لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-11, 11:38 PM   المشاركة رقم: 286
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء الخير عليكم يا صابيا
عاملين اية اتمنى تكونوا بخير
واتمنى ان البارت يلاقي استحسانكم
و يحوز على اعجابكم


البارت اهداء خاص لحبيبة قلبي
رباب فؤاد التي لولا تواجدها بجانبي الايام الماضية
لما استطعت ان انجز البارت ولا صعد الي النور اليوم
مشكورة يا قلبي على مساندتك ليا


اترككم مع البارت



الفصل السادس والثلاثون


الجزء الاول


قام من نومه على صوت مريم وهي توقظه
__ ياسر استيقظ ، استيقظ ياسين هنا
فتح عينيه ورمش بها مرتين : ها
كررت: ياسين هنا، هيا استيقظ
تثاءب ونظر الي ساعته لينتفض واقفا فوجود ياسين في مثل هذه الساعة المبكرة يخبره بوقوع امر جلل
غسل وجهه وارتدى ملابسه سريعا ليركض نازلا الي صديقه
تسمر عند باب الصالون ليرى صديقه وهو يضع راسه بين يديه المرتكزة على ركبتيه وهاله ملامح ياسين المعذبة
دخل بهدوء وهو خائف ان يتنفس فيؤلم صديقه
فيكفيه الالام التي ترتسم على وجهه
لمس كتفه بخفه ليرفع ياسين راسه له اتسعت عيناه بهلع
وهو يرى الدموع تملأ هاتين العينين الرماديتين
ولكنها تأبى السقوط سال بنبرة لم يستطع ان يخفي منها الخوف والقلق : ماذا حدث ؟
قال بصوت مخنوق : اجلس ياسر انا احتاجك بشده


*********************


جالسة بأحد المقاعد الموضوعة بردهة المشفى فالطبيبة منعتها هي وعمر بان يدخلا الي نور
استأذنت عمة عمر وانصرفت بعد وصولهم بوقت قليل
وهي جلست لتفكر فيما راته لم تكن تتخيل ان ياسين يحب نور بهذه الطريقة استاءت من موقف عمر الذي اتخذه ضد ياسين وشعرت بالغضب من تهديده له بانه لا يريد رؤيته مرة ثانية ولكن ما اشعرها بان قلبها يعتصر بشده
هو رؤية دمعة ياسين الحزينة التي تعلقت برموشه
لم تكن تتخيل ان هذا القوي سيتأثر هكذا بسبب حالة نور
وعمر ازادها عليه بكلماته المسمومة التي اخترقت قلبها هي كطلقات نارية فما بال ياسين
تنهدت بحزن على حال صديقتها المؤلم وحال ياسين المؤسف
وقفت لتنظر من زجاج غرفة نور لتراها نائمة من اثر المخدر خصلات شعرها الامامية متهدله على وجهها
وضعت يدها على الزجاج كأنها تلمس هذه الخصلات التي طالما كانت متطايرة حول وجه نور الجميل
دمعت عيناها لتنتبه على يده توضع بنصف ظهرها
التفت اليه لترمي نفسها بين ذراعيه وتنهمر دموعها
رتب على ظهرها بحنية فائقة : كفي عن البكاء عليا
ستكون بخير ، هيا سننصرف
ابتعدت عنه بحده : ننصرف ونترك نور
__ الطبيبة منعتني انا الاخر من الزيارة وقالت ان من الافضل لنا ان ننصرف فجلوسنا لا فائدة منه
ثم اننا لابد ان نذهب لنبحث عن شقة نمكث بها هذه الفترة
هزت راسها ايجابا لتنظر الي صديقتها وقالت بداخلها
سآتي لك مرة اخرى نور



***********************


__اريد ان اسال عن حالة حافظ المصري
نظرا الطبيبان الشابان الي بعضهما وهمس الاكبر سنا
__ تعالي معي سيدتي
اتبعته بهدوء لم تكن تريد الذهاب لرؤيته بل كانت تطمئن عليه من جانب الواجب والاصول ثم ان راعها مظهر القصر المحترق فشعرت ان قلبها يرتجف وقررت ان تذهب لتراه
دخلت وراءه الي مكتب صغير ليبتسم لها الطبيب
بهدوء : اجلسي سيدتي ، هل انت قريبته ؟
ردت : نعم ، انا اخته
هز راسه متفهما : اين زوجته وابناؤه ؟
__ انه غير متزوج وليس لديه ابناء
قالتها مقتنعة مائة بالمائة ومتأكدة ان نور لم تكن ابنته في يوم من الايام
زفر الطبيب بارتياح : حسنا سيدتي ، ان الحالة صعبة للغاية
فالحروق تمكنت من الجسم كله ولا اعلم الي الان كيف له ان يعيش بمثل هذه الحروق والالام ، نحن فعلنا ما نستطيع فعله
والايام القادمة ستحدد اذا كان سيستمر ويتناول المسكنات التي ليس لها أي فائدة فالآلام تتمكن منه
ام سينتقل الي رحمة الله ، انصحك بان لا تريه مظهره سيؤلمك بشده ، او على الاقل انتظري قليلا حتى يتحسن وضعه
هزت راسها وهي تشعر بان الله رد لها ولأخيها بعضا من حقهما فها هو حافظ يتعذب بعذابهما في الدنيا وهي متأكدة
ان عذاب الله في الاخرة لشديد
همت بالخروج من الغرفة ، ليتنحنح الطبيب الشاب بقوة
جعلتها تلتفت اليه متسائلة عما يريد
ابتسم الطبيب بتوتر: هل اسم سيادتك نور؟
نظرت اليه باستفهام ليكمل : انه يهذي بهذا الاسم كثيرا
فتوقعت انه يكون اسمك بم ان ليس لديه زوجة
هزت راسها بتفهم لتقول بجمود : لا انه اسم حبيبته
اردفت : سأعود له بعد غدا لأطمئن عليه وسأدرج مبلغا ماليا تحت حساب العلاج
خرجت من المشفى دون ان تذهب اليه بناء على نصيحة الطبيب
اتصلت بعمر لتتطلب منه ان يوافيها بالقصر


**********************


__هل انتهيت ؟
رفع راسه من بين يديه ونظر الي وجه ياسر الذي يظهر غضبه بشده تفاجا من تعبيرات ياسر الصارمة فوجهه دائما ضاحك باسم ولكن الان ينم عن غضب شديد لم يسبق له رؤيته
اعاد ياسر سؤاله : هل انتهيت من سرد ما تخبرني به ام باقي لديك انواع من العذاب لم تجربها على المسكينة الراقدة الان بالمشفى ؟
تراجع الي الخلف من هجوم صديق عمره الغير متوقع
وتمتم : ماذا تقصد ؟
جز ياسر على اسنانه بشده ليرفع ياسين حاجبية بدهشه
__ ماذا اقصد ؟ هل يوجد بشر يفعل ما فعلته مع زوجتك
هل انت احمق لهذه الدرجة ؟
ما ذنبها هي اذا كان عمها هو حافظ المصري او حتى لو كان والدها هل يختار الانسان ابويه ؟
انه قدرنا ، ثم اباك توفى اثر ازمة قلبيه وكان يعلم جيدا ان تعرضه لإرهاق العمل سيعرضه لهذه الازمات التي حذرته منها ولكنه لم يستمع لي ولا الي والدتك
وقت الوفاة يحدده الله ياسين ليس بيد مخلوق حتى لو لم يفعل حافظ المصري ما فعله وكتب الله موته بهذه الساعة لنفذ امر الله
ولكن صدمتي الحقيقة بك انت ، كيف استطعت يا ابن العائلات الراقية يا من حصلت على ارقى مستوى تعليمي و تربيت بالقصور
وسافرت الي امريكا لتحصل على دكتوراه في الهندسة المعمارية تفكر بمثل هذه الطريقة ،
ميكانيكي السيارات وحارس العقار يفكران بطريقة افضل منك .
تعامل الفتاه بطريقة سيئة وتقسو عليها بأدق علاقتكما لان عمها اخبرك انه والدها .
هتف ساخرا : يا لك من احمق ، ثم تشغر بالغيرة تمزقك من علاقتها بأخيك وابن عمك فتشتد قسوتك عليها ولما لا ،
الم تفكر بالمثل الشهير الذي يأخذ البنت بأخلاق والدتها
نسيت ان هذه الفتاه من استطاعت اختراق قلبك الحديدي نسيت انها حبيبتك التي تأكدت من اخلاقها وتربيتها
نسيت عندما اتيت تخبرني بانك تحبها وقلت لي لا تسالني كيف ولا متى فانا احبها ،
اتذكر ما اخبرتك به حينها قلت لك انها فرصتك ياسين لا تضيعها من بين يديك فتعض اناملك حسرة على ما فاتك
وها انت تخسرها بعد ان تكون اقرب شخص اليك .

الذهول هو ما ارتسم على وجهه من كلمات صديقه الغاضبة
لينظر اليه بعتب اردف ياسر : ماذا كنت تريد ياسين ؟ ان اخفف عنك واقول لك لا انت لست بمخطئ وعمر لم يكن معه الحق فيما فعله ،
بل معه كل الحق ياسين واذا كنت انا بمكانه لكنت ضربتك وشوهت وجهك الجميل هذا .
ولو كنت انت بمكانه لكنت قتلت احمد او عمرو اذا اساءا الي ندى او نهى .
خفض راسه وهو يشعر بالذنب يتفاقم بداخله
همس : ماذا افعل الان ؟ لن استطيع العيش بدونها
تنهد ياسر وجلس بجانبه ورتب على ركبته : ليس بيدك شيء الا الانتظار ، انتظر حتى تصبح حالتها جيدة واذهب اليها وتكلم معها اعتذر واشرح موقفك وهي ستسامحك فهي تحبك ياسين بل تهيم بحبك ، فالمرات القليلة التي التقيت بها قبل وبعد زواجكما كنت تقفز من عينيها كلما نظرت اليها
ابتسم ياسين بألم : لن استطيع مسامحة نفسي فانا الذي دفعتها ان تذهب الي هناك وتراه
رتب ياسر على ظهره : هون عليك يا رجل ستصبح الامور بخير ولكن ارمي عنك هذا القناع ياسين
نظر اليه باستفهام ليبتسم ياسر : قناع الجمود يا صديقي
لقد نشانا وتربينا معا ياسين وانا افهمك جيدا فانت اخي وصديقي ورفيق عمري كله
انت بداخلك حنون جدا ، كنت تراعي ظروف حنان دون ان تشفق عليها بل الحنان الذي بداخلك جعلك تعاملها بطريقة افضل من طريقة معاملتك لندى مما جعل الامور تتأزم بينك وبين شقيقتك التي تغار من خيالها
ولكن بفضل جدك واباك الصارمين وضعت حدا لهذا الحنان
فكبرت يوما بعد يوم وانت تبني حول قلبك جدارا حتى لا يتدفق الحنان منه بنيت جدار الصرامة وفي بعض الاحيان تنقلب هذه الصرامة الي قسوة مفرطه
ومن تشعر اتجاهه بالحنان يصبح هو المخطئ وتحمله مشاعر الحنان الذي بداخلك فتقسو عليه
ثم عندما كبرنا واصبحنا شباب كنت تخجل بشده من اقتراب أيا من الفتيات منك كانوا يقتربون منك لوسامتك المفرطة لم تفهم حينها مشاعرك ولكنك كرهت شعورك بالخجل وعدم الامان بقربهم فابتعدت ونفرت منهن جميعا رسخت بعقلك انهن جميعا تافهات ولا عقول لديهن وعاملتهم معاملة جافة ليهربن من امامك عندما يرونك وطبعا استثنيت بعضا منهن مثل والدتك ومريم ونهى حتى نادين لم تدرجها بداخل القائمة لم ترى الجانب الحسن بشخصية شقيقتك لأنك تتشاجر معها دائما ولم تفكر يوما انها تتشاجر معك لأنها تريد ان تشعر بوجودك بحياتها ،ابتعدت عنهن وخاصة انك لم تجد احداهن تقترب منك او تفهم ما بداخلك
ولكن الي الان تحمر اذنيك بشده عندما تتكلم عن مشاعرك او عندما تتكلم عن نور
فز قلبه لاسمها لتحمر اذنيه ليضحك ياسر بشده
زمجر ياسين : ياسر احترم نفسك
كتم ضحكته : المعذرة صديقي لم استطع منع نفسي وانا ارى ما اتحدث عنه يحدث امامي
اكمل وهو ينظر الي امامه : هربت من مشاعرك و قلبك ياسين وغلفت نفسك بقناع الجمود والصرامة والتسلط فهذه صفات رجل الاعمال الناجح ، هذه صفات اباك التي طالما تمنيت انك تشبهه قلبا وقالبا ، ولكن القدر جعلك لم تشبهه قالبا فتمسكت بان تشبهه قلبا ، تمسكت بعاداته وتصرفاته
لتصبح المهندس ياسين العظيم كما يلقبونك في عالم الاعمال
الي ان اتت نور ، اشرقت قلبك وحياتك
ولكن قناعك تحكم بك ، وكانه كان ينتظر فرصه سانحة ليعود كما كان فتغيير شخصيتك كان لا يروقه
واول من تحمل قسوتك وغضبك كانت هي
فهي السبب الوحيد وراء خلعك لقناعك المفضل
مرر ياسين يده بعصبية في خصلات شعره السوداء
__ ماذا افعل الان ؟ اريدك ان تعطيني حلا
هز ياسر راسه بعدم معرفة : ليس امامك الان سوى الانتظار
نفخ ياسين بضيق : اريد ان اراها ياسر ، اريد ان اكون الي جوارها ولا استسيغ هذه الطبيبة التي تمنعني من زيارتها
انقلب وجهه الي الاستياء وهو يذكر طبيبة نور
ليضحك ياسر : هل مستاء منها لأنها منعتك عن رؤية نور ام لأنها أمراءه وانت ترفض ان تأخذ امر من أي شيء يتعلق بالجنس الانثوي
رد بدون تفكير : الاثنين
قهقه ياسر ضاحكا : لا فائدة منك ياسين ، ستظل كما انت
تنهد واردف: اعتقد السبب وراء منعاها لك من رؤية نور هو ما فعلته مع زوجتك يا باش مهندس
نظر له ليكح ياسر بإحراج : لا افهم في علم النفس ولكني قرات قليلا من الابحاث بحكم مهنة مريم وعملها
اعتقد ان عنفك معها سيعيد اليها ما حدث اساسا وادى الي اصابتها بالانهيار العصبي
تستطيع ان تستشير مريم
هز راسه بعنف : لا ، لا تخبر مريم عن شيء
ابتسم ياسر واقترب ليهمس له : جبان ياسين ،
ليضحك على جمود وجهه ويكرر : انت جبان فلن تستطيع ان تواجه نظرة مريم المستنكرة او تصيح بوجهك كما كانت تفعل في الماضي عندما تتصرف تصرفا احمق مع احد صديقاتها الفتيات
ضحك ياسين : نعم زوجتك مخيفة ياسر ولا اعلم كيف تتحملها
قهقه ياسر : اه لو استمعت اليك الان لكانت اذقتنا الجحيم
رفع حاجبه الايمن وابتسم بخبث وهو يدير وجهه الاتجاه الاخر حتى لا يرى ياسر ابتسامته : اتعلم ان امي عرضت علي ان اتزوجها قبل ان نسافر الي الخارج
جمد وجه ياسر فجأة ليكمل ياسين بلا مبالاة وهو يهز راسه
__ من باب الاصول وانها ابنة عمي وانا اولى من الغريب ثم انها جميلة وذكية وقريبة مني في السن ، امي كانت ترانا متفاهمين معا
ابتسم : ولكني رفضت من اجل عدة اسباب
اتسعت عينا ياسر ونظر اليه بحده ليكمل ياسين
رفع سبابته : اولا انها تشبه امي في شخصيتها فيكفيني نوارة هانم واحدة بحياتي
رفع وسطته : ثانيا نظرتك الهائمة التي ترمقها بها
رفع بنصره المزين بدبلته الحبيبة : ثالثا انها اخبرتني انها تحبك يا مغفل
انفجر ضاحكا على وجه ياسر الذي ينظر اليه بعصبية
ليضحك ياسر بقوة عندما تبين له ان ياسين تعمد اغاظته : لم تخبرني بهذا الامر من قبل
اذن كنت تعلم عن حبي لها وحبها لي من قبل ان نسافر الي الخارج
هز راسه بالإيجاب ليدفعه ياسر بقوة : لماذا كنت تغيظني باستمرار وتذهب معنا الي كل مكان ؟
نظر له بحده : كنت احمي ابنة عمي يا دكتور ، فانت لم تنطق بحرف واحد لي ، لم تكن شجاعا كزوجتك وتخبرني عن مشاعرك
ابتسم ياسر : نعم كنت خائفا بشده ان ترفضني او ان تكون متعلقة بك ، وكان خوفي اشد منك فردود افعالك لا تؤتمن
هز راسه بتفهم ليردف ياسر : لكنك وقفت الي جانبي كثيرا وساعدتني للحصول عليها وهذا لن انكره ابدا ،فبفضلك تزوجت منها فانت من اقنعت والدها بان يزوجها الي ويرتضي بهذا اليتيم الذي لا عائلة له
نظر له معاتبا : لا تقل هذا ياسر ، من انا اذن اذا كنت انت بدون عائلة ، اليس انا اخاك كما تقول
ابتسم ياسر ممتنا : ونعم الاخ ياسين
قام واقفا وقال بإحراج : لا اعلم كيف تكلمت معك ياسر هكذا ولكني كنت اشعر باني سأنفجر ان كتمت ما بداخلي اكثر من ذلك
ربت ياسر على كتفه وهو يبتسم مطمئنا : لا تقل ذلك ياسين
نظر له ليبتسم ياسر ويساله : ثم ما الذي اخبرتني به اساسا
لا اتذكره هل كنت تتكلم معي عن فوز الاهلي البارحة ؟
ضحك ياسين ليشترك معه ياسر بالضحك
__ سأنصرف يكفي اني ايقظتك من نومك الذي تجاهد لتحصل عليه
امسكه ياسر من كتفه : انتظر تناول معي الافطار وننصرف سويا
هم بان يعترض ليشير اليه ياسر بيده وراسه : لن اقبل بالرفض واذا رفضت سأخبر مريم انك تريد الانصراف
تنهد ياسين :لا لن استطيع مناقشة مريم فانا منهك القوى
ابتسم ياسر : اذن انتظر قليلا يا صديقي


*********************


وصل الي القصر وهو مستاء من وجوده هنا
يشعر بهم ثقيل يجثم على انفاسه ولكنه لم يستطع ان يرفض طلب عمته
دخل الي حديقة القصر بخطوات ثقيلة بطيئة وهو يتنفس بصعوبة شديدة ، لا يستطيع منع صورة نور المنهارة وصراخها الذي يصم اذنيه من القفز الي مخيلته و الذكريات السوداء تطارده
طفولته كلها قضاها هنا ، ولكن كل ما فرح به في صغره تبخر وبقيت الذكريات المؤلمة والكريهة الي نفسه ،لتجثم على صدره
نظر الي القصر المحترق ليكتشف ان النيران التهمت الجزء الشرقي كله ،تبخرت كل طفولته مع الغرف التي التهمتها النيران فالنيران لم تبقي على شيء من جناح والدية ولا غرفته هو ولا غرفة نور
بل امتدت الي الجزء السفلي والتهمت غرفة المعيشة وغرفة الموسيقى والغرفة التي كان يستذكر بها دروسه والصالة الواسعة التي تتواجد بها المدفأة الحجرية والكرسي الوثير
الذي كان يجلس عليه عمه لاحتساء الخمر ودولاب الخمور ايضا
زفر بضيق وهو يتذكر هذا العم البغيض ولكنه هدئ نفسه فلا يمكن ان يحيي اكثر من ذلك ، فاذا كان القصر لم يحتمل النيران فهو اكيد مات متأثرا بحروقه
انتبه على وقوفها الي جواره وهي تهتف : لا اله الا الله
نظرت اليه : انه حريق مروع عمر
تنهد بقوة ونظر امامه ليجد عمته اتيه باتجاههم
ابتسمت العمة وهي تقترب منه وتحتضنه بين ذراعيها
وتبكي : مرحبا حبيبي ، كيف حال شقيقتك ؟
تنهد : بخير انها بخير ولكن الطبيبة منعتني من زيارتها احتضنته مرة اخرى : اخيرا عدت لمنزل والدك ومنزلك
انتفض بحده وابتعد عنها وهو ينظر اليها وقال بشك
__ لا تقولين عمتي انك طلبتي مني المجيئ الي هنا لاسكن بالقصر
هزت راسها ايجابا وهي تبتسم ليضحك ساخرا
__ هل تتوقعين عمتي اني سأسكن هذا القصر بعد كل ما حدث ؟
نظرت اليه بنظرة مليئة بالأمل ليهز راسه بعنف : لا طبعا لن يحدث هذا ابدا
لن استطيع عمتي ، قلبي ينزف الما وعقلي يحترق غضبا مما حمل الينا هذا القصر من عذاب
ولن استطيع ان اتعايش هنا باي شكل من الاشكال
ثم ان القصر خطر على من سيمكث به الان فالجزء الذي لم تصل اليه النيران تصدع ومن الممكن ان ينهار باي لحظة
اتسعت عيناها رعبا وتمتمت : من اين عرفت ؟
ابتسم بألم : انسيت عمتي انا مهندس
تنهد : هل اصاب احد العاملين مكروه ؟
هزت راسها نافية ليهتف بارتياح : الحمد لله
ابلغيهم ان ينصرفوا عمتي ادفعي لهم مستحقاتهم المالية وسريحهم من عملهم واتي معك بخادم او اثنين ، احزمي امتعتك وستاتين معي فانا لن اتركك هنا وحيدة
فقط اجمعي ما هو ثمين من القصر وضعيه بخزانة جدي
فغرفة جدي لم تتأثر بالحريق واعتقد ان غرفتك ايضا
هزت راسها بالإيجاب
ليلتفت الي علياء : امكثي مع عمتي الي ان تنتهي مما تفعله الي ان اذهب واجد لنا شقة نستطيع ان نمكث بها هذه الفترة
وانظر الآم وصل مشروع الشاليهات
هزت راسها موافقتا : حاضر عمر
نظر مرة اخرى للقصر وزفر زفرة عميقة : سانصرف ولن اتاخر ، سلام
غادرهم لتربت العمة على كتف علياء : تعالي بنيتي ، تفضلي انه بيتك
ابتسمت علياء بتوتر ودلفت الي جوارها ولكن قلبها معلق بحبيبها الذي تشعر ان بداخله معارك طاحنه حدثت نفسها
اه منك عمر ، ستظل كما انت جبل يتحمل الشدائد بل يبتلعها
ويكتمها بداخله ليظهر امام الناس هادئ وعاقل ويتصرف مع الامور بحكمة
ساعات سفرهم لم يتبادل معها الحديث اطلاقا بل شعرت به مهموما حزينا وعندما حاولت ان تتكلم معه ، تحدث معها بامور عادية بل قص لها قصة مضحكة حدثت له هو وعلي
انفجرت ضاحكة عليها وعلى الرغم من انه شاركها الضحك الا ان ضحكته كانت خاوية حزينة عيناه الخضراوين كانا يلمع بهما الحزن والالم
لا تعلم ماذا تفعل ولكنها تدعو ان الامور تمر بسلام و تدعو ان تشفى صديقتها وتعود اليهم


******************

جالس ليتناول غداؤه لتلف من وراءه حول المائدة ،شم رائحة عطرها الذي يعشقه فنظر لها بطرف عينه ليتأمل فستانها القطني الخفيف عاري الكتفين وهي تضع باقي اصناف الطعام التي يشتهيها كلها
رفع حاجبه الايمن تعجبا فكأنها انتقت ان تعد له جميع الاصناف التي يحبها
ضحك ساخرا : هل لدينا ضيوفا مدعوين اليوم على الغداء
ابتسمت برقه : لا ، ولكني فضلت ان اعد لك الاصناف التي تحبها
وضعت امامه طاجن صغير وهي تبتسم : طاجن البامية باللحم الضأن الذي تحبه
رفع حاجبيه تعجبا وهو مندهش من تصرفها فهي كانت ترفض ان تعده من قبل لأنها لا تحب هذا النوع من اللحم وكان دائما يطلبه من والدته او وفاء لتعده احداهما اليه
وضعت اناملها الرقيقة علي يده المستكينة على المائدة
__ ماذا هناك علي ؟ الا يعجبك الطعام
نظر لها والاسئلة تقفز بداخله : لا لم أتذوق بعد
اين جنى ؟ سألها بهدوء قبل ان يبدا بتناول الطعام
ابتسمت : انسيت اليوم تدريب الجمباز ونهى اقترحت علي ان تذهب برفقة يمنى ، وانا وافقت
هز راسه موافقا لتساله مرة اخرى : هل اعجبك الطعام ؟
ابتسم: نعم، انه لذيذ، سلمت يداك
__ لقد تكلمت مع بسنت اليوم ، كنت أسال عن احوالها
وابلغتني بخبر رائع سيسعدك وانا صممت ان اخبرك بها بنفسي
نظر لها متسائلا لتكمل بفرحة حقيقية نابعة من داخلها
__ بسنت حامل
اتسعت عيناه : حقا ؟
هزت راسها بسعادة ايجابا ليهتف : الحمد لله ، اخيرا
لماذا لم تخبرني اذا ؟
ابتسمت : ستذهب للطبيبة في الليل وبعدها ستبلغنا
ما رايك ان نذهب لشراء احتياجات جنى للعام الدراسي الجديد ونمر عليها لنطمئن
رفع حاجبه الايمن ونظر لها بشك : عجيبة انكي تريدين الذهاب لبسنت
هزت كتفيها : اذا كنت لا تريد الذهاب على راحتك
__لا طبعا سأذهب لأبارك لشقيقتي
لوت راسها بدلال : اين حلاوتي عن هذه البشارة التي بشرتك بها
ابتسم بسعادة : لكي ما تطلبيه
قامت وانحنت لتضع عينيها بعينيه وهمست : اريد رضاك علي
ارتبك بشده ودهش من جملتها ، لتتركه وتذهب لتاتي بزجاجة مياه ، اتت لتقف بجانبه ولصقت جسدها بكتفه وهي تهمس : معذرة حبيبي ، نسيت ان اتي به
تفضل
اتبعت جملتها بان سكبت له الماء بالكوب
لينتفض من على المائدة وهو لم يكمل طعامه
رسمت الابتسامة على شفتيها : اتريد ان تتناول الحلوى الان
هز براسه رافضا وهو يدخل الي غرفة نومهم : سأنام قليلا لأذهب لاتي بجنى من تدريبها
ابتسمت : اذن ستاتي معي للطبيبة
استلقى على الفراش وهو يتثاءب : نعم سآتي ، اتركيني لأنام قليلا
بدا لها انه استغرق في النوم ، لتتنهد بخيبة امل وهي تفكر بان من الواضح ان الحال سيستمر على ما هو عليه فترة اطول مما توقعت
خلعت فستانها الصباحي وارتدت قميصا حريريا لتستلقي الي جواره وتنظر اليه بحب عميق نفخت بعينيه برقه
لتهمس : علي ، هل انت نائم

فكر قليلا وهو يغمض عينيه ، انه لن يستطيع ان يقاوم سحرها اكثر ، يدعو الله ان يقويه على نفسه وقلبه
شعر بتنهدها الذي اشعل النيران بصدره لتتحرك من جانبه فيفتح عيناه بهدوء ويراها وهي تبدل ملابسها ، توتر اكثر وشعر بالسخونة تجرى بعروقه وتنتشر بجسده كله
جاءت لتنام بجانبه ليشعر بأنفاسها على وجهه وتفعل اكثر فعل محبب الي قلبه فهي كانت توقظه هكذا دائما ، بان تنفخ بعينيه ، دائما تفعل شيء مختلف عن باقي النساء فهي لا تقبله ولكنها تنفخ بعينيه من مسافه قريبه ليأتي هوائها ويلامس جفونه برقة ودلال فيوقظه على الفور
تناهى اليه وهو بعالم الاحلام وهي تسأله : علي ، هل انت نائم ؟
فتح عيناه وابتسم لها : لا
ابتسمت بغنج ودلال : اذن ابقى معي قليلا تكلم معي فانا لا اريد ان انام الان واشعر بالملل
ابتسم بخبث : نعم اعرف انكي لا تريدين النوم ولا تريدين الكلام ايضا
اقترب منها ليشدها الي صدره وهمس لها : اعرف ما تريدينه جيدا وسأنفذه دون ان تطلبيه ، ورضاي فزت به وتستحقينه بجداره


*********************


اقتربت لتجلس بجانبه وقالت بمرح
__ ما بك عمور ؟ اشعر انك ضائق هذه الايام
نظر لها بطرف عينه : ألا تعلمين سبب ضيقي فعلا ؟
ابتسمت واقتربت منه اكثر : اعلم حبيبي ، ولكن ما بيدي ان افعله
تنهد : لا شيء ، ولكني اريد ان نعود الي منزلنا نهى
فانا ضقت بالمكوث هنا ، ولا اعلم سبب اصرار ياسين على ان نظل برفقتهم
قالت بتوتر : انا اعلم ، انه يقوم بحمايتنا ، فبعد حادث يوسف يريد ان يطمئن علينا جميعا
عقد حاجبيه : لماذا ؟ هل الحادث بفعل فاعل ؟
هزت راسها بالإيجاب : نعم واعتقد ان السبب وراءها هو شقيق انجي
اتسعت عيناه : حسنا وما دخلنا نحن ؟ من الممكن انه فعل ذلك لان يوسف تخطاه وتزوج اخته من وراء ظهره
__ نعم ، ولكن معتز هدد ياسين انه سينتقم من العائلة كلها
ولذلك ياسين اصر على ان نمكث معهم
الا تلاحظ انه يصر ان اخرج برفقة السائق وهذا الضخم معنا
ويطلب منك كل مرة تتحرك بها خارج القصر ان تتبعك العربة الاخرى كحراسة ، واذا علم انك اليوم ذهبت بيمنى الي النادي بفردكما سيغضب بشده
انقلب وجهه ونظر لها بعتب : لا اقصد عمرو ولكني افهمك ما يحدث
اشاح بوجهه بعيدا عنها لتساله مغيرة لمجرى الحديث
__ اخبرني هل استمتعت الفتاتين اليوم ؟
ابتسم تلقائيا : نعم ، ويمنى كانت سعيدة جدا برفقة جنى
وانا الاخر قابلت علي وجلست معه قليلا ولكن لم اشأ ان اخذ من وقته كثيرا فزوجته كانت برفقته ولكنها توجهت الي الفتاتين ولعبت معهم قليلا ، ولكني شعرت بان بها تغييرا ما
ضحكت نهى : نعم هي حامل
اتسعت عيناه : حقا ، لماذا لم تخبريني ؟ كنت هنأت علي على ما سيأتيه
__ هنئه عندما تراه المرة القادمة
هز راسه : نعم معك حق
ابتسمت وقالت بخفة : انا ايضا اريد ان يبارك لي الناس
نظر اليها : يباركوا لكي ، علام يباركوا لكي
نظرت الي الجانب الاخر واعطت له ظهرها : على طفلي الجديد
رفع حاجبيه ولفها اليه : هل انت حامل نهى ؟
ضحكت : لا بل اشتقت الي طفل صغير بدلا من الذي ذهب
خفض راسه واطرق قليلا ، لينظر اليها ويبتسم : اذا كنت مستعدة نهى ، فانا لن امانع طبعا ، اشتقت انا ايضا لطفل ثاني ولكني لم اشئ ان اطلب منك و تكوني رافضة للفكرة بعد ما حدث
دمعت عيناها وتذكرت طفلها الصغير الذي رزقها الله به بعد مولد جنى بثلاث سنوات ليكتشفوا بعد عشرة اشهر من ولادته
انه مصاب بسرطان الدم عانت كثيرا هي وعمرو في رحلة علاج لطفلها الرضيع الذي كان يعاني بسبب الام لا تحتمل
وبعد سنة توفاه الله لتخرج من هذه الازمة محطمة كليا
ولكنها تحملت ان تخفي كل احزانها من اجل يمنى ومن اجل عمرو ايضا ، لم يطلب منها عمرو ان تحمل بطفل جديد
ولم تفكر هي بشيء كهذا اطلاقا ، ولكن ما حرك بها مشاعر الامومة وجعلها تتلهف على طفل جديد مظهر انجي وهي تمشى ببطء وفرحة يوسف بطفله الذي سياتي ،واخيرا خبر حمل اية
طردت الذكريات الاليمة من عقلها وابتسمت : اشتقت بالفعل لطفل اخر عمرو
احتضنها بين ذراعيه :وانا ايضا حبيبتي
ولكننا سنعود الي منزلنا ، فانا اشتقت الي بيتي
__ وانا ايضا ، انتظر سأتكلم مع ياسين
__ لا نهى ، سأبلغه باننا سنعود الي شقتنا ، وانه لا يخف عليكما فانا جدير بحمايتكم
هزت راسها بقلة حيلة فمن الواضح ان عمرو ضائق بالفعل وياسين خائف عليهم وهي لا تريد ان يصطدما الاثنان ببعض ، اشرقت راسها بفكرة : حسنا انتظر الي ان تنتهي مشكلته مع نور ، فهو ضائق من الاساس
هز راسه موافقا لتتنهد بارتياح وتدعو الله ان لا يصطدم عمرو بياسين فهي لا تريد ان يحدث مشادة تعكر العلاقة بينهما


*********************

__ سيدتي ، الاستاذ معتز يطلب مقابلتك
عقدت حاجبياها وقالت باقتضاب : ادخليه الي التراس
دخل بهدوء الي التراس الذي قضى اغلبية عمرة بها
وادار عينيه وهو يتذكر كيف قضى طفولته هنا يلعب برفقة ياسين ، وشبابه جالسا برفقة جميع اصدقائه كيف تعرف على حنان وهام بها حبا ، هذه الحديقة التي ضمت احلامهم ورغباتهم ، هنا شعر بالغيرة تمزقه من رنين ضحكاتها على كلام احمد المعسول وهنا شعر بالغضب يعصف راسه عندما احتضنت ياسين وهنا قبلها لأول مرة واعترف لها بحبه
هنا بكت بين ذراعيه وهنا ضحكت من مغازلته لها
فهذه الحديقة شهدت تطور علاقتهم واحتضنتهما في كنفها
حتى طلب الزواج طلبه هنا واستأذن من نوارة هانم ان تتكلم مع والدتها او بالأحرى مع زوجة خالها
تنهد وهو يتذكر انه امام اصعب اختبار بحياته نوارة هانم
فاذا استمعت اليه سيستمع ياسين واذا غفرت له
سيسامحه ياسين ، لا يعلم الان اين كان عقله عندما فكر بأذية اخاه وصديقه ولا يعلم كيف نسى نوارة هانم في غمر انفعاله
و انتقامه من ياسين ، كيف نسى ان كل اذيه يوجهها لياسين موجهه لها ايضا ، كيف نسى هذه السيدة الفاضلة التي ربته فعليا وفرقت له بين الصواب والخطأ ، فامه بأصلها الانجليزي كانت باردة المشاعر نحوه سواء هو او شقيقته
لكن نواره هانم كانت عيناها تشع له بالحب دائما كانت تحتضنه لتذهب كل احزانه وكانت تؤنبه كثيرا على علاقاته المتعددة ،كان يكفي منها نظرة واحدة ليشعر انه عاد طفل صغير يحتاج الي حنانها الامومي الفياض
ابتسم وهو يتذكر ياسين عندما كان يغضب عندما يراه جالس بجانبها او واضع راسه على رجلها وتمسد له شعره كان دائما يشكي لها من حنان او من والدته او من أي شيء يكدر خاطره وكانت هي نعم الام تستمع اليه وتهدئه ليصبح خالي الوفاض بعد كل مرة ، تملئه بالأمل والسعادة ويخرج من هنا
وهو يشعر انه يحلق بالسماء
لف ليجدها امامه بهيبتها واحترامها ابتسم وهو يشعر بقلبه يرتجف خوفا وحبا بأمه التي لم تلده
ابتسم باتساع وتقدم منها وهو يقول بصوت مرتبك
__ مرحبا ، اشتقت اليك ام...
صمت قليلا ليكمل : اشتقت اليك سيدتي
نظرت اليه مطولا وقال بصوت جامد وهي تجلس: ماذا تريد؟
انتفض قلبه من لهجتها الجامدة ليقول والالم يعتصره : لاشئ جئت للاعتذار ، جئت اعتذر منك ومن ياسين ،
اطرق راسه ارضا : جئت نادما امي ، جئت معتذرا واسفا وكل ما اطلبه ان تغفري لي وتسامحيني
كنت طائشا واحمقا غبيا ، لا افهم ما يحدث من حولي
تملكني غبائي لأسعى وراء انتقام لم يكن له اساس
بل خيل الي انني هكذا استرد كرامتي ، وانا اخسر كل شيء
خسرت زوجتي وحبيبتي وطفلي الذي كنت اتمناه
وكدت ان افقد اخي وشقيقتي وانت
نظر اليها وهو يقول جملته الأخيرة لتشيح بوجهها بعيدا عنه
ليسرع ويجلس على ركبتيه امامها : سامحيني امي
استمعي الي وانا متأكد انك ستعذرينني ، فقط استمعي الي
نظرت اليه وامسكت يده : اجلس بني ، فمهما حدث لا اريد ان اراك هكذا
نظر لها والدموع تتألق بعينيه : اشتقت اليك امي ، اغفر لي غبائي
قالت بهدوء : قل ما لديك معتز

************************

وصلا عند بسنت ليرحب بهما محمد والسعادة تقفز من عينيه
احتضنه علي بحب اخوي : مبارك محمد الف مبروك ان شاء الله تكون ذرية صالحة
ابتسم محمد بسعادة : الله يبارك فيك علي ، لا تعلم مدى سعادتي عندما اكدت الطبيبة ان بسنت حامل
ضحك بمرح وهو يربت على كتفه : مبروك يا اخي
ربي عوضكما عن الانتظار كل هذه المدة
هتف محمد بصدق : الحمد لله ، ولكن الطبيبة اكدت على بسنت ان تستريح وان لا تقوم باي مجهود الي ان ينتهي الشهر الثالث ستأخذ اجازة من عملها الي اشعار اخر
ابتسم وسأله : اين هي ؟
__ بالداخل ، تفضل علي
هم بان يغلق الباب ليمسكه علي : انتظر ايه وجنى معي
ولكن ايه تصعد ببطء من اثر الحمل وجنى معها
ابتسم محمد وهو يخفي تعجبه من زيارة ايه لهم
فتقريبا من اول زواجه ببسنت لم تأتي ايه الا مرة واحدة يوم ان اتى علي ليبارك لهم الزواج
__ طبعا ، البيت نور بقدومها
دخلت بعدها بقليل ليبتسم لها محمد : تفضلي ايه
ابتسمت في سعادة : مبروك محمد أتم الله عليكما بالخير وتقوم بسنت بالسلامة ان شاء الله
ارتفع حاجبيه بدهشه من ابتسامتها الصادقة : الله يبارك فيكي ويتم لكي على الخير
نظرت اليه وابتسمت ليشير اليها : بسنت بالداخل فالطبيبة منعتها من الحركة
دخلت الي الغرفة لتجد بسنت تبكي في حضن علي وعلي يربت على ظهرها بحنيته الفائقة : توقفي حبيبتي ، الحمد لله ان رزقك ، واعطاك من فضله
ابتسمت : الحمد لله
تقدمت ايه منها وهي تبارك لها وجلست الي جوارها
طل محمد من الباب وهو يحمل صينيه بها اكواب من العصير وسال علي : هل ستشاهد مباراة كرة القدم ؟
__ متى ؟
__ ستبدأ الان
__ حقا ، سآتي معك
خرجا الاثنين لتتنحنح ايه بهدوء : بسنت ، انا اسفة على كل ما بدر مني من قبل وارجو ان نبدأ صفحة جديدة
ابتسمت بسنت : اكيد ايه سنبدأ صفحة جديدة ، فلأول مرة اشعر ان علي مرتاح هكذا ، ثم انا اشتقت لصديقتي
ابتسمت ايه : وانا الاخرى ، اشتقت اليك ثم اني سعيدة ان الطفلين سيأتيان بنفس التوقيت
ابتسمت بسنت لتكمل ايه : يتمم الله لكي على خير ، متى ستلدين ؟
__ انا الان اكملت الاول وبأول الثاني ، بعد سبعة اشهر ان شاء الله
__سياتي طفلي اولا ، جيد حتى يتزوج ابنة عمته
ضحكت بسنت : تخيلي اية دورتي اتت كعادتها وانا اشعر بالقهر من تأخر الحمل ، ثم شعرت بألم فظيع وذهبت الي المشفى لتخبرني الطبيبة اني حامل لم اصدق الي ان اكدت لي طبيبتي الليلة اني حامل وعندما سالتها بتعجب عما كان لدي ، ضحكت واخبرتني انه امر طبيعي ووارد الحدوث
احتضنتها ايه بحب : مبروك حبيبتي ، الف مبروك انسي كل ما حدث سابقا ، وافرحي الان بهذا الخبر


*********************

بكي من قلبه وهو يخبرها بم كان يظن وانه شك بأخلاقيات صديقه وزوجته وان الشيطان تملكه بسبب خطا وارد في التحاليل ن ولذلك فعل ما فعله ما ياسين
شعرت بالشفقة عليه فمهما حدث هو كبر امام عينيها مثل ياسين وربته كواحد من ابنائها ولولا انها مغتاظة من تشكيكه بأخلاقيات ولدها الا انها وضعت ياسين بمكانه ووصلت ان ياسين حينها سيرتكب جريمة دون تفكير
احتضنت راسه بين ذراعيها وربتت عليها بهدوء : اهدئ معتز ، اهدئ
نظر اليها : هل غفرت لي امي ؟
ابتسمت بهدوء : هل تملك الام شيء اخر غير ان تغفر لأبنائها ؟
ابتسم بسعادة ليرتبك عندما سمع صوته الجهوري وهو يصرخ به : ماذا تفعل هنا ؟
انتفض واقفا لتقول نواره هانم بهدوء : اهدئ ياسين
صرخ بقوة : لا اريد ان اهدئ اريده ان يخرج حالا من هنا
نزل يوسف سريعا ومن وراءه عمرو على صوت صراخه
تسمر يوسف عند رؤيته لمعتز وهتف عمرو : ماذا يحدث ؟
نظرت له امه بقوة وقالت بأمر : اهدئ ياسين وتعال لنتكلم قليلا نظر لامه بغضب لتامره بعينيها والتفت الي يوسف
__ ابلغ زوجتك ان شقيقها هنا ويريد رؤيتها
ربتت على كتف معتز : تصالح مع شقيقتك معتز وانا سأهتم بأمر ياسين
نظرت الي بكرها : تعال ياسين
نظر الي بغضب وهو يجز على اسنانه ليتبع امه وهو يشعر بالقهر
تبعها الي غرفة مكتبه ليصفق الباب بقوة من خلفه
نظرت اليه وقالت بتأنيب : ياسين
زفر بضيق لتبتسم له : اسمع لن تستطيع ان تقنعني ان سبب ثورتك بالخارج هو معتز ، فانت لن تطرد ضيفك ابدا مهما حدث
تنفس بقوة لتساله مباشرة : ماذا فعلت مع نور ؟
زم شفتيه بقوة : اذن هذا السبب بالفعل ، اعطي لها بعضا من الوقت حتى تهدا وتتقبل اعتذارك
هز راسه موافقا لتكمل : دعني اخبرك ما اخبرني به معتز
ثم القرار بالأخير يعود لك
هز راسه ايجابا ليرى ما السر الذي معتز اخبر به والدته لتدافع عنه هكذا



*****************


انتفض غاضبا : هل تريديني ان أسامحه على انه شك بأخلاقي امي ، هل وصل تفكيره الحقير الي ان يشك باني اخونه مع زوجته ، والان المفترض علي ان استمع اليه واسامحه
نظرت اليه : لا حبيبي ، لا تسامحه ولا تغفر له اعذره
وتوقف عن اشعال العداوة بينكما اتركه يزور شقيقته
الي ان تهدئ وتزن الامور بعقلك ليس بقلبك
تركته وانصرفت ليزفر بضيق لا يريد ان يقابل معتز اطلاقا الان ، فالهموم تثقل كاهله بما فيه الكفاية

خرج من المكتب باتجاه الحديقة وهو يستنشق الهواء
و يفكر فيما سيفعله معها ، لا يستطيع ان يقف هكذا مكتوف الايدي يريد ان يظل الي جوارها
تنهد ليسمع صوته : ياسين
زفر بضيق ولف اليه وقال بحنق : نعم
__ اريدك ان تسامحني
قال بجمود : معتز من فضلك ابتعد عني حتى لا يحدث امر يزيد الامور سوءا بيننا ، شقيقتك عندك قابلها كما تريد وتعال لها في أي وقت تريده ولكن ارجوك ابتعد عني ، فانا لا اطيق رؤيتك الان
تركه وغادر الحديقة وهو يشعر بالضيق يجثم على صدره اكثر


**********************


__ صباح مشرق فنحن لم نرى هذه الابتسامة اطلاقا
طبعا من حقك ان تبتسمي فانت ستغادريننا اليوم
التفت الي الطبيبة وهي تبتسم لتاتي الطبيبة وتجلس امامها
__ كيف حالك اليوم ؟
بخير انا بخير الحمد لله ومستعده للخروج بإذن الله
اتسعت ابتسامة الطبيبة : الحمد لله من الواضح ان نفسيتك مختلفة الحمد لله عن البارحة
اكملت : هل لي ان اسالك عن سبب الضيق الذي انتابك البارحة ؟
نظرت نور الي النافذة وقالت بتلقائية : ياسين لم يأتي البارحة كعادته ، هذه ثالث مرة يخلف موعد قدومه فهو يمر كل يومين ليطمئن علي
اخفت الطبيبة ابتسامتها وعقدت حاجبيها : اعتقد انكي ترفضين مقابلته في كل مرة يأتي بها
تنهدت بألم : نعم ولكنه يأتي كل يوم ويقف تحت الشرفة وانا استطيع رؤيته ببساطة ، كل يوم املي عيني به واراه
سالت الطبيبة : واذا كنت تريدين رؤيته وتشتاقين اليه هكذا
لماذا ترفضين مقابلته
نظرت الي الطبيبة وصمتت لتقول الطبيبة بجديه
__ نور ، اريد ان اسالك عن شيء ولابد ان تجيبيني عليه
نظرت اليها لتسالها بجدية : هل كانت لليلتك الاولى سيئة؟
نظرت اليها باستفهام لتقول الطبيبة : هل كان اول لقاء لكي مع زوجك سيئا ؟
هزت راسها نافيه : لا ، بل ياسين كان رقيق جدا معي
__ اذن لماذا وانت منهارة كنت تطلبي منه الابتعاد عنك وتصرخي بانك لن تسامحيه ، صارحيني من فضلك
نظرت لها وقالت بارتباك : اخر لقاء لنا معا كان عنيفا بشكل مرعب
رددت الطبيبة : عنيفا ، هل اعتدى عليك ؟
هزت راسها بعنف : لا ، لا اطلاقا بل كان عنيفا فقط
لم يكن عنيفا في اول الامر ولكن بعد قليل اصبحت لمساته وقبلاته متطلبه واكثر قوة وعنفا
__ لهذا تخافين من رؤيته ، وترفضين مقابلته
__ اشتاق اليه جدا ولكني خائفة اني عندما اراه تسري الرجفة بعروقي كما كان يحدث بعد هذه المرة
تنهدت الطبيبة وسالتها : ولماذا كنت ترفضين مقابلة شقيقك ؟
__ كنت افكر ان اتجنب ان اؤلمه عندما يراني بهذا الضعف
وكنت اريد ان استرد بعضا من قوتي لأتكلم معه فيما كان يشغل تفكيري
__ وهل اخبرك بما تريدين معرفته؟
__ نعم وهذا ما كان يضايقني الفترة الماضية
__ هل تريدين الحديث في ما اخبرك به عمر ؟
__ انت تعلمين بما اخبرني به
__ اذن اكد لك ما رايتيه بالفعل
هزت راسها موافقتا وهي تتنهد بألم لتسال الطبيبة : ماذا ستفعلين مع زوجك ؟
__ لا اعلم ولكني سأنتظر قليلا الي ان اشعر باني قوية بما فيه الكفاية لمواجهته ففي بعض الامور لابد ان نتكلم بها والان لن استطيع الوقوف امامه
ناولتها بطاقه صغيرة : هذا رقم طبيب نفسي بالقاهرة اذا شعرت بانك تريدين التكلم مع احدهم
ومبروك على خروجك
ابتسمت نور : الله يبارك فيك
طل عمر من الباب وهو يبتسم باتساع : صباح الخير
ابتسمت نور : صباح الفل
نهضت الطبيبة وهي تبتسم لها : سأترككما ولا اريد ان اراك مرة اخرى
ابتسمت لها نور لتنظر الي عمر الذي صافح الطبيبة وشكرها على ما فعلته مع نور فهي بالنسبة اليه من اعادت له نور صغيرته
اقترب منها وهو يشعر بانه سيقفز من السعادة احتضنها برقه
__ اين علياء ؟
__ تنتظرك بالبيت فهي متوعكة قليلا
قالت بقلق : ماذا بها ؟
ابتسم بسعادة : لا شيء ،ولكني اعتقد انك ستصبحين عمة
شهقت بفرح : حقا عمر ، مبروك حبيبي
قال بتلقائية : عقبالك صغيرتي
توقفت عن الابتسامة ليعتذر عمر : اسف لم اقصد
قالت بتوتر : لماذا تعتذر ؟ ان شاء الله ستتحسن الامور بيننا
تنهد : اذا كنت لا تريدين العودة اليه ، لن يستطيع اجبارك نور
انا سأتصدى له
نظرت اليه : لا اريد التحدث عمر ، ممكن
هز راسه ايجابا ك هل انت جاهزة ؟
__ نعم ، سأبدل ملابسي فقط
تركته ودخلت الي دورة المياه ليصيح من الخارج
__ لا تخبري علياء باني ابلغتك بخبر حملها ، حتى لا تغضب مني ، فهي تريد ان تبلغك بنفسها
ضحكت : اصبحت تخاف عمر
ضحك بشده : نعم ، فهي اصبحت اكثر حساسية من ذي قبل وتغضب بسرعة ثم تبكي بدون سبب وانا لا اتحمل دموعها
تناهى اليه صوت ضحكتها تصدح من الداخل ، ليتنهد بارتياح ويبتسم وهو يحمد الله ان صغيرته عادت افضل من ذي قبل
جمدت الابتسامة على وجهه وهو يراه امامه لينتفض واقفا ويخرج اليه قبل ان يخطو هو داخل الغرفة



وصل الي المشفى على موعد خروجها الذي اكدته لها الطبيبة ، كاد ان يجن الفترة الماضية لا يعلم كيف تحمل ان تمر ثلاثة من الاشهر عليه دون ان يكون بجوارها ، يأتي متسللا في الليل كل يومين وينظر اليها وهي نائمة من خلف الزجاج ، ولكن ما صبره قليلا انها كانت ترفض مقابلة الاخرين ايضا ، عمر وزوجته وعمتها وحتى يوسف وزوجته فهما الوحيدين اللذان علما بالأمر
لا ينسى الشهر الاسود الذي مر وهي بالغيبوبة الاجبارية بفعل المهدئات تقوم منها لتصرخ بانهيار ثم تنام مرة اخرى وعندما استقرت حالتها ذهب الي الطبيبة الكريهة على نفسه ليقول لها
__ اريد ان ارى زوجتي ، ولا تمنعيني فانا اريد رؤيتها حقا
ابتسمت بمهنية : اجلس استاذ ياسين
رد بتعالي : انا مهندس
ضحكت واشارت اليه : تفضل يا باش مهندس
جلس امامها وهو يزفر بضيق لتبتسم : اعلم يا باش مهندس ان منعي الزيارة عن زوجتك كانت لمصالحتها فانهيارها العصبي كان قوي ثم انها كانت تصرخ باسمك وتقول انها لن تسامحك فالطبيعي ان امنعك من زيارتها فاذا لم تراك لأنها نائمة تستطيع ان تشعر بك وتشم رائحتك
الان هي بحالة الاكتئاب والصمت ولن تستطيع رؤيتها ايضا الا اذا بدأت بالحديث معي ، عندما تتحسن سأسمح لكما بزيارتها
نظر لها : هل يأتي شخص اخر ويسال عنها
ابتسمت وهي تشعر بغيرته : نعم اخاها
نظر لها وقال بابتسامة : هل تمنعيه هو الاخر من الزيارة ؟
ضحكت : من الواضح ان خبر كهذا سيفرحك
خجل من نفسه وجمد وجهه لتقول : نعم الزيارة ممنوعة عنها ، وعندما تتحسن سأسمح لكم بزيارتها
ثم اعتقد انك تراها كل يومين يا باش مهندس فانت تخالف الاوامر وتأتي ليلا وتقف تنظر اليها الي ان يشرق نور الصباح
نظر لها بقوة وانتفض واقفا وقال بتعالي : انا لا اخالف التعليمات ، انت منعت عنها الزيارة وانا التزمت بهذا الامر من اجلها هي ليس امتثالا لأوامرك ولكن من حقي ان ارى زوجتي
تركها وانصرف وهو يشعر بالغل يتفاقم بداخله اتجاه هذه الطبيبة المستبدة
وتحسنت نور بعد ذلك لترفض هي مقابلته صفعته بها الطبيبة وهي تعتذر بأسف حقيقي : اسفة يا باش مهندس ، انها لا تريد رؤيتك
اندفع الغضب بأوردته وصاح : كيف لا تريد مقابلتي ؟
اندفع من امامها ليسرع باتجاه غرفة نور لتقف الطبيبة بوجهه وتقول بقوة : من فضلك التزم الهدوء واستمع الي
نظر لها وهو يضيق عيناه لتردف بما شعرت انه سيهدئه
__ انها ترفض مقابله شقيقها ايضا
ظهرت الدهشة على ملامحه : لماذا ؟
__ لا اعلم الي الان ، فهي بالكاد تتحدث معي وانا لا اريد ان نجبرها على شيء ما فتعود الي الاكتئاب ثانية من فضلك اهدئ
تنهد بتعب لتكمل : ولكن من احاديثها البسيطة معي تبينت من تواجد مشكلة بينكما ثم بكت عندما اتيت بسيرتك
وهذت بانها تلومك على شيء حدث بينكما
اطرق راسه خجلا وهو يشعر بالذنب يغتاله : نعم تشاجرت معها قبل ان تأتي الي هنا
__ استمع الي ، نور الان تحاوط نفسها بشرنقة تشعر انها ستحميها من العالم المقيت الذي تراه ومن لا يقتحم هذه الشرنقة لن يدخل الي حياتها
نظر لها بعدم فهم وقال باستياء : لا افهم انت تمنعيني من رؤيتها ثم تخبريني اني لابد ان اقتحم شرنقتها والا ستطردني من حياتها
__ عندما اخبرت زوجتك انك تريد رؤيتها قالت انك طلبت منها ان تبتعد عنك ولذلك هي لا تريد رؤيتك
من وجهة نظرها هي تحقق لك رغبتك ولكن اذا تريد ان تستعيد وجودك بحياتها اثبت لها انك تريدها فعلا بحياتك
__ اذن ماذا افعل ؟
__ لابد ان ترى انك تريدها بحياتها حتى لو هي لا تريد رؤيتك ، بدلا من ان تأتي بالليل وهي نائمة تعال مبكرا قليلا وهي تستعد للنوم لتراك ، لترى انك تأتي لتراها حتى لو لم تسمح هي لك برؤيتها
وبالفعل سمع نصيحة الطبيبة وبدا يأتي ليراها وهي مستيقظة الي ان تذكر انه كان يقف تحت شرفة غرفتها بالفيلا وهما مخطوبين ليتأكد من سلامتها ، وفي هذا اليوم بعث لها بورقه مع الممرضة كتب بها لاقيني بالشرفة
العجيب انها استجابت له ليشير اليها من الاسفل
هذه المرة دخلت سريعا عندما راته بالأسفل ولكن الايام التالية كانت تقف تنظر اليه من وراء النافذة يرى خيالها الواقف ولا يراها وينتظرها الي ان تنام ويصعد ليراها من وراء الزجاج كما يفعل
اخبرته الطبيبة انها تستجيب للعلاج وانها اصبحت افضل من الوقت الماضي ومن اسبوع فقط سمحت بان تقابل عمر
لتقول له الطبيبة انها ستخرج اخر الاسبوع مع اخيها
عضب بشده من حبيبته العنيدة وتوقف عن المجيئ بقية الاسبوع ليقرر انه سياتي اليوم ليصحبها الي منزلهم ويتفاهمان فهو لن يستطيع ان ينتظر اكثر من ذلك
عند وصوله الي باب الغرفة وجد عمر بوجهه وهو ينظر اليه بتحدي
زفر الهواء من صدره وقال بهدوء : ابتعد عن طريقي عمر
انا اريد ان ارى نور واتكلم معها
قال بإصرار : لا ياسين لن ابتعد وارجوك لا تثير جلبه هنا بالمشفى ، انتظر الي ان اطمئن على شقيقتي وعندما تطلب هي ان تراك سأتصل بك ، ياسين صدقني انا لا اريد الا مصلحة نور
زفر بضيق وجز على اسنانه غضبا ليردد عمر : من فضلك ياسين انصرف ولا تفسد فرحتي بخروجها
قبض كفيه بشده وغادر المكان سريعا

خرجت من دورة المياه لتبحث عن عمر وجدته بالخارج لتخرج من الغرفة بهدوء : انا جاهزة عمر
زفر بارتياح لأنها خرجت بعد ان انصرف ياسين
__ هيا بنا حبيبتي
حمل الحقيبة الصغيرة وامسك بيدها وهو يقول : اتمنى ان تعجبك السيارة الجديدة
ابتسمت : اكيد
لا تعلم تشعر بالارتجاف يهز اوصالها تشعر بالجو يحمل رائحته ، تشعر به موجود بالمكان متواجد بقربها
وصلت الي سيارة شقيقها لتشعر به حولها التفت نص التفاته
لتراه واقف بجوار سيارته مستندا بكوعه على سقف السيارة
وينظر اليها
شعرت بان نظراته تخترقها لتصل الي قلبها الذي انتفض بشده من نظرات المقلتين الرمادتين وعلى الرغم من انه بعيد عنها شعرت انه راها وهي تنظر اليه
ارتبكت لترتجف وتدخل الي سيارة عمر سريعا







لا تحرموني من تفاعلكم
ولا تبخلوا عليا من ردودكم وتعليقاتكم
ان شاء الله موعدنا السبت القادم
القاكم على خير

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 29-09-11, 12:40 AM   المشاركة رقم: 287
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



انا جيييييييت وعيوني بتقفل...بس جيت ههههه


اولاً الف شكر على الاهداء، بس بجد انا معملتش حاجة...الابداع دا خاص بيكي يا سولي وبهنيك من قلبي عليه

نيجي للاحداث

كويس ان معتز اقتحم الاسرة واعتذر للجميع...يعني بدأ بنوارة هانم اللي ربته واكيد اعتذر لاخته وباقي اللي في البيت. وياسين طبعاً من حقه يطلع حرته فيه لان معتز شك في اخلاقه واتهمه بالخسة والندالة والخيانة ودي صفات حافظ مش يويو
فطبيعي جداً ياسين ما يستجيبش دلوقتي لاي اعتذار، خصوصا في غياب ست الكل حبيبة القلب

نوارة هانم كالمعتاد سيطرة وادارة مفيش كلام...بتقولوا ياسين طالع لابوه؟؟؟ ياسين طالع لامه يا اخواننا

مشهد ياسين وياسر...صدمة ياسر في صاحبه وسواياه مع مراته. طبعا مفروض ياسين ما يقولش اللي حصل بينهم، واكيد هو مقالش تفاصيل، بس هو برضه حيفرقع من اللي جواه وكان لازم يفك عن نفسه والا يتعب جسدياً بجد
المفاجأة بأه حكاية خطوبته لمريم دي....حقيقي حبيت العلاقة القوية بين الشباب دول والاخوة والصداقة بينهم حتى لو مفيش رابط الدم زي ياسر وياسين. فعلا هي دي الصداقة
وحلوة حكاية ياسين الجبان.ههههههههه بس الله يعينه...لو مريم عرفت اصلا كانت لعنت خيره وغسلت شراعه زي ما بيقولوا

اية وعلي...اخيرا اية اتأدبت وعرفت ان الله حق...وعم علي...عرفت تجيب راسك بالمكر الانثوي. بس خلاص دامها ندمت وعرفت غلطتها واتصلحت حافظوا على البيت والاولاد

نهى وعمرو...صعبوا عليا بموضوع الطفل اللي مات، الله يعوض كل الاباء والامهات اللي زيهم

عليا وعمر...مبروك الحمل الجديد...ويارب يتم بخير

حافظ...احسن يارب تموت بس تقعد الاول تتعذب عشان تحس بعمايلك السودا في الخلق

الكناريا......ياااه يا ياسين...بجد صعبت عليا وانت كل يوم يا قلب امك متشحطط عالسكك وواقف زي روميو لجولييت. باقي تجيب جيتار وتغني جفنه علم الغزل
بس كويس انك عرفت قيمتها...صحيح 3 شهور كتير بس يارب ما يزيدوش عن كدا

نور واحساسها الاخير بالرجفة لما حست بوجوده...هل خوف ولا شوق ولا حب؟؟ لو خوف يبقى لسة باااااادري عليك يا عم ياسين وابشر ب3 شهور تانيين هههههه

عجرفة ياسين ضحكتني اوي وهو بيقول انا مش استاذ انا مهندس......... ام التناكة بتاعتك دي يا اخي
بس هو فعلا شكله معقد من الحريم
انت معقد من ايه ولا ايه يا يويو بس؟؟؟
ربنا يرد لك حبيبتك عشان تفك الفيونكات شوية


سوسو....في انتظارك يا قمر

دمت في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 29-09-11, 09:08 PM   المشاركة رقم: 288
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77881
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: الهنـــوف عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الهنـــوف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعطيج العافية على هذا البارت الحلووو المليئ بالاحداث
انا وحده ماعرف احلل وأعبر عن الشخصيات بس الي متأكده منه اني أنطر البارت بلهفه
كل شخصية متواجده في الروايه لها نكهتها الخاصة وقصته المنفرده الخاليه من التكرار
الله يعطيج العافيه ويقويج ونشكر الاخت ربابة الفؤاد على دعمها لج وخروج بارت بهالمستوى الراقي الجميل
انا في انتظارج يوم السبت

الهنــــوف

 
 

 

عرض البوم صور الهنـــوف   رد مع اقتباس
قديم 30-09-11, 01:18 AM   المشاركة رقم: 289
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 189197
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: الحب الصامت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الحب الصامت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

حلوه اووووووووووووووووووووووووووى يااسيل البارت ده روعه وبجد مستنيه اللقاء بين نور وياسين ومتاكده ان البارت اللى الجاى هيبقى جامدجداااااااااا مستنياكى ومتتاخريش علينا بليييييييييييييييييييييز

 
 

 

عرض البوم صور الحب الصامت   رد مع اقتباس
قديم 30-09-11, 03:00 AM   المشاركة رقم: 290
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2011
العضوية: 226896
المشاركات: 44
الجنس أنثى
معدل التقييم: Red Roz عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Red Roz غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اسيل مشكووووره ع البارت و ياسين يحززن مايستاهل حررام .............. نور ترى طولتيهاا زياده ههههه

 
 

 

عرض البوم صور Red Roz   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المزعجة, احلامى
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية