كاتب الموضوع :
الدلوعة توتو
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لماذا هو الوحيد الذي لديه القدرة لتحريك هذه المشاعر فيها؟لا احد غيره يستطيع ذلك .
"انت تأتين وتذهبين كما تريدين تيسا. انا اعرف انك لست معتادة على التقيد وعلى المسؤوليات."
ووضعت يديها على خصرها بغضب لانه تجرأ على الحكم عليها.
"هل تتذكر اي مرة خذلت فيها ليسلي ؟او خذلتك انت او رايان؟"
"كانت تتمنى ان تكتبي او تتصلي اكثر ."
"سألته بتحد :"حدد"
"تأخرت بالمجئ عند ولادة رايان."
ارتفعت يدها بالهواء وقالت:"طائرتي ماذا كان بامكاني ان افعل؟استعمل جوانحي واتخلى عن جوانح الطائرة؟"
انخفض صوت ماكس وهو يجيب :" كان بامكانك القدوم قبل يوم."
"كان علي ان انهي مهمتي."
فك ربطة عنقه وهو يقول :"هذا ما عنيته عندك اولوياتك."
"ومهنتك اليست من اولوياتك؟" سألته هي لم تعد خائفة من جرح احاسيس ليسلي فيجب ان توضح الامور. الدلوعة توتو
"انا متأكدة انك تذهب الى المدرسة باكرا وتترك عندما تنتهي من اعمالك. ولاني اختار مهماتي واتحكم بساعات عملي هذا لا يعني انني لست مسؤولة من قبل احد, فعندي وقت محدد لانهي عملي ووقت محدد لتسليم مقالتي لرئيس التحرير ليوافق عليها. واذا لم اسلم عملي في الوقت المحدد فلن يعود لدي عمل, فأنا لا اتمتع بنزهة بالسيارة وخاصة من حيث اللامبالاة بالنفقات لانني لم اولد غنية فأنا بحاجة الى العمل مثلك."
"ربما نظرتي الى عملك كعطلة طويلة فنحن لم نناقش الامر من قبل."
هي وماكس لم يتداولا اي نقاش طوال التسع سنوات الماضية حتى عندما كانت ليسلي مريضة,فقد ثابرا على الاحاديث السطحية والمواضيع التي لا جدال فيها. ولا تعرف اذا كان هذا النقاش سيسبب الجدل او لا.
"ماكس اتريدني ان ابقى اكثر من اسبوع؟فليس هناك ما يمنعني من البقاء عدة اسابيع اذا كان هذذا يساعد رايان. لدي فقط مؤتمر اقتصادي في أوسلو يجب ان اغطيه بإمكاني البقاء حتى ذلك الوقت."
"بإمكانك فعل ذلك"
"نعم ,وسأفتش عن غرفة......."
"لا لا .بإمكانك البقاء هنا." قال ماكس قاطعا
"هل انت متأكد انك لن تنزعج؟"
"وكيف انزعج؟فأنت تساعدين ابني. هل رأيت تلك الابتسامة العريضة على وجهه عندما قبلت ان نذهب لنخيم؟فأنا لم أرى تلك الابتسامة منذ وقت طويل."
كان ماكس مسرورا من اجل رايان وهذا لم يشعرها انه مرحب بها من قبل ماكس والسؤال هو...... لماذا يهتم لذلك؟
ذهبت الى الفرن ورفعت صحن البطاطا ثم قالت:"من المستحسن ان نبدأ بالطعام قبل ان يبرد...."
لم يبدأ ماكس بتقطيع اللحم بل رفع رأسه وتأمل تيسا.
"كنت لطيفة بمساعدتك لايما."
"لم افعل ذلك لاكون لطيفة."
ابتسم ابتسامة غامضة وسألها:"ولماذا فعلت ذلك؟"
كان يحاول ان يرى ما بداخل قلبها وربما روحها واحست بأنها عرضة للانتقاد ولم تحب هذا الشعور.
"كانت بحاجة للمساعدة وساعدت. وانتهى."
انحنى ماكس الى الامام ورفع خصلة من شعرها عن وجهها ومرر اصبعه على خدها فأحست بعاصفة من الاحاسيس داخلها. منتديات ليلاس
"سيدة صعبة المراس" ولكنه لم يقل اذا كان يصدق ذلك.وكانت لمسته تسحرها وشعرت انه يجب عليها التحرك او على الاقل الابتعاد ولكنها كانت جامدة مكانها.
"انا متأسف تيسا.انا متأسف لانني اخطأت بالحكم عليكومتأسف لانني ذكرت الماضي." تابع ماكس وهو يشير الى المطبخ:"واعدك من اجل مساعدتك بالطعام ولموافقتك على الذهاب للتخييم ان نذهب لتناول العشاء في يوم من ايام الاسبوع المقبل."
ارادت ان تلقي برأسها على كتفه وان تشعر بذراعيه حولها ولكنه كان شعورا خاطئاً فالتقرب من ماكس كان خطأ ومحاولة تفهمه لم تريحها.
فابتعدت عن لمسته قالت:"وهل تعتقد انني سأطهو الطعام كل ليلة؟"
"الن تفعلي"
"من المستحيل يا صديقي سأطهو عندما انا اريد ذلك ولكن لا تتوقع ذلك كل يوم."
"لن احاول" قال ذلك وهو يبتسم لكنه كان يتوقع من ليسلي.فكرت تيسا بواقعية وكل مرة ينظر اليها كانت تتساءل ان كان يقارنها مع صديقتها الحميمة ولم ترتاح للفكرة ولم تحبها على الاطلاق.
* * * * *
"انظر يا والدي ... تيسا اعدت خيمتها قبلنا." نادى رايان ماكس وهو يرفعون الخيم بالمخيم ليلة الجمعة.
وافقت تيسا ان يذهبوا الى منتزه الولاية تلك الليلة حتى يكون لديهم كامل نهار الغد.
"رايان لما لا تذهب وتجمع الاخشاب للنار فيما والدك سينهي نصب الخيمة."
قال ماكس:"انا سأذهب فأنت لا تعلمين ما قد يكون يجول حولنا؟"
نظرت اليه نظرة تحد وقالت:"لا شئ ضخم,فهذه المنطقة ليست مخططة بالرمادي."
"من الاحسن اذا انا ذهبت.ربما بامكانك مساعدة رايان في الانتهاء من اعداد الخيمة. واذا يمكنك احضار الفراش الهوائية من السيارة." "هل هناك تعليمات اخرى,حضرة الرقيب؟" وهي تبتسم له بوقاحة.
"فقط لا تدعي الخيمة تنهار عند غيابي."
اقترب رايان من والده وسأله:"لن تضيع اليس كذلك ؟"
لا يا صديقي فأنا عندي احساسجيد للطرقات وبالوقت الذي تنتهي انت وتيسا من تحضير الخيمة للنوم اكون قد عدت."
كان ماكس يفكر بالماضي وهو يجمع الاخشاب للنار معظم الوقت حاولت تيسا تجنبه لم يكن متأكداً لماذا ولم يعرف لماذا يزعجه هذا الامر ولماذا يلاحظ لمعان شعرها او الحزن بعينيها الخضراوين التي تحاول اخفاءه.هناك شئ يرير قوله لها بما انها ستبقى ولا يعرف كيف ستتقبل الامر. ولكن سلامة رايان بالمرتبة الاولى وهذا يجب ان يتكلم فيه.
عندما عاد ماكس الى المخيم مع الاخصان جهز النار المكان المخصص له ووقفت تيسا مع رايان ليتأملاه حتى قال لرايان:"الملاعق بالسيارة في الخلف بقرب صنارة الصيد هل بامكانك احضارها."
عند ابتعاد رايان قال ماكس:"تيسا بما انك ستبقين ارجو ان تفكري قبل ان تقترحي اي شئ لرايان . بعد هبوط الليل لا اريده ان يكون في الغابة."
"ولكنه سيكون برفقتي." "هذا لا يهم"
"يجب ان تهتم.انا خيمت بصحراء الموجافي.ماذا عنك؟"
"لا .فهذا ليس على دفتر مواعيدي في القريب لهذه السنة." حاول اعطاء النقاش بعض الخفة والفكاهة ولكنه لم يستطع.
بدلا من ذلك ابتعدت عنه وسألته:"انت لا تثق بي اليس كذلك؟"
حاول ان يكون ناعما بإجابته عندما قال:"انا لا اعني انك لا تحبينه او تهتمين لاجله ولكن من الممكن ان لا تكوني حذرة مثل امه." "ربما حذرك هذا يشعره بالاختناق."
سألها وهو يتأملها:"هل تعلميني كيف اربي ابني؟"
اجابت:"انا اقترح ان تعطيه مساحة ليتنفس فالتعلق به يشدة سئ كعدم التعلق مطلقاً."
"هل هذا هو؟" صرخ رايان وهو يحمل ملعقة طويلة.
توجهت نحو السيارة قائلة:"سأحضر ستراتنا بدأ الطقس يبرد."
فكر ماكس وهي تبتعد انه مهما حاول ان يصلح الامور فقد كان يخرجها .لم يكن يعرف ما كان يزعجه اكثر في تيسا. انها لم تكن بحاجة اليه,او كان يتمنى ذلك. منتديات ليلاس
لسلي كانت تعود اليه للحصول على نصيحة منه من اجل الدعم النفسي والمعنوي. رمى بضعة اغصان في النار من دون ان يعلم لماذا كان يفعل هذه المقارنة.
ساعدت تيسا رايان في ارتداء سترته,مغلقة إياها حتى ذقنه. علاقتها برايان ممتازة كأن جزءاً منها مازال طفلا صغيراً. هذا الجانب منها لم يفهمه ماكس هل كانت المرأة المستقلة التي لا تحتاج احداً؟ ام كانت تدعي ذلك بطريقة دفاعية؟
بعد العشاء ,جلس ماكس في كرسيه ووضع رجليه امام النار المشتعلة. ضحكت تيساورايان بسبب ذوبان حلوى الخطمي المشوية في فمهما . والرغوة البيضاء علقت على شفتي تيسا. فاندفع ماكس الى الامام ومسحها عن فمها.شئ ما اوحى له انها لم تكن فكرة سديدة.
اعطاها محرمة:" هل تحتاجين الى هذه؟"
"ليس بحجم حاجتي الى الحمام." ولوحت بأصابعها الدبقة ووضعت إحداها على خده الايمن,في حين تعلو وجهها بسمة شريرة.
"تبدو رائعة يا ابي" انتقد رايان البقعة الدبقة على خده .
امسك ماكس معصم تيسا قبل ان تضع اصبعها على الخد الاخر."هل تبحثين عن مشاكل."
كانت ضحكتها ماكرة وهي تجيب:"اعتقدت انك بحاجة الى خدين مطابقين."
بدا معصمها ضعيفانظرا لقوة اصابعه فتركها بعد ان اطلقت صرخة قوية."اريدك ان تتصرفي كراشدة."
"هل هذا لا يعني انه لا نستطيع ان نمرح؟"سألت بنظرة براقة وبصوت جدي.
تمتم ماكس :"ربما نسيت كيف اتسلى."
"لديك حلوى اخرى على شوكتك يا ريان .احضرها الى هنا."
"تيسا...." حذرها ماكس, بالرغم من انبهاره من جرأتها.
احضر رايان الشوكة بحذر كي لا تقع الحلوى,في حين كانت تيسا تنظر الى ماكس."انت تظن انه امر سهل .نريدك ان تأكل هذه الحلوى من دون ان تتسخ."
نظر ماكس الى وجه رايان العابس ,والى التحدي بنظرة تيسا,وقرر لا بأس ان جعل نفسه احمقاً.
اخذت تيسا الحلوى من الشوكة وقالت:"افتح فمك".
"لا استطيع مقاومة اي تحد." تمتم وهو يفتح فمه.
ووضعت الحلوى داخل فمه,احست شفتاه بنعومة اصابعها و كاد ينسى الحلوى . عاد يذكر نفسه ان هذه لعبة مد يده وقال هل رأيتم ؟لم اوسخ نفسي يجب ان افسر لكم الدرس."
احمرت وجنتاا تيسا وقدمت له كيس الحلوى "هذا لان فمك اكبر من فمنا. هل تريد واحدة اخرى؟"
فضحك ماكس ومسح فمه بالمنشفة"اعتق بأننا تناولنا الكثير من االسكر لليلة واحدة .لنتحضر للنوم يا صديقي فلدينا الكثير من المشاريع للغد."
سألها رايان:"ستذهبين معنا للصيد في الغد اليس كذلك تيسا؟"
"بالتأكيدالا إذا اغرقت المركب."
فكرة تيسا مبتلة وثيابها ملتصقة الى جسمها اسرعت نبض قلب ماكس. لماذا يحصل هذا الان؟بعد كل هذه السنوات؟ وهو ليس اكيد مما يحصل فيجب ان يكون شديد الحرص ويحافظ على توازنه.
دخل رايان الى الخيمة ليتحضر للنوم.حملت تيسا عصا لتحرك النار عندما يرش عليها ماكس الماء وهي تتساءل متعجبة من نفسها عندما طلت وجه ماكس بالحلوى, فقد كانت رد فعله غير ارادية فهو دائما جدي.لا يزال يفكر بليسلي ويتوق اليها بأسى.فحزنها عليها خمد بطريقة ما. فالوقت ساعد وهي تتذكر الايام الجميلة التي امضتها معها اكثر من تفكيرها بمرض ليسلي بالسرطان ومعالجتها لمدة سنة.
اطفأ ماكس النار وقال:"اعتقد ان هذا يكفي هل معك المشعل الكهربائي؟"
قدمت له المشعل الذي كان بجانبها"هنا بجانبي لقد كنت متأكدة انني سأنسى شيئاً."
"انا معتادة على ذلك هل نسيت؟"
مع ان الضوء كان خافتاً لكنها رأت عبوس وجهه. "لا اتذكر"
لتغير الموضوع سألته:"رايان اشار بحديثه الى مهرجان في البلة نهاية الاسبوع المقبل لقد اغفلت عنه السنوات الماضية.ما هذا المهرجان ؟" الدلوعة توتو
"يدعى مهرجان اكتوبر, فلديهم اكشاك لبيع الحرف اليدوية بالمنتزه نهار السبت لكن العادة الاكثر اهمية هي لعبة الكرة الناعمة نهار الاحد. فهذا احتفال جماعي."
كلمة عادة اربكتها فهي لا تعرف الكثير عن هذه الكلمة." "هل اختيرت الفرق."
"لا ,من يحضر يلعب .هل تريدين اللعب؟"
"لقد كنت في فريق المدرسة."كانت الاقوى بالفريق والاسرع.
"نحن ندمج الفريق بين النساء والرجال وبالعادة يكون الامر ممتعاً." اقترب منها وقال:"تيسا اني اعلم ان بقائك بجينكينز صعب وماي وقت تريدين الذهاب......."
"تعبت مني" سألته بمزاح مع انها لا تشعر بذلك.
"لا.ولكنني لا اريد ان تشعري انك مجبرة على البقاء مهما كانت مسألة رايان سأحلها مع الوقت."
تجهم وجه تيسا وسألته:"انت لا تريد المساعدة او انك لا تريد المساعدة مني أنا؟"
"لا تأخذي موقفاً الان اريد مساعدتك فقط إذا اعطيتها براحتك."
تنفست الصعداء واجابت :"قلت لك بامكاني البقاء عدة اسابيع ربما علي الذهاب لليلة او اثنين الى نيويورك ولكنني سأبقى الا اذا حدث اي طارئ." الدلوعة توتو
هز رأسه ونظر حوله:"اعتقد كل شئ امين والسيارة مقفلة.هل تريدين ان ايقظك عند الصباح؟"
"سأنهض عند الفجر اذا لم يفعل ذلك رايان."
ضحك ماكس ضحكته الجذابة ورأت يده تقترب منها وفكرت بأنه سيلمس وجهها ولكنه اقفل زر ياقتها وقال لها:" ابقي دافئة واذا اردت المزيد من الاغطية ناديني."
"سأكون بخير.تصبح على خير ماكس."
"تصبحين على خير تيسا." دخلت خيمتها بسرعة قبل ان تشعر انها تريده ان يلامس اكثر من سترتها.
نهاية الفصل الثاني
|