كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 28 ..
الفصل التاسع والعشرون
__ هل انتهيت منال ؟؟
ابتسمت وهي ترفع عيناها لتنظر إليه من خلال المرآه ، تنفس بهدوء وهو يسيطر على دقات قلبه التي قفزت بسعادة وهو يمرر عيناه عليها بشغف وهي ترتدي ذلك الفستان الوردي ذو فتحة صدر مثلثة ولكنها ضيقة بقصة من تحت الصدر مشغولة بالدانتيل الأسود بطريقة مثلثة معاكسة لفتحة الصدر ، ينسدل باتساع الي أول قدميها ليعطي مساحة حرة لانتفاخ بطنها التي تحمل طفليه ، بكمين يظهران ذراعيها من تحت قماش الدانتيل الأسود ، استنشق الهواء بقوة وهو ينظر الي فتحة الظهر المثلثة التي تماثل نظيرتها الأمامية ولكنها اكثر اتساعا لتكشف عن معظم الظهر وأول الكتفين ، رمش بعينه اليمنى وهو ينظر لأول شامتها التي كشفها جزء من قماش الفستان واخفى البقية تحته ليجعله يتحرق لرؤيتها كاملة
ضغط أسنانه بقوة وهو ينفي ذلك الشعور الذي تسلل إليه ويخبره أن يذهب ويراها كاملة ويقبلها كما كان يفعل لينتبه على صوتها وهي تقول في هدوء : الم يعجبك فستاني ؟
نظر إليها بهدوء كعادته الأيام الماضية وابتسم بخفة وقال : انه رائع .
ابتسمت وهي تتأمله مليا بتلك البدلة الرمادية ذات اللون الغامق والقميص الأبيض ورابطة العنق التي تجمع ما بين الأسود والرمادي والأبيض ، سالت بتعجب : لم ترتدي الرمادي ؟
عقد حاجبيه مستفهما لتلتفت إليه وتخطو باتجاهه في دلال وغنج متعمد منها : حسبتك سترتدي الأزرق كعادتك .
ابتسم بهدوء : لقد آثرت التغيير تلك المرة
اقتربت منه وهي تفرد كفها على صدره وتقول بنبرة مغوية : اعشق الأزرق عليك انه يظهر زرقة عيناك بطريقة تذيب أطرافي .
رفع حاجبية بتعجب من انطلاقها في التعبير و الذي لازمها تلك الأيام وقال بهدوء : هل ابدو سيئا في الرمادي ؟
اقتربت بوجهها منه وهمست أمام شفتيه : بل تبدو رائعا ، انه أضاف لزرقة عيناك غموض اسر .
نظر الي مقلتيها التي تلمعان بما تطلبه منه ليبتسم نافيا ما تدعوه إليه هي وقلبه في آن واحد قال بهدوء : هل كان ينقصني الغموض ؟
ابتسمت بمكر وقالت : بل أنت مميز بالغموض حبيبي .
قرنتها بقبله رقيقة طبعتها على زاوية فمه ليشعر بأنفاسه تذهب منه إليها وهو ينظر الي لون الشوكولا يتألق بمقلتيها وتقول : بل غموضك هو ما جذبني إليك في الأساس .
تألق الاهتمام في زرقة عيناه الصافية فاتبعت دون آن يسالها: كنت دائما أراقبك عندما تأتي لوالدي ،
تنفست بعمق وهي تقول : المرة الأولى التي رايتك بها شعرت بضيق لحظي منك لتجذبني إليك هالة الغموض التي تحاوطك ، وتوالت صدف لقائي بك ،الي أن أصبحت انتظر قدومك الي بيتنا .
كنت اقف بشرفتي لأنتظرك ، كان يروق لي النظر إليك وأنت تصل بتلك السيارة الرياضية المكشوفة ذات اللون الأبيض كانت رمز صارخ على عدم حبك للتقيد ، ملابسك الغير رسمية دائما ، شعرك بخصلاته المبعثرة يزين جبينك وكأنك تتقصد إعطاء المظهر اللامبالي ،
الابتسامة الماكرة التي تتألق على شفتيك والغموض الذي يسكن عينيك التي دائما تحجبهما بتلك النظارة الشمسية التي كنت امقتها ولا زلت.
نظر لها بشغف لم يحاول التحكم به وهي تكمل : تعلقت بك رغما عني ، ولم أحاول أن امنع نفسي ، فانت شخص موثوق به ولذا أبي طلب منك ملاقاته في المنزل ، فأبي كان شرقيا لحد كبير ولم يكن يدعو أي شخص لمنزله .
زفرت بقوة وهي تخفض نظرها بعيد عن عينيه : حاولت أن الفت انتباهك لي بدءً من فتح باب الفيلا لك إلى أن قاطعت جلستكما أنت وأبي في احدى المرات ، ولكن بكل مرة كنت تخفض نظرك ولا تنظر لي بالأساس ، ولا مرة واحدة وقعت عيناك علي الي أن سئمت وقررت أن أطردك من عقلي .
تمتم بخفوت : ونجحتِ ، أليس كذلك ؟
رفعت عيناها له وقالت وهي تهز راسها بالإيجاب : نعم نجحت توقفت عن التفكير بك .. توقفت عن انتظارك أو البحث عن مواعيد زيارتك لنا ، والتي توقفت لفترة ايضا وهذا ما ساعدني قليلا ، انغمست بدراستي وأصدقائي ونسيت أمرك كليا
اتبعت بنبرة حزينة شقت قلبه الي نصفين : الي أن رايتك مرة اخرى بالجامعة شعرت بقلبي يرقص بين ضلوعي ، يقفز مهرولا إليك ،
دمعت عيناها رغما عن محاولتها القوية في التحكم بتلك الدموع الخائنة وهي تقول بألم مكتوم : تلك المرة صفعتني باستخفافك بي ونظرة السخرية التي اطلت من عينيك .
نظر لها مليا ليمسك ذقنها ويرفع وجهها إليه ويقول : لم اكن استخف بك
زفر بقوة وهو يعطي لنفسه الحق في البوح أخيرا ، نظر لها وابتسم بتوتر : بل كنت معجبا بطلاقة حديثك والتي دحرت بها ذلك الأحمق الذي كان يناقشك ،
ثبت نظره بمقلتيها وقال بعد أن تنهد بهدوء: تلك النظرة التي لم تعجبك، لم تكن موجهه إليك بل كنت اسخر مني
اتبع وهو يتنفس بقوة : كنت اذكر نفسي بخيبة املي الدائمة وانا أرى التي ارتبط بها أخي .
لمعت عيناها بالشك في حديثة فاكمل موضحا : لم أتذكر ذلك اللقاء الي أن نبهتني إليه أنت في غمرة انفعالك ،
ابتسم بشغف : تذكرتك وأنت تصرخين أمامي وتلوحين بيدك بتلك العصبية المثيرة
تذكرت تلك الفتاة التي لفتت انتباهي إليها بسبب علو صوتها المتحمس ، وهي تنتقد احدى التصرفات السياسية المشينة التي ارتكبتها أمريكا في ذاك الوقت ،
لمعت زرقة عيناه بقوة وهو يكمل : التفت لأرى من هي ، ورغم ذلك لم ارك فعليا فكل ما جذبني حديثك
ابتسم بسخرية وهو ينظر لعينيها مرة اخرى : فهو دائما ما يجذبني إليك ،
زفر ببطء : عندما اخبرني ذاك الشخص الذي لا اعلم من هو إلى الان انك ابنة الخشاب لويت شفتي وانا أرى إن أخي أوقع بجميلة المصريات كما كانوا يلقبونك حينها في التجمعات العربية حينها لم ارفع نظري لأراك ، فانت خطيبة أخي المستقبلية بل آثرت أن ابتعد عنك إلى إن يعرفني عليك هو فانا ادرى بأخي جيدا وانه لن يذكرني لك بتاتا فلم أشأ أن أثير بينكما مشكلة لا أساس لها .
نظرت له باهتمام وقالت : لم تقول انه لم يكن ليذكرك لي ؟
ضحك بسخرية : هذا هو باسم أنا كنت خارج حساباته دائما وأبدا .
شعرت بألمه المخفي بداخله فالقت ذراعيها حول عنقه وهمت بالحديث ليقاطعها هو وهو يبتسم بخفة استشفت منها ذكريات سيئة تخص علاقته بأخيه : ليس الان فهكذا سنتأخر عن الحفل .
ابتسمت باتساع وقالت : معك حق .
تحرك بهدوء بعيدا عنها لتتمسك بكفه وتسحبه ناحيتها برقة : انتظر .
نظر لها باستفهام لتتحرك بخطوات متعجلة وهي تقول : ينقصك شيء .
ابتسم وهو يراها تقترب منه مرة اخرى وتضع وردة صغيرة تماثل لون فستانها بعروة سترته وهي تقول بدلال : الان يتماشى ما ترتديه مع لون فستاني .
اتسعت ابتسامته وقال : أصبحت اكثر أناقة على يديك عزيزتي .
نظرت له بعتب وتحاشت أن تعاتبه على ذاك اللفظ السخيف الذي يدعوها به وقالت : أنت أنيق بدون تدخلي حبيبي .
لف ذراعه حول خصرها وهو يقبرها منه ويقول : وازداد أناقة بوجودك الي جواري منال .
***************************
واقفة تنظر لانعكاس صورتها في المرآة العريضة أمامها ، تفرقع أصابعها واحدا تلو الآخر وهي تشعر بالرهبة تسيطر عليها ، ترمش بعينيها وهي تحاول أن تتجنب تلك الأفكار المسمومة التي تطرق عقلها باستمرار منذ يومين ،زفرت هواء صدرها بهدوء وهي تحاول أن تسيطر على ارتجاف كفيها الذي بدا في الظهور
تنفست بعمق مرة اخرى وهي تحاول أن تتخلص من أفكارها السيئة التي تراودها كررت في راسها وهي تغمض عيناها " انسي الماضي بأكمله ياسمين فانت كنت تعلمين جيدا ما هو عليه وقررت مسامحته ، والبدء معه من الصفر فلا داعي لان تخربي عليك حياتك لتلك التفاهات التي لا تفيد الان ، فهو تغير من أجلك ولأجلك ،"
فتحت عيناها لتنظر الي صورتها بتصميم " هو يحبك ولن يتركك بعد الان ستظلين معه لآخر العمر ، اليوم هو عرسك على حبيب الروح فاسعدي بكونك ستصبحين زوجته "
ابتسمت بأمل وهي تنظر لنفسها مرة اخرى لتقيم مظهرها جيدا وتزداد ابتسامتها اتساعا وهي تشعر بالفرح والأمل يملاها من جديد
رفعت عيناها لتلك التي ابتسمت بسعادة وهي تقترب منها وتحتضن كتفيها بحب اخوي وتقول : مذهلة ياسمين ، لا شك أن وليد سيفقد عقله بسببك اليوم .
ابتسمت بخجل وقالت بتوتر : حقا ؟!
اتسعت عينا ليلى باستنكار من سؤالها وقالت مؤكدة : طبعا ، ألا ترين أنت مبهرة ، مبارك حبيبتي .
تنفست بهدوء وقالت : الله يبارك فيكي حبيبتي العقبى لك .
لوت ليلى شفتيها بملل وقالت : لا أظن .
زفرت الأخرى بعتب وقالت : ليلى تلك ليست الطريقة المثالية لحل الأزمة بينك وبين أمير ، أنت تعلمين جيدا انك لن تتزوجي من غيره فلما تكابري بتلك الطريقة العجيبة .
عقدت حاجبيها وردت بغضب : من قال اني أريد الزواج منه أو من غيره
ابتسمت ياسمين ونظرت لها بمكر : الم يتصل بك من يومها ؟
احتقن وجه ليلى قويا وهي تقول بتلعثم : ولا أريده أن يتصل بي .
كتمت ياسمين ضحكتها لتنظر لها بنظرة ذات مغزى فقالت الأخرى وهي تمط شفتيها بغضب طفولي : ساجن ياسمين بسببه .
انطلقت ضحكة ياسمين مغردة وهي تنظر لها ليظهر الغضب على وجه ليلى واضحا فتحاول الأخرى كتم بقية ضحكتها وهي تقول : المعذرة ليلى ، لم اقصد .
زفرت بضيق وهي تكمل حديثها قبل أن تقاطعها ضحكة ياسمين : لا اعلم لماذا لم يهاتفني إلى الان ، ضائقة بشدة منه .
ابتسمت ياسمين وقالت بصوت حاولت تخرجه جديا الي حد ما : وأنت لم تحولي الاتصال به
هزت راسها نافية وقالت : ليس هذا ما يضايقني ياسمين .
عقدت ياسمين حاجبيها ونظرت لها مستفهمة فأكملت الأخرى بصوت مخنوق : أنا اشتاق إليه وهذا سبب ضيقتي !!
لمعت عيناها بدموع محبوسة وقالت وهي تنظر لياسمين : كيف اشعر بقلبي يتمزق من شوقي إليه وانا اشعر بكل هذا الغضب اتجاهه .
تنهدت ياسمين بقوة وقالت : ليلى أنت تسبحين ضد التيار وهذا ما يشعرك بالتعب والضيق .
هزت راسها باسى : أنا لا استطيع السباحة ياسمين كل ما أستطيع فعله هو الغرق .
ابتسمت ياسمين بخبث وقالت : اذا لتغرقي في بحر الخيّال وتغرقيه معك .
ابتسمت ليلى رغما عنها وقالت : كان الله بعون وليد ، لا اعلم لم اشعر انك تحضرين إليه كارثة .
ضحكت ياسمين بمكر وقالت : كم أتمنى أن يحدث ما انتظره لأعلمه أن لا يتسرع مجددا .
ابتسمت ليلى وتوردت وجنتيها بخجل وقالت : جبارة .
صمتت ياسمين لترفع عيناها بالمرآه مرة اخرى وهي تنظر للباب الذي طرق بدقتين علمت صاحبهما جيدا لتبتسم باتساع وهي ترى والدها واقف برزانته المعهودة ينظر إليها بفخر ، شعرت بالخجل يغزوها وهو يقترب منها لتلف إليه وتعطيه وجهها ، وجهها الذي خفضته بحياء وهي تستقبل قبلته الأبوية المحملة بحنانه الجم وهو يهمس لها : مبارك حبيبتي .
همست بخفوت ووجها يحتقن خجلا: الله يبارك فيك بابا .
احتضنها بحب لتتنهد بقوة وهي بين ذراعيه ليقول ممازحا : اذا تريدين الهرب الان ، سأدير السيارة وانتظرك بالخارج .
ابتسمت بمرح وقالت: إنها فكرة رائعة.
صاحت ليلى بعتب : عمي .
ضحك هو بمرح وقال : لا استطيع أن امنع نفسي من الغيرة من ذلك الفتى الذي سأعطيه درتي الغالية ،
ضمها مرة اخرى وهو يتنهد : لكني سأكون مطمئن عليك معه ، أنا أثق باختيارك ياسمين .
نظرت لوالدها مليا وشعرت كانه يعلم ما يدور بخلدها ليهمس لها بهدوء : ثقي به وبنفسك ياسمين وبعدها سيذهب القلق مع الريح حبيبتي .
ابتسمت ليلى بفخر وهي تنظر إلى عمها لتقول: مبروك عمي لياسمين
هزت راسها بالموافقة ليلتفت الي الأخرى ويقول : العقبى لك يا ليلى أنا انتظر عرسك لأسلمك الي سيادة الرائد بنفسي .
احمر وجهها واحتقنت وجنتاها بقوة ليقول : رغم إعجابي الكبير به إلا اني اشعر بالغيظ منه فهو سيجردني من ابنة قلبي .
شعرت بالدموع تتجمع في عينيها لتقول ياسمين: أبي أنت تعلم ليلى ستبكي وتخرب زينتها وأنت لا يرضيك ذلك
ضحك بهدوء وأشار إليها لتقترب منه فضمها بيده الأخرى الي صدره ويقول : أنتما اغلى ما عندي فلا تسمحا لاحد أن يغضبكما وانا موجود .
التفت الي ليلى وقال : وخاصة أنت ، فانا اعلم إن ياسمين اكثر من قادرة على الإتيان بحقها من فم الأسد كما يقولون ، أما أنت فانت رقيقة وهادئة كنسمات الربيع لا تدعي احد يضايقك بنيتي .
ضحكت ياسمين وقالت بمرح : أنت تحرضها على سيادة الرائد اذا .
ضحك بمرح وهو يضم ليلى الي حضنه بابوية خالصة ويقول : من حقي ، إنها ابنتي أنا قبل أن تكون خطيبته .
التفت إليها بكامل جسده وقال وهو ينظر إليها بإصرار: لا تنسي ليلى أنا هنا من أجلك دائما .
التمعت الدموع في عينيها وقالت وهي تبتسم بسعادة : اعلم عمي أنت هنا دائما من اجلي .
ربت على وجنتها بحنان ليلف إلى ابنته التي ابتسمت ويقول بتبرم : هيا حبيبتي ، السيد وليد ينتظرنا بالخارج وهو لا يستطيع الوقوف لدقيقة كامله دون أن يتحرك كزنبرك الساعة .
ضحكتا الاثنتين بقوة ليكمل هو بحنق : كنت أريد أن أعذبه اكثر من ذلك ولكن والدتك هي من ترجتني لاتي إليك وخاصة أن الزفة تنتظرنا بالخارج .
نظرت ياسمين لنفسها مرة اخرى بالمرآه لتبتسم بثقة و تلف لتتأبط ذراع والدها بفخر وهي تخطو للخارج معه و تشعر بالامتنان له .
ابتسمت وهي تتابع خروج ياسمين من الغرفة لتقترب هي من المرآه و تعدل من حمرة شفاها على عجل لتتبع ابنة عمها ، شهقت بقوة وهي تنظر في المرآه لصورته الواضحة أمامها
التفتت بذعر وقالت : ماذا تفعل هنا ؟
وقف ينظر إليها وهو يتحكم في نفسه جيدا ، يتأملها بذلك الفستان العنابي الرائع الذي ينسدل على جسدها برقة راسما تفاصيله بعناية ، بفتحة صدر مثلثة متسعة يغطيها قماش من الشيفون المطرز بلآلئ رائعة تحجب الرؤية يعانق خصرها حزام عريض من اللآلئ الفضية الجميلة لينسدل باقي الفستان محددا رشاقة ساقيها ، بكمين ضيقين انسابا على ذراعيها مظهرين نعومتهما ، تلف حجابها الستاني من نفس لون الفستان واللون الأبيض اللامع حول وجهها فتزداد إشراقا .
اقترب بهدوء وقال : مرحبا ليلى .
ابتلعت لًاعبها بهدوء وهي تنظر إليه بشوق لم تشعر به قبلا بل هي تجزم انه ازداد عندما وقعت عيناها عليه ، شعرت بروحها تهفو إليه فحاولت أن تتحكم بنفسها قدر استطاعتها ، اقترب خطوة اخرى وقال : كيف حالك ؟
شعرت بحلقها جاف فبللت شفتيها بتوتر وقالت : بخير والحمد لله .
نظر إلى عينيها مثبتا مقلتيها بنظراته العاتبة ، حاولت أن تنظر لأي شيء آخر غيره ولكنها لم تستطع ،
بل لم تستطيع تحريك مقلتيها بعيدا عن نظراته التي اخترقت روحها قبل عينيها وهي تشعر بانها وقعت أسيرة لتلك النظرات الشغوف التي تتألق بمقلتيه ، لم تشعر به وهو يقترب منها ، بل لم تشعر باي شيء آخر إلا بذاك النهر الذي ينهمر بداخل قلبها ، ذاك النبع الذي يروي روحها ، تدفقت مشاعرها بالحب تجاهه فلم تشعر باي شيء ، بل رحبت بذلك الأسر وأغلقت قيدها إليه بنفسها !!
احتضن كفها بيده وكانه يضمها إليه ، سحب ملمع الشفاه من يدها الأخرى ليقول بهمس حاني : لا تحتاجين إلى هذا ، شفتيك رائعة بدونه .
نظرت له بعدم وعي وهي تشعر بغزله يصفر كعصفور سعيد بقلبها، شدها من يدها مقربها إليه وقال وهو ينظر إلى عينيها بشوق: اشتقت إليك ليلى وانتظرت أن تتصلي بي ؟
تنهدت بقوة وهي لا تستطيع لملمة حروفها لترد عليه فاتبع : توقعت أن تشتاقي إلى يا ليلتي الغاضبة .
ابتسمت بخجل وقالت بهمس يكاد ألا يسمع: أنا بالفعل غاضبة.
ابتسم تلك الابتسامة التي تطير صوابها وهو يحني عنقه باتجاهها : وانا احب غضبك ليلى ، يجعلك متمردة وانا اعشق تمردك .
نظرت له بتعجب وعقلها يبدا في التخلص من تلك الغيمة التي أحاطت به منذ رؤيتها له ، فقال : كم يسعدني أن اجد حبك لي يظهر من بين ذلك التمرد الرقيق فيروضه قبل أن اصل له أنا .
رمشت بعينيها وهي ترغم عقلها على التفكير في كلماته التي دائما وأبدا تكون مفخخة ، قالت : لا افهم .
ضحك بخفوت وهو يرفع كفها ليقبله برقة: لا عليك حبيبتي، ستفهمين في يوم من الأيام.
شعرت بالخجل يغزوها وهو يحط بشفتيه على جلدها لترتعش برقة وهي تشعر بحرارة قبلته تشعل أناملها ، نبهها عقلها بشدة من ظهور موجة اخرى ستطير بصوابه وتنهي قدرتها على الرؤية
فسحبت يدها منه بخجل فطري وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه فابتسم بمكر وهو ينظر إلى وجنتاها التي تلونتا باللون الأحمر القاني ، همس بخفوت : أنا من يحق له الغضب ليلى ليس أنت .
التفتت له سريعا وهي تقول: لماذا ؟
زفر بضيق وقال :لأني لم اخطأ بشيء عندما اعترضت على ملابسك ليلة الحناء .
زمت شفتيها بضيق وقالت: لم يكن بها شيء.
قلب عيناه بضيق وقال: ولكنها كانت ملفتة للنظر ثم انك أخبرتني انك ستخلعين تلك السترة التي ليست بسترة من الأساس هناك.
رفعت حاجبها بحنق وقالت: إنها ليلة الحناء وكل الحضور من النساء،
عقد حاجبيه وقال بضيق: وهل هذا يعطيك الحق أن ترتدي ذلك الفستان الذي كشف عن عنقك و كتفيك وتلك السترة الشفافة التي أظهرت ذراعيك بوضوح من تحتهما وعندما اعترضت عليها أخبرتني بمنتهى اللامبالاة انك ستخلعينها في وقت لاحق.
زفرت بضيق وقالت: أنت تعترض على أشياء عادية.
اتسعت عيناه بغضب حقيقي وهتف حانقا: عادية !!
اكمل بحدة : ليست عادية ولم اعتاد عليك وأنت ترتدين شيء قصيرا أو مكشوفا ، لطالما كانت ملابسك محتشمة ليلى .
ابتسمت بسخرية ظهرت في عينيها: عن أي ليلى تتحدث يا سيادة الرائد ؟
نظر لها بحنق وهم بالحديث لتقول وهي ترفع سبابتها بوجهه : لا يا سيادة الرائد ليس من حقك الحديث الان ، فانا سأخبرك عن أي ليلى تتحدث .
اقتربت منه وعيناها تتألق بالغضب : أنت تتحدث عن ليلى البسيطة التي كانت تشعر بالنفور من ذلك العالم المخملي ، من تلك العيشة الرغدة .
التي كانت تنظر لأبناء الطبقة الراقية من بعيد وتشعر بانها اقل منهم ،
تنفست بقوة وهي تقول : تلك الليلى التي أعجبت بسائق سيادة السفير و تبَسطت معه وتناست إنها ابنة لأخ سيادة المستشار وانها ايضا صديقة لابنة السفير .
نظرت له بحقد : تلك الليلى التي تتكلم عنها لم تعد موجودة يا سيادة الرائد لأنها لا تليق الان بعائلتها وعالمها الجديد
قالت بثقة : لقد مسحت تلك الليلى من حياتي ، ومن ذاكرتي ، عدلت من شخصيتي لأناسب مكانتي الحقيقية وأصبحت شخصا أخرا ، أخطو بكبرياء دون أن اهتم بمن ستدوسه قدماي ،
نظر لها بجمود وهي تقترب منه وتبتسم باستهزاء وكبرياء أثار حنقه وغضبه عليها
: لقد تعلمت بالطريقة الأصعب وعلى يد امهر المعلمين ، فالكابتن بذات نفسه كان معلمي وأستاذي ، ولذا أصبحت أنا الأخرى بتلك المهارة
ازدردت لعابها بمرارة ظهرت في عينيها وقالت : لا تسال عن تلك الليلى مرة اخرى وتأقلم مع الجديدة يا سيادة الرائد فهي الأقرب لشخصيتك الحقيقية ،
ابتسم ببرود وقال : لن أتأقلم مع تلك القشرة المزيفة التي تبدعين في تغليف نفسك بها ، لان ببساطة سياتي يوما وأجردك من ذاك الغلاف اللامع الهش لتعودي كما كنت ليلى .
اقترب منها ونظر لها بوعيد : يومها ستشعرين بالندم لما تفعلينه الان .
تنفس بقوة وقال بهدوء امر : والي ذاك اليوم ستتعلمين قاعدة جديدة تخص تلك الليلى الجديدة ،
اتبع بجبروت : قاعدة عليك الالتزام بها ، ما اطلبه منك ينفذ على الفور ليس لأنك مغرمة بي بل لأني خطيبك العزيز .
قالت بحنق وهي تجز على أسنانها: لست مغرمة بك.
ابتسم ابتسامته التي تتألق بعينيه وقال وهو يلوي شفتيه بتسلية: حقا ؟!!
نفت بشده وهي تشعر بجسدها مشدودا: نعم أنا لست مغرمة بك
هز راسه بلا مبلاه : لا يهم ، فانت خطيبتي ، وعليك تنفيذ ما اطلبه منك ، تلك النوعية من الملابس لا أريدك أن ترتديها مرة اخرى ،
رفعت حاجبيها بنزق وظهر الرفض الصريح على وجهها ولكنه لم يعر الأمر اهتماما واتبع: واليوم من فضلك لا تقتربي من حلقة الرقص،
ظهرت السخرية بعينيها فاتبع بقوة : صدقيني ليلى لن تكون العواقب جيدة ، فانا متملك بشدة وبذلك الفستان الملفت في لونه وتفصيله ، و الذي لن اعلق عليه الان حتى لا افسد عليك فرحتك بابنة عمك ، لا أريدك أن تتحركي من مكان جلوسك بالأساس .
ضحكت باستهزاء وقالت بسخرية صعقته : أي أوامر اخرى يا فندم !!
لمعت عيناها بغضب ساحق وقال : أتسخرين مني ؟
ضحكت وهي تهز كتفيها بلا مبالاة وقالت: إطلاقا ولكني انتظر أوامرك.
نظرت له بحدة وهي تتبع : من أخبرك اني عسكري لديك ستمطره بالأوامر لينفذها دون أن يناقشك .
مطت شفتيها بحنق وقالت : سأفعل ما يحلو لي أمير ولا يجوز لك الاعتراض فانت خطيبي وليس لك الحق في أن تحدد إقامتي في عرس ابنة عمي . لدي عم واخ هما من لديهما كل الحق علي ولكن أنت .
ابتسمت بتهكم وهي تتبع : ليس لك أي حق يا عزيزي.
لمعت عيناه بوعيد فقالت وهي تبتسم ابتسامة لم تصل لعينيها : والان اعذرني لقد فاتتني الزفة بسببك .
تحركت من أمامه لتأتي بحقيبتها الصغيرة التي من نفس قماش الفستان وتتحرك باتجاه الباب نطق بهدوء: انتظري.
توقفت على الفور وبتلقائية أثارت ابتسامته وأظهرت التسلية بعينيه ، زمت شفتيها بحنق وهي تسب نفسها على تلك التلقائية التي تنتابها نظرت له بملل وقالت : ماذا تريد الان ؟
سحب يدها بهدوء ليضعها بذراعه بجبروت وهو ينظر الهيا بتسليه : سنخرج سويا يا خطيبتي الحسناء .
حاولت أن تملص يدها منه ولكنها لم تستطع فهو وضعها بذراعه ومسكها بكفه الآخر وقال بهدوء: لا تثيرين فضيحة ليلى ولا اعتقد انك تريدي الخروج وحيدة وكان خطيبك لا يبالي بك.
قالت بخفوت وهي تسير رغما عنه بجانبه : بل أنا من لا يبالي بك .
ابتسم بمكر وهو يتحرك للخارج وقال: لا يهم ولكني سأحافظ على الواجهة الاجتماعية رغما عن أي شيء يدور بيننا.
جارت خطواته وهي تلهث من الغضب وقالت : اذا لتسير برفق فلن استطيع الركض بذلك الحذاء .
ابتسم بحرج وقال : المعذرة لم اعتاد على السير بجانب أحداهن من قبل .
انحنى ليهمس بجانب أذنها وصوت موسيقى الزفة تعلو : أنت أول من أسير بجانبها ، وستكونين الأخيرة ايضا .
شعرت بوجنتيها تحترق من الخجل فابتعدت عنه بتلقائية ليفتلها هو ببساطة ويبتسم وهو يرى ذلك القادم نحوه !!
.
.
.
شهقت بسعادة وهي ترى تلك القادمة باتجاهها وتقول بفرحة حقيقية : منال .
ابتسمت الأخرى باتساع وهي تحتضنها بحب: اشتقت إليك ليلى.
__ وانا الأخرى ، كيف حالك ؟
نظرت لها بعتب : بخير والحمد لله و اذا كنت اشتقت الي كنت اتصلت بي ، فانا لم استطع الوصول إليك فهاتفك مغلق دائما
ظهر الأسف على وجهها وقالت : المعذرة منال لقد انشغلت منذ يوم وصولي ولم استطع مهاتفتك .
ابتسمت باتساع وهي تكمل : مبارك البيبي .
ابتسمت منال بسعادة وقالت : الله يبارك فيكي ليلى والعقبى لك بإذن الله .
نظرت جانبها بتساؤل وقالت: من ذاك الشخص الذي تتأبطي ذراعه.
توترت ليلى في وقفتها وتلون خديها بحرج وقالت : لم تتعرفي عليه .
هزت الأخرى راسها نافية وقالت وهي تنظر لزوجها باندهاش : شكله ليس بغريب علي ولكني لم أحدد شخصيته ، ما يثير تعجبي هو معرفة خالد به .
أنهت جملتها وهما يقتربان منهما وأمير يرسم ابتسامة ودوده ويقول بفخامة كعادته : مرحبا منال هانم .
شهقت بدهشة رغما عنها : عبد الرحمن !!
ظهر التعجب على وجهها مليا ليصحح هو برتابة : أمير .
نقلت نظرها بينه وبين زوجها والتفتت لليلى لتقول : لا افهم شيئا .
ضحك هو بخفوت وقال : سنترك الخواجة يقص لك كل شيء ونذهب لنلحق بالعروسين .
نظر ليلى وقال : هيا .
قالت منال بعفوية : ما شانك أنت بها ؟
احتقن وجه ليلى بشدة ليقول خالد بهدوء : تفضلا أمير ، مبروك ليلى ، سعدت بالخبر جدا .
هزت الأخرى راسها بدهشة وليلى تتلعثم وتقول بخفوت : الله يبارك فيك ،
عضت شفتيها وهي تنظر للأرض بخجل : بعد إذنكم .
قال خالد بلهجة مميزة : أراك فيما بعد .
هز أمير راسه بتفهم : إن شاء الله .
هتفت بدهشة وهما ينصرفان من أمامها: ماذا يحدث هنا ؟ أنا لا افهم شيئا .
ضحك بخفوت وهو يضمها من خصرها إليه ويقول: تعالي معي سأخبرك بكل شيء .
نظرت الي عينيه وقالت : أتعلم ،
نظر لها باستفهام منتظرا لتكمل وهي تميل عليه بدلال: أنا اعشق ضحكة عينيك.
ابتسم بمكر وقال : فقط .
زمت شفتيها وقالت بخفوت : بل أشياء كثيرة معها ولكن لنكتفي الان بتلك الضحكة التي تلمع بزرقة عيناك .
مال بهدوء ليهمس في أذنها : لنكتفي بذلك منال فالأيام قادمة أمامنا !!
يتبع ...
|