانفصال من الافضل لكلينا .
نظرت لها ايني بانبهار لتبتسم بخفة وتقول : اذا انت تخفين تلك القشرة الصلبة القوية تحت قناع البراءة والمرح ، تعجبيني يا فتاة .
لفت يدها حول عنقها بمزاح اخوي اعتادت عليه الاخرى لتهمس : صدقيني هو لا يستحقك .
نظرت لها سوزي بتعجب فقالت الاخرى بحنق ظهر جليا على وجهها : اليس شقيقي ولكنه احمق بل في غاية الحمق وانت ستكونين بدونه في احسن حال .
ابتسمت سوزان بطبيعة بعد ان كانت تظن انها لن تستطع الابتسام ابدا ولكن ايني بمرحها تستطيع ان تطوع الحجر ، همست : اشكرك ايني .
عقدت ايني حاجبيها وقالت : علام ، انا اخبرك بالحقيقة ، والحقيقة هي انك تستحقي دائما ما هو افضل .
زفرت بقوة واتبعت : اتمنى ان لا تتأثر علاقتنا سويا سوزان .
نظرت لها بدهشة : ابدا ايني سنظل سويا دائما انت شقيقتي التي لم يهبها لي الله .
حضنتها ايني بقوة لتتأوه الاخرى جراء ضغط ايني لجزء من ظهرها الذي يحمل كدمة جراء ارتطامها بحافة الفراش البارحة ، لتقول ايني بتعجب : ما بك ؟
قالت سوزان سريعا : لا شيء ولكني خبطت البارحة بحافة حوض الاستحمام ولذلك تأوهت .
اعتذرت ايني بصدق : اسفة .
__ لا عليك .
لمعت عينا ايني بشقاوة وقالت : حسنا لنمضي اليوم في التنفيس عن روحنا ، لنجعله يوم للفتيات .
ابتسمت سوزان وهي تهز راسها بالموافقة لتقف فجأة وهي تقول ولكن : امير هنا ولن نستطيع ذاك .
هزت ايني راسها بحنق وقالت وهي تتجه لجهاز استريو كبير موضوع جانب الشرفة التي تطل على الحديقة : الم تستمعي الي انه ليس هنا .
هزت راسها بالتفهم لتتبع ايني : سأبدل ملابسي لأسبح انا قليلا وانتِ اختاري ما سنستمع اليه .
لتتسع عيناها بغضب فعلي وهي تقول بثورة : تبا لك بلال .
رمشت سوزان بعينيها وقالت : ماذا حدث الان ؟
اتبعت ايني بحنق بلغ ذروته : لقد اخذ السيارة وبها جميع اسطوانتي المضغوطة .
قالت سوزي بتلقائية : هوني على نفسك، اذا لنستمع لإذاعة الاغاني
صعدت درجات السلم بعنف وهي تدق الارض بقدميها وقالت : انه أحمق .. احمق .
تنفست هي بعمق بعد ان غابت الاخرى من امام نظرها وهي تقرر انها لن تمكث هنا يوم اخرأ ستعود باي طريقة الى البيت ولكنها لن تظل هنا ،بثت لنفسها التشجيع " انه ليوم واحد سوزان فلتصمدي وتكوني قوية ، سننجو من تلك الذكرى البغيضة التي تحوم حولنا "
تمتمت بخفوت : سانجو بإذن الله .

************************

دلفت الى الدّوار الاخر الخاص بجد مديحة والذي تسكنه عائلة والدها الان ، تشعر برهبة تحيط المكان ، وخاصة ان فن المعمار الإسلامي يزين المكان بوضوح ، فتلك الارائك المصنوعة من الارابيسك ، والتحف الفنية ذات الطابع الإسلامي ، المزهريات المطعمة بالصدف ومصنوعة بحرفية عالية ، لم يكن البيت كبيرا كبيت جد زوجها ولكنه يحمل فخامة وعراقة ، لم تكن تتوقع وجودها هنا في تلك العزبة التي تقع بعيدة الي حد ما عن قلب مدينة المنصورة !!
استقبلتها احدى السيدات المسنات التي نظرت لها بنظرة تفحصيه شاملة وظهر عدم الرضا على وجهها وهي تطلب منها الدخول .
استنتجت هي انها احدى السيدات اللوائي يعملن بالمنزل ولكنها ليست بخادمة انها تتصرف كأنها احد افراد العائلة على الرغم انها ليست كذلك
دقائق معدودة حتى أتت لها احدى الفتيات صغيرات السن لتبتسم على استيحاء وتخبرها ان الانسة مديحة تنتظرها بغرفتها في الدور الأعلى .
اتبعت الفتاة بهدوء وهي تجول بنظرها في البيت وتتأمله بانبهار فذا كان الدور السفلي بغرفة الاستقبال يعبق بالفخامة والعراقة ، فالدور العلوي عنوان للرقي ولذوق ربة المنزل الخاص جدا المتعلق بالفن الإسلامي
تنفست بحبور لتتوقف وهي ترى تلك الفتاة التي تتبعها توقفت عند احدى أبواب الغرف لتطرق باباها بهدوء ، ابتسمت بهدوء وهي تستعد للدخول الى ديدي ، لتعقد حاجبيها بانزعاج وهي تسمع صوتين انثويين يتحاوران في شد وجذب ميزت من بينهما صوت مديحة ولكن الصوت الاخر كان صوتا رزينا ينم عن سيدة شارفت على أوائل الخمسينيات .
لم تفهم فحوى ذاك الحوار الذي توقف عندما فتحت الخادمة الصغيرة الباب ليصدح صوت السيدة الأكبر سنا ومكانة بالتأكيد وهي تقول : لابد ان تعلمي ان عمتك لن توافق على ذلك .
صاحت مديحة بغل : لا يهمني موافقتها امي .
تنفست السيدة والدة مديحة وقالت بتعقل : فكري بوالدك مديحة وتذكري دائما انه لن يرضى عن اغضابك لها .
تنحنحت الفتاة لتنبههم لوجودهما لتزجرها السيدة بنظرة غاضبة وهي تسيطر على غضبها بتمكن رائع وتبتسم في وجه هنادي بأريحية وتقول : مرحبا بزوجة ابننا الغالي ، لطالما اردت رؤيتك .
اندهشت هنادي لذلك الاستقبال الغير متوقع لتنظر اليها بذهول ولكنها أجبرت نفسها على افاقة سريعة وهي تتقدم باتجاه تلك السيدة التي تحمل قدرا كبيرا من الجمال ، ومن ملامح مديحة أيضا لتبتسم لها بود وتقول : مرحبا سيدتي سررت بالتعرف عليك .
ابتسمت السيدة وهي تضمها بحنو ذكرها بوالدتها وتقول : بل انا الاسعد بنيتي ،تفضلي .
ابتسمت ديدى بوجه هنادي وهمست لها وهي تحتضنها : لا تندهشي من امي ان ذاك طبعها ، ترحب بالجميع بحفاوة وانت ليست تحمل لك أي شعور سيء
ابتسمت هنادي بهدوء وقالت : انها رائعة .
ابتسمت السيدة باتساع وقالت : نورت بيتنا هنادي ، ماذا ستشربين ؟
ابتسمت هنادي بلباقة وقالت : اشكرك سيدتي .
هتفت ديدي : لن تشرب امي ستتناول الإفطار معنا .
ابتسمت السيدة بحماس : وهو كذلك ساعد الفطور لنا جميعا ولتتبعوني للأسفل بعد ان تنهوا حديثكم
همت بالحديث لتدخل تلك الفتاة الصغيرة التي اصطحبت هنادي للأعلى وهي تهرول وتقول سريعا : سيدتي اسرعي فوزية هانم بالأسفل وتسال عنك .
ابتسمت السيدة بهدوء وقالت : اهدئي اخبريها اني سأنزل لها الان .
تلعثمت الفتاة وقالت بصوت منخفض في محاولة فاشلة منها للهمس حتى لا تستمع اليها هنادي : انها غاضبة للغاية وتسال عن وجود السيدة !!
احتقن وجه والدة مديحة لتقول بثبات حسدتها عليه هنادي : حسنا سآتي معك .
التفتت للفتاتين وهي تحاول الابتسام وتقول : سأبلغكما ريثما ينتهي الفطور .
ابتسمت مديحة بسخرية وقالت : على راحتك ماما لدينا الكثير من الأمور لنفعلها سويا .
غادرت الغرفة بخطوات متعجلة وأغلقت الباب خلفها لتقول لتلك الفتاة : اخبري ممدوح ان يأتي حالا
صمتت لثواني لتقول : اخبريه ان عمته هنا .
نزلت السلم بخطوات متعاقبة تحمل التوتر بداخلها وفي ظاهرها الرزانة وهي تمتم بخفوت : سترك يا رب .

*******************************

استيقظت من نومها على صوت موسيقى تدب بإذنيها ، وضحكات انثوية مرحة منطلقة ، لتكتشف انه صوت ايني عندما بدا الادراك يزحف الي عقلها .
نظرت الى هاتفها لتجد الوقت تعدى الثالثة عصرا لتقفز واقفة من الفراش وهي تقرر انها لابد من ان تتحدث مع بلال .
.
.
قالت السيدة ماجدة بهدوء وهي تنظر الى ايني الجالسة امام سوزان يلعبا الورق سويا وبجانبهما بعض من المقرمشات وعلب المياه الغازية الفارغة : الم تستيقظ ليلى بعد ؟؟
هزت ايني راسها نافية وقالت : لا ماما .
سالت السيدة ماجدة مرة اخرى : الم يعود امير ؟
هزت ايني راسها بالنفي وقبل ان تجيب اتى صوته الهادئ : للتو وصلت .
ابتسم بوجه السيدة ماجدة : كيف حالك اليوم امي ؟
هزت راسها بابتسامة ودودة : بخير حال بني ، لقد قلقت عليك فقط .
قفزت ايني واقفة وهي تقول : اين كنت بحق الله ؟
ابتسم ليخفض نظره عنها عندما فوجئ بما ترتديه من شورت قصير وقميصا قطنيا يكشف عن كتفيها ، قال بهدوء بعد ان حيا سوزان براسه : كنت اصطاد .
اتبع جملته بان حمل ذلك الصندوق البلاستيكي للداخل ويفتحه اتبعته لتتسع عيناها بانبهار وتقول : سمك ؟
ضحك بخفة وهو يتحاشى النظر اليها : نعم ، ما رايك ؟
نظرت الى الاسماك التي وضعت بأسفل الصندوق وقالت : حقا اصطدته ام اتيت به من عند بائع السمك ؟
عقد حاجبيه بانزعاج فقالت :انها كمية كبيرة امير .
هز راسه بسلاسة ليقول : حسنا لتساعديني في تنظيفها لنبدأ بشويها .
اتبع : او كيفما تريدون طاهيها ، سأطهوها .
قالت السيدة ماجدة - التي اتبعتهم للداخل ، بحرج : لا طبعا بني ، سنطهوه نحن ، يكفيك الساعات التي جلستها لتصطاده .
هز كتفيه بسلاسة : لا عليك امي ، انا لست متعبا .
نظرت السيدة لابنتها بغضب فقالت ايني سريعا : سأوقظ ليلى فهي من تهتم بشئون المطبخ .
سال سريعا : انتظري ، الم تستيقظ ليلى للان ؟
هزت راسها بالإيجاب لتعود وتقترب منه وتقول بهمس: ان تلك الحالة الشبة إغماءيه تنتابها منذ ان اتينا من لندن ، انها تنام لأوقات طويلة ، ولا تستيقظ سريعا عندما اوقظها ، لم تكن بتلك الحالة قبل العملية وانا بدأت اخشى ان تكون العملية السبب فيما يحدث لها
اتبعت : وانا لا اريد ان اقلق ماما فلم اخبرها وبلال .
زفرت بقوة : نزق للغاية ولا استطيع الحديث معه .
رمش بعينيه وهو يعلم ان تلك طريقتها الأزلية للهروب من واقعها ، تذهب للنوم ولا تريد الاستيقاظ ، تلك هي ليلته الحزينة تنام هروبا من ضغطه المستمر عليها ، ابتسم بتوتر وقال : حسنا سأستشير الطبيب في ذلك ، لا داعي للقلق .
انتبها الاثنين على صوتها اتى من خلفهما تقول : صباح الخير .
ابتسم بحنو وهو ينظر اليها لتتورد وجنتيها تلقائيا وتخفض بصرها عنه قالت ايني بمرح : بل قولي مساء الخير اصبحنا الرابعة عصرا ليلى .
شحب وجهها وهي تنظر لما ترتديه اختها لتعدل من وضعيه حجابها وهي ترمقه بنظرة سريعة ، ابتسمت بتوتر وهي تردد بتلقائية : مساء الخير .
قالت ايني سريعا : من الجيد انك استيقظت الان ، فانا كنت ذاهبه لأوقظك .
قالت وهي تتجه لماكينة القهوة التي تقع في ابعد مكان عنه : خيرا ؟
تابعت ايني بحماس وهي تقترب منها : امير اصطاد سمكا لنطهوه وانت اعلم بي في امور الطبخ تلك .
ابتسمت بفتور وقالت : حسنا سأقوم بطهوه انا .
نظرت الى اختها مليا وأشارت لها بعينيها لتقترب فالتقطت الأخرى اشارتها واقتربت منها سريعا فقالت ليلى في همس خافت حتى لا يستمع اليها : من الافضل ان تبدلي ملابسك .
عقدت ايني حاجبيها وقالت بخفوت : لماذا ؟
نظرت لها ليلى باستنكار وقالت : لا يصح ان تجلسي امامه بتلك الطريقة .
احتقنت وجنتا ايني بخجل وقالت : حسنا سأبدل ملابسي سريعا .
تنفست بعمق واستدارت مع مغادرة اختها للمكان ،فهي تريد الانشغال عن وجوده معها هنا ، اعدت لنفسها كوبا من القهوة وصبته بهدوء لتساله بصوت منخفض : هلا اعد لك كوبا انت الاخر ؟
هز راسه نافيا فالتفتت اليه دون ان تنظر اليه، لتتأكد من انه سمعها وقالت : هل تريد القهوة ؟
قال بهدوء : اذا نظرت الي سترين اجابتي عليك .
قالت بتوتر وهي تعود لما كانت عليه وتقلب قهوتها بفتور : اعتقد انك تستطيع الاجابة بلسانك ليس براسك .
قال بهدوء وهو يقترب منها : انظري لي .
اعطته ظهرها وهي تشغل نفسها ببعض الاكواب التي تحتاج الى ان تغسل ، تحركت بتوتر شع من جسدها المشدود كوتر القيثارة ، انهت تلك الاعمال الخفيفة ودارت على عقبيها لتشهق بخفوت وهي تجده يقف امامها مباشراً وينظر لها بحنو وابتسامته الجانبية تزين وجهه ، رمشت بعينيها وهي تحاول ان تتحدث معه بطبيعية فرحمها هو من ذاك الخجل الذي لمع بعينيها وقال : ماذا بك ؟ هل حدث شيء لم انتبه اليه ؟
هزت راسها بالنفي وقالت : لا ، لم يحدث شيئا
تنفست بعمق واتبعت : انا بخير .
هز راسه بتفهم فقالت وهي تذهب لتنظر الى الصندوق الذي يحتوي على الاسماك : كيف تريد طهوه ؟
هز كتفيه بلامبالاة : كيفما تريدونه
نظرت الى الاسماك مرة اخرى وقالت : ان أحجامه مختلفة لنشوي الصغير منها والكبير نعده باي طريقة اخرى
فرقعت اصابعها كمن حصل على كنز وعيناها تومض بلمعة ابهرته : سأطهو لكم صينية سمك لم تتذوق مثلها من قبل .
اتسعت ابتسامته وهو يقول بمكر : انا متأكد اني لم اتذوق مثلها من قبل ولكن ليكن بعلمك اذا أعجبتني لذلك القدر سأطلبها منك مرارا وتكرارا .
احتقنت وجنتيها بقوة وهي تلتقط نظراته الماكرة لتتنحنح وتقول : اخرج من هنا واذهب لتفعل اي شيء بعيدا عني .
كتم ضحكته ليقول : لا استطيع الابتعاد عنك يا ليلتي .
اشتعل وجهها بالكامل ليضحك بخفة ويقول : ثم اني سأساعدك .
اتبع عندما همت بالاعتراض : دون اعتراض من فضلك .
ابتسمت وقالت : حسنا انت من صممت .

*****************************

طرق الباب بهدوء وهو يطل منه براسه ويقول بطريقة انيقة تماثله :اتيت اودعك قبل سفري بابا
رفع سيادة الوزير عينيه اليه وهو يبتسم بهدوء : تعال وائل
تقدم بخطوات ثابته اتجاه ابيه الذي نهض واقفا ثم ضمه اليه ليرتب على كتفه ويقول : سأشتاق اليك بني
ابتسم وائل بهدوء: انها الاسكندرية ابي لم اهاجر بعد
ضحك الوزير بخفة وقال : لن اسمح لك بالهجرة حتى لو اردتها
هز وائل راسه بالإيجاب وقال : وانا لا اريدها ابي
اشار له والده بالجلوس على احدى الكرسين الواقعين امام مكتبه ليجلس هو على الاخر امامه ويقول بحزم : اريد ان احدثك بأمر ما وائل
انتبه وائل واعتدل في جلسته باهتمام فاتبع اباه بجدية : اتذكر تلك الفتاة التي تحدثت اليها بزفاف اخيك
عقد وائل حاجبيه بتفكير و قال : ايهن ابي ؟!
ضحك سيادة الوزير لينظر اليه بطرف عينه ويقول : لم تحدث الكثيرات بني
تنفس بقوة واتبع : انا اتحدث عن تلك الفتاه التي لم تفارقها نظراتك طوال تواجدها بحلقة الرقص ، بل انك التصقت بي لتتعرف على هوية رفيقها
نظر له مباشرا واتبع : واستغللت انشغاله معي بالحديث لتتحدث معها بهمس وعيناك تتقد بالإثارة
اتسعت عينا وائل ليظهر الانزعاج على وجهه وهو ينظر لأباه بتعجب فابتسم الاب وقال : انت ولدي وائل وانا استطيع تفهم تصرفاتك جميعها دون ان تخبرني بها
رمش وائل بعينيه والجمود يزحف على وجهه ، قال وهو ينظر الى والده بعيني خاليه : ما بها كريمة آل الخشاب ؟
ابتسم الوزير بفخر وقال : تعجبني قوة ملاحظتك بني
زفر وهو ويتبع بهدوء عميق : اريدك ان تتزوجها
اعتلت الصدمة وجهه ليقول بصوت مبحوح : ماذا ؟
ظهرت الجدية على وجه سيادة الوزير : سمعت جيدا يا فتى فلا تتعمد البلاهة
رمش وائل بعينيه وقال بنبرة محشرجة : ولكن ابي انت تعلم
اكمل الاب مقاطعا : اعلم كل شيء وائل
اتبع والده بصرامة : ولكني ادرك ايضا ما اراه بأم عيني
تنفس بقوة وهو يكمل : وانت معجب بتلك الفتاة ، لم ارى ذلك فقط بل استشعرت ذلك ايضا ولذلك تحدثت مع خالد وحاولت اشغاله عما يدور بينكما على قدر استطاعتي _فانت استغللت الفرصة جيدا بني ، ولكنه ذكي كما توقعت بل اذكى مما توقعت صمت قليلا : اعتقد انهم يبالغون في الحديث عنه ولكن هذا هو خالد سليمان كما سمعت عنه
زفر بقوة ثم اتبع : وان لم أنبهك لنظرته القوية لكان دق عنقك دون ان يهتم بي
ظهر الانزعاج على وجه وائل وعقد حاجبيه لتطل الغطرسة من حدقتيه وهو يقول باستياء : وما باله هو ؟
ابتسم الوزير بتفكه وهو يشعل سيجاره الكوبي بتلقائية : الم تشعر بتلك الرابطة الاخوية السائدة بينهما هو يحميها كأخته الصغرى وهي تعامله بمثابة الاخ الاكبر اكمل : ثم ان خالد معروف عنه شرقيته الجامحة بغض النظر عن نصفه الانجليزي وملامحة الاجنبية
زفر وائل بضيق وقال : حسنا
سحب نفس عميق وقال بصدق : لم هي ابي من وقع عليها اختيارك دونا عن الباقيات ،
نظر له والده بجدية : انها تعجبك بني دونا عن الاخريات ، تجذبك اليها فلا تنكر ذلك
هز راسه باهتمام وهو يستطرد : ثم انها جميلة .. رقيقة .. من عائلة راقية تناسب مستوانا الاجتماعي ،بها كل المميزات التي يريدها شص مثلي لتكون زوجة لولده المعروف في الاوساط الاقتصادية والاجتماعية
قال وائل بتهكم : لتتزوجها اذا ابي
نظر له اباه محذرا اياه بالتمادي وقال بصرامة : انا لا امزح يا ولد فتأدب واحمد الله ان امك لم تستمع اليك لكنت عاقبتك وبشدة على تلك المزحة السخيفة
كتم وائل ضحكته وقال بصدق : المعذرة ابي
تنفس سيادة الوزير بقوة ليقول : استمع الي وائل تلك الفتاة فرصتك لتستقر ، وانا اريدك ان تستقر وبشدة
زفر وائل بعنف : ولكني لا اريد ذلك ابي
نظر له والده مليا وقال : لا اعتقد وائل ولكنك تجمح الى العند ليس اكثر
عقد وائل حاجبيه وظهر الرفض على ملامحة ليبتسم سيادة الوزير بمكر ويقول : والا لما كنت دعوتهم لقضاء بعض من الوقت في ضيافتنا في الاسكندرية
ازدرد لعابة بقوة وهو ينظر الى والده بانزعاج حقيقي فاتبع الاخر : اخبرتك اني اكثر من قادر على فهم تصرفاتك وائل
ابتسم بفخر : فانت ابني المقرب
ابتسم وائل بتوتر فاتبع سيادة الوزير وهو يخفض عينيه : اسمع بني ، فتاة مثلها لن تستطيع الاقتراب منها دون اطار رسمي وشرعي والا سيبدأ الحديث عنكما وتنتشر الاشاعات ونحن بغنى عن ذلك كله
هز وائل راسه برفض صريح وقال بحنق : لقد تماديت حقا ابي ، لن يحدث شيء من هذا لأني لا اهتم بها لذلك القدر
ابتسم والده بسخرية وقال وهو ينظر الى عمق عينيه : حقا ؟!
زاغت حدقتي وائل وتوتر جسده بأكمله ليبتسم الوزير بمكر ويقول : كما توقعت تماما
احتقنت اذني وائل بقوة واشاح بوجهه بعيدا فاتبع والده : هيا اخبرني اللام كنت تخطط ؟
لوى وائل شفتيه ليزفر بقوة ويقول باستسلام : نعم ابي انت محق
هز راسه بنزق وهو يتبع من بين اسنانه : بل فعليا كنت افكر من البارحة كيف استطيع التقرب منها
ضحك اباه قويا ليقول : حسنا سأبلغ والدتك ان تحدد لنا معهم موعدا
ظهر الرفض في عينيه بقوة وهو يجلس بتوتر على طرف الكرسي ويقول بصوت مبحوح : ليس بتلك السرعة ابي
نظر له والده بتساؤل فاتبع : ان فرق العمر بيننا كبير هي في منتصف العشرينات على الأكثر وانا قاربت على منتصف الثلاثين .
رد والده سريعا : انه ليس بفارق كبير وائل .
جز وائل على اسنانه ليزم شفتيه بضيق فاتبع والده بصرامة : افصح عما يجول بخاطرك
زفر وائل بقوة ليقول بجمود طل من عينيه التي اصبحتا كحجري صخريين : من المحتمل ان تكون مرتبطة باخر ، لن أتقدم لاحداهن لترفضني لان اخر يملك قلبها .
ابتسم والده وهو ينظر له بحنو: اطمئن بني ، انها ليست مرتبطة .
نظر له وائل باستفهام ليقول سيادة الوزير : والدتك سالت عنها البارحة وعلمت انها ليست بمرتبطة .
ردد وائل بعيني مصدومتين : امي مشتركة معك اذا
اتسعت ابتسامة سيادة الوزير ليقول : ومتحمسة جدا لها .
اتبع يحثه على الموافقة وهو ينظر اليه بحنان : هيا بني اعطني موافقتك .
تنفس بعمق ليقول من بين اسنانه : حسنا ابي كما تريد !!
ضحك سيادة الوزير وقال بفرحة حقيقية لمعت بعينيه : على بركة الله .

****************************

ابتسمت وهي تنظر اليه من خلف نظارتها الشمسية ، تتكا على احدى ارائك البحر المنتشرة في الحديقة الخلفية للشاليه ، وهو يقف بشورته القصير ازرق اللون وتي شيرت يلتصق بصدره ذو فتحة مثلثه بلون السماء يزم شفتيه بطريقة طفوليه غاضبة ومنهمك في الشواء .
نهضت بهدوء وهي تعدل من شعرها الذي بعثره الهواء وتتجه اليه بخطوات ذات دلال راقي تعمدته .
نطقت بهدوء مغري : الا تحتاج الى مساعدة ؟
تنفس بقوة وقال بهدوء : لا .
اتبع بهدوء وهو يتعمد عدم النظر اليها : اذهبي قبل ان تعلق بك رائحة الشواء .
هزت كتفيها بلا مبالاة : لا يهم .
رفع نظره اليها وهو يشعر تلك النبرة المرحة المتشبع صوتها بها، تأملها بذلك الشورت القصير جدا بلونه الكاكي وبلوزتها القطنية الساقطة عن احدى كتفيها لتلمع تلك البقع التي تثير جنونه تحت اشعة الشمس التي قاربت ع المغيب ، ازدرد لعابة بقوة وهو ينظر الى المكر الذي تألق بعينيها فقال بابتسامة لم تخرج صادقة : انت سعيدة ياسمين اليس كذلك ؟
شعت البراءة من عينيها وقالت : بالطبع السنا سويا ؟
رفع حاجبه ونظر لها لتنفجر ضاحكة وقالت بهدوء وهي تتناول احدى قطع الطماطم المقطعة امامه وتتناولها بطريقة اثارت النبض في عنقه بطريقة ملحوظة : لقد اخبرتك وليد ان تؤجل الزفاف فهذا الموعد لا يناسبني وانت لم تستمع الي .
