كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية "امير ليلى" بقلم / easeel .. الفصل السابع عشر .. مميزة جداً
الفصل الثامن عشر
واقفة تنظر بتوتر إلي رواد المعرض، تشعر بتوتر كبير يسيطر عليها، فاليوم يعتبر أول يوم لانطلاقها في حياتها العملية وردود أفعال النقاد ستبني عليها حياتها القادمة
تتلفت وتنظر حولها لتتوقف فجأة وتنظر بتركيز إلي القادم نحوها يبتسم باتساع
جزت على أسنانها وهي تنظر إلي الفتاه الرقيقة المتأبطة ذراعه
فكرت وهي تراها " من هذه الفتاه؟ لا تشبه فتياتك وليد "
انتبهت من أفكارها على صوته وهو يقول بابتسامته الماكرة: كيف حالك يا صديقتي العزيزة؟
نظرت له وشرارات الغضب تنطلق من عينيها ولكنها قالت بصوت هادئ: مرحباً وليد، كيف حالك؟
ابتسم بسعادة: بخير الحمد لله.
نقلت نظرها إلي الفتاة الواقفة بجانبه فقال بابتسامة متلاعبة: الآنسة إيمان، أصرت أن تحضر معرضك فأتيت بها معي.
التفت إلي ياسمين وقال بهدوء: جاسي صديقة مقربة لي كما أخبرتك من قبل.
ابتسمت الفتاة بتهذيب وقالت وهي تصافح ياسمين بحفاوة: تشرفت بمعرفتك.
جزت ياسمين على أسنانها وقالت برسمية: أنا الأخرى سعيدة بتشريفك لمعرضي.
قالت إيمان بهدوء: حسناً وليد سأذهب وانظر إلي اللوحات، فانا مشتاقة لرؤيتها جميعا.
قال بتلقائية: اختاري ما يعجبك لتضعيه في غرفتك كما أخبرتني، ولا تهتمي حبيبتي كل ما تريدينه سأجلبه لك.
اتسعت عيناها وهي تسمعه يتفوه بتلك الكلمات وشعرت أنها تريد تحطيم رأسه
جزت على أسنانها قوياً لدرجة أن صداعاً لحظياً أصابها من جراء فعلتها
التفت إليها وابتسامته الماكرة متعلقة بشفتيه، لتنظر إليه هي بغضب وتتمنى أن تمحو تلك الابتسامة بأن تلكمه لكمة قوية تذهب بأسنانه البيضاء المنمقة.
قال بهدوء مستفز: أين هشام بك؟
رفعت حاجبها بتعجب واستنتجت انه لم يعلم بفسخها لخطبتها من هشام
تراقصت عيناها بمرح وهي تفكر في أنه أتى برفيقة له كي يثير غيرتها، كما يغار هو من هشام فقالت بهيام: سيأتي بعد قليل، هاتفني منذ قليل واخبرني بسعادته لانطلاق أول معارضي.
نظر لها من بين رموشه وقال ببرود: كنت أتمنى أن أبارك له أيضاً.
ثم اقترب منها وقال: وكنت أتمنى أن أبارك لك بطريقة مختلفة ياسمين، ولكنك تضعين بيننا حواجز كثيرة لا استطيع المرور منها.
نظرت له بطرف عينها وقالت بهدوء: أنت من بدأت ببنائها وليد.
همس بصوت عذب: استطيع هدمها لو تريدين ذلك.
رفعت رأسها في كبرياء وقالت: لأول مرة تتعرف على فتاه ملتزمة، أم أن الحجاب نوع من أنواع النيو لوك
زفر بضيق وقال بحنق: لأنها ليست كباقي فتياتي.
ضيقت عيناها وهي تقول: ما مدى اختلافها؟
ابتسم باتساع: مختلفة كثيراً، ثم زم شفتيه بجاذبيه: ما رأيك بها؟
قالت بابتسامة مرحة على الرغم من غضب عينيها: إنها رائعة.
