كاتب الموضوع :
الدلوعة توتو
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السادس
غطت اوراق الاشجار اليابسة العشب خاضت تيسا حربا خاسرة محاولة تجميعهم كومة كبيرة في زاوية الفناء برغم ان النسيم يعاود توزيعهم في الفناء. ولكنها احتاجت لشيء تحرك فيه عضلات جسمها بعد ظهر هذا اليوم لتبدد احاسيسها المشوشة ليلة امس. عاودت تيسا بنشاط اياع صوت حذائها على الاوراق كان يهدىء اعصابها لقد منعت نفسها من حب ماكس في التسع سنوات المنصرمة لقد اقنعت نفسها انه في امكانها التمتع بصداقته والمضي في طريقها وقد اوضحت الامر له من البداية انها ستمضي بطريقها هل احبها؟ وهل قتلت هي حبه عندما تركته ورحلت وراء حلمها؟ بعد ان اخبرتها ليسلي انها تواعد ماكس ارغمت نفسها على نسيانه ونجحت في ذلك. وبعد زواجهما اعتقدت تيسا انها وقعت في الحب. لقد كانت تيسا تغطي الحرب الشرق الاوسط وكذلك كان فيل ايفنز وفي يوم زاخر بالاحداث وبعد ان كادا ان يقتلان بنيران متفرقة بدت لهما الحياة ثمينة فبقيا مع بعضهما في وسط التشوش المحيط بهما. ولكن بعد مرور ستة اسابيع تابع فيل طريقه الى بلاد اخرى وحرب اخر وتركها من دون ان يلتفت وراءه هل فعلت هي هكذا بماكس؟ توقفت تيسا عن تجميع الاوراق ونظرت الى السماء الزرقاء لا كانت تفكر فيه ودائما لكن ماكس لم يدر بذلك.
تنهدت واستعملت المدمة لتجمع الاوراق التي جمعتها بكومة عالية ومرتبة كل حياتها كانت تتعلم ان الحب موجع امها احبت والدها وهجرها امها احبتها ومن كثرة حبها لها اعطتها للغرباء ليربوها حاولت تيسا ان تتواصل مع الاطفال الموجودين في الميتم ولكنهم ايضا رحلوا وحين قابلت ماكس كانت قد تعودت على حماية قلبها من وقت طويل وعندما رحل فيل من دون ان ينظر خلفه قررت هي ان تحمي نفسها ويجب ان يكون عملها حياتها فالخسارة تدمي القلب. وخسارة ليسلي المتها اكثر من ما مر عليها.
صوت هدير سيارة قطعت افكار تيسا توقف ماكس في الموقف الخاص وحاولت هي ان تتابع تجميع الاوراق ولكن بعد عدة دقائق لم تتمكن من تجاهله لانه توقف امامها رفعت رأسها فوجدته يتأملها وشعرت بأنها تريد ان تبكي فهي لم تبك منذ موت ليسلي والبكاء ليس من طبيعتها لحل مشكلة فالعمل هو خلاصها فحاولت ان تتجاهله وتتابع عملها.
مد يده وتناول المكنسة ليوقف حركتها:"تيسا ماذا سنفعل؟ فهذا التوتر ليس لصالحنا نحن الاثنين ولا لصالح رايان."
عرف ان ذلك سيجذب انتباهها:"ماذا تقترح؟"
"لنحاول ان نكون اصدقاء ولا اعلم ان كنا اصدقاء في يوم من الايام حتى في البداية لم نتعرف على بعضنا جيدا."
رق قلبها لان يده تغطي يدها وتنبعث منه قوة وجدتها في قليل من الرجال وهي تتذكر بوضوح قبلة ليلة امس"وماذا عن الباقي؟"
ترك يدها وابتعد عنها:"نحن راشدان بامكاننا التحكم في اعمالنا ومن اجلك ومن اجلي وايضا رايان يجب ان نبقي هذه المسألة بسيطة سأحاول ان حاولت انت."
اوه ستحاول ولكنه يسقط من حسابه المشاعر فيجب ان تخفي مشاعرها هي وتأمل ان يكون ذلك كاف
"احب ان اكون صديقتك ماكس."
ابتسم لها ابتسامة ملتوية:"معي كتب السيدة باريت في السيارة هل انت حاضرة للتخطيط للحفلة؟"
"جاهزة واعتقد انه يجب ان نحضر زينة ايضا."
اشار الى الكاراج وقال :"هناك بعض الاغراض صنعتها ليسلي موضوعة بالمخزن سأخرجها."
"وماذا عن عمل رايان؟ هل تطلعت عليه؟" الدلوعة توتو
عبس ماكس وقال:"لم افهم ما الامر يوم يكون عمله واليوم التالي...."
كان رايان موضوع حديثهما عندما وصل راكضا من المنزل حاملا كيسا من البسكويت وعلى فمه شاربان من الحليب:"هل تريدين بعض البسكويت تيسا؟"
تقدمت نحوه لتمسح له فمه واجابته:"لا يا فطيرتي ولكن اريدك ان تلعب معي." لمعت عيناه وسألها:"ماذا؟"
اشارت الى كومة الاوراق وقالت:"هل ترى تلك الاوراق؟" "نعم"
همست بأذنه:"انها جيدة للافساد هل تريد ان تجرب؟" "ان نقفز عليها؟" "وما غير ذلك؟"
اخذت كيس البسكوت من يده واعطته لماكس. وغمزت رايان بعينها ثن قفزت وقعت على الكومة والاوراق غطتها"هيا اسرع"
استقر رايان بقربها وهو يحرك بيديه ليبعثر الاوراق في كل الاتجاهات وحاول ان يغطيها وقد فعلت مثله وهي تزكزكه وبدا بالضحك. فكرت تيسا ان هذا اجمل صوت سمعته.
نادى ماكس قائلا لهما:"بينما انتما تبعثران الاوراق فأنا لدي بعض الدروس للتحضير."
توقفت تيسا عن اللعب مع رايان وقالت:"يمكنك الانضمام الينا."
وافقها الرأي رايان ونادى والده:"اجل تقفز فأنت ستجعل الاوراق تطير."
ابتسم ماكس بكآبة وهز رأسه:"المرة القادمة." قال ذلك وهويمشي باتجاه السيارة ليحمل الكتب والاوراق رايان ودخل المنزل.
سألت تيسا نفسها ما كان سيحصل لو قفز ماكس معهما؟ لو لعب معهما لشعر الجميع بالمرح.
* * * *
نهار الاثنين صباحا كانت تيسا تدفع العربة في السوبرماركت. كانت قد قررت ان تبدأ بالتحضير للحفلة بحضورها الى هنا اولا كانت قد وجدت وصفات للكعك النوع الذي كانت ليسلي تحضره. لم تحاول تيسا خبز الكعك من قبل ولكن اين الصعوبة في مد العجين وتقطعينه وخبزه؟ ووجدت ايضا وصفة لكاتو مصمم على شكل يقطينة.
عند مرورها بجهة لوازم الخبز وضعت السكر البودرة والقرفة بسلتها. وهناك ايضا زير ايان. فلقد اختار ان يكون روبين هود ما هي الصعاب ايضا في صنع قبعة وزي اخضر؟ لقد احضر ماكس ماكينة الخياطة خاصة ليسلي من المخزن وحلا طريقة عملها رايان مسرور للحفلة وقررت ان يكون افضل عيد تحضره.
على الاقل اذا كانت مشغولة بالحفلة ستكون ملتهية عن احاسيسها تجاه ماكس كلامه البارحة شعرت ان التوتر قد خف ولكنها لا ولا يزال صدى صوته يتردد في اذنيها فهي التي بدأت تعترف لنفسها بارتكابها بما يحصل بينهما. "ماكس وينثروب."
كانت تيسا تفكر فيه ولكنها لم تلفظ اسمه بصوت عال احد غيرها نادى بالاسم. "اسمها تيسا كاهيل."
مدت تيسا رأسها لترى من فوق علب مزيج الكاتو الى الجهة الثانية فلا شيء سيمنعها من التنصت الى الحديث.
امرأة سمراء قالت:"كانا بالحفلة الراقصة معا وتصرفت كالمراهقة وراقصت التلاميذ ووقف هو يتأملها فقد كان على الارجح مخزي من تصرفاتها لقد سمعت انها كانت صديقة زوجته وهي تعيش معه."
هزت رأسها السيدة ذات الشعر المجعد وقالت:"سمعت انها ستبقى عدة اسابيع فقط فهي صحفية وتسافر كثيرا تأملي ذلك."
"انا اتامل فهو رجل دمه حام وهي ايضا امرأة حامية ولا تحاولي ان تقنعيني انه لا يوجد اي شيء بينهما."
كيف يجرؤن على محاكمة ماكس؟ وكيف يجرؤن على التدخل بحياته الشخصية؟ فتحت تيسا فمها لتتكلم ولكنها عادت واغلقته. فماكس سيكره الامر اذا تسببت بمشكلة مع هاتين الاثنتين وتساءلت ما هي بقية الشائعات التي تروج بالبلدة. فجأة تذكرت آل ويفر عندما قال انها وماكس قريبين من بعض ماذا يعتقد انه يعرف؟ احدثت صوتا وهي تجرها بالممر لتنتهي من حاجياتها فهي لا تريد ان تقف عند الصندوق مع هاتين السيدتين لانها ستخاطر وتصحح معلوماتهما فلا شيء بينها وبين ماكس.
تلك الليلة وبعد قراءة القصة لرايان اغلقت الكتاب وبقيت جالسة مكانها. فهو دنا منها طلبا للدفء والحماية ولا يبدو تواقا للابتعاد لقد حاولت ان تتناسى حديث السوبرماركت الذي سمعته ولكنه ازعجها فهل عليها ان تواجه ماكس بالامر؟ او يجب عليها ان تحزم حقيبتها وان تنتقل الى الفندق؟ منتديات ليلاس
تحرك رايان جانبها وما هو التصرف الصحيح له؟ تناول دبه من على رف سريره الجديد ابقت يدها حوله وسألته:"هل احببت غرفتك الجديدة الان بعد ان مكثت فيها لبعض الوقت؟"
وضع لعبته بقربه واجاب:"انها ممتازة فأنا احلم بأن اقود كل هذه السيارات." اشار الى الجدران
"ربما نهار السبت سيرى رفاقك الغرفة." "هل استطيع؟"
"بالتأكيد فالاصدقاء يحبون ان يجلسوا في غرف بعضهم."
لم يجاوب رايان فسألته:"هل انت متحمس للحفلة؟"
ابتسم واجاب:"لا استطيع الانتظار لاكون روبين هود جيمي سيكون باتمان وامه قد اخاطت له الرداء الذي سيرميه على كتفيه."
جيمي وخمسة من رفاقه بعمر السبع او الثماني سنوات سيغزون البيت ليلة السبت. وكان رايان قرر من سيختار من رفاقه"هل تلعب انت وجيمي بالمدرسة؟"
"احيانا." وهز رايان كتفيه
شعرت انها لن تتواصل الى اي شيء بهذه الطريقة.
"اتعلم بامكاني دعوة احد من اصدقائك حتى بدون الحفلة ربما تحب ان يأتي جيمي او احد غيره ليمضي ليلة عندك الن يفرحك ذلك؟"
هز رايان كتفيه بدون اجابة "بامكانك ان تمرح مع اصدقائك."
"لدي انت وابي." منتديات ليلاس
"اجل ولكن من الممتع ان يكون لديك اصدقاء لتفعل بعض الاشياء معهم كالذهاب الى السينما والالعاب."
رفع رأسه وسألها:"هل لديك الكثير من الاصدقاء؟"
لديها معارف ناس يحملون اليها البريد. يقابلونها بالناد يناقشون العمل معا."ليس لدي الكثير من الاصدقاء لانني اسافر كثيرا ولكن كان لدي صديقة حميمة ومميزة..... هي امك."
حاول رايان ان يتذكر والدته"كانت جميلة لدى والدي صور لها."
"كانت جميلة ومميزة وكانت تحبك كثيرا." تمن تيسا لو تعرف رايان الى والدته اكثر او يتذكرها اكثر تأمل رايان تيسا للحظة وشعرت بانه سيقول لها شيئا ولكنه لم يفعل فضمته اليها بقوة."عزيزي اذا كان لديك شيء تريد ان تقوله لي اي شيء تريد ان تناقشه لانه يزعجك فانت تعرف انك تستطيع ان تقوله لي او لوالدك."
ابعد رايان نظره عن وجهها ولعب بالرباط حول رقبة لعبته انتظرت تيسا وعندما لم يتفوه بشيء قبلت رأسه وابتعدت عنه قائلة:"تصبح على خير يا فطيرتي سأراك في الصباح." اطفأت الضوء واغلقت الباب وراءها.
سمع ماكس تيسا تنزل الدرج وهو يفرغ الجلاية. فهو يعرف كل صوت يحدث في منزله. ويعرف صوت خطواتها وهو ايضا يعرف رائحة الشامبو الذي تستعمله ونعومة شعرها وحركة انفها قبل ان تبتسم. ولكنه لا يعرف ان كانت فكرة الصداقة ستجدي معها لانها لا تجدي معه. فكر ان القرار سيكون كافيا والجاذبية ستخف وسيكون بامكانه معاملتها كما يعامل..... معارفه كانت هادئة هذه الليلة وفكر بان هناك شيئا يزعجها هل هي تستعد للسفر الى مكان جديد؟ هل بدأت تمل؟ عليه ان يتحضر لذلك لانه سيحصل بأي وقت. فهو متعجب انها استطاعت البقاء في جينكينز كل هذا الوقت. نظر الى اغراض الحلوى على الطاولة. فعليه ان يعترف بانها تعطي كل ما عندها لرايان ويجب ان يكون ممتنا لذلك.
وصلت تيسا الى قربه ومدت يدها لتتناول الصحون منه. ابتسم ماكس وناولها الصحون لترتبها في الخزانة.
"هل نام رايان؟"
"نعم ماكس هل تعتقد انه يجب علي ان افتش عن غرفة بقربكم او الذهاب الى الفندق؟"
احس بنفسه يتقطع وقال:"ومن اعطاك تلك الفكرة؟"
اغلقت خزانة الصحون:" ربما بقائي هنا يربك رايان ان تركت...."
رن جرس الهاتف ليقاطعهما . بعد ان استمع لعدة دقائق قال:"بالطبع هذه ليست بمشكلة."وهو يتأمل تيسا ترتب الاكواب في مكانها."سأراك في الساعة السابعة والنصف."اعاد السماعة الى مكانها وتابع مناقشته مع تيسا. وضعت كوبا على الرف واغلقت الباب وسألته:"لديك اجتماع صباح الغد؟"
"المدير يريد ان يراني."اجاب بسرعة لانه يريد متابعة موضوع انتقالها. نظرت اليه وسألته:"هل تعرف لماذا؟"
شيء بصوتها شد انتباهه:"لا ربما لديه مشكلة مع تلميذ او بالمواعيد او كرة السلة."
تمتمت:"ويمكن ان يكون شيئا مختلفا."
"مثل ماذا؟" "مثل بقائي معك وببيتك." "انت لست جدية."
فصلت السكاكين عن الشوك والملاعق من دون ان تنظر ليه وقالت:"لقد سمعت امرأتين في السوبر ماركت اليوم وكانتا تتكلمان عن فضيحة استاذ تكميلي يعيش مع صحفية."
"انت منفعلة اكثر من اللزوم."
"الا اذا كان هناك شائعات عنك وعني تروج في البلدة حتى السيد ويفر قال......"
اخذ ماكس بقية الانية الفضية وسأل:"ماذا قال أل؟"
"انه يعلم اننا قريبان جدا من بعض فكيف يعلم بذلك." تلاقت نظراتهما ورأى القلق في عينيها.
تنفس بعمق ووضع يديه في جيبيه حتى لا يشعر بالاغواء بان يلامس وجهها ويهدئ قلقها"هذه جينكينز تيسا انها بلدة صغيرة والناس يثرثرون كثيرا عشرة بالمئة بما يتكلمون عنه صحيح وتسعين بالمئة خطأ والجميع يعرف ذلك."
"ربما مديرك لا يعرف ذلك ماكس انت استاذ ولا اريد ان اعرض سمعتك او عملك للخطر."
كانت تيسا قلقة من اجله لا احد اهتم او قلق من اجله بعد ليسلي.....
"لهذا كنت تفكرين بالانتقال؟"
اجابت:"لا اريد ان اسبب لك المتاعب او لرايان ." وهي تطو المنشفة. تمنى لو تهدىء للحظة ولكنها ليست طبيعتها
"الافضل لرايان هو بقائك هنا الا ترين ذلك؟"
طوت المنشفة على بعضها البعض.
"ولكنه ان تعود علي كثيرا ورحلت....."الدلوعة توتو
"لقد تعلق بك تيسا خلال زيارتك كان يتكلم عنك كثيرا وينتظر بحماس رجوعك كما ينتظر العيد اتساءل ان كنت انت خائفة ان تكوني تعلقت به هل تريدين الانتقال؟"
ترددت قبل ان تجاوب. "بدأت تشعرين بالضغط تيسا....؟"
اقترب خطوة منها "نحن نأخذ الكثير من وقتك اليس كذلك؟ تقتطعين الوقت من عملك وتبقين مرتبطة بنا. هذا ما تفعله العائلة يا تيسا."
رأى نظرة تألم في عينيها"لا اعرف عن ذلك."
حاول ان يصل اليها ولكنها ابتعدت والسكوت فصلهما اكثر من المسافة التي بينهما.
ربما كذلك ولكنه لم يحب ذلك ولم يقدر ان يبعد الصراحة عن صوته:"لا يجب ان تساعدي بهذا الامر فأنا اعرف على الارجح انه لديك شيء تفعلينه وليلة الغد سنعرف ان كان بقائك هنا هو المشكلة وعندها نقرر ما سنفعل." احس بالارتباك لانتقال تيسا ولكن من الافضل ان يعتاد على الامر. فهي سترحل قريبا على كل حال.
عملت تيسا على زير ايان في اليوم التالي بينما كانت تنتظر عودة ماكس من المدرسة. كانت ماكينة الخياطة مزاجية ومزقت درزات اكثر مما اخاطت. ولكن مزاجها معكر اليوم وصبرها قليل فهي قلقة البال عن اجتماع ماكس بالمدير. الدلوعة توتو
وسألت نفسها مرات ومرات اذا كانت تحس بالضغط او اذا كانت ممتعضة منهما لانهما يقاطعان اوقات عملها. لم تكن تلك المشكلة فلديها الكثير من الوقت للكتابة. فوجودها مع ماكس ورايان كل ليلة يشعرها بالانتماء والاستقرار وهذا ما يخيفها. متى كانت تجد ان البقاء في مكان واحد صحيح؟ وعندما تفكر بالرحيل تشعر بشعور لا تفهمه.
سحبت القماش الاخضر بعيدا عن الابرة وتفحصت القماش المجعد بحسب كتاب التعليمات فهي لم تركز شدادة الخيط في الماكينة.
عند سماعها الباب الخارجي يفتح تجمدت وتعرفت على خبطة حقيبة ماكس على الطاولة وتابعت خطواته حتى وصوله الى غرفة الجلوس. منتديات ليلاس
"اين رايان؟"سألها عندما وصل الى الكنبة ليتأمل الزينة التي كانت بالكاراج فالفزاعة جالسة بجانب المدفأة واالقطة السوداء جاثمة على التلفاز. واليقطينية المصنوعة من البلاستيك معلقة على الشبابيك ولم يغفل عن تنسيق الذرة الهندي على رف الموقدة.
تأملت تيسا ماكس كان يرتدي بنطالا رماديا وقميصا زرقاء مقلمة باللون الرمادي وربطة عنقه الرمادية لاتزال معقودة علة رقبته. لم تعتقد بانه بدا من قبل اجمل من هذه المرة..... او اكثر صرامة. فقد كانت خائفة لسماع ما سيقوله. وفجأة ادركت بوضوح انها لا تريد ان ترحل.
تذكرت انه سأل سؤالا فوضعت الزي على الكنبة بجانبها واجابت:"ذهب رايان مع ايما لتجلب سكروفي من عند منظف الكلاب."
"حتى عندما يكون ذلك الكلب نظيفا فهو يبدو كالممسحة."قال ماكس ذلك بكآبة وهو يمشي خطوات قلقة في ارجاء الغرفة يحمل القط الاسود عن المدفأة.
"حسنا." وهي تحثه على الكلام.
اعاد القطة الى مكانها:"كنت محقة بشأ ن الشائعة فالمدير سألني عنك."
لم تعد تجد صوتها لتسأله وعندما وجدته كان حازما:"يجب علي المغادرة؟"
تأملتها نظرات عينيه البنيتين:"هل انت تريدين ذلك؟"
"لا."اجابت بسرعة هائلة لم تكن متأكدة ولكن معظم الخطوط على وجه ماكس ارتاحت مع جوابها.
فك ربطة عنقه وتركها تنسدل على كتفيه قال:"كان ويفر حاضرا ايضا وقلت لهما انك صديقة العائلة وتساعدينني برايان."
"وتقبل التوضيح؟" "لما لا؟ انها الحقيقة."
كانت تعرف الحقيقة ولكن ليس كامل الحقيقة"اجل اعرف ولكن لا يزال هناك بعض الاحاديث."
سحب ماكس ربطة العنق بقوة واجاب:"انظري تيسا تعرفين انه لم يحصل شيء بيننا انا اعرف ذلك والاشخاص المهمين عرفوا قلت لهم يجب ان افعل ما هو المناسب لرايان وبهذا الوقت وجودك هو المهم ومن عنده مشكلة ليأتي ويناقشني بها وجها لوجه."
كان يقول لها بصراحة انه يريدها في منزله من اجل رايان وليس من اجله. وماذا كانت تنتظر؟ لقد رحلت اول مرة وهو ينتظر منها ان تغادر مرة اخرى وسترحل بعد عدة اسابيع. اوماذا؟
"من الافضل ذهابي الى نيويورك نهاية الاسبوع المقبل وسيتحدثون عن ذلك وعندما سيدركون انني هنا ليس للبقاء."
"متى سترحلين؟" "صباح يوم الجمعة." "ومتى ستعودين؟" "الاحد."
"هل اخبرت رايان بذلك؟" "نعم" "و"
شعرت كأنه يجري تحقيقا نعها:"لم يسأل اي اسئلة واعتقد انه مسرور من اجل حفلة العيد وهذا ما يفكر به الان."
نظر في أرجاء الغرفة المزينة بالاغراض التي كانت ليسلي جمعتها من قبل وسأل تيسا:"هل لدينا كل ما نريد؟"
"افضل ان نشتري اليقطين لنصنع الفوانيس."
"اعرف مزرعة على حدود البلدة تبيع التفاح والخل واليقطين بامكاننا ان نذهب في نزهة بالسيارة واعتقد بان رايان سيحب ذلك."
ولكن ماذا عنك؟ سألته بصمت:"لقد كنت مشغولة كل النهار وسأسر بالحصول على الهواء النقي."
"تيسا اذا كنت تفضلين ان تعملي....."
"لم اقل ذلك ماكس فنزهة بالطبيعة ستكون جيدة." الدلوعة توتو
تأملها بحذر لدقيقة وقال:"سأذهب لاغير ثيابي ثيابي هل هناك شيء للعشاء؟"
اشارت الى ماكينة الخياطة:"انا متأسفة لم يكن عندي الوقت."
قطع ماكس الرهة وقال:"سنتوقف ونتناول الطعام في طريقنا."
وعندما دخل الى غرفته جلست تيسا في الكنبة تاركة رأسها يسقط على ذراعيها. لم يتوقع اي شيء منها وهذا ما احزنها
* * *
بعد دوام المدرسة في اليوم التالي دخل ماكس الى تشويه كامل للمطبخ ثلاث يقطينات موضوعة على الطاولة مقطوعة من الاعلى بطريقة ملتوية منزوعة اللب والبزر وموضوعة على جريدة الامس مما جعلها مشبعة بالماء ورائحة شيء محروق لاتزال مخيمة على الجو وبعض الاثار لاتزال ظاهرة على زاوية الفرن وشباك المطبخ مفتوح كتغيير الهواء ولكن الطحين هو ما جذب نظره كان يغطي كل الامكنة على الفوط الممدودة فوق الطاولة وببصمات سميكة على الخزائن امام المجلى ولكن الكمية الاكبر كانت تغطي تيسا.
كانت تقف بقرب الخفاقة تغمس الملعقة ب..... لم يتعرف الى المزيج كان شيئا ابيضا وسائلا كان جينزها مغطى ببقع بيضاء عندما مررت يديها عليه. الدلوعة توتو
عندما تغلق ماكس الباب ركض رايان الى المطبخ.
"تيسا هناك غلط هنالك جهة اطول من جهة والزي طويل كثيرا ويهتز بالاسفل ولم اتمكن من ابقائه بمكانه."
عندما نظرت تيسا صوب رايان بدت....منهارة.
"اوه رايان اقترب نحوي دعني ارى."
جثت بقربه فالزي اذا كان بامكان احد ان يسميه ذلك هبط عن كتف واحدة وكم اطول من الكم الاخر والجوانب متغضنة وحاشية الزي بدت كحافة من النتؤات المدورة. منتديات ليلاس
انتحب رايان:"يبدو كالفستان."
"هذا لانه يبدو طويلا." فسرت له تيسا اخرجت حزامها من بنطالها ووضعته حول خصر رايان لترى النتيجة متهربة من نظرات ماكس قالت:"هذا اسوء."
نظر اليها رايان بعينين واسعتين :"هل يجب ان البس هذا الشيء؟"
تدخل ماكس:"تعال الي لارى." جلس بقربه وطوى الكم الطويل وثبت الزي على كتفي رايان:"ربما لانه لا يوجد قميص تحته...."
"حبيبي ليس عليك ان ترتديه واعتقد بأنني لست خياطة ممتازة فكرت بأنه بامكاني خياطته من دون نموذج تفصيل."
"وماذا سأرتدي للحفل؟ لقد قلت للجميع انني روبين هود."
امسك ماكس بكتفي رايان وقال له:"بامكاننا الذهاب لشراء زي اخر."
"هذا ليس الامر ذاته."
جثت بقرب رايان وماكس وقالت:"حبيبي سأصنع لك زيا اخر دعني افكر فيه حتى بعد العشاء؟"
فكر رايان بالامر وهز رأسه موافقا.
نهض ماكس لتلمس ركبته بركبة تيسا فشعر بمس كهربائي يسري بجسمه اصدقاء....ذكر نفسه..... مجرد اصدقاء.
نهضت تيسا ايضا ومررت يدها على شعر رايان.
"اذهب وانزع ذلك عنك وارميه على سريري."وعندما خرج رايان من المطبخ حاولت تجنب النظر الى ماكس وعادت لتقف بقرب الخلاطة.
ليلة امس تملكه الارتياح عندما قالت انها ستبقى في منزله لمساعدة رايان.
"اعرف كم امضيت من وقتك على ذلك الزي."
"لم يكن ذلك من اعمالي الموفقة ولا اعرف لماذا تقول ذلك لو كان لدي المزيد من الوقت لصححته كما بامكاني صنع الفوانيس والكعك والكريما..."وتقطع صوتها. الدلوعة توتو
ماكس لم يرى تيسا ابدا بهذه الحالة من قبل فهي تكاد ان تبكي دائما يفكر فيها هادئة ورابطة الجأش ولا تهتم بشيء شدها واتجها صوب غرفة الجلوس.
"ماكس ماذا تفعل؟"
"سنناقش الامر."واجلسها على الكنبة إبتدأت بالقول"قولي لي ما حصل اليوم؟"
ادمعت عيناها عندما نظرت الى ماكينة الخياطة موضوعة على الطاولة طرفت بعينيها عندما وضع ماكس ذراعه خلفها على الكنبة"ليس بالكثير عندما انتهيت من خياطة الزي كان علي ان اذهب الى السوبر ماركت لم اعرف ما معنى قطعة الورق لتقطيع الفطائر. ولم استطع مزج العجينة واعتقد انني مددت الكعك وكان رفيعا وقاسيا والكمية الاولى احترقت. والكريما كانت جامدة ولا تمد على الكعك لانني كنت اعمل على اليقطين فأعتقد انني زدت الكثير من الحليب في المرة الثانية و.... اوه ماكس كنت افعل المستحيل لرايان وليسلي كانت...."
لم يقدر ماكس ان يبعد يديه عنها فعانقها "لكن انت لست ليسلي."
ابتلعت ريقها واصفر لونها وقالت:"الا اعرف ذلك فأنت معتاد على طرقة طعامها وطريقة اعتنائها برايان...."
"ولكن لا يمكن اخذ مكان ليسلي."
ابتعدت تيسا عنه:"لا لا يمكنني ذلك وكنت غبية لاجرب."
بقى بدون حراك متأثرا من كلامها وما تعنيه"هل انت تحاولين اخذ مكان ليسلي؟"
نهاية الفصل السادس
اسفة لاني حنزل فصل واحد اليوم بس غدا ان شاء الله حنزل الفصل السابع فانتظروني
|