كاتب الموضوع :
خيال الخيال
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
ان رديكما المستمر والمثمر لاحداث القصة يساوي عندي مليون رد لان كل حرف تكتبوه يحتوي على الكثير من الحنكة والمعرفة فشكرا لمتابعتكما
ذو العيون 32
فسأله أمين لما تبتسم فقال أبتسم من تشابه شخصية مازن وخالد فهما أن أرادا أن يحققان شيء فلا يتوقفان حتى يحققانه
لكن هذا الكلام لم يعجب أمين ولكنه بقي ساكتا
ومع مرور الأيام نشأت صداقة حميمة بين مازن وبين خالد حتى أصبحت كالعلاقة بين الأب والإبن
وكان مازن حريص على مستقبل خالد فبدأ يتابع وضعه في الدراسة بل من حرصه عليه سجله في حلقة التحفيظ التي تقام في المركز الذي كان يشرف عليها الشيخ عبدالرحمن فوصاه مازن بالعناية بخالد وأن يساعده على حفظ القرآن
ولم يكن يعلم أن خالد يحفظ القرآن بالسبع القراءات
ولم يخبر خالد أحد بذلك وبالفعل بدأ يحفظ معهم لكن الشيخ عبدالرحمن بدأ يشك في وضع خالد فهو حين يقرأ لهم لا يتبع معه ولا يردد ولكن أن جاء دوره في التسميع يسمع وبدون أخطاء
بل شعر أن خالد ليس فقط يحفظ القرآن بل ويجيد قراءته بعدة قراءات
فخطرت على باله خطة حيث تأخر في الحضور حتى قاربت صلاة المغرب فدخل الحلقة ولم يجد إلا ثلاثة طلاب كانوا يريدوا الذهاب وكان من ضمنهم خالد لكنه طلب منهم الجلوس واعتذر عن تأخره وبدأ يعطيهم المقطع الذي يجب أن يسمعوه له ولكن آذان صلاة المغرب قاطعهم فقال الشيخ عبدالرحمن أقم الصلاة يا خالد فقال خالد لا زال هناك طلاب سيأتون للصلاة لكن الشيخ عبدالرحمن كرر طلبه
فأقام خالد الصلاة
فصلى بهم الشيخ عبدالرحمن وبدأ يقرأ الفاتحة بقراءة أهل سما فكلما قال ملك يوم الدين ردا عليه الطالبان اللذان كانا مع خالد وخالد ساكت وهكذا حدث في الركعة الثانية فلما أنتهى الشيخ عبدالرحمن وبعد أن فرغ من التسبيح نظر لخالد وقال لم أسمع صوتك تصوبني
فقال خالد أنت لم تخطي لكي أصوبك فأنت قرأت بقراءة أهل سما
فقال الشيخ عبدالرحمن هذا ما كنت أشعر به فأنت تجيد قراءة القرآن بغير قراءة حفص
فتلعثم خالد وشعر أنه أنكشف فما كان منه سوى أظهار الحقيقة وأخبر الشيخ عبدالرحمن بأنه تتلمذ على يد شيخ مصري أسمه الشيخ محمود
وكان مازن حريص جدا على أن يحفظ خالد القرآن لأن ذلك سيجعله أكثر صمود في وجه صعوبات الحياة التي سيواجهها
فأتصل على الشيخ عبدالرحمن وسأله عن مستوى خالد فأخبره الشيخ عبدالرحمن بما حدث وأيضا قال له أن خالد يحفظ القرآن كاملا وليس ذلك وحسب بل وبالسبع القراءات
فأندهش مازن وشعر بشعور غريب شعور سعادة ممزوج بحزن
فهو سعيد كون خالد حافظ للقرآن ولكنه حزين كون خالد أخفى ذلك وتظاهر كذبا أنه يسعى لحفظ القرآن
لكن مازن أخفى هذا الحزن حين واجه خالد لأنه يعلم أن الأشهر القليلة ليست كافية لبناء ثقة ولنسميها ثقة عمياء بحيث لا يكون هناك أسرار بينهم
حيث أقام مازن حفل تكريم وكان خالد هو بطل هذا الحفل كونه حفظ القرآن وبقراءته السبع في هذا العمر الصغير يعتبر اعجاز يستحق الإشادة بها
وبعد أنتهاء الحفل دعا مازن خالد لمكتبه وقال اختر الهدية التي تتمناها
فلم يطل خالد التفكير حيث أجاب وبسرعة أريد حصان
ابتسم مازن وشعر بشغف خالد للفروسية
كان مازن يعتبر خالد ولده وليس ولد في الأحداث مسؤل عنه
حيث شعر أن خالد يمر بما مر به واقصد عداوة المجتمع لذنب ليس لهما ذنب فيه
أراد مازن أن يجعل من خالد عالم اسطوري يجيد كل شيء ليضرب أروع مثل عن أن الإنسان هو من يصنع مكانته وليس نسبه وحسبه
طبعا أكمل خالد دراسته في المركز وكان مازن يعتبر ذلك ضروريا مع علمه مسبقا أن هذه الدراسة لن تفيد خالد كثيرا من الناحية العملية
ومن هنا بدأ مازن في صقل مواهب خالد وبدأ يعلمه اللغة الإنجليزية التي أصبحت في هذا العصر شيء من ضروريات سوق العمل وأيضا شرطا اساسي لمن أراد أن يرتقي لأعالي السلم الوظيفي
وكان مازن يستغل حب خالد للفروسية وخاصة بعد أن أشترى له حصان أسماه خالد بالشهاب وكان مازن يستخدم ذهاب خالد للإسطبل من باب الثواب فإن أهمل في دروسه استخدم حرمانه من الذهاب للإسطبل كنوع من العقاب
وبالفعل مرت سنتان وأصبح خالد يجيد حفظ خمسمائة كلمة قراءة وكتابة وأيضا يجيد أستخدام قواعد اللغة الإنجليزية في تركيبه للجمل
فشعر مازن بشيء من الراحة والسعادة في تحقيق الخطوة الأولى
ثم بدأ مازن يحاول أن يعلم خالد الحاسب الآلي
لكنه مازن واجه صعوبة في ذلك فخالد كان لديه نفور جدا من تعلم الحاسب الآلي لأن ذلك يتطلب الجلوس خلف الكمبيوتر والجلوس بسكينه وهدوء وكان ذلك ينافي طبيعة خالد الحركية
فحاول مازن أن يستخدم اسلوب الحرمان من الإسطبل ولكن هذه المرة فشل هذا الإسلوب وذلك لإن خالد سئم ومل من ركوب خيله الشهاب والجري به داخل مكان محدد يحدده أسياج حديدية فأصبح ركوب الخيل والدوران به في ذلك المكان أمرا مملا
فهو كان في قريته أحيانا يسمح له السيف بمرافقته والذهاب معه على ظهر خيل اسمه الحوت ويتجول في القرية بلا قيود
وأضف أيضا أنه مشاعر حب خالد للخيول أنصرف لحب خيل واحد اسمه المشهر
فشعر مازن أن عصاه التي كان يستخدمها لتحفيز او عقاب خالد قد كسرت
ومر عام كامل وخالد لم ينطلق أنطلاقه المعهود في تعلم الأشياء لأنه لا يوجد رغبة في تعلم ذلك
ولكن هناك أحداث بدأت تظهر في حياة خالد قد تبدل هذا العزوف عن تعلم الحاسب الآلي أن أجاد مازن استخدامه كإسلوب تحفيز وعقاب ضد خالد
|