لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > ملف المستقبل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

ملف المستقبل ملف المستقبل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-12, 08:30 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

الفصل الثامن .. الضربة

لم يشعر (نور) ورفاقه بذرة من الارتياح، مع تلك الابتسامة الواثقة، التى علت شفتى الجنرال الرفيعتين، وهو يراقب ذلك الهجوم الشامل على مكمنه ...
الحفاًَّرات العملاقة بدأت فى حفر صخور (المقطم)، بوساطة اسطوانات حفر دوًَّارة قوية، تسعى للوصول إلى عمق المكان ...
قوات المشاة انقضت على مدخل النفق ...
المدرعات الحديثة، اتخذت مواقعها؛ لصد أى هجوم محتمل ...
أسراب المقاتلات اتخذت تشكيلات قتالية؛ للتدخل فوراً، إذا ما استلزم الامر ...
والجنرال يراقب كل هذا فى هدوء عجيب، وكأنه واثق من عدم جدواه ...
وبكل توتره، غمغم (رمزى) :
- لديهم خطة ما يا (نور) .
غمغم (نور)، وهو يراقب الشاشة الثلجية فى قلق:
- بكل تأكيد .
تمتمت (سلوى)، مضطربة:
كيف يمكنهم صد هجوم كهذا، والمكان هنا لا يحوى ما يوحى بأنه أسلحة هجومية أو دفاعية .
أجابتها (نشوى)، فى صوت هامس منفعل :
- أسلحتهم فى الخارج حتماً، وليست هنا .
هتفت (سلوى):
أين ؟!... لقد فحصنا المنطقة كلها تقريباً !!
غمغم (نور)، وهو ينقل بصره إلى العالمين المصريين، اللذين حمل وجهاهما علامات عذاب شديد، والكابلان الممتدان من خوذيتهما، يتألقان على نحو عجيب، وآلاف الرموز العجيبة ترتسم، على تلك الشاشة الكبيرة فوق الجهاز، الذى قيدوهما داخله :
- من يدرى؟!
ثم شدًَّ قامته، وهو يضيف فى حزم :
- ولكننا لا نستطيع ان نقف ساكنين .
قالها، ثم تحرًَّك فجأة، على نحو باغت الجميع، وانقض على (أيسول)، هاتفاً:
- أياً كان الثمن .
كانت انقضاضته مباغتة، بكل ما فى الكلمة من معان، حتى انها ادهشت كل من داخل ذلك الكهف الثلجى المخيف، وأفقدت (أيسول) توازنه، فسقط مع (نور) أرضاً، وهو يطلق صيحة غاضبة، بلغته غير الأرضية ...
وتحًَّرك (رمزى) بنفس السرعة، محاولاً الانقضاض على أقرب الغزاة إليه ...
أما (سلوى) و(نشوى)، فقد تراجعتا فى توتر شديد، عندما صوًَّب آخرون أسلحتهم إليهما فى تحفًَّز...
ومع كل ما يملك من قوة، حاول (نور) أن ينتزع سلاح (أيسول)، وهو يهتف :
- لن تستسلم الأرض بهذه البساطة يا هذا .
ولكن قبضة (أيسول) بدت أشبه بكًَّلابة فولاذية، وهى تتشبث بسلاحه، وهو نفسه يواصل إطلاق صيحاته الغاضبة، فى نفس الوقت الذى تلقى فيه (رمزى) لكمة قوية من خصمه، ألقته أرضاً فى عنف، وعندما حاول النهوض، كانت فوهات أسلحة الغزاة مصوًَّبة إلى رأسه، وعيونهم الشبيهة بكرات الثلج، تحمل شراسة كبيرة، توحى بأنهم لن يتردًَّدوا لحظة فى سحقة سحقاً؛ لو حاول معاودة الهجوم ...
أما الجنرال، فقد التفت إلى قتال (نور) مع (ايسول) فى لا مبالاة واضحة، وكانما يراقب موقفاً اعتيادياً، يعلم كيف سينتهى ...
ويبدو انه كان محقاً فى هذا ...
ففى قوة مدهشة، دفع (أيسول) ركبته فى معدة (نور)، الذى شعر بآلام رهيبة، قبل أن يرفع (أيسول) قدمه كلها، ويلقى به خلفه فى عنف ...
وبكل إرادته، حاول (نور) ان ينهض، ولكنه تلقى ضربة أكثر عنفاً، أعادته أرضاً، قبل أن ينتزع (أيسول) سلاحه منه، ويقفز واقفاً على قدميه، ويصوًَّب السلاح إلى رأسه، والغضب يتفجًَّر من كل ملامحه ...
ومع ضغطة سبًَّابة (أيسول) على سلاحه، أدرك (نور) أن محاولته قد باءت بالفشل ...
وأنه فى هذه اللحظة، يشهد لحظاته الاخيرة ...
دون أدنى شك ...
* * *
" أمر عجيب للغاية !!..."..
نطقها قائد القوات فى توتر، وهو يراقب شاشات الرصد الكبيرة، فى حجرة اجتماعات المخابرات العلمية، قبل ان يشير إلى باقى القادة، قائلاً :
- كنت أتوقع، ولو قدراً ضئيلاً من المقاومة .
غمغم القائد الأعلى، وهو يشعر بالحيرة نفسها:
- ربما يحاولون تحاشى المواجهة المباشرة .
شد أركان الحرب قامته، وهو يقول :
- أو ربما لديهم خطة ما .
أشار إليه قائد القوات، قائلاً:
- هذا هو الأرجح .
عادوا يراقبون عمل الحًَّفارت العملاقة، ومحاولات قوات المشاة والقوات الخاصة، العثور على مدخل واضح، فى قلب الممر، قبل أن يعاود قائد القوات حديثه، قائلاً:
- على الرجال استخدام أجهزتهم الحديثة؛ للبحث عن أى فراغ خلف جدران ذلك النفق، ونسف موقعه؛ فمن الموكًَّد أنه سيكون المدخل السرى لمكمن الغزاة .
قال القائد الاعلى، وهو يشير إلى إحدى الشاشات :
- ليس الآن ... الحفارات العملاقة ستصنع عدة فجوات فى السطح أولاً، ثم تضع فيها آلاتنا، التى تبث حرارة هائلة، ستجبر أولئك الغزاة على الصعود إلى السطح، وفقاً لطبيعتهم، التى اعتادت البرودة القارصة .
تساءل أركان الحرب:
- هل سنستخدم قاذفات اللهب المتطوًَّرة ؟!
هزًَّ القائد الأعلى رأسه نفياً، وقال:
- بل سنستخدم أجهزة أكثر تطوًَّراً، ابتكرتها عقول مراكز ابحاثنا الخاصة، وهى ترفع درجة حرارة الصخور إلى درجة الانصهار، كما لو أنها فى قلب بركان هائل، مما سيحوًَّل الصخور، التى تعلو ذلك المكمن، إلى حمم ملتهبة، تتعادل معها درجات البرودة داخل المكمن، إلى درجة يعجز الغزاة عن احتمالها .
سأله قائد القوات :
- وهل تتوًَّقع منهم الاستسلام عندئذ؟!
صمت القائد الأعلى لحظات، ثم لوًَّح بيده، مجيباً:
- لا أحد يمكنه أن يتوًَّقع شيئاً، مع غزاة من عالم آخر، نجهل الكثير عن طبيعتهم، وكيفية تفكيرهم .
ساد الصمت لحظة فى حجرة الاجتماعات، قبل ان يتساءل أحد القادة فى خفوت:
- وماذا عن فريقكم ؟!
بدا الأسى على وجه القائد الأعلى، وتبادل نظرة مريرة مع الدكتور (فريد)، قبل أن يتمتم هذا الاخير، فى صوت أقرب إلى البكاء:
- فليتغمدهم الله سبحانه وتعالى برعايته ورحمته.
أطلقت العبارة موجة من الحزن والأسى فى المكان، قبل أن يقطع أحد القادة صمت الحالة، وهو يشير إلى الشاشات، هاتفاً فى انزعاج:
- يا إلهى!... انظروا ماذا يحدث!!
التفت الجميع إلى الشاشات بحركة سريعة...
ثم اتسعت العيون كلها عن أخرها ...
