كاتب الموضوع :
New Moon
المنتدى :
الارشيف
الفصل الرابع ......
هي مآسي...وأنا ...ما زلت
نعم هي مآآسي
وأنا ما زلت
ما زلت لا اعرف مالذي يحدث
ما زلت اراقب الذي يحدث
كعين ثالثهـ....... لا تحرك ساكنا
هي مأأسي
وأنا ....ما زلتـ
............................................................ .......................................
لا اعلم مالذي ايقظني ..
هل هو موعد استيقاظي غير الثابت
او النور الظاهر من النافذهـ بشكل كبير ومزعج
فتحت عيني لاجد عينان تنظران لي بأشمئزاز
نعم أشمئزاز........ لقد اعتقدت انها نظرات من وحي خيالي او وعيي الذي لم يصحو بعد
لكن كلماته اثبتت افتراضي الاول ....... انه القرف بذاته
فارس وهو يبعد نظراتها عنه _ انهضي يجب ان نذهب للمطار
هبه نهضت بخوف _ المطار .. لما ؟
فارس وهو ينظر لها وكأنها غبيه وعاله عليه _ لا اعلم ....لما يذهبون الناس للمطار
هبه بيأس_ هل سنسافر الأن ؟
فارس _ نعم ......هل هناك من تريدين توديعه ؟
هبه بصوت هادي _ امي ؟
فارس _ خذي هاتفي واتصلي بها .في الحقيقه لن استطيع ان نذهب لعائلتك ولا حتى عائلتي .....
هبه رضخت له .... لم تكن تريد ان تذهب لهم .. حتى وان كانت تتمنى ان ترى امها .. لكن ما الفائدهـ
اخذت الهاتف
لقد اخذ رد اهلها الوقت الطويل حتى انها يئست ان يرد عليها احدهم
لكن الخط انبئها بجوابه _ الو
الاب بسرعه _ الو ...
بعد ان ران صمتها اتاها صوته المتشكك _ ...انتي هبه ؟
هبه بقسوه _ أعطني امي ...
الاب _ هبه .... هل انتي بخير .... هبه ردي علي .. انا اباك لا اعتقد ان ما حصل يجعلني افقد حقي عليك .....(بعد قليل من الصمت )الا تستطيعن ان تسامحيني ...
لم ترد عليه
لسانها كان ثقيل
والمها منه اكبر
وكأن الطرف الاخر علم بأنها لن تعطيه حق السماح .....فمرر الهاتف لامها التي تكلمت مع ابنتها بلهفه_ هبه ..... اخبريني عنك .هل انتي بخير
هبه بصوت تخنقه العبره _ امي ..... انا مسافره بعد قليل .. لم استطع ان احضر لوداعك ... انتبهي لنفسك ارجوك
الام بصوت مصدوم _ لما تذهبون الان .او لستم مستعجلون
هبه _ فارس ...اخبرني يبدوا انه مستعجل
الام _ يبدوا ان لسانك اعتاد اسمه .... اسعديه كي يسعدك
هبه _ سأحاول
واستمر حديثهم لدقيقتين تطمئنت هبه على امها
والام نصحت ابنتها نصائح كثيره
تمنت هبه ان لا تضطر للقيام بها
اقفلت الهاتف ونظرت حولها
لم يكن موجود لكنه دخل
ونظر لها ومد يده ليأخذ الجوال
اكتشفت هبه ان شعره خفيف من المقدمه
يبدوا رجل طبيعي ..... لا وسيم
لا قبيح
بل له القليل من الجاذبيه ......
نظر لها وتكلم بجديه _ ااريد ان اخبرك ببعض الامور ..... اولا انا لدي شأني الاجتماعي في بريطانيا .. في الحقيقه ان سمعتي تتعلق بسمعه عمي زوج عمتي .... وهو يهتم بهذا الشأن كثيرا .... هذا السبب الاكبر لزواجي لاني كنت اسبب له المتاعب بسبب علاقاتي الغراميه مع النساء .(نظر لصدمتها بسخريه).. لما انصدمتي ...انا رجل
هبه انزلت نظراتها ......رجل ...بل طفل مراهق
لقد شعرت بقذارته
اكمل ولم يهتم لها _ في الحقيقه ... قدمت الى السعوديه لاجد زوجه ..لارضي امي وعمي ... ولكن لم ارد زوجه بهذا المعنى المعروف اريد زوجه صامته ...غلاف ظاهر ...
هبه نظرت له بغضب _ كيف تتجرأ ان تتكلم معي بهذه الطريقه ...الا تستحي
فارس بغضب واضح _ لا تتكلمي معي بهذه الطريقه ... لا يحق لكي ... اتعتقدين واحده في مثل وضعك لها السلطه في التحدث معي بهذه الطريقه ...لقد اشتريتك .. يجب ان تفهمي هذا بشكل سريع ..لن يستطع اهلك ان ياخذوك لاني اشتريتك الا اذا اردت ان اعيدك ..... وانا لا افكر بهذا ... ويجب ان تعلمين ان مجرد رؤيتك تثير فيني الأشمئزاز ... لا اريد ان تكوني سبب لسخريه الناس علي في لندن ... يجب ان تتعلمي القليل من الاحترام وان تكوني انثى اكثر ..لأنك بهذه الشكليه الغبيه تبدين وكأنك فتاه قرويه ..... ليس هذا ما فكرت به
هبه شعرت بكلمات امها
تتجسد
عدم وجود السند هل ما يحدث لها
تمثيل لكلمات امها
هبه بألم _ ماذا تنتظر مني ..... عمك يريد منك زوجه ...وتزوجت ... لا تريدني في فراشك ..لن اكون حزينه ..واتمنى ان لا تغير رأيك ... شكلي .. لا اجد فيني عيب
فارس _ اولا . لا حجاب ..... لاني ابتعد طوال حياتي عن العنصريه لا اريد ان اكون الضحيه ....
هبه قاطعته بسرعه _ كيف ترضى ان اكون بلا حجاب ......
قاطعها هو بالمثل _ عليك بطاعتي ايتها الصغيره لاني لن اتوانى .عن تأديبك ...
هبه شعرت بالظلم اكثر مما يجب _ انت حقير
فارس _ لا اريد ان اصفعك !
هبه تراجعت خائفه ......_ ابتعد عني ......
فارس _ فتاه جيده .والان احزمي امتعتك ..لاننا سنذهب ...والشئ الاخير يا صغيرتي ان اخبرتي عمتي بشئ مما دار بيننا ..... لن تكون هناك هبه في اليوم التالي
............................................................ ...............................
اخذت كتابي المفضل ( يوميات امرأه لا مباليهـ)
........ لشاعري الافضل
ومشيت بخنوع تام خلف رجلي الشرقي
الذي يبدوا انه يملك من تفكير الغرب ما جعله يبدوا كرجل شرقي بشع بنظري
اتعرفون تلك المدعوه ( بالطائره)
لقد ركبتها .....اتعرفون ما شعوري
(النشوه ) لقد شعرت ان هذا مكاني نظرت للمضيفات
وكم تمنيت لو انني مكانهن
انا فوق الغيوم ..... لم استطع في يوم ان اقول هذه العباره دليلا على فرحتي
لكنني اقولها وانا اعنيها
انا فوق الغيوم ...حقا بلا شعوراا
بيضاء ناصعه وكأنها حلاوه غزل البنات
الحلوى التي اعشقها
التي كان ابي يحملها عندما يعود من صلاه الجمعه كل اسبوع
لقد افتقدت حلواك يا ابي
كما افتقدت حنانك الذي مات .......
نظرت للرجل الجالس بقربي
هناك شئ بشأنه ...... انا لن اخطئ عندما اقول ان عيناه فيها شئ من الحزن والفقدان
لما ينظر للناس بحسد
لكنه يبدوا متهور ....يقوم بالكثير من الاخطاء والمعاصي
يبدوا رجل آثم
نظرتي لا تخطئ
لكنني اتمنى ان تخطئ هذه المره .....
اتمنى ذلك
مطار هيثرو اقتربت منك
هل ساراك يا هذا المطار
المطار الذي ذكر في كثير من القصص ....
والاشعار ....
والمأسي ....
نظرت لصوره نزار القباني على غلاف كتابه
كالغلاف انا مثلك يا نزار في هذه اللحظه
صوره على الغلاف لا غير
صوره على غلاف حياه ...فارس
حياته التي تبدوا مثمره بالغراميات ....
مثلك انت يا نزار
مثلك انت
............................................................ .................
نظر لهبه بتأفف _ لما يبدوا الخوف عليك ؟
هبه وهي تصطنع عدم الاكتراث _ لست خائفه !
لكنها وبسبب كثره المسافرين والمستقبلين ....... اصبحت خائفه
بل مندهشه ....
الجميع يعانقون بعضهم بلا تحفظ
مشاهد كثيره مؤثره تحيط بها ..... اذا لما يقولون ان الشعب البريطاني بارد
اعتقد ان صاحب هذه الفكره عليه ان يقوم بزياره هذا المطار .....
سيجد الحب ...... العناق ...
والابتسامات
الافتات ..... حتى الافتات مزينه ... ذات الوان زاهيه ...
شئ جميل ...
عدت لانظر لفارس الذي يبدوا غير مكترث بما يدور حوله
يبدوا ان من سيقلنا لم يحضر الا الان
هبه بعفويه _ عمتك الديها اولا د؟
فارس _ ما علاقتك ؟لما تسألين ....؟
هبه استغربت من دره فعله _ سئلت لاني تسألت ......
فارس _ لديها ....ابن ..وابنه .!
ليتوقف الزمن
بدا فارس مرتبكا
عندما جاوبني وكأنه يشك بشئ
لكن .... كان هناك اختلاف واضح عندما ذكر لفظه ابن
ولفظه ابنه
ذكر الابن بشئ من العدواه
والابنه بشئ من الحزن
نظر لي
وتكلمت بكل صراحه _ ما اسم الفتاه ؟
فارس_ لقد اصبحتي ..لحوحه .؟ واعتقد انكي تريدين معرفه اسم الابن وتتحججين باسم الفتاه ....... عموما اسمها ...روان
لقد تأكدت ان هناك شئ
لقد ذكر اسمها بعاطفه وحنان جميل جدا
وبعينان تنظران لكل شئ الا هبه
هبه وصراحتها ما زالت قائمه _ لما لم تتزوجها ؟
نظر لها بغضب _ اصمتي ..... لا علاقه لكي بالامر
هبه باستغراب _ لما ..... يبدوا ان الفتاه لا تريدك ... ومن الواضح انك تريدها
فارس نظر لها بغضب لكن وكأنه قرر ان يغضيها _ اتغارين ......؟
هبه بهدوء ومصداقيه غريبه _ لا ..
فارس _ اذا اصمتي لو سمحتي
هبه _ وما اسم الابن .....؟
فارس _ واخيرا وصلتي لما تريدين ....لوسئلتني منذ الاول لاجبتك ولما كنت سأفكر بخبث
هبه _ انك تفكر بخبث من البدايهـ
فارس_ اذا اسمعي ..روان ترا الناس باستعلاء ... لم ترغب بشخص وضيع مثلي ..وهذا الشخص الوضيع تزوج بفتاه من مستواه أي فتاه وضيعه .التي هي هنا انتي ...... وسأعطيك فكره عمن يغذي هذه الافكار في عقل روان انه اخاها ...ريان.. ومن الان سأعطيك نصيحه لا تفعلي مثل زوجك ... لا اريد ان نكون زوجين احمقين
هبه بغضب _ انتبه لكلامك ... لست من هذا النوع
فارس باستهزاء _ نعم لستي من هذا النوع ...... عموما هيا لقد اتى السائق يجب ان نخرج الان ....
............................................................ ....................
لقد اخبرتني يا أبي
انك ستقف دائما بجانبي
لكن الجميع وقف بجانبي عداك انت
....
هجرت قلبي ....... واخليته بعدك
............................................................ .........
توقفت السياره بالقرب من بيت صغير لكنه جميل
مصنوع من الخشب
جميع البيوت القريبه منه لها نفس شكله
الذي يميزه لونه الاغمق قليلا من البقيه
هذا بيتي السمتقبلي ......
نزلت ونظرت لفارس الذي مشى امامي ولم يحفل بي
دخلت البيت
ونظرت للاثاث الفخم للصالون ..... رائع
وضع حقيبتي الكبيره ووذهب ليحضر الاخرى التي تشابهها في الكبر
وانا كنت احمل الاصغر
حقائبي كاللغز ..... فأنا لا اعرف ماذا تحوي غير هذه الصغيره التي تحوي ملابسي المعتاده .....ملابس ما قبل الزواج
دخل ووضع الحقائب في الصاله ونظر لي بعدم اهتمام _ انا سأخرج .. ساتغيب لفتره طويله ...
خرج بهدوء نظرت له وابتسمت ..... لقد خرج .يا الهي انها جائعه
نظرت للنافذه ووجدت انوار الشارع تبتسم لي .وترحب
ما اجمل الليل فيك يا لندن
البيت كان يتكون من صالون كبير فخم ....ورواق وحيد
دخلت للرواق الذي يحتوي على سته غرف في جانبيه
دخلت الغرفه الاولى ووجدتها غرفه زوجيه .كبيره
السرير يتوسطها بشكل يغري من يراه على النوم
اأدخلت الحقائب الى هذه الغرفه واقفلت الباب سأرتبها لاحقا
فتحت الغرفه الثانيه من نفس الناحيه
ووجدتها غرفه للرياضه ..... يوحي مظهرها على انها لم تكون للاستعمال بل للمظاهر
اقفلت الباب
ودخلت الغرفه التي تقابلها من الناحيه الاخرى
الغرفه كانت عباره عن مرآه ملصقه في الجدار ...... ودرج صغير ... وسرير فردي بقرب الجدار وتحت النافذه مباشره
يبدوا ان هذه الغرفه تم تفرغتها منذ وقت قريب .... تبدوا وكأنها مخزن
اقفلتها ... وذهبت لافتح غرفتان وجدتهما حمامان نظيفان صغيران
وذهبت للمطبخ ...... هذا المكان الذي اريده الضبط
فتحت كل درج ....كل مكان فتشت فيه
لم اجد الا اواني المطبخ
ومنتجات القهوه والشاي
انا لا اشرب القهوه وبالتأكيد لا اشرب الشاي
وجدتها
انها بيضه جميله تقف وحيده في الثلاجه
اخذتها وانا خايفه عليها
بحثت عن زيت
عن ملح
لا شئ
يجب انا أكلها مسلوقه ........ يا لمتعتي الحزينه
اكلتها ...بعد سلقها
وبدأت عيناي تخبرني انها تعبه ....
لكن تذكرت المنظر الذي يطل عليه ذلك السرير الصغير في الغرفه في اخر الرواق سأذهب لاراه قبل ان اذهب لغرفتي
............................................................ ..................
هل حل وقت صلاه الفجر ....
نظرت حولي . ماهذا المكان .
أين انا ؟
بدأت استوعب الامر ..... لقد نمت في الغرفه الصغيره دون ان اشعر
في الحقيقه الغرفه مريحه بشكل كبير .....
نظرت لساعتي الصغيره المتعلقه بمعصمي النحيل ..انها الساعه الرابعه
هل هذا وقت صلاه الفجر في لندن
يا مدى غبائي ..... كان علي ان اسئل
نهضت
سأعود لغرفتي على الاقل ساخرج لحاف صلاتي ..... وسجادتي والقرأن
خرجت من الغرفه وفاجاءتني صرخه استمتاع
استغربت
لا بل خفت تجمدت من الرعب
هل هذا البيت مسكون ...
.... التصقت بباب الغرفه الصغيره ....
لكن الصرخات توالت
ورافقتها ضحكات
هذا صوت امراءه ..... وهذا صوت رجل .....
ووكلا الصوتان يخرجان من الغرفه الكبيره
تقدمت ببطء وفكره البيت المسكون تملئ قلبي وتشل تفكيري
امسكت بالباب وهممت بفتحه ...... لكن صوت فارس وضحكاته اوقفتني
انه يتكلم بالانجليزيه
وامراءه ترد عليه
كلامهم حقير
ومقرف
تراجعت بسرعه
....يا الهي ...لا لا لا يعقل ان يحدث الذي افكر به
شعرت بغصه ....
لكن قدماي خانتاني
كنت اعلم ان فارس يقترب من الباب ...... لا اعلم لما ؟
هل انتهوا من فعلتهم الشنعاء ...
لكني لم استطع ان اتحرك ....... لم استطع
فتح فارس الباب ..... ونظر لي بصدمه
لكني حولت نظراتي بكبرياء وقرف ظاهر
اقفل الباب وفتحه بعد قليل بعد ان لبس مئزر
نظرت له بهدوء _ اريد ان تعطيني حقيبتي الصغيره ؟ اريد ان اصلي
نظر لي بدهشه وانتقلت الصدمه اليه _ هبه اسمعيني ؟
هبه _ لقد سمعت ما فيه الكفايه ....... هل يمكنك اعطائي الحقيبه؟
لكن صوره امراءه وقفت بالقرب من فارس ارهبتني
وافلتت عقده قدماي فمشيت بسرعه الى الغرفه الصغيره اقفلتها ولم اجد مفتاحها
دخل فارس بعدي واقفل الباب بعده بقوه
نظرت له باستغراب _ نعم ....ماذا تفعل هنا اخرج ...
فارس _ ليس لكي الحق باخراجي من أي مكان هنا ..فهذا بيتي .. والذي حدث قبل قليل اريد منك ان تنسيه ..... فلا علاقه لكي به
هبه بتأكيد مستهتر _ هذا الذي فعلته ..... لم اهتم .. لقد اعتقدت ان كل ما قلته هو ان تعطيني حقيبتي ... لم اسئلك ولم اتهمك .لم اهتم
فارس باستهزاء _ ولما لا تهتمين .لأنك عرفتي ان هذا ليس مستواك ... وانك من فئه حقيره تباع بناتهم .. باسم الزواج الشريف
شهقت بقوه _ .لم اهتم لانك حقير وفاجر .... لانك نجس .. ولن اهتم في حياتي بنجس ابدا
وهاهي الصفعه تحل على خدي
نفس الخد الذي ضرب من قبل ابي
نفس الظلم
انا المجني عليها
ويعدموني ....ماذا فعلت .....
هبه بصوت صامد _ هل اكتفيت من اهانتي ..وضربي ما رايك ان تعود الى عشيقتك ...
فارس نظر لي بألم لم يخفه _ لم ارد ان اضربك .......
هبه _ لقد ضربتني وانتهى الامر...... وكما اعتدت ان تقول لن اخبر عمتك ....
نظر لي بغضب عاد الى ملامحه وخرج .........
خرج هو.. لابكي أنا بهدوء .....
وبصراخ ابكم ..........
............................................................ ..........................
مر شهر كامل
نعم شهر كامل ......
تعرفت فيه على هذا العالم الجديد
تعرفت فيه على جيراني ...
الجميع كان مندهش...بل منصدم لمعرفته بأن فارس الطائش تزوج
لكن الادب العام منعهم من اظهار هذا لي
واخيرا تعمقت علاقتي مع العائله المؤلفه من زوج كبير في السن يسكن بالقرب من بيتي من الجهه اليمنى
اعتدت زيارتهم كل يومان ...... وجعولني اشعر بالفه العائله مره اخرى !
اما عن فارس .......
وايامي معه
لم يحدث فيها شئ .......
اما عن فعلته هل اعادها ؟
لن اكذب عليكم...
نعم مرتين التزمت فيها غرفتي ....
اصبحت اشعر بالكره تجاه هذا البيت
اشعر ان الاثم ضيع معالمه .......
اما بقيه الايام
كان يعود الساعه السادسه صباحا ......
ويذهب بعد ساعتين الى عمله .......
لم يكن يبقى في البيت الا ساعتين .....
وجدت ان وقت الفراغ يأكلني ...والجوع ايضا
لكني استعملت المال الذي وضع لي في البنك
مال قليل وضع لي في البنك
من الذي وضعه ؟
اختاي
لانهم تعلما من تجربتهم انه لابد ان يبقى القليل من المهر وتخزينه في البنك .....
لاول مره في حياتي اقدر لهم فعلتهم
احضرت مؤنه البيت وبدأت اعيش عليها بتقشف
لاحظت في فارس انه يغلف نفسه بغلاف برجوازي كاذب
رغم انه في الحقيقه ........ لا يجب ان يملك تلك السياره الغاليه
ولا هذا البيت
فالرجل لا يستطيع ان يشتري لبيته القليل من المؤؤنه
في هذا اليوم
رن التلفون الذي شككت كثيرا في امكانيه عمله
حتى اني ابتعدت من محاوله استعماله وقمت بمحادثه عائلتي من خلال التلفونات المنتشره في الطريق
اخذت السماعه بخوف ......._ الو
اتاني صوت امراءه وقور هادئ _ الو ..... هذا بيت فارس الفاوي ؟
هبه بانجليزيه متقنه _ نعم .... لكن للاسف فارس غير موجود باستطعاتكم مكالمته لاحقا
الصوت تكلم بعربيه (سعوديه بحته )_ هبه اخيرا .... لم اكن اعتقد انكي ستكلميني ولهذا قمت بالخطوه الاولى .... انا فاديه عمه فارس
هبه بصوت ترحيبي فرح _ اوووه ..اهلا اهلا ... ماهي اخبارك يا عمه
واخيرا عادت من السفر
قيل لي انها سافرت مع ابنتها .....لرحله استجمام صيفيه
فلقد رغبت بزيارتها منذ ايامي الاولى في لندن
لكن سفرها منعني ......
وهاهي الان عادت !
فاديه _ بخير ... انتي من يجب ان اسئلها عن احوالها !... اين فارس غريبه لما يغيب في هذا الوقت كان عليه ان يبقى بالقرب منك
هبه _ لديه عمل
فاديه بمقاطعه _ عمل ...... الرجل يكذب
هبه ضحكت وكأن ما اخبرتها به لا يتعدى كونه مزحه _ الرجال جميعهم كاذبون
ضحكت فاديه _ عموما يا ابنتي ..... اريد ان اخبرك اني اتوقع زيارتك قريبا
هبه _ وانا ايضا اريد ذلك يا عمه ....لكن في الحقيقه ...في الغد يبتدا دوامي الجامعي ... سأنتظر حتى تسير اموري بشكل حسن وساقوم بزيارتك قريبا
فاديه بجديه _ غدا يبدا الدوام؟ حقا .... من سيقوم بتوصيلك هل تريدين ان اطلب من فهد زوجي ان يقوم بتخصيص سائق لك
كم تمنت ان توافق
ففارس لم تستطع ان تخاطبه
ولا تعرف ماهي الاجراءات التي يريدها ولا تريد ان تثير حنقه
فاديه عندما طال صمت هبه _ اسمعي يا هبه ...... لابد من سائق لك لابد ... لا اعتقد ان فارس سيرفض فانا اعرفه انسان اتكالي اعذريني على كلامي لكني عمته واعرفه منذ الصغر
هبه _ شكرا يا عمه .في الحقيقه انا احتاج السائق
فاديه ..._ لا تقلقي سيكون تحت امرتك قريبا ...والان سأتركك واتمنى ان تلبي دعوتي قريبا
هبه _ باذن الله
فاديه _ مع السلامه
...........................................................
استقيظت الساعه السابعه
وقمت باختيار لبس من ملابسي الرسميه ..فأنا قررت ان لا اقوم بالاقتراب من حقائبي الكبار
بلوزه بيضاء .... لها ازارا كبيره واسعه من الصدر وما تحت طويله قليلا
ولبست تحتها جينز ازرق غامق جدا
لم استسغ نفسي دون حجاب
وقررت ان اصفف شعري بطريقه الجديله
ولبست نظاراتي الطبيه الكبيره ذات الاطار الاسود كالعاده عند ذهابي للجامعه
فانا اعاني من نظر ضعيف
لكنني احاول ان ابتعد عن لبس النظارات في البيت
رغم اني لا ابتعد كثيرا
اما في الجامعه.... فلا امل !
اخذت شنطتي واستعددت للخروج لكن خروج فارس من الغرفه
اوقفني نظر لي باستغراب _ اين تذهبين في مثل هذا الوقت
هبه _ الى الجامعه
فارس _ الجامعه ........ لما لم تخبريني ان الجامعه ستبدا اليوم من سيقوم بتوصيلك
هبه _ لم اخبرك لاني لم ارك ........ وعمتك قامت بتخصيص سائق لي
فارس بقلق_ عمتي .متى قمتي بمحادتثها ؟
هبه _ لم اقم بمحادثتها ..... هي من قامت بمحادثتي ؟ لقد قامت بدعوتي الى بيتها لكني اجلت الدعوه حتى اتأقلم مع الجامعه ووافقت
فارس _ لم تخبريها بشئ؟
هبه بمكر _ شئ مثل ماذا ؟
فارس _ لا شئ اذهبي ........الان !
لكني لم اذهب بل استانفت حديثي _ فارس البيت يحتاج الى اغراض كثيره
نظر لها بغضب _ المطلوب ؟
هبه _ ان تقوم بشرائها
فارس_ اذا اخبريني .... من اين اتت تلك الاغراض ....... والاطعمه ؟
هبه _ انا التي احضرتها
فارس_ اذا استمري في احضارها لاني لن ادفع قرش واحد في اطعامك
هبه بغضب _ اطعامي ....... هل تعي ما تقول ؟
فارس_ نعم افهم .. انا لست مسؤلا عنكي
هبه _ اتريدني ان اقترض المال من عمتك ....... لست اعاني من الحياء الذي يمنعني من طلبها
فارس بعصبيه سريعه_ اياكي ان تفعليها
هبه بتحدي_ سأفعلها
فارس_ سأضع لكي اليوم المال الذي تحتاجينه ....... اتعلمين للحظه اعتقدت انك تختلفين عن عائلتك لكنك مثلهم تأخذون ماليس من حقكم
هبه _ افضل ان اكون كعائلتي على ان اكون مستغله للفرص وحقيره
فارس_ يبدوا انكي تريدين من يذكرك بالصفعه
قاطعته هبه – سأقولها اليوم وغدا انت انسان وضيع تافه
فارس_ وانتي انسانه تم بيعك لي بثمن زهيد ..... انتي لا شئ يا عزيزتي
تركني وذهب
يعلم ان هذه العبارات تخيفني ....... وتؤلمني
تذكرني ...بأنني بلا حامي
لا سند
...................................................
سائقي كان لبناني
لبناني الاصل ...... اغترب باحثا عن لقمه العيش
لبناني كبير في السن يقارب عمره الستين عاما .......
احببته من كل قلبي
ويبدوا انه استلطفني .... وحاول ان يؤنسني
يحي بحنان _ ابنتي .....تبدين متضايقه ..... مثل ابنتي تكره هذا اليوم ..تقول انه بدايه المتاعب
ضحكت هبه
ياااااااه
ضحكه ....خرجت من شفتاها ضحكه
هبه بالفه __ يا عم يحي .. ما اسم ابنتك
يحيى _ اسمها مريم .... اتمنى ان لم يكن ذلك يسبب لك الضيق ان تتعرفي عليها فهي طالبه معك في نفس الجامعه
هبه بسرعه _ هل ستقبل؟
يحيى باستغراب_ لقد اعتقدت انك سترفضين ان ترافقي ابنتي .....
هبه _ من الغبي الذي سيرفض ان يرافق ابنتك
يحيى _ شكرا يا ابنتي ....... سأخبرها ..ان تقابلك عند بوابه الجامعه
اخذ يحيى جواله وبدا يتكلم مع ابنته
اما هبه فسرحت في تفكيرها
لا تعتقد ان هويه العم يحيى اللبنانيه صدفه
يبدوا ان العمه فاديه ارادات من هبه ان تتاقلم
لابد انها ستحب هذه العمه الطيبه
يحيى قطع توجهات تفكيري _ اتعلمين يا انستي
قاطعته هبه _ هبه ..... انا سأناديك بعمي يحيى ...وانت نادني بهبه ما رايك
يحيى _ اذا يا هبه .. اتعلمين انكي تذكريني بشخص عزيز جدا على قلبي
هبه _ شكرا يا عم ...هل ان اسئل من هو
يحيى _ اتمنى ان يعود من سفره لتريه ....
هبه قاطعته _ اتمنى ذلك
وفكرت بعد ذلك في الجامعه انها لم تسئله من هو هذا الشخص
............................................................ ......................
منذ اللحظه الاولى علمت ان ابنه العم يحيى ستكون رفيقه لي في هذه المرحله من حياتي
كانت تمثل لي وجه لبناني فتي بحت
بالبشره الصافيه ....... رغم الاسمرار الذي اكتسبته خلال الصيف الفائت
شعرها الثائر ..المتمرد ..المجعد بقوه
جميله ورقيقه
مريم _ اهلا سيده الفاوي ......انا مريم
هبه بمرح طفولي _ وانا هبه ....وارجوكي ان لا تناديني بالسيده ..احوال ان انسى ..في الحقيقه اردت ان اخبركي بحظك الكبير ..لديك اب مخلوق من الرحمهـ
مريم بأدب_ لقد اخذتي فكره سريعه عن ابي...ولكنها صائبه صدقيني
هبه _ اعتمدت على شعوري!
ومريم _ وماذا يقول لكي شعورك عني ؟.
هبه _ بأنك انسانه عظيمه! واتمنى يا مريم ان تساعديني ...وتقبلي صداقتي
مريم بعطف_ ..... بل انا التي يفترض ان تعرض عليك الصداقه ... انا احتاجك كما تحتاجيني ...لقد فقدت صديقتي الوحيده ... والحقيقه ارتحت لوجودك
هبه صمتت ....وانصدمت
بدت مريم حزينه عندما تكلمت عن صديقتها الفقيده .....
ماذا تفعل هبه
هل تواسيها ......
ام تحاول تغير الموضوع هبه بهدوء _ وانا ايضا ارتحت لوجودك
لكن نظرات مريم المشدود لجهه معينه من حرم الجامعه اوقفت كلماتي وجعلتني التفت للجهه ذاتها
كان من السهل أن اعرف السبب
الجميع كان ينظر لتلك الفتاه التي تمشي بخطوات مختاله برأس مرفوع لا ينحني ابدا
شعر اسود طويل جسم رائع ..... طول ملكي
وملابس محتشمه وغاليه الثمن وبلا شك
جميله وكأن الجمال ......وضع سره فيها
وصغيره... من الواضح ان هذا يومها الاول في مشوارها الجامعي
هبه بصراحه _ جميله لكن يبدوا انها متكبره جدا ....
نظرت لي مريم بدهشه واضحه _ الم تعرفيها ؟
عدت لانظر لمكان الفتاه وكأني ابحث عن سبب لمعرفتي بها _ هل يجب ان
اعرفها ؟
مريم ابتسمت بحزن _ انها ابنه عمه زوجك ....... روان الشاملي *
اتعلمون مالفكره الاولى التي خطرت لي
مسكين فارس
نعم مسكين ....... الفتاه من الواضح صعوبه الوصول اليها
وسهوله الوقوع في حبها
اعلم اني مجنونه ؟
وان شعوري كان من المفترض ان يندرج تحت احساس الغيره
لكن لا
شعرت اني خارج هذه اللعبه ..... لم اكن متباريه فيها
فقط مشجعه
مشجعه لفارس
هبه نظرت لمريم _ لا لم التقي بها ولا بعمتي فاديه سأزورهم بعد اسبوع ...اما عن روان سأحاول ان اتعرف عليها خلال هذه الايام
............................................................ ................
انتهى الفصل ....
في الفصل القادم ..
شخصيات جديده
وحوارات مع شخصيات ظهرت في هذا الفصل
............................................................ ......
|