كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 27 ..
.
.
.
تنظر حولها بتوتر وهي لا تعلم لم أتى بها الي ذلك القسم من المعروضات ، زفرت بضيق وهي تنظر إليه يفحص المكان بعينيه ويتأمل المعروضات بجدية فقالت بنزق : هل من حقي إن اعرف لم نحن هنا ؟
قال ببساطة وهو يقترب من احدى الغرف المعروضة : نحن هنا من اجل ابنة عمك ، الست تواعدت معها
وضعت يديها بخصرها واعترضت بطفولية : ولكني لست مع ابنة عمي ، أنا هنا معك ولا اعلم لماذا ؟
نظر لها بدهشة وظهر المرح بعينيه وقال : ليلى نحن في مكان عام وأنت تضعين يديك بخصرك وتتصرفين كالأطفال هكذا
رمشت بعينيها واحتقن وجهها خجلا وتراجعت خطوة للوراء ليبتسم هو ويقول : أنت تتسألين اذا عن تواجدنا في ذلك القسم
هزت راسها بالإيجاب فقال وهو ينظر حوله : انه قسم لغرف العروسين .
اختنقت تلك المرة من الخجل : نعم اعلم ، ولا أرى سببا لوجودنا هنا .
هز راسه وقال وهو يرفع يديه : أوه الم أخبرك عن سبب تواجدنا هنا
نظرت له بتفحص وهزت راسها نافية بحذر فاتبع : تعالي ليلى ، لنسير سويا واشرح لك لم نحن هنا
تنفست بهدوء وتحركت بجانبه فاتبع : لقد استلمت شقتي الجديدة ، كنت اشترتها منذ سنتين أو سنتين ونصف ، أنت تعلمين ذلك النظام ادفع بعضا من ثمنها كمقدمة والباقي كدفعات متساوية
قالت بهدوء وهي تزن كلماته : أه ، نعم اعلم .
قال وهو ينظر احدى الغرف ويشير إليها لتتقدمه ناحيتها : وانا بالمشفى وليد اخبرني انه استلم خاصته ، فهو الآخر قدم على خاصته بنفس المجمع السكني ، خاصتهم لا تبعد عنا إلا بشارعين
ظهر الفرح على محياها وقالت دون وعي منها : حقا ؟!
ابتسم بهدوء : نعم ، حينها أخبرته إن يبدا في تأثيثها وبالفعل لقد قام مكتب الديكورات الذي يمتلكه هو والمهندس مصطفى بإنهائها ولكن ظلت غرفة النوم بدون أثاث
نظر لها بطرف عينه وقال : وانا في حيرة من امري هل انتقي لها غرفة نوم حديثة أم غرفة على الطراز القديم .
مطت شفتيها وظهر التفكير على وجهها لتقول : اعتقد إن الغرف نوم تكون اجمل وهي على الطراز الحديث
سال والحنان يفيض من عينيه : ماذا تفضلين أنت ؟
أجابت بتلقائية : أنا افضل الطراز القديم ، يبهجني ويشعرني بالفخامة يذكرني بوالدي ولكن غرف النوم مهمتها الأساسية أن تشعرك بالراحة والهدوء والسكينة ، وان تكون بها على راحتك فلذا أخبرك إنها ستكون اجمل وهي على الطراز الحديث
لفت براسها في المكان وقالت وهي تشير الي احدى الغرف : انظر إن تلك رائعة .
نظر الي الغرفة وأشار إليها بان تتقدمه ليسير بجانبها وقال : ولكن الفراش صغير .
مطت شفتيها وقالت : حسنا لتنتقي فراشا اكبر اذا أحببت
هزت كتفيها بلا مبالاة وهي تكمل : أحببت فقط أن أريك ما قصدته .
هز راسه بتفهم وقال : اعلم ولكني أريدك أن تنتقي أنت تلك الغرفة .
عقدت حاجبيها ونظرت له بتعجب فاتبع: أنا أثق بذوقك
هزت راسها بلا مبالاة : حسنا .
سارا قليلا وسط الأثاث الموضوع لتلمع عيناها فجأة وتقول: انظر عبده تلك رائعة
جمد وجهه ونظر لها بقوة وقال من بين أسنانه: أمير ، اسمي أمير .
زاغت عيناها باضطراب لتنظر إليه مرة اخرى فيتبدد ذلك اللمعان من مقلتيها ويندثر ليظهر لمعان أخر حرق اللون البني بعينيها وهي تنظر إليه بحدة وتقول : نعم اعرف من أنت .
تنهد بقوة وسال بهدوء : ماذا حدث الان ليلى ، بم شعرت لتتبدلي بتلك الطريقة التي لا احبها
ظهر الغضب على وجهها مليا فاكمل سائلا برجاء فخم كعادته : أريد أن اعرف ليلى ، أريد أن افهم بم تشعرين حتى استطيع أن اخفق عنك .
تجمعت الدموع بعينيها وقال وهي ترفع راسها بكبرياء : لم يحدث شيء وانا بخير ، أريد العودة فقط .
اقترب منها وسائلها : انظري الي .
رفعت عيناها له ليقول بهدوء ولكن بصوت قوي صادق : لم أتعمد خداعك ليلى ، لم أتعمد أن أؤذيك لا الان ولا من قبل ، لو كنت استمعت الي لما كنت تتعذبين هكذا الان .
نظرت له وقالت بألم : ما الفائدة أمير لقد تألمت بما فيه الكفاية ، لقد أذيتني وانتهى الأمر ، سماعي لك لن يعوض علي ألآمي السابقة ، ولن يمحو أذيتك لي .
تنفس بقوة وقال : ولكنه سيوقف بحر الآلام الذي تصرين أن تغرقي نفسك به .
نظرت له بقوة وقالت : لا أثق بذلك أمير ، فمن الممكن جدا أن يؤلمني ويؤذيني اكثر من ذي قبل .
هم بالتحدث لتقول :من فضلك أمير أريد العودة .
هز راسه بالموافقة : حسنا ، انتظري دقيقة فقط .
ذهب ليتكلم مع احد العاملين ليشير إليها أن تتبعه فاتبعته للأسفل ، ليتوقف مرة واحدة عن السير نظرت إليه فوجدت وجهه مكفهرا
اقتربت منه بدهشة وقالت : ماذا حدث ؟ لم توقفت عن السير ؟
هالها عيناه الجاحظتان من الألم وعروق رقبته التي نفرت مرة واحدة لتساله شبه صارخة وهي تراه ينحني ليستند على احد المقاعد : أمير ماذا يحدث لك ؟
تنفس سريعا وحاول أن يتكلم لترى هي وليد وياسمين يقتربان فتشير إليهما ، اسرع وليد إليها وهو يقول : ماذا حدث ؟
قالت سريعا : لا اعلم لقد توقف فجأة ولا يجيبني .
هزه وليد بقوة : أمير ، أمير .
أشار له بيده لينتظر ثم يعود ويقف مرة اخرى منتصبا ويقول بصوت خافت :لا شيء أنا بخير .
نظر له وليد بتفحص وقال : لقد توقفت عن الذهاب لجلساتك الفزيائية أليس كذلك ؟
تنفس بقوة وقال : أنا بخير وليد ، ساقي آلمتني قليلا .
اشتد الغضب بعيني وليد وقال : كادت أن تخرج روحك من شدة الم الذي عانيته وتقول قليلا .
قال بقوة وهدوء : أنا بخير وليد لا تقلق .
نظر لها ليجد الدموع تطفر من عينيها وهي تقول بلهفه كادت أن تفقده تعقله :اخبرني انك بخير .
اقترب منها سريعا ليقول وهو يمسك كفيها : أنا بخير لا تقلقي .
تنفست بقوة وقالت : ماذا حدث لك ؟ لم تألمت بتلك الطريقة ؟
هز راسه بهدوء : لا شيء أنا بخير إنها ساقي فقط لا شيء لا تهتمي .
نظرت له بخوف فقال : اهدئي حبيبتي ، أنا بخير .
اكمل بهدوء : هيا نغادر كما طلبت
زمجر وليد : هل ستستطيع أن تقود وأنت هكذا ؟
رد بهدوء : نعم وليد لا تقلق
نظر له وليد مليا ليقول : سامر عليك غدا لنذهب سويا لوجيه أريد أن اطمئن عليك
نظر له بغضب تلك المرة فاكمل الآخر : رغما عنك ستذهب معي
اتبع ضاحكا : ثم اني لا أريد أي شيء أن يعطل حفل زفافي يا كابتن .
ضحك بخفة وقال : لا تقلق لن يحدث شيئا يعطل حفل زفافك الأسطوري ، أشار مودعا لياسمين وقال : أراك لاحقا ياسمين .
هزت راسها مودعه بعد أن ضمت ابنة عمها إليها وهمست لها بان تهدا وتطمئنها عليهما عند الوصول
سارت بجانبه وهي تشعر بقلق عارم عليه أرادات أن تسنده لكن حيائها منعها
وعند وصولهما للسيارة قالت سريعا : دعني اقدو .
نظر لها بدهشة وقال : أتستطيعين القيادة ؟
هزت راسها بالإيجاب وقالت : نعم علمني عمي كما علم ياسمين وبلال باشر تدريبي مرة اخرى
قلبت عيناها برفض وقالت : هو مصر على شراء سيارة لي ولكني لا أريدها هز راسه بتفهم ليقول : وأنت معي لن تقودي تعلمي ذلك .
أشار لها براسه ك هيا اركبي .
ولدهشته أطاعته على الفور وهي تدلف الي السيارة وتجلس بالمقعد الأمامي
ابتسم وكادت ضحكته أن تنفلت وهو يتبعها ويجلس أمام المقود ، ظل ساكنا قليلا لتسال هي بلهفة :هل أنت بخير ؟
هز راسه وقال : نعم أنا بخير
اكمل بهدوء : لا تقلقي ليلى انه نصيبي من الألم فانا دعوت الله أن يخفف من المك ويصيبني به
ردت بتلقائية : الف بعد الشر عليك ، لا تفعلها ثانية .
نظر لها بحنان وقال : توقفي عن إيلام نفسك حتى لا أتألم أنا ثانية ، فكلما تألمت أنت سأتلم أنا ، اذا لا تريدي أن ترفقي بنفسك ، فارفقي بي .
همست بخفوت وهي تبتسم بألم : ولم توقعت اني ستوقف عن إيلام نفسي من أجلك ، ما تقوله يا سيادة الرائد يجعلني أتألم اكثر لعلك تشعر ببعض مما شعرت به أنا .
تنهد بقوة وهو يقبض على المقود بقوة ويقول : وما ادراك اني لم أتألم اكثر مما تألمت أنت بالفعل .
نظرت له بشراسة أدهشته وهي تقول : وأتمنى أن تتألم اكثر عبده فما فعلته بي لن اغفره لك .
نظر لها بذهول ليقول بصدق صفعها قويا وهو ينظر أمامه : اذا كان هذا سيرضيك ليلى فانا أتمنى أن أتألم لبقية عمري
التفت لها وقال بجبروت تملكه: سأتألم وأنت معي بجواري لبقية العمر ليلى، فلا مهرب لك مني.
تأوهت بقوة وهي تحرك راسها لترفعه قليلا وتحاول أن تنظر حولها دون أن تستطيع الرؤية جيدا ، عاد الطنين لاذنيها بقوة جعلها تأن مرة أخرى وهي تحاول أن تستوي جالسة ولو قليلا حتى تخرج من ذلك الفراش اللعين الذي يشبه عليها بئر سحيق يبتلعها
تأوهت مرة أخرى وهي تحاول أن تنتصب واقفة دون أن تشعر بذلك الألم الذي ينغز خلايا جسدها كاملة ، تحركت بصعوبة لتتجه الى دورة المياه وتغسل وجهها اكثر من مرة لعلها تستطيع الرؤية بوضوح وتتخلص من ذلك الطنين المزعج
تمسكت بطرف المغسلة قويا وهي تنظر إلى وجهها المنتفخ وجفونها التي شابهت جفون الضفادع لتزفر بياس وهي تعلم جيدا أن هذا لا يهم الأن فما تشعر به من الم اهم بكثير من مظهر وجهها
عاودها الطنين قويا لتقبض بكفيها على جانبي راسها بقوة وهي تحاول أن تتحرك خارجة من دورة المياه وتتجه إلى احد الأدراج لتخرج شريط دواء مسكن للألم .
جلست مرة أخرى على الفراش وهي تشعر بالدوار ، أغمضت عينيها لدقيقتين لتشعر براحة اكبر وتفكر أنها لن تستطيع أن تأخذ ذلك المسكن إلا عندما تتناول القليل من الطعام
فكرت وهي تعاود فتح عينيها وتنظر من زجاج النافذة فترى الظلام الدامس يغلف السماء في الخارج " كم الساعة الأن "
رفعت حاجبيها بدهشة وهتي تطلع إلى الساعة الصغيرة الموضوعة على الكومود بجانبها وتمتم بتعجب : الثالثة فجرا ، لا عجب اني اشعر بكل هذه الأعراض لقد نمت لوقتا طويلا دون اشعر
فردت كفها على بطنها المنتفخ وهي تقول : عذرا طفلي لابد أنكما تتضوران جوعا بسببي .
تحركت بهدوء حتى لا تصاب بالدوار أو يعاودها الطنين المؤلم وخاصة أنها ارتاحت قليلا منه ، واتجهت خارجة من الغرفة لتأخذ طريقها للأسفل حتى تتناول الطعام وتأخذ أدويتها التي أهملتها الليلة !!
تنهدت بقوة وهي تدخل إلى المطبخ وتغمض عيناها حتى لا تُعاد تلك الذكرى براسها ، أعدت القليل من الطعام وابتلعته رغما عنها وهي تشعر به كأحجار ثقيلة تمزق حنجرتها وتزيد من شعورها بالغصة التي تحكمت بحلقها .
تنفست بقوة وهي تضع الأطباق في المغسلة وتشعر بعدم رغبة في عمل أي شيء ، اتجهت إلى البراد لتصب لها كاس من الماء المثلج وتحمله معها للأعلى
صعدت السلم برفق على اطراف أصابعها ، نظرت لقدميها العاريتين مليا فهي لم تنتبه لأنها حافية القدمين إلا الأن وبسبب طريقة صعودها للسلم
ابتسمت بألم وهي تتذكره وهو يقول بمكر : على رسلك حبيبتي فحتى الأرض أغار عليك من لمسها لأقدامك العارية .
تنهدت بقوة وهي ترفع راسها لأعلى حتى لا تبكي ، ليقشعر بدنها كاملا وهي تنظر بعيني متسعتين له وهو خارج من غرفة الأخرى واقل ما يوصف به انه كان نائما !!
.
.
.
زفر بضيق وهو يحرك راسه يمينا ويسارا وهو يشعر بعنقه تصلب جراء تلك النومة الغير مريحة ، لا يعلم ما الذي دفعه للنوم هنا وعلى ذاك الكرسي الغبي!!
تأفف بضيق وهو يعلم انه ظل يفكر بها إلى أن غفت عيناه ، فبعد أن قام بإيصال بهار إلى المطار ومنها ستذهب في رحلة لمدة أربعة أيام تقضيهم في شرم الشيخ عاد ليأكله القلق عليها .
ولم لا يفكر بها ، لقد تعجب من نومها المبكر وخاصة أنها لم تنزل لوداع بهار فأخبرته الأخيرة أنها كانت متعبه قبل أن تذهب لغرفتها وعندما ذهب للاطمئنان عليها اندهش بشدة لقد كانت مستلقية بطريقة عجيبة على الفراش ، زفر بهدوء وهو يعدل من وضعية نومها ويخرج ليغلق الباب خلفه ويذهب مع الأخرى ليودعها للقاء مرة أخرى
ولكنه ازدد تعجبا عندما عاد ليجدها لا تزال نائمة ، فمنال ليست كثيرة النوم حتى في فترات حملها الأولى ، ولكنه اثر أن لا يدخل إليها حتى يطمئن لعلها تكون مستيقظة فتساله عما أتى به إليها .
فلم يجد أمامه إلا غرفة النوم التي كانت تستعملها بهار فدلف إليها لعله يستطع أن يحصل على النوم الذي جافاه الفترة الماضية وخاصة بعد أن انتقل ليبات بغرفة مكتبه حتى لا تلاحظ بهار انه لا يقيم مه زوجته بالغرفة فكان يتسلل ليلا لغرة المكتب وينام بها ، ولكن تلك الأريكة اللعينة كانت تصيبه بالأرق فكان يقضي لياليه يتطلع إلى سقف الغرفة ويحصي عدد الكريستالات التي تتدلى من الثريا الفخمة التي تزين غرفة مكتبه .
ولكنه لم يستطع النوم هنا أيضا ، ولا يعلم السبب وراء ذلك استلقى بحنق على الكرسي الهزاز الموضوع بالغرفة وظل يتأرجح هو وأفكاره التي تتأرجح حولها إلى أن غفت عيناه
ليستيقظ الأن على الألم رقبته فيشعر بان ضيقة يتزايد أضعافا مضاعفه حك راسه بغضب أدى الى تشعث خصلات شعره الناعمة
ليتحرر من قميصه وهو يشعر بحرارة غير طبيعية تدب في جسده من الواضح أنها أتت رفيقه لضيقه ، ليخرج من الغرفة وهو يقرر الاتجاه الى المطبخ ليأتي ببعض من العصير المثلج لعله يهدا من بركان غضبه
انتبه من غضبه على شهقة خفيفة صدرت منها وصوت زجاج تهشم ليرفع عيناه وينظر أليها فيجدها تترنح في وقفتها اعلى السلم ، هرع أليها سريعا وهو يلتقطها بين كفيه ، خوفا من أن تقع للأسفل ، لتدفعه بقوة وهي تبكي بشكل هستيري لا يعلم سببه !!
انتفض بقوة على بكائها الجنائزي فضمها إلى صدره وهو يحملها حتى لا تؤذي قدميها بذلك الزجاج المبعثر وخاصة انه اكتشف إنها حافية القدمين و يقول بهدوء: ماذا حدث منال ؟ هل أنت متعبة ؟
ازدادت دفعاتها قوة وهي تشنج بالبكاء وتريد أن تتخلص من ذراعيه فيتمسك هو بها قويا ويجبرها على السكون بحضنه وهو يسالها بإصرار اكبر: ماذا حدث منال ؟ هل أنت متعبة ؟ هل اذهب بك إلى المشفى ؟
أزداد بكائها وانقلب إلى نواح فعقد حاجبيه باستياء وهو يحاول أن يتفهم ما الذي تتفوه به من بين شهقاتها، رمش بعينيه وهو يقول: منال ماذا تقولين ؟
ضربت صدره بقبضتها قويا وهي تساله بهيسترية : لماذا ؟
شعر بالتشتت فسالها : لماذا ماذا ؟
شهقت بعنف فضمها إلى صدره بحنان تلك المرة وهو يهمس لها بخفوت : اش حبيبتي ، ماذا يحدث ؟ اخبريني بم تشعرين .
اكمل بحنو : هل أنت متألمة ؟ هل أخذك للمشفى ؟ اخبريني ما الذي يؤلمك !!
همست بصوت خافت استمع أليه بالكاد وهي تضع يدها على قلبها : هذا ما يؤلمني .
امتقع وجهه وهو يضمها الي صدره اكثر ويهمس لها : اهدئي حبيبتي ، لم يخلق بعد من يؤلم قلبك وانا هنا بجوارك .
صحبها الي غرفة نومها وهي تتمسك بعنقه قويا تدفن شهقاتها بكتفه وهي تنشج بصوت مؤلم ،تشبث بها قويا وهو يجلس بفراشها ويجلسها بحضنه ويضممها أليه وما أراحه قليلا هو شهقات بكائها التي أخذت في الخفوت رويدا رويدا ، دفنت راسها في صدره بطريقة المته ليضمها برفق أليه وهو يتنفس بقوة ويرتب على ظهرها بحنان وهو يشعر بانه أعاد أليه ما كان ينقصه أخيرا ، احتضنها بشوق ملأ قلبه ، ثم عدل من وضع جلستها لينظر إلى صفحة وجهها التي خطت دموعها بها نهرين
أقترب بوجهه منها واستنشق هواء صدرها الخارج من فمها المنفرج قليلا ، وهم بان يقبلها ليتنفس بقوة وهو يعدل من رايه هزها برقه : منال .
شهقت ببكاء جديد فسائلها بإصرار : ماذا حدث حبيبتي ؟
قالت بدون وعي وهي تتمسك بكتفه العاري : أنت ستتركني .
عقد حاجبيه وهم بالرد لتتبع : ستذهب أليها .
تمسكت به قويا ونشجت ببكاء مكتوم وهي تكمل : لا استطيع الابتعاد عنك خالد ، لا استطيع .
ضمها إلى صدره بقوة مرة أخرى وهو يلعن ذلك الكبرياء الذي يقف بينهما كحائط صد وهمس بأذنها : ولا أنا حبيبتي
اتبع وهو يهدهدها كالأطفال بين ذراعيه : لن أتركك حبيبتي أبدا ، فانا الآخر لا استطيع الابتعاد عنك .
همس بخفوت أمام شفتيها : أنت قدري منال وانا اعشق ذلك القدر .
تعلقت برقبته اكثر فابتسم وهو يتمدد على الفراش وهي بين ذراعيه تخلص من حذائه ببساطة وضعها برقه على الفراش واقترب منها اكثر وهو ينظر أليها بشوق انضجه لدرجة اوشك بها على الاحتراق
تنفس بقوة وهو يتأمل ملامحها المعذبة، خطين الدموع المحفورين بوجنتيها . انفها المحمر جراء نوبة بكاء أخرى غير تلك . فمها المنفرج قليلا
احنى راسه أليها ليطبع قبله رقيقة على ذقنها وهو يفكر أنها لن تشعر به وان قبلة واحدة لن تضيره بشيء
ولكنه لم يشعر بنفسه ألا وهو يطبع كل إنش في وجهها بقبل كثيرة لا تعد ولا تحصى وكانه كان عطشان ووجد نبع من ماء نقي لينهل منه ولكنه كلما شرب منه كلما ازداد عطشه له اكثر
قربها دون وعي منه ليلصق جسدها بجسده وهو يشعر بالحياة تدب في أوردته مرة أخرى بنعيم قربها ،شعر بالسخونة تلبسه بعد أن خلع عنها ذلك الروب اللعين الذي كان يكتنف جسدها ، تأمل جسدها الممتلئ قليلا وبطنها المنتفخ وهو يشعر بان حبه إليها يزداد وهو يرى ثمرة عشقه واضحة كالشمس ، بسط كفه على بطنها بحب
ليتأوه باسمها منتشيً وهو يشعر بجلدها الناعم يخترق حواسه من تحت غلالة نومها الشفافة لمسها بشوق جارف وهو يريد أن يستعيد تلك الليالي التي شعر بدفئها يغمره مبعدا ذكرى برودة الوحدة القاتلة التي تلتها
أراد أن يغرق في جنتها فاقترب ليقبل حبتا الكرز ولكنها تحركت بتململ بين ذراعيه وهي تتأوه بتعب وتئن ببكاء خافت أعاد أليه بعضا من عقله الذي سأله بخشونة " ماذا تفعل خالد ؟ "
قفز واقفا سريعا كالملدوغ ، ونظر أليها وهو يحاول أن يتحكم في تنفسه القوي وشعر بقلبه يذوب بسبب حركتها الضئيلة وارتجاف جسدها ، ليزفر بقوة وهو يمرر أصابعه في شعره بقسوة ويتمتم بغيظ : اللعنة .
حاول أن يسيطر على أعصابه قليلا فتحاشى النظر أليها بل لف جسده وأعطاها ظهره وتحرك باتجاه النافذة لينظر الي السماء المقمرة وهو يشعر بانها بدأت تفيق من حالة اللاوعي التي كانت لديها !!
تأوهت مرة أخرى ليجز هو على أسنانه بقوة ويقبض كفيه ويسمر رجليه بالأرض حتى لا يذهب أليها
تمتمت من بين شفتاها: خالد.
زفر بهدوء وبطريقة لا تسمعه بها ليقول ببرود وهو يلتف وينظر أليها : لم تبكين ؟
رمشت بعينيها وشعرت بالدموع تخنقها وهي تتذكر خروجه من غرفة بهار بنفس المظهر الذي تراه به الأن .
زمت شفتيها قليلا وتحكمت بدموعها قويا وقالت: ماذا كنت تفعل عندها ؟
عقد حاجبيه بدهشة وسال بتعجب : عند من منال ؟
أشاحت بوجهها بعيدا عنه ثم نهضت واقفة على ركبتيها ولم تغادر الفراش لتقول بثورة لم تستطع كتمانها : عند بهار ، الساعة الثالثة فجرا وأنت هكذا .
أشارت بيدها عليه وهي تنطق باخر كلماتها لينظر أليها بتفحص وقال : أنت لا تمزحين ، الليس كذلك ؟
شع الغضب بعينيها فاكمل بثورة وهو غير مصدق لشكوكها حوله : حسنا ، اكتفيت من بكائك وغطرستك وغبائك لتواجهينِ الأن بجنونك .
اكمل وهو يتجه إلى باب الغرفة : سأغادر من هنا قبل أن افعل ما لا يحمد عقباه .
هدرت بعصبيه: انتظر خالد واجبني.
لف لها بحدة وعيناه تلمع بغضب: أجيبك على ماذا أيتها المختلة ؟ كيف تتهميني اتهام مثل هذا ، ناهيك على أن بهار ليست متواجدة الأن ، ولكن كيف تفكرين بمثل تلك الطريقة حتى اذا كانت هنا .
ردت بذهول : بهار ليست هنا ، كيف هذا ؟
صرخ بقوة انتفضت هي على اثرها : الم تسمعي بقية حديثي ، اكل ما سمعته أن بهار ليست هنا ، ولم تفهمي كيف تتهميني بأخلاقي وأخلاق ابنة خالي الذي أعاملها كأخت صغيرة لي .
شحب وجهها وتلعثمت، فاتبع بصوت جليدي: ما زلت كما أنت منال لا ترين ابعد من طرف انفك.
غادر صافقا الباب من خلفة بقوة، فارتعدت بشده وهي تنظر إلى الباب بذهول لم يدم طويلا وهي تردد : بهار ليست هنا ، أين اذا تكون ؟
غادرت الفراش سريعا لتتبعه بحثت عنه في غرفة بهار التي وجدتها فارغة ، اتجهت لأسفل وهي تبحث عنه كالمجنونة ، انتبهت وهي تنظر إلى غرفة مكتبه على صوت بالحديقة الخلفية لتخرج وتراه وهو يسبح بقوة وكانه يفرغ غضبه في مياه الحوض ، تحركت بخطوات متمهلة لتجلس على حافة المسبح وهي تراه أتيا باتجاهها ،
اخرج راسه من الماء متمسكا بحافة المسبح تاركا رئتيه تستمع بالهواء قليلا قبل أن يغطس مرة أخرى حتى يقلل من فوران دمه بسبب تلك المجنونة المسماة بزوجته
ليصدم وهو يرى ساقيها تهتزان أمامه في المياه وهي تنظر أليه بهدوء وتقول باعتذار خافت : اعتذر لقد نسيت أن بهار غادرت وشعرت بالغيرة تقتلني عندما رايتك خارجا بتلك الطريقة .
بللت شفتيها بتوتر وهي تكمل : حتى اذا كانت كأختك الصغيرة أنا لا اقبل أن تخرج من غرفتها فجرا حتى لو كنت ترتدي كامل ملابسك .
نظرت إلى عينيه وهي تقول: ليس كما كنت.
لمعت عيناه بزرقة المياه من تحته فتبرمت بقوة وهي تقول مدافعه عن نفسها : اعذرني خالد وضع نفسك بموقفي ، فكر ماذا ستفعل اذا وجدتني خارجة من غرفة احد أقربائي وانا شبه عارية .
سحبها من ساقيها بقوة وهو يلتقفها بين ذراعيه شهقت بقوة وهي ترتطم بالمياه الباردة وتمسكت بكتفيه قويا وهي تحاول الاعتياد على برودة المياه ، لم يمهلها ثواني إلا وهو ينقض عليها مقبلا إياها بقسوة جعلتها تتأوه من بين شفتيه وهو يتركها أخيرا ليقول بغضب لمع في سواد مقلتيه : اصمتي منال ، الأفضل لك هو الصمت .
ظهر الألم على وجهها جليا ليقول : هذا اخف عقاب لك ، صدقيني اذا لم أراعي حالتك لكنت الأن تصرخين بدون توقف .
تمسكت بحافة المسبح رغم انه لم يتركها وقالت بدلال لم تتعمده : سامحني خالد
اتبعت بنظرة متوسله أطارت صوابه : أرجوك .
لمعت عيناه تلك المرة بزرقه حقيقية وقال بهدوء اشتاقت أليه كثيرا في الآونة الأخيرة : حقا ؟
انتظرت أن يكمل حديثه فاتبع بهدوء صادق: أتريدينني أن أسامحك منال ؟
تركت حافة المسبح لتتعلق بعنقه وهي تهمس أمام وجهه: نعم وأتوسل أليك أيضا خالد،
حركت طرف سبابتها على ذقنه وهي تنظر إلى عينيه: بل أسالك غفرانك وحبك،
أحاط خصرها بذراعه وهو يترك حافة المسبح بدوره فصرخت بدهشة وهي تتمسك بعنقه قويا قال بهدوء: لا تخافي وثقي بي قليلا.
نظرت إلى عينيه وقالت بصدق مس قلبه سريعا: حتى لو أغرقتني لا يهم ، ما يهم إنني معك .
ابتسم بطبيعية أنارت وجهه ولمعت عيناه بتلك الزرقة التي كادت أن تحترق شوقا أليها ، همس أمام شفتيها : لا تقلقي منال فالغرق الذي أريده ليس مخيفا .
لمعت عيناها بشقاوة أسعدته وضخت الدماء قويه إلى قلبه وهي تقول: حقا ؟
اتبعت وهي تلتصق بصدره اكثر : اعتقد أن علي الخوف ولكن بطريقة مناسبة لتلك النظرة التي تلمع بعينيك .
ضحك بقوة وهو يسبح بخفة إلى وسط المياه : توقفي الأن والا سأحملك نتيجة كلماتك تلك .
طبعت قبله رقيقة بالقرب من شفتيه وقالت : وانا اكثر من مستعدة .
نظر لها بصدمة فشعرت بحاجز وهمي يرتفع بينهما مرة أخرى فهمست باستفهام : خالد .
دون أن ينتظر أن تنطق بسؤالها قال بهدوء مريب : اعطني بعض الوقت منال ، فانا إلى الأن لا استطيع التفاعل مع ما أخبرتني به .
شعر بخيبتها التي تجسدت بملامح وجهها ليتبع : فقط لقليل من الوقت .
ابتسمت وأخفضت عيناها عنه وشعور الانكسار يغلفها لتقول بهدوء :اذا تلك هدنه بيننا .
ابتسم بتألق وقال : لا .
شحب وجهها الذي رفعته سريعا لتنظر أليه وهو يكمل بصوت ضاحك : أنها فترة تعارف جديدة ، يستحق كلانا البدء من جديد .
ضمها أليه وهو يتبع : بداية جديدة منال كل ما نحتاجه ، بداية بعيدة عن الغموض والأسرار ، بداية تبنى على الثقة والصدق والصراحة .
ابتسمت باتساع وقالت : وانا موافقة .
اتجه بها إلى السلم وأجلسها عليه لتصيح بسخط: لماذا ؟
ابتسم بهدوء: يكفي هذا من اجل الطفلين ومن أجلك أنت أيضا ،
ابتسمت وأومئت موافقة لتقول بهدوء : بمناسبة الطفلين أريد الاطمئنان على احمد وهنا .
ربت على راسها بخفة وقال : سنذهب غدا بإذن الله فانا الآخر اشتفت أليهما .
|