كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 23 ..
وقف ينظر الي نفسه في المرآه للمرة الثانية ، يتأكد من ان كل شيء على اعلى درجة من الدقة ، اعاد نظرة مرة ثالثة من شعره المصفف بعناية ووجه الحليق ، الي رابطة عنقه ثم قميصه ، اغلق سترته ونظر الي حذائه اللامع ليتنفس بقوة ويبدا برش قطرات من عطره المفضل على رقبته وسترته واخيرا بيديه .
تنبه مما يفعله على نظرات الاخر المصوبة عليه بدقه ، تنحنح بخفة وقال : ماذا ؟
ابتسم الاخر بهدوء وقال : لا شيء .
نظر اليه مرة اخرى ونطق بهدوء : علام تنظر اذا ؟
قال الاخر ببساطة : عليك بالطبع .
ثبت نظره عليه فاتبع الاخر : حقا لا ادري هل انت العريس اليوم ام وليد ؟
عقد امير حاجبيه فاكمل الاخر : لا اعلم لم اشعر انك تنتظر ذلك اليوم منذ ان ابلغك به وليد .
تنفس بهدوء مسيطرا على أعصابه وقال وهو يهز كتفيه بلا مبالاة : بالطبع انتظره انه يوم خاص في حياة اقرب اصدقائي كيف لا انتظره .
رفع الاخر له عيناه ونظر اليه متأملا ثم ابتسم ابتسامه جانبية ماكرة : لا ليس هذا السبب الحقيقي وراء كل هذا التأنق .
جمد وجهه فاتبع الاخر بثقة : اسمع امير لست غبيا واستطيع ان اشعر بك جيدا ، انت صممت على الخروج اليوم لتحضر الخطبة رغم ان وليد اكد علي اذا كان هذا سيضر ساقك فلا يهم ان تحضر الخطبة ويكفيه ان تحضر حفل زفاف ولكن سيادتك استبددت برايك وصممت على الخروج .
ثم بدأت حالة الاستنفار لديك من اول البارحة ، اكدت على وليد ان يأتي لك ببذلة جديدة انيقة ووليد لم يقصر بل اعتقد انه تسوق لكليكما معا حتى الحذاء اتى به .
نظر أمير إلى الحذاء وهز رأسه ببرود : نعم انه حذاء رائع مريح وانيق .
زم الاخر شفتيه بقوة وجز على اسنانه بعصبية ليكمل بنبرة صوت هادئة : حسنا امير مبروك على الارض يا صديقي .
ابتسم له امير باستفزاز فقال وجيه بعصبية : اسمع لن تخرج من هنا الا عندما تخبرني عن السر وراء كل هذا
قالها وهو يشير عليه فابتسم امير بسخرية : حاول ان تمنعني .
تنفس وجيه بقوة وقال في هدوء : لا تتحداني .
التفت اليه في حدة وقال : لم اسمع ما تفوهت به الان .
وقبل ان يجيبه الاخر قال بجمود : لا تشغل راسك بي واذهب واستعد لتتمكن من حضور الحفل وجيه .
ابتسم الاخر بهدوء : حسنا سأذهب ولكني اعلم لم تفعل كل هذا .
تنبهت حواس امير قويا ولكنه لم يبد اي اهتمام فاكمل الاخر
وهو يخرج من الغرفة : اقطع ذراعي ان لم تكن على موعد مع تلك الفتاه التي سرقت قلبك وجعلتك تناغي باسمها وانت نائما .
راقبه الى ان خرج من الغرفة ثم ابتسم بهدوءوتمتم : لا يرضيني ان تقطع ذراعك يا طبيبي المخلص .
***********************
خرج من دورة المياه واتجه إلى غرفة التبديل تحت انظارها ، يمشي بخطوات متمهلة حتى لا يجهد ساقة المصابة ، وقفت وتحركت بهدوء حتى لا ينتبه اليها
اقتربت من باب غرفة التبديل ووقفت تنظر اليه بشغف تجلى في عينيها ، تشعر بقلبها يقفز بجنون وهي تراقب حركاته الهادئة ، وشعرت بانها ستبكي وهي تراه يزيل الضمادة من كتفه الايمن ويحاول ان يضع غيرها ، اسرعت بخطواتها وهي تضرب بكل شيء عرض الحائط وتسحبها من يده بهدوء تام وازى غضبة العارم الذي اشتعل بعينيه عندما دخلت في مجال رؤيته
شعرت بنظراته الغاضبة كوخز حارق ينتشر في جسدها كله فهمست بتوسل : دعني اساعدك .
زم شفتيه ببرود : لا احتاج الي مساعدتك .
ترقرقت الدموع بعينيها وقالت في ضعف : ولكني احتاج الي ان اساعدك ، يكفي ان لا استطيع ان احمل المك عنك .
اتبعت برجاء متوسل : اتركني اساعدك .
تركها تساعده ليريها انها لن تستطيع التأثير به ، فأشاح بنظره بعيدا عنها وجمد جسده كله حتى لا يشعر بها ، نعم استطاع ان يتحكم في جسده الذي تصلب بأمره وجلده الذي استجاب اليه ولم يشعره بلمساتها
ولكنه لم يستطيع ان يتحكم في قلبه الذي قام بدور الاثنين معا ونقل اليه كل ما فعلته به ، اعطاه تقريرا وافيا عن عدد اناملها التي لمست كتفه وعدد لماستها التي اشاعت الفوضى بنبضاته ، وحنانها الزائد عليه وكانه طفل صغير ، اعطاه وصفا دقيقا لكل ما فعلته ثم صرخ لائما اياه على دموعها الغالية التي انسابت بسبب كلماته الغليظة .
انتهت من ضمادة كتفه لتجلس ببطء كيفما اتاح لها بطنها المنتفخ وتكشف عن ساقه لتباشر تضميدها بهدوء كالأخرى ، تشعر بانها على وشك الانهيار ولكنها تتماسك بأقصى قوة
فمنذ ان اتى ليلا – بعد اربعة ايام من انصرافه مهرولا غاضبا الي المجهول – شعرت به وهو يدلف الي الغرفة بهدوء كعادته ، ولكنها لاحظت سريعا انه يتحرك ببطء وخيل اليها انه يئن ، نهضت على الفور لتتأكد بالفعل انه كان يئن ، اضاءت نور الغرفة ، لتشهق بقوة وهي ترى دمائه التي اغرقت قميصه كاملا .
لم تتنبه حينها الي اصابة ساقه فاندفعت بقوة اليه وهي تصيح " ماذا حدث لك ؟"
حينها دفعها بعيدا عنه في عنف وقال مزمجرا : لا شأن لك بي .
نظرت له بعتب واضح وسيطرت على دموعها لتقول بهدوء : حسنا سأخبر ابي بعودتك فهو قلق عليك منذ ان غادرت هكذا كالمجنون .
استوقفها عند باب الغرفة وهو يؤمرها بجبروت : لن تخرجي من هنا ولن تخبري احدا بعودتي الان ، ولا اريد لاحدا ان يعلم عني شيء ، اذا سألك احدهم عني اخبريهم اني اتصلت بك واني بخير .
التفتت اليه بحده وقالت : هل ستظل هكذا ؟
لتصيح مستنكرة : اتريد الموت ؟
نظر لها بقوة : اخفضي صوتك ، لن يحدث لي شيئا .
ليتبع بسخرية شديدة : وان حدث اعتقد انك ستسعدين لتخلصك من قيدي اخيرا .
وقفت تنظر اليه مصدومة بعد ان اغلق باب دورة المياه بقوة في وجهها ، لا تستطيع ان تستوعب ان من يحدثها هو خالد ، رمشت بعينيها وهي تفكر " خالد من كان يغدقها بكلمات الغزل وهمساته الجريئة ، عيناه تلتهمها بشوق فينهمر عليها بطوفان من القبل الرقيقة ، يتحدث اليها بتلك النبرة الجليدية وينظر اليها بكل هذا النفور "
تأوهت بضعف واسندت راسها ليديها وهي تفكر " خسرته الي الابد بغبائي وكبريائي اللعين "
صاح عقلها تلك المرة " لا منال اهدئي وتوصلي لطريقة تسترديه بها ، فحبه لك لن يموت في غضون يومين يا حمقاء ، انه فقط غاضب "
هزت راسها موافقة وهي تمتم " نعم غاضب بشدة ولكني سأفعل كل شيء حتى استعيده مرة اخرى .
حينها خرج من دورة المياه وعندما اقتربت منه لتعرض عليه مساعدتها زأر بها بعنف واخبرها أن لا تفكر أن تلمسه حتى!!
وقفت يومها تشاهده بقلة حيله وهو يضمد جراحه النازفة التي وضح لها انها ضمدت من قبل ولكن شيء ما حدث جعلها تنزف بغزارة ثانية .
وها هي لليوم العاشر تتوسل اليه ان يتركها تساعده ، في كل مرة ينهرها بشده ان تقترب منه ، صاح قلبها فرحا " ولكنه اليوم سمح لك منال ، وهذا يعتبر تقدم "
تنفست بأمل لتتنحنح وتقول بهدوء : هل ستستطيع ان تحضر الحفل ؟
اومئ براسه وقال بخفوت : نعم .
قالت بصوت اعلى قليلا : ولكن ساقك مصابة ولن تستطيع القيادة لا تنسى ان قيادة السيارة هي السبب الرئيسي في النزيف المرة الماضية .
اطل عليها من عليائه وقال ببرود : كيف عرفت ؟
شعرت بالحرج يغزوها واحمر وجهها لتقول بتوتر : سمعتك تتحدث مع احدهم .
هز راسه ببرود واطبق شفتيه بقوة ، لوت شفتيها بخيبة امل لأنه عاد الي الصمت مرة اخرى ولكنها لن تيأس حاولت كسر الصمت من جديد وقالت : لن يحدث شيئا اذا لم نحضر الحفل ، سأخبر ابي اني متعبة ولا استطيع الذهاب وبالتالي لن تذهب انت .
رفع حاجبه ونظر لها ساخرا : وما شأني انا بك سواء كنت متعبة او لا ؟
نظرت له بعتب فاكمل بسخرية : توقفت عن دور جليسة الاطفال منال ، توقفت عنه منذ زمن بعيد !!
ابعد ساقه عنها بشيء من الغلظة وقال باقتدار : اعتقد ان هذا يكفي !
رفعت عيناها اليه فنظر لها بجبروت وهو يخبرها بعينيه ان تعترض على معاملته – اذا استطاعت – ليبتسم بتشفي بارد ويتحرك من امامها ليرتدي ملابسه في هدوء
ظلت جالسة ارضا لمدة لا باس بها تحاول ان تستوعب تلك الطريقة التي يتعامل بها معها ،
هزت راسها بعدم فهم وعقلها يرفض ان يستوعب ويفهم ما يحدث بينهما
هتف قلبها في حدة " بل اعتاد على ذلك ايها الاحمق ، فانت من أوصلته لذلك "
اتبع ساخرا " كنت تظننين انه يعاملك بجبروت واقتدار ، اخبريني عن تلك المعاملة الان ، اخبريني عن عدم رؤيتك الماضية لمقدار حبه ، لعدم فهم زرقة عيناه وهي تلمع بسبب ولهه بك ، واخبريني الان عن ذلك السواد الذي يحيط بمقلتيه ليخبرك بمدى كرهه لنا !!!"
شعرت بانها على وشك البكاء فتنفست بقوة ورفعت راسها وهي تحاول ان تجمع اكبر قدر من الهواء ليدخل الي رئتيها ، وقفت بهدوء ونظرت الي ظهره العريض اظهر عرضه اكثر تلك السترة الرمادية الغامقة ، التفت امامها وهو يلف ربطة عنقه تأملته جيدا وهو يرتدي قميصا رمادي افتح قليلا من لون السترة ، عقدت حاجبيها بعدم رضى وهي تنظر لرابطة العنق تلك التي يرتديها بلونيها الرمادي في الاسود ، ليلمع عقلها فجأة بفكرة اعتبرتها جيدة !!
اقتربت منه وهي تبتسم بخبث انثوي ، شدتها من بين يديه في هدوء، ليرفع اليها عينيه بغضب فابتسمت بدلال اعتادت عليه ، وهمست : لا تليق ، لديك ما هي اجمل من تلك .
تركتها من بين اناملها لتقع ارضا ومسكت يده بتملك لم تفعله من قبل وشدته معها
لتقف مرة واحدة وتنحني امامه وتأتي برابطة عنق اخرى سوداء لامعة وتضعها حول عنقه ، ربطتها بحرفية شديدة ، لتملس عليها برقه وتنظر الي عينيه : هذه افضل .
لوهله لمحت بعينيه بريق ازرق تعرفه جيدا لتنظر جيدا له فتجد تلك الحلقتين السود يزداد اتساعهما ويبتلعان ذلك البريق الذي راته او توهمته ، قال بغلظة كادت ان تفقدها اتزانها : لم اطلب مساعدتك ، ثم ان الاخرى افضل من تلك .
شعرت بخيبة امل تكتنف جسدها ، ابتعدت للوراء تلقائيا ورمشت بعينيها لتبتسم بهدوء : حسنا ، لا ترتديها اذا كنت لا تفضلها .
قال بضيق : ليس لدي الوقت للأسف سأنزل للأسفل ، فوالدك يريدني ، ارجو ان تجهزي سريعا .
تحرك ليخرج من باب الغرفة .. وقف مرة واحدة وقال لها في برود : او الافضل ان تأتي مع السائق الجديد ليس لدي الوقت لانتظر تلك المُهاترات السخيفة في عالم الازياء والموضة .
انتفضت بعفوية على وقع صوت غلق باب الغرفة ونظرت الي اثره بعينين متسعتين من عدم التصديق !!
***********************
هتفت في غيظ : لماذا أتيت الآن ؟ لماذا لم تتأخري بضعة ساعات أخرى ؟
ضحكت الأخرى بمرح وسعادة ثم انحنت لتضمها من أكتافها وتقبلها في خدها بعفوية : لا تغضبي من فضلك فأنت الأعلم بظروف عودتي الغريبة .
ابتسمت الأخرى بغيظ وقالت : تقصدين ظروفي أنا السيئة .
ضحكت ليلى بمرح : لا طبعا ، إن ظروفك رائعة .
هزت ياسمين أكتافها بتعب : ما الجيد في أني اشعر بكل شيء يجري من حولي بل يعدو بقوة وكأنه يسابق الزمن .
ابتسمت ليلى بهدوء : انه لفأل خير ياسمين فهذا يعني أن الله يبارك في تلك الزيجة .
هزت ياسمين رأسها بهدوء : حسنا ، هذا التفسير أراحني ولو قليلا ولكني غاضبة بحق ليلى لم تأخرت هكذا .
ابتسمت ليلى وانحنت مرة أخرى تقبل خدها : اعتذر حبيبتي ولكن للأسف استغرقت في النوم فانا لم استطع أن أنام طوال الرحلة ولم انتبه لصوت المنبه وبلال اخبرني انه دق الباب علي أكثر من مرة واتصل بي أيضا ولم أجب عليه .
نظرت ياسمين حولها وسالت في دهشة : وأين الآنسة ايني إن شاء الله ؟
ضحكت ليلى وقالت في مرح : لو كنت انتظرت ايني لما كنت حضرت إلى هنا ولا حضرت الحفل أيضا ، ايني لديها قدرة مرعبة على التأخير
ضحكت ياسمين ونظرت إلى ليلى التي قامت بفك حجابها لتهتف في سعادة : أريد أن احصل على قصة شعر جديدة اليوم ، ما رأيك ؟
عقدت ياسمين حاجبيها وقالت برفض : لا ليلى حرام عليك ، لا تقصيه جددي مظهره فقط .
لمست خصلات شعرها ونفضت تفكيرها بعيدا عن تلك الذكرى وهزت رأسها موافقة : حسنا سآخذ بنصيحتك ، كم من الوقت تبقى لدينا ؟
__ ليس بالكثير ، هل ستحصلين على زينتك هنا ؟
هزت ليلى رأسها بالإيجاب : نعم سأظل معك إلى أن يأتي عريسك المصون ليصطحبك إلى مكان الحفل .
ابتسمت ياسمين باتساع وقالت : طبعا هل كنت تظنين أني سأتركك ترحلين بعيدا عني اليوم ، يكفي انك لم تكوني موجودة يوم قراءة الفاتحة .
همست ليلى بمشاكسة : تنكرين أني أول من باركت لك قبل وليد نفسه
هزت ياسمين رأسها بالنفي : لا طبعا لا أنكر ولكني كنت أفضل أن تكوني بجانبي واشترط هذا على وليد ولكنك أنت من أخبرت بابا أن يتمم كل شيء وانك ستكونِي هنا يوم عقد القران .
اقتربت ليلى منها وقالت بمرح : وها أنا ذا ، كفي عن تلك العصبية التي اعلم جيدا أنني لست سببا لها ولكني حقا لا اعلم ما سببها ؟
زمت ياسمين شفتيها ونظرت لها لتقترب الأخرى تلقائيا منها فهمست الأخرى : اشعر بتوتر هائل بسبب فكرة عقد القران .
ابتسمت ليلى فعاتبتها الأخرى بعينيها فأومأت لها بان تكمل : وليد إصر على هذه الخطوة وأنا كنت رافضة لها ولكنه اقنع أبي بكلمتين تخيلي ، اخبره انه لا يريد أن يتردد على البيت دون إطار شرعي
اتبعت في غيظ مكتوم : تخيلي وليد أفندي ، ديدو بك يتكلم عن الإطار الشرعي
لم تستطع ليلى أن تكتم ضحكتها فانفجرت مقهقه لتضحك ياسمين بخفة ، صمتت ليلى لتقول بهدوء : ولكنه محق ياسمين .
التفتت لها ياسمين في حدة فاتبعت بعقلانية : لا تحتاجي لتتعرفي عليه فأنت تحفظينه عن ظهر قلب فلم التأخير في تلك الخطوة ، أنا توقعت أن تقيموا حفل زفاف دون القيام بأي خطوات أخرى .
ابتسمت ياسمين بتوتر : نعم لقد اجل حفل الزفاف للشهر القادم بعد أن غضبت وتوقفت عن الرد على اتصالاته ليلتها ،
ابتسمت ابتسامة خفيفة وهي تكمل بسعادة : كاد أن يجن واتى إلى البيت وبعث لي برسالة نصية يخبرني إن لم أرد على الهاتف سيصعد و لن يهمه ما سيحدث بعدها .
عقدت ليلى حاجبيها بتعجب وقالت : لم كاد أن يجن ؟
اتسعت ابتسامة ياسمين وقالت بانتصار : لقد اشترط عليه أن لا يقابلني إلا عند إعلان خطبتنا .
اتسعت عينا ليلى بقوة وسالت بدهشة : لم تتقابلوا إلى الآن ؟
هزت رأسها نافية وقالت : لا لم أره إلا عندما أتى هو وعائلته ليطلبوني من أبي ويوما آخر أتى إلي البيت ومعه صائغ مشهور يحمل العديد من الأطقم ، حتى لم يأتي بأحد من عائلته ولكن أمي طبعا حضرت المقابلة .
قهقهت ضاحكة : يومها كان غاضبا مني لأني لم اجلس بجانبه ولم اسمح له بان يلمس يدي أو يلبسني خاتم الخطبة ، كان ضائق في الأساس من وجود أمي التي لم تتحرك انش بعيدا عنا ، وعندما انتهيت أخبرته أن لا يأتي مجددا إلا بعد أن نعلن رسميا عن خطبتنا .
زفرت في ضيق وهي تتبع : ليلتها اتفق مع أبي على أمر عقد القران هذا ولذا أنا ضائقة شعرت حينها انه طفل صغير اغتاظ مني فقفزت الفكرة في رأسه ونفذها لإغاظتي فحسب .
ابتسمت ليلى في هدوء : لماذا تفكرين بها من هذا المنطلق ؟
نظرت لها ياسمين بتعجب فأكملت ليلى : لم لا تفكرين انه فعل ذلك لأنه يريد أن يخبرك انه لن يقبل أن يلمسك - بعد ما فعلتيه به - إلا وأنت زوجته .
لمعت عينا ياسمين وابتسمت : حقا ؟!
هزت ليلى رأسها بالإيجاب ثم سالت بمكر : ولكن اخبريني من أشار عليك بفكرة عدم المقابلات ؟
ابتسمت ياسمين : أنا من فكرت بها .
هتفت ليلى بمرح : رائعة أعيدي تربيته هذا الوليد
اتبعت وبلغة انجليزية هتفت : فتاه جيدة .
رفعت ياسمين حاجبيها بدهشة فضحكت ليلى بخفة : إنها إحدى تعبيرات ايني المفضلة ومن كثرة جلوسي معها اعتدت أن أقولها أنا الأخرى .
ضحكت ياسمين : أتوق لرؤيتها تلك الفتاه .
قالت ليلى : إنها رائعة ، مرحة وصاخبة ولا يمل من الجلوس معها .
اتبعت في لهفة : هيا اخبريني كل مما حدث في غيابي ولا تنسي أدق التفاصيل .
ابتسمت ياسمين بمرح وقالت : حسنا .
يتبع
|