كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
مساء الخير على عيونكم يا صابيا
كيفكم وكيف احوالكم ؟
اتمنى تكونوا كلكم بخير
اتمنى ان البارت اللي فات يكون حاز على اعجابكم
واتمنى ايضا ان البارت القادم يحوز على اعجابكم
بس مهم انكم تبلغوني بارائكم وتعليقاتكم على البارتات
الغالية ممتازة تسلمين على ردك
انا قريته بس هو تقريبا اتحذف
كل شكري لكي انك عبرتيني ورديتي
اترككم مع البارت ويارب يعجبكم
الفصل الخامس والعشرون
__نور استيقظي، هيا، لا اعلم ما بك اليوم
المفترض انك تكوني بقمة سعادتك ، فاليوم حنتك يا عروس
فتحت احدى عينيها وتأففت : اغلقي الستائر علياء ، اريد ان انام، اشعر اني متعبة
ابتسمت علياء وهي تفتح النافذة ليدخل نسيم الهواء العليل
__ لابد ان تستيقظي فأمامنا اشياء كثيرة علينا ان نفعلها
والوقت قصير
شدت الغطاء من عليها وهي تضحك لان نور تحاول الامساك به : هيا استيقظي
نفخت بضيق : من يوم زواجك من عمر واصبحت ثقيلة الدم مثله تماما
رفعت حاجبها وقالت وهي تضيق عيناها : عمر ثقيل الدم ،
ام انك تغارين لأنك لا تتمتعين بخفة ظله ومرحه
قالت جملتها الاخيرة بحب لتبتسم نور : كم الساعة يا مدام علياء ؟
قذفتها علياء بإحدى الوسادات ووجهها احمر : سخيفة
الساعة الان التاسعة ، سأذهب لأوقظ عمر هو الاخر
تنهدت وهي تشعر بضيق مما يحدث حولها ، لا تريد ان تفعل أي شيء غير النوم ، الايام الماضية لم تفعل أي شيء بخصوص زواجها ،علياء تكفلت بكل شيء هي ونهى حتى اشيائها الخاصة وملابسها ذهبت علياء ورتبتها بدلا منها بناء على رغبة عمر فهو لم يستسغ ان تذهب الي بيت ياسين قبل الزفاف وهي شعرت بسعادة شديدة لهذا القرار العمري فهي لا تريد رؤية زوجها العزيز بل وتشعر بنقمة عليه بسبب اصراره على الزواج منها ، لا تضحكي على نفسك نور انت تحبيه بل قلبك يخفق بشده من اجله ، لا يجب ان يشعر هو بذلك لا يجب ان يشعر اني ملك له كما اراد هو
زفرت بضيق وهي تقف من الفراش قبل ان تسحبها منه علياء المرة القادمة
********************
__ ياسين انت هنا
سالت نهى بدهشة
رفع نظره اليها بتعجب من دخولها الي المكتب بهذا الوقت المبكر رد بنبرة هادئة : صباح الخير نهى
ابتسمت وهي تقترب منه وتغمز بعينها: صباح النور
بانت معالم الضيق على وجهه، وانتبهت اليها نهى
لتسال بهدوء : هل حدث شيء بينك وبين نور ؟
عقد حاجبيه : لماذا تسالين ؟
رد بهدوء : لا شيء ، لا اراك تتكلم معها كثيرا ، ثم انك ضائق وبشده هذه الايام
__ لا شيء نهى ، توتر ما قبل الزفاف
ما الذي اتى بك الي المكتب فانت نادرا ما تدخلي الي هنا
__ امي طلبت مني الاهتمام بالمكتب وترتيبه واغلاقه
__ كيف حال يوسف ؟
ابتسمت : بخير ، الا تنوي ان تسامحه ؟
زفر بضيق : اغلقي الموضوع نهى ، لا اريد التكلم الان
__ عموما هو بخير وذهب ليأتي بنادين واحمد من المطار
لا اعلم لماذا تأخرت هكذا في المجيئ امي غاضبة منها بسبب تأخرها
انقلب وجهه من كلام نهى وهو يعلم جيدا سبب تأخر اخته في المجيئ ، فهي ستاتي من اجل الشكل العام للعائلة وخاطر والدته ،فهما ليسا على وفاق دائما
نظر الي نهى التي تدور بالغرفة وترتبها تنهد : سأذهب لأنام
فانا لم انم من البارحة
اتسعت عيناها من الصدمة : لماذا ياسين هل انت مريض ؟
__ لا ولكن الارق يلازمني هذه الايام
ردت نهى بمرح : تعد لياليك قبل وجود نور بحياتك ، غدا بإذن الله ستنام قرير العين وهي متواجدة بجانبك
ابتسم بسخرية وهو يخرج من المكتب
انام قرير العين بجانب انسانة خالية من المشاعر والأحاسيس
لم تفكر ولو دقيقة واحدة قبل ان تتهمني بان مشاعري مزيفة
لم تستطع ان تشعر بما اكنه لها ، لم تستطع معرفة مدى حبي لها ، عمياء وغبية وعديمة الاحساس
لم تكلف نفسها ان تسال اخاها عن سبب مشاركتي له بالمشروع
هز راسه ضائقا من غباء حبيبته وما يزيد ضيقه قلبه الذي يتمزق من الشوق اليها
عند وصوله الي اعلى السلم تناهى اليه صوت رقيق يتأوه
ادار بصره ليرى مصدر الصوت فوجد زوجة اخيه واقعه بالأرض وتتأوه الما
اقترب منها وسال بهدوء : ما بك ؟ هل وقعت ام ماذا حدث ؟
تألمت وهي تضع يدها على بطنها : اشعر بألم فظيع ببطني
وضع يده حول خصرها ورفعها من الارض
__ قومي لأذهب بك الي المشفى
__ لا شكرا سأنتظر يوسف
نظر لها بقوة : لماذا ؟ لا تخافي لن اؤذيك
تلعثمت وهي تقول : يوسف امرني بان لا اخرج من البيت الا برفقته
ابتسم من موقف اخيه العجيب : لا تقلقي سأخبره بانا من صممت علي ذهابك للمشفى فانت تبدين متعبه للغاية
هل تستطيعين ان تسيري الي الاسفل ؟
هزت براسها ايجابا ،فهم بان يتركها لتترنح وتكاد ان تسقط ثانية امسكها بقوة : استندي علي الي ان نصل الي السيارة
وصل بها بعد قليل الي المشفى وأدخلها الي الطوارئ وهو يشعر بقلق فهي لم تتوقف عن التأوه طول طريقهما الي المشفى
خرج الطبيب ليساله : ما بها ؟
ابتسم الطبيب : لا تقلق فهي بخير ، انت اكيد زوجها
اطمئن هي بخير والجنين بخير ولكنها تحتاج الي الراحة التامة ، واذا تستطيع ابعادها عن التوتر العصبي
سيكون من الافضل لها وللطفل ، انا اعطيتها حقنة تثبيت حتى لا يحدث شيء وتفقد الجنين
اهتم بتغذيتها و اتي لها بهذه الفيتامينات والادوية والحقن
وتستطيعان الانصراف الان لو احببت
هز راسه بهدوء وهو يتجه الي الغرفة التي تمكث بها ليطرق الباب ويسمعها تأذن له بالدخول
ابتسم وهو يدلف الي الداخل : الطبيب قال انك بخير
ونستطيع الانصراف ، هيا بنا
وقفت بهدوء ليسال هو : هل تشعرين بتحسن ؟
__ نعم
دخلت الممرضة بكرسي مدولب جلست عليه لتأخذها الي الخارج وينصرفا من المشفى
*********************
دخل الي القصر وهو يسندها خوفا من ان تقع مرة اخرى
ليجد امه واقفة بنصف البهو هي ونهى وتشرفان على تجهيزات الحفل الذي سيقام الليلة
رفعت امه حاجبيها تعجبا منه ونظرت له بقوة لتاتي نهى مسرعة : ماذا حدث ؟
__ لا شيء ، تعبت قليلا واخذتها الي المشفى
اصعدي بها الي الاعلى واهتمي بها نهى
__ حاضر ، تعالي انجي
بلع ريقه وتنحنح وهو يقترب من امه وعيناها تنظران اليه بتساؤل : وجدتها واقعة على الارض امي والطبيب اخبرني انها لابد ان تبتعد عن التوتر العصبي ويلزمها الراحة التامة حتى لا يتأثر الطفل
ابتسمت و تلألأت الدموع بعينيها : لن تتغير ياسين اليس كذلك ؟ شهامتك تفوق أي شعور اخر
__ ستغضبين امي اذا اخبرتك اني لا اكن لها أي شعور بالكراهية ، كلما تذكرها نهى امامي اتذكر الفتاه الصغيرة المزعجة التي كانت دائما برفقة يوسف
لا استطيع كراهيتها امي ، فلا ذنب لها بما فعله معتز او ما سيفعله
__ لماذا اذن تقاطع اخاك الي الان ؟
__ انا غاضب من يوسف امي ، وصدقيني لو كان اتى وقال لي انه يريد الزواج منها ، كنت سأزوجه اياها غصبا عن معتز
رتبت على صدره : انسى غضبك اليوم وغدا واعطي لآخاك الفرصة ان يفرح بك
__ ولماذا هو لم يعطيني الفرصة لأفرح به ؟
قالت بنبرة حزينة : انا حزينة بشده لأنه اضاع فرحتي به
ولكني اقيم الحفل اليوم ليتعارفوا اقاربنا بعروسته ولا يفاجئوا بها في عرسك
هز راسه بحزن : سأصعد لأنام فانا محتاج الي النوم بشده وارجوك امي لا اريد أي ازعاج
************************
نزلت من سيارة اخيها لترفع راسها الي القصر وتنظر اليه بحزن دفين ، فهي تشعر براحة كبيرة وهي بعيدة عن هذا القصر ، فذكرياتها الحزينة بهذا القصر اكثر بكثير من السعيدة ، زفرت بضيق لولا الشكل العام للعائلة لكانت لم تحضر الي حفل زفاف اخيها
ابتسمت بسخرية من هذا الاخ الذي لم يعيرها اهتمامه طوال حياتهما معا ، فجعلها تشعر دائما انها ليست باخت له
كان حنون ومراعي لشعور الناس جميعا ما عداها ، يهتم بنهى ويوسف وحتى حنان وهي كأنها لا وجود لها بحياته
انتبهت ليد زوجها تربت على كتفها : نادين ، يوسف يتكلم معك
ازاحت يده من على كتفها بقسوة والتفت الي يوسف
وابتسمت ببرود : نعم يوسف ، ماذا قلت ؟
ارتبك اخاها مما فعلته مع احمد : لا شيء كنت اتحمد اليك بالسلامة ، هيا الي الداخل فأمي تنتظركم على احر من الجمر
دخلوا جميعا ليسبقهم الاطفال الي جدتهم مهرولين اليها يسلمون عليها ليتبعهم احمد ويحتضن زوجة عمه
بحب كبير : كيف حالك امي ؟ اشتقت اليك كثيرا
ابتسمت نوارة هانم بحب وود كبيران : وانا الاخرى احمد ، فغلاتك من غلاة ياسين ، كيف حالك بني
__ الحمد لله بخير ، اشتقت اليكم والي مصر ، ولكن للأسف لم استطع اخذ اجازة اكثر من اسبوع ، ولكن ان شاء الله على اجازة الكريسماس سناتي ثانية ،اين عريسنا الغالي ؟
__ نائم ،فهو يشعر بالتعب قليلا ، ارتاحوا قليلا وعندها سيكون استيقظ
واقفة تتأمل المشهد الذي يحدث بين زوجها وامها
حدثت نفسها بسخرية مشهد مكرر و معاد نادين
الم تشاهديه من قبل ، لماذا تتعجبين فامك تتعامل مع احمد كما تتعامل مع ياسين بالضبط ، فهما اغلى اثنين عندها
اغلى منك انت شخصيا
تقدمت من امها واحتضنتها ببرود وابتسمت ابتسامة متكلفة كيف حالك امي ؟
ابتسمت امها بهدوء : بخير حبيبتي ، كيف حالك انت ؟
ردت ببرود : بخير ، ولكني متعبة واريد ان ارتاح قليلا
انصرفت من امامهم ببرود قاتل جعل زوجها يزفر ضائقا
وقال بارتباك : اعذريها امي ، فالرحلة طويلة ومتعبة
هزت راسها بتفهم لترتب على كتفه : اذهب انت الاخر لترتاح ، قبل ان تبدا الحفل ليلية
انصرف صاعدا خلفها وهو يشعر بغضب شديد من زوجته التي تمتلك قلب كالصخر
*********************
واقف مذهول مما يحدث امامه احمد ومشاعرة المتدفقة نحوهم لا يتعجب من موقفه فهو تربى بهذا القصر وحتى بعد وفاة والديه ظل معهم وابوه راعاه كما كان يرعاهم ، نشا فرد من هذه العائلة ، نوارة هانم من ربته فوالدته توفت وهو بعمر العامين ووالده توفى وهو ابن العشر سنوات
وشقيقته المشتركة معهم بالدم تتعامل معهم ببرود لا مثيل له
تعاملها معه في المطار ومع امه الان ادهشه بشده
تنبه من افكاره على صوت امه : يوسف
هز راسه حتى يتأكد انه لا يتخيل بان امه تتكلم معه
نظر اليها لتناديه مرة اخرى وهي تحرك يدها امام وجهه __ يوسف ، زوجتك تعبت اليوم وياسين ذهب بها الي المشفى
تأكد الان انه يحلم وهو مستيقظ فاذا كانت امه تتحدث معه بالفعل ولكن ما تقوله ضربا من الخيال
سال بتردد : امي تكلميني انا
جاهدت حتى لا تضحك على تعبير وجهه : نعم اكلمك ، لا ارى احد اخر امامي
__ المعذرة ماذا قلتي ؟ فلم انتبه ؟
_ زوجتك تعبت اليوم واخاك ذهب بها الي المشفى اذهب لتطمئن عليها
نظر الي امه وهي تتحرك من امامه ليشعر بالدموع تتدفق من عينيه ليتقدم منها بسرعه ويحيطها بذراعيه ويقبل راسها
__ المعذرة امي ، لا تغضبي مني ارجوك ، ولكن شعرت انه الحل الامثل لأتزوج ممن احب ،ارجوك امي سامحيني
__ خلاص يوسف ، الموضوع انتهى
فكت يديه من حولها وهي ترتب على خده بحنان : اذهب لتطمئن على زوجتك
ابتسم ليمسك يدها التي على وجهه ليقبلها وذهب ليطمئن على زوجته
*******************
دخل الي جناحهما المعد بالقصر في عاصفة غضب
جز على اسنانه بقوة ضيقا منها ، بحث عن اولاده
فلم يجدهم من الممكن انهم يلعبوا بحديقة القصر
اتجه اليها على الفور فهو يتجنب ان يتشاجرا امام اولادهم
فتح الباب بقوة من كمية الغضب التي يختزنها بداخله
لترفع اليه عينيها ببرود متعجبة من دخلته القوية
زفر بضيق من نظرتها الباردة وقال بغضب ونبرة منخفضة
__ هل تستطيعي افهامي لماذا تتعاملين مع امك بهذه الطريقة ؟
ابتسمت بسخرية : انت غاضب من طريقتي مع امي
قال بضيق : بل مع كل الناس نادين
انت تتعاملين معي انا شخصيا ببرود لا افهمه ، على الرغم انك تعلمين اني احبك جدا
قالت بهدوء : انت لا تسأم احمد من هذا الحوار
اعلم انك تحبني وانا لا اتعامل معك ببرود ، هذه طبيعتي
الم تعتد على الي الان ؟
قال بغضب مكتوم : نادين انا ابن عمك ، واعرفك جيدا لم تكوني بهذا البرود من قبل
ونحن صغار كنتي كالشمس متوهجة تنشرين السعادة والمرح وتشرقين على حياة من حولك
قال جملته بنبرة حب صادقة لتتغير نبرته الي الحزن والحيرة
__ لا اعلم ما الذي غيرك ؟
سيطرت على خفقات قلبها وقالت ببرود تعمدته : احمد ماذا تريد الان ؟
نفخ بضيق : لا اريد شيئا نادين ، ارجوك حسني تعاملك مع والدتك قليلا
ابتسمت بسخرية طبعا ولم لا تدافع عن امي فهي من اصرت علي لأتزوجك ، بل فرضتك علي لأتزوجك ، فانت كنت ولا زلت عندها اهم مني ومن رغباتي وشعوري
***********************
فتح عينيه ليجد احلى ابتسامة امام وجهه ليبتسم بدوره
__ صباح الخير خالو ، هيا استيقظ ، خالتي نادين اتت هي واسراء واسماء واسلام ، وعمو احمد
ضحك عليها وهي تسرد العائلة بأكملها امامه اكملت ونحن جميعا نلعب مع خالي يوسف وزوجته اسلام يقول عنها انها جميلة جدا
ضحك بقوة على جملتها ليسالها بهدوء : هل سمعه خالك ؟
ضحكت بخفة وبراءة : نعم وطرده من الغرفة
ولكن بعد قليل سمح له بالدخول ليلعب معنا
ضحك من جنون يوسف المشهور به ، فبرغم انه قريب من يمني جدا ويدللها بطريقة تستاء منها نهى الا انها تفضل ان تلعب مع يوسف ، في بادئ الامر تعجب ولكن عندما رأى يوسف وهو يلعب معها ، علم السبب فيوسف يتحول الي طفل صغير اثناء لعبه
__ افسحي لي مجال لأقوم واذهبي لتلعبي معهم وانا سآتي وراءك
صرخت وهي تخرج راكضة : سأنتظرك
ابتسم وهو يفكر في طفلته الكبيرة التي اشتاق اليها بشده
لن يستطع التعامل معها بقسوة ولكنه غاضب بالفعل هذه المرة ، تنهد راسه سينفجر من تفكيره بها وبطريقة التعامل التي ستكون بينهما وهما زوجين فهي عنيدة جدا وهو لن يتحمل تحديها له
اه نور ، ستجبرينني ان اتعامل معك كالأطفال
**********************
بعد ان غادروا الاولاد غرفتهم التفت اليها
__ أما زلت متعبة حبيبتي ؟ هل ضايقك الاولاد ؟
__ لا اطلاقا بل سعدت باللعب معهم جدا ، وانا الحمد لله بخير
__ اخبريني بما حدث ، فلم استطع اتكلم معك امام الاولاد
توترت فهي لا تعلم ما ردة فعله على خروجها بدون علمه وبرفقة ياسين
قصت له ما حدث لينظر لها : لماذا لم تتصلي بي؟
__ كنت ذاهبه لنهى ، ووجدني ياسين على الارض
__ حسنا ، انت الان بخير ، لا تبذلي أي مجهود كما امر الطبيب
يشعر بحب لهذا الاخ الذي شهامته تحركه يعلم انه كان من الممكن ان يترك زوجته كما هي او يبلغ نهى عن امرها ولكن ياسين مختلف
قرر ان يذهب اليه مرة اخرى ليتكلم معه ، فهو من اخر موقف لهما بالمكتب لم يتكلم معه ، وياسين يتجنب رؤيته
تنهد وهو يتجه الي خارج الغرفة
***********************
دخلت الي الفيلا بعد يوم طويل متعب في صالون التجميل
وعلياء تجبرها على كل شيء
فهي تشعر بعدم رغبة فعلية لان تفعل أي شيء
تذكرت كلام عاملة الصالون وهي تنصحها بان تفرح من اجل نفسها فليلة العمر تأتي مرة واحده وحتى اذا لم تكن تحب عريسها فلتفرح من اجل نفسها
ما يتعبها ويؤلمها انه تحبه بل تهيم به حبا ولا تريد ان تعترف بذلك امامه ولا تشعره انها سترضخ لأوامره
يجب ان يشعر بكرهها ناحيته الكره فقط نور
دارت بعينيها في حديقة الفيلا لتشعر بالصدمة
__ علياء ، ماذا فعل عمر بالحديقة ؟
ابتسمت علياء : انها حفل ليلة الحناء نور ، انا من اقترحته
شعرت بصداع فعلي من صديقتها لتكمل : وطبعا دعوت جميع اقاربنا
ابتسمت علياء باتساع : بل جميع الصديقات والاقارب
والمعارف ايضا
كتمت غيظها مما يحدث حولها : سأذهب لأنام
صرخت علياء : نعم ، لا حبيبتي اجهزي وارتدي الفستان الذي انتقيته لكي ، ولا تشعري بالحرج فجميع المدعوات سيدات ، اؤكد انهن من السيدات ، هيا فالحفل على وشك ان يبدا
زفرت بضيق وملل لتشعر انها ستضرب علياء اليوم وهي تكمل : المحنية ستصل بعد قليل نور ، لا تتأخري حتى تنتهي من رسم الحناء قبل وصول المدعوات
صعدت والغيظ يملأها من ترتيب علياء ليلة للحناء وعمر من نفذ بدون استشارتها
و لا حل امامها الا الرضوخ لعلياء فهي تعلم ان هذه طريقة علياء لتظهر فرحتها بها
*********************
نزل الي الاسفل ليجد احمد جالس مع والدته ليبتسم باتساع
__ اهلا بالعريس ، اخيرا ستتزوج
ابتسم ياسين واحتضنه بود : اهلا بك يا ابن عمي العزيز
حمد لله على سلامتك
__ الله يسلمك ، كيف حال ياسر ؟ واخباره هو ومريم ؟
__ انهما بخير سأقابله الليلة ان شاء الله واكد علي ان تأتي معي انت وعمرو ويوسف
غمز بعينه : بم انها ليلة توديع العزوبية ،ياسين ما رايك ان
نقيم لك حفلا لتوديع العزوبية
ضحك ياسين : لا اريد حفلا لتوديع العزوبية ام انك تريد المرح تحت رايتي
ضحك بقوة وهو يهز راسه ايجابا ليكمل ياسين : ألا تخاف من زوجتك ان تقلب حياتك جحيما اذا علمت بأمر حفل توديع العزوبية
انقطعت ضحكته وقال بداخله لا يهمها ان افعل أي شيء المهم ان ابتعد عنها
ربت على ركبته : الن تقص علي من هي التي سرقت قلبك المنيع ؟
ابتسم وزحف اللون الاحمر الذي وجنتيه ليضحك احمد بشده
__ لا استطيع تصديق ما اراه امامي ، انت تحبها فعلا
ابتسم ياسين وتنهد بقوة ليكمل الاخر :لا نحن نريد ان نتحدث قليلا
فانت وصلت لدرجة اعلى من الحب يا عزيزي
__ تعال لنقابل ياسر ونتحدث معا بالطريق
__ الن تنتظر يوسف وعمر ؟
__ عمرو ابلغني انهما سيتأخران قليلا لا اعلم لماذا
__ هيا
*********************
عند نهاية الحفل وانصراف معظم المدعوات جلست بتعب
فصديقاتها اصروا ان ترقص كما تفعل أي عروس
استمتعت بالحفل جدا ، ولكنها تعبت بشدة و تريد ان تنام
تشعر براسها ثقيلا وجسدها مهدود من كمية المجهود الذي بذلته اليوم
ابتسمت لها بسنت بحب : مبروك نور ، الله يتمم لكي بالخير
__ الله يبارك فيك ، كيف حالك الان ؟
__ انا بخير الحمد لله ، اريد ان اسالك عن احوال عمر وعلياء ، فانا لا اريد سؤال علياء حتى لا تفهم اني اتدخل بحياتها ولكني قلقة عليها واريد الاطمئنان فحسب
ابتسمت نور : انهما بخير وعلى ما يرام
ويخططان لحفل زفافي دون علمي واخباري بخططهم
بل ما يحدث ، ان اختك العزيزة تخطط وعمر ينفذ
تنهدت براحة وابتسمت : يريدان اسعادك نور
__ اعلم ، ولذلك انا مستسلمة لهما ، زوجة على لم تأتي
لماذا ؟
__ هكذا افضل ، هي لا ترتاح معنا ولا معك
اراحتنا من وجودها الليلة
ابتسمت نور من صراحة بسنت المشهورة بها : ولكن انت ووفاء نورتم الحفل ، اشكركما على توجدكما معي
ردت وفاء هذه المرة : انت كعلياء بالضبط وامي كانت تنتظر عرسك كما كانت تنتظر عرس علياء
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تتذكر وصايا الخالة عائشة لها وان تعتني بزوجها ولا تعامله الند بالند
هزت راسها وقالت داخليا : سامحيني خالتي ولكني لن احني راسي لهذا الياسين
__ سننصرف نحن علياء ، علي اتي بالخارج ويبارك لك نور
ابتسمت نور : ابلغوه سلامي واني سأنتظره بالعرس غدا
ردت وفاء : طبعا كلنا سناتي ، لا تقلقي
لكزت علياء : ادعي اخاك لدخول وانا سأدخل بالفيلا
ابتسمت علياء وذهبت لتدعو علي ان يدخل الي الحديقة
*********************
جالس بوسط صديقاه الغاليين على قلبه يضحكون جميعا ويتذكرون الايام الخوالي
رن هاتفه : اين انت عمرو ؟
سيارتك مرة اخرى القي بها في القمامة واتي بسيارة جديدة عمرو ، سئمت منك ومن سيارتك
ما بها نهى ؟ انقلب وجهه :حسنا لماذا لم تبلغني ؟ سأذهب حاضر ،اعرفها جيدا لن تصمت الا عندما ننفذ ما تريد
سأذهب حالا
اغلق الهاتف ليسال ياسر : ماذا هناك ؟
زفر : عمرو سيارته تعطلت ويوسف ذهب اليه ولكن ما يضايقه حقا اصرار نهى ان يذهب الي عمر ليأتي بأشياء تخص نور
قال بضيق : لا اعلم لماذا لم تبلغني ولماذا يذهب زوجها ليأتي بأشياء زوجتي ،شيء عجيب هذه الفتاه يتوقف عقلها عن العمل احيانا
كتم ياسر ضحكته فغيرة ياسين واضحة
__ سأضطر الي الذهاب ، تعال احمد
رد ياسر : لا اتركه فانا اريد الجلوس معه وسأوصله عندما ننتهي من السهرة
__ الن تعود ؟
__ سأحاول ، سلام
**********************
وصل الي الفيلا ليرى علي خارج برفقة اخوته البنات
نزل من سيارته ليتقدم منهم بهدوء ويسلم عليهم ويصافح علي بمودة كبيرة ويسال عن احواله
انصرف علي ليتنفس هو بقوة ويمني نفسه بان يراها
اركز ياسين وقاوم شعورك قليلا
وضع يده على قلبه وانت اهدئ قليلا حتى نستطيع ان نتعامل مع هذه الجنية التي سحرتنا
دلف الي الحديقة ليرى الزينة المعلقة والطاولات المرصوصة وبواقي البالونات ليبتسم من الواضح انها كانت تقيم حفل ليلة الحناء
لمعت عيناه هل تحنت كما تفعل اغلب العرائس
تخيل لون الحناء ورسمته على بشرتها الوردية ليخفق قلبه بشده ، اعقل ايها الغبي لا تفكر في هذه الاشياء
فهي تحتاج لتهذيب وتأديب على تشكيكها في حبك لها
دار بعينيه ليراها بوسط الحديقة مرتدية لفستان رقيق لونه بنفسجي غامق قصير يصل الي منتصف الفخذ بأكمام ولكن ظهره عار ، فنصف ظهرها لا يغطيه شيء
اقترب منها ليتأكد مما يراه ، نقوش الحناء المرسومة على ساقها اليمنى والفراشة المرسومة بالمنتصف بين عظمتي ظهرها ذهبت بعقله
ولكن ما زاد جنونه حقا تذكره لرؤية علي خارج من الفيلا
ليضرب راسه سؤال هل علي راها هكذا
تقدم منها بسرعة
خرجت بعد دخول علياء لتساعدها بترتيب الحديقة
شعرت بأحد ورائها لتلتفت وتجده بوجهها
شهقت فزعا فهي لم تكن تتوقع وجوده قفز قلبها بحب له ولرؤيته واشتياقها اليه زاد من الأمها وضعت يدها على صدرها لتخفف من نبض قلبها الجنوني كادت ان تقفز الي حضنه ولكنها تمسكت بالكرسي جانبها وقالت بهدوء
__ ياسين
لمع الغضب بعينيه وسال بقوة : هل رآك علي هكذا ؟
عقدت حاجبيها من اسلوبه والغضب الذي يلمع بعينيه
رددت بتعجب : علي
رد بنبرته الغاضبة : اه نعم ، لقد قابلته وهو خارج من هنا
رفعت حاجبها الايمن وقالت ببرود : هل تغار ام لا تريد لاحد ان يرى تحفتك الجميلة التي اشتريتها بمالك
جز على اسنانه غضبا ومسك ذراعها بقوة : تهذبي معي ، وردي علي ، ولا تدفعيني لفعل شيء نندم عليه ، لم تجربي غضبي الي الان ، ولا اريد ان اريك اياه
صاح بقوة : ردي ، هل رآك علي هكذا ؟
تملصت من يده القوية : اترك ذراعي ، لم اراه اصلا
فهو دخل الي الحديقة وانا كنت بالداخل
خفف من قوته على ذراعها وتنهد براحة وادار بعينيه على وجهها الجميل وفستانها المقفول من الامام بأكمامه كأمام الفراشة ليتذكر الفراشة المرسومة على ظهرها وجدها تتفحص ملامحه فقال وابتسامته الجانبية تلمع على شفتيه
__ اشتقت الي ، اليس كذلك ؟
ادارت بعينيها على تفصيل وجهه الاسمر الجميل لتجذبها ابتسامته الجانبية ، لطالما جذبتها اليه هذه الابتسامة الرائعة وخصوصا انها تجعل الشامة التي بجانب شفتيه تلمع وتظهر
نبهها سؤاله الي ما تفعله لتذهب نظرة الحب عن عينيها وتعود نظرتها المتحدية لتلمع وتقول ببرود : لا
اتسعت ابتسامته ليشرق وجهه وهمس وهو ينحني ويضع راسه براسها : كاذبة ، انا استطيع قراءة عيناك نور
وعيناك تقول الكثير
ابعدت راسها بعيدا عنه ونظرت الي عينيه متحدية : وانا ايضا استطيع قراءة عيناك وعيناك تقول انك مت شوقا لي
اعتدل واقفا وهو يقول بنبرة رقيقة واصابعه تدور بحركة دائريه حميمة على ذراعها : ولم لا اشتاق
طبيعي ان اشتاق الي زوجتي الجميلة ، ولا استطيع السيطرة على شوقي اليها عندما اراها وهي متألقة هكذا
قال جملته وهو يدور بعينيه على جسدها كله بتفحص لذيذ
حاولت ان تتخلص من قبضته لكنه امسكها بقوة سال هامسا
__ هل توجد نقوش حناء اخرى بجسدك غير هذه ؟
نقل كف يده سريعا ليمرر اصابعه بمنتصف ظهرها على الفراشة
حركته جعلت جسدها يتصلب دفعت جسده بعيدا عنها
وعيناها تلمع : انت وقح
مسكها من ذراعها مرة اخرى وقال بقوة : تهذبي ، قليلا
ولا تنسي اني زوجك
لمعت عيناها : طلقني
ابتسم بسخرية : في احلامك حبيبتي ، ولو كنت افكر ، الان لغيت الفكرة من يرى حسنك الفتان لا يستطيع ان يبتعد عنك
جزت على اسنانها غضبا من هذا الوقح ليكمل وهو مستمتع بنظرة عيناها المتحدية الغاضبة
__ الن تجيبي على سؤالي ؟
نطقت بحده : لا
همس بأذنها وهو يقاوم الضحك : سأكتشف غدا حبيبتي ، لنتركها مفاجأة ، بل اروع مفاجأة
انتفضت من جملته وقالت بتحدي : في احلامك ياسين
مط شفتيه : بل هو واقع ، لا تهيئي نفسك اني سأتنازل عن حقوقي الشرعية ، انها حقوقي نور وانا احب ان اخذ حقي كاملا
شحب وجهها من كلامه ، لتقول بارتباك : لماذا اتيت ؟
تنحنح ولم يفته ارتباكها : نهى طلبت مني ان اتي لأجلب اشياء تخص سيادتك
قالت بقهر : نهى قالت ان عمرو من سياتي ليأخذها
نطق بهدوء : هل جننت نور ؟ لن اسمح لاحد ان يقترب من أي شيء خاص بك ، ولو بالصدفة
ضاقت من تملكه العجيب ليكمل هو : فمن الممكن ان تقع عيناه على شيء يخصك وانا لا احب ان اتخيل مجرد تخيل الفكرة
زفرت بضيق : ولكني لن اعطيك اياها
ابتسم : لماذا ؟ انا زوجك ، ثم انك نسيت ان اشيائك موضوعه عندي بجناحي واستطيع رؤيتها كما اريد
تلون وجهها الي الاحمر وتلعثمت : نهى اخبرتني انها اغلقت غرفة الملابس والدواليب الخاصة بي واتت لي بالمفاتيح
ابتسم بخبث : حقا ، ونهى لم تخبرك ان معي نسخة اخرى من المفاتيح فمن حقي انا ايضا ان ارتب ملابسي بغرفة الملابس والدواليب
امتقع وجهها من فكرة رؤيته لملابسها واشيائها الخاصة
ليكتم ضحكته بداخله لم يشأ ان يخبرها انه لم يدخل الي الجناح منذ وصول اشيائها به
بل ينام باي غرفة اخرى بالقصر حتى يدخلا الي جناحهما معا ، و ان نهى رتبت اشيائه قبل وصول اشياء نور بيوم او اثنين ،حدث نفسه ولكن ماذا افعل معك نور تدفعيني الي الجنون
لمعت براسه فكرة : هل تعلمين نقوش الحناء هذه جميلة مرسومة ببراعة وستكون اجمل عندما ترتدي قميصك الحريري الوردي اللون ذو السلسلة الفضية عليها
اتسعت عيناها رعبا مما يقوله لتقول من بين اسنانها
__ انت وقح بالفعل ، لماذا ترى ملابسي ؟
مسكها بقوة مرة اخرى ليقربها منه : قلت لك تهذبي ولا تجعليني افكر بإعادة تربيتك من جديد ، ثم انت وملابسك واشيائك ملكا لي يا زوجتي العزيزة
تأوهت من ذراعها لتزداد غيظا منه ومن تفاخره بملكيتها
نطقت بغضب : لست ملكا لاحد ، ابتعد عني
__ بل انت ملكي ، ولا تحاولي لن ابتعد عنك
لمعت الدموع بعينيها : تزوجتني من اجل المشروع لماذا مصر على اتمام الزواج ؟
تنهد : انت غبية نور ، ولن اتعب نفسي معك لإفهامك شيء واضح امامك ولكنك تفضلين عدم الرؤية
اشاحت بوجهها عنه ليسال بهدوء : لماذا لم تسالين عمر عن سبب شراكتي له ؟
رفعت راسها بكبرياء : انا لا اشك بأخي ،فانا متأكدة انه لن يبيعني اليك ، ومتأكدة انا ايضا انك اجبرته على اتمام الزواج بهذه السرعة
ابتسم بسخرية : من الجيد انك لا تشكين بأخيك ، اذن حملتيني لوحدي اوهامك كلها
تنهد بخيبة امل منها ومن تفكيرها ونظرتها الضيقة للأمور
__ ظننتك ذكية نور ، لامعة لا تسيطر عليك الافكار الغبية
ولكن فاجأتني بتفكيرك هذا، أتت بأشيائك لأذهب فانا تأخرت
نظرت اليه وقالت : اوعدني انك لن تراها
ابتسم : لا ، من حقي ان اراها ،ولكني لن افعل فانا اريد رؤيتها عليك ، ستكون الرؤية افضل
نفخت بقوة ليقترب منها بهدوء ويمسكها من ذراعيها ويقربها اليه : ماذا تريدين نور ؟
اجبرها على وضع عينيها بعينيه : هل تريدن الطلاق فعلا ؟
نظرت اليه وسالته بعينيها ان يفهمها سر شراكته لأخيها
تنهد بقوة : اسالي اخاك نور ، فهو من يخول له ان يجيب عليك
قالت برقة : انا اسالك انت ، ما السر في اتمام الزواج بهذه السرعة ؟
__ لن اجيب عن هذا السؤال نور ، انكي تجرحينني بشدة
الم تشعري كل هذه الفترة كم انا اريدك جواري ؟
__ هذا هو السبب فقط ياسين
ابتعد عنها وظل واقفا امامها
__ الكلام معك بدون فائدة ، وانا سئمت من الحوار
ستاتين بأشيائك ام انصرف ؟
نطقت بتحدي : لا اريد منك شيئا ، اذهب
اشاحت بيدها له ان يذهب ليمسك يدها وهي بالهواء ويسحبها منها ويقربها اليه نظر الي عينها وقال بقوة : تعلمي ان تتعاملي معي بأدب ، لا تشيحي بيدك في وجهي ثانية
ارتبكت بقوة من نظرة عيناه الغاضبة لتتلعثم قائلة
__ لم اقصد ،ليقفز التحدي بداخلها : بل قصدت فانا ضائقة منك
__ صدقيني نور ستخسرين الكثير اذا دفعتني للتعامل معك بالقوة
نظرت اليه بغضب لتخفض بصرها بعيدا عنه ليقع على ذقنه الغير حليقة لتتعجب من اول معرفتها به وذقنه تلمع كنجوم السينما ، اول مرة تراه هكذا تمالكت رغبتها في وضع اناملها على ذقنه لتعلم ملمسها
وكانه شعر بها فوضع يدها التي بيده على ذقنه
وقال بهدوء : سأحلقها غدا انشاء الله ، حتى تكون ملساء ولا تؤذي بشرة زوجتي الرقيقة
انقلب وجهها وتلون بالأحمر القاني وازداد احمرارا عندما قبل باطن كفها بتطلب شديد
نزعت كفها منه سريعا لتبتعد عنه : اذهب ياسين
تنهد : حسنا سأنتظر الي الغد نور ، فان الغد لقريب
**********************
همت بالخروج لمساعدة نور بترتيب الحديقة لتجد ياسين واضع راسه براسها ويتكلم معها
ابتسمت وقررت عدم الخروج عادت الي الصالة ليسالها عمر بتعجب : الن تخرجي لتساعدي نور ؟
ابتسمت : ياسين بالخارج وانا فضلت ان اتركهما يتحدثان
بمفردهم
وقف ليخرج ويرحب بزوج اخته لتمسكه من يده
__ الي اين انت ذاهب ؟
__ سأذهب اليه ، فهو ببيتي ولابد ان ارحب به
ارتبكت : اتركهما قليلا ليتحدثا ثم اخرج لمقابلته
نظر لها بتفحص ليقترب من النافذة وينظر الي الخارج ليجد ياسين قريبا من نور ، شعر بضيق من قربه اليها هكذا وما ازاد ضيقه انه شعر بانهما يتشاجران حول شيء ما
هم بالخروج لتمسكه مرة اخرى : عمر ، انتظر قليلا
فانا اشعر بان بينهما خلاف اتركهما يتصالحان
قال بغضب : علياء من فضلك ، اتركيني
__ لماذا انت غاضب الان ؟ انه زوجها ومن حقه ان يضمها بصدره او حتى يقبلها
انتفض من جملة زوجته ليلمع الغضب بعينيه وصرخ بها : اصمتي من فضلك
انتفضت من صرخته لتجلس بعيدا عنه وهي غاضبة
مسح وجهه بكفيه كعادته ليتخلص من الضيق المسيطر عليه
وجلس بجوارها يعلم ان ردة فعله عنيفة عليها
__ علياء راعي شعوري قليلا حبيبتي ،فنحن معشر الرجال مشاعرنا معقدة قليلا
انت الان زوجتي فعليا ولكني لا استطيع تقبيلك اوان اضمك الي صدري امام علي رغم ان هذا من حقي ولكني اراعي شعوره ، وانا الاخر لا اتخيل فكرة ان ياسين يحتضن نور او يقبلها ، فكيف احتمل ان تقذفيها مباشرة بوجهي هكذا
ضحكت : انتم مرضى يا معشر الرجال
يا باش مهندس انت قبلتني وانا خطيبتك ومستاء جدا من فكرة ان يقبل ياسين زوجته ، هذا مرض ليس تعقيد للمشاعر
انها زوجته عمر
نفخ بضيق : اعرف هذا جيدا ، و من فضلك لا تعيدين الكلام ثانية اشعر بالدم يقفز الي راسي
ابتسمت بتعجب :انت صادق بالفعل ، عمر كنت اتخيلك ذو عقل حديث متفتح
عقد حاجبيه : كيف ؟ لا انا في هذه الاشياء متحجر ومن ايام الحكم العثماني ، واذا علي انا اريدك ان ترتدي الحجاب و اليشمك مثلما كانوا يفعلن السيدات ايام محمد علي باشا
ضحكت بصخب على جملته : لا ، لنعد كما كنا واذهب لتجلس مع اختك و زوجها كالحرس الملكي
ابتسم تلقائيا لضحكتها : ولكني جاد فيما اقوله
انقلب وجهها لتصمت وتقول بدهشة : تريدني ان ارتدي اليشمك
ضحك : لا طبعا ، انا اتكلم عن الحجاب
خفضت راسها لتقول بهدوء : هل ستجبرني ؟
اقترب منها اكثر : لا مع انه من حقي ولكني اطلب منك
هزت راسها : اعطيني فرصة لأجهز ملابس تليق بارتداء الحجاب
ابتسم لتكمل هي : سنسافر بعد غد كما خططنا وعندما نعود سأفعل ما تريده
احتضنها بين ذراعيه : حسنا حبيبتي ،سأذهب لأسلم على ياسين ، اعتقد ان هذا الوقت كافيا لهما
هزت راسها بتعجب من هذا العمر فمن الواضح ان عقليته منغلقة كانت تظن انه ذو عقل متفتح تحرري كأبناء طبقته
ولكن من الواضح ان عقله منغلق اكثر من علي
فكم مرة طلب منها علي ارتداء الحجاب ولكنه لم يصر كما فعل مع زوجته و بسنت او وفاء وامها كانت السبب فكانت دائما تقول له اتركها على راحتها علي وكان يستمع اليها
وها هي الان ستسمع كلام عمر على الرغم من انه لن يجبرها ولكنها تريد ان ترضيه
*********************
خرج ليجد الحديقة فارغة الا من وجود نور
سال بدهشة : اين ياسين ؟
قالت والدموع تخنقها : ذهب
شعر بها ليقترب منها ويأخذها بين ذراعيه : ماذا حدث ؟
هل تشاجرتما ؟
نطقت والدموع تتلألأ بعينيها : عمر ما السر وراء اتمام الزفاف بهذه السرعة ؟
استيقظت باليوم التالي وعيناها متورمتان من كثرة البكاء
في الليلة السابقة لتتنهد بضيق عندما تكلمت مع عمر وقصت له ما حدث بينها وبين ياسين
صاح بها بشدة وتشاجر معها و افهمها ان لاوجود لهذه الاشياء التي تملئ عقلها وانه اتفق مع ياسين على الشراكة بالمشروع بعد خطوبتهما
ولا علاقة لها بالعمل ولكن ما جعلها تذرف الدموع حقا هو غضب اخيها منها بسبب انها ظنت ان ياسين اجبره على تزويجها اياه قال لها بحزن : هل انا ضعيف في نظرك يا نور ، الا تعلمين انك اغلى من روحي وانا لن ازوجك الي أي شخص حتى لو كان بهذا الامر موتي
انعاد المشهد امام عيناها وعمر يصرخ بها غاضبا
__ ثم الا ترين كم يحبك ياسين ؟
هل انت عمياء ، الناس جميعا لاحظوا كم هو متيم بك وانت لا ترين ولا تشعرين ، ظننت انك ستكونين مختلفة عنها
ستشعرين بمشاعر الحب وتقدريها
ارتبكت من مقولته ليجز هو اسنانه غضبا سالته بتعجب من بين دموعها : من انت تقصد من ؟
زفر بضيق : لا شيء ، خانني التعبير لا اكثر
امسكها من ذراعيها : نور كوني كما ربيتك حبيبتي
لا تفكرين بمثل هذه الطريقة ، اقسم لك ان مشروع الشاليهات لا علاقة لك به ولا بزواجك
__ اذن لماذا اتممت زواجي بهذه السرعة
__ اف منك نور ، انها قسمة ونصيب
افرحي بليلة زفافك ولا تدعي الاوهام تسيطر عليك
ولكنها تشعر بالفعل ان وراء الاسراع في الزفاف شيئا ولكن عمر يخفيه عنها
من التي كان يقصدها عمر بكلامه
عقلها سينفجر من الصداع الذي اصابها من كثرة التفكير والبكاء
تنهدت وهي تقف من الفراش لتشعر بالترنح وانها ستقع
من ثقل راسها
استندت على الفراش و شعرت بالبكاء يسيطر عليها من جديد
ولكنها رفعت راسها وقررت ان تأخذ حمام بارد يهدئ مشاعرها ويخفف من الصداع والاغماء الذي يسيطر على راسها
**********************
__ صباح الخير يا عريس
ابتسم بسعادة من اللقب : صباح النور
__ انتهز الفرص لتاتي بسيرتها وتقول اسمها قال مقلدا صوته الرخيم نور
ضحك بخفه ليساله : لماذا مستيقظ باكرا هكذا ؟
__ اريد ان اخذك للحلاق واكون بخدمة اخي العزيز وعريسنا الغالي
__لكني سأذهب وحدي
قاطعه : ياسين ارجوك لا تحرمني من فرحتي بك
اعلم جيدا انك غاضب مما فعلته ولكن اريد اليوم ان تنسى خلافك معي وغضبك مني وتسمح لي بان اوضح لك فرحتي بزواجك
تنهد : حسنا يوسف ، ولكن الن تجلس مع زوجتك فهي كانت متعبة البارحة
ابتسم : لا هي الان افضل ثم ان امي ونهى معها
ونادين ايضا ، الم تقابلها الي الان ؟
هز راسه نافيا : لم ارها البارحة رأيت احمد وجلست معه وسالت عليها امي قالت انها نائمة
تعجب يوسف : لا اعلم ياسين ، اشعر بانها غير طبيعية تتعامل مع احمد بطريقة عجيبة وتتعامل معنا ببرود ولا كأننا عائلتها
__ لا تشغل راسك يوسف ، نادين مزاجية الشخصية وتتبدل في دقائق من الممكن ان تكون متعبة او شيء لا اكثر
رد على اخاه بدبلوماسية ولكنه يعلم انها تغيرت تغيير جذري بعد وفاة حنان فهي كانت صديقتها المقربة
ووفاة حنان احدثت شرخ بنفسها ، ولكنه لا ينكر دهشته من اتمام زواجها سريعا بعدها واصرارها على السفر مع احمد
بعد ان كانت رافضة فكرة السفر رفضا باتا
__ هاي ، ياسين الي اين ذهبت ؟ هيا حتى لا نتأخر عن موعدنا مع الحلاق
__ لم ارتب موعدا مع الحلاق
__ انا فعلت ، لماذا تنام بغرفة المعيشة هنا ؟
__ لا يوجد سبب معين ، لماذا تسال ؟
__ لأني اراك تنام كل يوم هنا منذ ان فرشت الجناح بالأثاث الجديد
__ وبم انك ملاحظ واكيد استنتجت السبب لماذا تسال يا ظريف ؟
__ لأني اعلم انك لن تقول السبب الحقيقي
وانك لا تريد الدخول الي الجناح بدون زوجتك العزيزة
قال بغضب باسم : يوسف اصمت احسن لك ولا تجعلني افرغ ضيقي بك ،او ابتعد عني واتركني وحيدا
قهقه يوسف ضاحكا : لا سأصمت فانا اليوم سألتصق بك وافعل لك ما تامر به
اكمل بامتنان : شكرا لك ياسين على ما فعلته البارحة مع انجي ، لن انسى لك هذا الموقف ابدا
مسكه من اذنه كما كان يفعل وهو صغير
__ كم مرة قلت لك لا تشكرني على أي شيء ، ثم انه واجب هل تشكرني على واجبي نحو زوجة اخي
انتبها على صوت ضحكات نهى : مظهرك يضحكني بشده يوسف ، تذكرت عندما كان ياسين يعاقبك وانت صغير
ضحك يوسف ساخرا منها : اصمتي
__ لا تضايقه نهى من فضلك
رفعت حاجباه تعجبا : يا سلام ، الان لا تضايقيه ، حسنا
سأصمت
جلست بجوار ياسين وقالت مازحة : يويو ، هل ستذهب بي عند زوجتك المصون
انفجر يوسف ضاحكا على تعابير ياسين المدهوشة من نداء نهى له وقال بتعجب : من هذا اليويو ؟
قال يوسف من بين ضحكاته : انت اخي
__ على اخر الزمان ياسين بك شوكت يقولون له يويو انتبهوا على نبرتها الساخرة ليرفع نظره اليها ويبتسم
__ نهى تقول ما تريده
وقف ليسلم عليها لتقابله هي ببرودها ابتسم : حمد لله على سلامتك ، سالت عنك البارحة امي قالت انك نائمة
قال بسخرية : كثر خيرك المهم عندك انك اطمأنت على احمد اليس كذلك ياسين ؟
جز على اسنانه من طريقتها المستفزة : واطمأنت عليك انت الاخرى ندى
__ لا تناديني بهذا الاسم ثانية ، كنت واضحة معك من قبل في هذا الطلب
__ بعد اذنك لدي ما يشغلني اليوم نادين ، سأتشاجر معك في وقت لاحق ، نورتي مصر
قال جملته الاخيرة بضيق ليقوم منصرفا
نظر يوسف ونهى الي بعضهما بدهشه من العداء الواضح بين نادين وياسين لتقول نهى : ما بك نادين لماذا تتعاملي مع ياسين بهذه الطريقة ؟
صاحت بغضب : لا تتدخلي فيما لا يعينك نهى ، اهتمي بشئونك الخاصة
انتفضت نهى من ردها ليشعر يوسف بغضب فعلي من طريقتها في معاملتهم صاح بغضب : ما بك ؟ لماذا تتعاملين معنا بهذه الطريقة الغريبة ؟
اشاحت بوجهها بعيدا ليلتفت الي نهى : هيا نهى تعالي لنذهب لرؤية ياسين واذا تريدين ان تذهبي لنور سأوصلك لها
خذي انجي معك ايضا ولكن اهتمي بها حتى لا تتعب مرة اخرى ، وانا سأخذ يمنى معي
__ لا تشغل راسك بيمنى فعمرو سيراعيها اليوم انا اتفقت معه البارحة
هز راسه لينصرفا الاثنان من امامها لتشعر بغضب فعلي من هذه العائلة التي لا تلق بالا لها ولا لغضبها
ولكن من هي انجي الذي يتكلم عنها يوسف ؟
يمكن خطيبته ، لا تستبعد ان يكون اخاها خطب دون ان يبلغوها
*********************
__ نور ارجوك توقفي عن البكاء قليلا شيري تعبت من تصليح زينتك ، كلما صلحتها انت تفسديها ثانية
قالت من بين دموعها : احاول علياء ولكني لا استطيع
__ عندما تأتي نهى الان هي وانجي ماذا ستقولان
__ اين ذهبتا ؟
__ صعدا الي الرويال سويت الذي ستقضيان به ليلتكم لترتبا اشيائك واشياء ياسين
اذا اتيتا ووجداك تبكين ماذا سيقولون ، انا الي الان لا اعرف لماذا تبكين ؟
شيري بذلت مجهودا خرافيا لتغطية اثار عيناك المتورمتان ماذا ستفعل الان؟
__ سأتوقف الان
قالت جملتها لتنفجر بالبكاء ثانية توترت علياء بشدة واقتربت منها : لماذا تبكين نور اخبريني ؟
هل تشاجرت مع ياسين البارحة ؟ نور ردي علي
هزت راسها نافية
همست علياء : هل انت خائفة ؟ لا تخافي حبيبتي الامر ليس مرعب الي هذا الحد
نظرت بذهول الي علياء لتفهم ما تتحدث عنه لتستوعب ما تقوله علياء : اصمتي علياء من فضلك فانا لا افكر بهذا الامر ؟
نفخت علياء ضائقة : لماذا تبكين اذن ؟ توقفي عن البكاء الساعة قاربت على السابعة
هزت راسها ايجابا لتمسح دموعها في لحظة دخول نهى وانجي الي الجناح
********************
واقف بوسط أصدقائه ببدلته السوداء وقميصه الابيض
يشعر بسعادة كبيرة تمتلكه اليوم ، فها هي ليلة العمر تقترب منه ، يشعر بقلبه يقفز بجنون حبيبته في غضون ساعات قليلة ستكون بجانبه دائما
كم هو شعور جميل ان يتمتع بها الي جواره طوال العمر
ابتسم تلقائيا عندما تذكرها وحاول ان يتخيل شكلها وشكل فستانها ستكون مبهره كما اعتدت ياسين
انتبه على يد عمر وهي ترتب على كتفه
__ مبروك ياسين ، الف مبروك لن اوصيك على نور
انت وعدتني من قبل ستحملها بداخل عيناك مهما حدث
ابتسم : الله يبارك فيك عمر ، لا تقلق يا صديقي بل سأحملها بداخل قلبي لا تخف
__ هيا استعد لان الزفة ستبدأ
هز راسه موافقا ليذهب عمر من امامه ويتبعه الي الداخل في صمت
اتسعت عيناها انبهارا عندما دخل الي الجناح وراء عمر
من رؤيته لها في فستانها الابيض مغلق الصدر الي حافة الرقبة ليظهر جمال عنقها واكمامه المصنوعة من الجبير المفرغ ضيق الي الخصر ومنفوش قليلا شعرها مرفوع ومزين بطرحة جميلة قصيره وزينتها رقيقة ورائعة مثلها
ابتسم ابتسامة جميلة مشرقة مفعمة بالحب
وتقدم منها بهدوء ليقبل راسها
رفعت نظرها اليه بارتباك لتراه وسيما اكثر من المعتاد
ليبتسم اليها احدى ابتساماته الرائعة التي تذهب بعقلها بعيدا
عندما تقدم منها خفق قلبها بشدة لتشعر بانتقالها الي عالم اخر بقبلته الرقيقة لجبينها
همس : مبروك نور ، اعلني الهدنة قليلا حتى ينتهي الزفاف اريدك ان تستمتعي بحفل الزفاف الذي تعبت بترتيبه حتى يحوز على اعجابك
ابتسمت وهزت راسها موافقه ، لا تعلم ياسين فانا لم اعلن الحرب لأعلن الهدنة ، قلبي يسلم اليك عندما اراك
ولا اعلم ماذا افعل معك ، عمر اقسم ان الذي افكر به اوهام
وانا اصدقك واصدقه ، ولكن قلبي يشعر بخوف
ولا اعلم لماذا الخوف يمتلكني هكذا
*********************
انتهى حفل الزفاف وهي تشعر بسعادة كبيرة فياسين اقام لها حفل زفاف اسطوري كما وعدها كل شيء كان خياليا
اسعدها بشده ، وفرحتها كانت لا حدود لها
لدرجة انها رقصت معه بأريحية وسعادة
شعرت ايضا بالسعادة تشع منه وتنتقل اليها فيحيطهما وهج من السعادة والفرح
صعدت الي جناحهما وهي تتأبط ذراعه بهدوء
فتح باب المصعد لينظر بالردهة وينقل نظره شمالا ويمينا
تعجبت مما يفعله لتفاجئ به يحملها ويخرج بها من المصعد
صرخت بدهشة : ياسين هل جننت ماذا تفعل ؟
__ هششش ، احملك عادة جميلة وحلمت بها منذ خطوبتنا
__ الناس سيشاهدوننا ،انزلني
__ بالله عليك هل ترين احد حولنا ، كفي عن الحركة
__ العريس يحمل عروسته وهما داخلين الي بيتهم هذا فندق
__ سأحملك مرة اخرى ونحن داخلين الي جناحنا بالقصر
ابتسمت على نبرة صوته وما حملته لها من اصرار
ليدلف بها الي الداخل ويغلق الباب برجله
دخل بها الي غرفة النوم ووضعها على الفراش ليجلس على ركبتيه امامها
خفضت راسها خجلا منه وهي تشعر بالتوجس مما سيفعله
رفع ذقنها اليه ونظر الي عيناها : مبروك يا زوجتي الحبيبة
تلمس وجهها بأنامله في رقة ليطبع قبله عميقة على جبينها
وقف امامها ليدور ويجلس خلفها ويحاوطها بذراعيه ويحتضنها برقة وحب انتفضت من حضنه ليبتسم ويطبع قبله اخرى على عنقها همس : سعيد انك ارتديت الشبكة اخيرا
وضعت يدها على عقد الشبكة ليقبل اصابعها وعنقها
شعرت بيداه تلعب بخصلات شعرها الساقطة بجانب عنقها
لتكتشف انه يفك طرحتها ويفك تسريحة شعرها
عندما انتهى من تحرير خصلات شعرها
قبل راسها بقبلة عميقة لينحني عليها : بدلي ملابسك وتعالي لنتعشى ، فانت لم تتناولين الطعام من الصباح نهى اخبرتني واوصتني ان اجبرك على تناول الطعام
هزت راسها باليه ليردف : سأنتظرك بالخارج
خرج من الغرفة واغلق الباب خلفه وضعت كفيها ببعضهما لتسيطر على اعصابها قليلا فهي تشعر بتوتر كبير يسيطر عليها
**********************
بعد قليل طرق الباب بهدوء ليطل براسه الي الداخل
ويبتسم عندما راها تصلي
جلس خلفها على الفراش حتى انتهت : لماذا لم تنتظري لنصلي سويا ؟
ابتسمت ليكمل : هيا نصلي سويا ثم نتناول الطعام فانا جائع بشده
انتهوا من صلاتهم ليلتفت اليها ويضع يده على راسه ويدعو بخفوت اندهشت بشده مما فعله فهو غير متوقع
ابتسم : لماذا تعجبت ؟
ارتبكت : لا شيء ، لم اكن متوقعه لا اكثر
ابتسم و مزح معها : انت تتعاملين معي على اساس اني فاسق ماجن
ضحكت : لا ابدا
اوقفها من ذراعيها بهدوء : حسنا هيا لنتناول الطعام
__ ثواني ، سآتي خلفك
هز راسه وخرج لتخلع اسدال الصلاة وترتب شعرها
وتخرج وراءه
رفع نظره ليراها مرتدية بيجامة بيضاء حريرية واسعة بأكمام وبنطلون طويل
ليبتسم بهدوء فالرسالة وصلته وبوضوح
لا يهم نور ، سنرى
ابتسم بهدوء واشار لها ان تأتي لتجلس بجانبه
ابتسمت بتوتر لتذهب وتجلس بكرسي بعيد
زفر : نور تعالي حبيبتي لتؤكلي ، فانا انتظرك
و لا تقولي انك لست بجائعة
هزت راسها لتاتي وتجلس على الاريكة ولكنها بعيده عنه
حرك الطاولة ليقربها منه واقترب هو الاخر بجانبها
__ هيا حبيبتي تناولي القليل من الطعام
بعد انتهائهم من تناول الطعام اخرج ياسين عربة الطعام خارج الجناح لينظر اليها بتساؤل فهي جالسة بمكانها لا تتحرك
اقترب منها بهدوء ليشدها من كفها : هيا نور لننام فانا اريد النوم بشده : الايام الماضية لم اذق بها طعم النوم
كنت انتظرك لننام سويا
انتفضت من جملته ليسال بتعجب : ما بك ؟
__ لا شيء
ابتسم وهمس: لا تقلقي نور ،انا عنايتها حرفيا
اريد ان تنامي بجانبي فقط كل ما اريده الليلة هو ان اخذك بين ذراعي وانام ، ولكن الليلة فقط ، هيا
تعجبت بالفعل منه فهو اخذها بين ذراعيه ليذهب الي النوم في غضون دقائق ولكنها لم تستطع النوم
ولا تستطيع الحركة فهو ممسك بها كأنها ستهرب منه
نظرت اليه لتشعر بقلبها يقفز بين ضلوعها لأول مرة تراه من هذا القرب وتتأمله ، فهي لم تستطيع ان تتأمله من قبل حتى لا يلاحظها ، وهي تخجل ان تفعل هذا
نظرت الي وجه الاسمر وتأملته بهدوء كم هو جميل
ليس وسيما بل جميل وجهه طويل ومتناسق التقاطيع
اهدابه سوداء طويله وانفه شامخ طويل بتناسق جميل
بمقدمة صغيرة ولكن يوجد عكفه صغيرة بأول انفه
شعرت بالغرابة من هذه العكفه تحسستها لتستنتج انها كسرت وتركت اثرها بأنفه ، شفتيه مرسومتين وتزينهما شامتها الحبيبة التي تلمع عندما يبتسم وضعت اناملها بحب على هذه الشامة لتنتقل الي شفتيه وتحركها بهدوء
فكرت قليلا وحدثت نفسها ، لم تقبله هي ولا مرة ، ماذا سيحدث اذا قبلته فهو نائم ، اعقلي نور ، ولا تجلبي لنفسك المتاعب ، ابتسمت بخفه وهي تتوقع ردة فعله اذا قبلته هي وهو نائم ولا يدري عنها شيء
وفي لحظة جنون تقدمت منه لتطبع قبلة سريعة على الشامة التي بجانب شفتيه
شهقت عندما راته ينظر اليها بعينيه الرمادية وهي تلمع بتألق عجيب همس : انت من بدأت نور ، لا تنسي
شعر بأنفاسها قريبة من وجهه وتنم عن استيقاظها يعلم انها لن تذهب الي النوم بسهولة ، فهو برغم من تعبه لم يستطع النوم ومثل حتى يطمئنها ويجعلها تستريح ولم يستعجلها والعمر طويل امامهم
شعر بأناملها وهي تتحسس انفه ولم يكن يتخيل للحظه انها ستتحسس شامته وشفتيه
وعندما طبعت قبلتها السريعة على الشامة التي تزين شفتيه شعر انه سيصاب بأزمة قلبيه من المفاجأة
فتح عينيه ليتأكد من انه لا يتخيل ليراها قريبه منه ليشعر بأنفاسه تعلو ولن يستطيع التحكم بنفسه اكثر من ذلك
لينطق : انت من بدأت نور ، لا تنسي
***********************
__ توقفي عن البكاء نور ،لم افعل شيء لكل هذا
بكت بنشيج ليمرر يده بخصلاته شعره بعصبية
اقترب منها وهو يحاول السيطرة على اعصابه
فهو لم يفعل شيء احتضنها ليبدا بتقبيلها لتنفجر باكية كما المعتاد ، لا يعلم لما تنتفض ويلمع الخوف بعينيها بهذه الطريقة
ليهدئ راسه من الافكار : انها خجولة فقط ياسين
ستعتاد الامر مع الوقت امهلها انت بعضا من الوقت لتعتاد عليك
احتضنها بحنان : اهدئي نور ، واخلدي الي النوم
همت بالتحدث ليسكتها بوضع اصابعه على شفتيها
_ هشش ، الان ليس وقت الحديث ، سنتكلم لاحقا ولكن الان اريد ان انام بالفعل
احتضنها بين ذراعيه ليطبع قبلة على جبينها : تصبحين على خير نور
*******************
استيقظا صباحا على صوت طرقات قوية على باب الفيلا
لينزلا سريعا تقدم هو الي الباب ليفتحه لتقف هي بأعلى السلم وتشعر بانزعاج ،شهقت بفزع عندما فتح عمر الباب ليجد فرقة من الشرطة امامه
قال عمر بتعجب : نعم ، أي خدمة
سأله الضابط : انت عمر محمد عبدالله المصري
تعجب: نعم ، أي خدمة
__ تفضل معي مطلوب القبض عليك
لا تبخلوا عليا بردودكم وتوقعاتكم
موعدنا القادم الاربعاء
باذن الله
|