كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباح الخير يا صبايا
اسفة على التاخير
بس عندي ظروف عطلتني شوية
اعذروني على تاخيري
اترككم مع البارت
اتمنى ان يحوز على اعجابكم
الفصل الثاني والعشرون
واقفة بمنتصف الغرفة الشاهدة على ما حدث ليلة عقد قران شقيقها
لتزفر بحزن فعندما خرج عمر وهو يصرخ بمحمد
بعد صرخة بسنت التي تناهت الي مسامعهم خارجا
ليندفعوا جميعهم الي داخل بما فيهم علياء
ليجدوا بسنت ساقطة على الارض بين ذراعين علي
صرخ علي في محمد : احملها معي للسيارة فهي تنزف
بهت محمد من الصدمة ليسرع عمر بحملها مع علي ويسرعا الي الخارج لتصرخ بسنت : اريد ان ارى امي قبل ان اذهب الي المشفى
جملة بسنت نبهتهم جميعا لينظروا الي الخالة عائشة
لتصرخ علياء وتهرع الي امها وتهزها : امي ، ردي علي
امي كلميني
فاق محمد من صدمته ليهرع خلف علي ، لتنهار وفاء في بكاء حاد وتسرع بجانب شقيقتها
تحركت هي بجانب علياء التي اخذت تردد : انها لا ترد علي نور ، لا اعلم ما بها ، لماذا لا تكلمني
حاولت تهدئتها وهي لا تعلم بماذا تجيبها فالصدمة قاسية عليها هي الاخرى ولم تستوعب الي الان ما يحدث
لتجد عمر يمسك علياء من ذراعيها ويحملها من الارض
ويقول لها بهدوء : اكثري من دعاءك لها فهي الان بين يدي الرحمن
لتصرخ علياء صرخة مدوية وتسقط مغشي عليها
اغمضت عينيها بألم وهي ترى المشهد بأكمله يعاد امامها
مر الان اكثر من شهر وهي تتذكر هذه الاحداث كل يوم
تشعر بالضيق يسيطر عليها
فعلياء دخلت الي المشفى بعدها بانهيار عصبي
وخرجت بعدها بأيام ، لتمكث مع بسنت الراقدة بالمشفى بسبب فقدانها لطفلها الذي تترجاه هي وزوجها من الدنيا شعرت بالحزن على بسنت جدا وهي لا تعلم هل تحزن عليها لفقدانها لطفلها ام فقدانها لامها ، ولكن ما يقلقها حقا موقف علياء ورفضها مقابلة عمر ، كأنها تحمله ذنب ما حدث
عمر بعد انتهاء ايام العزاء الثلاث استأنف العمل بالجناح واشترى الاثاث وجهز الجناح كأن الفرح سيتم بموعده
وعندما زاد تعجبها من سر عته في التحضير سالته ليجاوبها
__ عندما تخرج علياء من المشفى سآتي بها الي هنا فهي زوجتي ولن اتركها تعيش عند احد من اخواتها وانا موجود
تعجبت من موقفه ولكنها لن تستطيع الاعتراض فهما حران بقرارهما
تشعر برائحة الحزن في الاجواء حولها وما يطيب خاطرها ويشعرها بالاطمئنان قليلا موقف ياسين
فهو اصر على عدم ذهابها الي العمل وان تتفرغ الي صديقتها واخيها ، وقوفه بجانب علي وعمر في هذا الموقف وتهدئته لها في المشفى وهي تبكي على حالة علياء وبسنت وصدمتها في موت الخالة التي ملئت فراغ موت جدتها وعاملتها كابنة لها
حدثت نفسها ونعم الرجل حقا ، فهو متفهم لموقفها جيدا ولشعور الحزن المسيطر عليها يأتي لها كل يوم ليطمئن عليها لا يجلس كثيرا ولكن اصبحت رؤيته لها الجزء المفرح في يومها
تنهدت ببطيء وذهبت لترتدي ملابسها لتذهب الي علياء
****************
__ كيف حالها الان ؟
__ بخير عمر ، انها بخير
__ علي اريدها ان تعود معي الي البيت فلا داع ان تمكث عندك او عند بسنت وانت سمعت وصية امي جيدا رحمة الله عليها
__ سمعتها عمر ، وكنت سأقترح ذلك فلن تقيم حفل زفاف الان ولا معنى ان تمكث عند بسنت اكثر من ذلك
ولكن اصبر ان يتم الاربعين وايضا تتحسن بسنت فانت تعلم انها متعبة بشكل كبير
هز راسه بألم : اعلم ، كيف حال محمد الان ؟
__ يكتم حزنه من اجل بسنت وترك لها البيت فهي تفتعل معه المشاكل لتطلب منه الطلاق
اتسعت عيناه من الصدمة : الطلاق ، هل جنت ام ماذا؟
__ لا اعلم عمر ، فهي غريبة وفاء تكلمت معها وانا الاخر
ولكنها لا تستمع الي احد منا
انظر انا سأذهب الان ، وسأنتظرك في الاربعين لتاتي وتأخذ علياء معك ، والله يعينك عليها
شد على يده وهو يكمل : عمر اصبر عليها فصدمة موت امي ستظل مؤثرة عليها لفترة من الوقت
ابتسم بمرارة : اعلم علي ، لا تقلق
*********************
واقفة بجانب سرير اختها وهي تبكي بصمت فوجه بسنت مصفر بشده ، فهي بالكاد تتناول الطعام والشراب تعلم انها مصدومة من موت امهم ولكن صدمتها الحقيقية في فقدانها الجنين الذي طالما تمنته ، فقررت تعاقب نفسها على فقدانها للطفل الذي جاهدت للحصول عليه فيذهب ببساطة دون ان تفرح بخبر حمله
الطبيبة اخبرتهم انها لم تتم الشهرين ، وطمأنتهم انها ستحمل ثانية بسهولة اذا استمرت بتناول الادوية
ولكن بسنت لم تصدق كلامهم وتشاجرت مع محمد وطلبت منه الطلاق وان يذهب بحال سبيلة بعيدا عنها
تكرر هذا الحوار امامها في الفترة الاخيرة اكثر من مرة
وحتى بعد ان عادت الي البيت وارغمها علي على العودة الي بيتها ورفض رفضا تاما ان تعود الي بيت والدهم
افتعلت مشاجرة مع محمد وطلبت منه الطلاق ولكنه هذه المرة غضب فعلا و ترك لها البيت
ومنها وهي بالكاد تتناول الطعام والشراب
هي تعلم جيدا انها حزينة لرحيل محمد ولكنها تكابر
فبسنت ابلغتها الليلة الماضية من بين دموعها انها لن تستطيع ان تجني علية اكثر من ذلك وهي تعلم جيدا انه متشوق للحصول على طفل ، فليذهب ويأتي بطفل من امرأة اخرى غيرها ، فهي لن تستطيع ان تحقق له حلمه
انتبهت ان اختها تستيقظ لتمسح دموعها وتبتسم
__ صباح الخير يا قمر
__ نحن بالمساء علياء
__حسنا، مساء الخير يا قمر
ابتسمت ابتسامة باهته : اين هو القمر؟ لا ارى شيئا
__ سآتي لك بمرآه لتري اين هو القمر عندما تنظرين اليها
رن جرس الباب لتبتسم علياء : اكيد نور فهي دقيقة بمواعيدها وهذا هو موعدها اليومي
خرجت لتفتح الباب لنور لتجده امامها ابتسمت
__ اهلا محمد ، تفضل
__ لا ، جئت للاطمئنان عليها فقط
__ ادخل محمد وتكلم معها فهي محتاجة اليك ولكنها تكابر
__ لا اريد ان اتشاجر معها
قررت ان تبلغه بما اخبرتها به بسنت حتى يعلم ما يدور بخلد اختها قالت بإصرار : ادخل محمد ، فانا اريدك بموضوع هام
تأخرت علياء في العودة ففكرت انها تتكلم مع نور بموضوع خاص بهما او بعمر لتفاجئ بدخوله عليها وهو يصرخ
__ هل اشتكيت لكي يوما بسنت ، ام انك تخترعين سببا لتنفصلي عني
جلس بناء على رغبة علياء لتقول له كلام جعل راسه يفور
لينتفض واقفا عندما انتهت علياء من حديثها ويدخل سريعا اليها وهو يصيح غاضبا : هل اشتكيت لكي يوما بسنت، ام انك تخترعين سببا لتنفصلي عني
ردي ، ما السبب في اصرارك على الطلاق والطبيبة اكدت لنا ان فقدان الطفل لن يؤثر عليك وتستطيع ان تحملي قريبا
ردي من فضلك
اقترب منها ليسالها والحنان يقفز من عينيه : الم تشعري بمدى حبي لك واني لن استطيع العيش من دونك
ولا يهمني ان ارزق بطفل كل ما يهمني ان تظلي بجانبي
انهمرت الدموع من عينيها وبكت بنشيج ليقترب منها اكثر
ويحتضنها بين ذراعيه لتقول بصوت مخنوق من الدموع
__ لا اريد ان اظلمك محمد ، لا اريد ان اكون السبب في فقدانك لحلم ان تكون ابا
زاد من احتضانها له : لن تكوني السبب في شيء بسنت انه مقدر و مكتوب حبيبتي ، وكل ما اريده انا ان تظلي بجانبي
تشعر بالندم فعلا فها هي سببت مشاجرة فعلية بينهما ولكنها لم تشأ الدخول بينهما فمحمد واضح عليه الغضب وهي لا تريد التدخل بينهما حتى لا تكون مصدر احراج له او لها
سكت محمد عن الصراخ لتسمع صوت بكاء اختها
تقدمت ناحية الغرفة ليتلون وجهها بالوان الطيف السابعة وهي ترى اختها تبكي بحضن زوجها
ابتسمت فمن الواضح انهما سيتصالحان فشدت الباب لتغلقه بهدوء وتركتهم وخرجت
رن جرس الباب فذهبت لتفتح لتجدها نور
__ من الجيد انك اتيتي ، انا اريد النزول والتجول قليلا
ابتسمت نور : حسنا هيا بنا
*********************
يشعر بالضيق فمنذ عشرون يوما لم يراها
حاول اكثر من مرة ان يتكلم مع ياسين لكن يشعر بان الوقت غير مناسب بسبب انشغال الاخر مع نور
ولكنه تعب فعليا من هذا الوضع ، يكاد ان يجن من شوقه اليها ، و عقلة ينشطر نصفين من كثرة التفكير بها
رن هاتفه ليشرق وجهه عند رؤيته لاسمها ينير الهاتف
رد بسرعة واللهفة تملئ صوته : اهلا حبيبتي
ردت بهدوء : اهلا حبيبي ، كيف حالك ؟
رد بضيق : أتسألين عن حالي ؟ انا ميت بدونك
جسد بلا روح ، اشعر بالغربة انجي ، ولا اعلم كيف تعيشي بدوني ، قلبي يتمزق من الشوق اليك ، وعقلي يتمزق من التفكير بك وبحالك
ابتسمت بحب وهي تشعر بشفافية مشاعره ناحيتها
__ وانا ايضا حبيبي ، ولذلك ساراك اليوم ، انا بالبيت
قال بسعادة: حقا ؟
__ نعم ، معتز مسافر اليوم وانا سأستغل الفرصة لأراك
__ حسنا ستقضين الليلة معي
__ لا ، معتز عائد اليوم
زفر بضيق : حسنا نصف ساعة على الاكثر وسأكون عندك
اغلق الهاتف ليسرع في خطواته ليذهب اليها
*******************
يذرع مكتبه ذهابا وايابا ، يشعر بالقلق ان يطلب منه عمر تأجيل الزواج ، هذه الفكرة تزعجه بشدة فهو يعد الايام والليالي وهو يحلم انها ستكون بقربه الليلة القادمة
عندما يتذكرها وهي كالبدر المنير في ليلة خطبة اخاها يشعر بقلبه يقفز بجنون من اشتياقه لها ، ليشعر بالغيرة تمزقه عندما صفر اخاه بمرح ومدحها بشقاوة
لم يشأ ان يغضبها ، ولكنه كان غاضبا فعلا من فستانها العاري ، وغاضبا من يوسف الذي لم يلق بالا لمشاعره وغازلها امامه ، حتى لو كان لا يقصد فعليا مغازلتها
عندما تذكر اخاه شعر بالضيق فعلا حال يوسف الغريب هذه الايام لم يعد مرحا كسابق عهده ، بل يتكلم الان بالقطارة ، كف عن الضحك والكلام وكل شيء ، يكاد ان يتناول الطعام والشراب
ازداد نحولا وشحوبا ، واصبح سريع الغضب والانفعال ومن كان يقوم بعمل يوازي عمل ثلاثة افراد
اصبح الان لا يقوم بعمله ، السيد عبد العزيز اشتكى له اكثر من مرة ان العقود القانونية التي يعدها يوسف غير مناسبة بالمرة ، وطلب منه ان يقول لنور ان تعود هي الاخرى لعملها ، فهما الاثنان كان يقوما بالأعمال الصعبة والن لا يوجد احدا يحل محلهما ، فبرغم ان مدة عملهما هما الاثنان قصيرة الا ان غيابهما اثر في سير العمل وكفاءته
زفر بضيق وهو يشعر بالضيق ، تذكر الان انه اتفق مع يوسف ان يتحدثا فيما يشغله ، كيف نسى هذا
اكيد هذا هو السبب الرئيسي في تغيره الملحوظ
اسرع بالذهاب الي اخيه وهو مصمم على معرفة ما به
وجد اخاه ينزل السلم سريعا ويهم بالخروج من باب القصر
ناده : يوسف
عندما سمع صوت ياسين شعر بالحرج فسيضطر للكذب مرة اخرى بسبب انه تكاسل في ابلاغه بما يريد
توقف ليلف بجسده ويرى ياسين يتقدم ناحيته بهدوء
__ الي اين انت ذاهب يوسف ؟
__ سأذهب الي صديق لي لا تعرفه
ابتسم بهدوء وهو يرى استعجال اخاه : اكيد صديقك الاتي من الخارج
تلون وجهه : نعم ، هو ، اسمع ياسين الان لدي موعد وعندما اعود سأتكلم معك ، فانا اريد حقا التكلم معك في هذا الامر
ربت على كتفه وهو يقول بمزاح : حسنا اذهب الي موعدك
و ستجدني انتظرك عندما تعود
ابتسم وهو يغادر القصر ويشعر بسعادة كبيرة من وصوله الي هذه النقطة مع شقيقه ، ستفرح حتما بهذا الخبر
حدث نفسه وهو يقود سيارته ،سيقنع ياسين بوجهة نظره ليعلن زواجه منها ويتمتع بها الي قربه واخاها المصون ليذهب الي الجحيم ، لن يستطيع فعل شيء ، هي زوجتي وسأكون مشمولا بحماية ياسين وعطفه
وصل الي بيتهما ليسرع بخطاه وهو يشعر ان لهفته اليها تزداد مع كل خطوة يخطيها ، كم هو ممزق من الشوق والحب واللهفة ، كم يريد قربها ووصالها
تاوه من الالم الدي يزيد بصدره وتنفس بعمق وهو يدير المفتاح بمقبض الباب ، انتظر قليلا وهو مغمض العينين
ويرتجف من شوقه ، ليزفر نفسا طويلا كان يحبسه بداخله
ويفتح الباب
******************
تتجول هي وعلياء بمجمع تجاري معروف وهي متعجبة من علياء واصرارها على ان يأتيا الي هنا
مسكت علياء يدها وهي تشير الي محل للأشياء النسائية
__ انظري نور ، هذا القميص الحريري جميل
عقدت نور حاجبيها من تصرفها : اه ، نعم
سحبتها معها : تعالي لنشتريه
ابتسمت وهي تعتقد انها تكمل ما ينقصها من جهازها
لتهتف بسعادة : حسنا ، واكملت وهي تشير الي قميص اخر وهذا ايضا
__ اه نعم ، تعالي
دخلا المحل ومن محل الي اخر اكتشفت نور انهما تتسوقا
اشترت علياء اشياء كثيرة منامات وقمصان نوم و وملابس رياضية وملابس صباحية ومسائية وكل شيء
تعجبت عندما اكتشفت كمية الاكياس التي يحملونها
__ علياء لن نقوى على حمل كل هذه الاكياس وانت تريدين ان تشتري اشياء اخرى
__ لا ، باقي الاحذية والحقائب وبعض الاشياء الصغيرة
والملابس الداخلية
سالت بتعجب : الم تقولي لي من قبل ان جهازك كامل
لا ينقصك الا اشياء قليلة
عقدت حاجبيها : انا لا اشتري هذه الاشياء لي
قلقت نور من اجابتها : اذن لمن ؟
ضحكت : لكي يا عمري
بهتت من الصدمة : لي ، كيف انها مقاسك ، ونقودك
ضحكت مرة اخرى : لا انها مقاسك انت ، انتي من كنت تقيسين الملابس ، ونقودك انت ايضا
__ علياء ، لا تجننيني معك ، كيف ؟
__ المقاس ، انا اعلم مقاسك جيدا ، وما كنت اشك به كنت اجعلك تقيسيه ، اما النقود اخذت هذه البطاقة المصرفية التي ابلغتني بها من قبل ، وحاسبت بها
وجدت بيدها البطاقة التي اعطاها لها ياسين وقال انه حساب بنكي وضع به مهرها
زفرت بضيق : لماذا علياء ؟
__ لأنك نائمة بالعسل حبيبتي ، عرسك بعد ما يقارب العشرة ايام
وانت لم تشتري شيئا الي الان
رددت بصدمة : عرسي
__ نعم ، تممي زواجك في موعده نور ، امي كانت تعلم انها ستموت واصرت ان اتمم زواجي ولن انسى انها قالت لك اخر مرة كنتي عندنا بالبيت انها تتمنى رؤيتك وانت عروس ، واذا كانت هذه امنية امي ، فلابد ان نحققها
ابتسمت لها : حسنا هيا لنعود الي المنزل
__ لا ، باقي اشياء لم نشتريها
__ يوما اخر علياء ، فانا تعبت اليوم ، ثم موعد ياسين اليومي الذي يأتي به الي بيتنا يقترب ، ولا اريده ان يأتي ولا يجدني بالبيت
دخلتا الي السيارة لتقول علياء بابتسامة ودودة
__ ابلغيه اني ممتنه له ، فهو نعم الرجل ، وقوفه بجانب علي وبجانبنا لن انساه طوال عمري
ابتسمت بحب لهذا الشخص الفريد في شخصيته
__ لم يفعل شيء غير الواجب علياء
__ حسنا ، هيا حتى لا تتأخري على حبيب القلب
ضحكت : تهذبي
ضحكت علياء ضحكة صافية : اتهذب كان لابد ان تنظري الي نفسك بالمرآه لتري القلوب التي تقفز من عينيك عندما اتيت بسريته
انفجرت نور بالضحك لمقولة صديقتها لتضحك الاخرى مرة ثانية
نظرت اليها نور بسعادة فهي اول مرة من بعد الوفاة تضحك
لتتوقف علياء عن الضحك فجأة وتجهش بالبكاء
احتضنتها نور بحب : كفى علياء ، ان خالتي لا يسعدها ان تكوني حزينة ، بالعكس ستفرح كثيرا وهي تراك سعيدة ومستقرة كما كانت تريد
مسحت دموعها : اشتقت اليها نور ، لا اعلم كيف اعود الي البيت من دونها
__ستتركين بسنت
ابتسمت : تصالحت اليوم هي ومحمد
هتفت نور بسعادة : حقا ؟
__ نعم ، وانا سأحترم نفسي واعود الي البيت
همت ان تقول لها عن ما يرتبه عمر ، ولكنها فضلت الصمت ، ولا تعلم لماذا
اكملت الاخرى : ولكن انا اعلم جيدا ان علي لن يتركني اعود لأعيش وحدي ، سيصر ان امكث عنده
وانا لا اريد هذا الامر ، بل هو الاثقل على قلبي
ابتسمت نور: لا تيأسي من رحمة الله ، لا تعلمي ماذا تخبئ الايام علياء
سالتها : ماذا ستفعلين بفستان العرس ؟
__ لا اعلم ، ولكن لا وقت للتفصيل
__ حسنا الجاهز موجود ، اجهزي ننزل غدا ، ونبحث بالمحلات
__ ان شاء الله
**********************
فتح الباب ودلف الي الداخل وهو يستنشق رائحتها في الهواء المحيط به ، سحب نفس عميق لينتقل اليه عبيرها بواسطة ذرات الاكسجين يدخل الي رئتيه فيشعر به ينتشر بجسده
يجري بدمه ليشعر انه حي من جديد
ناداها كما كان يفعل : جي جي ، ها انا جئت
طلت عليه بابتسامة جميله : اهلا حبيبي
تعجب من عدم قفزها اليه وارتمائها بحضنه كما تفعل دائما ليدقق النظر بملامحها شعر بالشحوب يلف وجهها والتوتر يقفز من عينيها اسرع هو اليها واحتضنها بحب ولهفة ليتعجب هدوئها وتوترها : ما بك ؟
__ لا شيء
__ انجي واضح عليك التعب
__ لا حبيبي ، انا بخير، وبالطبع متعبة وانا بعيدة عنك
احتضنها مرة اخرى لينقل اليها كل مشاعره واشتياقه لها
رفرفت قبلاته الرقيقة على وجهها ورقبتها
__ انتظر يوسف ، اريد ان ابلغك بأمر ما
شد من احتضانه لها : وانا الاخر ولكن لا تطلبي مني الانتظار ، فانا مللت من الانتظار ، سنتكلم لاحقا ولكن الان لا
******************
__ سيدي
رفع نظره من الاوراق التي امامه ليرى مدبرة القصر الجديدة
__ نعم ، ماذا هناك؟
__ السيد معتز ينتظرك بالخارج
نفض راسه بدهشة من الاسم : من ؟
نظرت الي البطاقة التي اعطاها لها الشخص الجالس بالخارج لترد وهي تقرا الاسم : السيد معتز احمد سليم
انتفض واقفا وهو يشعر بغرابه من زيارة هذا الشخص
ما الذي اتى به ؟ من المؤكد ان وراء هذه الزيارة سر
خرج من مكتبه ليجده جالس بغروره المعتاد وابتسامته الكريهة تطل من وجهه
تقدم ليقف امامه : اهلا معتز ، كيف حالك ؟
وقف الاخر : لم اتي لأسل عن احوالك وتسال عن احوالي
__ كنت احاول ان اكون مهذبا معك فانت ببيتي ، ولكن بما انك لا تستحق التهذيب ، ماذا تريد ؟
__ اريدك ان تأتي معي ، ساريك شيئا هاما
نظر اليه بتفحص ليقول الاخر مستهزئا : ياسين العظيم خائف
رد بغرور : لا طبعا من انت لأخاف منك ، بل متعجب منك
__ لا تتعجب، ستفهم كل شيء
هز راسه بحيرة من هدوء معتز ، فهو يشعر بشيء مريب وراء هذا الهدوء
خرجا معا لينظر اليه معتز وبابتسامة هادئة
__ سيارتك ام سيارتي ؟
لف له ونظر متفحصا : ماذا يحدث معتز ، هل ياسر اصابه شيء ؟
ابتسم ابتسامة جانبية : لا ، لماذا اتت اليك هذه الفكرة ؟
قال بحيرة : لا اعلم فانت تتعامل بأسلوب مريب ليس كطبيعتك الحديثة
رد بغموض : الم اقل لك لا تقلق ، ستفهم قريبا ؟
زفر بضيق : حسنا ليستقل كل واحد سيارته ، فنحن لم نعد اصدقاء
قال هازئا والسخرية تغطي وجهه : بل اصبحنا اقرب من ذلك
تنهد بحيرة ليتركه ويذهب الي سيارته : سأتبعك
يقود خلف هذا الاحمق الذي يتصرف معه بهدوء يشعر انه ما قبل العاصفة ، ما الذي تخفيه معتز؟ ما السبب وراء هدوئك هذا ؟
توقف معتز ليتوقف هو بدوره وينظر الي مكان تواجدهم بحي من الاحياء الجديدة الغير مؤهله تقريبا الا من عدد محدود من السكان
رفع حاجبيه دهشة وقال بصوت منخفض ساخر: هل قرر معتز ان يقتلني ؟
ضحك بسخرية وهو يغادر سيارته : ما الذي يحدث معتز؟
هل تختطفني ام ماذا ؟
نظر اليه نظرة ميته ليشير اليه الي سيارة مركونة تحت العمارة تفاجا ياسين انها سيارة يوسف ، ليشعر بقلق فعلي على شقيقة ، فهل حدث له شيء وهذا سبب هدوء معتز
هرع اليه وهو يقول بقوة : اين يوسف ؟
سأقتلك معتز ان اذيت يوسف ، نحن اتفقنا من قبل انك تحاربني انا اذا تريد الحرب ولا دخل لعائلتي بجنونك
نطق من بين اسنانه : من الجيد انك تتذكر الاتفاق ياسين
هيا بنا
تعجب من رده ليتبعه مجبرا ليرى ماذا يحدث
صعدا معا ليتوقف معتز اما باب لأحدى الشقق ويرن الجرس
بهت وجهه من الصدمة عندما فتح اخيه الباب وهو عاري الصدر ويظهر بمظهر غير رسمي ويبتسم ليسمع صوتا
من الداخل يوسف حبيبي هل اتي الطعام انا جائعة بشده
نائم بجوارها ويمزح معها بخفته المعهودة لتقل له بهدوء
__ يوسف ، توقف عن المزاح فانا اريد ابلاغك بأمر هام
قال ضاحكا : أعلم كل شيء ، فمنذ قليل ابلغتني بكل مشاعرك الجريئة نحوي
ابتسمت بحب: يوسف من فضلك توقف
كح ليبتسم ويداعب خصلات شعرها الاشقر بأصابعه
__ نعم ، اسمعك
رن جرس الباب لتزفر بضيق ضحك بسخريه وهو يقفز من الفراش
__ هذه المرة ليس انا ، اكيد الطعام
ارتدى بنطلونه ليخرج ويفتح الباب
ليشعر انه سيقع من الصدمة فاخر شخصين توقع رؤيتهما
واقفان امامه ، لا يعلم ماذا يفعل هل سيتصدى لمعتز ، ام سيفهم ياسين حقيقة الامر
توتر اكثر عندما تكلمت هي من الداخل ليتلون وجهه وتنقلب ملامحة
ابتعد عن الباب ليدخلا الاثنان ،ياسين واضحة عليه الحيرة ومعتز وجهه لا ينم عن أي انفعال الهدوء هو المسيطر عليه
شعرت بالقلق من عدم رده عليها لتقوم وترتدي ملابسها وتخرج اليه : ماذا يحدث يوسف ؟ لماذا لم تجاوبني هل اتى الطعام ؟
لتشهق بفزع وتتراجع الي الخلف من هول الصدمة فأخيها واقف بغروره وتعاليه بوسط الصالة
عندما راها تتراجع قفز ناحيتها ليمسكها من رسغها بقوة
وعيناه يقفز منهما الغضب والقهر
ليقفز هو بدوره امامه ويشدها من بين يديه ويقول بنبرة قوية
__ اتركها
واقف وهو مذهول مما يحدث امامه عقله يعمل سريعا ويسال
من هذه ؟ وما الذي بينها وبين معتز ؟ ما علاقتها بيوسف
والعجيب ان معتز تركها عندما امره يوسف
لم يستطع الصمت اكثر من ذلك ، سال بقوة : ماذا يحدث هنا بحق الله ؟
نظرا الثلاثة الي بعضهما ليقل معتز ببرود : انت لا تعلم ، ام انك تريد ان توهمني انك لا تعلم
رد يوسف : لا يعلم معتز ، كف عن الجنون
صرخ به : اخرس ، لا اريد سماع صوتك
صاح ياسين بغضب : ماذا يحدث ؟ ومن هذه ؟
رد معتز بنبرة الكره يملأها : هذه اختي العزيزة
شعر ياسين انه يتلقى كاس مياه مثلجه على راسه عند سماعه لمعتز فمن الواضح ان طبيعة العلاقة بينها وبين اخيه تعدت حدود خياله
رد يوسف بهدوء وكانه يرد على ما يفكر به ياسين : انها زوجتي ياسين
شعر بان الصاعقة تضرب مخه : نعم ، ماذا تقول ؟
قال معتز بريبة : انت بالفعل لا تعلم
صاح به يوسف : نعم لا يعلم
مسكه معتز من رقبته : الم اقل لك اني لا اريد سماع صوتك
دفعه يوسف بخشونة وقوة : ابتعد عني
صاحت هي وهي تعلم انها ستصبح مشاجرة بين الاثنين
__ توقفا
تقدم منها معتز في حركة سريعة ليرفع يده ويصفعها بقوة
هوت الصفعة على خدها لتطير معها وتحط على الاريكة
رن صوت الصفعة بأذنيه ليرتفع ضغط دمه ويشعر بأعصابه تنفجر ليتقدم نحوه بقوة ويلكمه عنيفا وهو يقول غاضبا
__ انها زوجتي يا غبي الا تفهم ، ليس لديك حق ان تضربها ، انها زوجتي سأدق عنقك لتعلم جيدا ان لا تتعدى حدودك معي ولا تقترب منها ابدا
تحول الامر الي شجار فعلي بينهما يتفوق به يوسف فبنيته اقوى وهو الاصغر سنا
الصدمة مما قاله اخاه جعلت عقله متوقف عن العمل لينتبه على صوت الصفعة ، ليجد ان اخاه يشتبك مع معتز بشجار من الايدي ويتفوق عليه ايضا ، اندفع ناحيتهما ليمسك اخاه من خصره ويطيح به جانبا
اندفع معتز ناحية يوسف ليكمل ما بداه الاخر ليدفعه ياسين بقوة يجعله يعود مكانه وقال بصوت جهوري امر : توقفا
اسرع يوسف اتجاهها ليرى حالتها تبكي بصمت
واضعه يدها على خدها المحمر واثار يد اخاها واضحة بشدة
بل مرسومة كانه كان يضع بصامتة
زمجر يوسف : ايها الحقير البغيض
اندفع ناحيته مرة اخرى ليجد جسد شقيقه يسد عليه الطريق
نظر اليه بغضب والشرر يتطاير من عينيه ليحني يوسف راسه خجلا منه قال امرا : اجلس بجانب زوجتك
شدد على الكلمة ليرتبك يوسف ويفعل ما امره به
نظر الي معتز وهو يتنهد : اجلس معتز
صاح بغضب : لا اريد الجلوس
يشعر بالشفقة عليه فهو في وضع لا يحسد عليه ولو كان بموضعه لكان قتل اخته دون تفكير
قال بلهجة اكثر لينا : اجلس معتز من فضلك حتى نستطيع التوصل الي حل يرضيك
قال بقهر : حل يرضيني اخاك تزوج اختي دون علمي
ودون ان يضع في اعتباره اسم وسمعة عائلتنا ، هل بعد هذا تتوقع انه يوجد حل يرضيني ، لا واكمل ذلك بانه ابلغ الناس بخبر زواجهم
رمق اخية بنظرة غاضبة مميته : كيف ابلغهم ؟
نظر الي ياسين بغضب حقيقي : انا كنت اعلم انها زوجته ياسين لو كنت شكيت بأخلاقها لكنت قتلتها وانتهيت منها
ولكني علمت من اصدقاء العائلة بخبر زواجها ، تخيل انت جالس مع احد معارفك ليقول بهدوء مبروك معتز زواج شقيقتك ، لماذا لم تفرح بها ؟ ما الذي جعلك لا تقيم لها حفل زفاف
__ ما الذي يرضيك معتز ؟
__ يطلقها ، انا لا اريد نسبكم ياسين وانت تعلم ذلك ، واظن انك ايضا لا تريد هذا النسب
__ لا تتكلم بلساني لو سمحت ، ولكن ما الذي يرضيك في الطلاق
__ سارد كرامتي المبعثرة كيف سمح لنفسه ان يتزوجها دون علمي
رد يوسف : انت السبب ، انت الذي فكرت في ابعادها عني عندما بدأت مشاكلك مع ياسين ، وانت تعلم جيدا اننا نهيم ببعض حبا ، ثم تتكلم كأني غصبتها ان تتزوج مني
هي تزوجتني بإرادتها ولم اغصبها على شيء
قفز الغضب من عينيه ليهدر ياسين : اخرس يوسف
قال بنقمة : لن اطلق زوجتي ، وافعل ما تريده
قام واقفا : اذا استمريت بهذا الزواج انجي انسي ان لك شقيق
او اطلبي منه الطلاق
نظرت اليه بعيني دامعتين لتنطق بصعوبة ومن بين بكاءها
__ معتز انا حامل
شعر بالصدمة تفقده اتزانه ليهوى جالسا
الصدمة لم تكن عليه لوحده بل عليهم جميعا ، يوسف تهلل وجهه فرحا ، لينتفض ياسين من الصدمة وهو يشعر انه سيصيب بسكته قلبيه
اقتربت من اخاها وجلست عند ركبتيه واحتضنت يده بيديها : سامحني معتز ولكن لم يكن امامي حل اخر ، والان لا اريد ان اترك من احببته وتزوجته على سنة الله ورسوله ، سامحني اخي لن استطيع الاختيار فهو صعب للغاية اريدكما انتما الاثنان معا انت اخي وسندي وخال ولدي ، وهو زوجي وحبيبي وابو ولدي
ارجوك معتز لا تفعلها اخي ، كن بجانبي ولا تضعني في هذا الاختيار
رمى يدها بقوة : انت اخترت مسبقا انجي ، وتحملي نتيجة اختيارك
وقف بتعالي و نظر الي يوسف : وانت ساريك النجوم بعز الظهر ، سأحيل حياتك الي الجحيم ، وسترى
لينظر الي ياسين : سببا اخر لزيادة العداوة ياسين
ولكني الان سألعب بقذارة معك ، انا احترمت اتفاقنا ولكنكم من أخليتم به
نطق يوسف : لم يكن يعلم بأمر الزواج معتز ، لا تنتهز الفرصة لتبين قذارتك
رد بسخرية مريرة : اذا كان رباك واحسن تربيتك لما كان الان موضوع في موقف الابله امامي واخيه الصغير متزوج من غير علمه ، تصدق ياسين كنت اظن انك من وراء هذه الزيجة ولكني الان اشفق عليك ، فحالك مثلي تماما ، لا فارق بيننا ، نحن الاثنان مغفلين
وعليك الان ان تتحمل نتيجة اخطاء وسوء تربية اخيك
لن اتوانى عن فعل أي شيء يدمر حياتك وحياة اخيك ، سأجعلك تفقد عقلك ببطيء ياسين ، وعلى الباغي تدور الدوائر
انصرف سريعا لتجهش هي بالبكاء نظر اليها بعطف وحنان ليلف الي اخاه فهو محتاج الي دعمه امام هذا الحيوان
الذي سيفعل أي شيء للانتقام منه
يشعر بدمه يغلي بداخل عروقه نبضه عال وضغط دمه عال مخة سينفجر مما قاله معتز فعلا هو معه حق فيوسف استغفلني ووضعني بموقف الابله
انتبه على يد يوسف تربت على كتفه ليدفعه بقوة بعيدا عنه
وهو يقول بغضب كاسح : ابتعد عني ، وانسى ان لك اخ من الان ، انت لم تحترم تواجدي وتعاملت كأني غير موجود
وفعليا سأكون غير موجود ، لا اريد ان اراك ثانية
ولا في القصر ولا في الشركة
هم بالانصراف ليمسك به يوسف : ياسين ، استمع الي من فضلك
نظر اليه بغضب ليدفعه بعيدا عنه وينصرف بغضب كاسح
دمعت عيناه من ردة فعل ياسين ليغلق الباب خلفه
ويذهب اليها ويحتضنها ويقول مهدئا
__سيصبح كل شيء على ما يرام انجي ، توقفي عن البكاء
نظرت له بعينين دامعتين : كيف يوسف ؟
مسح على شعرها بحنان : لا اعلم ، ولكن لدي امل ان الموقف بأكمله سيتغير لصالحنا ، عندما يهدئ ياسين سيزن الامور ويتصرف بحكمة
ولا تستبعدي ان يتصالحا هما الاثنان بسبب زواجنا
ولكن الان اريدك ان تهدئي لننزل الي الخارج ونتناول الطعام احتفالا بقدوم طفلنا الغالي ، هيا
نظرت اليه بتعجب وعدم فهم : هيا انجي لن يستطيع احد ان يسرق فرحتي بخبر حملك هذا
ردت بخنقه : كيف سأخرج بوجهي هكذا
انقلبت عينيه لينظر الي خدها المحمر الذي بدا في الانتفاخ
ليتحسسه برقة : اسف حبيبتي ، سننتظر الطعام اذن
ولكن قومي واغسلي وجهك بماء بارد واجهزي لنحتفل بقدوم اول حفيد لعائلة محمود بك شوكت
***********************
دخلت الي البيت وهي محملة بالأكياس تريد الصعود سريعا لتغيير ثوبها الاسود الذي ترتديه وتجهز قليلا للقائه فهي تأخرت وهو الان على وصول
رن جرس الهاتف ، فوضعت الاكياس من يديها وذهبت لترد علية : السلام عليكم
تهلل وجها بفرح : اهلا عمتي كيف حالك ؟
__ اهلا نور ، انا بخير ، كيف حالك؟ وحال عمر وزوجته
__ جميعنا بخير عمتي ، ولكني اعتب عليك كيف تذهبين بدون وداعي كما اني كنت اريد رؤية عمي
ارتبكت من مقولتها العفوية : وهو الاخر حبيبتي ، ولكننا فضلنا السفر مبكرا ، اين عمر ؟
__ لا اعلم ، فانا كنت بالخارج و جئت الان سأبحث عنه واجعله يتصل بك
ردت بنفي قاطع : لا سأتصل به انا بعد نصف ساعة اجعليه ينتظر مكالمتي
__ حاضر ، لا تنسي عمتي عرسي بعد عشرة ايام ستاتي اليس كذلك
__ ان شاء الله ، وربنا يتمم على خير
اغلقت الهاتف لتسمع صوت فرملة قوية امام باب الفيلا تعجبت بشدة وقلقت ان تكون حادثة
اسرعت الي النافذة لترى انها سيارة ياسين لتشعر بقلق فعلي
من صوته وقوفه بالسيارة
طل عمر من اعلى السلم ليسالها برعب : هل انتي من اوقفت سيارتك هكذا ؟
ردت بقلق : لا انه ياسين
عقد حاجبيه ليسال : هل حدث شيء بينكما ؟
__ لا لم اره اليوم اصلا
__ من الممكن ان تكونا تشاجرتما بالهاتف
فركت ايديها بعدم صبر من تأخر نزول ياسين من السيارة
وقالت بنفاذ صبر : لا عمر ، صحيح عمتي اتصلت وتقول لك انتظر مكالمتها بعد نصف ساعة
شعر بتوتر اخته المخفي وضيقها من اسئلته بسبب قلقها على ياسين ليبتسم : هل اذهب اليه واتي به من الخارج لتتوقفي عن قلقك عليه
نظرت اليه بغضب ووجهها محمر من الضيق والغضب
__ اذهب لتنتظر مكالمة عمتي في غرفة ابي واعتقني من اسئلتك
__حاضر ، سأذهب ولكن لا تجلسا بمفرديكما كثيرا
انتظرا انها مجرد عشرة ايام نور
تأففت من مزاح اخاها وقررت ان تذهب لترى ما به همت للتحرك لتراه يخرج من السيارة ويمشي ببطيء شديد كأن ارجله محملة بالأثقال ،راعها مظهره وتعبه الواضحان من لخبطة هيئته وثقل مشيته
لتسرع الي الباب وتفتحه قبل ان يرن الجرس
***********************
ركب سيارته لينطلق بسرعة جنونية يشعر بالقهر من هذه العائلة التي تعدت كل الحدود المسموح بها
ماذا فعل معهم ليتعاملوا معه بهذه الطريقة المهينة
الاكبر يسرق زوجته ليأتي الاصغر ويسرق اخته
زفر بحرقة كبيرة ليضرب مقود السيارة بعنف ويدق بالبوق بطريقة جنونية
وصل الي شقته ليصعد اليها مسرعا دخل اليها وكعادته يشم رائحتها بجوانب المكان ليتذكر اخر مشادة بينهما وكيف قادته الي الجنون
فهو عاد من سفريته الي الخارج ليتناهى الي مسامعه
خروجها المستمر مع ياسين
لا ينكر انه عندما تقدم اليها وطلبها الي الزواج كان يعلم انها سترفضه من اجل ياسين فهما متقاربين من صغرهما ولكنه حاول انتهاز فرصة سفر ياسين الي الدراسة بأمريكا ورفض هو السفر ليحاول التقرب اليها ، فوجئ بقبولها للزواج منه ولذلك اتمم الزواج بسرعة خوفا من رجوعها في قرار الموافقة لم ينتظر ان يعود احدا منهم ليحضر زواجه حتى مريم
ولكن بعد فترة من الوقت عاد ياسين لينقلب حالها ، كان يعلم انه لم يكن نعم الزوج لها ، اساء اليها كثيرا ولكنه لم يكن يتوقع ان تميل لياسين ثانية حتى وهي على ذمته
ولكن كيف لا تميل اليه وهو يتعامل معها بحنانه ورقته ودماثة اخلاقه المعهودة
فهو بالنسبة الي ياسين ظل باهت فعلى الرغم من وسامته فهو ابيض البشرة بني الشعر ذو عينان عسليتان
صافية ، لا يظهر أي شيء من ملامحه امام جمال ياسين
ببشرته السمراء وعيناه الرمادية وشعره الاسود الفاحم
وحضوره الطاغي كانه خارج من احدى الاساطير الاغريقية
حتى اباه كان يفضل ياسين عليه ويرى انه الأكفأ في ادارة الشركة وهو يصبح نائبا له
جن جنونه عندما تأكد من صحبتها اليه في كثير من الاوقات
فهي تذهب الي كل مكن برفقته وعندما واجهها ، كانت عائدة من احدى مشاويرها برفقة ياسين بك نظرت اليه بتعجب : ما الذي تقوله ؟ هل جننت معتز ؟
تركته لتذهب من امامه لينتفض من الغضب ألهذا الحد لا يهمها امره
جرى ورائها ومسكها من شعرها بعنف وهو يقول بغضب حقيقي : ألهذه الدرجة انا لا اهمك ، اتخذتني تسلية في غياب حبيب القلب
نطقت بألم : اتركني يا مجنون
صاح بغضب : ا جرأتي على نعتي بالجنون ؟
دفعها بقوة لتسقط ارضا وعندما تقدم منها صاحت به : انا حامل
ليفقد عقله حقا كيف تحمل اذا كان هو لا يستطيع الانجاب
فعندما تزوجا وتأخر خبر حملها ذهب الي الطبيب ليكتشف هذه الحقيقة المؤلمة ، لم يخبرها بها لأنها لم تهتم بهذا الموضوع من الاصل ، لم يشعر ابدا انها قلقة من تأخرهما في الانجاب ولذلك استنتج ان الموضوع لا يهمها
شعر بعقله وهو يذهب ادراج الرياح من جملتها لينهال عليها ضربا وهو يفكر انها حملت من شخص اخر أ جرؤت ان تهينه هكذا ، لأول مرة يضربها ولم يفكر اطلاقا ان هذا الامر سيحدث بينهما ، تراءى له خيانتها مع صديقه المقرب ليشعر بانه يحترق ، انتهزت فرصة انشغال عقله عنها لتفتح الباب وتهرول جارية ، خرج ورائها بغضب كاسح فهو متأكد انها ستذهب الي هذا النذل الخائن الذي طعنه في ظهره دون ان يرمش له جفن وعندما شعرت انه يتبعها اسرعت في الركض لتعبر الشارع دون ان ترى ما امامها لتصدمها سيارة وتهوى ميته
شعر بقلبه يتمزق والمشهد يعاد امامه من جديد كانه حدث للتو ، جرى اليها وحاول ان ينقذها ولكن هيهات
فجسدها كان متعب من كثرة ضربه لها ولم يتحمل صدمة السيارة
شعر بالغل يتأجج بصدره وهو يفكر ان لولا عودة ياسين وظهوره في حياتهما وخيانته له
لكانت الان بقربه يشعر بها وبحنانها الزائد فهي كانت اسما على مسمى
ليتذكر فقدانه لأخته بسبب الاخ الاصغر فيشعر انه سيجن حتما وقرر الانتقام
******************
ركب سيارته وهو يشعر بانه متعب بل محمل بتعب وحمل لا يستطيع ان يحمله بشر كيف لأخيه ان يفعل بهم ما فعله
كيف سيخبر امه بان اخاه تزوج دون علمهم ، والاهم كيف سيحميه من معتز ، فتهديد معتز وضحا ويوسف اعطاه سببا كفيلا ان يقلب حياتهم راسا على عقب
سينتقم الان منهم ولن يهمه من الذي سيتأذى ، لأول مرة يشعر ان عائلته مهدده وهو من يحمل على عنقه تأمينهم وضمان العيش لها في سلام وامان
زفر بضيق واوقف بسيارته بقوة ليجده وصل عند بيتها هي لماذا اتى الي هنا لا يحبذ انها تراه هكذا متعب و مشتت الذهن ،لا يريد ان تشعر بانه يشعر بالخوف وقلة الحيلة
ولكنه محتاج لها ان تضمه تخفف عنه فهو لن يستطيع ان يتكلم مع أي شخص اخر في هذا الامر ، ولن يتكلم معها ولكنها ستخفف عنه
تقدم الي الباب وهو يشعر انه لا يستطيع تحريك قدميه من كثرة التعب ليفاجئ بالباب يفتح قبل ان يضع يده على الجرس
سالته بقلق : ما بك ؟ هل انت مريض
ابتسم على شعورها به : هل تسمحين لي بالدخول ؟
سحبته من يده الي الداخل : طبعا تفضل
__ نور اريد ان نجلس بمفردنا ،انا احتاج اليك كثيرا
احتضنت يده بيدها بعطف وحنان : تعال معي
هذه المرة ادخلته غرفة بها صالون فخم قديم الطراز بأرائكه وكراسيه الملكية الوثيرة لتقول بابتسامة هذه غرفة استقبال خاصة بجدي رحمة الله عليه
لم يشأ عمر ان يغيرها ولكننا لا نستعملها
اجلس
جلس الي اريكة واسعة فخمة همت بان تذهب ليمسك يدها
__ الي اين ؟
__ سآتي لك بعصير مثلج ليريح اعصابك وتستطيع ان تقص لي ما يغضبك هكذا
شدها لجواره : لا اريد عصيرك المثلج ولا اريد ان اتكلم في هذا الشيء الذي يغضبني ، اريدك ان تضميني ففقط نور
خذيني بين ذراعيك واحتضنيني ، فانا احتاج هذا الامر بشده
ابتسمت لتتأخر الي اخر الاريكة : هيا افرد جسدك وضع راسك هنا واشارت الي فخذها
نظر اليها بحب : ليضع راسه بحضنها ويحيط خصرها بذراعيه ويضمها اليه بشده
مسحت بيدها على راسه وتلاعبت بخصال شعره السوداء الكثيفة وهي تشعر بانه متعب بالفعل ، ثقلت راسه وانتظمت انفاسه وهدئت لتشعر بالتعجب
احنت راسها لترى ما حدث له لتكتم ضحكتها عندما راته ذهب الي النوم
ولكنها شعرت بقلبها يهوى بين قدميها عندما رات مقبض الباب يتحرك بهدوء ويفتح الباب
يشعر بالحيرة فبعد ان انهى مكالمته مع عمته التي كانت تطمئن عليه وعلى عروسه واخبرها انه لن يقيم زفاف وسياتي بعروسه بعد الاربعين لتقيم معه
باركت له وتمنت له بالسعادة والاستقرار
طلب منها حضور زفاف نور وانه سينتظرها
بحث عنها في المكتب حيث يجلسان دائما ولكنه لم يجدها اتي الي تفكيره هل خرجت مع ياسين لكنه فوجئ بسيارته في الخارج ، ذهب الي الحديقة ليبحث عنهما ولكنه لم يجدهما ايضا ، دب القلق في اوصاله اين ذهبا نظر الي صالة الفيلا ثانية ليرى اكياسها كما هي اذن لم تصعد الي الاعلى
تذكر غرفة الاستقبال التي تعشقها نور وكانت دائما تختبئ بها وهي صغيرة عندما تغضب او تفعل شيء تستحق عليه العقاب
فاتجه اليها سريعا وادار مقبض الباب ليدلف الي الغرفة ليشعر بان احدهم رمى به الي حوض به مياه مثلجة
اتسعت عيناه دهشة مما يراه ليشعر بانزعاج فعلي
ويخرج من الغرفة سريعا دون ان يغلق الباب
تململت وانتصب جسدها من نظرة عمر وانقلاب وجهه
