كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
مساء الخير يا صابيا
كيفكم عاملين اية ؟ عسى تكونوا بخير
بشكر الناس اللي ردوا عليا البارت اللي فات
ولي عودة بردود عليكم تفصيلا
البارت المرة دي طويل واخذ مني وقت ومجهود كبير
اتمنى يحوز على اعجابكم
و خصوصا انه بارت فيصلي
يعني من اول البارت اللي جاي القصة حتاخد منحنى اخر
اسيبكم مع البارت
لا تبخلوا علي بردودكم وتعليقاتكم
العائلات المذكورة بالقصة لا تمت للواقع بصلة
فهي من وحي خيالي
واذا كانت هناك عائلات واقعية بنفس الاسماء
فهو مجرد تشابه اسماء غير مقصود
الفصل الثاني وعشرون
دخلت الي حديقة الفيلا لتسمع عمر وهو يتحدث مع احد لتتعجب من الذي برفقته
عندما راها اتسعت ابتسامتها : تعالي نور ، انظري من هنا
عمتي جاءت لتحضر حفل خطوبتي
ابتسمت نور وهي تتأمل عمتها فكم اشتاقت اليها
لتنتفض العمة عند رؤيتها بهلع وتدقق بملامحها وتنظر الي شعرها بلونه المميز وتتذكر حديث دار بين اخيها وزوجة اخيها تناهى الي مسامعها ولكنها تناسته او حاولت تناسيه
سال بتوتر : ما بك عمتي ، نور تسلم عليك
رسمت ابتسامة باهته : لا شيء ولكني متعبة من السفر وشعرت بدوار خفيف
تقدمت منها نور لتحتضنها : مرحبا بك عمتي ،اشتقت اليك
لتحتضنها الاخرى بحضن خالي من الود والدفء
__ وانا الاخرى حبيبتي ، اسمحا لي اريد الراحة قليلا
نظر لها عمر مطولا :تفضلي عمتي
نظرت لها نور بتعجب لتلتفت الي اخيها وتساله : ما بها ؟
لما تنظر لي وكأنها رات شبحا ؟
توتر : لا شيء انها متعبة لا اكثر ، انت اتية مبكرا ، لم تنتظريني هل شعرتي بالتعب ؟ ام حدث شيء بالعمل ؟
ردت وهي تكتم غضبها : لا ذاك ولا تلك ، ياسين طلب مني الخروج وانا استأذنت لاتي باكرا واستعد
هز راسه فرحا : تطور ملحوظ و ممتاز ، حسنا اذهبي لتستعدي كما تريدي
هزت راسها بموافقة وهي تنصرف ، ليجلس هو على كرسيه ويتنفس بعمق فمن الواضح ان عمته تعرف الحقيقة او استنتجتها عندما رات نور ، فالحقيقة واضحة لمن يدقق النظر قليلا
ولكنه لا يريد ان تعرف نور بهذه الحقيقة فهي لن تحتملها
سيتكلم مع عمته بهدوء وتروي حتى لا تبين لنور أي شيء
*****************
رن هاتفها لتجدها علياء
__ اهلا ومرحبا بعروستنا الغالية ، كيف حالك ؟
ابتسمت : انت العروسة ليس انا ، انا بعد ثلاثة ايام ان شاء الله، كيف حالك ؟
__ انا بخير ،وانت؟
__بخير والحمد لله ارتدي ملابسي لأذهب الي المصممة هل ستقابلينني هناك
تأوهت بضيق: تصدقين نسيت الموعد تماما
__ حسنا ، اجهزي سريعا لنتقابل هناك
__ لن استطيع فانا لدي موعد مع ياسين
ضحكت الاخرى ضحكة طويلة مرحة
لتقل نور بضيق : كفي عن الضحك من فضلك
كتمت ضحكتها لتسالها : اين ستذهبان؟
__ سنتعشى خارجا
__ اخيرا حنيتي على الفقير ليراك
__ علياء عندما اعود سأقص لك ما حدث بالتفصيل
ولو متفرغة غدا تذهبي معي للمصممة
__ حسنا سنؤجل الموعد للغد
__لا تأجلي موعدك ، اذهبي وانا سأذهب بمفردي
__ لا سأذهب معك غدا ، ولولا انني مواعدة بسنت كنت اجلت موعدي لنذهب سويا
__ حسنا ، عندما اعود سنتكلم
__ عشاء سعيد مفعم بالمشاعر
ضحكت : لك يوم فنحن السابقون وانتم اللاحقون
توترت من مقولة نور : حسنا ،سأتركك فلابد من انك تستعدين ، سلام
__ سلام
قفلت من صديقتها لتستعيد كلمات اية وتفكر بها جيدا
لا تعلم لما تشعر بان اية لها علاقة بالحرف الذي يحتفظ به عمر الي الان ، ولما لا فمن يرى اية لا يستطيع ان لا يعجب بها ، فهي جميلة بشكل مرعب
واسمها يبدا بنفس الحرف الذي يحتفظ به
شعرت بقلبها يئن الما ، هل مازال يكن لزوجة اخيها مشاعر حب ، هل تزوجها ليتقرب من اية
شعرت بالصداع يمزق عقلها وقررت ان تؤجل موعد المصممة للغد فهي تريد النوم لتستريح من التفكير
*********************
دخلت الي الغرفة التي عدها لها عمر لتمكث بها
تبينت انها غرفة جداه ، جلست على الفراش بضعف
والذكريات تندفع بعقلها لتعود بها الي الماضي
__ نور انت تعلمين انها ابنتي
ابتسمت ابتسامة باردة : نعم ، لا افهم ما تقوله
زفر بضيق : لا ،تفهمين ، هذه ابنتي ، ولا اعلم الي الان كيف تستمري في هذا الزواج الذي يجلب لك التعاسة
اقترب منها لتلفح انفاسه وجهها : انت تحبيني نور ، وانا اشعر بذلك
دفعته عنها بغضب : انا احب زوجي و من الاحسن لك ان تكف عن مضايقتي والا ابلغته
ضحك ساخرا : بماذا ستبلغينه ؟ ان نور ابنتي
ليردف بخبث : وانك اسميتها الاسم الذي اريده انا
بعدت وجهها عنه ضائقة : كف عن ترديد هذه الخرافات
قال بنبرة عاشق متيم : لماذا تصديني نور ، انا احبك
__ انت لا تحب احدا اخر غير نفسك ، وانا غلطت غلطة عمري كلها عندما فكرت بشيء اخر غير ذلك
لتردف بقسوة والكره يملئ صوتها : ابتعد عني والا سأحيل حياتك جحيما ، واحذر كيدي فان كيدي عظيم
حينها لم تستطع مجرد تخيل الفكرة نفت ما سمعته وتناسته الي اليوم المشؤم يوم مشاجرة اخويها وخروج محمد وهي تعلم انها لن تراه مرة اخرى
قفزت الذكرى الي عقلها وهي ترى نور
وهي جمعت بين اكثر شخصين تكرهما بحياتها فهما من تسببا بفقدها لآخاها الغالي واحب واقرب شخص لها
فنور جمعت بين ملامح زوجة اخيها ولون شعر اخيها
الذي ورثه عن امه ، حافظ يشبه امه لدرجة كبيرة
لا تعلم ، كيف تتعامل مع نور ، لا تريد ان تكدر على عمر
حفل زفافه
تنبهت من افكارها على صوت طرقات على الباب
لتقول بهدوء : ادخل
دخل عمر الي الغرفة بهدوء : كيف حالك الان عمتي ؟
ابتسمت بحب : بخير الحمد لله ، تعال حبيبي اجلس بجانبي
تقدم ليجلس الي جوارها ليتنحنح : عمتي اريد التكلم معك بأمر هام
نظرت اليه : تفضل حبيبي
شعر بصعوبة في التحدث معها فكيف يقل ما بداخله
زفر نفس طويل : عمتي ما سبب هلعك عندما رايتي نور منذ قليل ؟
ارتبكت : لا شيء فاجأني الشبة بينها وبين امك ، لم اكن اتخيل انها تشبهها الي هذا الحد
قال بنبرة ميتة : فاجأك الشبة بينها وبين امي ، ام لون شعر عمي الذي ورثته منه
اتسعت عيناها رعبا مما يقوله عمر : ماذا تقول ؟
ابتسم بانكسار :ما سمعتيه عمتي ، انا اعرف الحقيقة
انتفضت واقفة لتحتضن راسه بين يديها وتضعها بصدرها
__ حبيبي ، انها خرافات ،عمك حافظ مجنون لا تستمع اليه
ابتسم ودمعت عيناه وشدها من يدها ليجلسها الي جواره
ليقول بضحكة مصطنعة : اجلسي عمتي ، انا لم اعد طفلا
انا رجل الان ، واستطيع ان اعرف الفرق بين الجنون والحقيقة
حزنت على ابن اخاها وملامحة الحزينة على الرغم من ابتسامته : من اخبرك ؟ حافظ ؟
__ لا ، جدي رحمة الله عليه قبل موته اخبرني واوصاني بنور خيرا
وحلفني الا تعلم الحقيقة وان لا اتركها تعود لعمي مهما حدث ، هذه الحقيقة اوضحت كثير من الامور كانت تشغل تفكيري
لطالما تساءلت عن سبب صرامة جدي غير المبررة وقسوته احيانا مع نور فهي فتاه وتحتاج الي اللين ولكنه كان شديد معها الي درجة كبيرة ، فهمت انه كان يفعل الذي لم يفعله مع امي قط في حياتها
تنهد بضيق : ولطالما تساءلت عن سر حب امي الكبير لنور واهتمامها الزائد بها ، وسر نظرة الغضب التي ترمقني بها
وسر مقولتها الشهيرة لي عندما اغضبها كانت تعنفني لتحتضنني بعدها وتهمس لي لا تصبح قاسي مثل والدك
اريدك ان تكون حنون
توقف عن الكلام و دموعه تخنقه لتسيل بصمت وقهر
قال من بين دموعه : لم اكن اتخيل يوما انها تكره والدي على الرغم من نظرات عيونه لها المليئة بالحب
رتبت على كتفه لتهدئه : ولكنه لم يصرح لها بهذا الحب يوما
اخبر الدنيا كلها انه يحبها ، الا هي ، وعلى الرغم اني احب اخي بشكل مبالغ فيه ، الا انه كان معها قاسي فعلا
وهي كانت صغيرة جدا عند الزواج منه ولم تعتد يوما على القسوة بل كانت مدللة ، وجدك لم يقسو عليها يوما
ليظهر حافظ في حياتها ويقلبها ، عاد من انجلترا بعد انهاء دراسته ولهوة وعبثة هناك ليجد محمد متزوج وانت لديك ما يقارب الست سنوات ويجدها هي حورية من الجنة كما كان يطلق عليها كانت اجمل من اختك ومتحررة عنها والشيء الذي كان يميزها دلالها المفرط ، كانت مغرية وشهية وحافظ لم يردعه شيء عن التقرب منها ، محمد كان مشغول دائما بأعمال والدي والشركة والمصنع ، رغما انه الصغير والدي عهد له بكل شيء ، وحافظ كان متفرغا ، كانا يخرجا سويا
يأتيا ويذهبا معا ، كأنها زوجته هو ، محمد لم يلق بالا للأمر
ولكني كنت اشعر بهما ، حافظ احبها بجنون وهي احبته
على الرغم من انها لم تصارحه يوما ، وبعد فترة كبيرة من الوقت
تغيرت واصبحت منطوية على نفسها ليسافر حافظ ثانية
شعرت انه يبتعد لم يعد يطيق وجوده قربها واباك موجود
زفرت بضيق وهي تكمل : لتكتشف انها حامل
لن انكر دهشتي يومها وانا اسمعها تخبر محمد انها تريد ان تتخلص من الجنين ليثور محمد ثورة عارمة ويتشاجر معها
ويقسم عليها ان لا تفعل ذلك ابدا
وعندما ولدت نور اصرت على تسميتها بنور ومحمد لم يعترض ، احب الاسم واخبرني عندما تكلمت معه انه يحب ان تصبح له نور خاصة به ابنته واردف وهو يمزح انها فرصة لينادي الاسم كثيرا فهو احب اسم الي قلبه
كبرت نور امام عيني ولم تعود امك كسابق عهدها وظل محمد حزينا اخبرني اكثر من مرة انه يشعر ان شيء حدث معها وهو السبب في تغيرها
ولكنه لم يستطع فهم ما بها
اصبحت انت في الثانية عشر ونور بالثالثة لم يكن لون شعرها واضح كما هو الان ليعود حافظ وتبدا المشاكل
فعندما نظر الي نور وحسب عمرها تأكد انها ابنته وظل يضايق والدتك التي تحولت هذه المرة الي نمرة برية مستعدة ان تنهش من يقف امامها او يفكر مجرد التفكير ان يقترب من احدكما
نظر لها عمر بعد ان جفت دموعه : هل تدافعين عنها عمتي ؟
ابتسمت بقهر : لا حبيبي ، بل اريد ان اكون موضوعية
حتى لا يختلط عليك الامر، هي وعمك أخطئوا ولكن محمد ايضا اخطئ ليس مثلهما ولكنه الخطأ الصغير الذي هد المعبد فوق رؤوسنا
اختنق صوته : هل تعلمين اني حاولت اكرهها ولم استطع
رتبت على خده: انها امك حبيبي ولا يوجد احد يكره امه
امسك يدها بتوسل : عمتي استحلفك بالله لا اريد نور تعلم أي شيء عن هذا الامر ، هي لن تحتمل الصدمة ولن تستوعب الامر
ابتسمت مطمئنة : طبعا حبيبي
قال بصوت يملأه الثقة : وصدقيني نور تختلف عن امي كثيرا وعندما تقتربي منها ستجدي ان طباعها كجدتي رحمة الله عليها فهي من ربت نور فعليا ، وستحبينها
ابتسمت بحب له : انت تحبها كثيرا ، لم تتغير من ناحيتها بعد معرفتك للحقيقة
تنفس بعمق : لا عمتي وما ذنبها هي ، ثم انها اختي الوحيدة وما تبقى لي من عائلتي ، كيف لا احبها وسأغفر لأمي ما فعلته من اجلها هي
احتضنته بحب وسعادة : ومن اجلك سأتعامل مع نور بعيدا عن الماضي وتعقيداته
ابتسم بسعادة : شكرا عمتي
سالته بتوجس : عمر ، ماذا فعل عمك عندما اتيت اخر مرة
زفر بضيق و تعب : لم يفعل شيء ، هددني بانه سيخبر نور بالحقيقة الذي اكتشف اني اعرفها
جرحني بشدة عندما تكلم عن علاقته بأمي ولكني اعلم جيدا انه لم يكن يقصدني انا كان يتكلم معي كانه يكلم ابي
ليضحك هازئا وهددني ان ابتعد عن مشروع الشاليهات بالإسكندرية وعندما لم استمع اليه منعني من دخول الارض اجر بلطجية ليمنعوني ولكنه امرهم ان لا يؤذونني
طبعا تشاجرت معهم وذهبت الي قسم البوليس ، تخيلي عمتي
لأول مرة بحياتي ادخل الي قسم البوليس والحمد الله اتى زوج نور واخرجني واتفق معي انه سياتي بتصريحات اني اباشر المشروع فعلاقاته كثيرة وسيساعدني في التمويل ويؤمن لي ان لا يقترب أي شخص من الارض
__ من الواضح انه شخص محترم
__ جدا عمتي ويعتمد عليه ، ستريه بعد قليل سياتي ليصطحب نور الي العشاء
__ ربنا يتمم عليكما بالخير
دق الباب لتقول : ادخل
طلت من الباب بضحكة صافية : انت هنا ، لماذا لم تترك عمتي لتستريح قليلا ؟
ابتسم : ماذا افعل مشتاق اليها كثيرا
تقدمت الي الداخل : وانا ايضا ، ولكن ماذا افعل في موعد ياسين ، سأعتذر له
نطق بغضب : نور ، اياك ان تفعلي ما تقوليه كفاه ما فعلته يوم عقد القران ، جعلتني اتصبب عرقا وانا محرج منه عندما اخبرته انك ترفضين النزول ، والله لو كانت علياء من فعلت ذلك لكنت جررتها معي الي البيت دون اقامة زفاف
عقدت حاجبيها : يا سلام ، لما ان شاء الله ، اين تعيش انت ؟
نظر لها بغضب لتقول باستكانة : خلاص ، كنت امزح معك
يا ستار ، اصبحت كعود الثقاب تشتعل عندما يقترب منك احد ، لتغمز بعينها بشقاوة : هل انت متوتر اخي ؟
__ متوتر
__ اه نعم ، من اقتراب موعد عقد قرانك
__ لماذا ؟ هل انا فتاة ، لا طبعا
تركها ليخرج من الغرفة
ابتسمت : العروس تسلم عليك
التفت اليها بحدة : نعم
كتمت ضحكتها : اتصلت بي منذ قليل فموعد مصممة الفساتين اليوم والمفروض ان اذهب معها وتسلم عليك
رد بهدوء : الله يسلمك ويسلمها
انصرف من الغرفة لتجلس بجوار عمتها
وتسال بابتسامة : كيف حالك عمتي ؟
__ بخير حبيبتي ، هيا اخبريني ، لماذا تبحثين عن سبب
لتمتنعي عن الخروج مع زوجك ،ولماذا رفضتي النزول له يوم عقد قرانك؟
ردت بسرعة: خطيبي عمتي ، لم يصبح زوجي بعد
ابتسمت العمة : الم تعقدوا القران ؟
هزت نور راسها بنعم لتكمل العمة : جيد ، اصبح زوجك
ثم لا تهربي من الاجابة
ابتسمت نور : لأنه لم يخبرني قبلها عن الموعد
اردفت فهي محتاجة لاحد تثرثر معه: ولأنه يتفق مع عمر على كل شيء ولا يتناقش معي وكأني غير معنية بالأمر
اشعر هكذا اني مغصوبة ، وهذا الشعور يكدر علي حياتي
__ عمر يقول انه طيب وشخص جيد
قالت بحب : جدا عمتي ، ويحبني كثيرا وانا اعلم فهو يصارحني بحبه هذا كثيرا ، ولكن لما يتعامل معي كأني تابع
لم اعتد على ذلك ، فعمر يشاركني بكل شيء ويطلب رايي ايضا
ابتسمت العمة : الاخ غير الزوج ، والزوجة تابعة لزوجها
قالت بضيق : اختزل شخصيتي اذن ، واسير خلفه كالبقرة
ضحكت عمتها من التشبيه : لا طبعا ، ولكن لا تشعريه انك ندا له فهذا اكيد يضايقه ، ويجعله يريد فرض رايه ولو بالقوة
وانت طبعا الخاسرة في هذا الوضع ، تعاملي معه بحكمة
وعقل ، ومع الايام ستتفهمان معا وتعتدا الامر
اردفت بابتسامة متسعة : من الواضح انك ايضا مغرمة به
احمرت نور خجلا لتهز راسها موافقة
لتضحك عمتها :هل أخبرته بحبك له مثلما هو يصارحك بحبه لك
__ لا ، عندما نتزوج سأفعل
رتبت على ظهرها : يتمم لكي الله على خير
__ حسنا ، سأصعد لأرتدي ملابسي ،و سأخذ اجازة من الغد لأجلس معك ونخطط لحفل عمر
__ ان شاء الله
******************
دخل الي الشقة ليجدها فارغة تنهد بعمق وهو يدور بها
الي ان ذهب الي غرفة النوم لتندفع ذكريات الليلة الماضية في راسه وتجعله غير قادر على الوقوف تمدد على السرير وزفر بضيق كم كانت ليلة خيالية امضاها برفقتها ضحكا كثيرا الي ان طلع النهار عليهما مستيقظين كل منهما لا يريد ان يغمض عيناه حتى يستمتع برؤية الاخر
يشعر بالشوق اليها يمزقه يريد الاتصال بها ولكنها نبهته اكثر من مرة من بين دموعها صباحا الا يتصل وهي ستتصل به عندما يغفل عنها معتز
بكت كثيرا وهي تحزم حقائبها وبكت ايضا على كتفه وهو يوصلها الي المطار ليستقبلها معتز من هناك
هدئ من روعها وقال لها ان هذا الوضع لن يطول ، وانه في اقرب فرصة سيتحدث مع ياسين ويخبره ، لكم المخدة بقوة وهو يصيح بنفسه : غبي انا غبي ، اهدرت فرصة عمري
اتاح ياسين لي الفرصة وتهربت منها
جبان يوسف انت جبان ، تحمل نتيجة جنبك وغبائك واقض لياليك وحدك شوقك يمزقك وقلبك سينشطر الي نصفين من حبك لها
زفر بقوة وغضب من نفسه لينظر بجواره ويجد قميصها الحريري ملقى على الفراش سحبه ببطيء وقربه من انفه
ليشم رائحتها به ، استنشق عبيرها الفتان الذي يدغدغ حواسة و يثير عواطفه ليحتضنه بحب كانه يحتضنها هي
اراح ظهره على الفراش والقميص بين يديه ، كم اشتقت اليها
ماذا سأفعل الايام المقبلة بدونها ؟
رن هاتفه لينتفض واقفا وعند رؤيته لاسمها ظهرت السعادة على وجهه رد بسرعة
__ اهلا حبيبتي
ردت بهمس : حبيبي ، كيف حالك؟ اشتقت اليك كثيرا
تنفس بعمق : وانا ايضا ، ما احوالك؟
__ بخير الحمد لله ، ومعتز يتعامل معي بحنية فائقة الحد
__ من فضلك انجي ، لا تأتين بسيرته ، فلولا جنونه وغباؤه
لكنا نحيى الان حياة طبيعية مثل كل الازواج
كتمت ضيقها مما يقوله : حاضر ، يوسف
اين انت ؟
ابتسم : في بيتنا حبيبتي ، والبيت كالقبر من دونك
ابتسمت : حسنا ، لا تجلس بمفردك اذهب الي قصركم الفخم