نظر لها من بين رموشه لتبتسم هي مرة اخرى وهي تتذكر ملامحه التي اظهرت صدمته جليا في الصباح عندما اعلنت انها غير قادرة على نزول البحر او الذهاب للشاطئ بسبب اسباب صحية .
بأول الامر عقد حاجبيه ونهض سريعا ليضمها من كتفيها اليه ويقول : هل بردت البارحة بم تشعرين ،
نظرت له بذهول فقال بجدية : اخبريني ياسمين ما بك حبيبتي ؟
بللت شفتيها بتوتر ليحتقن وجهها بقوة وقالت : لا لست مريضة كما فهمت .
رفع حاجبيه بدهشة وقال : لا افهم ، كيف تكونين مريضة ولست مريضة .
تحركت مبتعدة عنه وهي تخفض وجهها ارضا وقالت بتلعثم : انه مرض يأتي دوريا .
ضيق عيناه بحده وهو ينظر الى معظم وجهها الذي اختفى تحت خصلات شعرها واصابعها التي تفرقعها بهدوء ليقول عندما بدا الادراك بالزحف اليه ، ووجهه يعمه الذهول : لا يمكن .
توتر جسدها بأكمله امام عينيه ليتأكد من استنتاجه لذلك المرض اللعين فاقترب جانبها مرة اخرى ومسد اكتافها برقه وهو يقول بصوت هادئ الى حد ما : حبيبتي ، أأنت متأكدة ؟
فرقعت اصابعها بتوتر وهزت راسها ايجابا ، ليغمض عيناه باسى ويقول من بين اسنانه ويحاول الابتسام ولكنه فشل فشلا ذريعا بذلك : حسنا ، انه امر طبيعي ، سنتخطاه بالتأكيد .
هنا كتمت ضحكتها وهي تنظر الى وجهه الذي احمر بقوة وهو يزم شفتيه بغضب مانعا اياها ومرغمها على عدم التفوه باي كلمة خاطئة حتى لا يتسبب في اغضابها .
اقترب مرة اخرى وهو يحاول ان يظهر هدوئه ليقول برقة : هذا المرض كم من الوقت سيحل ضيفا مميزا علينا .
ضحكت بخفه وقالت مؤنبة : وليد .
تمتم بغيظ : اخبريني لمتى علي ان انتظر ؟
هزت راسها وهي تبتسم وعيناها تشع انتصارا ، اخفضت رموشها حتى لا يرى لمعة السعادة بهما وقالت في لامبالاة : خمسة ايام اكثر اقل لا اعلم .
ردد بدهشة ممزوجة بالغيظ : خمسة ايام .
نظرت له بعتب ليزفر بقوة وقال وهو يحاول ان يبتسم فتشنج وجهه بطريقة عجيبة وهو يقول : حسنا ، سأهبط لأسفل وارى ماذا لدينا نستطيع الفطور به .
تابعته بعينيها الى ان اصبح خارج الغرفة ثم سمحت لنفسها بالضحك بأريحية ، وها هو اخترع امر الشواء هذا ليلهيه عنها قليلا كما توقعت ، نبهها صوته للعودة اليه وهو يقول : اضحكي بقوة ياسمين كما تريدي من الصباح .
انفجرت مرة اخرى في الضحك ليبتسم هو باتساع وهو يرى ضحكتها المنطلقة كزغرودة البلبل ، تنفس قويا وهو يحفظ نغمة ضحكتها الرائعة بقلبه ويقول : هيا يا زوجتي العزيزة ، لنتناول غدائنا .
ابتسمت وهي تعد الاطباق معه بانسجام ، ليحمل كلا منهم طبقه ويسيرا سويا ، ضمها من خصرها بيده الحرة ويقول : رغم ذلك الخبر المؤسف لي الا اني سعيد لسعادتك .
ابتسمت باتساع فاتبع : ولمَ اغضب فأمامنا شهرا كاملا لن يحدث شيئا لو انتقصنا منه خمسة ايام .
شعر بتوتر جسدها تحت راحته فاكمل هامسا بأذنها وهو يحرك انامله على خصرتها بطريقة مثيرة : خمسة ايام لن ادعهم يمروا مرور الكرام ياسمين فانا وعدت نفسي بان شهر عسلنا يكون مختلفا في كل شيء واليوم علمت مدى اختلافه .
رمشت بعينها لتستطيع الخلاص من تأثير لمسته عليها ، ونظرت اليه بتعجب : ماذا تقصد ؟
ابتسم بخفة وقال هامسا بوعيد ، لم يخفها بقدر ما أسعدتها تلك اللمعة بعينيه : في الليل ستعرفين

****************************

أخيرا أدخلت طاجن السمك الى الفرن وستذهب لترى اخاها لابد ان تتحدث معه فبلال ليس بطبيعته التي اعتادت عليها ، لم تذهب للحديقة حتى لا تراه قبل ات تنهي ما عليها فلا يقاطع حديثهما شيء ، خطت بخطوات حثيثة لتقف عند أوائل الحديقة و تبحث عنه بعينيها ، عقدت حاجبيها باستياء وهي تستنكر عدم وجوده فاتجهت للأعلى لتطمئن عليه بعد ان تأكدت من وجود امير امام الشواية
عقدت حاجبيها بعدم فهم وهي ترى فراشه لم يمس وحقيبته ليست موجوده
فتحت صوان الملابس لتجده فارغ !!
هبطت لأسفل سريعا وهي تخرج اليهم وتسال ايني بحنق : اين بلال ؟
قالت ايني بلامبالاة دون ان تلتفت اليها : غادر في الصباح وابلغ امي انه عاد لان لديه امور عليه انجازها .
شعرت بالغضب يملئ اوردتها وهي تنظر لذلك الساكن امامها فقالت : متى غادر ؟
هزت ايني كتفيها : لا اعلم .
زفرت بقوة واقتربت منه بخطى هادئة الى حد ما ، وقفت امامه قليلا الى ان رفع نظره اليها فقالت بهدوء أخرجته بجهد جهيد : اريد الحديث معك .
زم شفتيه وهز ارسه بالإيجاب وقال : حسنا لقد قاربت على الانتهاء .
قالت في هدوء : سأنتظرك بالداخل .
هز راسه بالموافقة ليتبعها بعد دقيقتين بعد ان عهد بالبقية للشقية ايني ووعدته ان تكملها كما علمها منذ قليل ، لا ينكر انها ذكيه جدا وتعلمت سريعا ، وسريعة البديهة ايضا ولماحة بطريقة مريبة ، في تلك الأمور هي عكس اختها الكبرى تماما ،كتم ضحكته وعقله يقفز لتلك المقارنة وهو يخبره ان لو ليلى تمتلك نصف تلك الصفات التي امتلكتها تلك الشقية الصغيرة لكانت انتقمت منه اشد الانتقام ، تنفس قويا وهو يحمد ربه على ليلته الهادئة الرحيمة التي يتحكم بها قلبها عوضا عن أي شيء اخر ،تمتم بخفوت : وهذا ما يؤلمها الان قلقها وحزنها على اخيها الاحمق الذي غادر وكانه يهرب من شيء يطارده !!
توقف عند اول المطبخ ونظر اليها وهي تتحرك بعشوائية في المكان ، تدور حول نفسها بحركة غاضبة يعلم سببها جيدا
تنفست بقوة وتوقفت عن الحركة عندما شعرت بوجوده ، اسندت ظهرها الى حافة المغسلة ،وهي توليه وجهها ،عقدت ساعديها امام صدرها وزمت شفتيها بحنق ، تقدم بضعة خطوات باتجاهها ليظل متمسك بمسافة وافية بينهما ونظر اليها مستفهما
قالت بصوت شابه الغضب : هل كنت تعلم ان بلال غادر في الصباح ؟
عقد حاجبيه وهز راسه بالإيجاب فقالت بصوت حاد : لماذا لم تخبرني ؟
قال بهدوء : لم تساليني عنه ؟
اتعست عيناها باستنكار وقالت بثورة : الم تفكر ولو للحظة واحدة ان تخبرني ان اخي غادر المكان وهو لم يحظى بقدر كاف من النوم ؟
رفع حاجبيه بدهشة وقال : انه ليس بطفل ليلى انه يعلم ما يفعل جيدا .
اتسعت عيناها باستنكار وقالت : هذا لا يعطيه الحق ان يغادر بتلك الطريقة
قال بملل : وأيضا لا يعطيني الحق في إيقافه ،لست شرطي مرور لامنعه من القيادة وهو لم يحظ بقدر كاف من النوم .
صاحت بحدة : لماذا لم تخبرني ؟
نظر اليها بقوة وقال : ما الذي يضايقك ليلى ، اني لم اخبرك ام شيء اخر انا لا اعرفه ؟!
وكانه شد فتيلها لتنفجر صائحة بألم وتقول بمرارة : لقد غادر وهو مستنفذ القوى مجروح ومتألم .
اتبعت وعيناها تفيض بالرقة والحنان وهي تنظر الى الامام ، وكانه ليس متواجدا معها : كان وحيدا الفترة الماضية ، لم استطع النفاذ اليه رغم اني كنت اشعر به جيدا ، اشعر بالمه وجرحه ولكني انشغلت عنه
تظللت حدقتيها بقسوة ازعجته وهي تنظر اليه وتتبع : انشغلت عنه بسببك بسبب ما تفعله بي ، تلك الحرب التي تديرها من حولي افقدتني توازني وجعلتني فقط افكر بنفسي والهث لأجد طريقة للهروب منك .
زفرت بقوة وعيناها تلمع بدموع حبيسة ابت ان تسقط : وأخيرا غادر وهو غاضب مني لاني قسوت عليه
اغمضت عيناها باسى وقالت : يا الله
اتبعت وهي ترفع يدها امام وجهها وتنظر اليها : كيف استطعت فعلها ؟ كيف ؟
تنفس بهدوء وكتم انزعاجه منها ومن اتهامها له وقال : اهدئي ليلى
قبض كفيه الا يلمسها وقال بهدوء : لم يكن غاضب منك .
اتسعت عيناها بادراك وقالت : اذا كنت تعلم امير
تمتم بضيق : اعلم ماذا ؟
هتفت : كنت تعلم ما يضايقني ،
عقد حاجبيه باستنكار وهي تنظر له بعيني متسعة بغضب عاتي لم يراه بهما من قبل وتهتف بقوة: اذا كل ذلك الود والمواساة كانت من اجل هذا ، ان تشغلني عن مغادرة بلال ، ان تخفي عني امره .
ظهر الانزعاج على وجهه وقال : علام تتحدثي انت ؟
اتبع بصرامة وهو ينظر اليها بوعيد : ثم اخفضي صوتك ولا تنسي اننا ليس بمفردنا ،
اكمل وهو يحاول ان يسيطر على انفعاله : لا اعتقد انك تريدين لوالدتك ان تسمع مشاجرتنا سويا
نظرت له بغل وهي تجز على اسنانها قويا لتنطق بحنق وعيناها تلمع باتهام : الا تعلم عم اتحدث حقا امير
اتبعت ووجهها يصدح بألآم طلت من عينيها قوية : أتكلم عن تلك الطريقة اللطيفة التي عاملتني بها صباحا ، عن ذلك الدعم الذي قدمته لي ، عن احتوائك لضيقي وحنانك الجم الذي غمرتني به
اتبعت بسخرية مؤلمة احكمت قبضتها على حلقه هو :كل ذاك من اجل ان تخفي عني ان بلال غادر المكان .
تقدم بخطوات بطيئة هادئة ليقف امامها مباشرا، تنفس ببطء ليضم شفتيه بقوة مانعا اياها من الانفراج ولو قليلا ، نظر اليها بقوة لمعت في حدقتيه وهو يجبرها على النظر اليه لتنفرج شفتيه ببطء اثار رعبها وهو يقول بنبرة جليديه : ما الامر الجلل الخاص ببلال ليجعلني اخفي امر مغادرته عنك ؟!
رمشت بعينيها فلم يمنحها الوقت وقال بلهجة باردة : ثم اعتقد اني ليس بمجبر على ان اعاملك بطريقة لطيفة من اجل بلال ، فانا لا اهتم به بالمرة ،
نظر الي عينيها وقال باقتدار : ثم اني أتذكر جيدا اني كنت سندا جيدا لك في تلك الأوقات التي كنت تقضينها وحيدا ، وكنت ابرز دائما لأقدم لك دعمي الكامل عندما لم يكن ذلك البلال متواجدا بحياتك من الأساس ، بل كنت تتكلمين عنه بانه شبح ظهر ليقلب حياتك الى الجحيم
اتسعت عيناها بصدمة وهي تشعر بنصل حاد غرس بقلبها زعزع ثباتها وبعثر كيانها فنزلت دموعها تبلل وجنتيها ببطء ، لتهتف بصوت مخنوق من تجمع الدموع : كيف تجرؤ ؟
شعر بدموعها كطعنات سكين باردة انغرزت في قلبه ليشتم نفسه داخليا ويشعر بالحنق من عقله الغبي يتفاقم بداخله ليزم شفتيه بقوة وينظر اليها ويقول بهدوء : أليست تلك الحقيقة ليلى ؟
هزت راسها بنفي وهي تشعر بالضياع يتملكها فقالت : لا تلك ليست الحقيقة ،
هتفت : تلك الحقيقة التي تقنع نفسك بها .
تجمدت الدموع بعينيها بطريقة اثارت خوفه للمرة الأولى في تعامله معها لتطل القسوة من حدقتيها وهي تقول : الحقيقة يا سيادة الرائد ، ان ذلك البلال الذي لا تبالي بأمره ، كان هو السند عندما تركتني انت اتخبط في أمواج حيرتي العالية
رفعت راسها بكبرياء كرهه وهي تنظر له بقوة : كان هو من يقدم لي الدعم وانا اشعر بالموت يوميا وانا افكر هل كنت وهما انا اخترعته ، ام كنت حقيقة موجوده فعليا في حياتي ، ذلك البلال الذي تتحدث عنه بتلك الطريقة هو من ساعدني لابني ذاتي من جديد عوضا عن تلك الليلى التي دمرتها انت باختفائك يا اسطى .
شعر بقلبه يتمزق بين خوفه عليها وبين كرهه لذلك الكبرياء المقيت الذي طل من عينيها ، هم بالحديث لتقاطعه بحزم اربكه : لا يا سيادة الرائد لا ، انتهى الحديث بيننا ، اريد ان اغادر حالا
هز راسه باستنكار فقالت هي بجبروت ساخر اذهله لتلمع عينيه بإعجاب ، وهو ينظر الى ذاك الجانب الذي ينكشف له : لا اعلم كيف ستفعلها ولكن بم انك السيد قارد على اقناع الحجر بان يتحول لرمل من اجلك ، فلتقنع من بالخارج ان لديك عملا هاما وعلينا المغادرة
رفعت راسها ونظرت الى عمق عينيه بتسلط وقالت : واعتبر ذلك اعتذار ضمنيا منك لمحاربتي بأسراري التي استأمنتك عليها .
تحركت سريعا من امامه ليرمش هو بعينيه وهو يبتسم بإعجاب صهر بحور العسل بحدقتيه وهمس : يحق لك يا ليلتي ، سأعتذر لن يضرني الاعتذار في شيء !!



انتهى الفصل لواحد وثلاثون
اتمنى ان يحوز على اعجابكم
اراكم على خير السبت بعد القادم
لا تحرموني من ارائكم ونقدكم وتفاعلكم
في حفظ الرحمن جميعا

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حصري, .....قريبا, ليلاس, ليلى, مستشار, موال, منتدى, منتديات ليلاس, امير, الكاتية اسيل, برنامج, بقلمي, يالي, ياسمين, رومنسيات عربية, سائق, شفير, عبد الرحمن, عبق الرومانسية, هنادي هشام, وليد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169803.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 02:51 AM
Untitled document This thread Refback 29-08-14 11:55 PM


الساعة الآن 12:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية