لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-11, 03:44 AM   المشاركة رقم: 171
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew مشاهدة المشاركة
   مرحباااااااااااا أسيل <فيس مكسووووووووووووف خالص منك ...
اولا اعذريني يا قمر على الغيبة الوحشة دي لكن بجد ياأسيل انا كنت أقرأ معاكي أولا بأول وكنت لما أكتب رد أنشغل مع الأهل وأقول نأجلها بعدين وأقرأ الفصل اللي بعده وهكذا دواليك

يا مراحب بيكي يا نودي
عذرك معاكي يا قمر
وانا مقدرة الظروف
بس اكيد مستنية ردودك برضه



ثانيا والأهم والأروع ...إنك أثبت وبكل جدااااااااااااااااااااااااااااااارة انك كاتبة مبدعة ....

الله يخليكي يا ديو
اخجلتيني بصراحة

بصراحة كل لما أقرأ فصل أتفاجأ بالأحداث واللي أعجبني أكثر إنك صرتي تكشفين لنا عن دواخل كل شخص ..واكتشفنا أشياء كانت محيرتنا ..

يعني حنان أنا بصراحة كنت متعاطفة معها لدرجة ماتتخيلينها وكنت أكره معتز اللي كان ضعيف قدامها لكن مع كل فصل اكتشفنا أشياء خلتني أكره حنان ..يعني سبحان الله هي وآية نموذجين مافيه أحقر منهم <سوري على الكلمة

متعتذريش هم فعلا كده زي ما انتي وصفتيهم

وخصوصا حنان أنا كرهتها يا أسيل من كل قلبي ..
نادين اللي انظلمت على يد حنان وخلت الكل ينظر لها نظرة البنت الانانية اللامبالية ..بصراحة ماألومها لو صارت منغلقة على نفسها ...يعني بجد انظلمت من أخوها ياسين اللي ضربها كف علشان الغبية حنان ..صحيح انه برر نفسه لكن يبقى الألم أول مرة ضربها ..تكون علشان بنت ..... مابلاش الشتايم هههههههه

ههههه الشتيمة وصلتني يا ديو
معاكي حق القلم اللي ضربه ياسين لنادين هو السبب الرئيسي لتحولها بالشكل ده


ياسين ونور ..ألف مبروك يا حبايبي والله فرحت لكم من كل قلبي لكن مشكلة نور مع الكوابيس اللي بتجيها ...أعتقد انها شافت عمها وهو يعتدي على امها ..بس لأنها صغيرة بالسن تخزن المشهد في الذاكرة وماصار الوقت انه يطلع ...

الله يبارك فيكي يا ديو
عقبال كل البنات
احم حاجل الرد على توقعك



علي وآية ..براااااااااااااااااااافو عليك ياعلي ..مع اني زعلت عليه لأنه الموقف صعب جدا ..لكن على الأقل تأدبت الغبية زوجته ..

علي ربنا يقوية على الموقف اللي بيعيشه
واية يا رب تكون اتعلمت من غلطها


عمر .يااااااااااااااااااويلك يا أسيل لو يموت عمر ..بأبكي وأصرخ وأسوي اعتصامات بالرواية ..أنا ماقرأت الجزء اللي نزلتيه ..قلت أكتب لك رد قبل ماأقرأ وأتفاجأ ...

هههههههه متقلقيش ان شاء الله يبقى كويس


في الأخير رمضان كريم عليكي ياعسل وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال واعذريني على التأخير ..رايحة أقرأ الفصل الجديد ^_^


كل سنة وانت طيبة يا ديو
ينعاد عليكي بالخير يا حبيبتي
منتظراكي دايما
في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 30-08-11, 03:52 AM   المشاركة رقم: 172
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mervana mody مشاهدة المشاركة
   انا بجد هاموت واعرف نهايه القصه دى واشوف يوم فى معتز وحافظ مع بعض ويا ريت تكترى البارتات عشان انا مسافر ومش هاينفع اشوف القصه هناك ويسلمووووووووو على المجهود وبجد انتى مبدعه:ttf455 5:


مراحب بيكي ميرفانا
اتمنى يكون الاسم صح
الف بعد الشر عليكي
ان شاء الله تشوفي فيهم يوم انتي ادعى عليهم من قلبك بس
سوري اني كنت مش بقدر انزل بارتات الفترة اللي فاتت دي
بس عشان رمضان
الله يخليكي يا قمرة
وشهادتك اعتز بيها فعلا
اتمنى تتابعيني دايما
ومتحرمنيش من طلتك
كل سنة وانتي طيبة
في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 30-08-11, 03:58 AM   المشاركة رقم: 173
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متابعين روايتي الكرام
اللي بيظهروا ويتواصلوا معايا
واللي وراء الكواليس
كل عام وانتم بخير
عيد فطر مبارك عليكم
ينعاد عليكم بالخير واليمن والبركات يارب
البارت الجديد ان شاء الله بعد صلاة العيد
وفي مفاجاة يا رب تعجبكم
انتظروني بعد صلاة العيد بتوقيت القاهرة
كونوا بالقرب
القاكم قريبا

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 30-08-11, 06:38 AM   المشاركة رقم: 174
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثلاثون



هوى جالسا على كرسيه وهو يتوعد عمر داخليا
سأقضي عليك عمر ، سأدمرك واقتلك عمر
الم تجد الا هذا الشخص الكريه لتزوجه ابنتي
يتذكره جيدا فهو من وقف امامه بعد ان توفى اباه اثر ازمة قلبية كان هو السبب فيها بعد ان استولى على مشروع كان سينقذ شركته من الافلاس الذي تسبب به الشاب الطائش الذي كان يدير الشركة في ذلك الوقت
استعمل الاعيبه وعلاقاته ليسرق منه المشروع بطرقه الملتوية
ليخر الاخر ساقطا من هول الصدمة عليه وينقل الي المستشفى وينتقل الي رحمة الله بعد يومين
ابتسم بسخرية وهو يتذكر هذا الشاب الصغير الذي وقف بوجهه وصاح انه لن ينسى ثأره ابدا
لا ينكر اعجابه به فهو انقذ الشركة واحياها من العدم
ثم توالت نجاحته وذاع صيته ولكن لم يقتربا من بعضهما لان هو اصر الا ان يأخذ هذا الشاب أي مشروع له بالإسكندرية و واظب على التصدي له من بعيد حتى مشروع الشاليهات تصدى له به ولم يهتم بمن سيأخذه كان اهتمامه بان لا يأخذه هذا المهندس الصغير ذو الشهرة الواسعة
ليفاجئ ان ابن اخيه الاحمق من رسي عليه المشروع
ولكنه منعه من دخول الارض وسيعرضه لدفع الشرط الجزائي اذا لم يتم التنفيذ بموعده
لقد نسى هذا الامر في خضم انشغاله واصراره على رؤيتها
امسك هاتفه ليجري اتصالا هاتفيا
__ اهلا كيف حالك ؟ اخبرني ماذا حدث بمشروع الشاليهات
صاح والغضب يتأجج بعينيه : نعم، كيف استطاع فعل كل هذا في هذا الوقت القصير
انتم اهملتم الموضوع وسأحملكم النتائج اريد هدم كل ما بني ، اريد ان ارى الارض حطاما غدا
اغلق الهاتف بعنف ليستعيد اقتراب هذا الشاب الوسيم منها لتندلع النيران بعينيه
تذكرها انها ابنته الحبيبة من تبقت له منها ، تشبهها للغاية
لدرجة انه تصور ان نور عادت اليه من العالم الاخر ، عادت اليه هو فقط ، من اجله فقط
ولكن بها شيء مختلف ضاقت عيناه وهو يعقد المقارنة بينهما
لم يحتاج الي وقت كبير ، انه الغرور والقوة التي كانت تتسلح بهما نور حتى وهي بأضعف مواقفها
كانت قوية صلبه مغرورة ومتحررة سرقت قلبه وعقله ، ولكن هذه الفتاه شعر انها هشة داخليا ، مرتبكة
ضعيفة رغم انها تتظاهر بالقوة ، نظراتها كانت زائغة متوترة ، ولكن يشعر ان هناك سببا وراء ذلك
تذكر حبيبة قلبة لترتسم ابتسامة شقية متألقة على شفتيه
كم كان يعشق قوتها قفزت اليه احدى ذكرياته معها ليتنهد بحب
راها تسير بالحديقة هائمة وحزينة لعن نفسه يومها على انه خدعها ليحصل على ما يريد فهو السبب في حزنها وانطوائها ، تبعها بهدوء وحين التفتت قطع طريقها بجسده
لمع الغضب بعيونها وهي تراه ليبتسم لها احدى ابتساماته التي تجعل عقول النساء تطير ، لتجز على اسنانها غضبا وتصيح بوجهه : ماذا تريد ؟
اقترب منها اكثر وقيد يديها بقوة : اشتقت اليك
رفعت رجلها بحركة سريعة وداست بكعب حذائها على قدمه لتجعله يتأوه بشدة ولمع الغضب بعيونه لتقول هي من بين اسنانها بنبرة قوية : اياك ان تقترب مني ثانية
ضحك ساخرا : ماذا ستفعلين نور ؟ اخبرتك من قبل اني سأحصل عليك وقتما اريد فانا لا اقبل برفضك لي
رفعت يدها لتصفعه ليمسكها بقوة لتقول والشرر يتطاير من عينيها : ايها الحقير ،دفعته بعيدا عنها
لتكمل بقوة : سأخبر محمد المرة القادمة اذا اقتربت مني
ضحك ضحكة طويلة ساخرة : ولماذا لم تخبريه من قبل ؟
قالت بنبرة صادقة : اخاف عليه منك
ابتسم وقال هازئا: لما لا تعترفين انه جبان ؟
نظرت له وقالت بنبرة هادئة ونظرة قوية: انت تعلم جيدا انه ابعد ما يكون عن هذه الصفة التي تتمتع انت بها
ولكني اخاف عليه فانت حقير و سافل وقذر لن يردعك ان تفعل له أي شيء ، وهو نقي طاهر لن يستطيع التصدي لألاعيبك القذرة مثلك
انقلب وجهه من تفضيلها العلني لزوجها وتعديدها لمحاسنة
اكملت : ثم اني اعلم انه سيقتلك اذا علم بما فعلته معي ، وانا اريده ان يبقى لجواري وجوار أبنائه
زمجر بغضب : ابنه فقط نور ، انها ابنتي
نظرت اليه : في احلامك حافظ ، لا تتخيل اشياء لم تحدث وتصدقها
اقترب منها ثانية والحب يلمع بعينيه وحاول ان يجعل قلبها يلين اتجاهه : احبك نور ، وانت تعلمي جيدا
__انت كاذب حافظ ، كاذب حقير ،لقد دمرتني لم تحبني قط
رفعت راسها بشموخ :صدقني حافظ ،لم احبك ابدا كنت اظنك صديقي ولكن ما فعلته دمر كل شيء ولن انساه لك ابدا
تركته وانصرفت ،ليتبعها بعينيه شعر بالغضب والغيرة تأكله عندما جلست بالأرجوحة المعلقة بالحديقة ليجلس بجوارها اخاه ويمسك يدها رمت نفسها بين ذراعيه ليضمها محمد الي صدره ويقبل راسها بعمق شعر حينها ان عليه ان يتخلص منه
فهو من يقف بطريقه الي قلبها ، لم تحب محمد هو متأكد سال نفسه من يحب هذا القاسي الذي يتكلم بالقطارة ، ترفضيني انا من تجلس النساء تحت قدميه لأجل ابن المريبة
سنرى نور سأنالك مرة اخرى مهما حدث
زفر بضيق وهو يتذكر مرة اخرى كان نجح بزعزعة موقف اخاه من الشركة والمصنع ويشعر بان الانتصار عليه قريب
تناهى الي مسمعه وهي تخبر صفية انهم سينتقلون الي القاهرة عند والدها ، فهي لن تستطيع العيش هنا بهد الان
وان محمد سيأخذ ورثة من ابية ويفتح شركة خاصة به مقرها بالقاهرة
انتظر ان تركتها صفية التي لم تعجب بقرار محمد وحاولت ان تثنيه عنه اكثر من مرة واظهرت اعتراضها بشده
ليتقدم ويقف امامها : هل ستنتقلون نور ؟
نظرت اليه بحده : نعم
مسك يدها : لن استطيع الابتعاد عنك او عن نور الصغيرة
جذبت يدها منه بعنف : انها مشكلتك ، لا دخل لي بها
__ نور انت تعلمين انها ابنتي
ابتسمت ابتسامة باردة : نعم ، لا افهم ما تقوله
زفر بضيق : لا ،تفهمين ، هذه ابنتي ، ولا اعلم الي الان كيف تستمري في هذا الزواج الذي يجلب لك التعاسة
اقترب منها لتلفح انفاسه وجهها : انت تحبيني نور ، وانا اشعر بذلك
دفعته عنها بغضب : انا احب زوجي و من الاحسن لك ان تكف عن مضايقتي والا ابلغته
ضحك ساخرا : بماذا ستبلغينه ؟ ان نور ابنتي
ليردف بخبث : وانك اسميتها الاسم الذي اريده انا
بعدت وجهها عنه ضائقة : كف عن ترديد هذه الخرافات
قال بنبرة عاشق متيم : لماذا تصديني نور ، انا احبك
__ انت لا تحب احدا اخر غير نفسك ، وانا غلطت غلطة عمري كلها عندما فكرت بشيء اخر غير ذلك
لتردف بقسوة والكره يملئ صوتها : ابتعد عني والا سأحيل حياتك جحيما ، واحذر كيدي فان كيدي عظيم
قال بغضب : لا تجعليني اؤذيك نور ، انا احبك
اتركي محمد وانا سأتزوجك ونربي الاولاد معا
نظرت اليه وقالت بقوة : لن اترك زوجي ،فانا احبه هل سمعت ، واكرهك من كل قلبي حافظ ، ولا تقترب من ابنائي
حتى لا اؤذيك حقا فانا قادرة على ان احيل حياتك كلها الي جحيم
ابتعدت عنه صفعته بكراهيتها لتجعله يفكر في كسر غرورها وانفها تكرهيني نور، حسنا سأعطيك سببا كافيا لتكرهيني نور ، سأحصل عليك مهما حدث ، انت لي ولن تكوني لغيري بعد الان
قرر يومها على ان ينالها ويجبرها على ما يريد ولكن علنيا هذه المرة ، وانتظر الفرصة لكي يقنصها
لتتحول بعد هذا اليوم الي كائن اخر ، اصيبت بانهيار عصبي
لتدخل الي المشفى وتخرج على بيت والدها لم يستطع رؤيتها ولا مرة بعد ذلك ولكن علم من صفية انها انطوت على نفسها وتتعرض لنوبات اكتئاب حاده ، فمحمد يخبرها بتفاصيل يومه كلها ، واكثر ما يحزنه حالة نور التي تتدهور كل يوم عن اليوم الذي قبله
الي ان ماتت وهو يمني نفسه برؤيتها مرة واحدة يخبرها بصدق مشاعره وحبه لها ويعتذر منها بسبب فعلته الهوجاء التي عرضتها للألم ، نظر الي صورتها المزينة مكتبه
تعالي نور وانا اعوضك عن كل ما سببته لك من الألآم
سأجعلك سعيدة وسأمحو ما يفرقنا عن بعضنا البعض
فقط تعالي ، ولن اخيب ظنك هذه المرة


*******************


نظرت اليه بطرف عينها فهو شارد الذهن من بعد خروجهم من قصر عائلة ابيها ، اجرى اتصال هاتفي بشخص اسمه حسام وتواعد على لقائه غدا
واخذ الطريق السريع ليذهب الي وجهتهم الاساسية لم ينطق معها بحرف ولم يتكلم معها اطلاقا وجهه عابس ،يمسك المقود بقوة معالم وجهه تظهر عليها الضيق والغضب
وهي لا تعلم السبب ، تنهدت لتتذكر لقائه بعمها لا تدري ايضا ما سبب نظرات الكره والضيق التي تطايرت بينهما ، تعجبت من امرهما اسندت راسها على زجاج النافذة وهي تفكر في الاسباب واهم شيء يقفز الي راسها سبب عودته دون انجاز ما اتي لأجله الي الاسكندرية فهي علمت من مكالمته انه سيعود غدا الي الميناء لاستلام الشحنة ، واوصى هذا الحسام ان ينتبه اليها
رمشت بعينيها وهي ترى عمر امامها بابتسامته الهادئة الحنون التي تشعرها بالأمان فاتسعت ابتسامتها لأخيها لترى شخص اخر يتقدم نحوهم
ظنت في اول الامر انه ياسين فهو يتفق معه بالطول والعرض والهيئة ولكن عندما اقترب منها اكثر تأكدت انه ليس ياسين فهذا الشخص الغير معلوم بالنسبة اليها وجهه يعلوه الضباب بشكل غير طبيعي أقترب من عمر وطعنه بظهره
صدمت مما تراه ولم تستطع الصراخ ، ليقترب هذا الشخص منها اكثر ويحملها بين ذراعيه وجدت صوتها اخيرا لتصرخ بشده وهي تبكي وتلكمه بيديها ليبتعد عنها


لا يستطيع ان يكتم الضيق الذي يشعر به ، الم يجد فتاه اخرى يقع بحبها الا ابنة اخ هذا الرجل الكريه ؟
لن ينسى انه تلاعب بصفقة كان اباه يحمل عليها كل اماله في انقاذ الشركة من الافلاس الذي تسبب به معتز ولم يستطيع ان يحصل عليها بسبب هذا البغيض ، الامر الذي ادى لدخول والده الي المشفى ، اباه لم يتحمل فكرة اعلان افلاس شركته ، ليصاب بأزمة قلبية ويتوفى على اثرها بعد يومان
تمسك بمقود السيارة بشدة ليسيطر على المه وضيقة من هذه الذكرى المؤلمة له
لا تخلط الاوراق ياسين ان علاقتها هي واخاها معدومة بهذا الشخص وعمر نفسه مهدد من قبل عمه ، اذن هما ضحيتان لهذا الشخص البغيض
ولكن من الواضح ان نور لا تعلم شيء عن هذا الوضع
ولا التوتر السائد بين اخيها وعمها زفر بضيق وهو يحدث نفسه ، استخذها بذنب شخص اخر لم تعرفه طوال عمرها بل كان سيئ اتجاها هي واخاها فهو علم منها من قبل ان عمها لم يتحمل مسئوليتهم اطلاقا بعد وفاة جديها ومن تحمل مسئوليتها هو عمر
اغمض عيناه فهو يشعر بالتمزق لا يعلم كيف سيتعامل معها وهو يشعر انها تحمل بعضا من دماء من تسبب بموت اباه
انتفض بشده على صراخها الحاد لينظر اليها بدهشة فيجدها تصرخ وهي تلكم بقبضتيها الهواء بكل ما اوتيت من قوة
ركن السيارة بسرعه ليشدها الي حضنه ويربت على وجهها بقوة : نور ، استيقظي
هو تأكد انها تحلم فهذه ليست اول مرة يتعرض لذلك الموقف
انتفضت بشده بين ذراعيه ليشعر بقلق شديد عليها
ضربها بقوة اكبر لتنتفض مرة اخرى وتفتح عينيها وهي تشهق بقوة لتنفجر بالبكاء : عمر ، اريد الاطمئنان عليه
ربت على راسها : اهدئي حبيبتي ، سنتصل به الان وتكلمي معه كما تريدين ولكن اهدئي اولا حتى لا تقلقيه
نطقت من بين شهقاتها : خائفة عليه ياسين ، اتصل به
__ حاضر ولكن توقفي عن البكاء
حاولت السيطرة على دموعها ، ليتناول هو زجاجة مياه
ويناولها اياها : اشربي قليلا من المياه ستساعدك على الهدوء
شربت الماء ليمسك هو هاتفه ويكلم عمر وهو مازال يحاوطها بذراعيه رد عمر سريعا عليه : نور بخير ياسين
عقد حاجبيه تعجبا من رده لينقل عيناه عليها
ويقول بحذر : نعم ، لماذا تسال بهذه الطريقة ؟
تجاهل سؤاله ليساله : هل حدث لها شيء ؟ عمي ضايقها بشيء
قال و تعجبه يزيد : لم يحدث شيء عمر ، فهي لم تجلس معه قابلته وانا موجود لم يسلم عليها حتى
تنهد بارتياح لترتسم على وجه ياسين علامة تعجب كبيرة
من زفرة الارتياح التي وصلته عبر الهاتف نفض راسه
ليقول : نور تريد مهاتفتك ناولها الهاتف لتطمئن على اخاها سالته الاسئلة المعتادة وشددت عليه ان ينتبه الي نفسه وهمت بإغلاق الهاتف ليسحبه ياسين منها : عمر اريد رؤيتك
__ حسنا ، متى ؟
__ ما رايك ان تاتوا الينا انت وعلياء تقضوا معنا بضعة ايام
وانا وانت نرى ما وصل اليه مشروع الشاليهات
__ فكرة جيدة ، كنت سآتي الاسبوع القادم واترك علياء
بمفردها وكنت قلق من هذا الامر ، ولكن سأرتب مواعيدي وارد عليك
__ سننتظركما، سلام

اغلق الهاتف لينظر اليها بحنان : مطمئنة الان على اخاك
هزت براسها ايجابا ليتنهد ويضمها الي صدره بحب
__ نكمل طريقنا الان ، ولا تذهبي للنوم فانا ارتعب عليك من هذه الاحلام التي باتت تزعجني حقا
ابتسمت لتدمع عيناها ليقرصها من خدها بلطف : نور ارجوك لا تقلقيني اكثر من ذلك
اكمل مازحا وهو يدير السيارة : ما رايك ان نذهب راسا الي البحر؟ لتقفزي اليه وتنسين كل شيء حتى انا فهو المكان المفضل بالنسبة اليك وتتخلصي من كل ما يضايقك به
ضحكت لتساله بتعجب : من اين علمت ؟
__ نهى اخبرتني ، واخبرتني ايضا انك تعشقين السباحة ولذلك صممت على شرائك المايوه
__ ولكنك لم تراني وانا اشتري المايوه
ابتسم بخبث : حقا ، هل تظنين ذلك ؟
نظرت اليه وقالت بتعجب : كنت تراني ، ولكنك كنت مشغول بشراء حذائك الرياضي
اقترب منها ليضمها بذراعه الي صدره : لا يوجد شيء يشغلني عنك حبيبتي
ابتسمت بسعادة لتصفق مازحة : حسنا الي البحر
ابتسم بسعادة لأنه استطاع ادخال جو البهجة من جديد ولكن عقله لن يتوقف عن التفكير بالسر وراء خوف عمر من لقاء نور بعمها

*********************


رن جرس الباب ثانية بإلحاح ليتحامل على نفسه ويقف وهو يلعن هذا القادم ، الم يتمكن من القدوم وبسنت موجودة
فهو لا يستطيع الحركة يشعر بتعب فظيع والم بجسده
وصل الي الباب بعد عناء ليستند على الحائط ويفتح الباب بتعب ليتصلب جسده ويجبر نفسه على الوقوف شامخا رفع راسه بكبرياء وغضب : نعم ماذا تريدين ؟
توترت ملامحها فهي كانت ترتجف خوفا ان يغلق الباب بوجهها او يرفض مقابلتها تنحنحت وابتسمت بتوتر
__ مرحبا حبيبي
اتسعت مقلتيه غضبا ليشيح بوجهه بعيدا عنها دلفت الي الداخل سريعا حتى لا يغلق الباب بوجهها وتضيع فرصتها في التفاهم معه
جلست لأنها لا تستطيع الوقوف اكثر من ذلك عضت شفتيها بتوتر ثم بللت شفتيها وهي لا تعلم من اين تبدا كلامها معه
نظر لها باستياء عندما دخلت وجلست ليزفر بضيق ويغلق الباب بعنف شديد جعلها تنتفض
تلعثمت : هل انت بخير ؟
رد بصوت مبحوح من البرد ولكن قوي : نعم ، انا بأحسن حال
ارتبكت زيادة من رده ووقفته فهو لم يجلس مما صعب مهمتها في التحدث : علي اريد ان اتحدث معك
__ انا لا اريد التحدث معك ولا رؤيتك
قالت باستجداء : ارجوك علي انت رسمت صورة من خيالك لم تكن واقعا ابدا
ضيق عيناه ونظر اليها بغضب وصرخ هادرا : صورة من خيالي ، الم تملئي راس علياء ضد عمر ، الم يكن قصدك من البداية ان لا يتزوجا ، الم تكوني قاصدة ان تؤذي عمر من البداية ؟
ارتبكت ليصرخ بها: ردي
انتفضت بشدة من صرخته لتقل بارتباك : ارجوك علي استمع الي
__ لا اريد سماعك ، هل كنت تظنين اني لم الاحظ معاملتك السيئة لأخواتي وامي رحمة الله عليها ، كنت اراك وانت تتعاملين معهم بتعالي وغرور فكنت اظن ان غرورك صفة مرتبطة بجمالك الفتان الذي لا مثيل له ، والذي اكتشفت مؤخرا انني تخيلته و لم يكن متواجد من البداية
صعقت من كلماته ونبرة صوته القاسية، كانت تظن انه عندما يراها سينسى ما حدث ويسامحها على غلطتها الحمقاء التي فعلتها دون تفكير
بعد ان طلقها وغادر المنزل ظلت تبكي الي ان اشرقت الشمس ثم انتظرته ان يعود واتصلت به اكثر من مائة مرة ،ولكنه لم يجيب ولم يعود ، الثلاث الايام الماضية مروا عليها كعمر طويل اكتشفت بهم انها كانت تحبه فعلا ولكنها لم تشعر بذلك من قبل لأنه كان يغدق عليها من مشاعره بدون مقابل لم يسالها يوما ان تعطيه كما تأخذ بل كان هو دائما المعطاء والمتفهم والحنون
افتقدته فعلا وشعرت أن حياتها من دونه لا شيء
فاقت من تفكيرها فهي اتت لتخبره بمدى اشتياقها له وكيف ايامها الماضية مرت عليها لا روح بها تريده يعود لتعود معه الحياة
نظرت اليه والدمع ينهمر من عيونها : ارجوك علي ، لا استطيع ان ابتعد عنك ، انت تعلم عيوبي جيدا وانا اعترف باني اخطأت في حقك ولكن ارجوك سامحني واغفر لي
الا استحق ان تغفر لي اول خطا بحياتنا ، الا تستحق جنى ان تسامحني من اجلها
رد بقوة : لا تدخلي جني في موضوعنا ستظل بنتي مهما حدث وسأرعاها واحبها دائما
قررت ان تخبره بما تعلمه : جنى تمتعت بدلالك وحنانك الا يستحق القادم ان يتمتع بهما ايضا
رمش بعينيه ليفهم ما تقوله لتقول بصوت باكي : انا حامل علي ، علمت من يومان كنت انتظر ان أتأكد لأخبرك
وانت لم تعطيني فرصه بالهاتف فجئت استسمحك واترجاك ان تغفر لي خطئي وتسامحني من اجل جنى ومن اجل طفلنا القادم
جلس من الصدمة فهو منشطر الي نصفين نصف لا تسعه الفرحة بطفله القادم و النصف الاخر لا يصدقها
قال بنبرة حاول ان يخرجها قويه كسابقتها : هل تأكدت ؟
__ نعم اجريت التحليل المنزلي
__ ان التحليل المنزلي مشكوك بصحته ، انتظري سأرتدي ملابسي وانزل معك لتجرين التحليل ، لأتأكد انكي لا تكذبين
صدمتها كلمته ولكنها لم تستطع التنفس ألهذه الدرجة اصبحت الثقة بينهما معدومة رد عقلها سريعا لقد اخطأت اية وتحملي نتيجة اخطائك واصبري حتي يعود الي سابق عهده فهو يحبك ولن يستطيع ان يكرهك ابدا وانت استخدمي ذكائك وجمالك وحبك له لتسترديه ، فهو يستحق ان تبذلي مجهودا كبيرا مضنيا لتعود الامور الي مجرياتها ويعود هو كسابق عهده


************************

جالسه امام المرآه تكمل زينتها وتنظر اليه تأملته كثيرا اليوم
تشعر بسعادة كبيرة تملئها ولكن بقدر ما هي سعيدة بقدر ما هي خائفة ،لا تستوعب الي الان انه يحبها ولا تصدق ان ما اخبرتها به حنان كان كذبا ، فهي لا تجد الي الان سبب يجعل صديقة عمرها تكذب عليها ، ولكن ياسين اكد لها ان احمد يحبها وهو الاخر اعترف بحبه لها اكثر من مرة
تنهدت فهي تشعر بوجود حلقة مفرغة
الن تهدئي وتعيشي كباقي خلق الله ، فانت تنعمين بحب زوجك وحنانه ، لا تفكري بأشياء تفسد عليك حياتك
انتبهت اليه وهو يتحرك من الفراش لتبتسم تلقائيا
ويتزين وجهها بابتسامة تحمل كل ما في قلبها اليه
نطق بسعادة : الله ،ما اجمل هذا الصباح الذي ارى فيه ابتسامتك الجميلة هذه
اتسعت ابتسامتها ، ليقترب منها ويحتضنها بين ذراعيه بحب
ومشاعر فياضه ويقبل راسها بعمق : صباح الخير على ندى قلبي وشمس حياتي المشرقة
ردت بخجل، وخداها موردان: صباح النور
ردد بمزاح مقلدا صوتها : صباح النور ، اين القبلات والاحضان يا زوجتي العزيزة ؟
ابعدت جسدها عنه بخفة :لا يعجبك صباحي ، حسنا لا تتكلم معي ،وقفت لتذهب ليجرها الي حضنه
__ لا ، لا لم اقل ذلك انا امزح معك
لفت يديها حول عنقه ،لتقبله برقة على وجنتيه: صباح النور
اغمض عينيه ليشعر بحلاوة قبلاتها التي طالما اشتاق اليها ويشدد من احتضانه لها
ويهمس : احبك نادين ، بل اذوب بك عشقا
احمر وجهها بشدة ليكمل : ما رايك ان نسافر يومين الي أي مكان تختارينه ؟
__ الم تتعب من السفر ؟
__ لا ، انا اعشق الترحال ، مع انني افكر جديا بالاستقرار هنا ، ولكن لا اعلم شيء ما بداخلي يجبرني على السفر فانا اشعر بالملل عند البقاء لوقت طويل بمكان واحد
__ اذن اختر انت المكان الذي تريد الذهاب اليه
__ لنذهب الي شرم الشيخ ، ونترك الاولاد هنا ، فانا اريد تجديد شهر عسلنا مرة اخرى
نظرت اليه بتعجب : نترك الاولاد
هز راسه : نعم ، نهى هنا ويوسف وانجي وايضا امي
سيقومون برعايتهم جيدا، لا تخافي عليهم
استاءت من ذكره لزوجة يوسف ولكنها لم تشأ الدخول معه بمناقشة هذا الامر الذي تجادلا به كثيرا ، واصلا هي تعاملها الان بشكل جيد من اجل يوسف
تنهدت : حسنا كما تريد
__ اذن جهزي الحقائب وانا سأحجز تذاكر الطيران لنسافر اليوم
__ اليوم احمد انتظر للغد ، ولنبلغ الاولاد
رد بحزم : انهم كبار ومعتادين الامر من قبل ، فكنا نتركهم برفقه المربية عند اقامة الحفلات الخاصة بالسفارة
ثم انهم سيفرحون لمكوثهم برفقة خالهم العزيز الذي يكنون له مكانة اكثر مني انا شخصيا وطبعا لوجود يمنى معهم
ابتسمت لمقولته : انت تغار من يوسف على اولادك
رد سريعا وهو يضحك : لا والله ولكني اتعجب عندما يقفزون اليه حينما يظهر امامهم وعندما تكلمت مع عمرو ضحك بشدة وقال لا اعلم السر وراء هذا الشيء وعلى الرغم من ان يمنى تموت حبا بياسين الا ان يوسف المفضل اليها وعندما نأتي الي هنا تقضي معظم الوقت معه
ضحكت : ان يوسف طفل كبير ويلعب معهم كما يريدون يستمع اليهم ويأمرهم بحب ، سيكون ابا رائعا
ابتسم : نعم ، انه ينتظر مولوده بفارغ الصبر ، يأتي على خير ان شاء الله ، هيا اجهزي وانا سأتكلم مع الاولاد


***********************


وصلا الي الشاطئ لتخرج راسها من النافذة وتستنشق الهواء بسعادة وتنظر الي البحر باستمتاع
اوقف السيارة وهو يشعر بسعادتها العفوية المتدفقة
كم جميلة وهي تتصرف بطبيعتها
نظرت حولها: لماذا توقفت ؟
__ انزلي ، سآخذك بجولة في البحر
نظرت له بعدم فهم ليبتسم لها، تقدم منهم احد العاملين بالمرفأ
هز راسه محيي اياه : اهلا سيدي ، اليخت جاهز وانا بانتظاركم
نقلت عيناها بعدم فهم بين زوجها وبين العامل ليقول ياسين
__ شكرا لك تستطيع ان تذهب، انا سأتولى الامر من هنا
انصرف العامل من امامهما : لا افهم شيء
ابتسم بوجهها وهو يشدها من يدها : ستفهمين الان
اوقفها امامه ليحاوط خصرها بيده و اشار الي احد اليخوت
__ ما رايك ؟
نظرت الي اليخت الصغير بانبهار : رائع ،هل ستستأجره ؟
ضحك : انه ملكي ، ابي اهداني اياه منذ فترة طويلة ولكن يوسف اقترح تجديده وتصليحه منذ سنتين وانا وافقت ليصبح هكذا
__ انه جميل ياسين
__ حسنا بم انه اعجبك ، هيا سنقضي اليوم به


********************

دخل الي المنزل ليفاجئ بها امامه : السلام عليكم
نظرت اليه مطولا وقالت بهدوء : وعليك السلام ، اين كنت؟
صعد السلالم واتجه ناحية غرفة النوم لتتبعه بصمت
راته يبدل ملابسه لتساله بهدوء مرة اخرى : اين كنت ياسر؟
نظر لها ببرود : بالمشفى ، اراح جسده على الفراش واعطى لها ظهره : ليس لي مكان اخر اذهب اليه
نظرت له بتفحص : ولكني سالت عنك بالمشفى لم اجدك
التفت اليها بحده : وانت تبحثين عني كطفل صغير
__ اتصلت بك اكثر من مائة مرة ولم تجيب على الهاتف
فاتصلت بالمشفى ، ثم السؤال الان اين كنت ؟
نظر لها ليشيح بوجهه لتسال بصوت اكثر قوة : اين كنت ياسر ، ولماذا لا تجيب على هاتفك ؟ انت هذه الايام شخص جديد غريب عني لا اعرفه ولا افهمه
تتأخر كثير وتأتي الي البيت لا تجلس معنا ، اولادك نفسهم لا يرونك
قال بنقمة : ولماذا اهتممت الان ؟
انت مشغولة دائما بأولادك وعملك وتلاميذك و مرضاك
الان تذكرتي ان لك زوج تسالي عنه
زفرت بضيق : اجبني اولا عن اسئلتي ياسر ، انا افعل كل ما بوسعي لأوفق وقتي بين البيت والعمل وانت تعلم جيدا بمسئولياتي ، الان تذكرت اني امراه عاملة ولدي كثير من المسئوليات
جز على اسنانه غضبا وانتفض جالسا : كنت بالمشفى ، انتهيت من اجراء اخر عملية لدي الساعة الثانية صباحا وكان لدي موعد هام مع احدى المرضى صباحا الساعة الثامنة ، فقررت ان انام هناك ، ارتحت الان مريم
نظرت اليه بعدم ارتياح لتهز راسها ايجابا جلست على طرف الفراش بعيدا عنه
اراح ظهره على السرير ليسالها : لماذا انت ليس بالعمل اليوم ؟
رفعت راسها ونظرت الي الامام وابتسمت بألم : ليلة البارحة كانت عيد زواجنا ياسر وانا اخذت اجازة لأقضيه معكم بالبيت
شعر بصدمة من نسيانه لعيد زواجهم ليؤنب نفسه كثيرا على قضاؤه هذه الليلة بالمشفى ، صاح ضميره مؤنب انت تغيرت ياسر ،هي السبب لقد اهملتني كثيرا انشغلت بكل شيء الا انا ، لا تنكر انجذابك الي الاخرى ياسر فهو ما يجعلك تشعر بنقمة كبيرة على مريم
اخفض راسه بغضب وخجل من نفسه ليرفع نظره اليها تأملها هي حبيبته كما هي لم تتغير ، بل ان قلبه يخفق بحبها دائما وابدا ، حتى عندما يرى الاخرى عيناه تعقد مقارنة تلقائية بينها وبين مريم لتفوز مريم بكل شيء ، ولكنها تعطيه كل اهتمامها ، وتشعره بانه اهم شيء بحياتها ، الشيء الذي يفتقده بشده مع مريم الان
اقترب منها ليحاوطها بذراعيه وهمس بأسف حقيقي
__ اسف حبيبتي ، اعذريني ، لا تغضبي مني مريم انا اسف بحق ، اطلبي أي شيء ، وانا سأنفذه فورا
ابتسمت وهي تجاهد ان لا تنهمر دمعاتها : لا ياسر ، انا لا اريد شيء ، ثم انك متعب وسأتركك لتنال قسطا من الراحة
ازاحت ذراعيه عن جسدها ليشدها اليه مرة اخرى
__ هل اشتكيت لك ، اجلسي انا اريد ان اتكلم معك قليلا
صدح بكاء عبد الرحمن لينقلب وجهه
تركته لتذهب الي سرير طفلها ، حملته وهدهدته ليتوقف عن البكاء ليقول ياسر بغضب : اعطيه للمربية فهو يحتاج ان يرضع
نظرت له بتعجب : حسنا سأحضر له الحليب ، واعطيه له
صاح بغضب فعلي : اعطيه للمربية وتعالي انا اريدك
ام انا لا اهميه لي
تعجبت من انفعاله لتذهب وتنادي على المربية لتعطيها الولد وتوصيها به
عادت اليه لتقول بغضب : ما بك ياسر؟
قال بانفعال وهو يصيح : ما بي انت دائمة الانشغال عني ، اما بمرضاك او عملك او ابنائك وانا لا اهمية لما اريده منك
ارتبكت من انفعاله الزائد لتكتم ارتباكها وتصرخ هي الاخرى : اهتمامي بأبنائي خطا الان ياسر ، تريدني ان افعل مثلك واترك اولادي ولا اراهم
صاح من بين اسنانه : اخفضي صوتك ، ثم لا اريدك ان تفعلي شيء من اجلي مريم ، اتجه الي دولاب الملابس ليرتدي ملابسه
سالت بتعجب وغضب مكتوم : اين ستذهب ؟
رد وهو لا ينظر اليها : الي أي مكان ، الا هنا فانا لا اطيق البيت الان
انصرف من امامها لتهوى جالسة على الفراش وعيناها متسعتين من الصدمة



**************************



عاد الي البيت وهو مصدوم بشدة فالطبيبة اكدت له ان اية حامل بشهرها الثاني ومنها لا يستطيع اتخاذ أي قرار
كان ينوي ردها ويبقى بعيدا عنها ،ولكن خبر حملها هذا شتت ذهنه وتفكيره تركها وذهب دون ان ينطق اوصلها الي المنزل ليذهب بسرعة
فهو يشعر بان كل الاشياء حوله مبعثرة ، لا يستطيع مسامحتها على ما فعلته ولن يستطيع ان يتركها وهي حامل بطفله ، هل هذه علامة من الله ان لا يتركها ام امتحان صعب
على نفسه وقلبه ، لا ينكر خفقات قلبه الصارخة عندما راها ولكن تلاشى تأثيرها وتراجع امام صرخات الغضب التي صرخ بها عقله وصوت كرامته التي يشعر بانها انتهاكاتها بفعلتها الحمقاء
ارتمى على فراشه بتعب فهو يشعر بتعبه يزيد، جسده منهك وروحة ازدادت سقما وعلة
تنفس بعمق وردد: ربي أعني على ما بلاني


***********************


وصلا الي شرم الشيخ ليبتسم لها
__ ان شاء الله ستكون اسعد ايام حياتنا
ابتسمت بتوتر : ان شاء الله
__ هيا سنضع الحقائب ونخرج على الفور ، لا اريد ان يذهب الوقت منا في لا شيء
__ اين سنذهب ؟
__ نذهب الي خليج نعمة نسير قليلا ونتناول طعام الغداء
هل تريدين الذهاب الي البحر الان ؟
__ لا ، انت تعلم اني لا افضل السباحة كثيرا
احتضنها بين ذراعيه : اعلم حبيبتي ، هيا



**********************

واقفة على سياج اليخت وتنظر الي البحر وهي تشعر بحاله شديدة من الحبور والسعادة ليأتي ويقف خلفها ويحيطها بذراعيه : سعيدة ؟
__ بل بقمة سعادتي
__ نحن الان بعرض البحر وانا اوقفت اليخت ، تستطيعي ان تسبحي كما تريدين
لفها اليه وقال بهدوء وعيناه تدوران على وجهها : ارتدي المايوه وتعالي لنسبح سويا
تعجبت : ستتركني اسبح بالمايوه ياسين
__ نعم ، لا احد حولنا ولن يستطيع احد غيري رؤيتك
هيا ، اريد ان اراك مرة اخرى وانت ترتدينه
احمر وجهها بشده من جراء تذكرها لما حدث المرة الماضية
ليبتسم من حيائها رفع ذقنها بيده لينحني براسه مقتربا منها
ظنت انه سيقبلها لتجده يقبل ذقنها برقة شديدة جعلتها تنتفض بحب له شعرت بالسخونة تجري بأطرافها لفت ذراعيها حول عنقه واسندت راسها على صدره ،ضمها اليه اكثر ليخرج الهواء من صدره بهدوء و يبعد نفسه عنها مرغما فهو يريدها ان تسبح كما تحب قال بصوت اجش : هيا نور ، حتى لا ارجع بكلامي
ابتسمت لتنصرف من امامه
بعد وقت قليل وجدها امامه مرتديه فستان قطني واسع بشرائط من الكتفين مزموم بحزام من عند الخصر ابيض اللون
تعجب منها : الن تسبحي ؟
ابتسمت بارتباك : لا سأسبح
لم تستطع اخباره انها لن تنزل الي البحر بالمايوه فقط فهي لم تعتد على ذلك ابدا
اقترب منها : لماذا لم تستعدي ؟
__ سأسبح هكذا
نظر لها : لماذا ، الا زلت تخجلين مني نور ؟ ام لا تريدين ان اراك به مرة اخرى
__ لا ياسين ، بل انا لم اعتد على السباحة بالمايوه
__ نعم ، لا افهمك
جلست على احدي الارائك المنتشرة على سطح اليخت
__ جدي رحمة الله كان يمنعني من النزول الي البحر بالمايوه فقط ، حتى وانا صغيرة
جلس بجوارها واحاطها بذراعه لتكمل : كنت اتعجب من قسوته الدائمة وصرامته معي ، ولكن كان عمر يخفف عني بحنانه الذي يغدقه علي
ابتسمت لتنظر اليه : اتعلم ياسين اني عندما دخلت الجامعة وشاهدت صور والدتي تعجبت منه بشدة ، وجدت صور لأمي وهي ترتدي المايوه والعجيب انه كان في معظم الاوقات قطعتين
انفجرت ضاحكة ليشعر هو بتعجب فعلي من جدها وافعاله معها ليقول بهدوء : من المؤكد انه كان يخاف عليك نور
الا تعلمي ان الاباء يحبون ويخافون على احفادهم اكثر من ابنائهم
هزت راسها وابتسمت ليكمل : الان انا اريد ان اراكي كما اريد ، ولا تجعليني اطلب ما اريده اكثر من مرة
احمر وجهها بشده ليفك هو شرائط الفستان المربوطة عند الكتفين والحزام المربوط بظهر الفستان اوقفها ليسقط الفستان
ابتعدت عنه بتلقائية وهي تخفض راسها
أبتسم وخلع قميصه : هيا ، انا ايضا اريد ان اسبح قليلا
قفز الى الماء ليشير اليها ابتسمت لتقفز بمهارة ليقول بتعجب
__ انت تقفزين جيدا
ردت بغرور : نعم انا سباحة ماهرة
ضحك : اذن نتسابق ايتها السابحة الماهرة
ابتسمت لتسبح بسرعة ليصيح : هذا ليس سباق انت تهربين مني
توقفت عن السابحة لتنظر اليه : لك ما تريد اذا استطعت الامساك بي
سبحت سريعا مرة اخرى ليبتسم بخبث اذا كنت سباحة ماهرة فانا بطل بالسباحة ولكن لنمرح قليلا



************************



وقف ينظر لها وهي تعيد ترتيب الملابس بالدواليب
ليبتسم : انت مريضة بالترتيب اليس كذلك ؟
شهقت فزعا : اخبرتك من قبل ان تنبهني بوجودك عمر
اقترب منها ليقبل وجنتيها : حمدا لله على سلامتك
__ الله يسلمك حبيبتي
__ تأخرت اليوم ، فقلت اشغل نفسي وعقلي بعيدا عن الافكار السوداء
__ اسف حبيبتي ، ولكن العمل كان على اشده اليوم فبعد انهيار البناية بدانا نبنيها من جديد حتى لا نتأخر عن موعد التسليم
ابتسمت بتفاؤل : الله معك حبيبي
__ انا جائع جدا
__ بدل ملابسك وانزل ستجد الطعام على المائدة

نزل بعد قليل ليجد الطعام مرتب هتف : الله رائحته شهية جميلة
ابتسمت باتساع : تفضل حبيبي
جلست معه ليقول بعد قليل : لماذا لا تؤكلي؟ انا لاحظت هذه الايام انك لا تتناولين الطعام جيدا
__لا اعلم عمر ولكن معدتي تؤلمني عندما اتناول الطعام كثيرا ، فقللت كمية الطعام التي اتناولها
__ لماذا لم تخبريني ، لنذهب الي الطبيب
__ لا يوجد داع اعتقد انه برد بسيط ، وسيزول ان شاء الله
نظر لها بعتب لترجوه : عمر اذا شعرت بان التعب يزيد سأخبرك ونذهب الي الطبيب
__ نور تسلم عليك ، كلمتني اليوم وياسين دعانا لقضاء يومين معهما ، وايضا لأباشر مشروع الشاليهات
ولكن لن استطيع التغيب ليومين فسنذهب غدا ونعود بنفس اليوم
ابتسمت : حاضر سأجهز الحقائب
__ سنغادر مبكرا علياء ، لا تتأخري ارجوك
__ لا تقلق





********************************



دخل الي المنزل المقام بمزرعته ليتنفس بضيق
لم يكن يريد ان يعلن عن غضبه منها علنيا ولكنه لا يستطيع ان يكتم بداخله اكثر من ذلك ، يعلم ان مسئولياتها كثيرة
وانها لم تستطع ان تأخذ اجازة من عملها هذا الفصل الصيفي ليصبح ضغط العمل والاولاد كثيرا عليها وخاصة انها تجنبه أي شيء خاص بأولادهم ، فهي تفرغه للاهتمام بعمله فقط
لف بعينيه في المنزل وابتسم لذكرياتهم معا هنا ، اندفعت الذكريات بعقله مرة واحدة
ليتذكر عندما اتيا من امريكا ليتمما زواجهما قضيا شهر عسلهما هنا
كانا اسبوعان من اسعد ايام حياتهما
وعندما عادا بعد اكمال دراستهم اول مكان طلبت ان تذهب اليه هو هنا ، كان بمثابة الجنة لهما يتركان كل شيء خلفهم
ويستجمان معا
ادار عينيه بالمكان ليبتسم عندما وقعت عيناه على البوم للصور من الواضح انها كانت تنظر به اخر مرة كانا هنا
جلس امام الالبوم ليبتسم باتساع عندما وقعت عيناه على صورتها وهي حامل بياسين كانت تشبه عليه كرة القدم حينها
قلب بالصور ليجد صورة اخرى لهما وهما بأمريكا وكان في ذلك الوقت اعترف لها بحبه وتكلم مع ياسين بانه يريد ان يتزوجها الصورة تضمهما هما الاثنان فقط وواحده من صديقاتها الامريكيات من صورتهم كان يجلس بجوارها في حديقة الجامعة ويتكلم معها و يضع راسه براسها ، طبعا ياسين عندما رأى الصورة لم يقصر وانبه كثيرا عليها وعمل بينهما حائط بشري ليجبره على اتمام الزواج بأسرع وقت ،
وجد صورة اخرى كانت بهذا الوقت مازالت حبيبته الذي يخفي حبها بقلبه الصورة تضمهم جميعا
هي جالسة بارض حديقة عمها بين ياسين ومعتز وهو واقف مستند على الشجرة وينظر اليها بغيرة من جلستها بينهما
وبجانبه احمد وحنان التي تنظر الي مريم نظرة مرعبة
انتفض من رؤيته للصورة ، لأول مرة يلاحظ نظرة حنان هذه ، كانت دائما تتعامل بلباقة ودماثة اخلاق معهما
سال نفسه من صور هذه الصورة اكيد نادين ، فهي التي لا تظهر بالصورة
صورة اخرى في صورة اخرى ليشعر بالحزن يجثم على قلبه مما وصلا اليه ، يحبها بل يعشقها بجنون
ولكنها لا تهتم بي ،انبه ضميره مرة اخرى انت ايضا لا تزيح عن كاهلها بعضا من مسئولياتها بل تتعامل معها كطفل صغير ، فياسين نفسه يرتب اشياؤه وانت لا تفعل ذلك بل تسالها كطفل في الرابعة عن اشيائك وأوراقك وملابسك
واليوم كان كارثة بحق الله ، ماذا فعلت كيف سمحت لنفسك ان تجرحها هكذا ، وكيف سمحت لنفسك بخيانتها وانجذابك لمرأة اخرى لا تقارن بمحبوبتك ، انت ايضا مخطئ ياسر لا تنكر ، ولا تنسى انك من صممت على طفلكما الاخير ، فهي كانت لا تحبذ هذه الفكرة ، الم توعدها بانك ستتحمل مسئوليته معها الم تخبرها انك ستقسم وقتك بين عملك وبين اولادك
وعلى الرغم من وعودك الفارغة تركت كل شيء على عاتقها
وذهبت لتنشغل بامرأة اخرى غيرها تشعرك باهتمامها وتغدق عليك من مشاعرها بأسلوب رخيص ، لم تعتده انت لدرجة ان العاملين بالمشفى يتهامسون عليكما ، ماذا ستفعل ان علمت مريم والاهم ماذا ستفعل هي ؟
انتفض من فكرة ان يصل لمريم أي من هذه الاحاديث
ولكني لم افعل شيء ، لم اصرح حتى بإعجابي لها ، لم اخنك قط مريم
تخيل مظهر مريم وهي تتكلم معه بهدوئها في مثل هذه المواقف : لم تخني ماذا تسميه اذن يا دكتور اتفاقك معها على مواعيد المناوبات ،ماذا تسمي جلوسك معها بالساعات وعدم رجوعك الي المنزل لتطمئن علي وعلى اولادك
اخبرني ياسر ، ما هذا ؟ ما اسمه ؟
نظر حوله ليتأكد من عدم وجودها حوله فان صوتها اخترق اذنيه
رسم عقله الصورة سريعا ليتأكد من نتيجة واحده لهذا الوضع ستتركه اذا علمت ، لن تصرخ به ولن تتشاجر معه ، بل ستتركه ولن تعود اليه ابدا
ردد بصوت مسموع مفجوعا من الفكرة : لن تعود ، لن تعود
قفز واقفا وهو ينوي ان يعيد كل شيء كما كان ، سيفعل ما بوسعه ليرضيها و يبقيها الي جواره ، فهو لن يحتمل بعدها عنه ، لن يحتمل

*********************


صعدت الي المنزل وهي تشعر بالضياع ، كانت تتوقع ان يغير موقفه ويعود معها بعد ان اكدت لهما الطبيبة انها حامل بشهرها الثاني ، لكنه فاجئها بعدم النطق معها بحرف واحد حتى عندما اوصلها الي باب المنزل ، كلمته بهمس ان يصعد
ليرى جنى فهي اشتاقت اليه بشده لم يجاوبها بل هي متأكدة انه لم يستمع اليها اصلا
رمت نفسها على الاريكة وهي تشعر بانها على وشك الانهيار تريده ان يعود الي حياتها ، بل تريد ان يعيدها الي عالمة الدافئ المليء بالمشاعر والعواطف التي تشتاق اليها بشده


*************************


__ نادين الم تشعري بالجوع ؟
ابتسمت : لا ولكن اذا تريد ان نتناول الطعام ، هيا بنا
ضحك : علمت الان سر رشاقتك ، فانت لا تتناولين الطعام اطلاقا ، اكمل وهو يومئ لها براسه تعملي بالطاقة الشمسية
ضحكت : الم تنسى احمد ؟
__ لا بالطبع ، انسى نفسي ولا انسى أي شيء رددته على مسامعي
ابتسمت: كنت امزح معك
__ اعلم حبيبتي ، لم اغضب منها اطلاقا ، حتى عندما كان يشاغبني بها ياسين او ياسر او حتى معتز ، كنت افرح بها جدا لأنها كانت تتردد باذني بصوتك انت
ابتسمت ليكمل : سأذهب لاتي من المتجر بشيء يصبرني على الجوع ، الي ان ناكل سويا ، ستاتي معي
__ سأنظر الي متجر الهدايا لنأخذ الي اصدقائنا بعض الهدايا التذكارية
__ حسنا ، لا تذهبي الي مكان اخر ، انتظريني هناك ، لن أتأخر
دخلت الي المتجر واخذت تبحث عن الهدايا بعينيها
لتظهر معالم الازدراء على وجهها عندما راته واقف بركن من المتجر ويلف ذراعه حول عنق فتاه اجنبيه ويحدثها بمرح والاخرى تضحك بغنج
حاولت الاختفاء قبل ان يراها فهي لا تريد رؤيته او محادثته
تحركت من مكانها لتجده امامها وهو يبتسم
__ ندى لم اصدق عيناي ، اشتقت اليك جدا
اقترب منها ليحضنها كما كان يفعل سابقا
لتبتعد عنه وتدفعه بقوة بعيدا : انت مجنون ، ماذا تفعل ؟
نظر لها بتعجب : ما بك ندى ؟ انت لست سعيدة برؤيتي
نظرت له بكره واضح : هل المفترض ان اكون سعيدة برؤيتك ، انت بالفعل مجنون
لفت لتنصرف ليقف امامها مرة اخرى : انتظري ندى ، لماذا تتعاملي معي بهذه الطريقة ؟
نظرت اليه بغضب واضح : ماذا تريدني ان افعل معتز ؟ بعد ان حاولت قتل ياسين مرتين ومن ايام تسببت بتكسير يوسف وكان سيلاقي حتفه لولا ان اجله لم يأتي بعد
وتريدني ان اخذك بالأحضان عندما اراك واسال عن صحتك ايضا
جمد وجهه : لم اعاملك ابدا على انك اخت لياسين ، انت صديقتي ندى ، وانت ايضا تعلمين مدى جرحي من ياسين
ويوسف هو من بدأ
نظرت له وقالت من بين اسنانها : ياسين لم يفعل لك شيء ايها الاحمق ، انت من تخيلت كل شيء ،انا كنت اتكلم معك بحسن نية ولم اقصد ما فهمته
اشاح بوجهه بعيدا وهو يجز على اسنانه : بل فعل نادين وانا متأكد
نظرت له باستياء واضح : اذا كانت حنان اخبرتك بشيء معتز فلا تصدقها فهي كانت تكذب علينا طوال الوقت
نظر لها بتفحص : انت من تقولين هذا
قالت بمرارة : للأسف معتز ، انا اكتشفت ان حنان كانت غير اهل لثقتنا ، خدعتنا جميعا وانا وانت كان لنا نصيب الاسد من الخداع
تحركت مقلتيه سريعا لتظهر لها عدم تصديقه لما تقوله
__ اسال مريم معتز ، فهي كانت تعلم ما تفعله حنان جيدا
وحذرتني منها اكثر من مرة وانا لم استمع اليها
همت بالانصراف ليسالها بحزن : هل ساراك مرة اخرى ؟
قالت بهدوء : لا اظن ، وافضل الا يحدث ، فانا بجانب اخوتي معتز ، ولن اسامحك على ما فعلته بهما


*********************



ابتسمت وهي تنظر اليه وتشعر بانها تحلق بسماء الحب
ترى كل شيء حولها باللون الوردي والقلوب تتناثر حولها بل تقفز من عينيها ، وهي كبطلة افلام الرسوم المتحركة نائمة بجوار اميرها الجميل وستصعد الان جملة وعاشا بسعادة وهناء دائمة
ابتسمت على خيالها الذي اكتشفت للتو انه موجود
حاولت ان تتحرك ولم تستطيع فهو يحكم يديه عليها ولا يعطيها فرصة للتحرك
حاولت مرة اخرى ولكنها لم تستطيع تريد ان تنهض من جواره دون ان توقظه ولكن من الواضح ان لا سبيل لهذا الامر
نظرت اليه مرة اخرى لتعض شفتيها بخجل مما فعله بها في المياه ، احمرت وجنتيها تلقائيا عندما تذكرته وهو يسبح خلفها بمهارة ، ففي اول الامر كان يمرح معها تسبح هي وهو يحاول اللحاق بها وفجأة وجدته بجانبها ويحاوطها بذراعيه بل و يحملها ايضا ، حاولت الافلات منه ولكنها لم تستطع، تصاعدت ضحكاتها بشكل هستيري لتصدح بالجو
احتضنها بحب ليهمس بأذنها : امسكت بك حبيبتي
ابتسمت : انت تسبح جيدا
ردد بغرور مقلدا اياها : نعم ، انا سباح ماهر
ضحكت بقوة ليسالها بخبث : ما جائزتي ؟
ردت هامسة : لك ما تريد ، فانا افي بكلمتي دائما
ضمها اليه : اريدك حبيبتي ، فانت كل حياتي
احمرت وجنتيها بقوة لتتنهد بحب وهي تغرس نفسها بين ذراعيه و تهمس : وانا ايضا حبيبي ، لا اريد شيء اخر طالما انت بجانبي ، فانت حياتي كلها
همس بصوت دافئ لذيذ : حقا ؟
رمشت بعينيها من المفاجأة، ليبتسم وهو مغمض العينين
__ انت جني ام ماذا ؟ الا استطيع ان افعل شيء او اقول شيء دون ان تعلمه او تسمعه
ضمها اكثر الي صدره وهو ينظر بعينيها : انا اشعر بك ، وعندما استيقظتي استيقظت انا الاخر ، وسمعتك ، هيا أجبيني انا بالفعل حياتك كلها
نظرت له بحب : الا تشعر ياسين بمقدار حبي لك
__ اريد ان اسمعها نور ، كما اشعر بها
خفضت بصرها لتهمس بهيام : احبك ياسين
اغمض عينيه وضمها الي حضنة بقوة : وانا اذوب بهواك نور

***********************


نظر اليها في الصباح مبهورا بها وبجمال وجهها الذي ازاده الحجاب اشراقا ونورا
__ هل ستخرجين هكذا ، ام تجربين ارتداءه ؟
ابتسمت بمرح : مفاجأة
ابتسم بسعادة : حقا عليا
لوت شفتيها وقالت بخيبة امل : مظهري سيئا
اتسعت عيناه دهشتا : سيئا ، بل جميلة كالبدر بليلة اكتماله
ابتسمت ليكمل : كنت اظن انك نسيت ، او تناسيت ولم اريد ان الح عليك
__ لا حبيبي ، طلباتك اوامر لي ، ولكني كنت انتظر الوقت المناسب
اقترب ليقبل جبينها : مبروك حبيبتي ، هيا حتى لا نتأخر

ركبا السيارة لتصيح بمرح : الي الاسكندرية
نظر اليها ضاحكا : اشتقت الي نور ، اليس كذلك ؟
__ هل ستغضب ان قلت لك طبعا ، اشتقت اليها كثيرا
ضحك : لا طبعا ، انا ايضا اشتقت اليها كثيرا


**********************


استيقظت وهي تشعر برعب يجتاحها فهي رات نفس الحلم المزعج الذي اتاها بالسيارة
تنفست بسرعة وهي تضع يدها على قلبها الذي يدق بعنف
تمتمت : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
نظرت حولها فلم تجده فحمدت الله على عدم وجوده ، لأنه يقلق بشده من احلامها ويسالها عن فحواها دائما وهي لا تعلم بماذا تجيبه ، زفرت بقوة وهي تدعو الله ان يكون عمر بخير
امسكت هاتفها لتتصل به ليطل بوجهه من الباب وهو يدفع عربة الفطور اتجاهها ويقول بسعادة : صباح النور يا نور حياتي ،كنت اتي لأوقظك ، الفطور جاهز
ابتسمت بتوتر لم تستطع اخفاؤه ليسالها : ما بك ؟
قالت بنبرة مهزوزة : قلقت لأني لم اجدك بجواري
اقترب وجلس جوارها على طرف الفراش وقبل وجنتيها : انا هنا حبيبتي
__ لماذا لم توقظني ، ومن اين اتيت بالفطور ؟
عدل من وضع الوسادات خلف ظهرها ليدفع جسدها برقة
الي الوراء ويناولها احد الشطائر : انا من اعددته
تذوقي شطائري السرية ، واخبريني برايك
نظرت اليه بتعجب لتقضم الشطيرة بترقب
ابتسمت : انها رائعة ، ما مكوناتها ؟
اتسعت ابتسامته : سرية حبيبتي ، هل اعجبتك ؟
__ جميلة ، سلمت يداك
وضعتها بالطبق مرة اخرى : ولكن لماذا لم توقظني لأحضر لك الفطور ؟
ناولها اياها مرة اخرى : الا استطيع تدليلك حبيبتي ؟
ابتسمت بحب لتساله : لم اتخيل انك تستطيع ان تسلق بيضة
انفجر ضاحكا : انسيتي اني عشت فترة لوحدي وانا ادرس
بالخارج ، تعلمت بعض الوصفات
اعتدلت بجلستها: لم تقص لي شيء عن هذه الفترة من حياتك
قفز وجلس بجانبها : لأنها ببساطة لا تحتوي على شيء
كنت ادرس واعمل بوقت فراغي ولا شيء اخر
سالت وهي تتعمد ان لا تنظر اليه : وحياتك العاطفية
ضحك ليشدها الي حضنه : لم يدخل الي قلبي احدا قبلك
نظرت اليه بتفحص : عشت سبع سنوات بأمريكا ولم تصادق أي من الفتيات ولم تكن لك حبيبة
ابتسم : الفتيات كانوا يكرهونني ، يلقبوني بالمغرور احيانا المتعجرف ودائما الجلف
قهقهت ضاحكة فنظر لها سائلا، قالت من بين
ضحكاتها: لأني اطلقت عليك هذا اللقب بعد اول مقابلة لنا بالشركة
ضحك: لنفس السبب الذي جعلك تطلقين علي هذا المسمى كانوا هن يبتعدن عن طريقي
نظرت اليه ليكمل : اطمئن قلبك الان
هزت راسها ايجابا : كنت أتساءل فقط
__ هيا تناولي فطورك لنستعد لاستقبال اخاك العزيز و زوجته
نظر الي ساعته الجديدة هدية عيد مولده : المفترض ان يصلا قريبا
ابتسمت : هل اعجبتك ؟
__ طبعا ، أتعلمين انها اول هدية احصل عليها وانا شاب
__ حقا
__ نعم ، فانا توقفت عن اقامة حفلات لعيد مولدي بعد ان كبرت واخر احتفال لي كنت بالثانية عشر ومنها لا احصل على أي من الهدايا ودائما انسى يوم مولدي
__ سعيدة انها اعجبتك
نظر لها : من اين علمتي بتاريخ ميلادي ؟ وكيف اشتريت الهدية وانت لم تخرجي بمفردك من يوم زواجنا ؟
ضحكت لتقول بعتب : من وثيقة عقد القران يا باش مهندس
وبحثت عن هدية تليق بفخامتك وانا اشتري جهازي
الي ان وجدت الساعة
هز راسه بفهم : آها ، تعالي نتصل بعمر ونرى اين هو ؟
ابتسمت له بحب واقتربت منه ، لتتصل بأخيها
شعرت بضيق يجثم على روحها فجأة ، لتتوتر ملامحها بطريقة لا ارادية راعه تغير وجهها المفاجئ
ليقترب منها : ما بك نور ؟
هل انت متعبة ؟
__ لا ، ولكني لا اعلم اشعر بالضيق
__ اجلسي واشربي قليلا من الماء حتى اكلم انا عمر
رن الهاتف الي ان انقطع الرنين ، ليتصل ثانية وهو يبتسم لها لتساله : الم يجيب ؟
هز راسه نافيا لتاتي هي بهاتفها وتتصل بعلياء

*********************

__ هل اقتربنا عمر ؟
فتحت عينيها ليقول ضاحكا : استيقظت اخيرا
نعم اقتربنا يا اميرتي النائمة
تثاءبت : انا اخبرتك اني انام دائما على حركة السيارة
ولا يوجد أي نوع من الترفيه لأظل مستيقظة
ضحك وقال مازحا : تريدني ان ارقص لك مثلا لأرفه عنك
ضحكت وقالت بمرح : فكرة عبقرية
نظر لها : يا سلام
قبلت خده : امزح حبيبي فكرت قليلا : لندير الراديو ليذهب بالملل قليلا
قال بهدوء : أديري مشغل الاسطوانات هذا به اغنية اعشقها منذ الصغر
نظرت له وهي تدير مشغل الاسطوانات : حقا ، ما هي ؟
ابتسم بغموض ليصدح صوت فيروز

موعود بعيونك أنا موعود
وشو قطعت كرمالن ضيع وجرود
فأنت عيونك سود
مانك عارفة مانك عارفة
شو بيعملوا فيا عيونك السود
موعود

عهدير البوسطة اللي كانت ناقلتنا
في ضيعة حملايا على ضيعة تنّورين
تذكرتك يا عليا
وتذكرت عيونك
يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين

عهدير البوسطة اللي كانت ناقلتنا
في ضيعة حملايا على ضيعة تنّورين
تذكرتك يا عليا
وتذكرت عيونك
يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين



ابتسمت بخجل لسماعها الاغنية ليردد هو معها بصوته الجميل وينظر لها : يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين
ضحكت بسعادة ليقول : طالما سمعتها وانا وحيد
وكنت ارتجف خوفا عندما يركب علي معي وادعو ان لا يدير المشغل حتى لا يسمعها ويغضب
نظرت اليه بتعجب ليقول بابتسامة كبيرة : لا اسمع غيرها ، هي الاغنية الرسمية للسيارة
ابتسمت وادارت عيناها بعيدا : لذلك تناديني بعليا عندما تكون سعيدا
شدها من يدها الي حضنه ليضمها : احبك عليا ، اهتمي بنفسك جيدا من اجلي
ارتعبت من جملته لتبتعد عنه وتنظر اليه بخوف : لماذا عمر تقول هذا الكلام ؟
ابتسم : لا شيء ، انا قلق من تعب معدتك لا اكثر
شعرت بقلبها يقبض من كلماته فهي اصبحت حذرة من النصائح بعد وفاة والدتها شعرت بانها توصيها لأنها ستتركها ولكنها لم تهتم وطردت هذه الفكرة السوداء من خيالها وعمر بوصيته هذه اعاد اليها هذه الذكرى المؤلمة
سالت بقلق فعلي : عمر انت بخير ، اليس كذلك ؟
ابتسم وادار راسه لها : نعم حبيبتي ، لا تقلقي
نظر لها بحب وبث اليها بعينيه مشاعره الرقيقة
وابتسم وهو يصفر بطريقة ذات مغزى، لتضحك برقة وتحمر وجنتاها وتشيح بوجهها بعيدا عنه انقلب وجهها فجأة واتسعت عيناها رعبا وهي تصرخ : احذر عمر
نظر امامه سريعا ليرى شاحنة ضخمة تقطع الطريق امامه
حاول ان يتفادها فكبح فرامل السيارة ولكنها لم تستجب اليه
ضغط بقدمه بقوة اكبر فلم يجد استجابة ادار السيارة حتى لا تصطدم بالشاحنة ولكنه لم يسعه الوقت لتصطدم السيارة بمؤخرة الشاحنة بقوة كبيرة فتطير بالهواء وتنقلب لتسقط بوسط الطريق

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 30-08-11, 06:47 AM   المشاركة رقم: 175
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الواحد والثلاثون


نظرت له وجسدها يهتز من التوتر
__ علياء لا تجيب على الهاتف
عبثت بأزرار الهاتف مرة اخرى لتضعه على اذنها وتقول بصوت مرتعب : ولا عمر ، ياسين انا قلقة بالفعل
حاول ان يسيطر على أعصابه التي بدأت تتلف قلقا على عمر وعلياء فهو عندما اتصل بعمر مما يقارب الساعتين اخبره الاخر انه تجاوز الاسكندرية و بطريق مارينا كان من المفترض ان يصل بعدها بساعة على الاكثر
قال مهدئا لها : اهدئي نور ، سيصل الان او يرد على الهاتف ، ممكن ان يكون نسيا الهواتف بالسيارة وذهبا الي أي مكان
نظرت له بتعجب : الي اين سيذهبان ياسين ، عمر يعلم اننا ننتظرهم
هم بالرد عليها ليقاطعه رنين هاتفها هتفت : انه عمر
سحب التليفون منها بحركة سريعة ليرد عليه وهو يشعر ان عمر سينقل له اخبار غير سارة : مرحبا عمر
__ السلام عليكم ، انت تعرف صاحب هذا الهاتف
__ انا شخص رأى الحادثة الذي تعرض لها صاحب هذا الهاتف وذهبت معه الي المشفى
ارتعشت يده بشده : اين هو صاحب الهاتف ؟
__ نقل الي المشفى هو و زوجته الناس انقذوه قبل ان تنفجر السيارة
اتسعت عيناه رعبا وقبض كفيه ليسيطر على اعصابه
ليبتعد عن نور قليلا : اعطني العنوان من فضلك ؟
املى عليه اسم وعنوان المشفى ليشكره ياسين ويغلق الهاتف وينظر لها ليجد الدموع تنهمر من عينيها

عندما سحب الهاتف من يدها شعرت بغضب فعلي منه ولكن عندما شعرت انه يتكلم مع شخص اخر غير عمر
غلب خوفها على غضبها لترهف سمعها وتراقبه بصمت شديد اطبق عليها عندما ارتعشت يده شعرت بان عمر بخطر حقيقي وعندما اتسعت عيناه خوفا تأكدت ان اخاها اصابه مكروه لتنهمر الدموع من عينيها
اقترب منها وقال بصوت منخفض : هيا نور ، لنذهب و نطمئن على عمر ، ان شاء الله سيكون بخير
اهتز جسدها بقوة وكادت ان تقع فرجليها لا تشعر بهما
ليمسكها بقوة من ذراعيها ويساعدها على الوقوف
__ اهدئي نور ، ان شاء الله سيكون بخير
لم تجرؤ على سؤاله عما حدث لأنها تأكدت من ملامح وجهه
ان الامر ليس على ما يرام ولا يبعث عن الاطمئنان
هزت راسها وهي تمسح دموعها ليهمس بإذنيها : كوني قوية حبيبتي ، و لا تقلقي سأكون بجانبك دائما



************************


استيقظت من النوم لتنظر اليه بهدوء ، تشعر بالغضب يعصف بها و الحب يملئها ، قلبها منشطر الي نصفين بين الحب وبين الغضب، عندما عاد البارحة تعاملت مع الامر كان لم يكن وكأنها لا تعلم شيء عن علاقته بالأخرى ، اندفعت الذكرى براسها لتشعر بان قلبها يئن الما
بعد ان هوت جالسة على الفراش مصدومة مما قاله ومن افعاله التي تشعر انها غير طبيعية ، فمنذ فترة تشعر بانه تغير بكل شيء ، وخاصة معها هي ، في بادئ الامر انكرت شعورها ولكن غريزة المرأة لا تخطئ ابدا ، الي ان تأكدت البارحة
فعندما خرج نسي هاتفه رن الهاتف كثيرا
فتجاهلته اكثر من مرة ولكن لم ينقطع الرنين الملح
مسكته بيدها وعندما ضغطت على زر الايجاب سمعت صوت انثوي غنج : مرحبا حبيبي ، هل انت نائم ام ماذا ؟
الجمتها الصدمة فتوقفت عن التنفس ليعلو الصوت مرة اخرى : ياسر ، لماذا لا تجيبني ، مرحبا
اغلقت الهاتف بقوة لتزفر نفس طويل يحمل كل ما تشعر به من الم وضيق ، الصدمة شملت حواسها فلم تفعل شيء غير الجلوس والانتظار والتفكير
لا تصدق انه يخونها ،ضرب السؤال عقلها لماذا ، ماذا حدث ، ماذا فعلت لكي يذهب الي اخرى غيري
أتحاسبين نفسك ، اساليه هو ، لا توجد امرأة اخرى بجمالك
لا توجد امراه فعلت لرجل ما فعلتيه انت له ، نكر كل شيء فعلتيه من اجله وباع حبك لأجل اخرى
لا ، ياسر لن يخونني قط ، واذا كان اتجه بمشاعره لمرأة اخرى فانا السبب ، كم مرة طلبني ان اهتم به قليلا
كم مرة طلب مني ان اخذ اجازة لنذهب الي المصيف
كم مرة طلب مني ان اخرج معه ليلا وكنت ارفض بسبب
الاولاد او عملي بالصباح الباكر
انت تدافعين عنه بعد ان خانك
لا اعلم الي الان اذا كان يخونني ام لا
واذا كانت هناك اخرى لن اتركه لها ابدا ، فهو زوجي ووالد اطفالي ، ولكن لن يضر ان اخذ حقي منه ايضا
انهت حربها الداخلية بقرار انها ستدافع عن بيتها ليس من اجله هو بل من اجل اطفالها فهم يستحقوا وجوده بحياتهم
دخل ليلا وهو يحمل هدية ضخمة ابتسم لها لتنظر اليه ولم تستطع رسم الابتسامة على شفتيها
اقترب منها وهي جالسة بغرفة المعيشة وتطعم عبد الرحمن ليقبل راسها وهو يهمس : اسف حبيبتي ، ارجوك سامحيني لم اقصد اغضابك ، كنت متعب ومتوتر من قلة النوم وانت ادرى بي
قالت بصوت هادئ نسبيا : طبعا انا ادرى بك من الناس كلها
نظر لها وتعجب من نبرتها ومن كلامها الذي حمل اليه معنى خفيا أبتسم مرة اخرى وقبل خديها : كل عام وانت معي و بجانبي دائما
انا بدونك لا اسوى شيء مريم
ابتسمت واجابت بغموض : وانت بخير
اذن انت تعاني من عقدة الذنب ياسر ، او عاد الي رشده ويريد ان يصلح ما اخطئ به او لم يفعل شيء وانا اظلمه بدون سبب
تنبهت على ضحكة عبد الرحمن العالية التي تنفرج من بين شفتيه مع ياسر فقط ، فهو الوحيد القادر على اضحاكه هكذا
ومهما حاولت هي او احد اخوته ان يضحكه يحن عليهم بابتسامة صامته فقط هذا اذا ابتسم
نطق ياسين بقهر : لماذا لا يضحك الي هكذا ؟
قال ياسر بمرح : انت يا مفعوص تريد مقارنة نفسك بي
__ ولما لا امي تقول اني اجمل منك ، واني عندما اكبر ستركض الفتيات خلفي
نظر لها ورفع حاجبيه ليستدير اليه : والدتك تعمل على رفع معنوياتك فقط
ردت سريعا : لا انا محقه ، فانت بعمره لم تكن جميلا هكذا
انفجرت ضحكة ياسين لتكمل هي بنبرة حيادية : انت جميل حبيبي ، كمن تسميت على اسمه
رفع لها راسه بحده ليقول بقوة : ياسين خذ اخاك واذهب به الي غرفتك ، انتبه اليه انت الان اصبحت رجلا وانا اعتمد عليك
انكمش من لهجة اباه ليسرع بفعل ما امره به
انصرف ليغلق الباب من خلفه وينظر اليها مطولا
قال بهدوء : ما بك ؟
نظرت اليه بغموض : لا شيء
جز على اسنانه ليسال بغضب مخفي : هل انت غاضبة مما فعلته ، انا اعتذرت لك
ابتسمت ابتسامة باهته : لا لست غاضبة
نطق ونبرة الغضب تعلو بداخل صوته : اذن ما هذه الخرفات التي تتفوهين بها ؟ المرة الاولى ظننت انك تجاملين ولدك فلم اهتم بمؤازرتك له امامي ، ولكن ان تتغزلين برجل اخر غيري لن اسمح بذلك ابدا
وقفت بهدوء امامه لتنظر بعينيه : لم اتغزل بأحد ياسر ، ثم الرجل الاخر هذا صديقك واخاك واخي وابن عمي وانت نفسك تقول لياسين انه جميل كياسين الكبير ، هل توجد مشكلة اني اردد ما قلته انت مسبقا
صرخ بها : نعم ، انا لا اسمح لك ان تصفي شخص اخر غيري
ابتسمت بدلال مقصود : المعذرة لم اكن اقصد اغضابك
لا تغضب حبيبي
قالت جملتها بخفة مقصودة لتخرج من الغرفة وتتركه يشعر بحيرة كبيرة من تصرفاتها الجديدة والعجيبة عليه
تبعها وهو يشعر بغضب فعلي من استخفافها به الواضح من صوتها ودخل الي غرفة نومهم بعاصفة اسكتته بإشارة من يدها حازمة نظر لها بغضب ليرى انها تنوم الصغير سيطر على اعصابه وقال بصوت منخفض
__ اعطيه للمربية ، لينام بالغرفة المؤثثة له خصيصا ولا اراه ينام بها ابدا
نظرت له بتعجب وهزت راسها رافضه لتتسع عيناه غضبا
قال بحزم وهو يحافظ على صوته منخفضا : اريد ان اخرج من دورة المياه ولا اجده هنا ، ولا تجعليني اردد كلامي ثانية
تركها لتبتسم هي ابتسامة متسعة تعلم جيدا كيف تستفزه وكيف تهدئه واذا كانت اهملته الايام الماضية دون قصد منها
ستريه الان انها تهتم به فعلا ، وستنسيه الاخرى تماما اذا كانت موجودة
فعلت ما يريده ولكنها تأخرت عمدا عليه اطمأنت على ابنائها والصغير خاصة واوصت به المربية
لتدخل الي غرفة نومهم فتجده جالس يشاهد التلفزيون
لم تقترب منه اطلاقا بل تعاملت كانه غير موجود بالغرفة
دخلت تأخذ حماما باردا لتنعش المياه عقلها وتهدئ اعصابها
فهي لا تريد ان تتصرف معه بطريقة خاطئة
فصوت الاخرى اعطها شعور بانها امرأة غير ملتزمة
ومن الواضح ان ياسر بالنسبة اليها صيد ثمين
انا مخطئة انا من اهملته ، ابتعدت عنه وانشغلت بأمور اخرى لا اهميه لها
انتبهت من دوامة افكارها على يديه القويتين تحيط بخصرها ليلصق صدره العريض بظهرها ويهمس بإذنها : اشتقت اليك حبيبتي
احمرت وجنتاها عندما وصلت بذكرياتها الي هذا الحد
لتبتسم له بحب وهو نائم وضعت اناملها على خصلات شعره المموجة وتنهدت مشاعره البارحة كانت صادقة لا يشوبها شيء ، شعرت كم هو مشتاق اليها وكم هي مخطئة ، لم تستوعب الي الان انه خانها مع امراه اخرى ، فكرت هل هي من تتقرب منه ، لمعت عيناها بتصميم سأذهب لأرى من هي واعرف الي أي مدى وصلت علاقتهم
ابتسم : اتركي شعري سيخرج بيدك
تنبهت انها ممسكة بشعره وتشد عليه بقوة ارتبكت : اسفه
رفع راسه وشدها اليه برفق وقبلها : صباح الخير حبيبتي
__ صباح النور
همت بان تنهض من جانبه ليمسك يدها : الي اين ؟
__ سأحضر لك الفطور
__ لا تذهبي الي أي مكان ، انا لا اريد ان افطر الان
__ ستذهب الي المشفى دون ان تتناول الفطور
ابتسم واراح ظهره على الفراش : لن اذهب الي المشفى اليوم
سأخذ اجازة واتمنى ان تستطيعي ان تستأذني اليوم من عملك
لنخرج جميعا وننزه الاولاد
ابتسمت باتساع : الفصل الصيفي انتهى ياسر وانا انهيت عملي وقدمت على اجازة الفصل القادم لانتبه اليك والي الاولاد
__ حقا ؟
هزت راسها بإيجاب لتتسع ابتسامته : حسنا سأرتب مواعيدي لنسافر الي أي مكان تختارونه وخاصة ان لا يوجد لدي عمليات جراحية الفترة القادمة
قام منتفض من الفراش : سأجري بعض الاتصالات واتخلص من مواعيد العمل عدي الحقائب
__ هكذا سريعا
اقترب منها ليحاوط خصرها بيديه : نعم لا اريد ان اضيع دقيقة واحدة دون ان نستمتع بها
ابتسمت وهي تتبعه بعينيها وهو يخرج من الغرفة
هذا هو ياسر من احبته وتزوجته ليس الاخر ، ولكني عند قراري سأعلم من هي ومدى علاقتها به

************************

اندفعت مهرولة بأروقة المشفى وياسين يتبعها
ذهب ليسال عن مكان عمر بالاستقبال ليجدها تندفع راكضة نحو سرير متحرك يدفعونه الممرضين
ذهب خلفها ليجد عمر راقد على السرير انقبض قلبه من رؤية عمر فهو بحالة يرثى لها


تبكي بانتحاب وهي تشاهد اخاها والدماء تغطي وجهه وجسده
ركضت بجانبه وقالت من بين دموعها : عمر هل تراني ، هل تسمعني ؟
رفع يده لتلامس اطراف اصابعه ذقنها لتهوى يده ساقطة
وتصرخ هي بقوة : عمر ، عمر
دخلوا به الي منطقة العمليات ومنعوهم من اللحاق بهم
امسكها ياسين من كتفيها وهو يحاول ان يبقى قويا من اجلها
رمت نفسها بين ذراعيه لتبكي بنشيج حاد ، شعر انها لا تستطيع الوقوف ليسندها الي الكراسي الموضوعة ويجلسها ويجلس بجانبها
نطقت بألم وحزن يقطر من صوتها : سيذهب ويتركني ، سيذهب هو الاخر ، اريده ان يبقى بجواري هو اخي وابي وكل ما لدي هنا ، اذا ذهب اريد ان يؤخذني معه
تصلب من كلماتها وجمدت يداه ، وشعر بألم من كلماتها القليلة ، فكر انها ليس بوعيها ياسين هل ستحاسبها على صدمتها ، ولا تنسى انها تعرضت لصدمات كثيرة من قبل ولا تقوى على تحمل المزيد
احتضنها مهدئا : انا بجانبك نور ، لا تحزني ، انا معك
دفنت نفسها بين ذراعيه لتشعر بالأمان الذي ستفقده اذا رحل عمر
رأى طبيب صغير السن خارج امامه ليبعدها عن حضنه ويقف متجها اليه لتنتبه وتتبعه راكضة
__ انتم اهل المريض ؟
__ نعم ، كيف حاله ؟
زفر الطبيب بياس : لقد سيطرنا على النزيف واذا مرت الاربع وعشرون ساعة القادمة على خير ،سينجو ان شاء الله
شحب وجه ياسين وهز راسه بألم وتمتم : اشكرك
هم بالانصراف لتساله بصوت مبحوح : الفتاه التي اتت معه
كيف حالها ؟ واين هي ؟
__ انها بالدور السابع ، هي الان بغيبوبة منتظر ان تفيق منها خلال اربع او خمس ساعات تقريبا
هي بخير مجرد بعض من الكسور
تنحنح : ولكنها تعرضت للإجهاض ، الجنين لم يكمل شهره الاول ،ولذلك فقدته بسهوله ، استأذنكما واي اخبار جديدة سأبلغكما بها
انهمرت الدموع من عينيها لتنظر الي ياسين وعيناها متسعتين من الصدمة ليضمها الي صدره
يشعر بالتمزق فالمصيبة كبيرة هذه المرة ، ويشعر بانه مقيد ولا يستطيع فعل شيء سوى الانتظار
وكم هذا الانتظار قاتل له ولها
قال بنبرة حزينة : تعالي نور ، لنطمئن على علياء
ذهبت معه بصمت وهي تشعر انها سائرة بفراغ كبير لا ترى ما حولها ولا تسمع ما يحدث ، الوجود حولها معتم
اسود اللون يبعث على الكأبة وتريد ان تهرب من هذا الشعور المؤلم الفظيع الذي يجثم على صدرها
تراه هو فقط ممسك بيدها ويشدها ، النور يأتي من جسده و كانه مصدر الاضاءة تريد لهذا النور القوي ان يختفي تريد ان تشعر بالظلام والراحة تكتنفها فالنور مصدر ازعاج لها مدت يدها تلمس كتفه لينطفئ النور وتشعر انها بسبات عميق

شدها من يدها لتسير معه ليشعر بانها تلمس كتفه التفت اليها ليفاجئ بسقوطها بين يديه صرخ بقوة : نور


**************************


رن جرس الباب لتركض اليه فاتحة وتهلل بصوت عال
__ بابا ، اشتقت اليك
اتبعت جملتها بان قفزت الي حضنه ولفت ذراعيها حول عنقه ، وضمته بقوة

ضمها الي صدرة بقوة كبيرة وهو يستنشق خصلات شعرها الحريرية البنية ويشعر انه بالجنة
تنهد داخليا وهو يروي شوقه الي ابنته حبيبة قلبه ونور عيونه يكفيني هذا الدفء الذي يغمرني بقربك جنى
قبل راسها ووجنتيها ليدلف الي داخل الشقة فيشعر بغصة تجتاحه عندما وقع بصره عليها

رن جرس الباب لتنتفض جنى وتركض لتفتحه كعادتها
قالت بصوت منخفض : انتظري جنى لنرى من القادم
وضعت طرحتها على عجل وذهبت خلف ابنتها لتشعر بان قواها خارت عندما علمت ان علي هو القادم ابتلعت ريقها بصعوبة واستندت بجسدها على جانب الاريكة وهي تنظر اليه
شعرت بالشوق يغمرها اليه ولكنها لن تستطيع الاقتراب منه
فهي لا تقوى على تحمل ان ينبذها بعيدا عنه او يصدها
فآثرت ان تبقى كما هي حتى تعلم ماذا سيفعل

نظر اليها بغضب معلن واشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يسال نفسه ما بها وجهها متعب وشاحب هل هي مريضة ام متعبة
فلتذهب الي الجحيم لا علاقة لك بها انت عائد من اجل اطفالك ، لابد ان تطمئن عليها من اجل صحة طفلك الذي تحمله ، لا لن اطمئن عليها وبم انها تستطيع الوقوف فهي بخير من فضلك اصمت قليلا ولا تنتهز الفرص لتقنعني بأشياء لا اريدها ، انت تضحك على نفسك علي لا تريدها انها انفاسك التي لا تستطيع ان تحيى بدونها
لا تنكر انك مرضت عندما تركتها وذهبت ، لا انا لم امرض بسببها و اخرس من فضلك
هز راسه بضيق وزفر بغضب وذهب الي غرفة النوم



واقفة تنتظر ماذا سيفعل ، لترى ملامح وجهه وهي تتغير بانفعال واضح لتفاجئ بالغضب يحل على وجهه و هو يهز راسه بضيق ويزفر بغضب
تفاجأت بذهابه الي غرفة النوم دون ان يسلم عليها
ماذا تنتظري بعدما فعلتيه اية ؟ اذهبي انت اليه وتكلمي معه
و تجنبي المشاجرة معه حتى لا تتوتر ابنتك او تسمع ما يحدث بينكما

دخلت الي الغرفة ، لتراه جالس على الفراش ويضم يديه بقوة
همست : حمدا لله على سلامتك
جز على اسنانه واغمض عينيه بألم وهو يلوم نفسه على عودته ويلوم نفسه اكثر على قلبه الذي ينبض بها
ما زال نبرات صوتها تثير مشاعره ، انت تحبها علي
لا تنكر بل تعشقها ضم يديه وهو يشعر بالغضب يتصاعد الي راسه وعقله يهتف خانتك علي لا تجعلها تؤثر عليك
وقف منتفضا وهو يقول بصوت غاضب لكن منخفض
__ اسمعيني جيدا ، انا عدت من اجل اطفالي انت لا تعني الي شيء ولا اريدك انت تقتربي مني ولا تتكلمي معي
سأنقل اشيائي الي غرفة المعيشة وسأنام هناك
شعرت بغصة كبيرة من كلماته وترقرقت الدموع بعيونها
لتقول بألم : لا علي ، امكث بغرفتك وانا سأمكث مع جنى
وانام بجانبها
هم بالرد عليها ليرن هاتفه نظر اليه : اهلا عمرو كيف حالك؟
__ اهلا علي ، انا بخير الحمد لله كيف حالك وحال اسرتك؟
__ بخير ، اين انت ؟ لم اجد سيارتك بالأسفل
تنحنح : انا عند ياسين ، اسمعني علي ولا تقلق من فضلك
توتر من طريقة عمرو الجدية : ماذا حدث عمرو ؟
__ ياسين اتصل وابلغنا ان عمر تعرض لحادث و تم نقله هو الي المشفى
شعر بقلبه يهوي بين قدميه : هل اصابه مكروه ؟
__ لا اعلم علي ولكني سأذهب الي ياسين فيوسف لن يستطيع كما تعلم ، وسامر عليك لنذهب سويا
__ سأنتظرك
راعها ملامح وجهه القلقة لتساله عندما اغلق الهاتف
__ ماذا حدث علي ؟
نظر اليها بصدمة وهو يجلس على الفراش : عمر تعرض الي حادث ونقل الي المشفى ، عمرو لم يفسر لي ماذا حدث ؟ ولا اعلم اذا كان علياء اصابها مكروه ام لم تكن معه من الاصل
شهقت بفزع ووضعت يدها على فمها ، اقتربت منه تلقائيا وجلست بجانبه رتبت على كتفه بحنان : اهدئ علي ، لا تقلق
ستجدهم بخير وصحة وعافية
للحظه كان سيرمي نفسه بأحضانها لتخفف عنه وينسى همه عندها كما كان يفعل دائما وتطمئنه ان الامور ستكون بخير
ولكنه نظر لها وسال باستهزاء : هل تتمنين ذلك من قبلك اية؟
ام تبرعين في تمثيلك علي كما كنت تفعلين دائما
نظرت له بصدمة : لا علي لم امثل عليك بشعوري يوما
وانت تعلم ذلك جيدا ، ولم اتمنى يوما ان يصيبهم مكروه
ان شاء الله ستطمئن عليهما
اشاح بوجهه بعيدا عنها لتتنهد بألم ، وقفت وهي تفكر انه لن يغفر لها بسهولة ولابد انها تنتظر وتصبر حتى يعود كما كان
اقتربت منه بهدوء وقبلت راسه لتنصرف سريعا من جانبه حتى لا يؤذيها اكثر بكلماته الجارحة

لم يتخيل انها ستقدم على فعل شيء كهذا بعد كلماته الجارحة لها ، فكبرياءها لا حدود له اغمض عينيه وهو يزفر بضيق
يشعر بقلق كبير على علياء وعمر ، ولا يتخيل ان يصيب احدهم مكروها ، لا يتخيل ان يفقد اخاه وصديق عمره ولا يتخيل ان يفقد شقيقته و بكريته التي راها تكبر كل يوم امام عيناه
لا علي لن تصل الي هذا الحد ان شاء الله لن يحدث لهما شيء

************************

جالس بجانب سريرها بالمشفى وهو يشعر بثقب كبير في قلبه
الي هذا الحد هي مرتبطة بأخيها ، لم يتخيل انها ستفقد وعيها من صدمتها على عمر ، الطبيب اخبره انها بخير وستفيق بعد قليل وانها اصيبت بصدمة عصبية فقدت على اثرها الوعي
ولكنه يشعر انها فضلت الذهاب الي الغيبوبة على ان تظل بجانبه اذا فقدت عمر ، تنهد بألم
ونظر اليها بعشق امسك يدها وقبلها بحنان فائق
شعر بها تشد على يده بأصابعها : نور ، حبيبتي جاوبيني
تأوهت ليقترب منها اكثر ويحسس على شعرها : نور


الظلام يحيطها وتشعر ببرودة في اطرافها
الخوف يملئ قلبها وتشعر برجفة داخلية تجتاح قلبها
فجأة شعرت بالدفء يغلف يدها وانفاس حارة تصطدم بالبرودة المحيطة بها لتطردها بعيدا عنها وتهدئ من رجفة قلبها ، تمسكت بهذا الدفء الذي احاط بها لتسمع صوته الدافئ الحنون وهو ينادي عليها ، حاولت ان تفتح عينيها
ولكن الضوء المها بشدة فتأوهت شعرت به وهو يقترب منها ويحسس على راسها بحنانه المتدفق وينادي مرة اخرى
__ نور
قالت بوهن وهي تحاول النظر اليه : ياسين ، عمر كيف حاله؟
اقترب اكثر منها واحاطها بذراعه : انه بخير الي الان ، كيف حالك حبيبتي ؟
اقتربت منه : انا متعبة ياسين ، اشعر ان قلبي سيتوقف من شدة الالم الذي اشعر به
قال بنبرة لم يستطع ان يخفي منها الالم : تريدين ان تتركيني نور ؟
نظرت له وهي تشعر بالألم يزداد عليها : لا خائفة ان تتركني انت الاخر
بكت بكاء حاد ليضمها الي صدره بقوة : حبيبتي توقفي عن البكاء ، لن نتركك عمر سيكون بخير وانا سأظل بجانبك دائما ، اضاف مازحا : الي اين سأذهب انت قدري
ابتسمت من بين دموعها : انت تتذمر مني
ابتسم بحب : لا حبيبتي اعترف بالواقع فانت اجمل قدر
خيم الحزن عليها مرة اخرى : اريد ان اطمئن على علياء
تنهد بألم : سالت الممرضة المختصة بحالتها منذ قليل لم تفق الي الان ، استريحي قليلا ولنذهب عندما تشعري بتحسن
استندت عليه لترفع جسدها : لا سأذهب اليها الان ، اريدها ان تشعر اننا بقربها
هز راسه بتفهم : حسنا سآتي لك بكرسي متحرك لتذهبي اليها
فجسدك لا يقوى على الحركة
هزت راسها بالموافقة ليأتي لها بالكرسي ويحملها ليجلسها به
لم تقوى على الاعتراض فهي تشعر بألم شديد في جسدها كله

دفعها ياسين الي ان وصلا الي غرفة علياء ليدلفا الي الداخل بهدوء ، انهمرت دموعها وهي ترى علياء ممده على السرير امامها ، نصف وجهها الايمن متورم على اثر كدمة كبيرة تغطي عينها وخدها ، توجد خدوش كثيرة تملئ وجهها ورقبتها ، ويدها اليمنى مجبسة
اشاحت بوجهها الما من مظهر صديقتها ،وهي دموعها تنهمر بغزارة وتفكر كيف ستتقبل الصدمة عندما تفيق وتعلم انها فقدت طفلها من عمر ، عمر الذي لا تعلم اذا كان سينجو ام سينتقل الي رحمة الله
ازداد بكائها ليتحول الي انتفاضات و تشنجات ليخرج بها ياسين من الغرفة سريعا ، اخذ صوت بكائها يعلو وانتفاضاتها تزيد جلس امامها واخذها بين ذراعيه وضمها بقوة : اهدئي نور ، ستكون بخير الطبيب اخبرنا انها ستكون بخير
في ظل تهدئته لها رأى علي وعمرو مقبلين عليه ومعهم نهى
تنفس براحة فوجود نهى بجوار نور هذه الايام سيخفف عنها قليلا

تقدم الي ياسين في حركة سريعة وهو لا يستطيع السيطرة على القلق الذي يشعر به
__ اين هما ياسين ؟
ردت هي من بين دموعها : عمر سيذهب ويتركني علي
لن اراه بعد الان
قال بقوة وهو ضائقا منها لمخاطبتها لعلي : اهدئي نور ، انه بخير
نظر لهم واردف: حمد لله على سلامتكم ،
اقترب من نهى : من الجيد انك اتيتي ، ابقي بجوارها نهى وحاولي ان تخففي عنها
__حاضر ياسين ، لا تقلق
__ تعال علي انا اريدك ان تقابل الطبيب لتطمئن بنفسك عليهما
ابتعدا عنهم ليمسك علي يده ويساله
__ ما الذي اخبرك به الطبيب و لا تريد ان تبلغني به وتفضل ان اسمعه من الطبيب
تنهد ياسين بقوة : اسمعني جيدا علي ، علياء الان تحتاج من تستند عليه وخصوصا في وضع عمر الراهن
ارتجفت يده الممسكة بيد ياسين بقوة ليضع ياسين يده الثانية على يده ويشد مؤازرا : ان عمر حالته خطيرة وهو الان بالعناية المركزة والطبيب اخبرني اذا مرت الاربع وعشرون ساعة القادمة ولم يحدث له شيء سينجو ان شاء الله
قال بصوت يكاد ان يسمع : وعلياء
__ انها بخير الحمد لله ،مجرد كسور بسيطة
كح بقوة ليكمل : ولكنها تعرضت للإجهاض
اتسعت عينا علي وترقرقت الدموع بهما : هل كانت حامل ؟
قال ياسين بأسف : الطبيب اخبرنا بانها كانت في الشهر الاول ولذلك فقدت الطفل بسهولة
شعر علي بصداع قوي يصيب راسه : هل هناك شيء اخر اخبرك به الطبيب ياسين ؟
تنهد ياسين وهو يربت على كتفه : لا علي
نظر له ليذهب الي غرفة اخته سريعا وينظر اليها بألم وحسرة على ما اصابها تبعه ياسين بهدوء ليقف بعيدا
ابتلع غصته ونظر وراءه ليقول بنبرة حزينة : اريد ان ارى عمر
__ تعال معي


ذهبا معا ليقفا خلف الزجاج ينظرون الي عمر
اسند علي راسه على الزجاج ، يشعر بألم شديد وهو يرى اخاه وصديق عمره مقيد الي الاسلاك والاجهزة
نظر اليه وناجاه بعينيه من الذي سيقف الي جواري الان عمر ، كنت الي جواري بكل مصيبة تصيبني
كنت صخرتي التي ارمي عليها كل همومي
كنت تشد من ازري وتدفعني الي عمل الصواب
اندفعت الذكريات الي عقله يوم وفاة والده ويوم ان اصاب جنى التهاب الشعب الهوائية وكاد ان يفقدها ، ويوم وفاة والدته ومنذ يومان وهو يخفف عنه دونما يدري ما به وما سبب المه وتعبه
الان ماذا سأفعل ؟ من سيؤازرني ويشير علي بالصواب
كيف سأبلغ علياء بأمرك وكيف سأبلغها بفقدانها لطفلكما
كيف سأنظر اليها واطمئنها عليك
تنبه من افكاره على قطرات من الماء تسقط على يديه
ليفاجئ بان دموعه تتدحرج على وجنتيه
تنفس بعمق و مسح دموعه بكفيه وهو يفكر بطريقة يخبر علياء بما اصابها واصاب عمر


ينظر اليه بألم وهو يفكر بان نور ستفقد عقلها اذا ما حدث له أي شيء ، فهي منهارة الان واذا تطور وضع عمر الي الأسوأ ستصاب بانهيار عصبي حاد
نظر الي علي ليرى دموعه التي تسقط من عينيه
شعر بالألم يجتاحه اكثر وفضل ان يترك علي بمفرده
ابتعد قليلا عن علي ليرن هاتفه نظر ليجده حسام
ضرب راسه بقبضته فهو نسى تماما امر الشحنة
__ مرحبا حسام ، انا مشغول اليوم ولن استطيع ان اتي الي الميناء
__ لا سيدي ، انا استلمت الشحنة البارحة وارسلتها الي الاماكن المتفق عليها
سال بتعجب: كيف ؟ الا تحتاج الي توقيعي ؟
__ لا سيدي كنت اظن ذلك ولكن الشحنة اتية باسم مكتب الاسكندرية وانا مدير المكتب ولذلك استلمتها بتوقيعي انا
تنهد بارتياح: ممتاز حسام، شكرا جزيلا لك
تنحنح حسام : انا اتصل بسيادتك لان لدي خبر سيء للغاية
قال ياسين بترقب: تكلم حسام سريعا ، فاليوم يوم الصدمات
__ مشروع الشاليهات اخبرني المهندس المسئول عنه اليوم ان الوحدة الاولى هدت بالكامل
صاح ياسين بقوة : نعم
__ مع الاسف لقد ذهبت الي هناك وتأكدت بنفسي الشاليهات التي بنيت غير موجودة والاساسات عبث بها بحيث اننا لن نستطيع ان نعتمد عليها بعد الان
ارتكن بجسده على الحائط وعيناه تتسع بغضب فهو الان متأكد من هوية من فعل كل هذا
قال امرا : حسنا حسام ، ابلغ الشرطة وانا سأتصل بمعارفي لأجعلهم يهتموا بالأمر ، واخبر المهندس ان يعمل في الارض بشكل سريع بحيث الا يتوقف العمل بالأرض اطلاقا حتى يصلوا الي ما كان عليه المشروع
اغلق الهاتف وهو يشعر بانه يرتجف من الغضب
لم ينسى ابدا ثأره من هذا الشخص الكرية ولكن من الواضح ان اسلوب التعامل الشريف لن يجدي نفعا معه
لا يعلم كيف ان يكون هذا بشر انه لا ينتمي الي الجنس البشري اطلاقا كيف يفعل هذا بابن اخيه
زفر بقوة وهو يشعر ان المصائب لن تتوقف عند هذا الحد


********************

__ ما بك حبيبتي ، هذه المرة الرابعة التي تدورين بها حولي ؟
نظرت له بقلق وجلست وهي تفرك اصابعها ببعضها بتوتر
ابتسم لها وامسك يديها وقال بهدوء : بسنت ماذا حدث جعلك متوترة هكذا ؟
ردت ببطء : انه علي مررت به وانا عائدة من عملي لم اجده بالمنزل واتصل به على هاتفه لا يجيب ، وانا قلقة عليه بالفعل
ابتسم لها بمرح : ممكن انه عاد الي منزله ، هل اتصلت به هناك ؟
نظرت له بضيق : لا لم اتصل ثم انه غاضب من اية لن يعود اليها بسرعه هكذا
اتسعت ابتسامته : هل هو اخبرك ، ام انه استنتاج فخامتك
مطت شفتيها بضيق : لا لم يخبرني ولكني شعرت به
ضحك لتشيح بوجهها عنه ابتلع ضحكته وأقترب منها
__ لماذا الغضب حبيبتي ؟ انت تعلمي جيدا ان علي يعشق اية بجنون ثم ان السبب الرئيسي في مرضه هو المشاجرة التي حدثت بينهما والتي لم يخبر احدا عنها
ومن الافضل لهما ولجنى ان يتصالحا ويعود الي المنزل
اليس هذا كلامك بسنت ؟
نظرت اليه وتنهدت : نعم ، وانا متمسكة برايي التصالح بينهما من اجل صالح جنى ، ولكني كنت اتمنى ان يؤدبها قليلا لتشعر بقيمته ووجوده في حياتها
__ يستطيع تأديبها وهو موجود بالبيت بسنت ، ثم لم اسمع من قبل عن رجل يتشاجر مع زوجته فيترك البيت ، ان المرآه هي من تفعل ذلك دائما
نظرت له بغضب والشرر يتطاير من عينيها وقالت بنبرة قوية: ماذا تقصد محمد؟
تنبه الي ما قاله بحسن نية : لا لم اقصد شيء ، انا متعجب من موقفه لماذا لم يرسلها لبيت اخاها ،بدلا ان يترك لها البيت ويذهب
تنفست بقوة : ان علي مختلف في انفعالاته ، كان دائما عندما يغضب يتركنا ويذهب الي أي مكان ، الي ان يهدئ
__ كفي عن قلقك ، واتصلي به في منزله لتطمئني عليه
او انتظري الي الغد اتركيهم يحتفلوا بالمصالحة بينهما
غمز بعينه لتضربه بخفة على كتفه : تهذب
ضحك بحب لها لتقول بقلق : محمد اريد ان اطلب منك شيء
اقترب منها واحاطها بذراعه : امري حبيبتي ، انا كلي تحت امرك
__ اريد ان اذهب الي الطبيبة غدا لنتفق معها على اجراءات العملية
نظر لها بهدوء : لماذا بسنت ، لماذا ستجرين العملية الان ؟
قالت وهي تحكم السيطرة على دموعها : تعبت من الانتظار
لن استطيع الانتظار اكثر من ذلك
__ ولكن الطبيبة اخبرتنا انك ستحملين طبيعيا اذا استخدمت الدواء كالمرة الماضية ولكننا نحتاج الي الوقت
__ تعبت محمد واشعر باني فقدت الامل في هذا الدواء
تعبت وانا كل يوم الاعب اطفال ليسوا اطفالي ، وافكر بان كم هو ممتع ان تلعب مع طفلك انت وتراه يكبر امامك ويقلد تصرفاتك انت اريد طفلا لي يحمل ملامحي وعيناك التي تشع منها الطيبة والحنان
سقطت الدموع من عينيها : تعبت وانا ارى الاطفال يهرعون الي امهاتهم ويتركوني خلفهم كل يوم ، وكل يوم ادعي القوة والتحمل والصبر واتمنى ان غدا سياتي طفلي الذي يهرول الي انا دون عن كل الناس الاخرين ، تعبت محمد تعبت
اجهشت بالبكاء ليحتضنها بين ذراعيه ويغمض عينيه الما
فكل ما تشعر به يشعر به هو الاخر كم شاهد الاباء وهم يلعبون مع ابنائهم وتمنى ان يكون بمكان واحد منهم ، كم يشعر بالغيرة عندما يتكلم زملائه عن ابناؤهم ويشتكون من شقاوتهم التي لا حدود لها وكم دع الله ان يرزقه بطفل طفل واحد وليكن كما يكون سيتحمله كما هو ، يشعر بالمها فهو نفس الالم الذي يحاول دفنه بأعماقه من اجلها حتى لا يفقدها فكل ما يشعر به لا يوازي شيء امام شعوره بألم ان يفقدها
فهي حياته كلها واذا يريد طفلا يريده منها هي
قال مازحا ليخفف عنها : ولكني لا اريده ان يحمل عيناي الضيقة ، اريده يشبه امه الحسناء التي فتنتي من اول مرة اراها بها
رفع راسها ومسح دموعها ونظر اليها بهيام : أتتذكرين بسنت؟
ابتسمت وقالت بصوت محشرج : طبعا ، هل استطيع ان انسى ، كم كنت ثقيل الدم معي ؟
قهقه ضاحكا : صراحة شعرت بالغيرة من هذا العلي فحظه هذا اليوم ان جميع عملائه من السيدات الحسناوات وانا كل عملائي من الرجال كبار السن ، وعندما رايتك اول مرة شعرت بشعور غريب لم اشعر به من قبل وعندما سالتي عن علي بالاسم شعرت بغيرة شديدة تجتاحني
اكملت : ولذلك تكلمت معي بعصبية شديدة
اطرق راسه حرجا : كنت اظن انكي صديقته فانا رأيت زوجته من قبل وغضبت منه بشده ، فمن يتزوج امرأة جميلة بهذا الشكل المرعب ماذا يريد ليصادق امراه اخرى ؟
ضاقت عينها وقالت بغيرة لم تستطع اخفائها : اذن انت ترى ان ايه جميلة ؟
ابتسم : نعم ، لا احد ينكر انها فائقة الجمال ولكنها لا تروق لي
ابتسمت ليكمل : وعندما علمت منه اليوم التالي انك اخته لم استطع ان امنع نفسي من طلب الزواج منك
ابتسمت ونظرت امامها وكأنها تتذكر : عندما اخبرني علي ان احد زملائه يطلبني للزواج رفضت بحجة اني لا اعلم عنه شيء ولكن علي قال لي يومها تعرفي عليه ، سأرتب موعدا معه لتريه وتتكلمي معه واذا شعرت بالقبول نتمم الخطبة لتتعرفي عليه اكثر الي ان تقرري الزواج منه
عندما رايتك شعرت بصدمة عمري ، وكنت اريد العودة الي المنزل بدلا من تضييع وقتي معك
ولكن نظرة من عيني علي جعلتني ابتلع اعتراضي واجلس مرغمة
__ جلست ولم تنطقي بحرف وكدت ان اموت رعبا فرفضك لي واضح كوضوح الشمس الي ان تركنا علي وهو يستأذن بالذهاب الي دورة المياه
شعرت بانها فرصتي الوحيدة واذا لم اغتنمها سأفقدك والي الابد
ابتسمت: كنت سأقتله عندما تركنا وذهب ولأول مرة بحياتي لا اعرف ما المفترض علي فعله
احمرت خجلا وهي تكمل : وعندما جلست بالكرسي المجاور وهمست لي بان اتعامل معك من الان ولا اضع الموقف السخيف الذي حدث بيننا من قبل في حساباتي شعرت انك صادق و شعور عجيب بالألفة احتواني لدرجة اني نظرت اليك دون خجل لأرى اطيب عينان بالوجود
اسرتني نظرة عيناك التي تشع منها الطيبة والحنان
همس : اذا كانت اسرتك عيناي فانت امتلكتني من اول نظرة من عيناك الشقية الضاحكة
ابتعدت عنه قليلا : هل ستذهب بي الي الطبيبة غدا ؟
هز راسه بالإيجاب : وهل استطيع الرفض يا قلبي ؟ انا قلت لك من قبل انا تحت امرك



*******************


__ ياسر هاتفك يرن
طل براسه من دورة المياه : تجاهليه
__ انها رابع مرة يرن بتواصل
خرج وهو يلف المنشفة حول خصره ويجفف شعره بمنشفة اخرى
قال ضائقا : من هذا الغلس الذي يتصل دون انقطاع ؟
نظرت الي الهاتف : انه رقم غريب غير مسجل
مسك الهاتف لينظر له ويعقد حاجبيه : مرحبا
صدح صوتها العال : اين انت ياسر ؟ لماذا لا ترد على اتصالاتي ، ثم اتيت اليوم لأجد انك رتبت اجازتك دون ان تخبرني بها
دارت مقلتيه البنيتين بتوتر لينظر بطرف عينه الي مريم القريبة منه وهي تدور بالغرفة وتفرغ الحقائب فهما وصلا الي شقتهم الواقعة بالغردقة منذ قليل قال بجدية : مرحبا بك دكتورة سلمى ، الدكتور مصطفى سينوب عني بالحالات التي اتابعها وتستطيعين ان تتمرني معه
__ ماذا يحدث ياسر ولماذا تتكلم معي بجديه لم اعتدها منك من قبل ؟
زفر بضيق وهو يشعر بمدى الخطء الذي تورط به في غفلة من عقلة : من فضلك يا دكتورة انا مشغول هذه الايام فأرجوك توقفي عن الاتصال بي لتتكلمي معي بالحالات الطيبة المسئول عنها واستشيري الدكتور مصطفى فيما تريدينه وعندما اعود لنا حديث مطول معا
اغلق الهاتف بحدة ولم ينتظر سماع ردها ونظر الي مريم الذي لم تلتفت له حتى ولم تهتم بالمكالمة من الاساس
كح وهو يشعر بتوتر من ان تكون تناهى الي مسامعها صوت سلمى العال وكلماتها التي تنوه عن علاقة غير طبيعية بينه وبينها اقترب منها وهو يتفحص ملامح وجهها ابتسم بتوتر لتسال هي بهدوء : من ياسر ؟
نظر لها وهو يتنهد داخليا فهي من الواضح انها لم تسمع أي شيء مما دار في مكالمته الهاتفية : لا شيء ، انها الطبيبة التي تعمل و تتدرب معي
__ هل هي من تلامذتك ؟
__ كانت السنة الماضية ، ولكنها اصبحت طبيبة الان ، ولكنها تعمل تحت اشرافي فهي مهتمة بجراحة القلب
نظرت له وابتسمت بنعومة وسالت بابتسامة مراوغة
__ مهتمة بجراحة القلب ام مهتمة بك ؟
صعق بشده من السؤال واصفر وجهه ليقول بارتباك
ملحوظ : ما الذي تقولينه مريم ، كيف تفكري بهذه الطريقة ؟
ابتسمت وهي عيناها تشع غموضا : ما بك ياسر انا امزح معك ، انها مزحة ، ما الذي اربكك هكذا ؟
لفت ذراعيها حول عنقه : هل هذه الطبيبة الصغيرة معجبة بك حقا وهذا ما ازعجك من كلامي ؟
انتفض : لا طبعا ، انا تعجبت من تفكيرك
ابتسمت وقبلت خده بلطف : كانت مزحة حبيبي ، انا اشك بنفسي ولا اشك بك ياسر
احمر وجهه بشده و ابتلع ريقه بصعوبة ، ليبتسم بتوتر : سأرتدي ملابسي ونخرج جميعا لتناول الطعام ، هيا ابلغي الاولاد واجهزي
ابتسمت : حاضر حبيبي
تركته وانصرفت وهي تجاهد الا تضحك بصوت مسموع على مظهره المرعوب مما قالته ، تشعر بسعادة فهي تأكدت ان علاقته بهذه الطبيبة اللعوب لا تتعدى عن تبادل بعضا من الاحاديث اكيد مال اليها ياسر في خضم انشغالها هي عنه ولكنها ستستعيد الامور كما كانت
وها هو عاد كما كان لم يبلغها بسفره ولا اجازته اذن هو لم يهتم بها بالدرجة الكافية ليخبرها بأموره الشخصية ،ثم انه نسى امرها تماما عندما ابلغته بإجازتها ورتب امور عمله ليسافروا كما يفعلون دائما اذن سنعود الي القاهرة ياسر وانت لا تذكر عن هذه الطبيبة أي شيء


تنفس بتوتر وهو يفكر هل هي مزحة بالفعل من مريم
ام انها تشعر بشيء جعلها تتفوه بهذه الكلمات
ولكنها اذا شعرت بشيء لن تصمت وتتعامل معه بطبيعية
فهي لم تتغير اطلاقا في معاملتها معه ، فهي كعادتها
لا تفكر ياسر انت تفهم مريم اكثر من نفسك اذا تشك بك ستتغير ولو قليلا ، لا تتوتر بدون سبب واكمل اجازتك
كما خططت لها ، وعندما تعود الي عملك اعد الامور بينك وبين سلمى الي نصابها القديم ، وتعلم جيدا من هذا الدرس فليس كل مرة ستسلم الجرة


************************

ارتعبت من شكل الشاحنة الضخمة وهي ترى انهما متجهين اليها لتصرخ : احذر عمر
شعرت به وهو يحاول ان يتفادى الشاحنة بكل قوته
ولكنه لم يستطيع وسيارته خانته صرخ بها : اخفضي راسك
لم تستطع الحركة وصدح صوت الاصطدام عاليا لتشعر بالسيارة وهي تطير عاليا لترى صفحة السماء الزرقاء
لتنقلب وتسقط بقوة صرخت وهي تغمض عينها من قوة الالم الذي شعرت به بذراعها فتحت عيناها لتنظر اليه لتصرخ مرة اخرى وهي ترى سيارة اخرى تصطدم بهما من ناحية عمر اتسعت عيناها رعبا وشعرت بألم فظيع يجتاحها لتغلق عيناها وتذهب في سبات عميق وهي يتناهى الي مسامعها صوته الحنون : اهتمي بنفسك عليا ، احبك
فتحت عيناها وصرخت برعب : عمر
اذاها النور القوي فغلقتهما مرة اخرى وهي تشعر بالألم شديدة اسفل بطنها تأوهت بشدة عندما حاولت تحريك ذراعها
لتنتبه الي ثقل قوي به
فتحت عيناها تدريجيا هذه المرة لترى الكون ابيض امامها والضباب يغطي عيونها
سمعت صوت نور المبحوح : علياء ، هل تسمعيني ؟
هزت راسها بقوة وهي تقول : نعم
تهلهل وجه نور بسعادة واقتربت منها : حمد لله على سلامتك
هزت راسها وهي تبكي بصمت ليقترب علي منها
ويمسك يدها : هل انت بخير علياء
هزت راسها نافية لتسال : اين عمر ، علي اريد ان اراه
__اهدئي حبيبتي ، وسآخذك لتريه بعد قليل
صرخت بقوة اكبر : لا اريد ان اراه الان
خذني اليه الان ، اريد ان ارى عمر
اندفعت الممرضات الي داخل الغرفة اثر سماعهم لصراخها
بدأت تنتفض وتبكي بنحيب اكبر حاولت ان تنزع انبوب المغذي من يدها لتهرع الممرضة وتعطي اليها حقنة مسكنة تذهب على اثرها الي النوم مرة اخرى

تصلب جسدها وهي ترى صديقة عمرها واقرب من لها تنتفض بهذه الطريقة وتشيح بيدها بعنف ودموعها تنهمر بغزارة من عينيها وتصرخ منهارة مناديه على عمر
لتصمت فجأة نتيجة المسكن القوي الذي اعطته لها الممرضة


يشعر بألم كبير بصدره وهو يراها منهارة بهذا الشكل لا يستطيع ان يفعل لها أي شيء ، لا ان يعيد اليها زوجها ولا يعيد اليها طفلها الذي فقدته ، عاجز هي الكلمة التي ترددت بأذنيه وهي ابلغ كلمة تصف موقفه ، سيطر على دموعه حتى لا تنهمر منه وهو يشاهدها تذهب الي غيبوبة مرة اخرى على اثر المهدئ الذي اخذته
شد ياسين على كتفه مؤازرا له ليهز راسه بتعب
التفت ياسين الي نور واخذها بين ذراعيه ليهدئ من روعها
ويطلب منها ان تكف عن البكاء
جلس علي بجانب فراش اخته الصغيرة و أحتضن يدها بكفيه ويقبلها بحنان ثم سند جبهته علي يديه


اشار ياسين اليها لتتبعه بصمت فهي الاخرى آثرت ان تترك علي بمفرده وتعطيه بعضا من الخصوصية مع اخته الغالية كما كان يلقبها دائما
خرجت وراؤه لتجده منتظرها ونظرة الحنان تشع من عينيه
__ نور انت لم تتناولين الطعام من الصباح هيا تعالي لنتناول الطعام ونأتي لعلي بالطعام
همت بالرد عليه ليأتيها صوت علي من خلفها : اذهبي لترتاحي نور ، ولا تقلقي انا موجود هنا وسأطمئنك
نظرت اليه : لا علي ، لن اتحرك من هنا الا عندما اطمئن على علياء وعلى عمر
تنهد ليبتسم لها : عمر بخير وعلياء ايضا ، اذهبي لترتاحي قليلا ، وتعالي بالليل لتجلسي معهما

جز على اسنانه غضبا وهو يراها تتكلم مع علي ليبتسم الاخر لها ، يعلم بقرارة نفسه ان علي يتعامل معها كعلياء وهي ايضا تعتبره بمنزلة عمر ولكنه لا يستطيع ان يسيطر على غيرته المشتعلة وخصوصا ان علي اقنعها بابتسامته وكلماته القليلة ان تذهب معه ، وهو يعلم انه كان سيستغرق وقت طويل لإقناعها
انتبه على صوت علي : اشكرك ياسين ، ارهقناك اليوم
نظر اليه بعتب : لا تغضبني علي ، عمر صديق واخ ثم انسيت انه نسيبي
__ لا ياسين ، انا اعلم جيدا مكانة عمر عندك ، ولكني مشفق عليك بسبب شهر عسلك الذي لا تستطيع ان تظفر به الي الان
ابتسم ياسين بتعب : انه قدر علي ، والانسان لا يستطيع الهروب من القدر
__ اذهب انت الاخر لترتاح قليلا ، ولا تشغل راسك بموضوع الطعام هذا ، سأتناول شيء من الكافيتريا اذا شعرت بالجوع ، اذهب
تنهد ياسين ليحتضنه بقوة : اجمد علي ، ستحتاج الي قوتك كلها الايام القادمة
هز راسه موافقا على كلامه لينصرف ياسين


انهى حديثه مع علي ليبحث عنها حوله فلم يجدها
نظر مرة اخرى ليجد علي يدخل الي غرفة علياء ،توجه الي هناك ظنا منه انها بالداخل ، طرق الباب بهدوء لينظر الي الغرفة سأله علي : لماذا لم تنصرف ؟
ابتسم بتوتر : لم اجد نور بجانبي فتوقعت انها هنا
__ لا ، ممكن تكون مع عمرو ونهى
هز راسه لينصرف سريعا ، اتصل بنهى ليسالها عن نور فتجيبه بانها لم تراها منذ كان معا اخر مرة
شعر بالقلق عليها والغضب منها ليضيء عقله فجأة وتسرع خطواته وهو يتجه الي الواجهة الذي يتأكد من وجودها بها


*******************

نظر لها وهو خارج من دورة المياه ليجدها تدور بالغرفة بعصبية شديدة وتفرقع اصابعها
__ ماذا حدث ندى ؟
نظرت اليه وهي تقول بعصبية : نهى وعمرو سافرا الي الاسكندرية لياسين فاخو زوجته تعرض الي حادثة
اريد ان نعود احمد انا اشعر بعدم اطمئنان
__لا حول ولا قوة الا بالله ، اجهزي سنعود الان امي لن تستطيع ان تعتني بالأطفال بمفردها ، وخاصة ان يوسف لا يستطيع الحركة
هزت راسها ايجابا وهي تسرع بإلمام اشيائها لتعود الي القصر فهي تشعر بقلق كبير مسيطر على فكرها ولا تعلم سببه


**********************


دوت ضحكته مجلجلة يشعر بسعادة كبيرة وهو يستمع الي هذه الاخبار التي تطربه وتشعره انه يستمع الي سمفونية جميلة ، معزوفة خيالية لم يسمعها من قبل
اغلق الهاتف ليقف ويلف بخفة لا تتناسب مع سنه الكبير
ولكن تتناسب مع رشاقته الذي لا يزال يحتفظ بها كشاب في الثلاثين
وقف الي المرآه لينظر الي نفسه بفخر واعتزاز ويبتسم الي نفسه بإعجاب ، رفع اصابعه الي جبهته محيي نفسه بخفه
اقترب اكثر من المرآه وحدث نفسه بصوت عال وهو يصفق بيديه عدة مرات : رائع حافظ كعادتك دائما ، تستحق تصفيق حاد
اخيرا انتهيت من هذا الكابوس المسمى عمر
لمع الكره بعينيه وهو يكمل : كم ابغض هذا العمر الذي استطاع ان يحرمني من ابنتي الغالية
لتتسع ابتسامته وهو يزفر بارتياح : ولكننا انتهينا منه خلاص
انتهينا نور ، ستعودين الي حبيبتي ، ولن يستطيع لا محمد او هذا العمر ان يقفا بوجهي و يحولون بيننا
الدور هذه المرة على زوجك الكريه ، هذا المعتد بنفسه ولكني سأتخلص منه بطريقة جديده تجعله هو من يبتعد عنك
لتجدي نفسك بين ذراعي انا ، فانا من سيتبقى اليك نور
انا الوحيد الذي سيبقى ليحميك ويحبك نور

*********************

انطلق نحوها وهي تقف تنظر الي جسد اخيها الممد على الفراش وطنين الاجهزة يتعالى بجانبه وهو لا يشعر بما يحدث حوله
تنظر الي اخيها بحسرة وهي تشعر ان العالم كئيبا اسودا بعينيها ، لماذا لا يفهمون انها لن تستطيع الانصراف وهو ممد هكذا ، كيف تستطيع ان تحيى بدونه ، هو من تبقى لها
هو الذي رباها و فرق لها بين الصواب والخطأ هو من اغدق عليها بحنانه وبث بالقوة لروحها ، هو امانها وسندها اخيها وابيها وصديقها
انهمرت الدموع من عيونها لتشعر بقبضته الدافئة وهي تسمك كتفها مؤازرة لها
__ لن استطيع الانصراف ياسين ، لن استطيع
تنهد بحنان ليضم ظهرها الي صدره ويهمس : سيكون بخير
ظلا فترة قليلة من الوقت يقفان بنفس الطريقة لتخف دموعها ويتوقف نشيجها المكتوم
همس مرة اخرى : يجب ان نذهب نور ، انا وانت نحتاج الي قليل من الراحة ، لنستطيع ان نواصل فالأيام القادمة ستكون مرهقة وصعبة الاحتمال
هزت راسها موافقة ليرتفع طنين الاجهزة بشكل هستيري من
العناية المركزة لدرجة ان سببت الانزعاج لهما
توتر ياسين لترتعب وهي تشاهد اندفاع الممرضات والاطباء الي الداخل مسرعين
انتبها هما الاثنان ان الاطباء يلتفوا حول سرير عمر ويحاولون اسعافه
صرخت نور برعب ليحتويها هو بين ذراعيه ويلفها اليه حتى يكون ظهرها الي الغرفة ولا ترى ما يحدث
في ثواني كانوا يندفعون بعمر الي الخارج
جمد ياسين ليستوعب الامر بعد لحظات ليندفع خلفهم صائحا
__ ماذا حدث ؟
توقف احد الاطباء ليجبه : لقد فقدنا السيطرة على النزيف
انه ينزف مجددا ، ادعو له فان لم نستطع السيطرة على النزيف قضم جملته
ليتخيل ياسين ما يقصده الطبيب ليفاجئ بها تتمسك به بشده
لتسقط مرة اخرى بين ذراعيه



***********************

يلف في غرفته بعصبية سالته ونظرها لم يغفل عنه منذ مده وهي تراقب ضيقه الشديد لدرجة انه يجهد رجله المصابة
سالت باهتمام وهي تقترب منه : ماذا بك جوي ؟
ابتسم لسماع مناداتها له بكنيته المحببة من شفتيها ليقول بضيق : اشعر بالضيق
ابتسمت وهي ترغمه على الجلوس لتجلس بجانبه : نعم لاحظت ذلك ، لماذا تشعر بالضيق ؟ اخبرني
زفر بألم : لأني عاجز ان اقف بجانب اخي في وقت هو بأمسّ الحاجة الي
نظرت اليه بإعجاب لتساله بحب : هل تريد الذهاب اليه ؟
لمعت عيناه للفكرة : طبعا ، ولكن كيف ؟ انا لا استطيع قيادة السيارة
ابتسمت بخبث : انا استطيع
اتسعت عيناه : ولكن انت حامل ولن تستطيعي القيادة كل هذه المسافة
اتسعت ابتسامتها : انها مسافة قريبة يوسف ، لا تقلق
صمت قليلا وهو يفكر بما اقترحته يريد الذهاب لأخيه ولم يستطع مرافقة عمرو حتى لا يترك امه بمفردها ولكن الان بعد وصول احمد ونادين استتب الوضع وهم من سيعتنون بالأطفال
نطق وهو يفكر بصوت عال : سيارتي بالتوكيل ولم يذهب احد لاستخراجها منه
ردت بهدوء : سيارتي موجوده فانت اتيت بها في اليوم السابق لحادثتك
نظر لها : امي ماذا سنفعل معها فهي لن توافق على ذهابنا
ضحكت برقة : شعرت الان باننا تلاميذ نخطط للهروب معا يوسف
ابتسم : امام امي ياسين نفسه يعود الي المدرسة
الم تري كيف منعته من الذهاب الي الشركة منذ ايام قليلة ؟
ضحكت بقوة هذه المرة وهي تجلس على ركبتيها امامه وتساعده على ان يريح رجله المصابة: نعم لم اصدق انه سيمتثل اليها
تنهد بحب : امام امي لا يستطع ان يعترض احدنا
ردت بصوت منخفض : لن نبلغها
نظر لها لتلمع عيناه بخبث : نتسلل ليلا دون ان نخبرها بذهابنا و عندما نصل الي هناك نطمئنها علينا
ضحكت بشقاوة له ليكمل : جهزي الحقائب وبالصباح الباكر سنغادر قبل ان يستيقظ احد منهم
صفقت بيديها فرحا وهي تنتفض واقفة : هذا هو جوي حبيبي
شدها من خصرها بيده السليمة ليجلسها بحضنه : كم احب سماعها منك جيجي
نظرت له بهيام : ما هي ؟
__ كنيتي الحبيبة
قالت بنبرة مغرية : جوي
احكم قبضته عليها ليقبلها بنهم شديد وقال بصوت
اجش : عيديها
ابتعدت عنه لتقول : لا اذا تماديت معك لن نفعل شيء ، ولن نذهب الي ياسين
تركها تقف ليسال باهتمام : لماذا مهتمة للذهاب ؟
قالت بصدق : اريد ان اكون بجوار نور ، فهي وقفت بجانبي خلال قلقي عليك وكانت نعم السند لي ، ثم اني احبها واعتبرها كأخت لي و هي تحتاج مساندتي الان
ابتسم الي حبيبته الجميلة التي ظاهرها لا يعلن عن جمال روحها ومشاعرها ، فمن يرى انجي بمظهرها المتحرر وطريقتها المندفعة في التعبير عن مشاعرها وآرائها يقول انها مجنونة وسطحية وتافه وعقلها لا يشغله الا اخر صيحة في الازياء ، ولكن هو يعرفها جيدا وجوهرها ما يأسره بالفعل
فهي انسانة رقيقة حساسة تشعر بالأخرين ولا تتردد في مساعدتهم
تنهد وهو يبتسم ابتسامة شفافة صاعدة من داخله
نادها برقة لا مثيل لها : انجي
نظرت له مستفهمة ليمد لها يده ويشير لها بالاقتراب
نظرت الي عيناه لترى نظرته العاشقة التي تجعلها تهرع الي احضانه ، فلم تتردد لحظة واحدة لتهرول اليه رامية نفسها بين ذراعيه

************************

صرخ بالسائق : اسرع قليلا
يشعر بالغضب منذ ان ابلغه الرجل الذي وضعه ليراقب عمر بان نور فقدت وعيها وبغيبوبة ، لم يستطع ان يكبح جماح نفسه وهو ينزل مسرعا للذهاب اليه
وهو يشعر بالضيق منها : لماذا هي ضعيفة هكذا ؟ لماذا ترتبط بهذا اللعين ؟ ماذا سيحدث اذا تركها فهو يرى ان من الافضل ان يتركها هذا الاحمق ، فهو سيعمل على رعايتها كما لم يفعل هذا العمر
دخل الي المشفى وهو يسرع بمشيته فهو على علم برقم غرفتها
شعر بالسعادة وهو يجدها بمفردها ليدلف الي الغرفة بهدوء شديد وهو يمعن النظر بها
خفق قلبه بشده وهو يجلس بقربها وينظر لها بحنان ابوي
امسك يدها الباردة بقبضتيه محتضنا اياها وهمس :اخيرا نور
اخيرا استطعت الاقتراب منك ،كم افتقدك حبيبتي ، كم اريدك الي جواري ، كم اشعر بالألم لأنك بعيدة عني ، اشتقت اليك واليها ، انت من بقيت لي
نظر اليها متمعنا بملامحها ليشعر بحب كبير لها ويبتسم لرؤية لون شعرها الذي يعلن عن انتمائها له ، مد يده ليمسك خصلات شعرها بهدوء شديد والحنان يتدفق من عينيه
ليقترب مقبلا لجبينها برقة شديدة : سامحيني اذا كنت اخطأت معك يا ابنتي الغالية
انتبه على باب الغرفة وهو يفتح ليرفع بصره ويرى هذا الشاب الثقيل على قلبه ينظر اليه بكره شديد


جلس بجانبها وهو يتألم ، قلبه لا يتحمل ان يراها بهذا الضعف ، لا تحتمل فكرة فقدان اخيها ، وهو ايضا لا يحتمل فكرة ان عمر سيتركهم الي الابد
تنبه لعلي وهو يشير اليه من الخارج ليخرج مسرعا اليه
توجه علي الي الطبيب ليتبعه ياسين : كيف حاله ؟
ابتسم الطبيب بتوتر : انه بخير ، النزيف توقف
زم الطبيب شفتيه ليكمل : قلبه متضررا بشدة ويحتاج الي عملية سريعة ، ويحبذا ان نجريها الان ، ولكننا نريد احدا يوقع لندخله الي غرفة العمليات
نظر الاثنان الي بعضهما بقلق ليسال ياسين :لماذا الان تحتاجون الي توقيع احد منا
__ العملية خطيرة و نسبة نجاحها خمسين بالمائة فقط
اتسعت عينا ياسين ليمسك هاتفه سريعا وكأن عقله بدأ يعمل الان ،بحث عن اسم ياسر ليتصل به

جالس يتناول الطعام مع ابناؤه ليرن الهاتف فيبتسم
__ اهلا بعريسنا الغالي ، لا تقل انك اشتقت الي
__ مرحبا ياسر ، كيف حالك ؟
عقد حاجبيه لصوت ياسين الجدي : انا بخير ، هل حدث شيء ما ؟
__ احتاجك بشدة ياسر ، عمر اصيب بحادث سيارة وحالة قلبه خطيرة ولابد من اجراء عملية له وانا غير مطمئن ، الطبيب هنا يقول ان نسبة نجاحها خمسين بالمائة فقط
شحب وجه ياسر لاندفاع المعلومات التي يقولها ياسين وهو يحاول استيعابها كاملة ليقول بحزم : سآتي لك حالا على اول طائرة
اغلق الهاتف لينظر الي الطبيب : سننتظر ان يصل الدكتور ياسر منصور ، هل تعرفه ؟
اتسعت عينا الطبيب الصغير : طبعا فهو من الجراحين المشهورين
هز راسه : نستطيع الانتظار ، اليس كذلك ؟
__ نعم ولكن لوقت قصير
__ سياتي في خلال ساعة على الاكثر
__ نستطيع السيطرة على الحالة الي هذا الوقت
زفر براحة ليساله علي : كيف حال نور الان ؟
ارتعش فكة السفلي لسؤال علي الغير متوقع سيطر على غيرته ليقول بهدوء : بخير ، ستفيق بعد قليل
ابتسم لعلي ابتسامة متوترة : سأذهب حتى تجدني بجانبها عندما تستيقظ
انصرف سريعا ليذهب اليها ، فهو يعلم انها ستفيق بعد قليل
كالمرة الماضية ، ليتسمر عند رؤيته لهذا الشخص الكريه جالس بجانبها ويمسد على شعرها ، تصلب جسده ونفرت عروقه بدماء الغضب وهو يرى قربه من نور بهذه الطريقة
اتجه في عاصفة غاضبة وفتح الباب بقوة ليقف موجها نظرة كره اليه
جز على اسنانه وهو يرى ابتسامته الكريهة تلمع على شفتيه


ابتسم بسخرية شديدة وهو يرى نظرة الكره المطلة من عيني ياسين ليسخر من نفسه ، ابنتك تزوجت من هذا الشاب الذي لا تطيق وجوده ، هتف صوت داخله لنتخلص منه حافظ
قام من مكانه ليقف امام ياسين والابتسامة الخبيثة تلمع على شفتيه : ابتعد حتى اذهب فانا لا احبذ رؤيتك واكرهك كما تكرهني ولكني جئت لا طمئن عليها
ابتسم ياسين بتهكم وهو يبتعد عن طريقة ليخرجا الاثنان من الغرفة ويغلق ياسين الباب ، حتى لا تسمع نور حديثهما اذا استيقظت : ولماذا لم تطمئن على المسكين الذي سيموت بسببك ، ام انك لا تبالي به
اتسعت ابتسامة حافظ : اذن لقد اخبرك بالعداوة بيننا
نظر له ياسين متفحصا ليكمل: عجيب عمر، استأمنك على سر من أسراره الكثيرة التي لا يخبر بها احد
ألهذا الحد يثق بك ؟
ظهر الغضب جليا على وجه ياسين : اذن انت من وراء الحادثة بالفعل
نظر له وابتسم ليكمل وكانه لم يستمع الي ياسين : وهل اخبرك بباقي الاسرار ، ام اكتفى بالعداوة القائمة بيننا
نظر له ياسين بكره ليقول بحزم : لا تأتي الي هنا ثانية وانسى ان لك ابنة اخ ، هي الان زوجتي ولا اريدك ان تقترب منها ، واعلم جيدا انني لن انسى ثأري ابدا ولن انسى ثأر عمر ايضا
ضحك بتهكم : اذن لم يخبرك عمر بشأنها
ضاقت عينا ياسين ليكمل الاخر: نصيحتي ان تنسى موضوع ثأرك هذا لان لن تستطيع ان تثار من والد حبيبتك وزوجتك
نظر له ياسين وعيناه تقفز منها الاسئلة ليتبع بسخرية
شديدة :انها ليست ابنة اخي
اقترب منه بأسلوب مستفز وهمس بصوت سعيد تشوبه السخرية : انها ابنتي انا




اتمنى المفاجاة تعجبكم
والبارتين يحوزوا على اعجابكم
البارت الاول عيديتي
والبارت التاني هديتي ليكم
كل سنة وانتم طيبين
لا تحرموني من تفاعلكم و ردودكم
موعدنا السبت القادم باذن الله
القاكم على خير

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المزعجة, احلامى
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:09 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية