كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباحكم نادي يا ال ليلاس الكرام
سوري واللهي على التاخير النص ساعة دي
وعلى اني نسيت اقولكم ان موعدنا الساعة تلاته بتوقيت ام الدنيا مصر
عاذروني كنت مستعجلة
واتمنى ان البارت يكون عند حسن ظنكم ويشفعلي التاخير
اسيبكم مع البارت
وباذن الله يعجبكم
اتفضلوا
الفصل السابع والعشرون
خرج ليرد على هاتفه وهو يشعر بترقب من المكالمة
لا يعلم لماذا، ولكن قلبه يخبره ان هذه المكالمة تحمل اخبار سيئة رد بهدوء بصوته الرخيم : السلام عليكم
صوت عملي : وعليكم السلام ، معي الاستاذ ياسين محمود شوكت
__ نعم ، أي خدمة
__ اخاك يوسف تعرض لحادث سيارة
شعر بالرجفة تسيطر عليه : باي مشفى ؟ هل هو بخير ؟ من فضلك اخبرني
ابلغه باسم المشفى ليغلق الخط
شعر بانجي وهي تتعلق بذراعه وسالته بإلحاح
__ ما به يوسف ؟ اجبني ياسين
تنفس بقوة ليسيطر على رجفته : انه بالمشفى لقد تعرض لحادث سيارة
ترنحت وقفتها ليمسك بها حتى لا تقع ارضا
انحنى ظهرها قليلا لتلمع القوة بعينيها وتنتصب واقفه
قالت بقوة واصرار عجيبين : خذني اليه اريد ان اراه
ولا ترفض ، فمعك او بدونك سأذهب
نظر الي نور بتعجب من قوتها التي لا يتخيل ان تمتلكها
لتهز الاخرى راسها بتعجب وعدم معرفة بهذا التغيير العجيب بشخصيتها المرحة
__ حسنا ، ولكن لا اريد ان تعلم امي بالخبر حتى نطمئن على يوسف
تنحنحت نور : عندي فكرة ، اخبرها اننا سنلتقي بيوسف ونخرج جميعا
رد بهدوء : فكرة جيدة ، ارتدي ملابسك نور وانت الاخرى انجي ، واسرعا
تحركت نور لتتعجب من عدم حركتها
واقفة تتذكر جميع مواقفهما معا كانه شريط سينما يعرض امامها ، منذ ان كانا صغار الي الان
وهما بالمدرسة معا ،وعندما كان يأتي لها بلندن ويوم زواجهم ، وشهر العسل الذي قضياه بالريف الاوروبي شهرا كاملا ثلاثون يوما يتنقلان معا من مدينة الي بلده الي بلد اخرى بالقطار ،ويوم مشاجرته مع معتز وغضب ياسين
يوم تلقيه لخبر حملها والذي اصر انه سيحتفل به مهما حدث اجفلت من فكرة ان من الممكن ان يتركها لتدمع عيناها
رتبت نور على ظهرها : انجي ارتدي ملابسك حتى نذهب
رات نور الدمع بعينيها لتكمل : لا تقلقي سيكون بخير
ردت وهي تجاهد ان لا تنهمر دموعها : غصبا عنه ، ليس برضاه ، سيكون بخير وسيبقى معي كما وعدني الاف المرات
توترت نور من ردها ليشعر ياسين انها مجنونة بالفعل
رد بهدوء : حسنا ، هيا اجهزها حتى لا نتأخر
******************
وصلوا الي المشفى الراقد بها يوسف ونور تشعر بالتعجب من انجي فهي لم تصمت عن الثرثرة
ارتسمت على وجهها علامة تعجب كبيرة منها ، فهي تكلمت معها بكل شيء حتى الطبيخ ، نظرت الي ياسين بعد نزول انجي من السيارة وهما يسيران بجانب بعضهما بتعجب منها ليقول بهدوئه المعتاد
__ لا تتعجبي نور ، انها تسيطر على توترها ، اذا صمتت ستجن من الافكار التي ستداهمها عن وضع يوسف الصحي
فتثرثر حتى تشغل عقلها وينتبه الي اشياء اخرى غير الحدث التي لا تريد ان تفكر به
نظرت اليه وشعرت بالغيرة من تحليله للموقف
__ هل تعرفها لهذه الدرجة ، انت فاهم تصرفها جيدا
نظر اليها : انت تشعرين بالغيرة ،اليس كذلك ؟
عموما لا انا قرات عن حاله كهذه من قبل و عندما بدأت انجي بالثرثرة علمت انها تقوم بتمويه لعقلها ، اين هي ؟
__ لا اعلم اعتقد انها تقدمت علينا ،هناك تسال بالاستقبال
مشى سريعا لتقول بسرعة وبارتياح : انه بالدور العاشر وبغرفه عادية
زفر ياسين بقوة : الحمد لله
ركضت من امامه ليصيح : انتظري
نطقت وهي تدلف الي المصعد : تعالا على راحتكما
تمتمت نور بتعجب: انها بالفعل مجنونة ياسين
لم يستطيع كبح ضحكته فوجه نور كان معبرا عن حاله شديدة من الاندهاش والتعجب ولكن ما اضحكه فعلا ان اخاه سليم ردد مرة اخرى : الحمد لله ، هيا نور لنصعد الي يوسف اريد رؤيته حتى يطمئن قلبي اكثر
__ لا تقلق حبيبي سيكون بخير
صعدت الي الغرفة لتطرق الباب وتدخل فورا
تنهدت بارتياح وهي تراه جالس على الفراش لتركض اليه
وتجلس بجانبه :انت بخير ، اليس كذاك؟
ابتسم بوجهها : نعم ، لا تقلقي ،
تفحصته ليقول : كسر بذراعي الايمن ورجلي اليسرى
والتواء بسيط برقبتي ،وقال بحزن شديد ولكن السيارة رحمها الله
نبرته الحزينة جعلتها تتأهب لمصيبة ليبلغها عن السيارة
لتقذفه بحقيبتها بوجهه فيقهقه ضاحكا ويسحبها من يدها التي تضرب صدره بها ويضمها اليه وينثر قبلاته المرحة على راسها: انا بخير يا قلبي لا تقلقي
دمعت عيناها ودفنت راسها بصدره اكثر : كدت ان اموت قلقلا عليك ، وانت تقول السيارة ، في الف داهية مائة سيارة فداك حبيبي
ابتسم بحب لتقترب منه وتقبله بحب شديد : لا تفعل ذلك ثانية
استمتع بالقبلة ليقول بنبرة عاشقه : لا تقلقي انا بسبعة ارواح
وصلا الي الغرفة ليروا من الزجاج المعركة الدائرة بين انجي ويوسف رفع ياسين حاجبيه من هذه المجنونة التي تحاول ان تضرب زوجها ومن اخاه الاكثر جنونا الذي يضحك منها وفجأة تحول المشهد امامه الي حب وغرام
واضح بين الاثنين لينتهي بقبلتها التي لم يكن يتوقعها
تماما احمر وجهه خجلا لينظر الي نور التي اعطت ظهرها للمشهد بأكمله
تفكر بما راته امامها عقلها يحدثها بان هذه الفتاه غير طبيعية
تتذكر تقبيلها ليوسف وتندهش الا تخجل ان تقبله هكذا ، نعم انه زوجها ولكنها بمكان عام ومن الممكن ان يدخل عليهم أي احد ، دون سابق انذار انتبهت الي صوت ياسين
__ نور ، الن تأتي معي ؟
رفعت عيناها لترى الاحمرار الذي على وجهه لتبتسم وهي تفكر ان ياسين نفسه خجل من الموقف
تمتمت بهدوء : عجيبة
ابتسم ياسين عندما رأى وجهها بلونه الاحمر القاني وحدث نفسه عندما سمع تمتمتها طبعا نور ، انت خجول للغاية وهي تحيى كالأوربيات ، لا يهمها احد غير يوسف وانت تقدمين الناس جميعا على مشاعرك
طرق الباب بهدوء ليدخل وهو يبتسم : انت بخير ؟
ابتسم بسعادة : نعم ، انا بخير لا تقلق
مجرد كسور بسيطة ، الطبيب اخبرني اني نجوت بمعجزة
__ الحمد لله
ابتسمت : حمدا لله على سلامتك يوسف
__ الله يسلمك ،انت التي ستتحملين نتيجة الحادث فانا لن استطيع الذهاب الي العمل هكذا و انت و زوجك من ستذهبان الي الشركة
نطق ياسين بهدوء قاطع : انا سأذهب ،سأضطر الي الغاء السفر في الوقت الحالي حتى تتحسن وتفك ذراعك ولكن نور ستكمل اجازتها
نظرت له بتعجب ولم تشأ ان تتناقش الان معه
طرق الباب ليدلف الطبيب : السلام عليكم ، كيف حالك الان
ابتسم يوسف : الحمد لله
نظر الطبيب الي ملفه ليقول : انت بخير وتستطيع الانصراف الان ، اهتم بحركتك ، وانصحك بالراحة الفترة القادمة حتى لا تتأثر رجلك ، فكسر رجلك شديد
__ ان شاء الله
خرج الطبيب ليسال ياسين بهدوء : ماذا حدث ؟
نظر له يوسف وقال بمرح : لا شيء ، ان حوادث السيارات الان كثيرة
نظر له بتفحص : قص لي الحادثة
قال بارتباك : خلاص ياسين ، المهم اني بخير
قال بقوة : اذن هي مدبرة ، ليست قضاء وقدر
نظر له برجاء لينقل نظره الي انجي ليصمت ياسين على مضض قالت بدهشة : ما معنى هذا ؟
صمت يوسف ونظر الي ياسين الذي زفر بضيق
اكملت : رد يوسف ، هل الحادثة مدبرة فعلا ؟
اشاح ياسين بوجهه ليقول يوسف بحزم : خلاص انجي
لا اريد ان نتكلم بهذا الموضوع لا الان ولا فيما بعد
شعرت بالدهشة مما يحدث حولها ، لا تصدق ما تسمعه
حادث مدبر ليوسف ، لماذا ؟
ماذا فعل يوسف لينتقم منه احد ويفتعل له حادث قد يودي في معظم الاحوال بحياته
تنظر لهم بتعجب تريد ان تفهم لماذا ولكنها لا تستطيع ان تسال فنبرة يوسف الحازمة التي لم تعتدها من قبل اجبرتها على الصمت
وقف ياسين : سأذهب لأنهي اجراءات خروجك
وقفت بدورها : خذني معك
انصرفت برفقة زوجها تنحنحت ليسال ياسين بهدوء
__ ما الامر ؟
__ هل ما سمعته صحيح ؟
نظر لها بتساؤل : حادث يوسف مدبر
تنفس بقوة وعمق : اعتقد ، سأتابع الشرطة لأعلم هل بالفعل الحادث مدبر ام انه حادث عادي ؟
سالت بصوت يقطر دهشه : من الذي يحاول اذية يوسف انه شخصية مرحة ولطيفة ولا اتخيل ان له عداوة مع احد ؟
شعر بغضب فعلي من وصفها لآخوه باللطف والمرح ليتذكر انه السبب بأذية يوسف ، لا ينكر احساسه بالذنب اتجاه اخاه
فهو السبب الرئيسي لأذيته ، ولولا العداوة القائمة بينه وبين معتز لكان يوسف ينعم بحياة طبيعية ، كان تزوج ممن احبها واستقر معها ، لم يكن ليتزوج بهذه الطريقة دون علمهم
ردد عقله انت السبب ياسين لا تنكر ، تحمل نتيجة افعالك ولكني لم افعل شيء والي الان لا اعلم سبب العداوة التي بيني وبين معتز ، تذكر اول مرة قابل بها معتز بعد وفاة حنان ،كان ذاهب ليعزي السيد عبد العزيز وراه هناك
تقدم منه بهدوء وهو يربت على كتفه : البقاء لله معتز ،
اعلم ان مصابك غال ولكنه قضاء الله وقدره
رفع عينيه اليه لا ينكر دهشته من نظرة معتز التي تملئها الكره ليجز الاخر على اسنانه ويقفز واقفا ويلكم وجهه بعنف
شعر بصدمة عنيفة من اللكمة حاول استعادة توازنه ليلكمه معتز مرة اخرى شعر بالغضب يتصاعد براسه لتبدا مشاجرة عنيفة بينهما ، لم يستطع احد ان يفكهما عن بعض
ولكن ياسين تفوق عليه فبنية معتز الجسدية ضعيفة طوق ياسين عنق معتز بذراعه بقوة
ليقف ياسر بوجهه : اتركه ياسين هل جننتم ،ماذا تفعلون ؟
رماه بعيدا عنه ووضع يده على انفه الذي يسيل منه الدم بغزاره : لا اعلم ،اساله انه مجنون لكمني دون سبب
نظر معتز اليه بكره وهو يحاول ان يقف على قدميه ويمسك ذراعه بألم : ايها الخائن الحقير ، انت السبب بوفاتها فلولا خيانتك لي لكانت تحيا الان
هم بالرد عليه ليسكتهم صوت السيد عبد العزيز بحزم
__ اصمتا انتما الاثنان ، لا اريد سماع أي شيء ، لم تحترما وجودي ، ولم تحترما الظرف الذي نمر به
انصرفا من فضلكما وكفانا ما اتي من وراءكم
هزته برقه لينتفض من ذكرياته : ياسين ما بك ؟ انا اتكلم معك
هز راسه بضعف : لا شيء ، سرحت قليلا
انتظريني حتى انهي اجراءات خروج يوسف ونعود الي المنزل
********************
__ اهلا محمد ، لا سأعود بعد غد ان شاء الهه
كيف ذلك ، ولكن موعد السداد بعد عشرون يوما
لا طبعا انا اسدد القرض شهريا ولم أتأخر ولا مرة
غريب ، لا اعلم ، سأراجع الاوراق التي بحوزتي عندما اعود ، اسمعني جيدا ، اريد ان ترفع لي قضية اطالب بها بورثي من ابي اعلم اني تأخرت في هذا الامر ولكني احتاج الي ورثي الان ، شكرا محمد وانا سأذهب الي البنك لأرى ما يمكنني فعله
لف ليجدها واقفه امامه تبتسم فتح لها ذراعيه لتتسع ابتسامتها وتتقدم ناحيته شدها اليه قبل ان تقترب منه واحتضنها وقفت تنظر من الشرفة الي البحر بتموجاته الزرقاء ليسند راسه على كتفها
__ ها حبيبتي ، سعيدة بالرحلة
__ الحمد لله انها اسعد اوقات حياتي
__ تريدين الخروج ام نمضي سهرتنا هنا
__ لا انا اشعر بالتعب قليلا ، لنمضي سهرتنا هنا
سألها بلهفة : ما بك ؟
ابتسمت : لا شيء عمر ، معدتي تؤلمني قليلا من الواضح اني اصبت بالبرد
__ حسنا ، هيا بنا الي الداخل ، حتى لا تمرضي فعلا
*****************
وصلوا الي القصر ليسند ياسين يوسف ويدخل به
دلفوا جميعا لتنتفض السيدة نواره من رؤيتهم وتتقدم منهم سريعا : ماذا حدث ؟ ماذا اصابك حبيبي ؟
ابتسم يوسف : لا شيء امي ، أتدلل عليكم فقط لأعلم مدى حبك لي وهل انا ما زلت اخر العنقود ام اخذتي مني اللقب
نظرت له بعتب : انت الغالي حبيبي مهما فعلت
صاح ياسين : يا سلام ، لأنه مريض يأخذ لقبي ، كفاه انه اخر العنقود
وصل يوسف بمساعدة ياسين الي الاريكة ليجلس عليها
__ يا اخي انا مريض ، ترفق بي وتنازل عن لقبك حتى اشفى
رد ياسين بصدق : بل اتنازل لك عن عمري لو احببت يوسف
ابتسم يوسف بامتنان : اعلم اخي ، الله لا يحرمني منك
قطع جو المودة الرائع الذي يحيط بهم صوتها بنبرته الباردة
__ ماذا حدث لك يوسف ؟
التفت اليها ياسين : لا شيء ، تعرض الي حادث
لفت عيناها : حادث سيارة اليس كذلك ؟
هز راسه ياسين ايجابا لتكمل هي بكره ونظراتها مثبته على
انجي : اذن اخاك العزيز قرر التخلص منه ، لأنه تزوجك
وما الجديد انه مجرم ، وليس اول مرة يكون سببا بموت احدهم
صاح يوسف غاضبا: اصمتي نادين ، لا نريد تفاعلك اليوم
ولن تفرق معك اذا مت او عشت فانت لا تشعرين اساسا
جزت على اسنانها لترفع راسها بكبرياء وتغادرهم بصمت
نظر له ياسين وقال بقوة : لا تتكلم معها بتلك الطريقة ثانية
فهي تخفي مشاعرها وثورتها على زوجتك بسبب خوفها عليك ليس الا
رد يوسف بخجل : سأعتذر منها ،ولكن غضبت منها ياسين اليس لي احترام حتى لو تكره انجي او لا تحبها تتعامل معها جيدا لأجل خاطري
انحنى على اخاه وقال بصوت منخفض : انت تعلم جيدا ان معتز هو من وراء الحادث
خفض يوسف بصره ليكمل ياسين : اذن انت متأكد يوسف
هلا تقص لي ما حدث ؟
__ لا شيء ياسين المهم اني سالما ، ارجوك توقف عن التكلم في هذا الموضوع لا اريد ان تضطرب انجي ويذهب ابني الذي انتظره بفارغ الصبر نتيجة حماقة معتز
__ حسنا لأجلك فقط يوسف
**********************
دخلت الي جناحها الفارغ وهي تشعر بجرح كبير من كلام يوسف ، انا لأشعر كيف يتهمني بمثل هذا الاتهام الا يشعروا جميعا كيف احبهم ام عمت عيونهم عن حبي المتدفق ناحيتهم
تذكرت مقولة حنان لها ان لا احد يشغل راسه بها وبما تريده
فهي غير مرئية بالنسبة اليهم جميعا
شعرت بقلبها يتمزق وهي تتقدم ناحية المرآه وتنظر الي نفسها ، نعم كانت غير مرئية لهم جميعا حتى اخاها
رغم انها جميلة ولكن لم تكن بجمال حنان هذه الفتاه اليتيمة ابنة اخت السيد عبد العزيز ، توفى والديها بحريق اشتعل بمنزلهم لتنجو منه الطفلة التي كانت تقضي ليلتها عند جدتها وخالها الغير متزوج ، ليقيم الخال مقام الام والاب حتى عندما تزوج ، رحبت زوجته بها وعاملتها افضل من اولادها فلم يرزقها الله الا ولدا وحيدا وبعد سنوات كثيرة من عدم الانجاب فكانت حنان ابنتهم الكبرى الدلوعة ، التي تجاب لها طلباتها مهما كانت
حتى امها نوارة هانم كانت تحنو عليها بشكل مستفز لنادين ، وكانت تنصف حنان في كل الاحوال عليها ، وعندما تتذمر نادين تقول لها انها يتيمة نادين لا تنعم بحنان الاب وعطف الام مثلك
سخرت وهي تتذكر لم ارى بحياتي عطف الام لأنك امي كنت تتدخرينه لياسين الغالي وحنان اليتيمة
ثم لن تنسى ابدا صدمتها القاسية يوم اصرت حنان به ان تأخذ هدية والدها التي اهدها لها يوم نجاحها بالشهادة الاعدادية فأعطها لها ياسين غصبا عنها ، نعم اتى لنادين بهدية افضل منها واغلى لكنها كانت تريد هدية والدها
ومنها شعرت بتبرم من الجميع لماذا يفضلون تلك الغريبة عليها ؟ ما بها لتجذب الجميع اليها بهذا الشكل ؟
وعند وصولهم لآخر المرحلة الثانوية شعرت ان الثلاثي المقرب اليها يحوم حول حنان بشكل ملفت للنظر ياسين يجيب طلباتها ومعتز يتفنن في اسعادها ورفقتها اينما تريد واحمد يحب ان يتكلم معها ويمزح كعادته المفضلة لتسالها بحسن نية ما الامر بينها وبينهم لتجيب بغرور جميعهم معجبون بي ندى وهذا امر طبيعي هل تتخيلين ان احد منهم سيلتفت اليك ، لا تحلمي ندى بما لا طاقة لكي به لتهمس بفحيح : هل تتخيلي ندى ان احمد من تهيمين به حبا سيلتفت اليك ويتركني انا ، انه حلم جميل كفاك ان تحلمي به فهو يحبني انا ويريد ان يتزوجني
شعرت بالصدمة تسيطر عليها من وضوح مشاعرها لترد ببرود لا تعلم من اين اتى : من قال لكي اني افكر في احمد انه ابن عمي واخ لي كياسين بالضبط ، هل جننت انا واحمد تربينا معا ونشائنا كالأخوة ، ولكن اخبريني حنان من المفضل لك من بينهم
ردت الاخرى بتعالي : من يليق بي طبعا ياسين ، ولكني افضل رفقة معتز فهو مرح ليس ثقيلا كياسين ثم انه يلمح لي بمشاعره و احيانا يصرح ولكني ادعى عدم المعرفة ، لكن احمد لا افكر به اطلاقا
نظرت لها مصدومة : انا لا اصدق انك تفكرين بمثل هذه الطريقة ، من منهما تحبينه
ردت بلا مبالاة : لا احد ، لا هذا ولا ذاك ، بل ارى من الانسب ، والانسب لي ليليق على جمالي ونكون متفردين لا احد مثلنا هو ياسين ، هو الاغنى والاجمل و لكن معتز لا بأس به ، فاذا لم يقترب ياسين اكثر من ذلك فمعتز موجود ومنتظر اشارتي ، واذا تقدم الي ياسين بالطبع سأوافق
شعرت انها ستهوى مغشيا عليها من حقارة هذه الحنان التي لا يعلم عنها احد وكل ما فكرت به ان تنقذ اخاها من براثن تلك الوضيعة التي لا تعلم الحب بل تتلاعب بهم كما تريد وفعلا اخبرت ياسين ليصفعها بقوة على اتهامها لحنان بانها تلعب عليهم جميعا ولا تحب احدا منهم يومها عنفها بشده وقال ان هذا الكلام لا يخرج من فتاه متربية مثلها
وانها تشوه سمعتها من اجل الغيرة عليه لا اكثر
لتنقلب هي الاخرى لشخصية جديدة غلفت نفسها ببرود المشاعر وانعدام الاحاسيس لتخرج شخصية جديدة غير الشمس المشرقة كما كان يلقبها احمد
تنهدت وهي تتذكر احمد وكيف كانت تقضي برفقته احلى اوقاتها لتبتسم بحب عندما تذكرت خفقات قلبها له ولكن هي من دفنت تلك الخفقات عندما علمت من حنان انه يحبها ويريد الزواج منها ولكن ما قهرها حقا انه تقدم الي خطبتها بعدما وافقت حنان على معتز وتزوجا بسرعة عجيبة
تعجبت منها نادين رفضت طبعا عرضه للزواج بسبب انها لن تستطيع ازاحة حنان من طريقها وستظل عائقا امامها
لتصر امها على الخطبة وتستنجد بياسين الذي يرغمها على الموافقة ، كان ذلك بعد ان مضى ياسين في سفره الي الخارج لإكمال دراسته هو وياسر اربع سنوات كانت اكملت بها دراستها ، لم تقوى على الوقوف بوجه ياسين لتوافق على مضض ولكن ترفض فكرة السفر مع احمد الان
عقدت قرانها وهي تشعر بالحاجز النفسي بينها وبين زوجها يزيد فتؤجل الزواج سنة بعد اخرى لينهى ياسين دراسته
ويعود وينقلب كل شيء كما كان فالسيدة حنان عادت الي طبيعتها في التقرب الي ياسين وبالتبعية الي احمد اوقات تواجده بمصر لتشعر هي بالكره والنفور منهما كيف لا يلاحظان ما تفعله ، لتشعر هي بمشاعر معتز وغيرته كيف لا تشعر فهما الاثنان متساويان كلا منهما يدق قلبه الي حبيب مشغول باخر ، تذكرت الحديث الذي دار بينها وبين معتز
في احد الايام كان يسهران بإحدى النوادي الليلية وكان واضح عليه الغاضب من رقص زوجته مع ياسين
سالته بهدوء :ما بك معتز ؟ هل يوجد شيء يضايقك؟
__ أيعجبك ، ما يحدث ندى ، انها تستفزني بكل الطرق
__ انت السبب معتز غيرتك عمياء وتضيق عليها الخناق اكثر من اللازم ، اترك لها مساحة من الحرية
__ احبها ندى ، وهي تعلم ذلك جيدا وانت ايضا
نظرت له بطرف عينها : تحبها معتز ،هل من يحب يخون وكل ليلية من واحدة لأخرى ، لا تكذب على نفسك معتز فانت لم تحبها يوما كانت لك هدف بعيد المنال وحصلت عليه وكأي طفل مدلل عندما حصل على لعبته رمى بها من النافذة عندما اشبع رغبته
قال بسرعة وتهور : لا والله ، فانا حصلت عليها من قبل الزواج ولكني صممت على الزواج منها على الرغم من رفضها
اتسعت عيناها على اثر الصدمة : نعم ، ما الذي تقوله معتز؟
شعر بالإحراج ليفضفض معها ولما لا فهي صديقته المقربة
__ نعم انا وحنان كانت بيننا علاقة من قبل الزواج انت تعلمين انني احبها وهي تحبني فحدث بيننا خطا صغير ولكن الان انها زوجتي وهذا الخطأ كانه لم يكن
ابتسمت وهي تعلم الان لماذا غيرت حنان هانم مخططها من ياسين وحولته الي معتز ، اذن الخطأ البسيط الذي يتكلم عنه معتز وضعها بمأزق ولكن زواجها من معتز انهى هذا المأزق ، ليعود ياسين ويعود مخططها للزواج من ياسين
ومع خيانة معتز المتكررة لها عندها سبب وجيه للطلاق منه والزواج من اخيها العزيز الذي من المؤكد ينتظر اشارتها فهو منذ عودته يأتي ويذهب معها كيفما تريد هي
شعرت بالقلق على اخيها وعلى معتز ايضا لتمتم بهدوء
__ معتز اسمعني جيدا ، لا تدع ياسين يقترب منها اكثر من ذلك ، اذا كنت تريد زوجتك تظل معك ابعدها عن ياسين
وابعد ياسين عنكما هذه الايام ، ولا تجعله يقترب منها ابدا
وحاول ان تخلص لها هذه الفترة حتى لا تنتهزها فرصة هي الاخرى لتذهب الي احد اخر
حسن النية هو ما سيطر عليها لتخبره بهذا الكلام الغبي
الذي فهمه معتز بشكل اخر ليشك بزوجته وانها تخونه كما يخونها لتحدث المشاجرة بينهما وتتوفى حنان على اثرها
لن تنسى ابدا يوم ان اقتحم معتز العزاء وهو يمسك ذراعه بألم ويصيح بها اخبري السيد عبد العزيز بما قلتيه لي
اليس اخاك المحترم هو من تسبب بما نحن فيه اليس هو من ضحك على زوجتي وخانني معها نظرت له بصدمة لتغادر العزاء راكضه دون سماع البقية ، وهي لا تتخيل انه يتهم ياسين بهذا الاتهام البشع ، ولكن ماذا تفعل فخياله المريض صور له اشياء لم تحدث اطلاقا
ويومها قررت ان تحول زواجها الصوري الي زواج فعلي ستبتعد عن كل شيء وتذهب الي اخر الدنيا مع حبيبها الذي يحب امرأة اخرى غيرها ولكنها تحبه ، ماذا ستفعلين نادين ، لنستخدم رداء البرود فهو ممتاز في مثل هذه المواقف
انتبهت عليه واقف خلفها ويقول بصدمة : انت تبكين ، لماذا حبيبتي ، حدث شيء وانا بالخارج ام تبكين بسبب حادث يوسف
مسحت دموعها المنهمرة غصبا من ذكرياتها المريرة
لتقول ببرود : انا متعبة واريد النوم ، من فضلك اتركني انام
زفر بضيق منها ليخرج ويغلق الباب خلفه لتنهمر دموعها مرة اخرى بصمت
**********************
دخل الي بيته وهو يشعر براحة عجيبة تتملكه كعادته عندما يدخل الي البيت ولما لا فالبيت به كل شيء يتمناه بل هو محسود على ما يمتلكه زوجة جميلة يحبها وابنة رائعة الجمال كأمها والصفات كعمتها الغالية علياء
نعم هي تشبه علياء بتصرفاتها طيبتها ومرحها والشقاوة التي تطل من عينيها تذكره بها ، ابتسم وهو يتذكر اخته الحبيبة
ويتمنى لها السعادة ، ادار بعينيه في البيت ليتعجب من سكونه تحرك ليبحث عن زوجته وابنته بهدوء
فتح غرفة جنى ليجدها نائمة ابتسم واقترب منها مقبلا جبينها ودثرها جيدا بالغطاء
ليتوجه الي غرفة نومه اقترب ليسمع صوت ضحكاتها
ليتعجب نظر الي ساعته ليجدها الحادية عشر تساءل مع من تتكلم الان ارهف سمعه ولا يعلم لماذا ليسمعها تقول بسعادة
__ لا تتخيلي منظره وهو غاضب وعيناه محمرتان وهذه المفعوصه تصرخ طلقني ، لا اريد ان اتزوجك
بردت ناري بغبائها ، وعلى الرغم اني كنت اخطط لتحدث مشاجرة فعلية بينهما الا ان غبائها تحكم بها ووفر علي الكثير
صمتت لتكمل : لا خلاص هذه الصفحة طويتها من حياتي
فكرامتي ردت الي بعد ما بعثرت كرامته عليا الغالية
شعر بصدمة عمره وهو يستمع الي كلامها لم يكن يتخيل انها تنظر الي صديقه وزوج اخته ، لم يكن يريد تصديق ما يسمعه واراد ان يتخيل انها تحكي عن شيئا اخر غير هذا ولكن تصريحها باسم اخته محى كل التخيلات ليتركه اما حقيقة عارية بشعة التكوين والخلقة ، فتح الباب بعنف
لتبتسم له كعادتها اغلقت الهاتف وهي تنظر اليه متعجبة من مظهره ، ليقترب منها بهدوء قاتل ويجلس على الفراش
__ مع من كنت تتكلمين ؟
ابتسمت وقامت لتاتي له بملابسه كالعادة : انها سماح حبيبي
نطق بقوة : ولماذا تحكين لها عن مشكلة علياء مع زوجها
وقعت الملابس من يدها لتقول بارتباك : لا لم احكي لها عن شئ
قفز واقفا امامها ليهوي بيده صافعا اياها : لا تكذبين
شهقت من صدمة وقوة صفعته ليمسكها من شعرها بعنف ويقول بحرقة : ماذا فعلت لك لتستغفليني ، انا اية ، انا علي احببتك كما لا يحب رجلا امراه لتخونيني بهذه الطريقة
تستغفليني ، قلبك مع صديقي واخي الذي لم تلده امي
زوج اختي الغالية ، لهذا كنت رافضة لزواجهما ، وعندما لم تستطيعي اقناعي تحولت الي علياء لتملئي اذنيها على عمر
انهال عليها بالصفعات : انت السبب بالمشكلة بينهما اذن
صرخت بقوة وركضت منه وقالت بألم : لم اخنك علي صدقني ، والله لم اخنك ، انا كنت اريد الانتقام من عمر لا اكثر
نظر لها وقال بقهر : لماذا ؟ ماذا فعل لكي عمر ؟
نظرت اليه وصمتت ليضحك ساخرا : لأنه لم يركع الي حسنك الفتان وجمالك الطاغي اليس كذلك ؟
لم يكن غبيا كصديقه ، بل عزيز النفس وواسع الادراك اختار من تصونه وتحفظه ليس من تشعر بالإهانة لان رجلا لم يعيرها اهتمامه
نطق بقوة وثبات : انت طالق يا هانم ، لا اريد ان اراك وانسي ان لك ابنة
خرج سريعا من الغرفة بل من الشقة كلها لتهوي هي ساقطة بالأرض وتبكي بندم وحرقة على ما خسرته
*******************
جالسة بين ذراعيه وسط فراشهم وهو يتلاعب بخصلات شعرها الحريرية البنية قبل عنقها بلطف لتنكمش
__ نور ، لا تنكمشي هكذا تشعريني باني اوذيك بمشاعري
خجلت واحمرت اذناها ليضحك هو ويشدها من اذنها بلطف
__ لا تخجلي تكلمي معي اخبريني عن مشاعرك
ترددت لتهمس له : واذا كنت لا اعلم ماذا ينتابني ، لا اعلم لماذا ارتجف من قربك ولماذا اشعر بالبرودة في اطرافي عندما تتجرا اكثر وتقرب مني لفت اليه وقالت بعينين صادقه وشفافة : لا اعلم ياسين
ابتسم : انت خجولة لا اكثر والانتظار هكذا لن يفدنا بشيء نريد ان نقترب مرة فمرة حتى يذهب الخجل ويظل الحب فقط ، لن ازيد هذه المرة عن المرة الماضية ولكن تحمليني قليلا ، فانا ساجن هكذا انت قربي ولا استطيع الاقتراب منك ، ارحمي حالي قليلا
ابتسمت لتخفض نظرها بخجل ليعتبره هو استجابة لطلبه فيقترب منها ببطيء وهدوء وهو يدعو الله ان لا تبكي هذه المرة
**********************
احتضنها مهدئا : خلاص نور ، كفي عن البكاء لقد توقفت
اعلم اني حمار ولم افي بوعدي لك ولكني لم استطع ان اكبح نفسي عنك ، اسف حبيبتي والله ولكنه غصبا عني
اكمل مازحا : توقفي فانا سببت نفسي لأجلك ، أتريدين سماعها ثانية انا حمار لأني لم
ابتسمت من بين دموعها ووضعت اصابعها الرقيقة على شفتيه مقاطعه لمقولته فقبلها بلطف لتبتعد عنه ليمسكها بحزم وقوة
__ لا تبتعدي ، لن افعل شيء اخر ، اريد ان انام لأني سأذهب الي الشركة غدا ، ولن اسمح لك بالابتعاد عني
هيا ، لننام كما اعتدنا وانسي ما حدث
هزت راسها ايجابا ليحتضنها بين ذراعيه ويضع راسه بجانب راسها ويقبلها برقة بالغة ويهمس
__ لن اتعجل نور فانت لي مهما طال الامر
ابتسمت بتعجب لمقولته لتغفى عيناها هي الاخرى ويذهبان
في النوم
ابتسمت وهي تفتح عيناها على وجهه القريب لتشعر بالحب يمتلكها قبلها بنهم كعادته مؤخرا لتصبح قبلاته اكثر تطلبا
ويصبح هو اكثر عنفا وقوة ، حاولت التخلص منه لكنها لم تستطيع ، دفعته عنها اكثر من مرة ولكنه لم يستجب
غصبها ليقول بأنفاس ساخرة : انت لي دائما وابدا ولن يتمتع بك احدا اخر ، فانا احصل على ما اريده تذكريها دائما
بكت بنشيج حاد ورعب وصرخت صرخة مدوية عندما رفع راسه لينظر الي عينيها لتكتشف انه ليس ياسين
شعر بضربات خفيفة على صدره لتزداد الضربات قوة ليتمتم اهدئي نور لم اقترب منك انا نائم حبيبتي
لينتفض مذعورا من نومه على بكائها الحاد ونشيجها المميت
لينظر اليها تأكد انها تحلم عندما راها تضرب الهواء بذراعيها لتصرخ بقوة ، فلم يكن امامه الا ان لطمها على خدها بقوة خفيفة استيقظت على اثرها على الفور
قالت برعب وخرجت منها الكلمات مبعثرة : من هذا ؟ من ؟
لم يكن انت ؟ انه شخص اخر
بكت بقوة : لا اعرفه انه مقيت لقد حاول ، احميني ياسين منه
اتسعت عينيه رعبا لتتأكد له ظنونه اذن لقد تعرضت للاعتداء بالفعل وهذا ما يرعبها ، اقشعر بدنه لما تخيله
ومسكها بقوة : من هذا نور اخبريني ؟ من هو ؟
من الذي اذاك وانا اقسم ان اقتله
__ لا اعرفه انه بالحلم ، لا اعرفه ، ابعده عني ياسين
احتضنها برقة مطمئنا وهو يشعر بالغل والقهر يزداد بنفسه
اه يا نوري هل تعرضت لمثل هذه البشاعة ؟ لا اعلم ماذا افعل معك ؟ ولكن من الواضح اننا سنحتاج لوقت اطول حتى تتخطي هذه الازمة
غفت بين ذراعيه مرة اخرى ليضعها برفق على الفراش
وهو يشعر انه كالأسد المحبوس لا يستطيع ان يفعل شيء الا اللف والدوران في قفصه
من الواضح انها لا تتذكر ما حدث لها ولا من الشخص المسئول عن ذلك ، سأستشير مريم فهي ستستطيع ان تخبرني بما علي فعله
******************
ابتسم عند وصوله الي الفيلا فهما اليوم عادا من شهر عسلهما القصير المختصر الي ست ايام دلفا الي الداخل
ليرن هاتفه نظر له ليجيب بهدوء : اهلا محمد ، كيف حالك ؟
نعم انا وصلت الان ، صرخ بحده : نعم
كيف حدث ذلك ؟ ان مهلة السداد ثلاثة اشهر ، وانا لم أتأخر عن السداد ولا مرة
اتسعت عيناه تعجبا : جاء لك من يومان امر بمثولي امام النائب العام لماذا ؟
محمد هل تفهم ما تقوله انت من يومان فقط ابلغتني بإخطار البنك كيف صدر حكم برفضي للسداد ومثولي امام النائب العام ، الي اين اذهب انا وصلت للتو
انتظر قليلا الباب يرن ، لا افتح كيف محمد بالله عليك
اتجه الي الباب ليجد فرقة من البوليس امامه ليزفر بضيق
نعم انهم هنا محمد ، لا تقلق سأتصل بك غدا فانا سأخرج بالغد فأوراقي سليمة وانا اعلم من وراء ذلك
نظر الي الضابط ليقول بمرح قبل ان يتكلم الاخير
__ نعم انا عمر محمد عبد الله المصري
واعلم ان مطلوب القبض علي ، تفضل سأذهب معك
التفت الي علياء المصدومة من تصرفه
__ لا تتصلي بأحد سآتي غدا ، ولا تقلقي علي ، سأعود
لا تبخلوا علي بارائكم وردوكم وتوقعاتكم
وموعدنا القادم ان شاء الله يوم الاربعاء
وباذن الله تبقى فيه مفاجاة
بس موعدكوش على حسب ظروفي
القاكم على خير
|