فما تراه عيونهم كان رهيباً...
للغاية!!...
* * *
جزء من الثانية، كان يكفى ليضغط (أيسول) زناد سلاحه، ويطلق واحدة من فقًَّاعاته المتفجرة، على رأس (نور) مباشرة ...
جزء من الثانية، جعل (سلوى) تطلق صرخة رعب، ودفع (نشوى) إلى أن تتراجع، وتلتصق بالجدار الثلجى فى ذعر، وعيناها تتسعان عن آخرهما، وشفتاها تغمغمان باسم والدها، فى حين هتف (رمزى):
- لا ... ليس (نور) .
ولكن الجنرال نطق كلمة ما ...
نطقها فى صرامة مخيفة، وهو يعقد كفيه خلف ظهره، وعيناه تحملان نظرة قاسيةعجيبة ...
وإثر كلمته، تراجع (أيسول)، وأبعد سبًَّابته عن زناد سلاحه، وتمتم بكلمات غاضبة، بتلك اللغة التى لا يفهمها سوى الغزاة ...
وفى هدوء، تقدًَّم الجنرال من (نور)، الذى مازال (أيسول) يصوًَّب إليه سلاحه، وقال فى صرامة :
- خطأ أيها المقدًَّم ... كان ينبغى أن تدرك أن قتالاً يدوياً لن يجدى معنا .
ثم وضع يده على كتف (أيسول)، مضيفاً:
- الحياة فى عالم كعالمنا، تستلزم صلابة كبيرة، لا تتمتًَّع بها أجسادكم أيها البشر .
نهض (نور) فى بطء، وهو يقول:
- والحياة فى عالم كعالمنا تستلزم إرادة قوية، لا تتمتعون بها أيها الغزاة .
بدا شبح ابتسامة، على وجه الجنرال، وهو يقول :
- من أدراك ؟!
اعتدل (نور) فى وقفتة، على الرغم من الآلام الرهيبة، التى يشعر بها فى معدته، والتى يؤذى بها البرد القارص جسده وعضلاته، وقال فى حزم :
- الذى أدرانى هو أولئك الغزاة، الذين انتحلوا شخصية بعض العاملين، فى أماكن شديدة الحساسية فى الدولة، والذين تم كشفهم، بوساطة الفحص الحرارى، عقب علمنا بطبيعة أجسامكم، وبذلك الرداء البشرى الزائف، المزوًَّد بأجهزة تبريد دقيقة قوية، تجعل باستطاعتكم العيش فى طقسنا لبعض الوقت .
بدا الغضب على وجه الجنرال، وهو يقول:
- هل تحاول خداعى؛ لكسب بعض الوقت ؟!
أشار (نور) بيده، قائلاً:
- ولماذا الخداع؟!... حاول أن تجرى اتصالك بأى من جواسيسك، وستدرك أنهم قد سقطوا جميعاً فى قبضتنا.
التفت الجنرال إلى لوحة ثلجية كبيرة، بها عدد من النقاط المضيئة، وقال متحدياً:
- تلك الإشارات تشير إلى أن كل منهم مازال يحتفظ بموقعه .
ابتسم (نور) ساخراً، وهو يقول:
- الإشارات تبثها أرديتهم الواقية فحسب، وكلها فى مواضعها بالفعل، أما الجواسيس أنفسهم، فنحن نحتفظ بهم فى برًَّاد كبير، تمهيداً لاستجوابهم، و...
قاطعه الجنرال فى صرامة شرسة:
- كاذب .
ثم استعاد سيطرته على أعصابه، وهو يضيف:
- الزى الواقى لا يبث إشاراته، إلا لو كان صاحبه يرتديه فعلياً، ولو أنك نزعته عنه، سيتوًَّقف بث الإشارة على الفور.
صمت (نور) لحظات، غمغم (رمزى) خلالها:
- الخدعة لم تنطل عليه.
تمتمت (نشوى):
- ولكن أبى حصل على معلومة جديدة.
التفتت إليها (سلوى)، مغمغمة فى مرارة:
- وهل تعتقدين أننا سنجد الوقت الكافى؛ للإفادة منها؟!
لم تحر (نشوى) جواباً، وهى تخفض عينيها فى ياس، فى حين بدا (نور) صلباً، وهو يقول:
- إنها مسألة وقت فى كل الاحوال، فما لم تدركوه عن البشر، هو أنهم يستحيل أن يستسلموا فى سهولة، عندما يتعرًَّض كوكبهم كله إلى خطر الفناء.
بدا الجنرال صارماً ساخراً، وهو يقول:
- لست أدرى أينا أكثر معرفة بعالمك أيها البشرى، ولكن مراقبتنا لكم، جعلتنا ندرك أن المصالح الشخصية تفوق المصالح العامة، فى منظور الغالبية العظمى منكم ... وعندما نطلق ضرباتنا القادمة، نحو سطح شمسكم، ستنخفض الحرارة فى عالمكم بمقدار كبير، لن تحتمله تلك الغالبية العظمى منكم.
اندفعت (نشوى) تقول فى توتر:
- ذلك الانخفاض سيكون مؤقتاً، مهما فعلتم، وسرعان ما سيعيد قلب الشمس الحرارة الطبيعية إلى سطحها، ويستعيد الطقس طبيعته، و ...
قاطعها الجنرال فى تحد :
- هذا لو أننا أطلقنا سلاحكم نحو سطحها مرة واحدة .
تراجعت فى توتر، فاضاف، وهو يعيد بصره إلى (نور):
- ولكن ماذا لو اطلقنا الطاقة السلبية نحو سطح شمسكم، على نحو منتظم، يضمن انخفاض الحرارة الدائم؟!
لم يجب (نور) عبارته، فتابع فى شئ من الزهو:
- الضعفاء منكم سيلقون حتفهم، مع الضربة القادمة، وعلماؤنا يقدرون عددهم بأكثر من ستين فى المائة من سكان الأرض ... اما الباقون، فسينشدون الدفء بأى ثمن .
ثم مال نحو (نور) بشدة، وعادت أنفاسه الثلجية تضرب وجه هذا الاخير، مع إضافته:
- وأكرًَّر ... بأى ثمن.
سأله (نور) فى اهتمام، حاول أن يضفى عليه شيئاً من الصرامة:
- وما هو الثمن ؟!
اعتدل الجنرال بحركة واحدة، مجيباً فى صرامة:
- العبودية.
صدمت الكلمة مشاعر (نور) ورفاقه الثلاثة، فى حين تابع الجنرال، فى شئ من الزهو والثقة:
- كثيرون سيقبلون بالعبودية لنا، والتفانى فى خدمة شعبنا، مقابل معسكرات دافئة، يمكنهم العيش فيها، والبقاء على قيد الحياة فى ربوعها .
قال (نور) فى بطء:
- ستكون هناك مقاومة شرسة.
أشار الجنرال بيده، قائلاً:
- من قلة محدودة، عليها أن تحيا وتقاتل، فى مناخ قارص البرودة، بمقاييس عالمكم .
وتألقت عيناه، وهو يضيف:
- وبعد جيل أو جيلين، ستنهار تلك المقاومة، بفعل الانتخاب الطبيعى .
غمغم (نور) :
- يالها من خطة استعمارية قميئة !
تألقت عينا الجنرال مرة أخرى، وهو يرفع سبًَّابته، قائلاً:
- وناجحة .
هتفت (سلوى) فى غضب:
- يبدو أنك قد نسيت أن المقاومة قد بدأت بالفعل، وأن قواتنا تشن هجوماً شاملاً على مكمنكم .
اتسعت ابتسامة الجنرال الواثقة، وهو يقول:
- آه ... بالنسبة لذلك الهجوم الشامل .
ثم التفت إلى الشاشة الثلجية الكبيرة، ليتم عبارته:
- فلقد كنا ننتظره بالفعل.
استدارت عيونهم إلى تلك الشاشة الثلجية الكبيرة، و ...
واتسعت كل العيون ...
كلها ....
بلا استثناء ...
* * *
كانت الحفارت العملاقة تواصل عملها، وقوات المشاة مع القوات الخاصة، تبدأ فى تشغيل أجهزة فحص جدران النفق، و ...
وفجأة، بدأ الهجوم المضاد ...
الصخور المحيطة بالمنطقة كلها تألقت فجأة بضوء أزرق، كما لو أنها مصابيح هائلة ...
ثم انطلقت منها فقاقيع كبيرة هائلة، من اللون نفسه ...
فقاقيع زرقاء، فى حجم كرات قدم كبيرة، انطلقت فجأة، لتضرب الحفارات العملاقة ...
والمدرعات الحديثة ...
وحتى الأفراد، الذين يحاصرون المكان ...
ثم انفجرت كلها، فى آن واحد تقريباً ...
ومع انفجارها، حدثت ظاهرة عجيبة، أصابت جميع القادة، الذين يتابعون ما يحدث، بموجة من الذهول والذعر ...
فمع انفجار تلك الفقاعات الكبيرة، انتشر جليد عجيب، فى المنطقة كلها ...
وعلى نحو مباغت، شديد السرعة ...
ومع انتشاره، تجمًَّد كل شئ ...
البشر ...
والحفارات العملاقة ...
والمدرعات الحديثة ...
كل شئ، فيما عدا اسراب المقاتلات فى السماء ...
وداخل النفق، الذى يقود إلى المكمن، حدثت الظاهرة نفسها ...
جدران النفق كلها تألقت بذلك الضوء الأزرق ...
ثم انطلقت منها الفقاعات الزرقاء، تجمًَّد كل من داخل النفق ...
وما داخل النفق ...
قوات المشاة ...
والقوات الخاصة ...
والاجهزة ...
كل شئ ...
وفى حجرة اجتماعات المخابرات العلمية، سادت حالة من الهرج والمرج، وصاح أركان الحرب، فى انزعاج كامل :
- رباه !... لقد قضوا على قوة الهجوم بالكامل، بضربة واحدة، لم نتوًَّقعها قط .
هتف قائد الطيران :
- فلنشن هجوماً جوياً فوراً .
صاح الدكتور (فريد) فى ذعر:
- حذار ... أى عنف الآن، سيؤدى إلى ...
بتر عبارته بغتة، واتسعت عيناه عن آخرهما، وهو يحدًَّق فيما يحدث على الشاشة ...
فعقب تجمًَّد كل شئ، تألقت الصخور مرة أخرى ...
وفى هذه المرة، بضوء أحمر قوى ...
ثم انطلقت منها فقاعات صغيرة، شبيهة بتلك التى تنطلق من أسلحة الغزاة ...
وراحت تنفجر فى كل مكان ...
ومع انفجار كل فقاعة، كانت الاجسام من حولها تتفجًَّر، كما لو أنها مصنوعة من زجاج هش ...
وامام العيون الذاهلة، والقلوب المرتجفة، تحطًَّم كل شئ فى لحظات ...
البشر ...
والأسلحة ...
والمعدًَّات ...
والاجهزة ...
كل شئ ...
وفى ذهول، هتف أركان الحرب :
- مستحيل !... كل شئ تحطًَّم، كما لو انه ...
قاطعه الدكتور (فريد)، وهو يكمل فى صزت أقرب إلى البكاء:
مصنوع من زجاج .
التفتت العيون إليه، فأكمل فى مرارة بلا حدود:
- إنها البرودة الشديدة، التى تفقد كل شئ صلابته وتماسكه ...1 فقاعاتهم الكبيرة الأولى، أطلقت ما يشبه النيتروجين السائل، الذى جمد كل شئ، وجعله قابلاً للكسر، مع أى انفجار، أو حتى ضربة قوية .
ملئت المرارة صوت وملامح قائد القوات، وهو يقول:
- ولكن هذا لم يحدث، فى تاريخ الحروب كله ... لقد خسرنا مائة فى المائة، من قوة الهجوم الاولى، مع أوًَّل ضربة مضادة .
قال قائد الطيران، بنفس المرارة :
- بقيت لدينا المقاتلات .
هتف القائد الأعلى فى حزم:
- وعليك أن تأمر بسحبها من الساحة فوراً .
قال قائد الطيران فى غضب :
- مقاتلاتنا لم تعتد الانسحاب من ساحة المعركة.
قال القائد الأعلى:
- ولكنها ستفعل هذه المرة؛ لأننا نواجه خصماً، من الواضح أننا نجهل الكثير عن قدراته واستعداداته .
هتف أحد القادة الآخرين مستنكراً:
- هل تعنى أن ننسحب، ونتخلًَّى عن الدفاع عن عالمنا كله ؟!
أجابه القائد الأعلى بمنتهى الحزم:
- ليس انسحاباً تاماً .
ثم انخفض صوته، وهويضيف:
- مازال لدينا (نور) وفريقه .
بدا صوت الدكتور (فريد) مرتجفاً، مفعماً بالمرارة واليأس، وهو يقول:
- لقد صاروا الآن أمل الأرض ...
وفى أسى بلا حدود، أضاف :
الأخير ...
ولم ينبس أحد الحاضرين ببنت شفة ...
على الإطلاق ...
* * *
" إنها مذبحة بشعة ..."..
هتفت (نشوى) بالعبارة، وهى تبكى فى مرارة، لما شهدته على الشاشة الثلجية الكبيرة، فى حين انسالت دموع (سلوى) فى صمت، وغمغم (رمزى) فى مقت:
- لم أتخيًَّل حتى وجود وحشية كهذه، فى أى مكان فى الكون .
قال الجنرال فى برود، يفوق برودة المكان:
- أنتم بدأتم الهجوم .
قال (نور) فى غضب:
- وماذا كنت تنتظر؟!...أن نسلمك مفاتيح كوكبنا مستسلمين؟!
أجابه بنفس البرود:
- كان هذا سيحقن الكثير من الدماء .
قالها، وهو يتطلعًَّ إلى ذلك الجهاز، الذى يمتص معلومات العالمين المصريين، اللذين تلاشت مقاومتهما تماماً، وبديا وكأنهما قد تحوًَّلا إلى تمثالين من الشمع، وقد جمدت نظراتهما، فى حين تواصلت تلك الرموز العجيبة، على الشاشة الثلجية الكبيرة، التى تعلو الجهاز، فغمغمت (نشوى)، وهى تواصل بكاءها :
- ياللبشاعة .
مع قولها، تألقت الشاشة الثلجية فوق الجهاز، بضوء يميل إلى الزرقة، وتوًَّقف تواصل الرموز العجيبة عليها، فظهرت علامات الظفر على وجه (أيسول)، وهتف بعبارة ما، حملت الكثير من الحماس، وجعلت عينا الجنرال تتألقان ، وهو يقول:
- يمكنكم أن تقولوا إننا قد انتصرنا على عالمكما بالفعل .
ثم أشار إلى فريقه، فبدأ عدد منهم يعمل على أجهزتهم فى حماس، فى حين غمغم (نور) بمنتهى المقت :
- لم تنتصروا بعد .
كانت عينا (نشوى) تتفحصان المكان، على الرغم من دموعها، فى محاولة فهم واستيعاب الكثير عنه، عندما توًَّفقت عند جهاز صغير الحجم نسبياً، ملصق بسقفه، وغمغمت فى خفوت شديد:
- أيمكن أن ...
لم تكتمل غمغمتها، وهى تدير عينيها فى المكان مرة أخرى، فى حين ابتسم الجنرال ابتسامة ساخرة، وهو يجيب تعليق (نور):
- المعلومات التى تم انتزاعها من عقلى عالميكما، ستتم تنقيتها تلقائياً، بوساطة أجهزتنا، والتى ستستخلص منها كل ما يخص جهازكم هذا، وسيقوم فريقنا بنقلها إلى الجهاز مباشرة، حتى يتم تطويره، وتزويده بالطاقة السلبية الكافية، لإطلاق ضربتنا الكبرى ...
ثم عاد يميل نحو (نور)، مضيفاً :
- وعندئذ سيكون أمامكم الخيار ... إما الموت فى عالم من الجليد، او ...
صمت لحظة، ثم استطرد فى صرامة:
- أو العبودية لنا .
أجابه (نور) بلا تردًَّد:
- أظننا سنختار الموت .
هتفت (سلوى) فى حزم:
- وهذا خيارنا جميعاً .
رفع (أيسول) سلاحه، فور عبارتها، ليصوًَّبه إلى رأس (نور) فى تحًَّفز، فى حين اعتدل الجنرال، وقال فى مزيج من السخرية والصرامة:
- أخبرنى إذن عن سبب واحد، يمنعنى من قتلكم الآن .
ارتفع فجأة صوت صارم، من ركن الكهف، يهتف:
- لدى سبب قوى .
التفت الجميع إلى (أكرم)، الذى برز مصوباً مسدسه إلى الجنرال، وهو يكمل بنفس الصرامة:
- أنا.
وبسرعة مدهشة، التفت إليه (أيسول) ...
وأطلق فقاعاته المتفجًَّرة ...
واشتعل الموقف ...
بشدة.
* * *

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 16-01-12, 12:00 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
زهرة الربيع


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 217745
المشاركات: 3,016
الجنس أنثى
معدل التقييم: alaa7 عضو متالقalaa7 عضو متالقalaa7 عضو متالقalaa7 عضو متالقalaa7 عضو متالقalaa7 عضو متالقalaa7 عضو متالقalaa7 عضو متالقalaa7 عضو متالقalaa7 عضو متالقalaa7 عضو متالق
نقاط التقييم: 3251

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
alaa7 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 

مرحبا عهد هلق بدا الاكشن دايما بيدخل اكرم بشكل عشوائي الجزء كتير مشوق ناطرين البقيه

 
 

 

عرض البوم صور alaa7   رد مع اقتباس
قديم 16-01-12, 12:39 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

ايوة الاء كثير مشوق

مساكين القوات تم دحرهم بالكامل

و دخول درامي لأكرم بس يا ترا كيف ممكن ينقدهم بمسدسه بس

بكرة الفصل القادم و انا متشوقة كثير

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 17-01-12, 03:40 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل التاسع ... دمار شامل

كانت مفاجأة حقيقية، لجميع القادة العسكريين، وحتى للقائد الأعلى للمخابرات العلمية نفسه، أن يصل رئيس الجمهورية شخصياً إلى مقر الاجتماع، على صورة مباغتة، ودون إعلان مسبق...
وعلى الرغم من كونه أعلى سلطة بالبلاد، فقد تم إخضاعه لكافة الوسائل والنظم الامنية، وبخاصة نظم الكشف الحرارية، التى تم استحداثها، بعد تحديد طبيعة الغزاة، قبل أن يلتقى بالقادة، فى حجرة الاجتماعات البلوًَّرية ...
وفى دهشة، لم يستطع إخفاءها، واجه القائد الأعلى رئيس الجمهورية، قائلاً:
- سيًَّدى الرئيس ... كانت مفاجأة حقيقية ان نتشرف بحضورك هنا، ولكننا سنستعرض مع فخامتك تطورات الموقف ، و...
قاطعه رئيس الجمهورية، فى توتر ملحوظ :
- نحن فى ظروف استثنائية أيها القائد الاعلى، وقد يدهشكم أننى على علم بتطوًَّرات الموقف .
بدت دهشة حقيقية على وجوههم، خاصة وأنهم كانوا يستعدون، قبيل وصوله مباشرة؛ لإبلاغه رسمياً بتلك التطوًَّرات، ولكنه تابع بنفس التوتر:
- لقد أخبرنى بها مندوباً (الصين) والولايات المتحدة، منذ أقل من ربع الساعة بالضبط .
تضاعفت دهشتهم، وإن لم يعًَّلق أحدهم على العبارة، فى انتظار المزيد من المعلومات، فتابع الرئيس :
- لقد رصدوا كل ما يحدث، عبر أقمارهم الصناعية، وكان علماؤهم يدرسون بالفعل سر انخفاض حرارة الشمس، وأمكنهم استيعاب الموقف كله .
سأله قائد القوات فى اهتمام :
- وهل يعرضون التعاون يا فخامة الرئيس ؟!
نقل الرئيس بصره بين وجوههم جميعاً، قبل ان يجيب، وتوتره يتصاعد:
- بل أبلغانى أن دولتيهما قد اتخذتا قراراً بالتدخًَّل الفورى .
بدا الغضب على وجوه الجميع، ونقله أركان الحرب إلى لسانه، وهو يقول مستنكراً:
- دون موافقتنا ؟!
أومأ الرئيس رأسه إيجاباُ، قبل أن يقول:
- لقد تحدًَّثوا عن الخطر الداهم، الذى يواجه الكوكب كله، وعن أنه ليس من حق (مصر) وحدها، فى مثل هذه الظروف، أن تتخذ القرار، وأن تتصدًَّى للغزو، دون الرجوع إلى الآخرين .
غمغم القائد الأعلى:
- هذا صحيح إلى حد ما .
اعتدل الرئيس، قائلاً:
- ولهذا كان قرار التدخًَّل .
وصمت لحظة، قبل أن يضيف:
- الفورى .
تبادل الكل نظرة متوترة، قبل ان يتساءل قائد القوات:
- وباية صورة يا فخامة الرئيس ؟!
التقط الرئيس نفساً عميقاً، فى محاولة لتهدئة أعصابه الثائرة، قبل أن يجيب فى صوت، حمل كل انفعالاته:
- بقنبلة .
شدًَّت الكلمة أعصاب الجميع، ودفعت القائد الاعلى، إلى أن يتساءل فى عصبية:
- أى نوع من القنابل ؟!
أجابه الرئيس، فى انفعال متزايد :
- قنبلة نووية محدودة .
فجًَّرت إجابته موجة من التوتر فى المكان، وجعلت قائد الطيران يقول فى عصبية:
- صحيح أنهم يعملون، ومنذ نهايات القرن العشرين، على تطوير القنابل النووية، بحيث تكون ذات تاثير محدود، وبقدر أقل من النشاط الإشعاعى اللاحق 1، إلا أن هذا سيعنى سحق منطقة (المقطم) بالكامل، وانتشار مقدار كاف من الأشعة النووية؛ لتدمير البيئة المحيطة بها، وتلًَّوثها لسنوات قادمة .
زفر الرئيس فى توتر، وهو يقول:
- أعلم هذا جيداً، ولقد واجهتهما به، ولكنهما أجابا بأن هذا لا يقارن بمصير كوكب كامل، يواجه خطر الفناء.
تمتم القائد الأعلى فى مرارة:
- وهما على حق .
أضاف الدكتور (فريد)، فى خفوت شديد :
- للأسف .
تبادل القادة نظرة أخرى متوترة، قبل أن يقول أركان الحرب:
- على الرغم من ألمنا لما سيحدث، إلا أنه يبدو وكأنه الحل الوحيد؛ لإنقاذ كوكب الأرض، وليس أمامنا سوى ان نتقبًَّله، بكل الحزن والأسف .
اعتدل قائد القوات، وهو يضيف:
- ولكن علينا العمل على إخلاء المناطق المحيطة فوراً، بعد أن قمنا بإخلاء منطقة (المقطم) من قبل.
أجابه الرئيس، وقد استعاد توتره:
- لقد أصدرت أوامرى بهذا بالفعل، وأنا فى الطريق لحضور اجتماعكم هذا .
سأله القائد الأعلى فى قلق:
- هل سيبدأ هجومهم قريباً ؟!
تنحنح رئيس الجمهورية، وهو يعتدل فى توتر شديد، مجيباً:
- طائراتهم فى طريقها إلى هنا بالفعل .
وتبادل الجميع نظرة أخرى، أشد توتراً...
فقد كان هذا يعنى أن الأمور قد تصاعدت، إلى الحد الأقصى ...
وأنها نهاية منطقة (المقطًَّم) ...
ونهاية فريق (نور) ...
تماماً ...
* * *
من أهم ما يتميًَّز به (أكرم)، عن باقى أعضاء فريق (نور)، وحتى عن (نور) نفسه، هو أنه مقاتل بالفطرة ...
مقاتل اعتاد المواجهة ...
وصنوف القتال ...
وخبر وسائل البقاء ...
وفى ظل أحلك الظروف ...
ولهذا، فقد بدأ قتاله، فور وصوله إلى المكان ...
ودون إضاعة لحظة واحدة ...
ولقد كان رد فعل (أيسول) سريعاً أيضاً ...
وفى لحظة واحدة تقريباً، انطلقت رصاصة (أكرم) نحو الجنرال، وانطلقت فقاعات (أيسول) المتفجًَّرة نحو (أكرم) ...
ووثب الجنرال إلى الخلف فى سرعة، محاولاً تفادى رصاصة (أكرم)، إلا أنه تلقًَّاها فى كتفه، قبل أن يختل توازنه، ويسقط أرضاً، وهو يصرخ فى رجاله بلغته غير الأرضية ...
أما فقاعات (أيسول)، فقد أصابت الجدار الثلجى، على قيد خطوة واحدة من (اكرم)، وانفجرت لتلقى هذا الأخير أرضاً...
إلا أنه أطلق المزيد من رصاصته، حتى وهو يسقط ...
وبكل قوته، وثب (نور) نحو (أيسول)، وهو يهتف:
- وصلت فى الوقت المناسب يا صديقى ...
أدًَّت انقضاضة (نور) إلى أن تنطلق فقاعة (أيسول) الثانية نحو الجدار الثلجى، بعيداً عن (أكرم)، الذى قفز أرضاً، وتدحرج مبتعداً، باحثاً عن هدف جديد، فى نفس اللحظة التى جذب فيها (أيسول) (نور) من خلف ظهره، فى قوة هائلة، وألقاه امامه فى عنف، صارخاً بلغة أرضية:
- ألم تتعلًَّم بعد، أن القتال اليدوى معنا بلا جدوى.
كان باقى الرجال يندفعون بأسلحتهم نحو (أكرم)، الذى أدرك أنهم يحاصرونه من كل جانب، ورأى أسلحتهم ترتفع نحوه، مما يوحى بحتمية خسارته لمعركته، إلا ان هذا لم يوقفه ...
وعلى الرغم من إدراكه أنها قد تكون معركته الاخيرة، أطلق (اكرم) رصاصاته نحو الغزاة، الذين اطلقوا فقاعاتهم المتفجًَّرة نحوه بدورهم، فدوت الانفجارات عنيفة فى المكان، ورأت (سلوى) جسد (اكرم) يندفع إلى الخلف، ويرتطم بالجدار الجليدى فى قوة، قبل أن يسقط ارضاً، فى نفس الوقت الذى ركل فيه (ايسول) (نور) فى وجهه، وهو يصرخ فى غضب هادر :
- كنت اعلم أنه ينبغى التخلًَّص منكم فوراً .
لم يعترض الجنرال هذه المرة، عندما صوًَّب (ايسول) سلاحه نحو (نور)، وإنما حاول إيقاف تلك الدماء الزرقاء، التى اندفعت من موضع إصابته، وتجمًَّدت فوراً على زيه العسكرى، وهو يصرخ فى رجاله بكلمات ما ...
ومع ذلك الموقف البائس، أشارت (نشوى) إلى ذلك الجهاز المعلًَّق بسقف الكهف الثلجى، صارخة:
- ذلك الجهاز يا (أكرم)..
التقط (اكرم) صرختها، وأدرك على الرغم من دقة موقفه، ان ذلك الجهاز، الذى أشارت إليه، يحمل حتماً أهمية كبرى، فألقى نفسه على ظهره، وتجاهل كل الانفجارات من حوله، وصوًَّب مسدسه فى دقة...
وأطلق النار ...
لم تكن قد تبقًَّت فى خزانة مسدسه سوى ثلاث رصاصات، أطلقها كلها نحو ذلك الجهاز بلا تردًَّد ...
ومع رصاصته الثالثة، دوت فى المكان فرقعة مدوًَّية ...
ثم انبعث من ذلك الجهاز شرارات عنيفة ...
ومن قلبه، تصاعدت أبخرة زرقاء كثيفة ...
ومع تصاعدها، توًَّقف القتال دفعة واحدة ...
ومن عيون الغزاة، اطلًَّت نظرة ذعر ...
كل الغزاة ...
حتى (أيسول) ...
والجنرال ...
وفى ارتياح، غمغمت (نشوى) :
- كنت على حق .
سألتها (سلوى) فى انفعال:
- أهذا ما كان يجعل المكان بارداً هكذا؟!
أجابها (رمزى) :
- بكل تاكيد .
أما (أكرم)، فقد نهض فى بطء، ممسكاً مسدسه فى قوة، وهو يغمغم :
- رباه! ... ماذا فعلت رصاصاتك يا (أكرم)؟!
أجابه (نور) فى ارتياح :
- ربما تكون قد أنقذت الأرض يا صديقى.
بدا الجنرال شديد الغضب، وهو يلقى أوامره لرجاله، الذين أسرعوا يرتدون أزياءهم الواقية، وإن ظل بعضهم يصوًَّب أسلحة إلى (نور) وأفراد فريقه، وبخاصة (أكرم)، فقال (نور) فى حزم :
- أظنكم قد خسرتم معركتكم.
أجابه الجنرال فى غضب:
- هراء .... ربما ترتفع درجات الحرارة هنا، مع مرور الوقت، ولكن كل معلومات عالميكما، انتقلت إلينا بالفعل، ومفاعل توليد الطاقة السلبية بدأ عمله كما ترى .
قالها، وهو يشير إلى شاشة رفيعة، فى الركن القريب من جهاز (آتوترون)، يتحًَّرك فوقها شريط من ضوء أحمر، فى سرعة واضحة، ثم تابع فى حدة:
- عندما يصل ذلك الضوء إلى نهاية الشاشة، سيعنى هذا أن جهازكم، الذى تطوًَّر كثيراً عما كان عليه، قد تم شحنه بطاقة سلبية جبًَّارة، تفوق بالف ضعف تلك الطاقة، التى خفضت درجة حرارة سطح شمسكم، وفور اكتمال الشحن، سيطلق الجهاز تلك الطاقة السلبية الجبًَّارة، نحو الشمس، التى ستبدو كما لو انها قد صارت شمساً باردة، لا تلقى عليكم ذلك الدفء، الذى اعتدتموه منها .
والتهبت عيناه، وهو يضيف بمنتهى المقت:
- وسيعنى هذا الفناء العاجل، لعالمكم كله .
ثم رفع رأسه فى اعتداد، مضيفاً :
- وبداية الحياة لعالمنا .
نطق عبارته الاخيرة، وشريط الضوء الأحمر يقترب من نهاية الشاشة ...
ونهاية الارض ..
بمنتهى السرعة ...
* * *
" الطائرات الصينية تقترب من مجالنا الجوى"...
قالها قائد الطيران فى توتر، وهو يراقب شاشات الرصد، قبل أن يضيف، فى شئ من الحدة، لم يستطع كتمانها، على الرغم من وجود الرئيس :
- لم اكن أتصوًَّر أن يأتى يوم، أسمح لطائرات مقاتلة أجنبية، بعبور مجالنا الجوى، وهى تحمل أسلحة دمار شاملة .
قال رئيس الجمهورية، وهو يكتم توتره:
- لقد اتفقنا على أننا نمر بظروف استثنائية ... ثم أن القنبلة التى تحملها تلك الطائرات، ليست قنبلة تقليدية، وليست ذات تأثير مدمًَّر شامل، كتلك التى ضربت (اليابان)، فى نهاية الحرب العالمية الثانية، وتركت تأثيرات إشعاعية، دامت لما يقرب من ربع قرن، فى المنطقة المحيطة بها .
غمغم القائد الأعلى فى قلق:
- أخشى أن معرفتنا بهذا لا تتجاوز ما أعلنه الصينيون أنفسهم، عن التطويرات التى أحدثوها، فى القنبلة النووية الحديثة، ولا هم أو الأمريكيون، أطلعونا على نتائج اختباراتهم، فى هذا الشأن ...
أضاف قائد القوات، فى قلق مماثل:
- ثم ماذا لو أنهم يحاولون اختبار قنبلتهم النووية الجديدة على أرضنا، كما فعل الامريكيون فى الحرب العالمية الثانية؛ فلقد أطلقوا قنبلتهم الانشطارية، التى اطلقوا عليها اسم (الولد الصغير)، على مدينة (هيروشيما) اليابانية، فى السادس من أغسطس 1945 م، وكانت تكفى لإنهاء الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من هذا، فقد ألقوا قنبلتهم النووية الثانية، والتى أطلقوا عليها اسم (الرجل البدين)، على مدينة (ناجازاكى)، بعد ثلاثة أيام فحسب .
إنبرى قائد القوات الجوية يضيف فى توتر:
- هذا لأن القنبلة الثانية كانت قنبلة اندماجية، وليس انشطارية، مثل الأولى، ولقد أزهقوا آلاف الأرواح، فقط لأنهم أرادوا المقارنة بين تأثير القنبلتين، الانشطارية والاندماجية، ولهذا اختاروا مدينتين، لهما نفس المساحة وبهما نفس عدد السكان تقربياً .2
أدار الرئيس عينيه فى وجوه الجميع، فى توتر بالغ، قبل ان يتساءل:
- ألديكم حل آخر ؟!
أجابه القائد الاعلى فى سرعة:
- الحل الوحيد لا يكمن هنا .
استدار إليه الرئيس فى تساؤل، فأكمل فى حزم:
- إنه يكمن هناك، فى قلب وكر الغزاة .
تزايد التساؤل، المطلًَّ من عينى الرئيس، مما جعل القائد الاعلى يميل نحوه، متابعاً:
- يكمن فى الفريق ... فريق (نور)...
قالها، دون أن يدرى أن فريق (نور) كان فى تلك اللحظة بالذات، يبحث عن الحل ...
الحل الأخير ...
والأمل الأخير ...
لعالمنا كله ...
* * *
" ألق سلاحك يا هذا ..."..
قالها (أيسول) فى صرامة شديدة، وهو يصوًَّب سلاحه إلى رأس (اكرم)، فى نفس الوقت الذى انتهى فيه فريق الغزاة، من ارتداء الأزياء الواقية، واستبدل بعضهم موقعه، مع الذين كانوا يصوًَّبون أسلحتهم إلى الفريق، فرفع (اكرم) مسدسه، وهو يقول فى عصبيته المعتادة:
- لقد نفدت رصاصاته .
كرًَّر (ايسول) فى حدة:
- ألقه .
رفع (أكرم) مسدسه إلى رأسه، وضغط زناده، فصدرت عنه تكة معدنية، تشف عن خلو خزانته من الرصاصات، وهو يقول، فى عصبية متزايدة:
- ألا يمكنك فهم لغتنا يا هذا ...إنه فارغ .
صرخ (أيسول) فى تحفز:
- قلت : ألقه .
التفت (نور) إلى (أكرم)، قائلاً:
- ألقه يا صديقى، فهذا الوغد سيسعد بقتلك، بحجة أنك لم تفعل .
مطًَّ (أكرم) شفتيه فى امتعاض، وهو يغمغم:
- ليس من السهل أن يتخلى المرء عن سلاحه .
التقت نظراته بنظرات (نور)، وهو يفلت سلاحه، ويتركه يسقط أرضاً ...
وفى عينى (نور) قرأ (أكرم) شيئاً ...
قرأ فكرة ...
وخطة ...
وفى زهو ظافر، قال الجنرال، وهو يعقد كفيه خلف ظهره، وينتفخ كالطاووس:
- بعد أقل من دقيقة واحدة، سيبلغ هذا المؤشر نهايته، وسيكون جهاز (آتوترون)، الذى صنعتموه لحمايتكم، هو السلاح الذى سيقضى على كوكبكم.
تبادل (نور) ورفاقه نظرة صامتة، قبل أن يقول:
- هل سمعت يا (أكرم) .... أقل من دقيقة.
اتجه (أكرم) نحوه، وهو يقول فى توتر:
- دعنى أصافحك خلالها إذن يا (نور)، فقد كان شرفاً لى، أن أعمل معك، وأن أنضم إلى هذا الفريق الرائع .
تحرًَّك سلاح (أيسول) معه فى تحفًَّز، حتى بلغ (نور)، ومد يده ليصافحه، وهو ينظر إلى عينيه مباشرة، قائلاً:
- قل لى يا صديقى: فى أقل من دقيقة، ما الذى يمكن أن تفعله؟!
أجابه (نور) فى حزم:
- الكثير .
ما حدث بعد كلمة (نور)، كان مفاجأة للجميع بلا استثناء ...
ففى سرعة مدهشة، اعتمد (أكرم) على كتفى (نور)، ووثب بقدميه، ليركل بهما معاً وجه (أيسول)، بكل ما يملك من قوة ...
ومع المفاجأة، سقط (أيسول) أرضاً، وانطلقت من سلاحه فقًَّاعة متفجًَّرة، انفجرت فى سقف الكهف، فتساقطت العناقيد الثلجية منه، لترتطم بأجهزة الغزاة فى قوة ....
وتراجع الجنرال فى دهشة غاضبة، فى نفس الوقت الذى أفلت فيه (أكرم) كتفى (نور)، وترك هذا الأخير ينقض على (أيسول)، فى حين ترك هو جسده يسقط أرضاً، وهو ينتزع من جيبه خزانة رصاصات إضافية ...
وفى سرعة مدهشة، اكتسبها من التدريبات المستمرة، فى قاعة المخابرات العلمية، التقط مسدسه التقليدى من الأرض، وضغط زر إفلات خزانته، ثم دفع الخزانة الجديدة داخله، و(نشوى) تندفع نحوه، صارخة:
- الجهاز ... الجهاز يا (أكرم).
كان (نور) يعلم أن قتاله مع (أيسول) خاسر حتماً، مع القوة الهائلة، التى يتمتع بها هذا الأخير، وعلى الرغم من هذا، فقد تشبًَّث به بكل قوته؛ ليفسح المجال لزميله (أكرم)، الذى أدار فوهة مسدسه فى سرعة نحو الجهاز، وأطلق رصاصاته...
كل رصاصاته ...
وأمام عيون الجميع، تحطمت شاشة الجهاز، وتحطًَّم مؤشرة، الذى كاد يبلغ نهايته، وأطلق الجنرال صرخة غضب هائلة، فى نفس اللحظة التى رفع فيها (أيسول) (نور) عنه، وهو يصرخ:
- كان ينبغى أن تموتوا منذ اللحظة الأولى.
وعلى الرغم من أن باقى الغزاة كانوا يندفعون نحوه، وثب (أكرم) نحو (أيسول) بدوره، وهو يهتف:
- لكم نقطة ضعف حتماً، مثل كل مخلوق حى .
وبكل ما يملك من قوة، دفع سبًَّابته ووسطاه فى عينى (أيسول)، الشبيهتين بكرتين من الثلج، و...
ولأوًَّل مرة، صرخ (أيسول) ...
صرخ عندما تفجًَّرت عيناه، ككرتين من الثلج بالفعل، وسال منهما سائل شفاف، له برودة الماء المثلًَّّج ...
وأفلت سلاحه من يده ...
وفى سرعة مدهشة، التقط (نور) سلاح (أيسول)، قبل أن يبلغ الأرض، واستدار فى الهواء، يطلق فقاعاته المتفجّرة، نحو كل ما رآه امامه ...
نحو الغزاة ...
والجنرال ...
و(آتوترون) ...
ومع سقوط (أيسول) أرضاً، وهو يتلًَّوى ألماً، دفع (أكرم) فى مسدسه خزانة الرصاصات الاخيرة، فى نفس الوقت الذى صرخ فيه الجنرال فى رجاله ...
ولكن (أكرم) أطلق رصاصاته، كما لو أن تلك الأطباق فى مركز التدريب، هى التى تنقض عليه الآن ...
وصرخ الجنرال مرة أخرى، وهو يرى مقاتليه يتساقطون ...
صرخ ...
وصرخ ...
وصرخ ...
وامتزج صراخه بدوى رصاصات (أكرم)، وانفجارات تلك الفقاقيع العجيبة ...
وانفجرت فقاعة إلى جوار (سلوى) و(نشوى)، وألقتهما أرضاً، ولكن (رمزى) قفز نحو سلاح أحد المقاتلين، الذين أسقطهم (أكرم)، والتقطه؛ لينضم إلى القتال ...
وشعر (نور) بشظايا الثلج تخترق جسده، فى حين بدا صدر (أكرم) مغرقاً بالدماء، واندفع (رمزى) إلى الخلف، إثر فقاعة متفجّرة، كادت تودى به ...
ثم فجأة، توًَّقف القتال ...
هذا لأنه لم يتبقى مقاتل واحد من الغزاة ...
كلهم سقطوا، مع تلك المبادرة المباغتة ...
وكل من تبقى هو الجنرال، مع الفريق العلمى، الذى يشرف على إطلاق (آتوترون) ...
وفى دهشة، غمغم (نور):
- هل انتصرنا حقاً؟!..
نهض (أكرم) فى دهشة مماثلة، وهو يصوًَّب سلاحه إلى الجنرال، مغمغماً فى عصبية:
- يبدو هذا يا صديقى ... لقد أطلقت رصاصاتى على كل من كان يحمل سلاحاً .
حاول (رمزى) النهوض بدوره، وهو يقول فى توتر:
- لم يكن هناك العديد منهم .
بدا الجنرال شديد الغضب، وهو يقول:
- هل تصوًَّرتم أنكم بهذا قد ربحتم المعركة؟!
أجابه (نور) فى حزم:
- ألك رأى آخر أيها الغازى؟!
أشار الجنرال إلى جهاز (أتوترون)، وهو يقول :
- بل جهازكم هذا له ذلك الرأى الآخر أيها البشرى .
تساءلت (سلوى) فى قلق:
- مالذى يعنيه هذا ؟!...
غمغمت (نشوى) فى توتر:
– أظننى أعلم ما الذى يعنيه يا أمى.
تابع الجنرال بنفس الغضب، وكأنه لم يسمعهما:
لقد صنعتم هذا الجهاز منيعاً أيها البشر ... حتى أسلحتنا لم تكن لتوقفه ... وذلك المؤشر، الذى أصبتموه، ليس سوى واجهة خارجية فحسب، تماماً مثل الشاشة، التى حطمتها رصاصاتكم البدائية.
واشتعلت عيناه الثلجيتين على نحو عجيب، وهو يضيف:
- ولكن الجهاز يواصل عمله فعلياً.
مع قوله، ظهرت دائرة شفًَّافة فى سقف الكهف، فوق جهاز (آتوترون) تماماً، وراحت تتسع فى سرعة، قبل أن تختفى، وتصنع ممراً واسعاً، يصعد إلى السطح، حتى لقد بدت السماء فى نهايته واضحة ...
وبصوت أشبه بضحكة عصبية، أكمل الجنرال فى شراسة:
- بعد ثمانين ثانية فحسب، سيطلق (آتوترون) أشعته السلبية الجبّارة، عبر ذلك النفق مباشرة، نحو شمسكم مباشرة.
وتألقت عيناه فى شدة، وهو يضيف:
- وبرنامجه غير قابل للإلغاء ...
بدا توتر شديد على وجوه الجميع، والجنرال يهتف، فى ظفر وحشى :
- الآن يمكنكم أن تقولوا وداعاً لعالمكم، فأنتم تشهدون لحظاته الأخيرة.
قالها، وراح يضحك على نحو هستيرى ...
وردًَّدت جدران الكهف الثلجى ضحكاته، التى بدت أشبه بضحكات ألف شيطان ...
ألف شيطان من ثلج ...
وحشى.
* * *

الفصل القادم هو الفصل الأخير

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 21-01-12, 08:11 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الأخيــــــــــــــــــــــــــر

الفصل الأخير .. الختام

" دقيقة واحدة، ويلقون القنبلة ..."..
بدا قائد الطيران شديد التوتر، وهو يتابع على الشاشة مسار الطائرات الأمريكية والصينية، التى تتجه، عبر سماء (مصر)، نحو منطقة (المقطم)، ثم أضاف، وهو ينقل بصره إلى الرئيس :
- سيلقى الصينيون قنبلتهم أوًَّلاً، فإن لم تحقًَّق هدفها، سيلقى الأمريكيون قنبلتهم .
غمغم قائد القوات فى حنق:
- على أرضنا .
زفر الرئيس، وهو يقول:
- إنه قدرنا .
هتف أحد القادة فجأة، وهو يشير إلى إحدى الشاشات:
- رباه !!...انظروا إلى هذا .
استدارت العيون إلى حيث يشير، وهتف القائد الأعلى:
- من أين أتت تلك الفجوة الواسعة، فى سطح جبل (المقطم)؟!
أجابه الدكتور (فريد) فى توتر:
- إنها فى مركز ذلك الوكر مباشرة ... رباه!... إنهم يستعدون لإطلاق الطاقة السلبية.
وراجع حساباته فى سرعة، قبل أن يضيف فى عصبية:
- ووفقاً لحساباتى، ستكون الشمس فى موضع الإصابة مباشرة، لو أطلقوا الأشعة، خلال الدقيقة التالية.
هتف أركان الحرب:
- ولكن الشمس مازالت بعيدة عن المنطقة.
لوًَّح الدكتور (فريد) بيده، هاتفاً:
- الأشعة ستستغرق عدة دقائق، قبل أن تقطع المسافة بيننا وبين الشمس، ولقد وضعوا حساباتهم كلها، اعتماداً على هذا.
امتقع وجه الرئيس، وهو يقول:
- ولكن لو أطلقوا أشعتهم، قبل وصول الطائرات، التى تحمل القنابل النووية المحدودة، لن يكون لإلقائها أية فائدة.
بدا قائد الطيران شديد العصبية، وهو يقول:
- إذن فقد أصبح الأمر سباق ثوان قليلة.
تراجع الرئيس فى مقعده، وهو يغمغم:
- بعد ملايين السنين، صارت نهاية الأرض ترتبط بثانية أو ثانيتين.
وران على الجميع صمت رهيب...
وتعلًَّقت العيون بكل الشاشات ...
وفى كل العقول، انفجر تساؤل واحد ...
ترى، هل يشهدون نهاية الحضارة البشرية على الأرض؟!...
هل ؟!...
* * *
ثانية واحدة مضت، عقب ضحكة الجنرال الشيطانية، ثم هتف (نور):
- لن نستسلم الآن.
اندفعت (سلوى) نحو أحد أجهزة الغزاة، وهى تقول فى حزم:
- بالطبع ... لقد حان دورنا، (نشوى) وأنا.
وأسرعت (نشوى) تعدو نحو الـ( آتوترون)، وهى تقول:
- كنت أتصوًَّر أننا سنبقى سلبيتين، حتى لحظة النهاية.
بدا الجنرال شديد العصبية، وهو يقول فى حدة:
- لا يمكنكما منع إطلاق الطاقة السلبية ... رموزنا تختلف تماماً عن رموزكم، التى تتعاملون بها رقمياً على كوكبكم.
أجابته (نشوى) فى انفعال، وهى تلصق ساعة يدها بجانب (أتوترون):
- الجهاز مازال يحمل برنامجه الأرضى خلف جهاز الترجمة، الذى أضفتموه إليه.
كانت أصابعها الصغيرة تعمل على الأزرار الدقيقة فى ساعتها، فى سرعة مدهشة للغاية، فغمغم (رمزى):
- هل سيمكنك فعل أى شئ، فى هذه الثوانى القليلة؟!
أشار إليه (نور)، قائلاً فى حزم، وهو يراقب عمل زوجته وابنته:
- اتركهما تعملان.
كانت الثوانى تمضى فى سرعة، وجهاز (آتوترون) ينفتح، وتتسع دائرته، ليبدو أشبه بطبق إرسال كبير، يستقر على قاعدة بيضاوية الشكل، وأصابع (نشوى) تعمل بتلك السرعة الكبيرة، فى حين غمغمت (سلوى)، وهى تواصل عملها على الجهاز الآخر:
- إنه يسير وفقاً لنفس المبادئ الفيزيائية فى عالمنا، ولكنها مشكلة الرموز فحسب.
هتف الجنرال، وعصبيته تتزايد:
- لن يمكنكم إنجاز هذا، فى الوقت المناسب.
أجابته (نشوى)، وأصابعها تواصل العمل فى سرعة:
- لقد تجاوزت برنامجكم بالفعل، وسأحاول الآن إيقاف عملية الإطلاق.
كان (أكرم) يشعر بدوار شديد، إثر إصاباته المتعدًَّدة، و(نور) يتابع عمل (سلوى) و(نشوى) فى اهتمام، فى حين تركًَّز بصر (رمزى) على وجه الجنرال، الذى بدا وكأنه سينفجر غضباً ..
ثم فجأة، اتخذت ملامحه انفعالاً مختلفاً ...
انفعال أدركه الخبير النفسى ...
وبكل قوته، هتف، قبل حتى أن يتحًَّرك الجنرال:
- احترس يا (نور).
وفى منتصف عبارته تقريباً، وثب الجنرال ...
وثب كنمر شرس خارق، ليقطع ثلاثة أمتار دفعة واحدة، منقضاً على (نشوى)؛ فى محاولة لمنعها من إتمام عملها...
وفى نفس اللحظة تقريباً، وثب (نور) ...
وقبل أن يبلغ الجنرال (نشوى)، بأقل من خطوة واحدة، انقض عليه (نور)، ودفعه بعيداً عنها، وهو يهتف:
- ليس فى هذه المرحلة.
أمسك الجنرال وسط (نور)، ورفعه عالياً، وهو يطلق صرخة هادرة، ثم ألقى به بكل قوته، نحو الجدار، الذى بدأ الجليد الملتصق به يذوب بالفعل ...
كان من الواضح أن قوته تفوق قوة (أيسول) نفسه ...
وأنه مصرًَّ على منع إيقاف الإطلاق ...
وبأى ثمن ...
فقد دفع (نور) بعيداً، ثم عاد ينتقض على (نشوى) ...
وفى هذه المرة، اعترض (رمزى) سبيله ...
كان يعلم أنه لن ينجح أبداً فى صد قوته، إلا أنه لم يتردًَّد فى مواجهته؛ ليمنح (نشوى) ثوان إضافية...
وبصرخة وحشية، دفعه الجنرال بعيداً، حتى أن دفعته ألقته ثلاثة أمتار إلى الخلف ...
وعاد ينقض على (نشوى) ...
وفى نفس اللحظة، التى استعاد فيها (نور) توازنه، وهم بمعاودة الانقضاض على الجنرال، كان (أكرم) يثب ليتعلًَّق بعنق هذا الأخير، على الرغم من إصاباته المؤلمة، وهو يهتف:
- الأرض للأرضيين أيها الوغد .
كان الجنرال يبدو كوحش كاسر، وهو ينتزع (أكرم) من عنقه بقوة خرافية، ثم يلقيه؛ ليرتطم بـ(رمزى)، ويسقطان معاً أرضاً ...
وفى بطء، بدأ (آتوترون) يدور ...
ويدور ...
ويدور ...
ومع كل ثانية تمضى، كانت سرعة دورانه تتزايد ...
وتتزايد ...
وتتزايد ...
وفى محاولة أخيرة، لمنعه من إيقاف (نشوى)، انزلق (نور) أرضاً، وضرب ساقى الجنرال بقدميه فى قوة ...
ولكن الجنرال تجاوزه بوثبة رشيقة، وانقض على (نشوى) ...
وفى هذه المرة، كانت انقضاضته ناجحة ...
وكانت سرعة دوران الجهاز قد بلغت ذروتها، عندما انتزع الجنرال (نشوى) من مكانها، وألقاها بعيداً عن الجهاز، وهو يصرخ:
- خسرتم أيها البشر .
وخفقت قلوب الجميع فى قوة، عندما بدأ الجهاز يتألق، ليطلق طاقته السلبية الجبًَّارة نحو الشمس...
شمسنا ...
* * *
" عشرون ثانية، ونبلغ الهدف"...
نطق طيًَّار المقاتلة الصينية العبارة فى هدوء وآلية، لا توحيان أبداً بأنه يستعد لإلقاء قنبلة نووية محدودة، على منطقة سكنية كاملة، فأجابه قائد الطيران المصرى فى صرامة:
- لا تلق القنبلة، قبل أن تتلقى الأوامر بهذا .
أجابه الطيًَّار بنفس الهدوء والآلية:
- سلبى ... لست أتلقى الأوامر سوى من قيادتى .
صاح به قائد الطيران فى غضب:
- إنك تحًَّلق فى سمائنا.
كرًَّر الطيًَّار بنفس الآلية:
- سلبى .
قالها، وانهى الاتصال دفعة واحدة، مما جعل الجميع يشعرون بالغضب، فالتفت الرئيس إلى قائد الدفاع الجوى، وساله:
- أأنت مستعد ؟!
أجابه الرجل فى حزم:
- فى انتظار اوامرك يا سيادة الرئيس .
" عشر ثوان، قبل بلوغ الهدف ..."..
قالها الطيًَّار الصينى، وهو يضغط زراً أمامه، فانفتحت كوة فى باطن طائرته، وانخفضت منها القنبلة النووية المحدودة، وهو يقترب من الهدف بسرعة كبيرة ...
وفى حجرة الاجتماعات، بلغ توتر الحاضرين مبلغه، وغمغم القائد الأعلى فى أسى:
- (نور) وفريقه كانوا أبطالاً ...
أجابه الرئيس فى حزم:
- الوقت لم يحن لفعل (كانوا) هذا .
أشار قائد الطيران إلى الساعة الرقمية الكبيرة أمامه، وهو يقول:
- إنها خمس ثوان فحسب يا سيًَّدى .
لم يكد يتم عبارته، حتى ارتسمت فجأة عبارة قصيرة، رقمية كبيرة، على كل شاشات الرصد فى آن واحد ...
وقفزت دهشة الجميع إلى ذروتها ..
أو ربما أكثر ...
بكثير .
* * *
بلغ (آتوترون) سرعته القصوى بالفعل...
وبدأ تألقه ...
واستعد لإطلاق طاقته السلبية الجبًَّارة نحو شمسنا ...
وأطلق الجنرال ضحكته الشيطانية الظافرة مرة أخرى ...
وأخيرة ..
ففجأة، وبعد أن بدا للجميع أن الطاقة ستنطلق، انخفضت سرعة (آتوترون)، وخبا تألقه ..
وبينما خفقت قلوب الجميع فى عنف، اتسعت عينا الجنرال فى دهشة غاضبة، وهو يهتف:
- ولكن كيف؟!
أشارت (نشوى) إلى ساعتها، وهى تقول:
- تأخرت ثانية واحدة يا هذا .
ثم ابتسمت فى ارتياح، مضيفة:
- لقد عكست عمله، قبل أن تنتزعنى من مكانى بثانية واحدة .
أطلقت (سلوى) صرخة فرح، وتنًَّهد (رمزى) فى ارتياح، وهو يغمغم:
- حمداً لله ... حمداً لله .
وانعقد حاجبا (أكرم) فى شدة، فى حين اغمض (نور) عينيه، وهو يتمتم بكلمات لم يسمعها سواه...
أما الجنرال، فقد أدار عينيه فى وجوه الجميع، فى غضب مستنكر، وهو يغمغم بلغتة غير الأرضية، فى حين تراجع فريقه العلمى، فى خوف واضح ...
وفى حماس، هتفت (سلوى)، وهى تضغط زراً ، فى أحد الأجهزة الخاصة بالغزاة:
- لقد نجحت أيضاً فى التعامل مع هذا الجهاز، وهو يرسل الآن رسالة بلغتنا إلى القيادة، يخبرها أن المهمة قد انجزت ..
ثم رفعت ساعة يدها أمام الجنرال، وهى تضيف:
- كان ينبغى أن تجردنا من ساعاتنا الأليكترونية يا هذا؛ فسيدهشك مقدار ما يمكنها فعله.
نقل الجنرال بصره بينهم مرة أخرى، ثم وثب فجأة، يضرب صدر (نور) فى قوة، قبل أن يختطف السلاح من يده، ويتراجع صائحاً بكل غضبه:
- ربما نجت الأرض هذه المرة أيها البشر، ولكن هذا لن ينطبق عليكم .
فى نفس اللحظة، التى نطق فيها عبارته، كان الطيًَّار الصينى قد بلغ الهدف تماماً، وامتدت سبًَّابته لتضغط زر إلقاء القنبلة النووية المحدودة...
ولم يكن هناك شئ يمكن أن يمنعه عن هذا ..
أى شئ ...
على الإطلاق ...
* * *
بكل الحزم، ضغط الطيًَّار الصينى زر إلقاء القنبلة ...
وعلى الرغم من أنه قد اختبر ذلك الزر خمس مرات، قبل أن يبدأ مهمته، إلا أن شيئاً لم يحدث ...
والقنبلة النووية المحدودة، لم تسقط ...
وبكل التوتر، ضغط الطيًَّار الزر مرة ثانية ...
وثالثة ...
ورابعة ...
وأيضاً لم يحدث شيئاً ...
وفجأة، انتبه إلى أن مسار طائرته يتغيًَّر ...
حاول أن يستعيد سيطرته عليها، وهو يعيد الاتصال بالقيادة المصرية، قائلاً فى غضب:
- ماذا فعلتم بمقاتلتى ؟!
أتاه صوت الرئيس، وهو يقول فى صرامة:
- كل الطائرات تحت سيطرتنا الآن ...سنقودكم إلى الهبوط فى أحد مطاراتنا الحربية، حتى تتم إجراءات إعادتكم لبلادكم.
صاح فى حدة، وهو يحاول عبثاً استعادة السيطرة على طائرته:
- هذا ليس قانونياً ... اعيدوا السيطرة إلى طائرتى .
أتاه هذه المرة صوت قائد الطيران، وهو يقول:
- يبدو أنك نسيت أنك تحًَّلق فى سمائنا يا هذا، ونحن لا نتلقى الأوامر إلا من قيادتنا .
قالها قائد الطيران، ثم التفت إلى قائد الدفاع الجوى، قائلاً :
- أحسنت يا هذا .
سأله الرئيس فى اهتمام :
- أهو سلاح جديد؟!
اجابه قائد الدفاع الجوى فى ارتياح:
- بل هى تجربة لسلاح جديد يا فخامة الرئيس ... لقد وجدنا أن كل الطائرات الحديثة، يتم توجيهها عبر الأقمار الصناعية لدولها، وكل ما فعله سلاحنا الجديد، هو انه فصل الاتصال، بين الطائرات وأقمار التوجيه الصناعية، ونقل إلينا شفرة التوجيه، التى جعلتنا نمتلك السيطرة الكاملة على الطائرات، كما لو أنها جزء من لعبة هولوجرامية متطوًَّرة .
اعتدل الرئيس فى مقعده، وهو يقول بابتسامة كبيرة:
- عظيم ... لدينا احتفال مزدوج إذن، بنجاة كوكبنا، ونجاح تجربة السلاح الجديد.
تساءل قائد القوًَّات فى اهتمام:
- ولكن ماذا عن فريق (نور)؟!
ولم يحر أحد الحاضرين جواباً، وإن أطلًَّ التساؤل ذاته من عيونهم جميعاً ...
نعم ... ماذا عن فريق (نور)؟!..
ماذا؟!..
* * *
سلاح الفقاعات المتفجًَّرة، كان مصوًَّباً نحو أفراد الفريق ...
والجنرال كان فى ذروة غضبه وشعوره بالفشل ...
ولم يكن هناك سبيل واحد لنجاتهم ...
أى سبيل ...
ولقد تألقت عينا الجنرال بنظرة وحشية مخيفة، وهو يضغط زناد سلاحه، و....
وفجأة، حدث أمر عجيب للغاية ...
أمر أشبه بالمعجزة ..
لقد بلغت الشمس تلك الفجوة فى السطح ...
وهبط ضؤها وحرارتها إلى قاع الكهف، حيث استقر (آتوترون) ...
وعلى نحو طبيعى، عكس سطح (أتوترون) الضوء والحرارة ...
نحو جسد الجنرال مباشرة ...
ومع ذلك الدفق المفاجئ من الحرارة، اتسعت عينا الجنرال عن آخرهما ...
وسقط سلاحه من يده ...
وأطلق صرخة ...
صرخة تردًَّدت فى الكهف، حاملة آلاماً رهيبة ....
آلام جعلته يسقط على ركبتيه، وسط دائرة الضوء والحرارة، وهو يصرخ بكلمات، جعلت أفراد فريقه العلمى يصابون بالفزع، ويتراجعون حتى التصقوا بجدار الكهف، الذى ذابت كل ثلوجه تقريباً...
وأمام عيون الجميع، تصاعدت من جسده أبخرة عجيبة، لها لون أزرق داكن ...
وفى ضعف ملحوظ، حاول أن يزحف خارج دائرة الضوء والحرارة ...
ولكن الأبخرة تزايدت ...
وتزايدت ...
وفى مشهد بشع، راح قناع زيه الواقى يذوب ...
ومن تحته، بدا وجهه أكثر بشاعة، وهو يذوب على نحو عجيب ...
وفى تلقائية، اندفع (نور) يحاول معاونته، ولكن (أكرم) أمسك ذراعه فى قوة، وهو يقول :
- اتركه .
ثم أضاف فى حزم، لم يخل من عصبيته المعتادة:
- إنها شمسنا، تنتقم لنفسها .
وتوًَّقف (نور) بالفعل ...
ليس استجابة لحديث (أكرم)، ولكن لأنه أدرك عدم جدوى هذا ...
فقد همدت حركة الجنرال تماماًًًًًًًًًًًًًًًًً، وتكاثفت الأبخرة الزرقاء، المتصاعدة من جسده، إلى حد مخيف ...
لقد فعلتها شمسنا بالفعل ...
وانتقمت ...
* * *
" هل تشعر بالراحة ؟!.."..
نطقتها (سلوى) فى حنان، وهى تعدًَّل وضع وسادة هوائية صغيرة، خلف ظهر (أكرم)، الذى استرخى على مقعد وثير، تحت أشعة الشمس الدافئة، فى حديقة منزل (نور)، فأومأ برأسه، مجيباً فى استرخاء واضح:
- لا يمكننى أن أكون أكثر راحة من هذا .
وأشار بيده إلى أعلى، مستطرداً:
- يكفى أن أشعر بهذا الدفء الجميل.
أومأت (نشوى) برأسها موافقة، وهى تصب قدحاً من الشاى لزوجها (رمزى)، قائلة :
- هذا صحيح ...إننا نشعر به دوماً، إلا أنه يبدو أن الإنسان لا يدرك ما يتمتع به من نعم الخالق عزًَّ وجلًَّ، إلا عندما يوشك على فقده .
تمتم (رمزى):
- هذا صحيح .
وصل (نور) فى هذه اللحظة، وعبر باب الحديقة، وهو يقول:
- معذرة لتأخرى يا رفاق... كان علىًَّ أن أعد التقرير النهائى، ولم أدرك أنه سيستغرق كل هذا الوقت .
سألته (سلوى) فى اهتمام:
- ماذا فعلوا بفريق الغزاة، الذى بقى على قيد الحياة؟!
اجابها، وهو يجلس على مقعد مجاور لمقعد (أكرم):
- وضعوهم فى بيئة مناسبة، والدكتور (فريد) وفريقه يحاولون الآن الحصول على كل ما لديهم من معلومات .
سأله (رمزى):
- وماذا عن الدكتور (كمال) والدكتور (ريمون)؟!
أشار (نور) بيده، قائلاً:
- إنهما تحت الرعاية الطبية والعلمية الفائقة، والدكتور (فريد) يأمل أن يتعاون الغزاة، فى إخراجهما مما أصابهما .
اعتدل (أكرم) فى حركة حادة، وهو يقول:
- (نور) ... هل دعوتنا لتناول طعام الغذاء، أم لمناقشة أمور العمل؟!
ابتسم (نور)، وهو يقول:
- أنت على حق ... دعونا لا نتحدًَّث عن العمل اليوم .
عاد (أكرم) يسترخى فى مقعده، وهو يقول فى استمتاع :
- نعم ... دعونا فقط نستمتع بدفء شمسنا .
وكان على حق تماماً ...
فليستمتعوا جميعاً بدفء شمسنا، التى لن تصبح ابداً، فى حياتنا على الأقل، شمساً باردة...
أبداً .




* * *

تمت بحمد الله قراءة ممتعة

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملف المستقبل, الشمس الباردة, عدد جديد, نبيل فاروق
facebook




جديد مواضيع قسم ملف المستقبل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية