كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 21 ..الفصل الجديد الل
تحرك ببطء غير معتاد عليه وهو يجفف شعره المبلول بعد ان انهى حمامه ، يشعر بالتذمر من حركته البطيئة ولكنه لا يستطيع ان يثقل على جسده اكثر من ذلك فوجيه جره جرا خارج صالة العلاج الطبيعي ، بعد ان ارهق نفسه .
تنهد بقوة وهو ينظر الي الحاسوب الذي لم يفتحه من البارحة ، يشعر بانه غاضب منها ، تلك المرة غضبة زاد عن شوقه اليها ، نظر الي الحاسوب مرة اخرى متفحصا ليفرد كفه عليه ويزفر بضيق ، تؤلمه خفقات قلبه التي تزداد عندما تمر هي بمخيلته ، انتفض قلبه بقوة وهو يساله : هل نسيتني ؟
عاد براسه الي الوراء : هل ما شعرته منها كان خاطئا ؟ الم اشكل فارقا لديها ؟اكنت عابر سبيل في حياتها ؟ ام شعرت بخفقاتك نحوها ؟
اغمض عينيه وهو يتذكر ابتسامتها الخجول " هل كنت اتخيل خفقاتها النابضة بجنون كلما اقتربت منها ؟ هل تورد خديها كان مجرد توتر ام خجل لذيذ كما كنت اراه ؟
زفر بقوة وهو يتمتم بصوت خفيض : اه ليلى !!
نظر الي حاسوبه مرة اخرى وفتحه وهو يتمتم : سأرى ما انت فاعلة يا ليلتي
سجل دخوله الي بريده الالكتروني ليجد رساله منها تساله عن مواعيد تواجده لتتحادث معه
تنفس بقوة ودعك جبهته ليتحفز جسده رغما عنه وهو يجد وجه انمي مبتسم وبجانبه " صباح الخير "
قبض كفيه وبسطهما ليتنفس بقوة ويكتب "صباح النور "
اتبع سريعا " مستيقظة باكرا "
ردت سريعا " نعم ، جفاني النوم ، ثم اني نمت مبكرا البارحة "
اكملت " عدت من الخارج وانا متعبة فخلدت الي النوم سريعا "
__" كيف حالك ؟"
__ " بخير الحمد لله ، وانت ؟"
__" الحمد لله ، سأكون بخير عندما اطمئن عليك ، لازلت بمدينة الضباب اليس كذلك ؟"
__ " انا بخير اطمان ، نعم انا هناك سأعود بعد اسبوعين على الاكثر "
اتبعت " قل لي مبروك "
شحب وجهه فجأة ليسالها سريعا " علام "
__ " اخي اهداني حاسوبا جديدا ، سعيدة به للغاية فهو اكثر من جيد "
جز على اسنانه بغضب وتمتم " حمقاء " كتب بغيظ " سعيدة بمن اخاك ام الحاسوب !!"
__ " هههههه ، ظريف سيادتك "
ابتسم لتتبع هي " الحاسوب طبعا "
ضحك عاليا على ذلك الانمي التي بعثته يخرج له لسانه مغيظا
اتبعت " وطبعا سعيدة بوجود اخي ، كنت احتاج الي وجوده في حياتي كثيرا ، نعّم الاخ هو "
لا يعلم لم شعر انه ضائق من ذكر ذلك الاخ كتب بتوتر : "لم تخبريني شيئا عنه من قبل "
كتبت " باختصار لأني لم اتعرف عليه الا من فترة قليلة ، انه اخي من امي "
جز على اسنانه وهو يكتب : " الم تخبريني انها متوفية "
صمتت لعدة دقائق لتكتب " لا انها كانت متوفيه بالنسبة لي ولكنها لازالت على قيد الحياة "
صمت قليلا ليظهر لها انه متفاجئ لتكتب هي سريعا " سأخبرك الامر كاملا "
*******************************
وقف بسيارته امام مدخل عمارة صغيرة بأحد المدن الجديدة ، نظرت حولها بتعجب
وظهرت الحيرة بعينيها وقالت باستفهام : اين سنتناول الفطور ؟
ابتسم وقال وهو يشير الي المبنى : هنا
شحب وجهها فجأة ونظر له من طرف عينها : لا ارى اي مطعم هنا .
خرج من السيارة ولف ليفتح لها الباب : انزلي فقط ساريك شيئا .
تمسكت بالباب قويا وهتفت في عنف : لن اخرج من هنا ، والان ستعود بي الي الجاليري .
عقد حاجبيه غير مدرك لغضبها المفاجئ فاتبعت في غضب اشتعل بعينيها : لن تتغير ابدا .
هتف سريعا : ماذا حدث ؟
اتسعت عيناها بقوة وقالت وهي تشير بحنق : اتيت بي لمنزلك لتتناول الفطور .
ردد في دهشة : منزلي !!
نظر حوله ليدرك فجأة انه التبس عليها الامر فقال سريعا : لا ، ليس منزلي
رفعت حاجبها الايمن ونظرت له باستهجان ليكمل : نعم اعلم ان منزلي يقع بتلك المدينة ولكن ذلك ليس منزلي
تحرك من امام الباب وقال : انظري الي البناية .
رفعت نظرها لتجد لوحة كبيرة موضوعه بأول البناية مكتوب عليها شعار كبير لحرفي الدابليو والام ومكتوب تحتها للأعمال الهندسية .
نظرت له بريبة : ما هذا ؟
تنحنح وقال : تعالي لأريك ما هذا ؟
ترددت قليلا فاتبع بعتب : ثقي بي قليلا ياسمين .
زفرت في ضيق لتخرج من السيارة بحنق ، وقفت قليلا لتقول بقوة : هات مفاتيح السيارة .
عقد حاجبيه ليهتف بغضب : ياسمين ، هل اوصلك تفكيرك لتلك النقطة ؟
نظرت له بتحدي : وابعد من ذلك وليد ، تاريخك يجبرني على التفكير الي ذلك البعد .
جز على اسنانه غضبا : والم يخبرك تاريخي اني لم ارغم احداهن على فعل اي شيء .
احتقن وجهها فاتبع بوقاحة : ام ليست لديك ثقة بنفسك .
اشتعل الغضب بعينيها لتضرب الارض بقدمها وتصيح به : ستعود بي الي الجاليري الان .
عض شفتيه بقوة وقال : اهدئي ياسمين .
صاحت به : لا ، ستعود بي الان .
امسك يديها بقوة : انت من اجبرتني على الحديث بتلك الطريقة ،
نظرت له بغضب تجسد في وجهها فاتبع راجيا : اسف ، تقبلي اعتذاري ، لم اقصد ان اسيئ اليك .
نفضت يديه من على ذراعيها فسالها بلطف : هلا اتيت من فضلك ؟
نظرت مرة اخرى الي البناية بتوتر لتهز راسها بالإيجاب اكمل بلطف وهو يمد اليها مفاتيح سيارته : هاك المفاتيح حتى تكوني مطمئنة .
نظرت له بصمت لمدة ثواني ، تنحنحت لتقول بصوت ابح : سأثق بك وليد فهي الفرصة الاخيرة على اي حال .
ابتسم واقترب منها : لن احتاج الي فرص اخرى حبيبتي .
صاحت بضيق : وليد
ضحك : حسنا ، سأصمت ، هيا امامي .
زفرت بقوة لتتقدمه الي الداخل !!
*****************************
صمت كثيرا بعد ان ادلت بكل ما لديها ، قصت له كل شيء كان يعرفه وازادت بم حدث في غيابه .
ينظر الي الكلمات المرصوصة امامه ويقرأها مرة اخرى ، تلك الكلمات التي تخبره بتوترها ..بالمها .. بذلك الهم الذي يقبع على صدرها .. بأوجاع قلبها .
ازدادت خفقاته فوضع كفه على قلبه مهدئا ، يسمع انين قلبه ويشعر به ينتفض كالغريق ، فهي لم تذكره حتى ولو عارضا وهي تحكي له عن بيت السفير ، لم يشعر حتى بين كلماتها بظله يأتي من خلفها . بل شعر كانه لم يتواجد بحياتها على الاطلاق .
انتبه من مشاعره على الشاشة التي تهتز امامه جعلته يجفل وهي تكتب له " هاي امير ، اين انت ؟؟"
مد انامله ليطبع لها ولكنه لم يستطع تحريك اصابعه ،قبض كفيه مرة اخرى ونظر للشاشة مرة اخرى فعادت تكتب له " امير أرجوك لا تغضب ، اعلم اني خبأت عنك الكثير ولكنه رغما عني"
اتبعت سريعا " وها انا قصصت لك كل شيء "
جز على اسنانه غضبا وكتب وهو يضغط على ازرار الحروف قويا " لست غاضبا"
صمت قليلا ليطبع بحنق بان في عينيه " انا متفاجئ "
اتبع وهو يريد ان لا يشعرها بغضبة المتزايد " لم استوعب الي الان ما اخبرتني به"
صمتت لثواني لتكتب له " معذرة امير سأغادر الان ونلتقي ليلا ، سأذهب الي المشفى لأطمئن على امي ، سلام اراك لاحقا "
ظهرت الكلمات سريعا امامه فجعلته يرمش سريعا ليكتب " سلام "
اغلق الحاسوب بعنف وهو يشعر بانه سينفجر من الغيظ ، فهي انصرفت سريعا دون ان تلقي له اي بال .
تمتم بحنق : تبا .
فكر " الم تكتفي بم اخبرتني به لتنصرف بتلك الطريقة ؟ "
زفر بقوة واغمض عينيه وحاول ان يتنفس بانتظام حتى يسيطر على أعصابه قليلا ويهدئ ، تكلم عقله بصوت هادئ خطير " أتريدها ان تخبرك عن شخص اخر هام قلبها به وهي تعلم انك تحبها وطلبت رؤيتها من قبل ؟"
عقد حاجبيه مفكرا ليكمل عقله " كن منطقيا امير ، طبعا ستغفل الامر عمدا ولن تبوح به !!"
اتسعت عيناه وهو يكمل بصوت منخفض " اذا تريد اعطائي انطباعا انها حرة "
هتف قلبه تلك المرة " لا ، شخصية كليلى ستخجل ان تخبرك بالأمر او تنوه عنه فتستشعر من كلماتها عشقها له ، انت اكثر انسان تعلم كم هي منغلقة "
ضحك عقله ساخرا فهتف قلبه تلك المرة بعنف " انها تحبني انا اعلم بذلك ومتأكد منه ، عندما تراها امير ستتأكد مما اخبرك يه "
تنهد بقوة ليتبع قلبه برقة تلك المرة " انا اشعر بها حتى وهي بعيدة ليلى ، انتظر امير وسترى "
تنهد مرة اخرى بقوة " سأنتظر ليلى لا حيلة لي الا الانتظار "
*****************************
اتسعت عيناها بحبور وهي تنظر الي تلك الشركة حديثة الطراز ، بها عدد قليل من العاملين ، اغلبيتهم من الرجال ، دارت براسها وهي تريد ان تستوعب ما تراه امامها
نظرت له وهتفت مبهورة : ما هذا وليد ؟
ابتسم باتساع وقال بمرح : تعالي لأريك اهم شيء .
اتبعته وهي تنظر الي كل ما حولها بابتسامة مرحة ، فتح باب ليدلف وتدلف هي وراءه وتنظر الي تلك الغرفة الواسعة ، يتوسطها مكتب انيق ، موضوع عليه بضعة اشياء مكتبية لتشهق بصوت مرتفع وهي تنظر الي اللوحة الانيقة
تحركت بخطوات سريعة باتجاهها لتحملها وتنظر اليها هتفت بانبهار : حقا وليد ؟!!
ابتسم بسعادة على ذاك الالق الذي لمع بعينيها اقترب بهدوء وهو يتنفس بانتظام ، ومع كل شهيق يشم رائحة سعادتها العبقة التي ملات المكان .
وقف امامها على بعد انشات منها وقال وهو يبتسم تلك الابتسامة التي تخلب لبها : نعم حبيبتي .
احتضن كفيها المحتضنة لوحة اسمه واقترب براسه منها قليلا : انظري ياسمين الي كل ما حولك .
دارت بعينيها فاكمل بهمس جذاب : كل هذا من اجلك انت .
نظرت الي عينيه بتساؤل مندهش فهز راسه بالإيجاب وهو يلتقط مقلتيها البنيتين ويهمس : نعم حبيبتي ، وسأفعل اكثر من هذا حتى اشعر اني اليق بك .
ابتسمت بخجل ،خفضت عيناها ، وقالت بتوتر تشعر به بسبب قربه منها : كيف فعلت ذلك ؟
التقط توترها ، ترك يديها مرغما وابتعد عنها قليلا وقال بابتسامة : تعاونت مع مصطفى ، كما تعلمين انه يعمل مهندس ويعمل بالعقارات وكان ينقصه موهبتي ، هكذا اخبرني عندما رأى ما صممته من ديكورات .
ابتسمت بفخر وقالت في سرعة : اذا ستترك الاذاعة !!
رأى بعينيها تلك اللمعة التي يعلمها جيدا ، بل يعشقها ، تلك اللمعة التي تذكره بشقاوتها معه ايام مقاعد الدراسة ، تلك اللمعة التي تبين لهفتها لمعرفة امر ما
ابتسم وقال بشقاوة : لا .
ظهرت خيبة الامل على وجهها فاتبع متسائلا : أتريدين مني ان اترك العمل بالإذاعة ؟
هزت كتفيها بلا مبالاة : على راحتك .
تنهد بقوة وقال بهدوء : أتعلمين لم اعمل بالإذاعة ياسمين ؟
هزت راسها نافيه فاتبع بتلك النبرة التي تذيب اطرافها ك انها كانت الوسيلة الوحيدة لدي لأنفس عن مشاعري نحوك ، كل ما كنت اذيعه كان لك على مدار سنتين كانت كل ما ابثه من اغان موجه لك انت فقط
نظر لها بهيام ليشعر بأنفاسها التي حبستها بداخل صدرها ، اتبع وهو يقترب منها مجددا : حتى برنامجي الجديد وافقت على فكرته من اجلك انت .
احتضن وجهها بكفيه وهو يميل براسه ويسندها الي جبهتها : حتى اخترت الاسم كذلك وهمس بنبرته السنيمائية ولكن بصوت خفيض : من اجلك انت ياسمين .
تنهدت بخفوت ، اكمل وهو يشعر بدقات قلبها المتصاعدة : وها انا اخبرك باني اجدد حياتي كلها من اجلك ياسمين ، لأصبح وليد جديد يليق بك .
همت بالرد عليه ليدق باب الغرفة فانتفضا سويا ، احمر وجهها خجلا وابتعد هو تلقائيا ويقول بغيظ : تفضل .
طل مصطفى من باب الغرفة وهو يقول : تأخرت يا باشمهندس .
ابتسم عندما وجد ياسمين ، تقدم وهو يبتسم باتساع : مرحبا ياسمين الشركة نورت بقدومك .
ابتسمت واحتقن وجهها وقالت بصوت ابح : مرحبا يا باشمهندس .
نظر الي وليد وقال : حسنا سامر عليك بوقت اخر .
ابتسم وليد بصعوبة واقترب منه : سأخرج بعد قليل لدي امر سأقوم به وسامر بعدها على تلك الشقة التي تريدني اذهب اليها ، لا تقلق .
ابتسم مصطفى : لا تشغل راسك ، سأتصل بهم والغي الموعد اليوم .
هم بالرد عليه ليتبع مصطفى : قم بما تريد اليوم ولا تشغل راسك بشيء .
اشار بيده محيي : سلام ياسمين .
ابتسمت بتوتر : ابلغ تحياتي لسلمى .
قال وهو يخرج من الغرفة : يوصل بإذن الله .
التفت ونظر اليها وقال : هيا ياسمين لدي لك امرا اخرا اخبرك به وبعدها ساترك لك مهلة كافية لتخبريني برايك .
نظرت له بتفحص فزفر بقوة واتبع : هيا حبيبتي .
انتهى الفصل الثاني والعشرون
اتمنى لكم قراءة ممتعة
لا تحرموني من تفاعلكم وردودكم وتعليقاتكم
اراكم على خير ان شاء الله
في حفظ الله جميعا
|