المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
قصة شعرية .. أهرب منك إليك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الياسمين والكاردنيا
قبل خمس دقائق انتهيت من كتابة هذه الخاطرة
الخاطرة اهداء لكل من عانى من خواطري الكئيبة
ارجو ان تنال اعجابكم
قصة شعرية
×××أهرب منك إليك ×××
ولا أدري كيف تهرب نظراتي من عقالها
وتهرع إليك يا حب عمري
و تتشبث بوجهك و بـ رجوليّ صوتك
كـ ذراعي ّ طفلة صغيرة تتعلق بعنق والدها
لا ادري كيف أنسى كل تعهداتي الغاضبة
وأعصابي التي تثور في كل جزيئه مني
كلما نظرتُ إليك ونطقتْ لي عينيكْ,, أنت طفلة
أذكر دموعي التي كانت تغص في حنجرتي
وتسيل بشهقات ٍعلى وجهي ,,, أمامك
لأنك ببساطة تنظر في عينيّ وتكلمني
أذكر وكأن ذاك الماضي هو اليوم
وأني ما زالت تلك الطفلة التي تغيظها
ببكائها الخجول وتصرفاتها الطفولية
وتهرب عيني إليك من جديد
فأرى ذاك البريق الذي لا أدري
أهو .. غافل .. ساخر أم سعيد
فأبعد ذاتي وإحساسي عنك وأهربْ..أهربُ منك
لكي لا يهجم الخجل على وجهي وأرى ..
نُطقَ عينيك يسخر مني
يعلن أنك تقرأني و تفهمني
وأني طفلة غارقة بحبي وحيائي
أهرب من عينيك التي لا أدري
كيف في ذات الوقت
تتجاهلني و تلاحقني !
وأهرب من مجلسنا المكتظ
خائفة أن يفطن أحد آخر لمجنون قلبي
خائفة أن يلاحظ أحد أن بسمتي
لا تتشكل إلا على نغمات ضحكتك
وأنت تضحك مع الجميع سواي
أهرب خائفة أن تتقابل النظرات
فيحمر وجهي ككل مرة
وعندها لست وحدك من سيسخر مني
ومضت الأيام كسلحفاة عنيدة
أو كعتلة مصابة بشلل جزئي
ونجحت بالهروب منك
فكلما جئت أنت ,, هربت أنا
وكلما ذهبت ,, تنفست الصعداء
و لكن القدر أبى أن تبقى
نبضات قلبي في سبات
أبى أن أبقى هاربة من عينيك
وصوتك وضحكتك
وكل شيء فيك
وعندما جلسنا في ذاك المجلس
تلاشت الوجوه كلها
ولم يبقى سوى وجهك
وصوتك وعينيك
التي لا أجرؤ على رؤية معانيها
هربت شخصيتي الواثقة من شباك وجودك
وعاد الخجل يهجم على كل أوردتي
وكل شراييني
وكل نبضاتي
وكل ذرة من جسدي
ولكني اليوم هربت
ولم أسمح بهروب مشاعري الى وجهي
فسيطرت على ملامحي
حتى ينتهي العذاب ,, أقصد حتى تنتهي زيارتك
ودون أن أفطن كنت أحبس أنفاسي
وأقبض على أصابعي
وكأني أكبل روحي
لكي لا تركض إليك
أكبل قلبي
لكي لا يخون ويطلق دقاته
أكبل عينيّ
لكي لا تهرع إليك
و تراقب خفيةً وجهك
تتحين الشجاعة لكي تسلم عليك دون أن تدري
لكي تسلم على عينيك دون أن تدري
لكي تسلم على ثقتك وقوتك دون أن تدري
ولكنك أمسيت تدري ورفعت عينيك
فجن قلبي وأخذ يتقلب على مقلاة حيائي
وكدت أسكب كل ما بيدي على ملابسي
فأحمر وجهي وأنا أدرك أني يائسة فيما يتعلق بك!!
فوقف وهربت من مجلسنا
و هرولت بعيدا لأشرب كأس ماء
أحاول إطفاء ما يعتمل في صدري
أحاول كبح غريب تأثريك على ذاتي
أحاول تحويل رؤيتك
الى أمر غير شخصي
أمر بلا معنى
نظرت الى الماء الرقراق بين يدي
وقلت كالماء بلا لون ولا طعم ولا رائحة
ولكن عقلي المجنون أجابني
لا نستطيع أن نعيش بلا ماء
فهربت من عقلي بعد أن هربت من قلبي
و وقفت أمام النافذة انهل بلهفة الهواء
وأخبر نفسي ...
حان الوقت كي تكف يا قلبي عن الغباء
كف عن الارتجاف ,, كف ولا تكن مثيرا للرثاء
أغمضت عيني لكي أنسى سحر وجودك
و أبعد أنسجة أجشْ صوتك
فتحت عيني بذعر وأنا أدرك
أن موعد رجوعي للمجلس قد حان
كدت أبكي لفرط تشوشي
و لفرط خوفي أن يكون
غبائي.. حبي .. حيائي ,, قد بان
ولكني قبل أن أشهق نفسَ شجاعة
قفزت بخوف ألف ألف لقاء وساعة
وأنا أراه أمامي يتكئ على الباب المفتوح
وشعرت بضغط دمي في شراييني يرتفع
وشعرت بعطر تأثيره حولي يفوح
وببسمته تتسع وهو يرى دفق الدم في وجهي
وهو يرى قدماي تتأهبان للهروب
وقال لي وهو يرى ما أوقد في قلبي وخطواتي من حروب
_ ألم تتعبي من الهروب
_ ....أ أنا
ضحك وكأنه يفهم كل اضطرابي
و متوتر يديّ المضمومتين
و فاضح خديّ المتوردتين
وقال لي بعينيه الساخرتين المحبتين
_ أنا .. تعبت من الهروب
ازدردت ريقي ورفعت ذقني
وشددت أوتار قلبي
لأقول له لا أدري ماذا تقول
فتبسم مستبقا أفكاري
وقال لي
_ أنت اختياري
واختيار أقداري
ولن تهربي بعد اليوم مني
ولن أدعك تخرجين عن مداري
فأنت الأمس وأنت اليوم
وستكونين كل يوم ٍ بجواري
أوان
|