كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
مساء الخير يا صبايا
كيكم وكيف احوالكم
عسى ان تكونوا بخير
اترككم مع البارت واتمنى يحوز على اعجابكن
اتفضلوا
الفصل الواحد وعشرون
بعد عشرة ايام
تنهدت وهي تنظر لنفسها بالمرآه وجهها شاحب فهي لم تنم مطلقا منذ يومين فتجهيزها للحفل يشغل تفكيرها كلما وضعت راسها لتنام تتذكر بعض الاشياء التي عليها فعلها
فتهب واقفة ، امها ايضا لا تنفك ان تطلب منها شراء احتياجاتها الخاصة من ملابس لدرجة انها شعرت بتوتر انها ستصبح عروس في هذا اليوم وليس مجرد عقد قران
ولا تنسي يوم انفجارها في وجه امها وتخبرها بانها لا تعلم لما هي تتعجلها بشراء كل هذه الاشياء ولديها مدة لا تقل عن ثلاث شهور بعد عقد القران تجهز بها
حينها غضبت امها منها وخاصمتها واعتصمت بغرفتها
واتى علي و انبها بشدة و عمل مجهودا خرافيا لترضى امها عليها
لا تتذكر متى اخر مرة تكلمت مع عمر دون ان تتشاجر معه فهو الاخر يشكل ضغطا من نوع اخر فيريد رايها بكل شيء يقوم به بجانحهم في الفيلا واخر مرة كلمها من اربعة ايام كان يريدها ان تأتي معه لشراء الاثاث فتشاجرت معه بقوة واخبرته بانها مشغولة ومتعبه وان الوقت غير مناسب
غضب منها بشدة و لم يتصل بها مرة اخرى
رن جرس الباب لتنتبه من تفكيرها وتذهب لتفتح
فوجئت بها واقفة بغرورها الاعتيادي
ابتسمت ابتسامتها المتعالية وهى تدخل من الباب
__ صباح الخير علياء ،كيف حالك ؟ وحال خالتي ؟
ردت علياء بهدوء : وعليك السلام ، نحن بخير تفضلي
__ المعذرة اني اتيه باكرا هكذا ولكن علي اصر ان اتي اليك لأشتري هدية زفافك على ذوقك فهو وصاني ان اخذك معي لتنتقي ما تريدينه
__ ولما كل هذا فعلي اشترى لي اشياء كثيرة ؟
ابتسمت : لن تتزوجي كل يوم حبيبتي ؟
__ انه مجرد عقد قران
__ حسنا انه زواج ، اليس الزواج عقد قران ؟
لفت برقبتها وهي تسال : اين خالتي لأسلم عليها ؟
__ انها نائمة
__ حسنا ، اجهزي للنزول الي السوق فانا مرتبطة بموعد عودة جني من المدرسة
مطت شفتيها بتعجب ، غير مرتاحة لهذه الزيارة وكم المودة التي تتكلم معها اية به ، ولكنها لن تستطيع الرفض فهي متأكدة من تكليف علي لزوجته بشراء هدية لها
ايقظت امها لتقول لها وتخبرها انها لن تتأخر
*********************
جالسة بمكتبها وهي تشعر بكأبة فظيعة ، وشوق جارف له
فمنذ اسبوع وتحديدا من يوم عقد قرانها عليه لم تراه
تشعر بروحها ممزقة شوقا ولهفة له ولرؤيته
نعم يتكلم معها كل يوم صباحا ومساءا ولكنها تشعر بالشوق
يغمرها ، ولكن ايضا العند يملأها
فهي اصرت يوم عقد القران الذي تم بمنزلهم الا تنزل لتراه بعدها رغم غضب عمر من موقفها ولكنها عندت اكثر
ومنها تأتي الي العمل ولا تتحرك من مكانها ، تعتصم بمكتبها ولا تذهب حتى لتتناول الطعام ، تظل جالسة الي ان يأتي ميعاد الانصراف فتنصرف على عجل وهي تحرص على عدم ركوبها للمصعد حتى لا تقابله ولو بالصدفة
طبعا خبر ارتباطها به ملئ الشركة وجميع زملائها باركوا لها ، لن تنكر فرحة سناء بها وهي تبارك لها بمودة وحب
، وايضا لن تنسى نظرة السيد عبد العزيز الحانية وهو يبارك لها ويوصيها بياسين خيرا و يقول انه من اخير الرجال
تتساءل بدهشة لما لا يأتي لها ليراها هو
و كيف استطاع الانتظار كل هذه المدة دون ان يراها
تعلم جيدا انه غضب عندما اخبره عمر انها لا تريد النزول يوم عقد القران واعلن عن غضبه لها هاتفيا
و امضى يومين كاملين لا يتصل بها وهي الاخرى لم تتصل به ، لتفاجئ به يتصل بها وهو يبلغها بانه اشتاق اليها
ولم يستطع الصبر اكثر من ذلك
والي الان يكلمها كل يوم صباحا فهي تستيقظ على صوته
وتغفى على صوته ، تحترق شوقا اليه ولكنها تذوب خوفا منه
فحلمها المزعج لا ينفك ان يداهم نومها ويبقيها خائفة لساعات طويلة ، لا تعلم ما اساس هذا الحلم ولكن ياسين يظهر به بوضوح ولذا هي تعتصم ولا تريد ان تراه
حتى لا يقرا الخوف في عينيها ، مكالمته تأخذها لعالم بعيد عن احلامها وعن واقع انها زوجته ، فهو لا يذكر لها هذا الامر اطلاقا
فعندما تتذكر هذا يملئها الغضب تشعر انها غصبت على الزواج منه بطريقة مهينة لها ولشخصيتها ولكرامتها
فهو وعمر لم يتيحا لها اختيار اخر ، حددا موعد الخطبة اولا ثم موعد الزواج دون علمها بل ابلغها عمر كأنها غير معنيه بالأمر ، ثم حددا ايضا موعد عقد القران ليتصل بها ياسين ويقول بمرح انه سياتي بالمأذون الساعة الخامسة
فهو اتفق مع عمر ، وهذا السبب الرئيسي لرفضها لرؤيته
تفجر الغضب بداخلها وكادت ان ترفض ان تعقد قرانها لكن نظرة عمر الغاضبة الحازمة جعلتها توقع العقد وتبصم ايضا عليه دون نقاش
__ كيف احوال زوجة اخي ؟
رفعت راسها بهدوء لتبتسم بوجهه : بخير ،كيف حالك يوسف؟ اين انت لم تظهر منذ يومين ؟
ابتسم باتساع : ماذا افعل مع زوجك ، فهو ينفث عن غيظه منك ومن عدم رؤيتك بي فأوامره اصبحت لا تنتهي وهو يتكلم معنا من انفه ويصيح علي انا وعبير
انا متفهم حالته ولكن المسكينة عبير اشعر انها ستقتله بيوم من الايام
احتقن وجهها احمرارا لصراحة يوسف ولخجلها منه
لتسال بخفوت : هل هو من اخبرك ؟
نظر لها معاتبا : لا نور ، ولكنه اخي وانا افهمه جيدا
وغيابك عنه يؤثر به كثيرا
ردت مدافعة : ولكني اتكلم معه يوميا
نظر لها مطولا : اخبريني نور ، اذا انت تشعرين بالعطش
هل سترتوين اذا اتيت لكي بكوب من الماء لتشاهديه
هزت راسها بتعجب :لا افهم ما العلاقة بين هذا وذاك
__ جاوبيني من فضلك
__ لا طبعا ، فما يرويني هو ان اشربه كله
ابتسم ابتسامة جانبية : ها انت جاوبت بنفسك
صمتت قليلا لتفهم ما يقصده يوسف ليحمر وجهها اكثر
ونطقت كأنها تحدث نفسها
__ ولكنه لم يطلب رؤيتي ولا يوم في الايام الماضية
__ نور يوم عقد القران شعرت ان ياسين مجروح جدا منك
ومن عدم نزولك له لتفرحا معا
فما فهمته انه كان حاجز بمكان فخم لتتناولا العشاء معا وتحتفلا ولكنك خربتي ترتيبه لكي
أتعلمين انه لم يبلغ امي بالموعد سحبني معه وانا لا اعلم ماذا يريد مني لأفاجئ انه يأتي بالمأذون وانه سيعقد قرانه اليوم
وعندما عتابته امي قال لها ان عقد القران للرجال فقط ولا يهم حضور النساء وانه سيقيم حفل زفاف اسطوري وقتها تستطيع ان تفرح به كما تريد
وانا تكلمت معه بعد ذلك واوضحت له انكي خجله منه ولذلك لم تنزلي الينا ولكنه كان غاضب بحق
نور ياسين من الرجال الاقوياء وغضبه يعادل قوته وقوة شخصيته ، ولكنه يتعامل معك بطريقة مختلفة
اربكتني انا شخصيا وتعجبت منها كثيرا ، وكان الجواب واضحا انه يحبك كثيرا
ولكن ما اغضبني منك انكي لا تقدرين ذلك
وتستمري في إيلامه، لما لم تصعدي لتريه ولو مرة واحدة
منذ عقد قرانكم ؟
اجابت بارتباك : انت قلت لياسين السبب يوسف
__ نور ما اجبرني على الكلام معك اليوم ان حالة ياسين اصبحت صعبة للغاية ، فلم اره من قبل غاضب كاليوم
ومشتت الذهن ايضا ، لا تزيدها عليه فيكفيه ارهاق العمل
__ حسنا، سأدعوه بمنزلنا اليوم ليتعشى معنا
__ لا نور ، لم اطلب منك ان تفعلي شيئا اكراما لي
ولا اريدك ايضا ان تخسري جزء من كبريائك الانثوي العتيد
فهو لابد ان يطلب رؤيتك ، ولكن ما اريده ان توافقي ولا تجرحيه مرة اخرى
ابتسمت بوجهه : حسنا يوسف ، ولكن اريدك ان تفهم اني لم اقصد اغضابه ابدا
ابتسم بعمق : اعلم عزيزتي ، فكما ارى انه يحبك ، ارى ايضا انكي مغرمة به
احمرت خجلا وهي تقول بغضب : يوسف
ضحك بمرح : حسنا ، حسنا سأذهب والله يعييني على زوجك
*************************
صاح بغضب : عبير اين يوسف ؟
اجابت بتلعثم من المفاجأة فهي كانت جالسة بأمان تنهي عملها لتفاجئ به فوق راسها ويصيح كعادته مؤخرا
__ لا اعلم ، انصرف منذ قليل
زم شفتيه بغضب : حسنا ، عندما يرجع ابلغيه اني اريده
دخل الي مكتبه وصفق الباب بشدة ينفث بها عن غضبه
ورمى بجسده على كرسيه بتعب
تنهد وهو يؤنب نفسه على غضبه الدائم وضيق اخلاقه فهو اصبح متضايقا دائما وما يغضبه اكثر قلة تحكمه في انفعالاته و سيطرته على اعصابه اصبحت معدومة
لم يعد متزن كما كان ، ويعلم جيدا السبب
ولكنه لا يستطيع ان يفرض نفسه عليها اكثر من ذلك
يريد ان يراها ولكنه لن يطلب منها ذلك
فهو مجروح منها من يوم عقد القران ورفضها ان تنزل ليبارك لها ويراها واحراجها له امام عمر ويوسف
شعر بالغضب منها ومن عندها وابتعد عنها ولكنه لم يستطع ان يتركها اكثر من يومين وهذا ما جرحه واغضبه بالفعل
انه لا يقدر على بعدها بينما هي تستطيع الابتعاد عنه
انتظر ولو مرة واحدة تصعد اليه ولو بالخطأ ولكنها التزمت بمكتبها وهو الاخر التزم بمكتبه وبمكانته
اصمد ياسين لن تصبح على اخر الزمان يتحكم بك قلبك
وتهين نفسك اكثر من ذلك
فاذا كانت هي تستطيع الابتعاد فانت الاخر تستطيع الابتعاد
نعم احبها ولكنها لن تتحكم بي ردد عقله هذه الجملة كثيرا حتى بات يحفظها عن ظهر قلب ويتعامل على اساسها
وقف واتجه الي النافذة الزجاجية وشرد وهو يتذكر اخر مرة لهما معا وكم كانت جميلة ورقيقة ودافئة
ابتسم وهو يتذكر ضحكتها التي ملئت جوانب جسده وسكنت حنايا روحه وشعور السعادة التي امتلكه لأنه نجح في اسعادها للحظات ، نجح في انتزاع ضحكتها ليسمعها
و يستمتع بها ، لم يكن يعلم انها ستسكن روحه وتتردد في أذنيه كلما جلس بمفرده
تنبه الي يد تهزه بلطف : ياسين
التفت بحدة ليجد يوسف واقف امامه
نطق بغضب : الم تتعلم ان تطرق الباب ؟
ابتسم يوسف بهدوء : لقد طرقته اكثر من مرة ، ولكن من الواضح انك لم تسمعني
اتسعت ابتسامته وهو يردف بخبث : من الجميل الذي شاغل عقلك ؟
توتر ياسين ليكمل هو :ولكن هذا سؤال اجابته معروفة
صاح بغضب : يوسف ، ماذا تريد ؟
جلس يوسف باسترخاء : انا لا اريد شيء ، عبير ابلغتني انك سالت عني ، ماذا تريد مني يا اخي العزيز ؟
نظر ياسين اليه مطولا :لا شيء ، كنت اسال عنك فقط
جلس الي مكتبه واتكئ بمرفقيه و مثل عدم الاهتمام
وانه مشغول بالأوراق التي امامه ونظر له بطرف عينه
__ اين ذهبت ؟
اخفى يوسف ضحكته حتى لا يشعره بالإحراج وتحكم بصوته: ذهبت الي ادارة الشئون القانونية ،فبعض الامور احتجت ان اسال عنها السيد عبد العزيز
لم يسمع البقية توقف عند احتمال رؤية يوسف لها
نطق بسرعة ودون تفكير : هل رأيت نور ؟
لم يستطع ان يكتم ضحكته هذه المرة فانفلتت منه غصبا
نظر اليه ياسين بغضب ليصمت : اسف ، نعم رايتها
احتقن وجهه وشعر انه سينفجر من الغضب
ورد بنبرة مميته : حسنا يوسف اذهب الي مكتبك
زم يوسف شفتيه بضيق : لمتى ياسين ستبقى على هذا الحال؟
عقد حاجبيه واشاح بوجهه بعيدا عن اخاه
ليكمل يوسف : اذا كنت مشتاق لها لما لا تراها ؟
ضم كفيه غضبا ونطق من بين اسنانه : لأنها لا تريد ان تراني
__ بل تريد يا اخي ، ولكنها لن تطلب منك ذلك
اسمع معي دعوتين لافتتاح احدى البواخر النيلية المتحركة
ادعوها لتذهب معك
__ سترفض الخروج معي
__ بالله عليك هل دعوتها منذ عقد قرانكما للخروج ؟
عقد حاجبيه مفكرا : لا ، فانا غاضب مما فعلته يومها
__ ومنتظر انت ان تأتي اليك وتبلغك باشتياقها وانها تريد ان تراك ام ماذا ؟
نظر الي اخيه وهو يقيم كلامه ليجده محقا به
ناوله الدعوات :اسمع كلامي هذه المرة ، ولن تندم
اخذ منه الدعوات وهو يساله بحذر : ولماذا لم تذهب انت و صديقك الاتي من الخارج فهو اكيد مشتاق لرؤية النيل
بهت وجه يوسف وقال بارتباك : لقد اتيت بالدعوات خصيصا لك ، سأنصرف
انهى جملته ليغادر المكتب بسرعة
اتبعه ياسين بنظراته ثم زفر بضيق فها هو اتاح له فرصة ليتكلم معه ويخبره بأسراره ولكن اخاه فضل الصمت
سأنتظرك يوسف فانت ستاتي بمفردك لتخبرني
نظر الي الدعوات ليتنهد ويشعر ان امامه مهمة عويصة لابد من انجازها
**********************
جلس على كرسيه وهو في قمة الارتباك فسؤال ياسين باغته
فلم يستطع الرد عليه تنهد بضيق من الفرصة التي اضاعها بيده
وازداد ضيقه عندما تذكر انها ستذهب اليوم الي اخيها
وسيصبح من الصعب علية ان يراها كما يريد
فهذا المعتز مريض سيحبسها بالمنزل او سيؤجر لها حارسا خاصا لمرافقتها وحمايتها
يشعر انه مكبل الايدي ومربوط الارجل لا يستطيع فعل أي شيء
تنهد بقهر ولعن غباؤه الذي وقف في طريق ان يبلغ اخيه بسره
فكان الان سينعم بها الي جواره للابد
تحت حماية ياسين
لا تضحك على نفسك يوسف فانت خائف ان يطردك ياسين من حياته وتخسر كل شيء
ماذا سأفعل ؟ لابد من ايجاد حل يجعل ياسين بصفي وبالتالي استطيع الوقوف بوجه معتز
*****************
يتحرك مع العمال بغضب مكتوم سببه هي وتغيرها المفاجئ
الذي لا يعلم سببه ، يسئل نفسه ماذا حدث ؟ ماذا فعل ؟
عصر تفكيره هل من الممكن انه فعل شيء اغضبها بدون قصد فكر قليلا ليجد انها تغيرت فجأة بعد خطبة نور
ومهما فعلت لتبين له انها طبيعية يشعر بان هناك فاصل ضخم بينهما ، زفر بضيق
__ عمر ، يا باش مهندس
التفت الي اشرف صديقه وزميله : نعم
__ ما بك ؟ انا اتكلم معك وانت لا ترد
هز راسه نافيا : لا شيء
__ حسنا ، العمل انتهى باقي وضع الاثاث
اتريد شيئا اخر ؟
نظر الي الجناح برضى : لا العمل جيد اشرف ، وانت بذلت مجهودا خرافيا ، اشكرك
__ تشكرني على ماذا انه عملي عمر ، متى تريد ان ارسل لك الاثاث ؟
__ لا ، ليس الان ،فموعد الزواج بعد ثلاثة اشهر من الان
__ حسنا وقتما تريده ، ابلغني
صافح صديقه وانصرف الاخر واخذ هو يدور ويلف في الجناح لعله يجد سبب يشغله عن التفكير بسبب غضبها
رن جرس الباب ليتعجب فموعد وصول نور ليس الان
اكيد ان اشرف نسى شيئا
توجه الي الباب ليفتحه وتتسع عينيه من الصدمة
*****************
رن جرس الهاتف لترد بسرعة : اهلا بسنت ، انا بالسوق
لا طبعا لست وحيدة
ابتعدت قليلا عن رفيقتها: مع اية
جاءت وقالت ان علي اوصاها على شراء هدية لي بمناسبة زفافي
نعم انا بمحل خاص للأشياء النسائية
لا طبعا لم انسى اليوم موعد المصممة
ستاتين معي ، ونور ايضا ستستلم فستانها اليوم
حسنا لن أتأخر ، سلام
رجعت اليها وهي تبتسم : انها بسنت تأكد علي موعد المصممة
ابتسمت ببرود : مبروك عليك
__ الله يبارك فيك
تنحنحت علياء وسالتها وهي تشغل نفسها بالبحث في الاشياء التي امامها لتسيطر على توترها
__اية ، هل تعلمين الفتيات التي كان يعرفهم عمر
ابتسمت اية بخبث فهي وصلت لما تبغاه
__ لا طبعا ، فهن كثيرات
لتردف ببرود متعمد : لما تشغلين راسك ؟ انسي علياء فهو الان خطيبك انت ، انا كنت خائفة عليك لا اكثر بسبب ما فعله عمر معي
عقدت حاجبيها وسالت بتوجس : ماذا فعل معك ؟
__ لا تشغلي راسك ، كان هذا في الماضي
ان علي يقول انه يحبك كثيرا ، و لذلك طلبك للزواج
ناولتها احد قمصان النوم الستانية وهي تقول
__ هذا مناسب علياء ، محتشم وانيق ويليق لليلتك الاولى
نظرت علياء اليها بنظرات زائغة وهزت راسها موافقة
لتذهب الاخرى وتشتريه
عادت اليها : هيا علياء ، حتى لا أتأخر عن جنى وانتي تذهبين للمصممة
مشيت علياء معها بالية ولكنها بالفعل لا تشعر بما يدور حولها
عقلها متوقف عن العمل الا لشيء واحد وهو ما الذي فعله عمر مع اية ؟
*******************
فتح الباب وهو مقتنع انه سيجد اشرف امامه ليجد اخر شخص يتوقع رؤيته
ابتسمت بحنان : مرحبا حبيبي ، الا تقل لي تفضلي ؟
ابتسم ابتسامة واسعة وتقدم منها وهو يحتضنها بحب
__ تفضلي نورتي وشرفتي ، اشتقت اليك عمتي
احتضنته بحب وحنان خالص وهي تشم رائحة اخاها به
دخلا ليجلسا على الاريكة ،لتدمع عيناها وهي تربت على خده بلطف : وانا الاخرى حبيبي ، كبرت عمر واصبحت عريسا
ضحك بمرح ووقف مستقيما وهو يقول بغرور : اه ، نعم
ما رايك بي ؟ هل اصبحت وسيما كابي ؟
عند ذكره لأبيه اجهشت بالبكاء ليتنهد هو بضيق : عمتي كفي عن البكاء من فضلك
قالت وهي تغالب دموعها : رحمة الله عليه ، انت نسخة منه
كأني ارى محمد امامي لتغيم نبرتها حزنا و استياء
لكن لون عيناك ورثته من امك
فمحمد لم يكن اخضر العينين لتشع نبرتها بحب : كانت عيناه سوداوان
ضحك وهو يجلس بجانبها مرة اخرى
اذن لون عيناي سيئا لأنه ملون ، انه ميزة عمتي
تنهدت وهي تكتم ما بداخلها : لا حبيبي بل جميل عليك يزيد وسامة وجمال ، الحفل اليوم اليس كذلك ؟
عقد حاجبية تعجبا : لا ، بعد ثلاث ايام ، يوم الجمعة
شعرت بالضيق : حافظ ابلغني انه اليوم
ابتسم بسعادة : هذا جيد ، اجلسي معنا هذه الفترة الي حفل الزفاف لتشرفي بنفسك على التجهيزات و تعاوني نور
لأني اشعر ان المسئولية الملقاة على عاتقها كبيرة
قالت بتوتر : ولكن حافظ
قاطعها بصرامة : عمتي ، لا تستفزيني عمي لن يقلق عليك
ولن يسال عنك ، وانت تعلمي ذلك جيدا ، ومن حقي عليك ان تكوني بجانبي هذه الايام
ابتسمت فعندما تكلم بصرامة هكذا ذكرها بأخيها فعلى الرغم من انه اصغرهم الا انه كان شخصية قيادية وصارم في كل الاحوال كان الاقرب الي ابيها وشخصيته
__ اتعلم ، عمر انا مشتاقة لرؤية نور جدا ، فمنذ ان كانت بالثالثة عشر وانا لم اراها
قال والحب يشع من صوته : كبرت عمتي واصبحت انثي جميلة تدير عقول الرجال ، ولكنها تزوجت الحمد لله
شهقت فزعا : تزوجت ، دون ان تخبرنا عمر
ابتسم : انه مجرد عقد قران عمتي ، ستحضرين حفل الزفاف ان شاء الله
__ كان لابد من ان تخبرنا عمر ، وزوجها هذا من اصل طيب
__ انه من اخير الرجال عمتي ، ويحبها وسيحافظ عليها
ويرعاها ،وانا مطمئن له
هزت راسها بحب لتقترب منه وتبتسم : اخبرني عن زوجتك
صفها لي
ابتسم بحب وعيناه لمعت من السعادة
__ قمر عمتي ، جميلة بنظري وانا اشعر معها باني احلق بسماء السعادة
ابتسمت وهي تتذكر مقولة اخيها عندما سالته عن نور
رد بنفس الكلمات تذكرت كم شعرت بالسعادة من اجله كما تشعر بالسعادة من اجل عمر اليوم
ولكن عندما تعرفت على نور تيقنت انها ليست النمط الذي سيستريح مع محمد فشخصيتها غير متفقة مع شخصيته
هي صغيرة ، مدللة ، متحررة ، اعتادت ان تلقي بالأوامر فتجاب فورا ، ومحمد يريد من تتعامل معه بالعقل والحكمة وهي بعيدة عنهما تماما
كانت تتعجب من ان هذه الفتاه تربت على يد اللواء اسماعيل الذي طالما حكى والدها عن صرامته وقوته
تنبهت من افكارها على يد عمر تهزها بلطف : عمتي ، اين شردت ؟ انا اتكلم معك
ابتسمت بضعف من الذكريات : معك حبيبي
__ حسنا ، هيا معي لتبدلي ملابسك وتستريحي من عناء السفر
******************
جالسة تفكر بما قالته اختها وتشعر بالريبة من الوضع بأكمله لتنتبه على من يطبع قبله دافئة على وجنتها
لتلتفت اليه بابتسامة : عدت باكرا اليوم
__ اذا تريديني اعود ، سأعود
ضحكت وهي تشده ليجلس بجانبها : لا طبعا ، انت تبحث عن حجة لتعود الي العمل
__ لا والله ، عدت باكرا من اجلك ، اشتقت اليك
اتبع جملته وهو يضع راسه على فخذها
__ ما بك حبيبتي ؟ اشعر بشيء يشغل راسك
حدثته كأنها تحدث نفسها : اية ذهبت بعلياء لتشتري لها هديه اوصاها بها علي
عقد حاجبيه تعجبا : حسنا ، ما المشكلة ؟
__ الا تعلم اية وبرودها ؟ اخاف ان تضايق علياء
__ حقا لا اعلم كيف علي متحملها ، فهما الاثنان غير متفقين اطلاقا
تنهدت بقهر : انا السبب في معرفتهما ، ولكنها لم تكن كذلك حينما صادقتها
__ لا تتضايقي حبيبتي ،
اكمل بصعوبة : بسنت ، اريد ان اطلب منك طلبا
شعرت بالتوجس مما سيقوله لتقول بهدوء : أمرني
__ اريدك ان تقللي حركتك هذه الايام
شعرت بالضيق مما قاله : محمد ، انت تعلم جيدا ان هذا احتمال بعيد المنال وخصوصا هذه الايام ، فالطبيبة قالت ان مدة العلاج تتراوح بين ستة او ثمان اشهر و انا اتناول الدواء منذ شهرين فقط
__ اعلم هذا بسنت ، ولكن من فضلك اسمعي الكلام ونفذي ما اقوله لكي
انتفضت واقفة لتصيح غاضبة هذه المرة والدموع تخنقها : قلت لك من قبل تزوج وانت لم تستمع الي
لتتركه وتدخل الي غرفتهما وهي تبكي
اغمض عينيه من موقفها لا يقصد ابدا ان يجرحها
نفخ بضيق ليجر نفسه ويذهب خلفها
دخل الي الغرفة ليجدها مستلقية على الفراش وتبكي بصمت
جلس بجانبها واحاطها بذراعه : لماذا غضبتي بسنت وانت تعلمي جيدا اني لا اقصد ما فهمتيه
وانني لن اتزوج عليك ابدا ، مهما حدث بل اريد ان اطمئن عليك فحسب انت تخشين اجراء العملية والطبيبة اخبرتنا ان تتناولين الدواء وتقللي حركتك وتهتمي بصحتك جيدا حتى لا نلجأ الي خيار العملية ، فلماذا تغضبين مني ؟
__ اسفة محمد ، ولكن كلما تذكرت اني السبب في تأخير حلمك بالأطفال اشعر بالضيق من نفسي
نظر اليها بحب : انه قدرنا حبيبتي ولا تحملين نفسك شيئا لا دخل لكي به ، هيا نخرج لنتناول الطعام بالخارج واوصلك انت وعلياء الي مصممة الفستان ، اليس موعدها اليوم ؟
ابتسمت اليه بحب لتذكره الموعد : نعم
__ اذن هيا
*******************
قاربت على انتهاء عملها ، تطبع على الحاسب وهي تزفر بملل
اليوم ممل على غير العادة بسبب غياب سناء ، وزادت ضيقتها من حوارها مع يوسف فهي تلوم نفسها على تعاملها مع ياسين ، ولكن الخوف من اجبرها على ذلك
تنبهت لوجود شخص اخر معها بالغرفة لتلف بكرسيها ناحية باب الغرفة
لتراه واقف بطوله الفارع وعيناه الرماديتين لتبتسم بوجه
ابتسامة جميلة
تشعر بالحب يجري بعروقها ، كم اشتاقت اليه والي رؤيته
واذا لم تحكم عقلها قليلا كانت رمت نفسها بين ذراعيه
مسكت بحافة مكتبها وكأنها تتشبث بها حتى لا تفعل أي فعل لا يحمد عقباه فقلبها يدق بعنف ويأمرها بانه يريد الاستكانة بين ضلوع هذا الياسين
نطقت بحب لم تستطع اخفائه : مرحبا
لم يستطع منع نفسه اكثر من ذلك ، فمنذ الحوار الذي دار بينه وبين يوسف وهو يلوم نفسه على عدم دعوتها للخروج ولا مرة بعد موقف عقد القران ، يعلم جيدا بينه وبين نفسه
انه اتخذ من حوار يوسف حجه قوية ليجبر عقله على النزول اليها ورؤيتها ولو من بعيد
وكلما تذكر ان يوسف راها اليوم تشتعل نيران الغيرة بصدره
فكيف يراها اخاه وهو لا ،هو احق برؤية جمالها الاخاذ والاستمتاع به ، هو احق بالتكلم معها وجها لوجه ليرى ابتسامتها التي ترد له روحه والعند والغضب الذي يلمع بعينيها دائما ليجعلاه يشعر بانه على قيد الحياة
نزل اليها سريعا فبعد هذا التفكير لم يستمع الي مقولة عقله السخيفة الذي لا معنى لها الان
وعند وجوده بالدور الذي به مكتبها اسرع خطاه
ليحبس انفاسه امام مكتبها وهو يراها من ظهرها ورائحتها تتسلل الي رئتيه وتملئ صدره فيشعر بان شوقه يزداد
لم يرد تنبيها انه موجود حتي يستمتع بالنظر اليها ويستطيع ايضا السيطرة على شوقه ولهفته اليها
قلبه يدق بجنون ويجبره على الاقتراب بينما عقله يأمره بالتروي والحكمة وان لا يظهر بمظهر الضعيف امامها
حافظ على كرامتك ياسين ولا تهدرها
عندما لفت اليه شعر انه سيقدم على فعل لا يحمد عقباه
وعندما ابتسمت شعر بان قلبه ينتزع من بين ضلوعه ويذهب اليها طواعيتا وتبخر كلام عقله عن الكرامة والثقل
كل ما يريده الان قربها ودفنها بين عظامه
عندما تكلمت شعر بانه يسمع احلى انغام في حياته وعلى الرغم من انه يسمع صوتها كل اليوم بالهاتف الا ان له تأثير مختلف وهي امامه ، كلمتها بسيطة الا ان تأثيرها عليه اقوى من كل كلمات الغرام
عندما ظل واقفا ولا يتقدم منها قامت من كرسيها
لتقول بتهذيب : تفضل
وكأنها تعطيه سببا ليفعل ما يتمناه
تقدم منها بخطوة سريعة ليحتضنها بين ذراعيه بشوق ولهفة
وهو يهمس : اشتقت اليك حبيبتي
انتفضت من سرعته ناحيتها لتفاجئ بنفسها بين ذراعيه
وعلى الرغم من شعورها بحلاوة عناقه التي اخبرتها بمدى اشتياقه اليها
الا ان عقلها نبهها انهم بالشركة
دفعته بلطف، وهي تقول بارتباك: ياسين توقف
تنهد بنفاذ صبر و قهر ليبتعد عنها ويجلس على كرسي بالغرفة وقال بغضب
__ الا تشعرين نور ، الا تمتلكين قلبا كسائر الناس
اشتقت اليك وتنازلت عن كرامتي لاتي اليك وعندما تصرفت كما املى علي قلبي تأمرينني بالتوقف
شعرت بغصة في حلقها فنبرته بقدر ما كانت غاضبة كانت حزينة
نطقت بهدوء : لم اقصد مضايقتك ، فكرت اننا بالشركة وهذا ليس مقبول هنا
ابتسم بسخرية : واذا كنا بمكان اخر كنتي ستتركينني احتضنك كيفما اشاء
شعرت بصعوبة السؤال فاذا جاوبته بنعم تفتح له مجالا
كلما كانا بمفردهما ان يحتضنها كما شاء
واذا قالت لا سيغضب منها وهي لا تريده ان يغضب
فكرت قليلا لتجيب بابتسامة : أ تعلم انا الاخرى اشتقت الي المشاجرة معك
ردد بدهشة : المشاجرة
كتمت ضحكتها : اه نعم ، انت اتيت اليوم لكي نتشاجر اليس كذلك ؟ مظهرك يدل على ذلك
شعر بانها تتهمه ليرد مدافعا عن نفسه: لا طبعا ، لماذا اريد ان اتشاجر معك ؟
جئت لكي
بتر جملته وهو يتنبه لما تفعله هذه الجنية ليبتسم بإعجاب
__ انت تتهربين من الاجابة
ضحكت بمرح من فهمه لها : ما الذي جعل مديرنا العظيم يتنازل ويشرفنا بزيارته
رد بجدية وقال امرا : اجهزي بالسادسة و النصف سأمر لاصطحابك للعشاء
ردت والعند يملئ عينيها :انت تامرني
تحداها قائلا بهدوء : نعم ، انه حقي انت زوجتي ام نسيت
شعرت بالتملك في صوته والعجيب انها فرحت بتملكه لها ولكنها لن تشعره بذلك
__ لم انسى ولكن هذا لا يعطيك الحق ان تجبرني على الخروج ، ثم لم اصبح زوجتك فعليا
رد ببرود استفزها : بلى انت زوجتي وانا لدي كل الحق لإجبارك على فعل ما اريده
ليردف وهو ينصرف من امامها : وبمناسبة تهربك من الاجابة على سؤالي ، انا لدي كل الحق ان اضمك كيفما اريد بالوقت والمكان الذي اريده ، ولا يحق لكي الاعتراض
اكمل امرا : انصرفي الان حتي تستطيعي ان ترتبي نفسك قبل الموعد وهذا امر فانا المدير
وابتسم بتملك : الي اللقاء يا زوجتي العزيزة
فتحت عيناها تعجبا منه ، لتعقد حاجبيها وهي تفكر
هذا اسلوب جديد يتعامل به معها
شعرت بالغضب يملئها والعند يتفجر بداخلها لم تؤمر يوما بحياتها ليأتي هذا الياسين ويقتحم حياتها
انتي غبية ، اعطيته سلاح يستخدمه ضدك كلما اراد شيئا
قال انتي زوجتي واستطيع اجبارك
لتتذكر انه قال ان من حقه ان يضمها كما اشاء
كيف جرؤ على قول شيء كهذا
مسكت كوب القهوة وتمنت ان يكون مازال امامها لتقذفه به في راسه
لمعت عيناها بتحدي وهي تفكر الم يعد لها سيطرة على حياتها بعد الان
زفرت بضيق ولمعت عيناها بتحدي : سنرى ياسين ، سنرى
****************
زفر بضيق منها ومن معاملتها الجافة التي تتقنها جيدا
يعلم جيدا انها تحبه فعند اول لمسه منه تذوب بين ذراعيه وعندما عانقها منذ قليل شعر بلهفتها اليه وصدق ايضا ان سبب دفعتها اليه ان الموقف لا يليق بهما ، ولكن لا يعلم لماذا هي متصلبة معه هكذا
استفزته لدرجة كبيرة عندما تلاعبت معه لماذا لم تجبه عن سؤاله وتريح قلبه
لن يجبرها يوما على فعل ما لا تريد ، ولكن هي من اجبرته على التفوه بهذه التفاهات
فهو ليس ديكتاتورا ممكن ان يكون متسلطا قليلا ولكنه يحبها كما هي بشخصيتها العنيدة القوية ولن يسع يوما لإرغامها على التغير
ابتسم داخليا ولكنها تستحق ان تتأدب قليلا حتى تفصح عما بداخلها ولا تكون متصلبة هكذا في تعاملها معي
كم كانت رائعة اليوم
طل من مكتبه على عبير وهو يبتسم : عبير هل يوجد مواعيد اخرى اليوم
دهشت عبير بشدة فهو من اسبوع لم يبتسم ولا مرة حتى عن طريق الخطأ
ردت : ها
ضحك من تعابير وجهها : مواعيد ، هل عندي مواعيد اخرى
شعرت انها جنت حتما هل هو يضحك لتفيق على سؤاله
__لا سيدي
__ حسنا، سأنصرف، سلام
نزل وهو يشعر بالسعادة فزوجته ستخرج برفقته اليوم
تنهد كم هي كلمة رائعة النغمات ، وكم رائع ان تظل برفقته دائما
ركب سيارته وخرج من الشركة ليراها سائرة باتجاه الشارع الرئيسي ابتسم بتعجب هل امتثلت لأمره وذاهبة الي البيت
ولكن اين سيارتها لمع عقله فمن الواضح انها ستستقل سيارة اجره لتعود بها
عقد حاجبيه وهو يقول بالفعل تستحقي تأديبا نور
امسك هاتفه واتصل بها وهو يبطئ السير
رن هاتفها وهي تسير بملل فالسيارة صباحا لم تعمل واتى بها عمر وهي متفقه معه على ان يأتي ليعود بها لكن عندما ابلغها ياسين بأمر العشاء وامرها بالانصراف فكرت ان تستقل سيارة اجرة وتعود سريعا فهي تحتاج فعلا ان ترتب نفسها قبل الخروج معه ولن تستطيع انتظار عمر ان يأتي وهي على علم بانه مرتبط مع العاملين بمنزلهم
رن هاتفها لتجد انه من يتصل
زفرت بغضب لترد من بين اسنانها : نعم
كتم ضحكته من الواضح انها غاضبه من اوامره لها
سال ببرود : اين انتي ؟
__ عائدة الي البيت
__ ممتاز ، تستحقين ان اتي لك بالحلوى
رددت باستنكار : حلوى !
__ نعم ، هكذا افعل مع يمنى حينما تمتثل لأوامري
قبضت الهاتف بشدة و انزلته من على اذنها وهي تجز على اسنانها بغضب وهمت ان ترميه من يدها
لتعود اليه وتقول بغضب حقيقي : ماذا تريد ياسين ؟
كاد ان ينفجر ضاحكا وهو يرى ردة فعلها
ليرد ببرود : انتي بسيارتك اذن
جزت على اسنانها غضبا : لا
ضحك ساخرا : كيف عائدة الي البيت اذن ؟
__ سيارتي تعطلت صباحا ، وسأستقل تاكسي
تقدم بالسيارة سريعا ليقطع طريقها قال امرا : اركبي
تفاجأت من تواجده امامها كعفريت العلبة لدرجة انها شهقت بصوت عال
نظر لها بتصميم وهو يشير من داخل السيارة ان تركب
بجواره
مطت شفتيها باستياء من تسلطه لتركب الي جواره وتصفق الباب بشدة
رفع حاجبة الايمن من صوت الباب ليلتفت اليها
__ ما هذا يا انسة ؟
ردت بنفاذ صبر : ماذا ؟
__ نور ، تعلمي ان تتعاملي معي بتهذيب ، ولا تستفزيني ،
الي الان انا اتعامل معك بهدوء واسيطر على اعصابي
لكن لا تختبري صبري
كادت ان تنفجر بوجهه لكنها تذكرت كلام يوسف و ان هذا المتسلط المتغطرس كان يائس بدونها لتقرر ان تغير استراتيجية تعاملها معه
ابتسمت برقة وقالت بدلال قصدته : لم افعل شيء ياسين يستحق ان تغضب منه
فغر فاه بسبب لهجتها التي تقطر دلال ليشعر بالحرارة في جسده عند رؤيته لابتسامتها
لف وجهه بعيدا عنها ليتجنب النظر اليها
ليسال بجدية : لماذا لم تخبريني ان سيارتك ليس بحوزتك ؟
اقتربت منه وهي تكتم ضحكتها على رؤية وجهه المحمر
__ لم تعط لي فرصة ، انصرفت كالديك الشركسي بعد ان امرتني بالانصراف
قالت جملتها الاخيرة وهي تمط شفتيها الي الامام ممثلة الغضب منه
اتسعت عيناه لوصفها له ليقل من بين اسنانه
__ انا كالديك الشركسي
وضعت يدها على فمها : هل اغضبك وصفي
لتقترب منه وتهمس بجانب اذنه : انه مدح سيدي ، الا تعلم ان الديك الشركسي جميل المظهر معتد بنفسه
وان كنت غاضب ، المعذرة
طبعت قبلة خاطفة على وجنته لتعود الي مكانها سريعا
عند اقترابها منه شعر بان قلبه يقفز كالمجنون بصدره وعندما همست بإذنه بانها تمدحه شعر ان سيطرته على افعاله اصبحت معدومة ، لينتفض من قبلتها الغير متوقعة
والذي كان يحلم بها مرارا ، ضغط على مقود السيارة بشدة الي ان ابيضت انامله حتى لا يسمح لنفسه ان يلمس وجنته مكان قبلتها
وهو يفكر ماذا تريد هذه النور ، وما الذي تغير لتتصرف بهذه الطريقة الغريبة على شخصيتها
فطالما حاول اقناعها مرارا و سائلها ان تقبله بالهاتف وهي تجيب بالنفي القاطع
نظر اليها بجانب عينه ليرى ما الذي تغير ليرى التوتر ظاهر على وجهها ، اذن هي لا تريد تقبيله فعلت شيء بتسرع دون التفكير به وها هي تلوم نفسها على فعلتها
فكر بخبث حسنا نور ، سأعتبر هذه دعوة منك ، ولكن سأستغلها بالوقت المناسب
جلست بسرعة بعيدا عنه، لتنكمش على نفسها وتحبس انفاسها بترقب لما سيفعله ، وهي تلعن عقلها ونفسها على ما فعلته بتسرع ، ما هذا الغباء الذي اصبحت به ؟
كيف سيتصرف الان ؟ وبماذا سيرد عليك الان ؟
وكيف سيرى تصرفي معه ؟
والمزيد من الاسئلة تتدفق الي عقلها ، وهي تلوم نفسها على فعلتها الشنعاء ،حدثت نفسها بتهكم لا تريدين اغضابه
لعله يغضب ويضرب راسة بأكبر حائط ، ماذا ستفعلين الان ان التفت اليك وضمك الي صدره او حاول ان يقبلك
اتسعت عيناها بصدمة وهي تتخيل الفكرة نفسها
توترت لدرجة انها اهتزت من تخيلها لما ممكن ان يفعله
وحجته جاهزة وواضحة فانت زوجته ،يا لكي من غبية
تنبهت على صوته وهو يناديها : نور
انكمشت على نفسها عندما اقترب منها : ماذا بك نور؟
قالت بتوتر : لا شيء
__ حسنا انزلي ، وصلنا
تنفست بقوة وهي تسمع جملته ليعقد حاجباه من امرها
نزلت وقفلت الباب لتنحني امامه : تفضل ، ادخل تغدى معنا
__ اشكرك ، لا تنسي موعدنا ، سلام
دخلت الي حديقة الفيلا لتسمع عمر وهو يتحدث مع احد لتتعجب من الذي برفقته
عندما راها اتسعت ابتسامتها : تعالي نور ، انظري من هنا
عمتي جاءت لتحضر حفل خطوبتي
ابتسمت نور وهي تتأمل عمتها فكم اشتاقت اليها
لتنتفض العمة عند رؤيتها بهلع وتدقق بملامحها وتنظر الي شعرها بلونه المميز وتتذكر حديث دار بين اخيها وزوجة اخيها تناهى الي مسامعها ولكنها تناسته او حاولت تناسيه
موعدنا القادم الاربعاء ان شاء الله
مستنية ردودكم وتوقعاتكم
|