لتسمعه يقول بصوته الرخيم : اهدئي نور
يشعر بانه في الجنة يعيش حلم سعيد هي بطلته رائحتها تتغلغل الي داخله وجسدها اللين وسادته ليذهب الي النوم بهدوء وهو يشعر بان تعبه ذهب منه
شعر بانها تتململ وجسدها يصبح اكثر صلابه ليفيق من حلمه اللذيذ قال لها ليهدئ حركتها : اهدئي نور
قام ليجلس معتدلا ونظر اليها ليرى وجهها مقلوب
سال بصوت مبحوح : ما بك ؟
نطقت بارتباك وتلعثم : عمر دخل ورآك وانت نائم بحضني و شعر بالانزعاج فوجهه تغير وملامحة ظهر عليها انه انزعج بشدة
زفر بضيق فهو لا يتمنى ان يحدث بينه وبين عمر سوء فهم من هذا النوع : لا تقلقي ، لن يتكلم معك ، ثم اني كنت نائما
لم افعل شيئا
بهت وجهها : نعم ، ماذا تقول ؟
ابتسم : لا شيء ، اقصد اني لم اكن افعل شيء مريبا ، كنت نائما ، هيا بنا نخرج من هذه الغرفة الملكية التي تشعرني باني رجعت الي الحكم الملكي
ابتسمت بتوتر ليقول : نور انا زوجك تذكري حبيبتي
قالت بانفعال : ياسين الا تفهم انه اخي لن اقدر ان اضع عيني بعينه الفترة المقبلة
ربت على ظهرها بحنية : اهدئي سأزيل سوء التفاهم هذا قبل ان انصرف
خرجت من الغرفة ليتبعها هو في صمت ، ليجدا عمر واقف في المطبخ امام مكينة القهوة ويصب له فنجان
كح ياسين واذنيه يزدادا احمرارا : مساء الخير عمر
اختفت هي وراء جسده عندما رفع اخاها عينيه
نظر اليه وكان ينوي على عتابه ولكن عندما رأى نور وهي تختفي وراءه خوفا منه ومن عتابه ورأى اذنيه المحمرتين والاحمرار الذي يزحف الي وجهه اشفق عليهما من الاحراج
ولكن ما جعله يتراجع بالفعل عن العتاب هو ملامح ياسين والنوم الواضح عليها ، اذن كان نائما لا اكثر
ابتسم : مساء النور ، تعال اشرب معي كوب من القهوة
نور احملي اكياسك الي الاعلى لقد كدت اقع منها مرتين
نظر ياسين الي الاكياس وابتسم باتساع وهو يلتفت اليها
__ هل بداتي تتسوقين من اجل العرس ؟
هزت راسها بإيجاب ليسال عمر : متى ؟
كحت ليطلع صوتها مبحوحا : اليوم ، علياء اخذتني الي المجمع التجاري وتسوقنا
ردد بسعادة : علياء ، نور هل هي اصبحت بخير
انطلقت : نعم عمر ، حمد لله عادت كما نعرفها مرحة ولطيفة
هي من انتقت كل شيء بعناية ، وامرتني الا اؤجل الزفاف
واتفقنا ان نذهب غدا لشراء الفستان
كان هو من نطق سريعا هذه المرة : اتمنى ان لا يكون عاريا ، كالفستان الذي حضرتي به خطبة عمر
ضحك عمر على لهجته الغيورة ، ليتلون وجهها
__ كان اختيار علياء
__ حسنا لا تجعليها تختار فستان الزفاف
ضحك عمر بشدة : لماذا ايها النسيب اختيار وذوق علياء لا يعلى عليه
ابتسم اليه : سأتركه لك ، فلتنتقي ملابسك كما تريد ولكني لا اريد ان اجد كل المدعوين يشاهدوا حسن زوجتي الفتان ليلة عرسي
انفجر عمر ضاحكا من نبرة الغيظ التي تملؤه
__ حسنا ، ارينا نور ما اشتريته
تلون وجهها بالوان الطيف السبعة من طلب اخيها ، فهي لا تستطيع ان تريهم ما اشترته
ابتسم ياسين باستمتاع وهو يشاهد الموقف فعيناه التقطت ان الاكياس من محلات للأشياء النسائية
قالت بارتباك : انها اشياء خاصة بي ، معظمها ملابس لن تسعدوا برؤيتها
__ كيف حبيبتي ، ثم انك تريني ما تأتين به من ملابس دائما
ازداد احمرار وجهها لتشعر ان عمر يستحق الضرب على غباؤه
كتم ضحكته ليقول بزعل : انها لا تريد ان تريني انا ما اشترته
لملمت الاكياس بسرعة وقالت وهي تصعد : لا اريد ان اريكما انتما الاثنان أي شيء
ابتسم لينظر اليه عمر : ما بها ؟
هز كتفيه : لا اعلم
__ حسنا انتظرني هنا ، انا اريدك ولكني سأصعد لأرى ما بها ، شكلها ضائق من شيء
هز راسه موافقا ، ولم يرد ان يفهمه سبب ضيقها حتى لا يحرجه او يحرج نفسه
لف عينيه بالمكان ليجد كيس من الاكياس خلفته وراءها
قام سريعا من مكانه ليرى ما به
دخل وراءها الغرفة : ما بك نور ؟ هل حدث شيء ضايقك ؟
قالت بغضب : انت غبي عمر
اتسعت عيناه دهشة ليصيح : انت تشتميني ، احترمي نفسك
انا اخاك الكبير
زفرت بضيق : اعلم لم اقصد ان اشتمك ، ولكنك بالفعل غبي
الا ترى انها اشياء نسائية خاصة بي
لتقلد نبرة صوته :ارينا نور ما اشتريته
بهت وجهه بشده ليشعر بالإحراج : اسف صغيرتي ، لم اراها فعلا ، حسنا انزلي بعد قليل حتى لا يفهم ياسين انك غاضبة منه
__ انا لست غاضبة ،وسآتي لأعد العشاء لا تجعله ينصرف فهو متعب جدا
نظر لها بعتب : لذلك غفى بحضنك
تلعثمت من العتاب غير المتوقع لتقول : انه زوجي
ضحك عمر بشدة : جيد جدا نور ، هذا ما اريد سماعه
ولكن انتظري الي اقامة الزفاف
احمر وجها بشدة لتقول بغيظ : عمر ، احترم نفسك
ضحك بقوة وهو يخرج من الغرفة
*******************
يشعر بالحرارة تسري بجسده منذ ان رأى ما بداخل الكيس
تنفسه غير منتظم ، ووجهه ترجم سخونة جسده بانه احمر بشدة
نزل عمر ليراه محمرا ليساله بقلق : ما بك ؟هل انت متعب؟
هز راسه نافيا ليكمل : ما بك اذن ؟ لما وجهك محمرا هكذا ؟
__ لا شيء ، سأنصرف
اجلسه بإجبار : لا ، نور امرت بان تنتظر الي ان تتعشى معنا
__ لا عمر لن استطيع المكوث اكثر من ذلك
__ ماذا هناك ياسين ؟ هل سمعت خبر ازعجك ؟
__ لا لم يحدث شيء ، ولكني اريد الذهاب
يصر على الذهاب حتى لا يراها ويتخيلها بهذا القميص الحريري المكشوف لن يستطيع السيطرة على اعصابه ولا على نفسه وسيظل يحلم بها بقية الايام الي ان يراها فعلا وهي ترتديه
تكلم مع عمر حتى يخف تفكيره بها : اذن الزفاف سيتم بموعده
__ نعم ، علي ايضا ابلغني بذلك ،فهو لا يرى جدوى من تأجيله ، وانا ايضا ، سأذهب بعد غد الي الاربعين واتي بعلياء الي هنا
سأله بسعادة : حقا ، هذا جيد ، مبارك عمر
__ الله يبارك فيك
__ لكن هل فرشت الجناح ؟
__ اه نعم سياتي العمال غدا ، وستاتي وفاء لتضع اشياء علياء هي ونور في الليل
__ انا سعيد من اجلك صديقي ، وهذا قرار حكيم ان تأتي بعروسك الي هنا ، فعلى كل حال لن تقيم زفاف الان ولا يوجد شيء يجعلها تمكث عند علي او اختيها
__ هذا ما فكرت به
طلت عليهم من اعلى السلم وهي مرتديه فستان كتان طويل برتقالي اللون بدون اكمام صدره دائري الشكل وضيق الي حد ما ذو فتحة جانبية تمتد الي اعلى ركبتها
نزلت بهدوء وعيناه تتبعانها ليرى فتحته ويكح بعنف
التفت اليه عمر فهو كان يشاهد التلفاز ويستمع الي اخبار البورصة
__ ما بك ؟ هل انت مريض ياسين؟
وجهك احمر وتكح بعنف ، وضع يده على جبينه وبشرتك ساخنة ليكمل :هل اصبت بالبرد ؟
تناهى الي مسامعها اسئلة اخاها الي ياسين لتسرع اليه
سالته بلهفة : هل انت مريض ؟
خفض بصره حتى لا ينظر اليها لتقع عينه على ساقها العارية ليشعر انه سينفجر اذا ظل جالسا اكثر من ذلك
فهب واقفا : سأنصرف
مسكت يده بحنان : اجلس ياسين ، تعشى معنا اولا ثم انصرف
سحب يده منها وكانه يشعر بان جلده سيحترق من السخونة التي تجرى بعروقه جراء لمستها له : لا سأذهب
انصرف من امامها بسرعة وهي في حيرة من تصرفه
قام عمر ليوصله وعاد ليجدها جالسة في دهشه مما حدث
سألها : هل ا غضبتيه في شيء نور ؟
هزت راسها نافية وهي تفكر في كل ما دار بينهما ، وتسال نفسها
ا ممكن ان يكون غاضب منها بسبب ما قالته عنها وعن عمر
ستتصل به وتعرف ماذا يجري ؟
********************
دخل الي القصر ليجد امه جالسة وظاهر عليها القلق
تقدم منها : السلام عليكم امي
نطقت بقلق وعتب : اين انت ياسين ؟ انت لا ترد على هاتفك واخاك ايضا هاتفه مغلق ، وانا كدت ان اجن من قلقي عليكما
غام وجهه من ذكرها لأخية وهو لا يعلم بماذا يجيبها اذا سالت عنه
هزته امه بلطف : ياسين
__ ها ، نعم امي
__ اخاك منذ ان غادر لم يأتي ولم يتصل ا تعرف اين هو ؟
__ نعم امي انه سافر الي الاسكندرية لينجز بعض الاعمال الخاصة بالشركة ، لا تقلقي امي فانا تطمئنت عليه ولكن هاتفه بطاريته فرغت ونسى شاحنه سياتي غدا او بعد غد
وانا سأطمئنك عليه
اخترع كذبة حتى يكسب بعض الوقت ويستطيع التعامل مع امه واخبرها الخبر دون ان يصدمها
صعد الي غرفته ليجدها تتصل به زفر بحرقة من عدم تواجدها الي جواره
__ مرحبا حبيبتي
ردت بدهشة : حبيبتك ، لا اصدقك ياسين
اذا كنت حبيبتك صحيح لم تكن تحرجني هكذا وتتركني وتذهب ،هل انت غاضب مني ؟
ابتسم وهو يشعر باهتمامها به وضيقها من انصرافه
__ لا والله انا متعب فقط واريد النوم
__ حسنا سأتركك لتنام
__ انتظري ، السيد عبد العزيز ابلغني انه يريد عودتك الي العمل لو استطعت
ابتسمت : طبعا علياء اصبحت بخير وعمر ايضا اعد كل شيء حتى تأتي بعد الغد
وانا سآتي غدا
__ حسنا سأنتظرك ان تصعدي الي لنتناول الفطور معا
__ ياسين انت تعلم جيدا انني لا احبذ خلط الاوراق ببعضها
ضحك : انا احبذ هذا الخلط ، لا تجعليني اغضب منك بسبب شيء تافه كهذا ، سأنتظرك
__ حاضر ، تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير حبيبتي
*****************
دخل الي مكتبه في الصباح ليراه جالسا امامه
__ ماذا اتى بك يوسف ؟
__ جئت لأباشر عملي
__ الم اقل لك اني لا اريد رؤيتك ؟
__ نعم ، ولكن هذا ليس قرارك وحدك ياسين ، سآتي لأباشر عملي ولأباشر ميراثي واحافظ على ما بداه والدي
انها ليس شركتك لوحدك ياسين ، انا شريك بها ولن اتنازل عن حقي بها ، وسآتي لأعيش بالقصر انا وزوجتي وابني
لأربي ابني بالقصر كما تربيت انا ، ولتهنئ امي بحفيدها
انصرف من امامه ليرفع الاخر حاجبيه اعجابا بقوة اخيه وتفكيره
كان متأكد انه سيهرب من امامه ويختفي عن الانظار
لكن موقفه اعجبه وقرر انه سيساعده في الوقوف امام معتز
اذا حاول الاخر اذيته ،وخصوصا ان هذا المعتز سيصبح خال اولاده ، و لكن لن يسامحه على تغفيله وعدم مصارحته
بموضوع زواجه
يعلم ان الحب يحيل الانسان الي الجنون ولكن لن يغفر له انه اوقفه بمظهر الابله امام معتز
في استراحة الافطار دخلت الي مكتبه وهي سعيدة
فاليوم اعدت عقد اشاد به السيد عبد العزيز وسبب صعودها انها تريد ان تقص له ما حدث معها
طرقت الباب بهدوء لتدخل في حركة سريعة الي المكتب
وهو ترسم ابتسامة واسعة : ها انا جئت
تفاجأت بوجود هذا الشخص ثقيل الظل وجلوسه
تمتمت : المعذرة لم اكن على علم بوجود احد ، عبير لم تكن بالخارج
ابتسم ياسين ليقف : تعالي حبيبتي ، انه طارق
نظر الي طارق ليرى الدهشة مرسومة على وجهه من ندائه لها ليكمل بخبث : انها نور زوجتي
اتسعت عيناه دهشة وقال بارتباك : مبروك
التفت الي نور : مبروك يا انسة ، متى تزوجتما ؟
__ انه مجرد عقد قران الزفاف بإذن الله بعد ما يقارب العشرة ايام
هز راسه وهو يرسم ابتسامة باردة : حسنا اسمح لي سأذهب
__ تفضل
خرج من المكتب وهو يستوعب ما حدث منذ قليل
اذن هذا هو السبب ياسين في نهرك لي وامرك بعدم الاقتراب منها
ابتسم بضيق : مبروك ياسين على هذه الحورية الرائعة التي لا تستحقها
*****************
جالسة بمنزل العائلة فاليوم الاربعين لوفاة والدتها
وها هم مجتمعين جميعا واليوم اكيد سيقررون مع من ستمكث ، تريد الجلوس هنا مع ذكرياتها هي والدتها
دخلت الي غرفة والدتها لتدمع عيناها وتبكي بصمت
عند تذكرها لآخر ثلاث ليالي قضتها نائمة بجوار امها تتمتع بحضنها الدافئ الحنون
دخلت وفاء عليها لتجدها تبكي والحزن يشمل ملامحها فتقترب منها وتحتضنها بعطف وحنية شديدة: اذكري الله علياء وادعي لها بالرحمة ، تعالي علي يريدك بالخارج
خرجت لتراه جالس معهم بالصالة يبتسم بوجه علي
شعرت بانها تلقت ضربة على راسها بسبب وجوده الغير منتظر
لمحها وهي خارجة ليشعر بان قلبه يئن من شوقه لها
تنفس بتعب كم هو يشعر باشتياق شديد لها ولهفة
يريد سماع صوتها ، يشعر بأنفاسها وهي تلفح وجهه
يرى ابتسامتها الرائعة وعينيها التي يقفز منها المرح
نظرت اليه بعيني متحدية ليشعر بقلبه يسقط من صدره تخيل ان يرى بعينيها أي شيء الا هذا التحدي والغضب اللذان يلمعان بوضح
__ تعالي علياء ،اجلسي بجانب زوجك
ذهبت لتجلس باخر كرسي بالصالة والابعد عن عمر
فسر علي هذا التصرف على انها محرجة من وجوده
ابتسم ليقول : علياء ارتدي ملابسك لتذهبي مع عمر
نظرت اليه بتعجب : نعم ، الي اين ؟
__ الي بيتنا
نظرت اليه بقوة : لن اذهب معك ، انا اريدك ان تطلقني
لا تبخلوا علي بردودكم وتوقعاتكم
موعدنا القدم الاربعاء باذن الله
|