نظر إلي إحدى اللوحات باهتمام و اقترب منها وقال بلا مبالاة: أفكر في الاستقرار.
رددت بدهشة: الاستقرار؟
هز رأسه بالإيجاب: آه، نعم لقد قاربت على الخامسة والثلاثين وأريد أن أتزوج وأنجب العديد من الأطفال الرائعين.
اتسعت عيناها بقوة ورددت: الأطفال الرائعين.
أدار لها ظهره ونظر إلي اللوحة وهو يكتم ضحكته: آه نعم لذلك أسألك عن رأيك بها.
شعرت بالغضب يتفجر بداخلها وقالت بحنق: لماذا أتيت اليوم وليد؟
نظر لها وقال بتلقائية مفتعلة: لأبارك لك طبعاً، أتتخيلين في يوم من الأيام أن أفوت إحدى مناسباتك ولا احضرها؟ ستبقين صديقتي العزيزة ياسمين مهما حدث.
قالت بحنق وهي تقبض كفيها بقوة: وأنا قطعت صداقتي بك.
ابتسم باستفزاز: ولكني لم افعل.
احمر وجهها بقوة ونظرت له بغضب فاقترب منها وهمس: وأريد أن أصبح اقرب منك لنفسك ولكنك تدفعينني بعيداً.
رفعت رأسها بكبرياء: تأخرت كثيراً وليد.
نظر إلي عينيها البنية ولمع الحب بعينيه: اعتذر عن التأخير حبيبتي، وأتمنى أن تغفري لي تأخري.
انتفض قلبها بقوة وهي ترى لمعة الحب بعينيه ولم تستطع النطق، فقدت الكلمات لديها معانيها والحروف فقدت أبجديتها، بل تبقت لديها معاني كلماته هو المنبعثة من عينيه وأبجديته هو التي بثها برقة وهدوء من عينيه وهو يصف اشتياقه لها الأيام الماضية، نفضت رأسها بقوة وهي تلوم نفسها على انجذابها له بتلك الطريقة
ابتعدت عنه وهي تشعر بالخوف من انجرافها له وذكرت نفسها بالمليون مرة التي كانت أمامه وذهب إلي أخرى غيرها
انتبهت من أفكارها إلي صوت الآنسة إيمان تقول بهدوء: وليد أريد أن اعرف رأيك بلوحة ما هناك.
ابتسمت بسخرية وهي تلتفت لتراه ينظر لها بلوم ثم يلتفت إلي الأخرى مبتسما: حاضر حبيبتي.
اقترب منها وقال هامسا: للحديث بقية ياسمين.
قالت ببرود: اذهب إلي أم أطفالك الرائعين وليد، حتى لا تغضب منك وترفض عرضك الرائع بالاستقرار.
ابتسم بألم: إلي الآن تتخلين عني ياسمين.
قالت بتحدي: كما فعلت أنت من قبل.
هم بالرد لتقاطعه: اذهب وليد، اذهب
**************************
ينظر إليها بطرف عينه وهي تتأفف للمرة المليون، ابتسم وهو يرى وجهها الذي يسطع بتكشيره طفولية تجعله يفكر في أن ينهال عليه مقبلاً كل انش منه
التفت إلي كريم واخذ يلاعبه ويناجيه بهدوء، لتتأفف هذه المرة بصوت أعلى
قال بهدوء: نودا، أتسمحين وتتكرمين وتعدي لي كوباً من القهوة الفرنسية اللذيذة
التفتت له في حدة وهي تضيق عيناها بغضب فاتبع متسائلا: هل أنت غاضبة مني؟
زمت شفتيها بحنق فقال: لماذا حبيبتي؟ ماذا فعلت لك لتغضبي؟
انتفضت واقفة وهي تصيح: ألا تعلم حقا هشام؟
نظر لها ونقل نظره لكريم ثم نادى المربية وطلب منها بلطف أن تصحب كريم معها
ليقول بهدوء بعد انصرافها: انتبهي هنادي ولا تصيحي بي مرة أخرى هكذا أمامه.
عقدت ساعديها أمام صدرها وزمت شفتيها بحنق لتغادر سريعاً من أمامه.
تنهد بقوة وهو يراقب انصرافها لينهض ويذهب خلفها، فتح باب الغرفة ووقف ينظر إليها وهي تتحرك بعصبية شديدة، لوى شفتيه واقترب منها بهدوء
__ ألن تخبريني عن سبب غضبك هنادي؟
نظرت له وقالت بغضب: لا افهم كيف لا تعرف إلي الآن ما سبب غضبي منك؟
ابتسم بهدوء: اخبريني حبيبتي، ما سبب غضبك؟
جزت على أسنانها وقالت بنبره غاضبة: أنت لم تستأذنني هشام في الإتيان بتلك المربية
نظر لها ملياً ووضع سبابته خلف أذنه وقال بقوة: ماذا قلتي، لم افعل ماذا؟
ازدردت لعابها وهي تكمل: أنا والدة كريم إذا تناسيت ذلك
قاطعها بنبرة قوية: وأنا والده وأنا من يقرر ما الذي سيحدث له الأيام القادمة.
اتسعت عيناها وقالت بحنق: ألا يحق لي أن أشاركك القرار؟
أشار لها بيده: أسمعت؟ تشاركينني وليس أن استأذن سيادتك، وأنا من له القرار النهائي في كل الأمور هنادي.
واتبع: ثم إن الطبيب ابلغني أنه أخبرك بموضوع المربية من قبل، ولكن لم تكن لديك قدرة مالية عليه. أنا لدي القدرة أن أُحضر له مربية تعتني به وتعجل من شفاؤه. ثم إني فكرت في أن أريحك قليلاً، وتنتبهي لعملك بطريقة أفضل.
ثم نظر لها بهدوء وأكمل بمكر: وتتفرغي لي قليلاً، لأن كريم يأخذ كل وقتك تقريباً.
أشاحت بعينيها بعيداً عنه: من فضلك لا تفعل شيئاً آخر دون أن تخبرني.
جز على أسنانه غضبا وقال بقوة: لست طفلاً صغيراً لتتعاملي معي بتلك الطريقة هنادي أم لم تلاحظي أني كبرت وأصبحت رجلاً كبيراً استطيع أن احدد ما في صالح ولدي؟
زفرت بضيق: لم اقصد ذلك، كل ما أريده أن تشركني معك هشام وهذا من حقي.
ابتسم بلطف وهو ينحي مشاعره السلبية اتجاهها و هجوم عقله عليها جانباً: من عيوني.
اقترب منها بهدوء: ما رأيك أن نخرج لتناول العشاء؟
ابتسمت: سأعد كريم حالاً.
مسكها من يدها: لا اتركي كريم حتى لا يتأخر عن موعد نومه، سنخرج بمفردنا.
اعترضت: ولكن كريم
لامس وجنتاها بسبابته: لا تقلقي، المربية ستبقي معه إلي أن نأتي.
هزت رأسها باستسلام: حسناً سأرتدي ملابسي حالاً.
وضع رأسه برأسها وقبل طرف انفها برقه: على راحتك حبيبتي.
***************************
أسندت رأسها إلي حافة الفراش بإرهاق. إلي الآن تشعر بالدوار من الرحلة، كم شعرت بالخوف والطائرة تقلع عن الأرض، وكم تشبثت به وكم هدأها بمرحه وخفة ظله وأنساها الخوف،
دمعت عيناها وهي تتذكر رقته معها، كم هو رقيق وحنون أخيها الحبيب،
تنهدت بقوة وهي تستمتع بحلاوة اللفظ، وجمال الكلمة، أخيراً أصبح لها أخ وسند
يعتني بها ويأتي بحقها ويقف بجانبها ويدرأ عنها الظلم، ظلم الأيام والسنين التي عاشتها وحيدة، ظلم وأنانية عمها و والدتها.
أغمضت عيناها وهي تتذكر عندما كان يأتي دائماً ليلاً يطمئن عليها وكأنها طفلته وليست أخته الكبرى
كم سألها عن سبب دموعها التي لا تجف ويسأل بمرح من أغضبها وهو لن يجعله ينام ليله هانئاً
ابتسمت باستنكار ومن كان سبب دموعها هو السبب بضحكاتها الفترة الماضية، سبب إقبالها على الحياة بل هو السبب الرئيسي في قدومها لهم، وقربها منه
انتبهت من أفكارها على صوت هاتفها يرن، ابتسمت وهي ترى اسم ياسمين يلمع
ردت بهدوء: كيف حالك؟ اخبريني ما أخبار المعرض؟ وكيف كانت ردود الأفعال؟
قالت ياسمين بعصبية: المعرض بخير وردود الأفعال جيدة.
عقدت ليلى حاجبيها: لم العصبية إذاً؟
قالت بانفعال غاضب: لقد أتى
فكرت ليلى قليلا لتقول: من؟ وليد؟ !
ردت بحنق: نعم
ضحكت ليلى وقالت: ولماذا أنت غاضبة إذا؟
قالت ياسمين بعصبية: أتى ليقهرني ليلى، أتى ومعه فتاه ويقول إنه يريد الاستقرار ومن وقاحته يسألني عن رأيي بها.
ضحكت ليلى بقوة وقالت: أيتها الغبية ألا تعلمين أنه يريد إثارة غضبك وغيرتك؟
زفرت ياسمين بقوة: اعلم ليلى ولكن هذا لا يمنع من أنه أتى ليقهرني.
سالت ليلى بهدوء: هل أخبرته بفسخ خطبتك من هشام؟
كحت الأخرى وقال بتوتر: لا، بل عندما سأل عنه أخبرته أنه سيأتي قريباً.
صاحت ليلى: لماذا؟
قالت ياسمين بضيق: كان سيعلم ليلى أني فسخت خطبتي من أجله.
تنهدت ليلى: لقد حذرتك ياسمين ألا تدفعيه بعيداً.
قالت الأخرى بألم: ولن استطيع أن اجذبه نحوي ليلى. لابد أن يأتي بمفرده وهو مقتنع بذلك.
ابتسمت وهي ترى بلال يستأذن في الدخول وقالت لها بهدوء: نعم معك حق.
ضحكت وهي ترى بلال يقول بصوت عال: ألن نتخلص من إزعاجك ياسمين؟
سحب الهاتف من يد ليلى: سافرنا إلي لندن وأنت كما أنت تثرثرين على الهاتف وتزعجين ليلتي الغالية.
قالت ياسمين بتأفف: وأنت لم تغيرك لندن ما زلت مزعجاً وتتدخل بأحاديثنا.
ضحك بقوة: اخبريني ما أخبار معرضك وكم لوحة تبقت؟
ابتسمت وقالت مغايظة: كلها باقية.
قال بصدمة: كلها، طبعاً لا تتذكرين وعدي الأحمق لك.
ضحكت بخفة: لا بالطبع اذكره وسأطالبك به عندما تعود.
قال برجاء: ياسمين يا عزيزتي، أنا مثل أخيك الصغير لا يرضيك أن أفلس بسبب لوحاتك.
ضحكت بقوة ولكنها صمتت وهي ترى ذلك الشاب الواقف أمامها، وينظر إليها بنظرة تقييمية، فقالت بهدوء: بلال سأذهب الآن، احد رواد المعرض أتى متأخراً عن موعد إغلاق المعرض
قال بلال بمرح: حسنا اذهبي وأنا سأدعو الله أن يبتاع إحدى اللوحات حتى يخفف عني قليلاً
ابتسمت وقالت: سلام.
أغلقت الهاتف وتقدمت منه وهي تبتسم: هل استطيع خدمتك؟
ابتسم وهو يدير عيناه عليها وقال: بالطبع تستطيعين.
يتبع ...
|