كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباح الخير على احلى صبايا
كيفكم عاملين اية
اخباركم
اتمنى تكونوا بخير يا حبيباتي
سوري على التاخير
بس واللهي ظروفي ملخبطة اليومين دول
البرت حيبقى حالا بين ايديكم
اتمنى ان يحوز على اعجابكم
قبل البارت عندي نجمات وصقفة لكا من توقع التوقع صح
رباب فؤاد رغم انها لم تصرح به في تعليقها ولكنها كانت عارفاه
ام رنا الغالية جابت التوقع صحيح ومية مية
وطبعا ايمو الحبيبة توقعاتها من الكنترول
كونوا بالقرب دائما ولا تحرموني من تفاعلكم
الفصل الخامس والثلاثون
الجزء الاول
فتح الباب ليجد ياسين امامه ابتسم باتساع ورحب به
__ تفضل ياسين ، مرحبا بك
دخل ياسين لينظر عمر اليه وينظر الي الخارج : اين نور ؟
امتقع وجه ياسين وشحب ليردد بدهشة : نور
الم تأتي اليك ؟
صاح عمر : نعم ، لا لم تأتي ، من يوم خروجي من المشفى
لم ارها ، اين هي ياسين ؟
ارتبك ياسين وتصاعدت ضربات قلبه قلقا : لا اعلم
ردد عمر صارخا : لا تعلم ، كيف لا تعلم مكان زوجتك ؟
تزايد ارتباكه : لقد تشاجرنا و تركت لي ورقة تخبرني بانها ستاتي اليك ،وها انا جئت لأراها واتفاهم معها
صاح عمر بقوة : متى تركت البيت ؟
__ البارحة ،
نظر له بتأنيب ولوم : وماذا فعلت لها يا بابن الاصول لتتركك بهذه الطريقة ؟
زم ياسين شفتيه : ليس هذا وقته عمر ، نريد ان نعلم اين هي؟
__ سأعلم اين هي واتي بها ولكنك لن تراها مرة اخرى ، فانت لم تصن الامانة التي ائتمنتك عليها
اسرع ليتصل بها لينطق ياسين : هاتفها مغلق ، سأتصل بصديق لي بالشرطة ليبحث عنها
رن هاتف عمر فجأة لينتفض الاثنان : مرحبا عمتي
تناهى لياسين صوت عمة عمر وهي تصرخ : انجدني عمر
انا مع نور ذهبت بها الي المشفى
تعال سريعا فأختك بحالة انهيار تامة
اتسعت عينا ياسين رعبا ، لتضييق عينا عمر بغضب شديد
اغلق الهاتف من عمته ليندفع ناحية ياسين بشراسة
وامسكه بقوة من ملابسه وهو يصيح : ماذا فعلت بها ؟
ها اخبرني كيف وصلت الي هناك ، ما الذي جعلها تذهب وتحتمي به وهو الوحيد القدر على ايذائها ، لماذا لم تصن الأمانة
دفعه بقوة : كنت اظن انك اهلا للثقة
خفض ياسين بصره لا يعلم بماذا يجيبه
نطق بألم : تشاجرنا عمر ، لم اطلب منها ان تغادر فانا لا اقوى على الابتعاد عنها ولم يتبادر الي ذهني انها ستذهب الي هناك ، لقد كتبت في رسالتها انها ستاتي اليك
نظر له بغضب وهم بالصياح مرة اخرى لتنزل عليا بسرعة
وهي تهتف بقلق : ماذا حدث ؟ لماذا تصيح هكذا ؟
اشاح بوجهه بعيدا لتلتفت الي ياسين : مرحبا يا باش مهندس
اين نور ؟
تبادلا النظرات عينان تلمعان بالغضب والعينان الاخران ترجوان التفهم
ليقول ياسين ببطء وبصره معلق بعمر : سنذهب لنأتي بها
وقف بجانب الباب ونظر الي عمر : هلا اتيت معي ؟
نظر له عمر : سأبدل ملابسي
__ سأنتظرك بالسيارة ، لا تتأخر
اندفع خارجا من الباب ليصعد الاخر السلم سريعا وتتبعه علياء وهي بحالة من الدهشة العارمة
دخلت الي الجناح : ماذا يحدث عمر ؟ لماذا كنت تتشاجر مع ياسين ؟
جز على اسنانه غضبا : ليس الان علياء ، اغلقي على نفسك الباب جيدا ، احتمال كبير ان أتأخر
هم بالخروج لتتعلق بذراعه : لا تتركني هكذا ، افهمني ما يحدث
نظر اليها و قبلها قبلة خاطفة: لا تخافي ، سأعود لا تخافي
تركها وانصرف وهي بحيرة من امرها ماذا حدث ليتشاجر مع ياسين بهذه الطريقة والاغرب ان ياسين المعتد بنفسه ذو الشخصية القوية يصمت امامه دون ان ينبس بحرف واحد بل كان يرجوه بنظراته ان يتفهم موقفه
اذا المشاجرة خاصة بنور ، ما بها نور ، ومن اين سيأتيا بها؟
وضعت يدها على قلبها وهي تتمتم : سترك يا رب
***********************
سمع طرقات على الباب ليرفع راسه وينظر من القادم ليجدها واقفه امامه بمظهرها الانيق وزينتها الكاملة كأنها ذاهبة الي حفلة ما
ابتسم بمهنية : تفضلي دكتورة
ابتسمت بدلال مفرط : جئت اسال عن احوالك
جمد وجهه وقال بعملية : انا مشغول الان ، والمشفى مكان عملنا لا مكان للسؤال عن الاحوال الشخصية
تنهدت بعتب وهي تجلس على حافة المكتب : لماذا اصبحت جافا هكذا ياسر ؟ اشتقت الي احاديثنا معا
عقد حاجبيه من طريقتها المبالغ فيها ، مالت عليه بغنج واضح وهي تنظر اليه وتعض شفتيها بعتب : الم تشتاق انت لاحاديثنا ؟
هم بالرد عليها ليرفع نظره الي من تقف على باب المكتب وتنظر اليهما بجمود وتساؤل
انتفض واقفا ووجهه محمر والارتباك مسيطر عليه
تقدم ناحيتها وانحنى يقبل وجنتيها : اهلا حبيبتي ، تعالي
ابتسمت : اهلا حبيبي ، مرحبا دكتورة سلمى
تقدمت ناحيتها ومدت يدها لتصافحها ، امتقع وجه الاخرى وردت بارتباك : مرحبا دكتورة
نظرت لها مريم بتفحص لتقول الاخرى سريعا: اراك لاحقا يا دكتور
انصرفت من بينهما لترفع بصرها اليه هم ان يبرر ما راته لتقول بهدوء : سنتكلم في البيت ياسر ، هل ستنصرف الان ؟ ام لديك عمل ستقوم به
تنهد : سآتي معك
__ حسنا سأنتظرك بالسيارة
تركته وخرجت وهي تبحث عنها بعينيها وجدتها واقفة بجوار طبيب شاب وتضحك معه بدلال لتبتسم ذهبت اليها
ونظرت اليها لتتوقف الاخرى عن الضحك وتتجه نحوها
__ هل تريدين شيء يا دكتورة مريم ؟
ابتسمت مريم بهدوء : نعم ، ابتعدي عن ياسر ومن الافضل لك ان تذهبي الي بعثتك وتفكري بمستقبلك المهني
ياسر لا يخفي عني شيء ، واعجابك به مفضوح ، ولكنه لن يراك ابدا ، انت تعلمي ذلك جيدا
لا تتسببي لنفسك بفضيحة تذهب بمستقبلك المهني
اراك على خير
تركتها وهي مصدومة من كلماتها الاخيرة ، هل بالفعل ياسر اخبرها انها تحوم حوله ، ثم ما قصدها انها ستتسبب في فضيحة تذهب بمستقبلها المهني ، كانت تهددها ام ماذا
لماذا تزجي بنفسك في كل هذا سلمى ، ما أردته منه فعله دون ان اطلبه ، اذهبي الي بعثتك دون افتعال للمشاكل
ركب السيارة وجلس الي جوارها
نظرت اليه بطرف عينها وهي تدير السيارة
__ هل تفضل ان تقود انت ؟
هز راسه نافيا : لا انا متعب ، واريد ان استرخى قليلا
لقد جئت الي المشفى بسيارة اجرة حتى ارتاح من القيادة قليلا
هزت راسها متفهمه ، ليعم الصمت السيارة لم يستطع ان يسترخى كما اخبرها فعلى الرغم من اغماضه لعينيه يشعر بكل عصب في جسده مشدود يفكر ويسال نفسه هل هذا الهدوء ما يسبق العاصفة
فهدوء مريم عجيب وهو لا يعلم ما تخفيه فنظراتها الغامضة تحيره
توقفت السيارة ليفتح عيناه ويجد انهما وصلا الي البيت
ومريم دخلت الي البيت تنهد باسى وهو يخرج من السيارة
ويجهز نفسه للمواجهة مع مريم
فما راته و ما حدث امامها لن تمرره مرور الكرام
دلف الي الفيلا ليجد الجو هادئا ولا اثر للصغار
نظر الي ساعته ليجدها الواحدة بعد منتصف الليل ومن الطبيعي ان يكون الصغار نائمين بمثل هذا الوقت
زفر بتوتر ليصعد السلم وهو يقدم رجل ويؤخر الثانية
فهو لا يعلم هذه المواجهة ستوصله الي اين مع زوجته وحبيبة قلبه
دخل الي جناحهم ليرمش بعينيه غير مصدقا لما يراه
فضوء الشموع ينير المكان والورود الحمراء متناثرة هنا وهناك ، ادار عينيه بالمكان ليجدها تمر من امامه وهي تحضر له ملابسه ، رمش بعينيه مرة اخرى ليتأكد مما يراه فمظهرها وهي ترتدي قميصها الابيض الساتاني ليظهر جسدها من تحت قماشه الشفاف بشكل مغري وفتان ، تنفس بقوة وهو لا يفهم ما يجري من حوله
تقدم اليها في هدوء وهو مبهور من جمالها الذي يعشقه
ابتسم ونظر الي عينيها : مريم ، لا تفهمي ما رايته بشكل خاطئ
ابتسمت بغموض : ماذا رأيت ؟
نظر لها بعتب : مريم ، انت تعلمي جيدا عما اتحدث
ابتسمت ابتسامة جانبية وناولته ملابسه : لا اعلم
ابتسم باتساع وامسكها من رسغها وشدها الي حضنه
ليضمها بين ذراعيه ويقول بجديه : بل تعلمي اني اقصد ما رايتي سلمى تفعله
جمد وجهها عن الابتسام وخفضت بصرها عنه وسالته بجديه بنبرة لم تستطع ان تخفي منها الالم ولا العتب
__ هل شجعتها على ما فعلته اليوم ياسر ؟
نطق سريعا : لا والله ، بل وجدتها امامي كاللهو الخفي
ضحكت بشده على تعبيره لتسال من جديد : ولا من قبل
دارت مقلتيه وصمت قليلا وزفر بهدوء : هل ستصدقينني اذا اخبرتك ان قلبي لم ينبض الي احدا غيرك ابدا
لن انكر انها لفتت نظري قليلا
امسك يدها ووضعها على قلبه : لكن هذا لم يراها اطلاقا
بل ظل يراك انت فقط حتى وانت مشغولة بأشياء اخرى غيره
ابتسمت : يكفيني هذا ياسر ،يكفيني انك لم ولن تحب احدا غيري
اقترب منها اكثر : ولن ارى احدا غيرك مريم
****************
جلس امام قبرها وهو يبكي ، دموعه تنهمر كالأنهار ، لا يستطيع ان يتوقف عن البكاء الندم يمزقه ، لا يصدق ما سمعه اليوم ، وليهدئ من نفسه التي استمرت تلومه منذ انصرافه من عند ياسر نزل سريعا الي اقرب طبيب واجرى لديه التحاليل الازمة
كانت صدمته كبيرة عندما اخبره الطبيب ان لا يوجد لديه أي سبب يمنعه من الانجاب اخبر الطبيب انه اجرى تحليل من قبل اثبت انه عقيم ليبتسم الطبيب بهدوء : لم تكن عقيما اطلاقا يا استاذ
بهت بشده وسأله بتردد : كيف ؟ اخبرني الطبيب من قبل اني عقيم ولا استطيع الانجاب
قال الطبيب ببساطة : لا بد انه خطا ما بنتائج التحاليل
وهذا امر وارد الحدوث
صاح بانهيار : وارد الحدوث ، وارد الحدوث
هذا الخطأ الوارد الحدوث كلفني اسرتي كلها
خسرني حبيبتي وزوجتي وطفلي
طفلي الذي كنت انتظره بفارغ الصبر
وحبيبتي الذي فعلت كل شيء لأفوز بها
اندفع خارجا من عيادة الطبيب ليركب سيارته ويوقد سريعا متمنيا ان يموت الان حتى يتوقف شعور الالم المميت الذي يشعر به
الي ان وصل الي قبرها ويبكي بنشيج مكتوم
__ سامحيني حنان ، اغفري لي ، غبائي وغيرتي تحكما بي
فنسيت كل شيء ، ولأني كنت اخونك كل يوم ، خيلي الي انكي ستفعلين مثلي ، لم استطع ان افهمك طوال عمري
احببتك واردتك بجنون ففعلت كل شيء لأنالك
وعندما اصبحني بين يدي عاملتك كما يعامل الصغار لعبهم
تسليت معك لأتركك وانا اعلم انكي ستنتظرينني حينما اعود
ولكن جن جنوني عندما تهيا لي انكي ستتركينني من اجل ياسين ، ياسين الذي حملته كل اخطائي ، رميت كل ما فعلته من على اكتافي وعلقته برقبته لأتخلص من شعوري بالذنب
ياسين اخي وصديقي الذي دبرت لأتخلص منه مرتين
ياسين الذي قضيت كل السنوات الماضية لاهد شركة اباه
واعذبه عن ذنب لم يرتكبه
مسح دموعه ليقول باسى : اذا كنت لن استطع ان انقذك انت
سأنقذ صديقي مما فعلته معه
لمس القبر بأنامله : سامحيني حبيبتي وادعو لي لان يسامحني ياسين ايضا
سآتي مرة ثانية حبيبتي لن انقطع عنك ابدا
ساترك كل الذنوب التي افعلها وسأغدو معتز جديد لتسامحيني وتغفري لي
**********************
جالس بجانبها على الفراش بعد ان طمئنه الطبيب عن استقرار وضعها الصحي وانصرف الطبيب وياسين ايضا
لا يعلم ماذا كان سيفعل بدون ياسين ، فبعد ان فاقت انجي اشتدت الالام عليها ليهرع يا سين وهو يأمره ان يظل بجانب زوجته ويأتي بالطبيب بدلا عنه وبعد ان اطمأنوا على وضعها الصحي وانصرف الطبيب نظر له بقوة واقترب منه وقال له بخفوت احترم نفسك وحافظ على زوجتك وولدك القادم ولا اريد ان اسمع صوتك يصدح في الافق هكذا فانت لا تعيش بمفردك معها ، اعتني بها ولا تهدر كرامتها امامنا
فان اغضبتها بينك وبينها شيء وان تغضبها على مرأى ومسمع منا شيء اخر
التفت الي انجي وابتسم بهدوء : الف سلامة عليك يا زوجة اخي ، اذا ضايقك هذا المغفل لا تتركيه وتذهبي الي أي شخص اخر غيري ، فانا استطيع ان اعلقه من اذنيه اذا اردت واتي لك بحقك منه ، واطرده من البيت اذا لزم الامر
ابتسمت انجي ليردف : ولكنك لن ترضي بان افعل به ذلك ، اليس كذلك ؟
ضحكت انجي : نعم ، لن ارضى له بهذا العقاب القاسي
ابتسم ليهز راسه بتفهم ويخرج من الغرفة : سأذهب فانا تأخرت
قال يوسف : الي اين انت ذاهب الان ؟
انها الثانية عشر
ابتسم بتوتر ليكح بإحراج وتحمر اذنيه ، ابتسم يوسف باتساع
ولمعت عينيه بالمكر : انت ذاهب الي رؤية نور
نظر اليه بحده ليضحك الاخر وهو يرتب على كتفه
بقوة : نعم يا رجل ، اذهب وعود بها راضيها فهي لا تستحق ان تغضبها ياسين ، انها تحبك ، بل تذوب بهواك
عقد حاجبيه وقال بابتسامه والغرور يلمع بعينيه : اعلم ذلك
ضحك يوسف بمرح ودفعه بلطف : ما هذا الغرور يا اخي ؟
الثقل صنعه نعم و لكن ليس لهذا الحد ، هيا اذهب الي زوجتك
فرك كفيه ببعضهما وهو يبتسم بشقاوة : ودعني اصالح زوجتي
ضحك ياسين ليتركه وينصرف ليدخل هو الي غرفة نومهم
وينظر اليها بعينيه العسليتين والحب يقفز منهما
تقدم منها وأمسك بيدها وقبلها بعمق : اعذريني جيجي ، انا اسف بحق
على ما قلته ، ولا اعلم كيف اعوضك عن حماقتي
ابتسمت : لا تعتذر يوسف ، فانا مقدره لشعورك وقلقك علي
ولكني اردت ان اقابل معتز لأتكلم معه ليتوقف عما يفعله معك انت وياسين ، كان لابد ان افهم ما يحدث من حولي
نظر لها مستفهما لتكمل : لقد علمت عن طريق الصدفة بان حادثتك مدبرة وعلمت ان معتز من كان ورائها
فقررت ان افهم سر العداوة المشتعلة بينمها
وعندما سالت مريم اجابتني بانها لا تعلم واتفقنا انا وهي على ان نعلم ما السبب وراء انقلاب معتز بهذا الشكل على ياسين
__ وهل علمتي السر المجهول الينا ؟
ابتسمت : نعم ، وسأخبرك الان
*****************
وصلا الي الاسكندرية في وقت قياسي فتقريبا ياسين كان يقود السيارة بسرعة فائقة ، فاقت كل الحدود لم يحترم قواعد المرور كعادته ولم يهتم لشيء اخر كل ما يشغل عقله
هو الوصول الي نور والاطمئنان عليها والاهم ان يعلم ماذا حدث لها
لم يتبادل الحديث مع عمر اطلاقا الا عندما بدا عمر يصف له طريق المشفى وكان الاخر لا ينطق الا بالاتجاهات
من هنا ، اتجه يمين ، يسار
الي ان وصلا ، لا يعلم الي الان كيف ركن سيارته وكيف انطلق سريعا الي الاستقبال ليسال عن نور
وصلا الي الطابق الراقدة به حبيبة قلبه ليسمع صوت صرخه حادة تحمل بطياتها الالم والرعب
اندفعا الاثنان الي اتجاه الصوت فكلا منهما ميز صوتها بسهولة ليمنعهم الممرضين من الدخول
صاح ياسين وهو يدفع الرجل من امامه : ابتعد عني ، اريد ان اقابل الطبيب وافهم ما يحدث
__ المعذرة سيدي ولكن لا يسمح لك بالدخول الان
ازداد صراخها لينفطر قلبه عليها ولكنه فوجئ بمن يدفعه الي الحائط بقوة ويطبق يديه على عنقه
تفاجا مما يحدث معه ليجد عينا عمر الخضراء تشتعل بمزيج احمر غاضب ويقول بصوت هادر : ماذا فعلت بها ؟
اخبرني ماذا فعلت بها ؟ لماذا لم تصن الامانة ؟
قبض كفيه بقوة حتى لا يفعل أي شيء يهد ما تبقى بينه وبين عمر وقال بصوت مخنوق من اثر ضغط عمر على رقبته
__ اتركني عمر ، ولنتحدث فيما بعد ، دعني اطمئن عليها
ضغط عمر على رقبته بقوة اكبر : اخبرني اولا ماذا فعلت بها
شعر بالخنقة تسيطر عليه وانه لا يستطيع التنفس ليسمع صوت عمة عمر وهي تجذب يد الاخير بقوة : اتركه عمر
اتركه
نفض عمر يديه عنه لينظر اليه بشراسه تنحنح ياسين
لتربت العمة على كتفه : المعذرة يا ولدي ، فهو لا يعلم شيء
صاح عمر وهو يضرب بقبضته الحائط : ما الذي لا اعلمه
قالت العمة وهي تسيطر على دموعها بقدر المستطاع
__ ياسين لا دخل له بحالة نور الان
سال ياسين بقلق : ماذا حدث سيدتي ؟
نظرت لهما بخوف ليحثها عمر : تكلمي عمتي ، ارجوك
ابتلعت ريقها بصعوبة : نور اتت الي البارحة وكانت تبكي بشده وسألتني هل لحافظ أي دخل بموت محمود بك
نظر لها عمر : من محمود بك هذا ؟
قال ياسين بجمود : ابي ، اذن هي استمعت الي حديثي مع امي
صاح عمر : اذن انت السبب في حالة الانهيار يا ابن الاصول ، عاملتها سيئا بسبب ان حافظ كان السبب في موت اباك ، الم اخبرك بان حافظ سبب شقاءنا وتعاستنا في هذه الدنيا ، التفت الي عمته وقال بتوتر : هل قابلت عمي ؟
زفر ياسين لتتكلم صفيه : اصبر عمر ، ولثاني مرة اخبرك بان ياسين لا دخل له بحالة الانهيار التي اصابت نور
صاح بقوة : اذن اخبريني من السبب ؟
قالت بتوتر: عدني اولا انك ستكون حكيما و لن تندفع فيما ستفعله
صاح بقلة تهذيب ك عمتي انا على وشك الانفجار وانت تطلبين وعدي على امر لا افهمه
قالت بإصرار : عدني اولا
قال بنفاذ صبر : اعدك
نظرت اليه والخوف يلمع بعينيها : قضت لدي الليلة وكانت تريد ان تعود اليك عمر ، ولكني صممت على بقائها معي عدة ايام وكنت سأتصل بك واخبرك في الصباح وخاصة ان حافظ مسافر ولن يعود هذه الايام
سال ياسين ليحثها على المواصلة : وبعد سيدتي ماذا حدث ؟
نقلت نظرها بينهما الاثنان وانفرجت شفتاها ببطء
*********************
تاوه وهو يرفع راسه من على ارضية الغرفة الرخام
يشعر بالبلل يغطي ملابسه ورقبته
لمس طرف عنقه لينظر الي يديه فيجد سائلا احمرا يلون يديه
تمتم وهو لا يقوى على النهوض : ماذا حدث ؟
تذكر انه ذهب الي القاهرة ليعلم اخبار هذا الاحمق
ابن اخيه الاحمق الذي ينجو من الموت ببراعة
ثم اجل سفره من اجل ان يفكر له بشيء اخر ، يخلصه منه
قضى يومه وهو يعد له الحفرة القادمة ، لم تكن حفرة بل كانت تربه يدفنه بها ويتخلص منه
ولكن ما ازعجه حقا انه قبل ان يركب الطائرة اتصل به
الفرد المسئول عن مشروع الشاليهات ليخبره انهم لم يتمكنوا من الاقتراب منه ، فياسين بك استاجر افرادا لحماية المشروع
استشاط غضبا ليعود الي الاسكندرية ليرى ماذا يستطيع فعله ليهدم هذا المشروع ويدق اخر مسمار في نعش عمر
ليكون جاهزا على الدفن
عاد الي القصر وهو يغلي من الغيظ فهو لم يكن ينقصه الا هذا الياسين ، لماذا يساعد عمر الي الان
الم يخبره ان نور ابنته ، كان من المفترض ان يتركها بعد هذه الحقيقة المؤسفة من وجهة نظر هذا الياسين
اعد له كاسا من الشراب وهو يخطط كيف يقوم بإبعاد هذا الياسين عن الطريق فوجوده مع عمر يقوي جبهة عمر
وهذا لا يريده ، انتبه بعد قليل من الوقت ان زجاجة الشراب فرغت ليقوم وهو يترنح ويأخذ زجاجة اخرى ويصعد الي الاعلى ، وكروتين يومي مر بغرفتها اولا
الابتسامة تداعب شفتاه والذكريات تندفع الي عقله
كم كانت رائعة ، اسكرته النشوى التي تملكته وهو يتذكرها
على الرغم من جبروته وقوته معها الا انه استمتع بكل لحظة قضها معها هذه الليلة
دلف الي غرفتها بهدوء وهو يحاول ان يتخيلها ملامحها الجميلة ، ضحكتها المغرية
اتسعت عيناه بدهشة وهو يهمس : نور
حدث نفسه : عادت من اجلك حافظ
وضع اصبعه على شفتيه وهمس : هششششش ، حتى لا تستيقظ
بحث بعينه عن مصدر للضوء خفيف فهو يريد رؤيتها ولا يريد ان يوقظها نظر هنا وهناك
ليجد شمعدان الشموع اسرع اليه وسارع الي اشعال الشموع
بهذه الشمعدانات المتناثرة بالغرفة
امسك احدهم وهو يقترب منها ووضعه على طاولة صغيرة قريبه من الفراش لينظر اليها والحب والرغبة تقفز من عينيه
__ اشتقت اليك حبيبتي ، مر وقت طويل على اخر مرة كنا معا ، قرب وجهه منها ليهمس ك هل اشتقت الي انت الاخرى
ابتسم بجزل ونفخ بهدوء في خصلات شعرها لتتطاير من على وجهها لينحني ويطبع قبله خفيفة على وجنتها
مرر اطراف انامله على جسدها وهو يتحسسه برغبه قوية ليطبع قبلة اخرى عميقة على شفتيها
انتفضت على اثرها وقامت مفزوعة من نومها
نظر اليها بحب : حبيبتي ، اشتقت اليك
صاحت بوجهه وعينيها متسعتان خوفا ورعبا : ابتعد عني
امسك يديها بقوة : لماذا ، الم تشتاقي الي نور ؟
تنفست بقوة وصاحت باكيه : انه انت ، انت من اراه بأحلامي ، انت من
لتنفجر باكية صاح بقلة صبر : ليس كل مرة نور
البكاء معي لا يفيد ، سأحصل على ما اريد ولو بالقوة
وانت جربتي من قبل قوتي
استكيني الي هذه المرة ، فانا لا اريد ان استخدم معك قوتي
كان ردها صفعة قوية على وجهه ليحمر وجهه بغضب اعمى ويشدها اليه بقوة : مجبرا اياها على ما يريد
ازداد صراخها وبكائها وصياحها بان يبتعد عنها ويتركها
ليقول بقوة وجبروت : لقد قلت لكي نور ، لن اهدئ الي ان احصل على ما اريده
اظلمت الدنيا بعينه ولا يعلم ماذا حدث بعدها الي ان استيقظ الان ، لا يعلم ما مصدر هذا الدم ولا يعلم ما هذا السائل الذي يبلل ملابسه
نفض راسه ورفعها مرة واحده لتصطدم بشدة بالطاولة فيصرخ بشتيمة غير لائقة ولكن المفاجأة هو وقوع شمعدان الشموع بجانبه ، انتفض واقفا وهو يرى النيران تشتعل من حوله ولكن انها ليست من حوله انها مشتعلة بملابسة
جرى سريعا ليطفا النيران الممسكة به ليصطدم بطاولة اخرى فيقع شمعدان اخر على الارض ويمسك بالسجادة الحريرية التفت يمينا ويسارا وهو يركز نظره على مخرج من هذا الجحيم المشتعل ركض باتجاه اخر ليترنح ويسقط طاولة اخرى وتقع الشموع وتزيد النيران ترنح ولم يستطع التنفس ليركض باتجاه النافذة وهو يصرخ من النيران المشتعلة من حوله لتمسك النيران بالستائر الحريرية
سقط ارضا وسط النيران فلم يعد يستطيع المقاومة
صرخاته تزداد ليراها كأخر مرة راها بها وهي مرتديه قميصها الحريري الابيض متمسكة بذراع اخيه
همست بنبرتها القوية : احترق حافظ ، احترق هذا هو عقابك
على ما فعلته بنا
صرخ صرخة مدوية ليسقط اكثر بين النيران التي تلتهم كل شيء من حوله
********************
__ استيقظت على صوت صراخها الذي يدوي بالقصر
كانت تقوم من نومها مفزوعة ولكنها لم تكن تصرخ بهذا الشكل كانت تصرخ برعب وهي تقول اتركني ابتعد عني قال ياسين على الفور : هل عاد اليها هذا الحلم ؟
نظرت اليه لتكمل بتوتر وهي تتمسك بذراع عمر باستماته
__ ذهبت اليها لأوقظها من النوم ، لأجد حافظ هناك ويحاول
صاح عمر بنفاذ صبر : ها عمتي ، اكملي
نظرت اليه وزمت شفتيها ليسالها ياسين وعيناه تضيق من الغضب :هل حاول ان يعتدي عليها ؟
انهمرت الدموع من عينيها ليقفز الشر من عينيه ليعقد عمر حاجبيه ونظر الي عمته : تكلمي عمتي
هل حاول عمي ان يعتدي على صغيرتي ؟
صاحت بسرعة : ولكني انقذتها منه ضربته على راسه بقوة بزجاجة وجدتها هناك
هزت راسها ايجابا لينطق ياسين بفحيح : الحقير القذر ، لقد خيل اليه انها والدتها
لف له عمر بحده : نعم ، لا افهم ، ما العلاقة بين ذاك وتلك
لا افهم لماذا يحاول ان يعتدي عليها ، انها ابنته
ثم ما العلاقة بين اعتداؤه على نور وامي
اتسعت عيناه وكانه استنتج العلاقة فجأة ليركض من امامهم
صاحت العمة : الحق به ياسين ، ولا تدعه يفعل شيء متهورا
نظر لها بجود : مثل ان يقتل اخاك العزيز مثلا
لمع التصميم بعينيه وهو يندفع وراء عمر : اذا لم يفعل سأفعل انا
**********************
__ اخاك هذا مجنون
ما الذي جعله يفكر بمثل هذه الافكار الحمقاء
تنهدت : لا اعلم يوسف ، لا اعلم ما السر وراء افكاره ولكن سببه قوي للعداوة
تخيل انت تعلم عن علاقاتي بشخص اخر الن تقتلني وتقتله ايضا
انتفض واقفا من مقولتها : ما هذا التشبيه الاحمق النجي ؟
هل انت غبية الي هذه الدرجة ؟
صاحت باستنكار : يوسف
اشاح بيده في وجهها : لا تصيحي مستنكرة هكذا ، هل سمعت من قبل عن زوجة تقول الي زوجها ان يتخيل انها على علاقة مع شخص اخر
انفجرت ضاحكة بقوة : انه مثل حبيبي ، اعطي لك مثالا
لتفهم ما اقصده
__ ليس بمثل هذه الطريقة ، انتقي امثلتك
ابتسمت : حاضر ولكن هل فهمت ما اقصده؟
نظر لها غاضبا : نعم ، طبعا سأتخذ منه موقفا عدائيا
نظرت اليه : اذن معتز لم يكن مخطئا فيما فعله
__ لست انا من يقرر هل هو مخطئ ام لا
واذا تخافين من علاقاتي بأخيك ، اقترب وجلس بجانبها
وحاوطها بذراعه : لا تقلقي من اجلك سأفعل أي شيء
*********************
وصلا الي القصر ليجدا جمهور من الناس حوله
نزلا من السيارة لينظرا ماذا يحدث ولماذا الناس مجتمعه حول القصر
ليجدا سيارة اسعاف متواجدة بالمكان
التفت ياسين الي احد الحاضرين : ماذا هناك ؟
__ لقد اشتعل الجزء الشرقي من القصر
سال عمر : هل توفى احد من ساكني القصر ؟
هز الرجل راسه باسى : نعم سيد القصر اصاباته خطيرة ونقلوه الي المشفى
سال ياسين سريعا : اين هو ؟
__ لقد غادر في سيارة الاسعاف للتو
نظرا الي بعضهما ليتنهد ياسين : تعال عمر ، لنعود الي نور
وبالطريق سأخبرك بكل ما لدي وما حدث بيني وبين نور ؟
*******************
وصلا امام المشفى وصمت عمر يمزقه ، مضت نصف ساعو وهما واقفان امام المشفى ابلغه ياسين بكل شئ ما عاد الليلة العنيفة التي حدثت بينهما ، ومن حينها وهو يلتزم الصمت تنحنح اخيرا ليلتفت اليه ياسين
__ انت لست مخطئا ياسين ، بل انا المخطئ
ظننت بان زواجك من شقيقتي سيحميها من حافظ
ولكني لم افكر مطلقا بماذا سيفعله زوجها اذا علم بكذبة حافظ
انتهى الامر ياسين ، وشكرا لك لقد ازعجتك معي حقا
اتسعت عينا ياسين : هل جننت عمر ؟ نور زوجتي
نظر اليه عمر والتصميم يلمع بعينيه : لذا اطلب منك ان تطلقها
صاح بقوة : نعم ، لا لن يحدث ، ثم لست انت من يقرر ذلك
انا ونور فقط من لنا الحق بذلك ، والي ان تطلب مني نور ذلك واقرره معها ، ليس لك الحق ان تكلمني بهذا الامر ثانية
نظر له عمر والغضب يلمع بعينيه : اذن لن تطلقها
نظر الاخر متحديا : نعم
لمع التحدي بعيون عمر : لن تراها اذن
__ ساراها وقتما احب عمر ، لن تستطيع ان تمنعني عن رؤيتها
نزلا الاثنين من السيارة ليدلفا الي الداخل كل منهما يسير بمحاذاة الاخر ولكنهما ليس معا
وصلا الي غرفة نور ليقف عمر بوجهه وينظر اليه غاضبا
صاح بقوة : ابتعد عني ، ساراها
قال صوت هادئ بجانبهما : لا انت ولا هو
نظرا الاثنين الي مصدر الصوت ليجدا فتاه رقيقة الملامح صغيرة الحجم لتكمل الطبيبة هي لن تقابل احدا الفترة القادمة ، الصدمة عنيفة عليها وامامنا فترة طويلة الي ان تصبح بخير
من فضلكما اذهبا الي بيوتكما ، فالسيدة صفيه ستقيم معها الفترة القادمة
سال ياسين بتهكم : ومن انت ؟
ابتسمت بهدوء : انا الطبيبة المسئولة عن حالة السيدة نور
سالت بجدية : من منكما ياسين ؟
__ انا ، من اين علمتي باسمي ؟
__ ان المريضة تهذي به كثيرا
نظر الي عمر بقوة لتكمل الطبيبة : وتأتي بسيرة عمر ايضا وانها تريد رؤيته
نظر له عمر بقوة ليقول بهدوء : انه انا
__ ولكن غير مسموح لكما برؤيتها الا عندما تستقر حالتها
هيا عودا الي بيوتكم
نظر الاثنين الي بعضهما لينصرفا
وصلا الي الاسفل ليقف ياسين امام سيارته : هل ستاتي ؟
نظر له عمر بغضب : تعال عمر سنعود غدا
طمئن زوجتك وانا سأرتب امور الشركة ونعود غدا ثانية
اشاح عمر بوجهه ليكمل ياسين : لا تصبح عنيدا هكذا
هيا
ركب عمر السيارة على مضض وعادا الاثنين
كما اتيا لا يتبادلان الحديث
كل منهما يسير بمحاذاة الاخر ولكنهما ليسا معا
************************
دخلت الي مكتبها في الصباح لتفاجئ بوجوده امامها
ابتسمت : اهلا سيدي
__ هل اتيت اخيرا ؟ هل كنتي تحضرين اوراقك للسفر ؟
ابتسمت بتوتر ليردف : ستذهبين اليه اذن
ضحك ساخرا : هل تظني انه سيلتفت اليك وهو يرى الشقراوات حوله من كل جانب
انت مخطئه اذن ، خيانتك لهذه الشركة ذهبت سدى
ومن بعت مصدر رزقك من اجله ارخص من أرخص رخيص
اتمنى ان يحوز على اعجابكم
موعدنا الاربعاء القادم
باذن الله
القاكم على خير
|