و انشغل مع اخاك في تجهيزه لعرسه ، وانا على اخر الاسبوع ساجد طريقة لأقابلك بها
اتسعت ابتسامته : حقا ؟
__ نعم ،لا تقلق سأستأنس معتز واحاول الخروج بمفردي
__ وانا سأنتظرك ، بلغيني بالموعد حتى تجديني بالبيت
__ سأغلق الان ، لان معتز يناديني وسأتصل بك لا حقا
لا تتصل انت ، اتفقنا
تنهد بضيق : اتفقنا
قالت بحب : سأشتاق اليك كثيرا ، حبيبي ، احبك
واغلقت الهاتف
نظر الي الهاتف بعد ان اغلقت دون الانتظار لتسمع جوابه
ليقول : وانا الاخر حبيبتي ، احبك بجنون
دار بعينيه في الغرفة ليضع القميص من يده على الفراش
ويأخذ مفاتيحه ويقرر العودة الي القصر
************************
عاد الي القصر ليرى ياسين بكامل اناقته في الصالة يتكلم بالهاتف
اتجه الي اخيه عندما اغلق الاخر الهاتف
__ من الجيد انك اتيت، اين كنت يوسف ؟ امي قلقة عليك
__ هل انا فتاه لتقلق امي علي ، اصبحت رجلا كبيرا
ومازالت امي تقلق علي
ابتسم ياسين من تذمره : احمد الله انت بمنتصف العشرينات
انا بأواخر الثلاثينات ومازالت تقلق علي
ضحك : ما الذي تريدني به ؟
__ اه ، ستذهب غدا مع طارق الي موقع المجمع التجاري الي ان ينتهي من استلامه ، احذر وخذ حذرك فالموقع به معدات وادوات بناء تأكد انكم ستسلمونها
رد بجدية : لا تقلق
سال بخبث : الي اين انت ذاهب بكامل اناقتك ؟
ابتسم على خبث اخيه ورد بابتسامة : سأخذ امي ونذهب الي الباخرة التي اعطيتني دعواتها
رد والدهشة مرسومة على وجهه : امي
اجننت ياسين ؟ تعبت لاتي لك بالدعوات لتذهب بأمي الي هناك
ضحك من قلبه : احترم نفسك ، وكف عن جنونك ، سأذهب مع نور ، مع ان امي قدرها اعلى من هذه الباخرة النيلية
زفر بارتياح ليقل بشقاوة : اتعلم انك تزداد جمالا عندما تبتسم
عاشت نور والله ، فهي من تجعلنا نستمتع بابتسامتك
انقطعت ابتسامته ليضحك يوسف : ماذا اخي ؟ هل ستبخل علي بابتسامتك ، ام انك متضايق لأني ذكرت نور
نظر الي اخيه مطولا وهو يشعر بان به شيئا تغير
فعلى الرغم من ضحكته المدوية الا انها خالية من الاحساس
ليست كعهدها دائما ترغمه على الابتسام والسعادة
سال بهدوء : ما بك يوسف ؟ هل سافر صديقك الي الخارج ثانية ؟
اتسعت عينا يوسف بدهشة من سؤال ياسين ليرد بارتباك
__ لا ، ياسين اريد التكلم معك بهذا الامر ولكن ليس الان
حتى لا تتأخر، وتقلع الباخرة بدونك، في الغد سنتكلم
ابتسم ياسين ليربت على كتفه بأخوة : طبعا يوسف ، انا تحت امرك عندما تريدني ستجدني كلي اذان صاغية
سأذهب انا ، حتى لا أتأخر ، سلام
زفر بسعادة بعد خروج اخيه وهو يهنئ نفسه على الخطوة المتقدمة ويعد نفسه بانه سيتكلم مع ياسين غدا
******************
دخلت الي غرفة اختها لتجدها غارقة بالظلام
زفرت بضيق فأمها اخبرتها ان علياء من بعد عودتها صباحا غير طبيعية اقسمت بداخلها اذا كان لأية دخل بتغير علياء ستهد الدنيا فوق راسها
اقتربت من الفراش لتجلس بهدوء الي جوار جسد اختها النائم
وأضاءت المصباح الصغير لتربت على علياء وتقول
__ علياء ، استيقظي ، هيا
فتحت عيناها بتعب فهي بكت كثيرا قبل ان تنام وهي الان لا تستطيع ان تفتح عيناها
نطقت بصعوبة : اهلا بسنت ، ارسلتك حتى لا تأتي فانا اجلت موعد المصممة
ردت بنفاذ صبر : نعم وصلتني رسالتك ، وكلمت امي وهي اخبرتني انك عودتي ضائقة من الخارج
هل اية ضايقتك بشكل او اخر ؟
اعتدلت جالسة : لا ، لم يحدث شيء ، انا متوترة لا اكثر
نفخت بضيق : علياء اذا اية ضايقتك اخبريني ، وانا سأهتم بالأمر
ردت بضيق : لم يحدث شيء بسنت ، انا متوترة ولم انم الفترة الماضية جيدا ، ولذلك حل علي تعب الايام الماضية
ففضلت ان انام واؤجل الموعد الي الغد
هزت راسها بصمت وعلى عدم اقتناع تشعر بان اختها ليست طبيعية ولكنها لن تستطع فعل أي شيء الا اذا صارحتها اختها
حدسها ينبئها بان اية لها دخل بحالة اختها ، ولكنها لن تستطيع التصرف مع اية ولا تستطيع اخبار اخيها بما تفعله زوجته الا عندما تفهم ما حدث مع علياء
لم تشأ اخبار بسنت بظنونها فهي تعلم ان بسنت ستهد الدنيا فوق راس اية دون ان تتأكد هي من ظنونها وهل هو يتزوجها ليتقرب من زوجة اخيها ، ام هو يتزوجها ولا زال يبكي على اطلاله القديمة
****************
واقفة امام المرأة تنظر الي نفسها وتشعر بخجل شديد
فالفستان الذي اختارته لترتديه عاري اكثر مما تصورته
ولكنها تشعر بحرج فعلي من الخروج معه هكذا فصدر الفستان عاري وايضا ظهرها واكتافها
بلعت ريقها بصعوبة وهي لا تعلم ماذا تفعل ، فالوقت لا يسمح لها بتعديل زينتها والبحث عن فستان اخر ترتديه
فكرت سريعا لتتذكر انها اشترت منذ فترة جاكيت قصير ذهبي اللون من القماش المفرغ اذا ارتدته سيغطي ظهرها وذراعيها
ذهبت بسرعة لتبحث عنه وارتدته لتقف مرة اخرى امام المرآة لتتنهد بحرقة فالمشكلة بالنسبة اليها ما زالت قائمة صدر الفستان العاري فأكمام هذا الجاكيت تكاد تلامس اول اكتافها ولكنه احسن من اول الامر فهو على الاقل يغطي ظهرها
صوت طرقات عمر على الباب جعلها تشعر بالهلع
فمعناها ان ياسين حضر
فتحت الباب بهدوء وهي تحاول اخفاء ارتباكها من ردة فعل عمر على الفستان
لينظر اليها بسعادة : رائع نور ، عاري قليلا ولكنه رائع
متى اشتريته ؟
نطقت بغضب : خطيبتك المصون اهدته لي السنة الماضية بمناسبة عيد ميلادي ، ولم ارتديه قط
وفكرت ان ارتديه اليوم و يا ليتني ما فكرت
__ لماذا حبيبتي ؟ انه رائع عليك ، هيا اتبعيني فياسين بالأسفل ، ولا تتأخري
هزت راسها بنعم لتعود الي المرآه وتتنهد نظرت الي زينتها لتتأكد من اكتمالها لتحمل حقيبتها الصغيرة وتنزل خلف اخاها
جالس بصالة الفيلا بجانب عمة نور التي اول مرة يسمع عنها اليوم ، رحبت به بود وحب و جلست معه حينما تأتي زوجته الحبيبة لينصرفا
نظر الي ساعته ليتأكد انهما لن يتأخرا عن موعد اقلاع الباخرة لينتبه على صوت عمر
__ ستنزل حالا ياسين ، لن تتأخر
هز ياسين راسه وهو يبتسم
__ اخبرني عمر ، هل ناقصك أي شيء ؟ هل تريد شيئا استطيع ان افعله لك ؟
ابتسم عمر بمحبة لشهامته : شكرا جزيلا ، الحمد لله كل شيء معد، واذا احتجت شيء لا تقلق سأطلبه منك
__ صدقني عمر ، اذا علمت انك احتجت شيئا ولم تخبرني به سأغضب منك بشدة
ضحك عمر لتاتي عمته : ها هي قهوتك ، تفضل
__ اشكرك سيدتي
جذبه صوت دقات رقيقة ليلتفت الي مكان الصوت ليتبين له ان هذا الصوت صوت كعب حذائها
نظر لها بتمهل لتبتسم بوجهه ابتسامة رائعة : مرحبا
ابتسم :مرحبا بك ،جاهزة
هزت راسها بنعم ليردف هو : اذن هيا بنا حتى لا نتأخر
تنحنح عمر : اكمل قهوتك ياسين
__ اخاف ان نتأخر وتقلع الباخرة بدوننا
نطق بالسؤال الذي يقف بحلقه : متى ستعودان ؟
__ لا اعلم بالضبط ، فموعد العودة ليس موجودا على الدعوات ، ان شاء الله لن نتأخر
اقترب منه وهمس : لا تقلق فهي معي
ابتسم عمر له بهدوء : اعلم ولكن احب اطمئن
قال بصوت عال : حسنا ، اراك على خير سيدتي ، تشرفت كثيرا بمعرفتك
ابتسمت بوجهه : و انا الاخرى بني
ابتسمت نور : سلام
مد لها يده لتمسك بها ليخرجا سويا
اقترب من سيارته ليفتح لها الباب : تفضلي
دخلت بهدوء الي السيارة ليسرع هو ويجلس بجانبها
__ هيا اريني الفستان بدون هذا الجاكيت
بلمة من الصدمة وقالت بغباء : نعم
كتم ضحكته ليقول بجدية : اريد ان ارى الفستان بمفرده من فضلك
ردت بنفي قاطع : لا ، لتسال بعصبية : هل تريدني اخرج بهذا الفستان العاري بمفرده دون ان البس جاكيت معه
ابتسم وهو يدير السيارة : لا طبعا بل انا الوحيد الذي سيرى الفستان هكذا هيا من فضلك حتى لا نتأخر
ارتبكت لترتعش يديها ليقول بغضب : نور انت زوجتي هل تريدين ان اردد هذه الكلمة كل دقيقتين لتفهميها
خلعت الجاكيت على مضض فهو عنيد ولن يتحرك بالسيارة الا عندما تنفذ رغبته ، ثم انها لا تريد افساد الامسية في بدايتها
نظر لها وهو يكتم انفاسه ليري فستانها البني صدره مكشوف بحمالتين رفيعتين مجسم وضيق الي حد كبير
هتف مبهورا : رائعة ، بل اكثر من رائعة
ليسالها وعيناه تتجولان عليها بحب : لماذا لم ترتدين عقد الشبكة ؟
تنبه عقلها وهو يردد الشبكة انها لم ترى شبكتها الي الان
تنحنحت : وقالت لم افكر به انتظر قليلا سأصعد لاتي به
حرك السيارة وهو يقول بغموض : لا يهم
وصلا الي مكان تواجد الباخرة النيلية ، نظر اليها ليجدها راقية وفخمة كما اخبره يوسف
انحنى ناحيتها ليخرج شيئا من تابلو السيارة انتفضت من اقترابه منها ، لينظر اليها بدهشة وهو لا يعلم سر انتفاضتها
نظرت لما بيده لتجدها علبة مخملية رقيقة
ليفتحها امامها هتفت بانبهار : جميل ياسين ، انيق وفخم
ابتسم لأنه اعجبها : هذا العقد هدية بمناسبة عقد قراننا
ليؤنبها بلطف : وكان من المفترض ان اهديك اياه يومها اذا كنتي وافقتي وتفضلت علي لتنزلي و اراك ، لا يهم الان
المهم ان تسمحي لي لألبسك اياه ، لفي
اعطته ظهرها كما طلب ليضع العقد على رقبتها ويغلقه
وينحني عليها ليقبلها برقة شديدة بجانب رقبتها
ويهمس : هيا ارتدي هذا ال جاكيت وانزلي
تشعر انها محلقة بالسماء فهديته جميلة بحق وتخبرها بانه يتمتع بذوق عالي وعندما طبع قبلته الرقيقة على رقبتها شعرت بان جسدها يحترق برقه كقبلته
نزلت بهدوء لتتأبط ذراعه ليدلفا الي الداخل
استمتعت فعلا بالباخرة والنيل ليبدا برنامج السهرة
نظرت الي الورقة المكتوب بها البرنامج لتقرأها، لتفاجأ بان اول الفقرات فقرة الرقص الشرقي
لم تستوعب الجملة الي ان رات راقصة جميلة المظهر رشيقة الجسد تستهل المسرح لترقص
نظرت اليه بطرف عينها وهي تغلي من الغيظ والغضب
فعيناه لم تتحرك من على المسرح منذ بداية الفقرة
ضربت الطاولة بقبضة يدها بقهر وهي تقف من مكانها __ اريد الصعود لسطح الباخرة
يجلس وهو في قمة سعادته، الامسية رائعة وهي ايضا ، تبادلا الحديث دون تحدي واستمتع بابتسامتها وضحكتها شرد وهو يتذكر جمالها الاخاذ في فستانها البني الجميل ويمني نفسه بمرور الوقت سريعا حتى تصبح زوجته فعليا فهو مشتاق اليها كثيرا ، مشتاق اليها وهي بجانبه
انتبه على صوتها الغاضب ووقوفها الذي لا معنى له
سألها بتعجب : ماذا بك؟ لماذا انت واقفة ؟
ردت من بين اسنانها : اريد الصعود الي سطح الباخرة
هز راسه موافقا ليقوم بهدوء ويمسك ذراعها ليقودها الي الاعلى
عندما صعدا الي الاعلى كان السطح خالي من الناس
سحبت يدها من يده بقوة وهي تسرع الي حافة الباخرة بعيدا عنه
اندهش من تصرفها وغضب فعلا من طريقتها فهو حذرها صباحا من التعامل معه بطريقة غير لائقة
اقترب منها وهو يحاول السيطرة على اعصابه
__ ماذا حدث ؟ لماذا انت غاضبة
قالت والدموع متحجرة بعينيها : لا اريد التحدث ،وتستطيع انت ان تذهب الي الاسفل لتكمل مشاهدتك للراقصة
رد بدهشة : راقصة ، اية راقصة ؟
قالت والغيرة تقفز من عينيها : الراقصة التي لم تنزل عينيك من عليها
انفجرت اسارير وجهه لتدوي ضحكته المجلجلة حولها
وتملئ اذنيها ، شعرت بان غضبها منه يزول وهي تراه يضحك هكذا لأول مرة بسعادة غامرة غمرتها معه ، شعرت بان الجو مليء بالسعادة والمرح حولها
ضحكته الشقية ذهبت بها لعالم اخر جديد عليها
ولكنه محبب الي نفسها وقريب من روحها
اقترب منها وهو لم يستطع منع ضحكاته وقال من بينها
__ حبيبتي تغار
مثلت الجدية وقالت ببرود : لا ، ولكن غير مستحب ان تتملق اخرى وانا جالسة بجانبك ، من فضلك حافظ على كرامتي
انزعج من ردها بشدة وتوقف عن الضحك ولكن قلبه أنبئه انها كاذبة فهو يشعر بغيرتها جيدا
ابتسم بسخرية : كرامتك ، لم افعل شيئا يمس كرامتك
كنت اشاهد الفقرة لا اكثر ، وهيا لا نتأخر فالفقرة التالية
للشو الروسي ولا اريد ان تفوتني
ضربت بقدمها غاضبة : ياسين ، احترمني قليلا
اقترب اكثر منها : لا تكذبي بشان مشاعرك نور ، فالغيرة تقفز من عينيك
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليمسك ذقنها بأنامله برقة شديدة
حرك إبهامه بحركة بطيئة على طابع الحسن الذي يميز ذقنها
وقال بصوت دافئ : لا تشيحين بوجهك عني ، اخبريني انك تغارين علي ، الا تحبينني نور ؟
نظرت له بحب وهيام واثرت الصمت فهي لا تعلم ما تقوله له ليبتسم هو : ارى بعينيك الكثير نور لكني اريد سماع القليل لأروي بي ظماي
قالت هامسة : نعم شعرت بالغيرة ، لأنك نظرت اليها ولم تستطع تحريك عيناك عنها
لمعت عيناه ببريق خاص لم تراه من قبل ليقول بصوت هادئ ونبرة حميمية : لم اراها من الاصل ، كانت تسيطر علي جنيتي الحبيبة بفستانها البني الجميل
احمرت خجلا لتخفض نظرها عنه وهي تبتسم من اطراؤه لها وانه لم يري الراقصة الحسناء
شعر بقلبه يقفز عندما رأى ابتسامتها الخجولة وفكر كم تبدو شفتيها شهيتين بلونهما المشمشي
نفض راسه من الافكار المسيطرة عليه حتى لا يفعل شيئا يقابل بالرفض منها
تنحنح وهو يبتعد عنها قليلا لكن ظل يحاوط خصرها بين ذراعيه : ما اخبار تجهيزات العرس
__ انه حفل خطوبة وعقد قران فقط ، العرس بعد ثلاثة اشهر
عقد حاجبيه تعجبا مما تقوله لينتبه انها تتكلم عن خطوبة اخاها : اقصد عرسنا نور ، انه بعد خمسون يوما
شعرت بألم في معدتها من ذكره للتوقيت
لترد ببطيء : لم افعل شيئا ، انا انتظر بعد عقد قران عمر لابدا بالتجهيزات الخاصة بي
نظر لها مطولا : حسنا ، سآتي لكي بشيك مهرك غدا
ردت بسرعة : انا لا احتاج شيئا ، عندي ما يكفيني
نظر لها بغضب : انت مجنونة ، انه مهرك ولابد ان تأخذيه
ان هذا الامر ليس اختياريا
اخرج لها بطاقة بنكية ليمدها اليها : تفضلي
نظرت اليه بتعجب : الم تقل غدا ؟
صمت دقائق فهو يعلم انها سترفض ما سيقوله ولكنه سيصر عليه : انها نقود لكي ، لا دخل لها بالمهر
نظرت له بتفهم : لماذا تعطيني اياها ؟
__ انت الان زوجتي ومن حقك علي ان اعطيك نقود
كمصروف
لمعت عيناها بغضب : انا لا احتاج منك نقود ، فانا لدي مرتبي ، واخي لا يتركني احتاج شيئا
قال بهدوء : انت زوجتي ومن حقك علي شرعا ان اصرف عليك ، ومن فضلك لا تعترضي
مد يده لها بإصرار وعيناه تلمع بتسلط عجيب
اخذت البطاقة على مضض فهي لا تريد افتعال المشاكل معه
فقررت ان تأخذ البطاقة ولا تستعملها
نظرت الي النيل واتكأت على الحاجز المعدني و تنفست بعمق ليأتي ويقف خلفها ويحتضنها بين ذراعيه ويستنشق رائحة شعرها الزكية
طبع قبلة عميقة على خصلات شعرها الجميل ليسند ذقنه على كتفها اليسار ويهمس بدفء : من الواضح انكي تحبين النيل كثيرا
شعرت انها تسافر الي عالم الاحلام وهي تستكين بين ذراعيه
والسعادة تحلق حولها ، همسته بجانب اذنها اشعرتها بنبضات حلوة الاحساس ترفرف في جوانب قلبها
اجابته وهي مأخوذة بحبه : انه ذكرى من ابي ، سأظل اذكرها الي الابد
شعرت انها تريد ان تشاركه احب ذكرى الي قلبها فأردفت
__ الليلة السابقة لوفاة والدي استيقظت فجرا من النوم على انفاس ابي الحنون ليبتسم بوجهي ويهمس لي انه سيأخذني الي الخارج قفزت من الفراش لأتبين ان نور الصباح لم يظهر في السماء ، ولكن ماذا يهم فانا سأذهب مع ابي ارتديت ملابسي كيفما اتفق فكنت صغيرة قاربت على اتمام السبع سنوات لأهرول اليه ونخرج سويا اتي بي على ضفاف النيل ،وجلسنا معا الي ان اشرقت الشمس
كان يتكلم معي ولكني لا اذكر معظم كلماته ولا افهم ما اذكره فالكلمات التي اذكرها لا معنى لها
ولكن ما احببته حقا مشهد الشروق كان رائعا وهميا اخذني الي عالم جميل ولا زال صوت ابي يهمس في اذني ان الشروق معناه بداية يوم جديد بأمل جديد و رزق جديد
واحتمال كبير في تغير احوال الناس الي الاحسن
وجملته الاخيرة لن انساها ما حييت بل اتخذتها مبدا اساسي في حياتي ، لا تيأسي ابدا نور الا عندما لا تشرق الشمس
حينها استسلمي الي الياس
بعدها اخذني والدي وتناولنا الفطور وعودنا الي منزل جدي
احتضنني بحنية فائقة الي ان نمت
اختنق صوتها وهي تغالب دموعها عن النزول
لاستيقظ واجد البيت يعمه حالة من الحزن ، لاكتشف انه مات ذهب ولن يعود
توقفت عن الكلام فلن تستطيع النطق بحرف زيادة الا ان انفجرت في البكاء
شعر بارتياح كبير عندما بدأت بالكلام عن ذكريات خاصة تضمها هي وابيها فمن معرفته بها الفترة القصيرة الماضية
شعر انها كانت ترتبط بابها ارتباط كبير فهي تذكره دائما
وان علاقتهما كانت قوية مثله هو وابيه
وعندما ابلغته انها اخر ذكرى لها مع والدها شعر بحزن طفيف يلم به الي ان اختنق صوتها بالدموع وهي تخبره انه استيقظت لتجد اباها رحل
شعر بقلبه يتمزق على هذه الرقيقة التي لم تشملها الدنيا بالرعاية فاختطفت منها والدها
فعندما توفى والده كان كبير ولكنه لم يسلم من احساس خانق ووجع كبير في فقدان الاب
فالأب هو السند والعزوة والحائط الذي ترتكن عليه بتعبك واليد التي تشد من ازرك وبفقدانه تشعر بمرارة كبيرة في حلقك لا تفارقك مهما حييت
ضمها بحنان وحب وهو يحاول ان يبلغها انه سيكون دائما بجوارها وسيحاول تعويضها عن الذي فقدته ، رغم انه يعلم جيدا ان الذي فقدته عزيز و غال وليس له مثيل
ولكنه سيحاول
اراد الهائها قليلا ليسالها بهدوء : لا تذكري امك بتاتا نور
هل لم تكوني مقربة اليها ، ام صغر سنك هو السبب
فكرت قليلا لتجد عقلها خال من أي ذكرى ولو طفيفة لامها
لتهز راسها بدهشة : لا اعلم ولكني لا اتذكر لها أي شيء
ولا اعرف السبب
مط شفتيه تعجبا : كنتي صغيرة واحتمال كبير انك لا تتذكريها لذلك
هزت راسها موافقة : احتمال كبير
لفت جسدها لتواجهه : الا تريد النزول الي الاسفل حتى تشاهد الشو الروسي ؟
ضحك بمرح: لا ، يكفيني انك بجانبي
ابتسمت ليشعر انه يحلق من السعادة ليحاوطها بذراعيه اكثر
لتحمر بخجل وهي تنتبه انها قريبه منه لهذه الدرجة
شعر بخجلها ليبتعد قليلا : نور ، انا حجزت قاعة الفرح
ردت بدهشة : نعم
لتشعر بالغضب مما فعله : دون ان تستشيرني
نطق بهدوء : لقد سالتك اكثر من مرة ، وانت تجيبين لا اعلم اختر انت ، وهذا ما فعلته ، بحثت عن القاعات ووقع اختياري على القاعة الكبرى لفندق جراند حياة
حجزت لكي جناح لتستعدي به وحجزت لنا رويال سويت لنمكث به يومان بعد الحفل
أ تريدين شيئا خاصا بالفرح ؟
كانت مذهولة مما يقوله فهو يرتب كل شيء دون علمها ولكنه محق فهو سألها اكثر من مرة في الهاتف وهي تجيبه ان يختار هو المشكلة انها لا تفقه أي شيء عن هذه الامور ولا تعلم من تستشيره بها
زفرت بضيق عندما وجه اليها سؤاله : مثل ماذا ؟
ابتسم : مثل ترتيب خاص للكوشة ، حضور مطرب معين لإحياء الحفل ، فقرة معينة توضع بالبرنامج ، طعام معين
اختيار قالب الحلوى الخاص بنا ، اشياء كهذه
شعرت بصداع فعلي مما يقوله وانها المفروض عليها ترتب
كل هذه الاشياء سالته : من اين عرفت كل هذا ؟
ابتسم بحب : نهى ، اخبرتني بكل هذه الاشياء وقالت لي اسال عروسك فهي لابد ان تختار معظم هذه الاشياء
ليردف بمرارة حاول ان يكتمها : لا تعلم ان عروسي غير مهتمة اصلا بعرسها
تنحنحت بخجل : لا والله بل انا انتظر الي ان ينتهي حفل عمر وسأتفرغ الي ترتيبات عرسي بعد ذلك
هز راسه وهو يقول داخليا سأنتظر نور ، سأنتظرك الي ان تنتهي من عرس اخاك
__ ياسين ، هل من الممكن اخذ اجازة الي نهاية الاسبوع
لأني سأبدأ بتجهيزات الحديقة لإقامة الحفل
__ طبعا ، ولكن ابلغي السيد عبد العزيز غدا
__ حسنا ، هيا لننزل الي الاسفل فانا اشعر بالجوع
ابتسم : هيا حبيبتي
******************
دخل الي غرفته بعد ان جلس برفقة عمته قليلا ثم تركها وهو يتمنى لها ليلة سعيدة
نظر الي ساعته ليجدها الواحدة بعد منتصف الليل
زفر بضيق فهو يشعر بالقلق على نور ومستحيل ان ينام وهي بالخارج يعلم جيدا ان ياسين سيراعها ويحافظ عليها
ولكنه اعتاد على رعايتها ومن الواضح انه سيظل وقتا حينما يعتاد على فكرة انها اصبحت تحت رعاية شخص اخر
ادار بصره على محتويات الغرفة حوله فهو يمكث بغرفة والداه فغرفته والغرفتين اللتان بجوارها ينتظران وصول عروسه وخاليتان من الاثاث
شعر بالضيق يكتم على صدره حينما وقعت عيناه على الصور الفتوغرافية الموضوعة في الغرفة
اقترب ليراها جيدا معظمها لامه وابوه بمفردهما
او وهو معهم نقل عيناه من صورة الي اخرى وهو
يتبين ان بعضا منها كانت بأول زواجهم وضحكت امه صافية رائعة تدل على السعادة
ثم صور وهو معهم كانت تضحك ضحكة متكلفة حدث نفسه اكيد من اجل الصورة الي صورة اخرى توجد بها نور
ليرعى انتباه ان ملامح امه متغيرة جذريا فهي ازدادت نحولا وشحوبا ولم تكن تضحك اطلاقا
سال نفسه هل عمته على حق ؟ ام كانت تحاول ان تخفف عنه
ليقع بصره على اخر صوره معلقه على الجدار كانت تضم اباه وامه وعمه ، امه تقف في المنتصف بين عمه واباه والاثنان ينظران لها ، كلاهما تلمع نظرات الحب بعينيه وهي تبتسم ابتسامة مشرقة
ليضرب ذهنه ذكرى مقيته على قلبه لم يشأ اخبار عمته عنها تزيده غيظا وقهرا
تناول الصورة من على الحائط ليقذفها بغضب على الارض
لينكسر البرواز الي قطع صغيره ، تناول الصورة ودموعه متحجرة بعينيه وهو ينظر اليها مرة اخرى ليمزقها بكل قهر
تنبه على صوت سيارة بالخارج من المؤكد انها نور
مسح وجهه بكفيه كعادته ليتخلص من توتره وحزنه حتى لا تلاحظ نور الضيق عليه
ونظر من النافذة ليري سيارة ياسين متوقفة بالخارج ولا اثر لنور
عقد حاجبيه دهشة وقرر ان يذهب ليرى ماذا يحدث و لماذا لم تدخل الي البيت الي الان
*******************
اوقف السيارة ليمد يده ويمسك يدها ويطبع بباطن كفها قبلة عميقة تنقل مشاعره اليها
لتبتسم هي بخجل وتسحب يدها بهدوء منه وهي تشعر انها تحترق من قبلته
قال بصوت هادئ وابتسامة شقية ترتسم على شفتيه وهو يقترب منها : هل يمكنني ان اقضي ليلتي عندكم ؟
ابتسمت بحب :طبعا ، يوجد سرير فارغ بغرفة عمر تستطيع قضاء ليلتك عليه
انقلب وجهه و عقد حاجبيه : عمر ، لا سأذهب الي بيتي
قالت ببراءة : لماذا ؟ تفضل عندنا ، اخاف عليك من قيادة السيارة فمظهرك متعب
قال من بين اسنانه : انزلي
ضحكت برقة وهمت بالنزول ليمسكها من يدها : سأشتاق اليك كثيرا ، سامرك غدا كما اتفقنا
هزت راسها بموافقه ليردف : سأنتظرك الي ان تصعدي الي غرفتك لأطمئن عليك
ردت مؤنبة : ياسين انا امام المنزل وانت ستظل واقفا الي ان ادخل من الباب لا يوجد داع ان تنتظر ان اطل عليك من النافذة
هز راسه بخيبة امل : لا توجد لديك ذرة من الرومانسية نور
ضحكت : لا والله ولكن اريدك ان لا تتأخر اكثر من ذلك
فالساعة قاربت على الثانية صباحا وانت لديك عمل غدا
__ سأتأخر انا المدير ، هيا اذهبي واسمعي الكلام من فضلك
اقتربت منه بهدوء لتقبل خده بقبلة خاطفة وتنزل بسرعة من السيارة
لم يستوعب ما حدث الا عندما سمع صوت اغلاق باب السيارة ليبتسم بحب ويلمس مكان قبلتها ويتنهد بعمق
نزل من السيارة ليجدها اختفت بالداخل لتتسع ابتسامته وهو يهمس : هانت نور ، سيمر الوقت سريعا
دخلت الي المنزل وهي بقمة سعادتها ، لتجد عمر بوجهها اقتربت منه وهي تبتسم
__ اما زلت مستيقظ عمور ؟
ابتسم لرؤيتها سعيدة هكذا : نعم ، لم استطع النوم وانت بالخارج
احتضنته بحب : الله لا يحرمني منك
__ هيا اذهبي لتخلدي الي النوم وانا الاخر سأستيقظ باكرا
__ تصبح على خير
صعدت السلم سريعا وهي تتذكر ياسين لتندفع الي شرفتها لتجده واقف مستند الي سيارته وهو ينتظرها
اتصلت به ليرد سريعا
__ جبانة
__ نعم
__ جبانه نور ، انت جبانة لماذا ركضتي مبتعدة عني؟
ضحكت بخجل : اذهب الي بيتكم او ادخل لتنام بجوار عمر
__ الا يوجد اختيار اخر لديك ؟
ردت بجدية : تصبح على خير
__ وانت من اهله ، سلام
*******************
__ هيا قصي لي ما حدث البارحة بالتفصيل
ضحكت بخفة : كان يوما ممتعا ، وياسين رفيق هايل وصديق رائع
اكملت الاخرى : وحبيب ؟
قالت بخجل : وحبيب لا مثيل له ، شعرت بسعادة لم اشعر بها من قبل ، اجهزي بعد حفلتك مباشرة لننزل سويا لشراء الاشياء الخاصة بجهازي ،و لتشتري انت ايضا ما ينقصك
ضحكت باستهزاء : لا شيء ينقصني ، اشتريت كل شيء
امي لم تستريح الا عندما اغلقت الحقائب الخاصة بي
الشيء الناقص هو شراء الاثاث
__ عمر انتقى بعض الاشياء على ذوقه ومنتظر موافقتك
غام وجهها فجأة عند ذكرها لعمر لتنتبه نور لذلك التغير
__ هل تشاجرت مع عمر ؟
ارتبكت: ها، لا كلانا متوتران بسبب الحفل فقط
شعرت انها لا تريد التحدث فآثرت الصمت فهما الاثنان قادران على حل مشاكلهما بأنفسهم
سالتها بعد قليل : هل ستقابلين بسنت هناك ؟
__ نعم ،اتمنى ان يكون الفستان مضبوط حتى لا اتوتر اكثر من ذلك
__ لا تقلقي، سيكون مضبوطا عليك
قالت برجاء : يا رب
***************
هتفت نور بانبهار عند رؤيتها لعلياء
__ واو ، روعة علياء الفستان مضبوط ورائع عليك
سالت لتتأكد : حقا ؟
ابتسمت بسنت باتساع : جميل علياء ، شكلك يأخذ العقل تجنين
التفت الي نور : هيا نور لنرى فستانك انتي الاخرى
دخلت نور لتقيس فستانها
لتصرخ من الداخل : علياء هذا ليس فستاني
كتمت علياء ضحكتها : بل هو
خرجت وهي مرتدية الفستان وعيناها غاضبتين
__ كيف ؟ ليس هذا التصميم الذي طلبته
__ الا تتذكري نور لقد قلت لكي سأختار لك لون الفستان وتصميمة
سالت بسنت : اليس رائعا عليها
قالت بسنت بانبهار : بل اكثر من رائع
نظرت نور الي الفستان بالمرآه من جديد لتقترب منها علياء
__ تحفة فنية يا نور واللون العنابي عليك يزيد جمالا وتألقا
نظرت نور وكادت ان تبكي وهي تقول : انه عاري علياء
__ لا افهمك يا نور انه بدون اكمام وصدره عار الا ان فتحة الصدر ضيقة والظهر ايضا ، سيعجب ياسين كثيرا
تلون وجه نور بحمرة الخجل لذكر علياء اسمه وتذكرها لنظراته الحميمية التي شملها بها عندما كان ينظر الي فستانها البارحة
تنبهت الي بسنت : لا يحتاج أي تعديل ، هيا لنذهب ، صحيح نور امي اكدت علي انها تريد ان تراك
هزت راسها : حسنا ساتي معك ، فانا مشتاقة اليها كثيرا
انصرفتا من عند المصممة وذهبت عند علياء بالبيت
سالتها الاخيرة وهما جالستان في غرفة علياء ونور تشاهد ما اشترته علياء : نور ، ما اخبار عمتك معك ؟
تنهدت نور : انها لطيفة معي ، تتكلم معي جيدا وترعاني انا وعمر منذ ان اتت ، ولكني اشعر بشيء غريب علياء ، فهي لا تتعامل معي كما تتعامل مع عمر اشعر انها تحب عمر عني ، كما اشعر ان في حد فاصل بيني وبينها وهي لا تستطيع ان تتخطاه
__ من الممكن انها تفضل الذكور عن الاناث
__ لا اشعر ان الامر له علاقة بالشبة الكبير بيني وبين امي
ضحكت علياء : ممكن انت تعلمي ان في بعض العائلات لا تتفق زوجة الاخ مع اخته
__ الحمد لله اننا متفقات معا
__ الحمد لله
سمعا طرقات على الباب لتفتح علياء : امي لماذا اتيتي كنت ناديتنني ، وانا اتيت لكي
__ انا لست مريضة ، وجئت لأرحب بنور ، فمنذ فترة لم اراها
قامت نور لتحتضن خالتها بحب : كنت جئت انا الاخرى لكي خالتي
ابتسمت لها الخالة بحب : تعلمين نور انت وعلياء واحد
واذا كنت سأنصحها لتستقر مع زوجها فانت الاخرى واجب علي نصحك
عقدت كلا منهما حواجبها من كلام الخالة
لتبتسم الخالة عائشة وتقول : اجلسا بجانبي
جلستا بجانبها لتأخذهما بحضنها : لابد لكما انتما الاثنان قرصة اذن حتى تعتدلا مع زوجيكما
لابد على المرأة ان تستمع الي زوجها وان لا تضع راسها براسه ، كوني حكيمة وتعاملي معه بلطف تكسبيه طوال عمرك
بعد فترة من الوقت استمتعت فيها بالجلسة مع الخالة عائشة التي اغدقت عليها من نصائحها وتكلمت معها بكل ما يدور في خلدها دون ان تطرق الي احلامها
و اوصتها هي و علياء بياسين وعمر
رن هاتفها لتجد انه ياسين ردت بحب : السلام عليكم
لتجد صوته الغاضب يجلجل في الهاتف : اين انت يا هانم ؟
عقدت حاجبيها من طريقته وردت بهدوء : عند علياء
__ الا تتذكرين اننا اتفقنا اني امرك اليوم ؟ ثم الساعة تجاوزت الحادية عشر وانا ببيتكم من اكثر من ساعة
اجهزي سآتي لأقلك
نظرت الي الهاتف بغضب بعد ان اغلقه في وجهها واملى عليها اوامره
نظرت الي خالتها لتبتسم الاخرى : انه قلق عليك ومحرج انك تركتيه ينتظر كل هذا الوقت نور
فكري دائما في اسبابه قبل ان تغضبي واعذريه دائما
تنهدت بحيرة لتبتسم : حسنا خالتي سأنصرف
احتضنتها الخالة بحب كبير ورتبت على كتفها بحنان
__ نور ، اهتمي بأخيك وعلياء ولا تنسي زوجك فهو يحبك كثيرا
__ حاضر خالتي
نزلت لتجده واقف امام السيارة وواضح عليه الغضب فوجهه محمر وعيناه تلمعان بالغضب
تقدمت منه بهدوء : مساء الخير
نظر لها بغضب : اركبي الي سيارتك، وسأتبعك بيننا كلام هام ولابد من توضيح بعض الامور
دخلت الي سيارتها وهي تشعر بالريبة من موقفه
******************
__علياء حبيبتي تعالي بجانبي
جلست بجانب امها ووضعت راسها بحضنها
__ ما بك علياء ؟
__ لا شيء امي ولكني متوترة قليلا بسبب الحفل
مسحت على شعرها بحنان : علياء انا امك ،هذا الكلام تقوليه لبسنت ، لنور ليس لي ، انا ملاحظة انك لا تتكلمين مع عمر هذه الايام اطلاقا
فضلت الصمت فهي لا تريد ان تفتعل المشاكل قبل الحفل بيومين
تنهدت امها : على راحتك علياء ، لكنني ساقل لكي كلمتين اسمعيهما جيدا وافهميهما
عمر يحبك كثيرا ، و هو الوحيد الذي سأطمئن عليك معه
ولتعلمي جيدا انت ملكة مع زوجك وببيتك ولن تكوني ملكة باي مكان اخر حتى لو عند اخيك علي الذي يفضلك على نفسه
اندهشت مما تقوله امها لتسالها :كيف ؟ عمر اقرب لي من علي
__ نعم حبيبتي ، الزوج يصبح اقرب لزوجته من اهلها ، لا تفرطي في عمر علياء ، فلن تجدي من يحبك او يرعاك مثله
ابتسمت علياء لتخفي الضيق الذي شعرت به من حديث امها
فهي شعرت ان امها تعطيها وصايا اخيرة
نفضت راسها من هذه الفكرة السوداوية لتسال امها بدلال
__ هل يمكنني النوم بجانبك هذه الليلة امي ؟
ابتسمت بحنان وهي تحتضن راسها : طبعا ، حبيبتي الليلة وغدا وبعد غد حتى ليلة زفافك
اعترضت : خطوبتي امي
رتبت على راسها : زفافك علياء ، بالنسبة الي زفافك حبيبتي
******************
دخلت الي منزلها ليتبعها هو بصمت ، قابلهما عمر ليقل لياسين : تفضل بالمكتب ياسين ، ونور ستاتي اليك حالا
هز راسه موافقا ليدلف الي الداخل ليمسكها الاخر من رسغها ويسحبها الي المطبخ معه
تاوهت : عمر ذراعي تؤلمني ، ما بك ؟
تركها وهو يضع كاسين بصينيه وملؤهما بالعصير
و رد من بين اسنانه : الا يوجد لديك قطرة دم واحدة ؟
احرجتني وحرجتي زوجك ، ظل جالسا منتظر حضرتك اكثر من ساعة حتى وجهه احمر من الغضب و الضيق والخجل مني
لماذا لم تبلغيه انك ستذهبين الي علياء كما اتصلت بي وبلغتني ، نور اعتدلي احسن لك ، ولا تكوني كصديقتك العزيزة لا تشعر بما حولها ، كل ما يهمها نفسها فقط
نظرت له مصدومة فلأول مرة ترى عمر غاضبا هكذا
وجملته الاخيرة اشعرتها بان في خلاف فعلي بينه وبين علياء
وهو يكتم غضبه منها
اكمل بضيق : خذي الصينية واذهبي ولا تفتعلي المشاكل معه
تقدمت وهي تلوم نفسها ، فهي لا تنكر انها نست امر ياسين
لم تتذكر اطلاقا اتفاقهما ، بلعت ريقها بصعوبة وهي تعلم انه غاضب ، تذكرت تحذير يوسف لها وان غضبه قوي كشخصيته لتشعر بارتعاده تصري بأوصالها
دخلت وهي تسيطر على خوفها منها وابتسمت عندما وجدته ينظر الي البوم صور لها وهي صغيرة ويبتسم
وضعت الصينية من يدها لتجلس بجانبه وتناوله كاس العصير : تفضل
جلس ينتظرها فهو يعلم جيدا ان عمر سيؤنبها من اجله فلا ينكر ان عمر احرج عندما سأله عن نور واجابه انها عند علياء ، واستشف عمر انه لا يعلم ، وضحت نظرة الغضب بعينيه ، وعندما تأخر الوقت ، شعر ان عمر ضائق من اخته
فاستأذنه انه سيذهب اليها وسياتي بها
عند جلوسه وجد البوما للصور مفتوح امامه ، استنتج ان عمر كان يريه لعمته ، فهي كانت حاضره على الموقف بأكمله وعندما تأخر الوقت استأذنت منهما بتهذيب لتخلد الي النوم
وقعت نظره على الصور ليرى فتاه رقيقة بشعرها البني وعينها المتدرجة بين اللونين الاخضر والعسلي
تنظر الي الكاميرا وتضحك ببراءة ليظهر سقوط سنتيها الاماميتين ابتسم بحب وهو يمسح بأصابعه على الصورة
و يفكر اذا رزقه الله بابنة منها ستكون جميله هكذا
شعر بدخولها ليرفع نظره اليها وجدها تبتسم له ليزول ضيقه منها ، حدثه عقله اركز قليلا ، وعاتبها على ما تفعله معك
تناول منها الكاس وهو ينظر لها من بين اهدابه السوداء الكثيفة
قالت بهمس : المعذرة ياسين ، لا تغضب ولكن الخالة عائشة اصرت ان اذهب اليها ولذلك تأخرت فالحديث اخذني ولم اشعر بالوقت
قال بمرارة : بل نسيت نور ، نسيت امري وموعدنا
قالت وهي تحاول اخفاء ارتباكها : لا تتوهم اشياء لا وجود لها ، تأخرت لا اكثر
زفر بضيق : لماذا لم تتصلي بي وتبلغيني ان أجل الموعد الي وقت اخر
لم تجد ما تقوله فآثرت الصمت ك لأنك نسيت نور
همست : اسفة
حاولت ان تغير التوتر الذي سيطر عليهما
تناولت الالبوم من بين يديه لتقول مازحة : هل رأيت كم كنت قبيحة ؟
__ قبيحة ، كنت ولا زلت جميلة بل رائعة الجمال
ابتسمت : انت تجاملني اليس كذلك ؟
اقترب منها وهو يتنهد بحب : لا طبعا انا اقل ما اراه امامي
احمرت خجلا ليقول بجدية : نور تصرفاتك معي لا تعجبني
ولا تليق بي ، تعاملي معي جيدا ، فصبري كاد ان ينفذ
هزات راسها بنعم : حاضر ، والله انا لا اقصد اغضابك
ارجو ان تصدقني
__ مصدقك ، لي طلب اخر
__ تفضل
__ لا ترتدي شيئا قصيرا هكذا مرة اخرى على الجينز
فمظهرك ملفت الي حد كبير وانا لا اطيق ان ينظر احد اليك
انتفضت واقفة لتنظر الي المراة : انه طويل ياسين وواسع ايضا
__ لا قصير ، انه بالكاد يصل الي حد جيب البنطلون
تنهدت بصبر : حاضر
عادت لتجلس الي جواره : اما زلت غاضبا ؟
هز راسه نافيا ليسحب الالبوم ثانية ليري بقية الصور
هتف بدهشة : انت تشبهين امك للغاية ، ومن يراك لا يستطيع التفرقة بينكما الا من لون الشعر فهي شعرها اقرب للأصفر ، وانت شعرك بنيا محمرا
__ نعم ، لم اصدق عمر الي ان اراني الصور
نظر لها بحب : من اين اتيت به فهو لونا مميزا وليس لونه كلون شعر اباك
__ لا اعلم بالطبع ، اكيد الله وهبني شيئا فريدا كما وهبك لون عيناك الفريد فعائلتك بأكملها لون اعينهم بنيا
ضحك بخفة : نعم ولكن انا ورثت لون عيناي من جدي رحمة الله عليه ، جدي لابي
كان وسيما عندما تأتي الي القصر ساريك صورة له حولتها انا من الابيض والاسود الي الوان كالصور الان
امي تقول اني اشبهه اكثر من ابي ، فيوسف هو من شبه ابي الي حد كبير
ابتسمت لانطلاقه معها بالحديث فهي تشعر بالسعادة عندما يتكلم معها عن نفسه واهله تشعر انها قريبة منه
نظر الي ابتسامتها الجميلة والسعادة التي تطل من عينيها
ليتأمل ملامحها الخالية من الزينة وشفاهها الوردية عقد حاجبية بتفكير ليسالها : هل تضيعين احمر للشفاه ؟
تعجبت من سؤاله لترد بتلقائية : لا ، لا اضع اي من الزينة بوجهي
نظر اليها و الشوق لوصالها يملأه ليقترب منها ويحيطها بذراعيه : هذا لون شفاهك الحقيقي
احمرت من قربه وشعرت ان الدم سيقفز من وجنتيها لتهز راسها بالية ، وكأنها اعطته اشارة انتظرها ليفعل ما يريده
فانحني عليها برقة شديده ليقبلها بلهفة رقيقة
شعرت بانها تغرق في حلم لذيذ فهي لا تعلم الي اين تذهب معه ، لتنزعج مرة واحدة من قبلته التي اصبحت متطلبة اكثر من الاول ، وشعرت بانها لا تستطيع ان تأخذ انفاسها
وان جسدها تسري به قشعريرة باردة ، ليداهم ذاكرتها حلمها المزعج لتتحول القشعريرة الباردة الي انتفاضة خائفة
كان يحلق بعالمه الخاص ،وهو يستمتع بتقبيلها الذي طالما انتظره ليشعر بها تتصلب بين يديه لتنتفض فجأة بين ذراعيه
توقف عن تقبيلها وهو يشعر بالانزعاج من ردة فعلها غير المتوقعة
نظر اليها بصمت ليرى الدموع والخوف بعينيها
__ ما بك نور ؟ هل اذيتك ؟ تضايقت مني
حاولت السيطرة على خوفها حتى لا تزيد من الانزعاج الواضح عليه هزت راسها نافية لتسقط دموعها التي لم تستطع السيطرة عليها
انتفض بجزع من شلال دموعها المنهمر ليحتضنها مهدئا بين ذراعيه : ماذا بك نور ؟ اخبريني ، لم اقصد ان اضايقك حبيبتي ، ولن افعل أي شيء يؤذيك او يغضبك
نطقت من بين دموعها : لم يحدث شيء ياسين ، انا توترت لا اكثر ولا اقل ، لم اكن متوقعة ان تقبلني هكذا
قال مازحا : ماذا توقعت اذن ؟ اقبلك باي طريقة
ليهمس لها : اقترحي الطريقة التي تريدينها وانا سأفعل ما تريدينه
ابتسمت وليمسح دموعها اللؤلؤية بأنامله : انفضي الخجل عنك نور ، فانا زوجك حبيبتي ، ماذا ستفعلين اذا فعلت ما هو اكثر من ذلك
شحب وجهها لتنهمر دموعها بكثرة وهي تفكر فيما يقوله ومعناه ليستدرج نفسه وانها جملة غبية لا وقت لها
ليقل بجدية : امزح معك ، انت تبحثين عن شئ لتبكين
مسح دموعها ثانية : اهدئي حتى انصرف وانا مطمئن عليك
وحتى لا يقتلني عمر عندما يرى انك كنت تبكين ، فانا متاكد انه يلف ويدور بالصالة خارجا ويبحث عن شئ يقتحم بها جلستنا الحلوة
سمعا دقات على الباب ليضحكا هما الاثنين وعمر يطل من الباب ويقول : العشاء جاهز يا شباب
انفجرا بالضحك لينظر لهما متعجبا : ماذا هناك ؟ لماذا تضحكان هكذا ؟
__ لا شيء ايها النسيب ،ولكني سأنصرف فالوقت تأخر
واسف اني سهرتك الي الان يا عريس
رد عمر بحزم : لا والله لن تنصرف الي تتعشى معنا
فانا طهوت الطعام لأجلك ، واذا كان على نور تستحق ان تنام جائعة لتأخرها اليوم
ابتسم ياسين : نور لا تستحق هذا العقاب القاس عمر ، ولا تغضبها حتى لا تخسرني
ضحك عمر : لا استطيع اغضابها يا سين
خرج من الغرفة : اتمنى ان لا اسمم من هذا العشاء
نطقت بهدوء : بل ستفاجأ فعمر يتفوق علي في طهو الطعام
يا حظ علياء به ، سأوقظ عمتي لتتناول الطعام معنا
__ اتركيها نور ، فهي تستيقظ باكرا، ثم هي تناولت طعامها من قبل
هزت راسها وهي تنصرف من امامهما لتدخل الي المطبخ وتأتي بالأطباق
ليساله ياسين : ماذا ستفعل يوم الجمعة ؟
اشار له بالجلوس : تفضل، لا شيء سأذهب للحلاق بعد صلاة الجمعة واتي اقف مع العمال الذين سيقومون بترتيب الطاولات واشرف على تجهيزات الحفل حتى موعد عقد القران بعد صلاة المغرب
__ لا اترك هذا الاشراف لي ، كفى عليك التوتر الذي سيصيبك يومها ، وانت تحتاج الي الهدوء والاسترخاء الي ان تعقد قرانك
ابتسم بامتنان : لا اريد ان اتعبك معي
رد غاضبا : عمر ، انت كيوسف واذا لم اتعبك لكما فلمن اتعب ، عقبال يوسف بإذن الله ، اتعلم اريد ان اراه عريسا اليوم قبل باكرا، فيوسف ابن لي قبل ان يكون اخ
__ اعلم يا صديقي فهو بالنسبة اليك كنور بالنسبة الي
قالت بابتسامة : سمعت اسمي
رد بحب ك وهل نقدر ان نستغني عنك
كح عمر بقوة من نبرته ليضحك ياسين : انها زوجتي
__ عندما تذهب الي بيتك تغزل بها كما تريد ، الان احترم اني موجود
شعرت بالخجل من الحوار الدائر بينهما فهمت بالانصراف
ليمسك عمر يدها ويجلسها بالكرسي جواره : اجلسي وتناولي الطعام معنا ، ولا تخجلي فانا امزح مع ياسين
*****************
دخلت الي حديقة فيلتهم لتجده عائدة من صالون التجميل لتجده واقف بطوله الفارع بين العمال ويراقب التجهيزات بنظرات ثاقبة ، نادته من بعيد حتى لا يغضب من اقترابها من العاملين
__ ياسين
لف الي مصدر الصوت لتتسع ابتسامته ويتقدم منها
ابتسمت وهي تضع يدها على راسها المليء ببكر الشعر
تنحنحت عندما ضحك على مظهرها
__ كيف حالك ؟ الا يعجبك شكلي ؟
__ قمر حبيبتي حتى وانت هكذا
ناولته مغلف كريمي اللون وهي تقول : تفضل انها دعوتك اعطاني اياها عمر منذ ثلاثة ايام ولكني نسيت ان اوصلها لك
ابتسم وهو ينظر لها معاتبا من نسيانها الامور الخاصة به
لتكمل برجاء : اعذرني ياسين ولكنك تعلم مدى انشغالي بحفل عمر
هز راسه موافقا ليفتح الدعوة ويقرأها بصمت
يتشرف كلا من
عمر محمد المصري و علي مصطفى الحسيني
بدعوة سيادتكم لحضور حفل عقد قران
الاول على شقيقة الثاني
المهندس عمر الانسة علياء
والحفل مقام بفيلا اللواء اسماعيل عبد الرحمن الواقعة
ب18 شارع ………… حي المعادي
شرفونا بحضوركم
ونوما هنيئا للأطفال
عقد حاجبيه تعجبا وسال بتوجس : انت من عائلة المصري؟
__ نعم
__ أي فرع بها ؟
__ لا اعلم ، لماذا ؟
__ ها لا شيء ، مجرد سؤال فانت لم تذكري الي هذا الشيء من قبل
__ لا نستخدم لقب العائلة كثيرا وخصوصا عمر فهو لم يرد استغلال اسم والدي وعلاقاته في عمله
هز راسه وهو يفكر هل لها علاقة بهذا الشخص المقيت
اتكون قريبته ، ام انه مجرد تشابه اسماء فتوجد اكثر من مائة عائلة لها نفس اللقب في البلد
هزته بلطف : ياسين ، الي اين ذهبت ؟
__ لا مكان انا معك
__ سأصعد الي غرفتي لاستعد واذهب انت الاخر حتى لا تتأخر على عمر فهو سينتظرك لتشهد على العقد
__ اعلم ، سننصرف معا من هنا وسأذهب بعدها لأبدل ملابسي واتي الي الحفل
ابتسم بشقاوة : ا تريدين مساعدة ؟
ضحكت فهي اعتادت على مزاحه معها : لا شكرا لك
ابتسم وهو يتجه مرة اخرى الي العاملين بالحديقة وهو ينفض فكرة ان تكون قريبة لهذا الشخص الذي كان السبب في فقدانه لأبيه
******************
اتصلت للمرة الخامسة بعمر الذي لا يجيب فهو ذهب الي علياء ليأتي بها من صالون التجميل واصر ان تبقى هي و عمته لاستقبال المدعوين
رد اخيرا لتقل بقلق : اين انت عمر ؟
__ سآتي الان ، لا تقلقي ، العروس اخرتنا
__هيا لان المدعوين يتوافدون علينا ، وياسين لم يأتي الي الان
__ هو الاخر في غضون ربع ساعة على الاكثر سيكون عندك
__ حسنا ، مبروك عمر
__ الله يبارك فيكي ، عقبالك قريبا
ابتسمت وهي تشعر بسعادة كبيرة اليوم فاليوم اقتران احب شخصين لقلبها والاقرب لها في الوجود
دعت بخفوت : ربنا يتمم اليهما بالخير
سمعت صوت ابواق سيارات الزفة تقترب لتسرع الي
البوابة وتنظر بحب لعمر وهو يساعد علياء على النزول من السيارة بفستانها المنفوش بلونه الكريمي على الطراز الاسباني مطرز الصدر بخيوط ذهبية جميلة وطرحتها الجميلة التي تزين شعرها بتموجاته وخصلاته اللولبية
كانت مبهورة بشكل صديقتها سمت الرحمن وقرات لها المعوذتين حتى لا تصيبها اعين الحاسدين اليوم فهي كالقمر بليلة تمامه
******************
يشعر انه سعيد بشكل غريب ، فالسعادة والقلق متلازمين ليجعلاه مضطرب ومتوتر فهو لم يتبادل معها الحديث الي الان ويشعر بانها ليست سعيدة ولا يعلم السبب
تنهد بحرقة ليخفي قلقه عندما وجد نور تقترب منهما هي وعمته ليرحبا بهما ويباركان لهما
***********************
صوت زغاريد وفاء يتعالى حولها ، وتشعر انها سائرة بالية لا تفهم موقفها لماذا لم تلغ الزواج او فكرة عقد القران لتتأكد من شعوره نحوها او تتأكد من خيانته لها فتنفصل عنه بهدوء
رات نور وهي تقترب منها و ابتسامتها الواسعة مرسومة على وجهها وعيناها تقفز منها السعادة
لتبتسم تلقائيا وكان شعور السعادة انتقل اليها من صديقتها
حيتها عمة عمر بلباقة وباركت لهم
ليصحبها عمر الي الكوشة
مالت وفاء عليها : ترتيب الحفل رائع علياء مبروك حبيبتي عقبال الزفاف ان شاء الله
ابتسمت علياء لتاتي بسنت وتبارك لها
سالتها : اين امي ؟
__ ستاتي مع علي ، لا تقلقي
__ لماذا تأخرا ؟
__ لم يتأخرا ،عريسك مجنون قاد سيارته على اقصى سرعة ، كتمت ضحكتها وهي تكمل : كانه يخاف ان تهربي منه
ابتسمت بخجل مما تقوله اختها : حسنا اتصلي به وابلغيه ان يسرع ، لا اريد الحفل ان يبدا دون وجودهم
__ حاضر
*********************
__ اين انت ياسين ؟
__ المعذرة حبيبتي ، انا انتظر يوسف فسيارته معطله و يريدني ان انتظره
__ حسنا ، انا انتظرك
__ لن أتأخر ، ان شاء الله
اغلقت الهاتف وذهبت لتشرف على ترتيبات الحفل واستقبال المدعوين
*****************
جالس بجانبها وتغلفهما حالة الصمت لتتسع عيناه ويشعر بالغضب يسري بعروقه ليقفز بسرعه من جانب عروسه حتى لا يسمح لهذا القادم بالاقتراب اكثر
نطق بكره واضح : ماذا تريد؟ لماذا اتيت؟
نظر اليه الاخر باستهزاء : اتيت لأرى ابنتي
جز على اسنانه غضبا : ليس لديك احد هنا ، كف عن خرافاتك
__ سآخذ اختي معي
__ عمتي تستطيع ان تقرر بنفسها ، اذا تريد ان تذهب معك
على راحتها ، واذا ارادت ان تعيش معي سأحملها داخل عيوني
هم بالرد عليه لتلمع عيناه فجأة عند رؤيته لها تسير وترحب بالمدعوين ابتسامتها الرائعة تزين وجهها الجميل
تحرك ناحيتها ليسرع عمر ويمسكه من رسغه بقوة
__ اين تذهب ؟
__ سأذهب لأرحب بابنتي واخبرها بالحقيقة لتعود معي
__ لن تصدقك ، ثم لن تستطيع ان تذهب معك الا ان يسمح لها زوجها بذلك
ردد بدهشه : زوجها
*******************
تقدمت منها بحب والدموع تتألق بعينيها : مبروك حبيبتي
__ الله يبارك فيك امي ، لماذا تأخرتما هكذا
ضحك علي بمرح : لم نتأخر بل عمر هو من اسرع ونحن علقنا بإشارة المرور والازدحام
مبروك يا اختي العزيزة ، رفقا بعمر فهو يحبك كثيرا
ضحكت بداخلها استهزاء من جملة اخيها ، واضح انه يحبني لدرجة انه لم يطق المكوث بجواري قليلا
ابتسمت بوجهه : الله يبارك فيك علي
تقدمت منها اية والود ظاهر على ملامحها : مبروك علياء ، عقبال الزفاف ان شاء الله
اندفع تفكيرها الي ما توصلت اليه عن علاقة عمر بأية
وان من الممكن انه يكن لها بعضا من مشاعره الي الان لتشعر انها ستنفجر في البكاء
اقتربت منها امها : ما بك علياء ؟ اشعر بانك حزينة
__ لا شيء امي انا متوترة لا اكثر
هزت راسها لتحتضنها مرة اخرى وتهمس لها
__ علياء لا تهدمي سعادتك بيدك ، عمر يحبك ثقي بذلك دائما ، اوعديني انك تحافظي على بيتك وزوجك
ظهر القلق على وجهها من طريقة امها في الحديث
__ ماذا هناك امي ؟ هل انت متعبة ؟
__ لا حبيبتي ، اوعديني فقط
__ اوعدك امي
التفت الخالة الي نور : نور تعالي معي
__ حاضر خالتي
بعد ان ابتعدتا عن علياء : نور اريد ان استريح قليلا قوديني الي الداخل
__ تعالي خالتي ، تفضلي
****************
نظر الي عمر بغضب وقال بصوت شبه عال
__ زوجها ، كيف تجرؤ على ان تزوج ابنتي دون علمي
التمعت السخرية بعينين عمر : اخفض صوتك من فضلك
ثم كف عن ترديد خرافاتك هنا ، ومن فضلك انصرف انت غير مرحب بوجودك هنا
__ سأحيل حياتك الي جحيما ، وغدا سترى
تقدمت منهما بسرعة فالنظرات المتبادلة بين الاثنان غير مريحة
كانت تبحث عن عمر لتجده واقف هناك مع اخيها
__ حافظ حمدا لله على سلامتك ، متى وصلت؟
__ منذ قليل ، هيا بنا حتى لا نتأخر في العودة
__ انتظرني قليلا
__ عمتي هل ستذهبين معه
احتضنته : مبروك عمر ، ها انا رايتك وانت عريس وسأذهب معه حتى لا يسبب لك مشاكل انت في غنى عنها
اراك على خير ، هيا اذهب لعروسك
وقف بجانب عمه وهو يشعر بكره كبير اليه والاخر يبحث بعينيه بجنون عنها حتى يراها مرة اخيرة قبل ان يذهب عادت عمته وانصرفا الاثنان
زفر بارتياح بعد تأكده من مغادرة سيارة عمه لتتسع ابتسامته وهو يرى ياسين يتقدم نحوه
*********************
عند اقتراب الحفل من النهاية اقترب علي منه
__ عمر ، امي تريدك
__ اين هنا
__ بداخل الفيلا ، فهي تشعر بقليل من التعب
انتفض ليذهب مع علي بسرعة الي خالته
اشارت الي بسنت لتاتي اليها
__ بسنت اين امي ؟
__ لا اعلم
__ حسنا ابحثي عنها ، فانا قلقة عليها
هزت راسها موافقة لتتبع علي وعمر فمظهرهما الاثنان
وهما مسرعين لداخل الفيلا جعلها تشعر بقلبها يقبض
دخل ليرى وجه خالته شاحب والتعب ظاهر عليها
__ ما بك خالتي؟
__ تعالا انا اريدكما انتما الاثنين
اقتربا منهما جلس علي ركبتيه امامها وخلفه عمر واقف واحنى ظهره قليلا ليسمع ما ستقوله
__ علي لا تطيع اختك في كل شئ ، واتمم زواجها مهما حدث
__ امي
وضعت اناملها على شفتيه لتسكته وتكمل هي
__ عمر اوعدني انك ترعى علياء دائما وتصير عليها فهي الان امانة برقبتك ، وانا امنتك عليها
__ خالتي لو تشعرين بالتعب نذهب حالا الي المشفى
قالت وصوتها يتهدج : اوعدني بني
__ اوعدك امي
ترقرقت الدموع بعينيه فهو يعلم انها لحظاتها الاخيرة فهو كان شاهدا على موت جده وجدته
تحشرج تنفسها ، ليأمر علي : لقنها الشهادة علي
نظر له علي غير مستوعبا لما يقوله ليدفعه عمر عنها سريعا ويقترب منها ويقول بصوت حنون
رددي امي : اشهد ان لا اله الا الله ، واشهد ان محمدا رسول الله
رددت خلفه بصوت هامس لتميل راسها بعد خروج الانفاس الاخيرة ، اغلق عينيها ودموعه تسيل بصمت
لينطق علي بصدمة : ماذا حدث ، لا انها لم تمت
احتضنه عمر بقوة ليجهش علي بالبكاء وهو يدفعه بعيدا
__ ابتعد عني ، امي مازالت حية
قال بحزم : اهدئ علي ، وكن قويا من اجل اخوتك
ارتمى بحضن صديقه وهو يجهش بالبكاء
دخلت خلفهما لتشعر بالصدمة تكتفها وهي ترى وتسمع الحوار الدائر بينهم ، تأكدت ان امها ستغادرهم ولكنها لم تستطع التحرك
الي ان رات عمر يدفع علي بعيدا عنها ويلقنها الشهادة ويغلق عينيها تقدمت بسرعة لتشعر بألم كبير يمزق بطنها
مسكت بطنها بقوة لتتحامل وتتقدم من امها
ولكنها لم تستطع سمعت بكاء علي لتقترب اكثر وهي بالكاد تزحف ناحيتهم
لم تستطع التحمل اكثر من ذلك لتصرخ بقوة صرخة عمت بأرجاء المكان
تنبه لها علي وعمر ليلتفتا اليها تلقاها علي بين ذراعيه
ليسرع عمر الي الخارج ويصرخ : محمد تعال بسرعة
لي عودة بالردود يا صابيا
واتمنى ان البارت يعجبكم
موعدنا ان شاء الله يوم السبت
|