لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-11, 04:14 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew مشاهدة المشاركة
   سلااااااام معطر بالورد واللافندر لأحلى أسييييل ...اول شي سوري على الغيبة لكن كان عندنا مناسبة هيك وماقدرت أدخل على أي حال انا الكسباانة ههههههه لاني لقيت أجزاء ولاأروع وأحب اهنيك على أسلوبك اللي كل ماله بيتطور مع كل فصل ..بصراحة أجزاء في غاية الروعة ..شفنا فيها تغيرات كثييير وخصوصا لحبيب قلبي ياسينه <فيس هايم ههههههههههه

صباح الفل على احلى ديو بالدنيا
على اية يا قمر المهم انك نورتيني في الاخر
والاهم المناسبة كانت كويسة ولا لا
رايك اعتز بيه يا ديو (فيس محمر من الكسوف )
هههههههههههههههه انا كمان بنضم للفيس الهايم


بصراحة أسيل قدرتي انك تصوري لنا غيرته وخوفه عليها وحبه وإعجابه بشكل جميل جدا ...وماتعرفي كيف كانت المشاهد اللي بتضم ياسين ونور ويوسف كانت جدا مفرقعة ..المشهد لما كان بالشركة لما قالت له أمه انها راح تخطب نور ليوسف كان جميل جدا ..وكيف انه ياسين اللي في أول صل واللي حسيته ثقيل دم هههه معليش على الكلمة ..لكن ماتوقعت انه يفقد السيطرة على نفسه هههههه يضرب الحب وعمايله والمسكين مو عارف من وين يلاقيها ..أول شي يوسف ثم طارق ثم الغلس معتز ..بتعرفي معتز هذا وراه مصيبة ..ليييييييش يكره ياسين لهالدرجة ..اعتقد ان زوجته حنان كانت بتحب ياسين ...هذا توقعي وتوقعاتي دائما مخطئة بعرف ههههه لكن ماأقدر أسيطر على نفسي ...لكن بصراحة ياسين طلع رومنسي وعليه حركاااااااات ^_* هههههههههه حبيته كثييير ياأسيل حبيته بس زعلت ليه أمه امتعضت من انه راح يخطب نور ..غريبة ...وياويل معتز لو يسوي شي في نور بأذبحه <فيسي الغاضب جدا ...
بتعرفي الجملة اللي في شوكولاتة الحظ استوقفتني ..يعني انا فرحت انه فيه أحد راح يقلب حياة نور رأسا على عقب لكن هل ياترى من الناحية الإيجابية أو السلبية انا حاسة انك ماحطيتي هالجملة بشكل عابر ..حاسة ان وراها حاجة ...
امممممم شو كمان <فيس بيفكر ......ايوه الغبية زوجة علي اللي ماتتسماش آآآآآآآآآآآآخ شو بكرهها يا أسيل ومدري ليه حاسة ان لها دور في مستقبل نور مع ياسين ...

بصي مش حاقدر اعلق على توقعاتك بس
نصيحتي متبطليش تتوقعي واوعي تسيطري على نفسك
اية فعلا غبية بصراحة مفيس واحدة تلاقي زوج يحبها كدة وتشغل نفسها بحاجات تانية
انا كمان مش طايقها



في الاخير فصول في منتهى الروعة وانا سعيدة جدا جدا جدا اني أتابعها عك وتستحق التميز*_^ أشوفك على خير ياقمر ^_^


الله يخليكي يا ديو
تسلميلي يا قمر
وده بعض ما عندكم
في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 29-06-11, 04:19 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل التاسع عشر

الجزء الاول



واقف كلا منهما ينظر الى الاخر
فهي مندهشة بما نادها به منذ قليل، وهو غاضب من نفسه وفقده للسيطرة عليها
وقف المصعد في الطابق الذي يوجد به مكتبه
ولكن لم يتحرك لا هو ولا هي السكون يخيم عليهما
انغلق الباب ثانية ليتجه المصعد هذه المرة لأسفل
وفي ثواني قليله كان الموظفين يعبرون لداخل المصعد
ويقفون حائلين بينهما
تحرك هو الي الخلف ليقف مستندا على الحائط وهو يلوم نفسه على ما تفوه به منذ قليل
حدث نفسه : اين الحكمة والتروي الذي قررت التعامل بهما
يا غبي ، ستفقدها للابد بتصرفاتك هذه
وفي خضم انفعاله على نفسه لمح ما جعله يتوتر ويزفر بشده
ليهتف بداخله : هذا ما كان ينقصني
فدخول طارق متباهيا كالطاووس بنفسه الي المصعد جعل اعصابه تنفر الي اقصى درجة
واستقراره بجانبها جعل الدم يندفع الى راسه وهو في درجة الغليان

عند انتباهها لدخول الموظفين الي المصعد استندت الي الحائط بكتفها فهي من الاساس لم تتحرك من مكانها
لا تستطيع الوقوف اكثر من ذلك ، جسدها كله ينتفض من الموقف الذي مرت به ، لا تصدق ما تفوه به سالت نفسها : هل هي تحلم؟
ام هذا بالفعل حقيقا ؟
رفعت عينيها لتري اخر شخص تريد رؤيته، لتتنهد بضيق
من تفاخره بنفسه لوت شفتيها ضائقة من المصعد كله
وتريد الخروج منه الان وتلوم نفسها على عدم استعمالها الدرج اليوم
وقف الاخر بجانبها ويقول بصوت ضاحك : صباح النور يا استاذه نور
نطق الكلمتين الأخيرتين وهو يشد عليهما، ليلفت انتباهها انه لم يتجاوز حدوده هذه المرة
هزت راسها بضيق ،وهي تشد الكلمات منها لتخرج
وقالت بمهنيه : صباح النور يا باش مهندس
ابتسم بوجهها: كيف حالك اليوم ؟ هل زال التعب عنك؟
هزت راسها بنعم دون النطق بحرف واحد
توقف المصعد في مكان عملها لتسرع بالخروج
هم ان يسرع خلفها ليجد قبضة قويه تمسكه من مرفقه
وصوت منخفض ولكن حادا : الي اين انت ذاهب طارق؟
التفت اليه مدهوشا منه فلم يلاحظ وجوده
قال بارتباك : صباح الخير ياسين
نظر اليه نظرة جافة وقال بصوت منخفض وهو يشد على الكلمات: لا تدعني احذرك مرة اخرى ، ابتعد عنها من الافضل لك ، لا تنسي
تركه ليخرج من المصعد عند اول توقف له بالرغم منه لم يكن الطابق الذى يتواجد به مكتبه
اندهش طارق من طريقة ياسين معه وتجمد من كلماته ، ليفكر انها ليست المرة الاولى التي يلاحق بها فتاه تعمل بالشركة
فصولاته وجولاته كثيرة ، أينعم كان في كل مرة يحذره ياسين من المشاكل ، ويقول له افعل ما تشاء خارج اطار الشركة والعمل ،لا اريد أيا من الشكاوى طارق والا سيكون لي تصرف اخر معك
ولكن هذه المرة مختلفة في كل شيء ، فالفتاه مختلفة عن الاخريات، وهو يشعر بانها مميزة عن باقي الفتيات ، ومعاملة ياسين معه ايضا مختلفة ، فها هو يوجه له انذار شديد اللهجة بالابتعاد عنها ، خصها هي ليس الشركة كسائر المرات الماضية
هز كتفيه بلامبالاة، ليضغط على الزر الذي يوجد به مكتبه
ليتوجه الى عمله

**********************


دخلت الي مكتبها بسرعة لتجلس على اول كرسي يقابلها
فأعصاب جسدها كله تنتفض مما حدث منذ قليل

من اول رؤيتها له في المصعد الى اخر كلمة قالها
لا تصدق ما يحدث ، عقلها غير قادر على استيعاب كمية الافكار المتزاحمة براسها
تنفست بقوة لتسيطر على اعصابها
__ صباح الفل والورد والياسمين على عيناك الحلوين يا نور
دخول سناء الصاخب جعلها تركن عقلها الي الهدوء قليلا
وترد بابتسامة : صباح الخير سناء
كيف حالك؟ وحال الاولاد ؟
__ نحن بخير الحمد لله ، كيف حالك انت اليوم؟
__ بخير الحمد لله
قامت من مكانها لتجلس على مكتبها لتبدا عملها وتحاول ان تنشغل به عما يدور براسها



**********************


دخل الي مكتبه في غضب عاصف كأيامه الاخيرة
رفعت السيدة عبير حاجبيها، وقالت بصوت منخفض: كالعادة
ليأتيها صوت يوسف الضاحك
__ كعادة ماذا؟
__ صباح الخير استاذ يوسف
__ صباح النور سيدتي، كيف حالك اليوم؟
__ بخير الحمد لله
__ لم تردي على سؤالي، كعادة ماذا؟
تنحنحت واشارت الي باب مكتبه المغلق
__ كعادة الايام الاخيرة يدخل غاضبا وفى عاصفة
ولا اعلم السبب ، انه مختلف هذه الايام حتى في العمل
لا يستطيع التركيز، وعصبي للغاية، هل توجد مشكله عائلية؟
ابتسم يوسف وقال بداخله : هذا هو تأثير حب نور عليه
__ لا تقلقي عبير
عقد حاجبيه :اهو غاضب اليوم ايضا ؟
__ نعم
اندهش لما الغضب اليوم من المفترض ان يكون سعيد
هز راسه : هل من الممكن ان ادخل اليه ؟
__ تفضل

توجه الي الباب ليطرقه ويدلف الي الداخل سريعا




عند دخوله الى مكتبه رمي حقيبته الجلدية بغضب
واخذ يزرع المكتب ذهابا ايابا ليفرغ شحنة التوتر التي تملئ جسده
فبداية اليوم كارثية من اول احتضانه لها الي تلفظه بكلمة حبيبتي رمى نفسه على الاريكة
يريدها ان تأتي اليه بطواعية وليس مدفوعة منه
يريدها ان تحبه مثلما يحبها ، لا تحبه لأنه يحبها
سمع طرقات على الباب ليهم بالإجابة ، ليجد اخاه متوسط الغرفة
قال باقتضاب: ماذا تريد يوسف؟
ابتسم يوسف : ماذا بك اليوم اخي ؟ من المفترض انك تشعر بالسعادة ، هل حدث شيء ؟
نظر الي اخيه : لا لم يحدث شيء
هز يوسف راسه بياس : حسنا ، احببت ان اطمئن عليك
لف ليغادر المكتب، ليتوقف فجأة: متى ستقابل عمر ؟
رفع عينيه اليه : لا اعرف
رجع الي اخيه مرة اخرى :ياسين اذا تريد ان تبلغ عمر
ابلغه ، واترك موافقة نور خارج اطار علاقتك بعمر
نظر اليه مستفهما ليكمل : ابلغه انك تريد الزواج منها ولكنك تريدها ان تتعرف عليك اكثر خارج الرسميات وخارج أي قيود تخنقكما من اجل راحتها
ومن ناحيتك تقرب انت لنور لتقنعها بالزواج ، فللأسف
نور لا تفكر في هذا الموضوع اطلاقا
نفض راسه ليستوعب ما يقوله يوسف
__ ماذا؟ لا افهم، اجلس
جلس يوسف: ما الذي لا تفهمه؟
__ كيف لا تفكر في الزواج ؟
__ اه هذا الامر ، انها لا تريد ان تتزوج حتى تحقق ذاتها
رد بغباء :نعم
ضحك يوسف : انها فريدة من نوعها ، فعندما كنا بالجامعة كانت الفتيات تصادق الشباب وتربط بينهم علاقات غرامية
و جميعهن يحلمن بيوم الزفاف والفستان الابيض ، الا هي
كانت تضع حدودا بينها وبين الشباب حدودا قويه تتعامل مع الكل في حدود الادب والاحترام ولا يجرؤ احدهم على التقرب منها ولا القاء كلمة غزل واحدة حتى لو في حدود المزاح
رفع حاجبيه اعجابا بها وبشخصيتها المميزة
ليكمل يوسف : ولكن كانت دائما تتكلم عن الوظيفة والعمل وتحقيق الذات وانها تريد ان تصبح فردا عاملا بالمجتمع يفيد الناس والوطن ، لقد كانت تنافسني على اتحاد الطلبة وهذا سر معرفتي بها والتقارب بيننا
عقد حاجبيه من الجملة الأخيرة
ليضحك يوسف : التقارب بيننا وصداقتنا اخي
ليضحك مرة اخرى : تخلص من الشعور بالغيرة هذا فسيؤثر عليك بالسلب
غضب ياسين وقال محذرا: يوسف
ليبتسم الاخر : حسنا ، فهمت الان ما اقصده
نظر اليه : نعم
قام من مكانه ليساله ياسين : الي اين ؟ اكمل كلامك
ابتسم يوسف : لا يوجد شيء اخر ياسين
ثم نحن بالشركة عندما نعود الي المنزل سأقص لك كل ما اعرفه عنها ، اما الان امامك يوم طويل من العمل محتاج لكل دقيقة منك
هز راسه موافقا : حسنا ابلغ السيدة عبير ان تأتي لي بالبريد
__ حاضر، سلام

****************

مر اليوم عليهما سريعا فكلا منهما انهك نفسه في العمل حتى لا يتطرق راسه الى الافكار
هي لا تريد ان تقتنع بما سمعته ولا بما حدث بينهما
وهو لا يريد ان ينشغل بها ويصيبه الياس فكلمات يوسف اوضحت له انها لن ترضخ لفكرة الزواج بسهوله


حدثتها سناء : نور الساعة الان الرابعة والنصف الن تنصرفي؟
__ نعم بالطبع ، ولكني اريد الانتهاء من هذا الملف
طرق الباب السيد عبدالعزيز
__ كيف احوالكم يا فتيات ؟
رد ا الاثنتين: بخير الحمد لله
__ هيا موعد الانصراف قد حان
هم بالخروج : نور يوجد ملف لدى السيدة عبير اريدك ان تكتبي مذكرة بشأنه ، المعذرة بنيتي فانا احتاجه غدا
من حقك ان ترفضي على فكرة
ابتسمت في وجهه : لا استطيع الرفض استاذي ، سآخذه منها قبل انصرافي
__ شكرا لكي بنيتي، ولكن هيا لا تتأخري وانصرفي الان
__ حاضر استاذي ، ولكني سأنتظر ان تأتي السيدة عبير حتى اخذ منها الملف
__ اصعدي اليها نور ، خذي الملف وعودي الي منزلك ولا تتأخري بعد ميعاد الانصراف
ابتلعت ريقها بصعوبة ، لا تريد ان تصعد اليه ولا تحتك به اليوم مرة اخرى فهي حاولت مرارا اليوم الا تفكر فيه ولا في كلماته التي تخدر حواسها وتشل تفكيرها
لم تشأ على الاعتراض ولفت انتباه السيد عبد العزيز انها لا تريد ان تصعد للأعلى
حدثت نفسها : كوني قوية وضعي مشاعرك جانبا فانتي موظفة بالشركة ولابد ان تتعاملي مع جميع العاملين سواء
هزت راسها بشجاعة بعد ان هيأت نفسها للتعامل معه كأي فرد اخر

******************

طرق الباب بسرعة ليدلف الي الداخل
__ ياسين هذه هي عقود اتفاقيتنا مع عمر، وهذه الملفات
التي ستحتاجها غدا، في اتفاقيتنا مع شركة استيراد مواد البناء
ينظر الي اخاه الذي يتكلم بسرعة وهو مستعجب منه
__ يوسف هل انهيت كل هذه الملفات اليوم؟
عقد حاجبيه استغرابا: نعم
هز راسه معجبا بأخيه : انت ممتاز يوسف ، يمكنني بالفعل ان اعتمد عليك
__ نحن على اتفقنا انا لن اتي غدا
ثم رسم ابتسامة واسعة على شفتيه: يمكنك الاستعانة بالأستاذة نور بدلا مني غدا
ابتسم ياسين : نعم يمكنني
غمز بعينه اليمني: استطيع ان اخذ بقية الاسبوع اجازة ، حتى تستطيع الاستعانة بالأستاذة نور كما يحلو لك
ضحك ياسين : لا كفى يوم واحدا ثم انا استطيع ان استعين بها وانت موجود بعملك ، ثم انني استطيع ايضا ان استغنى عن خدماتك من اجلها
رفع حاجبيه : تبيع اخاك ياسين من اجلها
مثل الجدية: نعم
لينفجر ضاحكا على تعبيرات يوسف والدهشة المرتسمة على وجهه
__ امزح معك يا اخي، فانا لا استطيع ان استغنى عنك ابدا
ابتسم يوسف : حسنا ساراك بعد غد
__ نعم ، نحن نتقابل في المنزل
ارتبك يوسف ليتنحنح : ان صديقي سياتي على مطار شرم الشيخ ولذا سأسافر الان بعد قليل حتى استطيع ان استقبله
نظر اليه مطولا : من هو صديقك هذا ؟ ولماذا سياتي على مطار شرم الشيخ ؟
ابتسم بتوتر : شخص لا تعرفة ، لم يجد حجز على مطار القاهرة
اردف بسرعة :سأنصرف الان حتى لا أتأخر
غادر مسرعا ، ليتنهد ياسين بضيق
ما الامر الذي يجعلك تكذب يوسف؟ لم اعهدك تكذب يوما
ومن هي تلك الفتاه التي لا تريدني ان اعرف هوايتها ؟
وما مدى علاقتك بها لتذهب بنفسك الي المطار لاستقبلها ؟
اين اهلها لتذهب انت لتستقبلها ، اه منك يوسف ، ما المفاجأة التي ستفجرها في وجهي

صعدت الى الطابق الذي يقبع فيه مكتبه مستخدمه الدرج حتى تستطيع افراغ بعضا من شحنة التوتر التي تسيطر عليها
وقفت امام مدخل المكتب عند باب السيدة عبير وشبكت اصابع يديها معا ، ثم كتفت ساعديها امام صدرها
سحبت نفس عميق لتخرجه ببطيء وهدوء حتى تساعد اعصابها على الاسترخاء ولو قليلا
طرقت الباب بهدوء لتدلف الي الداخل ، لتقف مكانها دون حركة فالمكتب فارغ من وجود السيدة عبير
لوت شفتيها في عصبيه وعضتهما قهرا ماذا ستفعل الان
لتفاجئ بصوته خلفها : عبير هذا الملف


سكت بدهشة فلم يكن متوقع وجودها هنا
كان خارجا من مكتبه ليبلغ عبير بعضا من التعليمات الخاصة باجتماع الغد مع مندوبي شركة استيراد مواد البناء
ويعطيها ملف خاص لتسلمه الي السيد عبد العزيز
لم ينتبه ان يوجد احد بالمكتب فكان يقرا الملف بتركيز شديد

نظرت اليه لتجده دون جاكيت بدلته الازرق ، ورابطة عنقه مفكوكة قليلا ، مرتدي قميص ابيض رسمي ملتصق بجسده ليظهر عضلات صدره القوية ، مشمر اكمام القميص عن ساعديه الى بعد الكوع مما اظهر عضلات يديه المفتولة و عرض منكبيه
مرتدي نظارات طبيه استنتجت انها للقراءة فقط
فهي لأول مرة تراه مرتدي اياها
ابتسم في وجهها : اهلا نور ، أتريدي شيء؟
حاولت التحدث لكن الكلمات لم تخرج من بين شفتيها
كحت لتخرج صوتها وهى تردد بداخلها كوني قوية نور
__ اين السيدة عبير ؟ فانا اريد الملف الذي سيستلمه السيد عبد العزيز ، انا سآخذه
هز راسه موافقا ليدخل الي مكتبه
عندما لف ليعطيها ظهره ابتسم بشقاوة فهي تتعمد تجاهل ما حدث بينهما وكانه لم يحدث
حدث نفسه : حسنا نور سنرى ، ما مدى تحملك لهذه اللعبة التي تلعبينها معي ، واذا كنتي لا تريدي تذكر ما حدث ولا كلمتي التي نطقتها عفويا ، فانا الاخر لم افعل شيء ، ولم انطق بشيء

نظرت بغباء لقد تركها ودخل ، مما اغضبها
ولكن ما زاد اشتعال فتيل الغضب عندها لم تجد نظرة عينيه الدافئة ولا ابتسامته المحببة اليها ، بل ابتسم ابتسامة حمقاء
بارده لم تصل الي عينيه
جزت على اسنانها غضبا منه ، لتدخل وراءه المكتب بعصبيه وتضع يديها بخصرها وقالت صائحة : لماذا تركتني ولم تهتم بالرد علي؟
لف اليها متعجبا من عصابيتها غير المبررة بالنسبة اليه
وهو عاقد حاجبيه ليرد بلا مبالاة تعمدها
__ ارد علي ماذا؟
قالت بنفاذ صبر : اين السيدة عبير ؟
لوى شفتيه ليرد ساخرا: بالطبع لا اعرف، فانا هنا المدير
وعبير سكرتيرتي ، ليس العكس يا استاذه
شد على كلمته الاخيرة ، وكانه يعطي لشياطينها الاذن بان تخرج الان
لتصيح بغضب وصوت حاد : و ماذا افعل انا الان ، اريد الملف لانصرف الي منزلي
اندهش من عصابيتها ، ليغضب من صياحها بوجهه كانه طفل صغير ، ليزمجر بوجهها : اخفضي صوتك
انتفضت من صرخته بوجهها، لتتنبه بما فعلته وكم هي حمقاء لصراخها في وجهه، لتضع يدها على فمها مرعوبة من نظرته الغاضبة
لف ليجلس الي مكتبه ورمى الملف على المكتب بإهمال
وقال بضيق: ها هو الملف الذي تبحثي عنه
تفضلي ، هيا لتذهبي الي بيتك
عضت شفتها ندما لما فعلته نطقت بصوت منخفض: ياسين
نظر اليها بحدة لتكمل : لم اقصد ان اصرخ بوجهك هكذا
لتكمل بصوت يكاد ان لا يسمع : اسفة


وقفتها امامه كطفلة صغيرة جعلت غضبه يذهب ادراج الرياح ويقول بهدوء : خلاص نور ، لم يحدث شيء
اذهبي حتى لا تتأخري على العودة الي المنزل
__ حسنا، سلام
__ نور نادها بصوته الرخيم
كيف سترجعين الي البيت ، هل ستستقلين تاكسي ،ام تحتاجين الي توصيلة
ابتسمت في وجهه: لا شكرا، لقد استرددت سيارتي
__ بصراحة كنت اتمنى ان اخدمك
__ شكرا على خدماتك العظيمة سيدي
نظر اليها ورفع حاجبه ، لتردد : شكرا ياسين
استوقفها مرة اخرى : نور ، صحيح اريد منك حضور اجتماعنا غدا مع شركة الاستيراد ، فيوسف غائب غدا
كشرت: غائب ونحن ببداية العمل، هل يستغل صلة القرابة بينكما
قال متهكما: نعم ، للأسف
اتسعت ابتسامتها لتشرق وجهها : حسنا ، انا في الخدمة وقتما تريد
__ الاجتماع في العاشرة ارجو ان لا تتأخري
__ حاضر سيدي
قالت جملتها ضاحكة ، لتغادر المكتب لتجعل قلبه يريد ان يخرج من صدره ليتبعها
تنهد بحب لهذه الجميلة التي فتنته ويصمم انه سيقنعها بالزواج منه مهما حدث
*******************


وصلت الي منزلها لتجد عمر بالمطبخ
__ السلام عليكم ، ماذا تفعل عمر؟
التفت اليها وهو مرتدي مريول الطبخ : وعليكم السلام
لا شيء ، أتسلي واصنع طبخة جديدة
ابتسمت : وما المناسبة ، ان شاء الله ، ولا تقل ان وقفتك هذه من اجلي ، فعيناك تخبرني بكل شيء
ضحك لها بسرور : لم اخطئ عندما اسميتك المحقق كونان
بصراحة نعم انها ليس من اجلك
اردف بهيام : انها من اجل علياء ، اقنعتها اخيرا ان تتناول الغداء معنا
ابتسمت : هل ستاتي لوحدها ؟
رفع كتفية : لا اعرف ، ولكن لتاتي بمن تريد ، المهم ان تأتي
ضحكت على مظهر اخاها وقالت وهي تؤشر عليه بيدها
__ وهل ستقابل عروسك هكذا ؟
__ لا سأعد الطعام، واصعد لأبدل ملابسي
__ حسنا ، اصعد الان وانا سأعد كل شيء
دفعته بأصابعها في كتفه : هيا ، اذهب قبل ان اغير رأيي
ابتسم بسعادة لها وذهب الي السلم ، ليرجع ثانية
ويحتضنها بمودة ويقبل راسها : شكرا
نظرت اليه مؤبنه : ماذا تقول عمر ؟ لم افعل شيء لتشكرني
واذا على الشكر فانا مدينة لك بالكثير يجعلني اشكرك ما تبقى من عمري
دفعته بخفة : هيا اذهب ، وارتدي ابهى ما لديك لتبهر علياء الغالية
ابتسم ليصعد مسرعا ، وهي اشرفت على انتهاء الطعام ، لتصعد بعد ذلك لتبدل ملابسها
وبما ان الغداء سيكون مع اخيها وصديقتها قررت ان لا ترتدي شيء غير رسمي بالمرة
فارتدت بنطالون كتان واسع زيتي اللون جيوبه كبيرة على الجنبين وتي شيرت بربع كم ابيض اللون مرسوم عليه من الامام تنين اخضر ضيق ، وحذاء رياضي ابيض .
لتربط شعرها القصير كذيل الحصان وترفع قصتها بدبوس شعر زيتي الي الوراء ووجها الابيض خالي من الزينة
اتجهت الي غرفة عمر ، وطرقت الباب بهدوء
__ ادخل
__ ما هذا عمر الساعة قاربت على السابعة ، سنتعشى هكذا
هل ستذهب لتاتي بها؟ فانا جوعانة جدا
ضحك عليها : لا ستاتي بمفردها ، رفضت ان اذهب اليها
سأتصل بها الان ، لأعرف لما تأخرت؟
امسك هاتفه ، ليرن جرس الباب
هتفت نور : ها قد جاءت ، استعد انت وانا سأنزل افتح الباب
نزلت بسرعة لتفتح الباب وهي تبتسم : كل هذا تأخير علياء؟
لقد مت من الجوع
لتفاجئ بوجهه مبتسم بدفء : بعد الشر عليك من الموت ليكمل بابتسامة شقية : السلام عليكم نور
اندهشت من وجوده لتنظر الي ملابسها وتقول بارتباك
__ وعليكم السلام ، تفضل
تحركت من امام الباب لتفسح له مجال ليدخل
وقف عند الباب ولم يتحرك : هل عمر موجود ، فانا اريده
__ نعم، تفضل ادخل

تريده يدخل حتى تستطيع ان تذهب بعيدا عنه ، تنادي اخاها وتختفي من امامه بزيها الطفولي هذا

وهو لا يريد التحرك ، لأنه يعلم اذا تحرك داخلا ستهرب منه
يريد التمتع بالنظر اليها في هذه الملابس الطفولية ومظهرها الغير رسمي الجميل
نادت بصوت مرتفع : عمر ، عمر المهندس ياسين هنا
ضحك بهدوء على مناداتها لعمر بهذه الطريقة
ليسالها بهدوء : هل تنتظري احدا ؟
__ اه ، نعم انها علياء المفروض ان تأتي لتتناول الطعام معنا
اكملت جملتها واذا بصوت بجانبه : ها انا جئت
__ ما هذه السرعة ؟ كان الافضل ان تتأخري اكثر من ذلك
ضحكت علياء وهي تعلم ان نور مغتاظة لتأخرها
__ المعذرة ، ولكن ما اخرني هو هذا ، تفضلي
ناولتها باقة ورود لتقول نور : على اساس انها المرة الاولى التي تأتين الي بيتنا
ضحكت علياء ثانية لتلتفت الي ياسين وتقول باحترام جم
__ اهلا يا باش مهندس ، كيف حالك؟
__ اهلا بك يا انسة ، الحمد لله بخير
جذبتها نور من يدها : تعالي نعد المائدة ، فانا جوعانة
دخلت علياء ضاحكة لتراه واقفا امامها بهدوئه المعتاد ونظرات الحب التي تلمع بعينيه
ليقترب منها ويقبل وجنتاها بشوق : اهلا بك حبيبتي
البيت نور بقدومك
احمرت وجنتاها بخجل وشرقت من الهوي لتسعل بشده
فهذه المرة الخجل اغرقها ،خصوصا انها تعلم بوجود ياسين وهو غريب عنهم تماما ولا يعرفهم جيدا
ربتت نور على ظهرها بخفة : لا حول ولا قوة الا بالله
نظرت الي اخيها بعتاب لتقول لعلياء : تعالي اشربي كاس من الماء
شدتها من يدها لتلتفت الي عمر وتقول بلوم
__ ما الذي فعلته ؟ المهندس ياسين ينتظرك بالخارج ولم يشأ الدخول
__ لماذا لم تخبريني ؟
__ لقد ناديتك من اكثر من خمس دقائق ، اذهب اليه حتى لا ينتظر اكثر من ذلك
اسرع عمر الي باب المنزل : اهلا ياسين ، تفضل
صافحة ياسين ثم اشار بيده : لا ، من الواضح انك مشغول
الان ،انا مخطئ اني لم اتصل بك ، ولكني كنت قريب من هنا وقلت ان اوصلك لك هذه
ناوله مغلف ابيض صغير
اخذه عمر من يده والاسئلة تقفز من عينيه
ليكمل ياسين : انها دعوة لحفلة سيقيمها ياسر في مزرعته
بمناسبة انه رزق بمولود جديد
اندهش عمر من هذه الدعوة فهو بالكاد يعرف ياسر هذا
فهو تعرف عليه في حفل الزفاف وتبادلا قليل من الكلمات
وكأن ياسين عرف ما بخاطره
__ اريدك ان تحضر عمر ، من اجلي انا
اندهش عمر اكثر الان ليردف ياسين : بصراحة كنت اريد اكلمك في موضوع هام بالنسبة الي ولكن الوقت الان غير مناسبا ، لنجعلها وقت اخر ، سأنصرف انا
امسك عمر يده : ادخل ياسين ، فلا يصح ان تأتي وتمشي هكذا دون الدخول والقيام معك بواجب الضيافة
__ مرة اخرى ، ان شاء الله
__ حسنا لنتقابل يوم الخميس ، فانا غدا ذاهب الي الإسكندرية
__ حسنا ، اراك الخميس ، بإذن الله
صافحة ياسين وانصرف بهدوء ، ليترك عمر في حيرة من امر هذه الدعوة غير المتوقعة

******************


اغلق الباب ليلتفت ويراهما الاثنتان في المطبخ نور تعد الطعام في الاطباق وعلياء تتحدث معها عن امور الجهاز وكيف تعبت من كثرة اللف على المحلات والمجمعات التجارية
ابتسم بسعادة ، فهذا المشهد كان يراه في احلامه فقط
لا ينكر انها ليست المرة الاولى التي يراها في بيتهم تساعد اخته في شيء او تثرثر معها ، ولكنها المرة الاولى التي يشعر بانها اصبحت من عائلته فهي الان زوجته ، نعم لم يحدث عقد القران بعد ، ولكنه من يوم قراءة الفاتحة وهو تعهد امام الله انها زوجته لن يفرق بينهما شيء


توجه اليهما ونظر اليها بحب والابتسامة مرتسمه على شفتيه
__ ها ، سنؤكل ام ماذا ؟
اشاحت بوجهها عنه في غضب يتخلله الخجل
لترد نور مبتسمة : حالا ، ضع الاطباق على المائدة
__ يا سلام ،الم يكفي انني طهوت الطعام ، اضع الاطباق على المائدة ايضا ، هذا كثير ، ولن افعله
التفتت الي اخاها ونظرت اليه فهي تعلم انه يريد خروجها من المطبخ حتى يستطيع التحدث مع علياء بمفردهما فهو الذي يعد المائدة كل يوم تقريبا
__ حسنا عمر ، ساعدها انا
لتقول علياء بسرعة : لا نور اعطيني الاطباق سأضعها انا على المائدة
لم تستجب نور اليها ، واخذت الاطباق لتذهب بها ، فأرادت علياء ان تتبعها لولا انه سد عليها الطريق بوقفته
ابتسم في وجهها : هل الجميل غاضب مني ؟
نظرت اليه وعينها مملوءة باللوم : نعم
مرر سبابته على خدها بحنان ورقه : لما ؟
ردت بغيظ : من اجل ما فعلته امام نور ، وامام الرجل الغريب الذي لا يعرفني ، بالله عليك ماذا سيقول الان
راني بمنزلك وانت تقبلني سيظن بي السوء
هتف بدهشه : اقبلك ، الذي يسمع هذه الكلمة يقول اني قبلتك فعلا
نظرت اليه في تعجب ليكمل : انها مجرد قبله على وجنتك الجميلة ، ثم انه يعلم انكي خطيبتي ، ونور كانت واقفة
لم تأتي الي المنزل وانا بمفردي مثلا
ثم هتف غاضبا : وهل يهمك ياسين الى هذا الحد حتى تتساءلي عن ما الذي سيقوله عنك
ردت بهدوء : لا يهمني احد عمر ، ولكني اتكلم في الموقف المحرج الذى وضعتني به
ردد بصوت منخفض مصدوم : موقف محرج
عندما اقبلك لأنني سعيد انكي حضرتي و مشتاق لكي
يصبح موقف محرجا ، وانني احرجتك امام الناس
اكمل بغضب حقيقي هذه المرة وهو يصر على اسنانه
__ المعذرة علياء لن احرجك مرة اخرى
صعد الي الاعلى في غضب شديد
عضت شفتيها ندما لأنها اغضبته : كانت تريد ان تخبره بانها هي الاخرى اشتاقت اليه ولكنها شعرت بخجل شديد عندما قبلها امام نور وياسين
ولا تنكر انها سعدت بقبلته وشعرت بمدى اشتياقه لها
زفرت بضيق لتنظر الي نور ، الشاهدة على الموقف من اوله الي اخره
لترفع الاخرى كتفيها علامة على انها لا تستطيع فعل شيء
ولا تريد التدخل ايضا فهي لا تريد ان تخسر اخاها ولا صديقتها
امسكت علياء هاتفها واتصلت به



صعد الي غرفته وهو ممزق من كلمتها فهل هو مصدر احراج لها ، ما الذي حدث ، انها مجرد قبله على خدها
زفر بضيق ليرن هاتفه بنغمتها المميزة
فضل عدم الرد ، والنزول الي الاسفل فهي ببيته ولن يتعامل معها بقلة ذوق مهما حدث


نزل في صمت ليجلس على راس المائدة دون ان يلتفت لها
او يتكلم مع نور
اقتربت منها نور وقالت بهمس: اذهبي وتكلمي معه
حتى نستطيع تناول الطعام ،وارحموني انتما الاثنان فانا سأموت جوعا ،اذهبي

ذهبت وجلست على كرسي بجانبه لتراه مائل للأمام بجسده مستندا بذراعيه علي المائدة ومشبك كفاه ببعض
اقتربت منه لتهمس بجانب اذنه : حبيبي
انتفضت مشاعره بقوة من كلمتها فلأول مرة تقولها وهي امامه ،معه بنفس المكان
لف بوجهه اليها ليرى وجهها قريب جدا منه
لتعلو انفاسه ويدق قلبه بقوة ، سيطر على مشاعره
ليخرج صوته اجش :نعم
__ اعذرني حبيبي ، لم اقصد انك احرجتني ، فانا خجلت مما فعلته ، وخصوصا في وجود اخرين غيرنا فغضبت وشعرت بالإحراج من الموقف وليس منك
ابتسم وقال بخبث : اذن لو كنا بمفردنا ، لن تخجلي
ردت على الفور: لا بالطبع سأخجل ولكني لن اغضب او اشعر بالإحراج
ضحك بهدوء: حسنا ، ولكن تذكري كلامك جيدا
اتت نور بالطعام ووضعته على المائدة وهي فرحة بان سوء التفاهم بينهما زال
__ هيا نتناول الطعام ، قبل ان يأتي مهندس الديكور



******************



غادر من امام منزلهم ومظهرها الطفولي البريء يجتاح كيانه ، كان يريد ان يتكلم مع عمر في الامر ولكنه لن يستطيع ان يقول له في الشارع فهو يريد ان يكسب عمر في صفه حتى يضغط عليها من هذه الناحية ايضا
فلو عمر وافق عليه ستوافق عليه هي ايضا ، رؤيته لعمر وهو يقبل علياء بهدوء وراحة لا ينكر دهشته من الموقف
فلم يكن متصور ان عمر سيفعل ذلك ، نعم هو ادار ظهره لهما حتى يرحب عمر بخطيبته كيفما يشاء ، ولكنه لم يستطيع ان يوقف تخيلاته هو والموقف يحدث بينه وبين نور
لن يستطيع حينه ان يكتفي ببعض القبل على وجنتيها
سيمطرها بقبلاته على وجنتيها وراسها وشعرها وشفاهها التي تجذبه ، تنفس بانفعال وقلبه يدق بعنف من مجرد تخيله لها وهي بين ذراعيه ويقبلها
لينتبه على صوت يصيح به بغضب : يا اعمى

اوقف سيارته وهو يضحك بشده على حالة فمن المؤكد اذا استمر في تفكيره بها وهي بعيده عنه هكذا سيحدث له احد الامرين سيفقد عقله او يتسبب في حادث لنفسه
زفر بضيق متى سياتي الخميس ؟



*************************



بعد انتهاؤهم من الغداء و وصول مهندس الديكور
والاتفاق معه على ما يريده عمر و علياء في الغرف
واستقرارهم على المواصفات التي يريدونها
انصرف اشرف مهندس الديكور و اوصله عمر الي الباب
وهو يتفق معه على ان يبدا العمل الصعب يوم الجمعة
فلن يتواجد احد بالفيلا ، ويعملوا كل يوم من الثامنة الى الرابعة ، ويسرع على قدر المستطاع ولا يهتم بالتكاليف
فهو اختار هذه المواعيد حتى لا تتواجد نور بالمنزل
صعد اليهما مرة اخرى فهما متواجدتان في غرفته تركهما تتناقشان في الالوان ووضع الاثاث
__ نور، سيأتون العمال كل يوم من الثامنة الي الرابعة
اذا حدث وجئت من عملك ويوجد احد بالمنزل لا تتدخلين الي ان اتي ، مفهوم
هزت راسها :حاضر ، لا تقلق
انتبهت علياء على المغلف الابيض الموضوع لتسال في اهتمام : ما هذا عمر ؟ دعوة عرس
ضحك وقال بمزاح: نعم، دعوة عرس ياسين
انتفضت بشده من الجملة لدرجت انها سكبت الشاي على نفسها
انتفضت واقفة وعلياء تقول :لا حول ولا قوة الا بالله
هل حدث لكي شيء؟
نفضت ملابسها : لا الحمد لله ، الشاي كان باردا
تعجب عمر وسال باهتمام : هل ما زلتي متعبة نور؟
__ لا عمر ، انا بخير ، سأذهب لأبدل ملابسي
__ ومتى العرس ؟ان شاء الله سالت علياء
__ أي عرس
__ ماذا بك عمر ؟ عرس المهندس ياسين
ضحك بشدة : لا يوجد عرس ، انها حفلة يقيمها صديقه ياسر
بمناسبة انه رزق بطفل جديد ، ونحن مدعوين عليها ، وطبعا ستاتي فانت اصبحت من عائلتي الان
ضحكت : لا ليس بعد
__ لا تتحديني علياء
ابتسمت : لن استطيع ان اترك امي
__ سأستأذنها انا
جلس بجانبها على الاريكة ومد يده خلف ظهرها ليشدها اليه
ويطبع قبله سريعة عل خدها
هتفت وهي تبتعد عنه : ماذا تفعل عمر ؟
__ اعبر عن مشاعري فاني سأشتاق اليك
ابتسمت : توقف ارجوك
__ لما ؟انت قلتي انكي لن تغضبي اذا كنا بمفردنا
ونحن بمفردنا
تنبهت لخروج نور من الغرفة ليحمر وجهها بشده وتنتفض واقفه
وقف امامها :علياء لما كل هذا الخجل حبيبتي ، فانتي زوجتي
__ ليس بعد
__لا حبيبتي ، امسك يدها اليمنى المتزينة بخاتمه ورفعها
ليقبلها بلطف : منذ وضعي لهذا الخاتم بأصبعك اعتبرتك زوجتي ، ولا ضرر ان اعبر عن مشاعري اليك ونحن بمفردنا
اخجلها رده اكثر لتذوب خجلا عندما احتضنها بين ذراعيه
وهمس بأذنها : احبك علياء


*******************

تناهى الي مسامعها وهى تخرج من الغرفة الحوار الذي دار بين علياء وعمر لتنتفض غضبا من اخيها الاحمق ومزاحه
لتسال نفسها : وما علاقتك انت بالأمر؟ يتزوج يخطب ليس لكي علاقة بالأمر
تذكرت صوته وهو يناديها بعفويه حبيبتي
كم ان الكلمة رائعة اشعلت حواسها ، هل كان يقصدها بالفعل
ام هي كلمة اعتاد ان يقولها لكل الفتيات
شعرت بالغيرة تحرقها هل توجد اخريات في حياته
لما هي مهتمة من الاصل ، فما هو بالنسبة اليها لتهتم هل له علاقة بفتيات ، خلعت ملابسها لتقذفها ارضا بغضب شديد
وهي تهتف بغيظ :تبا له


****************


بعد ان احتضنها لفترة بين ذراعيه لم يقدم على شيء بها
بل ظل واقف ساكنا وصامتا ايضا ، يستمتع بوجودها بين ذراعيه ، اجلسها الي الاريكة وهو يحاوطها بذراعيه
كأنه خائف ان تركها تهرب منه وتضيع حلاوة العناق
الذي يشعر به
قال هامسا : ها حبيبتي ، ستاتي معنا اليس كذلك ؟
ابتسمت في خجل : نعم ، ولكن اقنع امي وعلي بذلك
__ من عيوني ، انا مسافر غدا
__ الي اين ؟
__ الي الاسكندرية ، سأذهب لأرى الارض التي ستقام عليها الشاليهات ، وامر على عمي لأبلغه بموعد الزواج
لاحظت التوتر الذى سيطر على ملامحة عند ذكره لعمه
لتمرر كفها على خده برقة : ترجع بألف سلامة حبيبي
لا تنسى ان تطمئني عليك
__ لا تخافي ، لن انسي ، هل استطيع ان انسى روحي
انت روحي عليا
ابتسمت بسعادة ورقة : لابد لي من الذهاب فانا تأخرت
__ حاضر سأوصلك الي البيت
قامت من مكانها لتخرج من الغرفة ويتبعها هو
ليقابلا نور في الردهة : الي اين ؟
__ سأذهب ، فالوقت تأخر وعمر مسافر غدا ، ولابد ان يستريح ويأخذ كفايته من النوم
احتضنت صديقتها وقبلتها : تعالي معي غدا ، فانا ذاهبة لمصممة الفستان ، واريد ان اخذ رايك
__ حسنا نتقابل بعد موعد خروجي من العمل
__ حسنا اراكي غدا ، الى اللقاء
__ سأوصلها نور ، لا تفتحي الباب لاحد
ضحكت نور من اهتمام اخاها المرضي
__ من سياتي الان عمر ، استرح واغلق الباب خلفك بالمفتاح ، فانا سأخلد الي النوم
__ حسنا ، قبلها على جبينها تصبحين على خير
بعد ان غادرا وسمعت صوت المفتاح ، ابتسمت وهي سعيدة
باهتمام اخيها لتدخل الي غرفتها وتندس في فراشها وتستعد للنوم

********************

يقود سيارته وهو يشعر بانه طائر يحلق بجناحيه في السماء البعيدة ، فالطريق الي شرم الشيخ مدته من سبع الى ثمان ساعات وهو اختصره الي خمس ساعات من فرط شوقه اليها ها هي حبيبته اتيه بعد طول انتظار وايام قضاها في مرارة البعد وليالي طويله لم يذق بها طعم النوم ، فكيف ينام وهي بعيدة عنه
وقف في بوابة دخول المحافظة ليمر منها سريعا
يشعر بان الهواء يحمل رائحتها الزكية ، و عبيرها الفتان
نظر في ساعته ليجد باقي على وصول الطائرة فيما يقارب الساعة
توجه الي احد المنتجعات السياحية وحجز جناحا لهما
واشترى بعض من الملابس له ، فلم يتسن له العودة الي البيت لإحضار ملابسه
اتجه الي محل فخم لبيع الاشاء النسائية ، واشترى لها هديه فخمة
توجه الي المطار ليكون في انتظارها ،وما اصعب الانتظار على عاشق مثله ، يتنفس حبها ، فهي تعيش بداخله و تجري بعروقه ، حب الطفولة والشباب ورفيقة العمر


اعلنت الميكروفونات الخاصة بالمطار عن عودة الطائرة الأتية من لندن ،وهبوطها في ارض المطار
ليتأهب هو للقاء حبه المشتاق لها
واقف ينتظر على احر من الجمر، لتقع عيناه على حبيبته ويتأملها بعشق واضح ، لم تتغير كثيرا منذ اخر مرة كان معها
اشار اليها بيده لتنتبه الي مكان وجوده ، لتشير اليه بحب وحماس ، وتهرع اليه راكضه لتقفز الي حضنه وتلف ذراعيها حول عنقه ورجليها حول خصره وتمطره بقبلات عديده على وجهه
اثار المنظر الناس المارين بجانبهم ، لكنهم لم يهتموا كثيرا
ظنا منهم انها احدى الاجنبيات وتسلم على صديقها المصري فشعرها الاصفر وعينيها الزرقاوان وملابسها المتحررة اخبرتهم بانها غير عربيه ، وكان سيختلف رد فعلهم كثيرا اذا كان مظهرها يدل على انها عربيه واحتضنها زوجها امام الناس ، لنظروا اليهما بنظرات استهجان وغضب حقيقي
ضمها بحب شديد اليه لينزلها ارضا
__ اشتقت اليك كثيرا حبيبتي
__ وانا ايضا يوسف ، لن اغادر ثانية حتى لو انقلبت الدنيا راسا على عقب
ضحك في وجهها : حسنا ، هيا بنا لنذهب الي الفندق
ركبت بجانبه وهي تثرثر بسرعة عن كل ما فعلته من اخر مرة كان عندها بلندن
__ اشتقت اليك يوسف ، كم سنبقى في شرم الشيخ
__ سأعود غدا ، واعدك اننا سناتي قريبا لنأخذ اجازة من العالم كله ، فقط لوحدنا
مطت شفتيها بزعل : ولماذا ستعود سريعا هكذا
__ لم استطع ان اقنع ياسين بمدة اكثر من ذلك ، وخصوصا انني في بداية استلام عملي
ابتسمت برقه : حسنا حبيبي ، لا توجد مشكلة ، سأعود معك
نظر اليها بوله : اشتقت اليك كثيرا


وصلا الي الفندق ليأخذ احد العاملين السيارة ليصفها
ويأخذ واحد اخر الحقائب ليدخل يوسف الي الاستقبال
ويأخذ مفتاح الجناح ليصعدا الي الاعلى

دخلا الي الجناح و ادخل العمل الحقائب لينصرف ويغلق خلفه يوسف الباب
اتجه اليها في الشرفة ، وهي واقفة تنظر الي البحر وشعرها يتطاير حولها ليحتضنها بين ذراعيه ويقبل راسها بعشق
ويريح ذقنه على راسها
__ كم اشتقت الي مصر يوسف ، وكم اشعر بالعذاب لأني رجعت و لن اكون بقربك
تنهد : ستكونين بقربي دائما ، لن اتركك ابدا ، حبيبتي
لفت اليه : حقا يوسف ، ستخبرهم
__ نعم ، سأتكلم مع ياسين اولا ، قبل ان اقول لأمي
نظرت الي الارض لتقل بارتباك : ومعتز
قال بنبرة قوية: يضرب راسه في الحائط ، لن اتخلى عنك من اجل كراهيته لياسين غير المبررة ، والصراع الدائر بينهما
فانتي زوجتي لن اتخلى عنك من اجل اوهام
احتضنها في حب وهمس في اذنها : اشتقت اليك كثيرا
ضمته الي حضنها اكثر : وانا ايضا اشتقت اليك كثيرا
ليغرقها في قبلاته النهمة وهو يردد على اذنيها مدى حبه لها واشتياقه لها

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 29-06-11, 04:36 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


الفصل التاسع عشر


الجزء الثاني



دخل الي قصرهم
ليجد امه جالسة في مكانها المعتاد والانزعاج والقلق واضح عليها ، سلم عليها وقبل راسها
__ ما بك امي ؟
__ قلقه على اخاك فلم يأتي الي الان
__ الم يخبرك ، لقد سافر الي شرم الشيخ وسيعود غدا
__ لماذا سافر ؟
__ توجد لي بعض الاعمال هناك ، سافر لأنهائها
__ هل تطمئنت عليه ياسين ؟
__ لا أمي ، سأتصل به الان
أقرن قوله بان اخرج هاتفه واتصل بأخيه ليرن الهاتف دون مجيب ، اتصل مرة اخرى


رن هاتفه لينقطع ثم عاود الرنين من جديد
دفعته بلطف : يوسف هاتفك يرن
قال بضيق : اعرف، تجاهليه
ردت برقه: لابد انه شيء هام
نظر لها ثم ابتسم: حسنا
اعتدل وقام واقفا ، ليبحث عن هاتفه ليجد اسم ياسين
__ انه ياسين، التزمي الصمت قليلا
هزت راسها موافقه
__ اهلا ياسين ، كيف حالك؟
__يوسف ، لما لا ترد على الهاتف ، ولماذا لم تمر على البيت حتى تطمئن امي؟
__ لم يكن عندي وقت لأمر على المنزل ، طمئن امي
انا بخير
__ اين انت الان ؟
__ حجزت غرفة في فندق لأبيت بها ، وسآتي غدا ان شاء الله ، لا تقلق مثلما اتفقنا
__ حسنا، تعود بألف سلامة، لا تسرع في الطريق، سلام
__ حاضر، سلام
اغلق الهاتف ليراها جالسة تنظر اليه وواضح عليها الضيق
اقترب وجلس الي جوارها واحاطها بذراعه : ما بك ؟
لم الضيق ظاهر عليك ؟
__ لا شيء
تنهد: لكن واضح عليك الضيق
__ الم تقل منذ قليل انك ستخبره ؟
ابتسم: نعم بالتأكيد سأخبره ولكن في الوقت المناسب
اكمل بجدية : لابد ان اكسب ياسين في صفي ، حتى يؤازرني امام أخاك المبجل
هزت راسها بالموافقة
اتسعت ابتسامته اكثر : ما رايك ان نخرج لنتعشى ، ونتجول قليلا
ابتسمت بسعادة: موافقة طبعا
قفزت واقفه : سأجهز حالا
ابتسم على مرحها وحماسها لتختفي من امام نظره ويغرق هو في تفكيره لن يستطيع ان يبتعد عنها بعد الان ، ويعرف تماما ان معتز عندما يراها سينسج حولها شرنقته وبالكاد سيستطيع رؤيتها ، لابد من اخبار ياسين فهو الوحيد الذي سيقف امام معتز وهو من يصلح ندا للأخير
ولكن ما يجهله فعلا موقف ياسين حيال الوضع بأكمله
هل سيسانده ، ام سيغضب ويحيل حياته جحيما
تنبه على صوتها : يوسف ألم ترتدي ملابسك بعد ، انا جاهزة
__ المعذرة حبيبتي، خمس دقائق ونكون بالخارج
اتجه لارتداء ملابسه وهو يقرر انه سيتكلم مع ياسين عندما يعود



**************************


__ هل ارتحت الان امي ، سيعود يوسف غدا ان شاء الله
__ انشاء الله حبيبي ، ماذا فعلت بموضوع زواجك
__ اخذت ميعاد من عمر سأتكلم معه حينها
__ موفق بإذن الله حبيبي
__ اسمحي لي امي سأذهب للنوم
تصبحي على خير
__ وانت من اهله حبيبي
اتجه ليذهب الي النوم وهو يفكر لا يعرف لما كذب عل امه حيال يوسف ، لما لم يخبرها بانه ذاهب ليستقبل احد اصدقائه كما قال يوسف له ، ربما اراد ان يطمئنها هز كتفيه بحيرة فهو متوقع ان اخاه يخفي مصيبه ولكنه سينتظر الى ان يكتشفها او يخبره بها يوسف

***********************

في صباح اليوم التالي عند الساعة التاسعة والنصف جهزت اوراقها ومرت على مكتب السيد عبد العزيز اعطته المذكرة الذي طلبها منها ، وتبلغه بأمر الاجتماع الذي ستحضره بدلا من يوسف
صعدت الى الاعلى وهي تبث في روحها القوة وانها ستتعامل معه كالأخرين ، تذكرت البارحة ونظراته اليها وابتسامته الشقية التي لمعت بها عيناه وهو يراها في ملابسها الطفولية ، لا تنكر ان السبب في ارقها الليلة الفائتة كثرة تفكيرها به و انشغالها بأمره ، وكم شعرت بالضيق عند تذكرها مزحة اخاها وكلماته عن الزواج الي سيحدث قريبا
زفرت بضيق وهى تقول لنفسها : كوني قوية نور



وصلت الي مكتبه لتستقبلها السيدة عبير : اهلا يا استاذه
كيف حالك الان ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك ؟
__ انا بخير ، اكيد اتية لحضور الاجتماع ، تفضلي السيد ياسين بالداخل ، والاخرون على وصول
قالت السيدة عبير كلماتها وهي تفتح باب غرفة الاجتماعات لنور ، وتشير اليها بالدخول

تقدمت نور للداخل وهي تشعر بان اعصابها مشدودة كأوتار الآلات الموسيقية ، وقعت عيناها عليه جالس على راس الطاولة ينظر الى الاوراق التي امامه ، رفع بصره ليرى من
الاتي ، ليبتسم بهدوء ، شعرت انها لن تستطيع الوقوف اكثر من ذلك فيبدو اليوم وسيما ، وعيناه تلمعان بكلمات لا تعلم معناها ، تحرك من مكانه ليرحب بها



عند سماعه لصوت الباب وكلمات السيدة عبير رفع عينيه ليرى من القادم ليجد نور حياته ، ابتسم بسعادة وهو يقول انها جميلة في كل الاشكال سواء الطفولي او الانثوي
فالبدلة الرسمية التي ترتديها اليوم تظهرها كامرأة جميلة
تحرك من مكانه وهو يحدث نفسه بان يتماسك ويتروى حتى لا يصيبها بالذعر كالمرة الفائتة
__ اهلا يا استاذه ، كيف حالك ؟

جملته جعلت توترها يزيد والغضب يتصاعد بداخلها
فمناداته لها بهذه المهنية جعلتها تشعر انها بعيده عنه بأميال
وتفتقد الاحساس الجميل الذي ينتابها كلما تذكرت نبرة صوته
وهو يقول: حبيبتي
نظرت حولها لتتأكد اذا كانت عبير معهما وهي السبب في رسمية التعامل بينهما ، والمفاجأة انهما كانا بمفردهما
نظرت اليه وقالت بتوتر : انا بخير ، سيدي
والمفاجأة الاخرى انه لم يغضب منها وطلب ان تستعمل اسمه الاول كما يفعل
ابتسم بهدوء : اجلسي ، وانظري للملف الذي اعده يوسف
ولو لكي بعض الملاحظات اخبريني بها
نظرت اليه في ضيق : حاضر سيدي
قالتها هذه المرة متعمده ضائقة به وبأسلوبه المتذبذب معها
كتمت غيظها بداخلها ، وانشغلت بالملف الذي امامها

ابتسم على ضيقها منه ، كان سيؤنبها على مناداته بسيدي ولكنه لم يشأ الاعتراض هذه المرة ، فمن الواضح انها تريد وضع حدود بينهما ، وايضا لأنه لا يريد استعجالها فتشعر بانها مدفوعة ناحيته ويدب الذعر في عقلها وتبتعد عنه بدلا من الاقتراب

ظل يراقبها بدت فعلا مشغولة بما تراه امامها ولكنه لا يستطيع ان يرفع عينه من عليها


شغلت نفسها بالورق الموضوع امامها ولكنها شعرت بعينيه تراقبها كالعادة رفعت عيناها بحذر وخفة حتى تراه وهولا يلاحظ انها تنظر له ، لتجده كما توقعت عيناه مثبته عليها
سيطرت على نفسها فكادت الضحكة ان تنفلت من بين شفتيها
ولكنها ابتسمت بانتصار انه يوهمها انه لا يبالي، ولكنه مهتم
فعلا مهتم حدثت نفسها بتحدي: لنرى من منا الفائز يا سيدي

تعجب من ابتسامة الانتصار التي زينت محياها وهم ان يسالها لماذا تبتسم لكنه أجبر نفسه على التراجع
حدث نفسه اذا سالتها يا غبي ستعلم انك تراقبها ، التزم الصمت من فضلك

قطع تأملاتهما صوت انثوي غنج : هاي ، كيفك ياسين ،عن جد اشتقتلك
وسعت عيناه من الصدمة فلم يكن متوقع مجيئها

التفت هي بحده لتري مصدر الصوت
وياليتها لم تلتفت ، وجدت صاروخ انثوي لبناني واقف عند الباب ويهدد بالانطلاق
لفت اليه في حده لتري تعابير وجهه وتساله بعينيها : من هذه؟
لتجده يبتسم براحة عجيبة كانه وجد ضالته المنشودة لتهب
بها نيران الغيرة وتأكلها اكل

كان يبتسم فرحا فعينان نور اعطته ما يريد ورد فعلها اكد له ما شعر به من ناحيتها كان يريد دليل واحد على اهتمامها لأمره وها هو الدليل متجسد امامه واتى له على طبق من الفضة ، ولأول مرة يريد ان يشكرها على حضورها ورؤيته لها والاهم رؤية نور لها

تقدمت الي الداخل في غنج ودلال : ما بك حبيبي ، لماذا لا تجيبني
استقام واقفا وهو يقول بهدوء : اهلا بكي جميلة ، لم اكن متوقع رؤيتك اليوم .
ابتسمت : انها مفاجأة من اجلك ، اتمنى ان تكون مفاجأة سارة
__ بالطبع هي سارة، قال مجاملا: هل يوجد احد يراك ولا يشعر بالسرور

الى هنا كانت تريد ان تقف وتكسر غرفة الاجتماعات على راسه ، نعتته بجميع الشتائم التي تعرفها والتي لا تعرفها
اذن ليس محترم كما يدعي بل هو كطارق افندي ، يعشق النساء ويجري ورائهن ويفعل ما بوسعه لينجذبن اليه
لا ياسين لن اكون نعجة في قطيع الخراف
فانا اختلف عن الاخريات ، وسنرى من منا سيربح

نظر اليها ليرى الغضب واضح على وجهها ومعالمه
ليرتبك اكيد فهمت ترحيبه بهذه الضيفة غير المتوقعة على انه غزل
تنحنح : نور ، انها الاستاذة نور عضو عندنا بالشئون القانونية
الانسة جميلة مندوبة شركة استيراد مواد البناء
نظرت اليه في حده لتقول بلباقة : اهلا بها سعيدة بالتعرف عليك يا انسة
ردت جميلة بابتسامة رقيقة : وانا ايضا
سال بجدية : اين بسام ؟ لماذا لم يأتي معك ؟
__ آها ، انت تفتقد صديقك ، وكنت لا تريد رؤيتي
نظرت اليه لترى بما سيرد عليها
ليشعر انه واقع في مازق :لا ابدا ولكن هو من اتعامل معه منذ فترة طويلة وهو يدري عن العقود الاخيرة اكثر منك
ضحكت بدلال : لا تخف انه يصف السيارة ، فانا اتيت لأراك فقط واسلم عليك فانا اشتقت اليك جدا ، ثم لا تنسى انا السبب الرئيسي لصداقتك لباسم وتعاملك مع الشركة
احمر وجهه هو يعلم بان جميلة تمزح معه ولكن هذه النور يشعر انها تغلي من الغضب والغيظ ، ثم انه لا يريدها ان تفسر العلاقة بينه وبين جميلة خطا

تشعر بان الدم يغلي ويفور في راسها وهذا الصاروخ الانثوي الجميل تصف اشتياقها له وتتغزل به امامها
العجيب انها حاولت التقليل منها او من جمالها فلم تستطيع فكل ما بها جميل وصدق من سماها جميلة فهي اسم على مسمى ، ثم انها تتمتع بكل مقومات الانثى من السحر والدلال والرقة والغنج ليزيدوها جمالا ،
هتفت داخلها : هذا ليس عدلا ، فهذه الجميلة استولت على كل الصفات الانثوية لها لوحدها
وزادت عليهم باتباعها لأحدث صيحات الموضة في ملابسها وزينتها ، ولما لا فهي لبنانية ، وهذه بلد الجمال


فاقت من تأملاتها على صوت طرقات هادئة على الباب
لتفاجئ بشاب مثل القمر اشقر قال بابتسامة جميلة : السلام عليكم
كيفك ياسين ، اشتقتلك كثيرا
قام ياسين وصافحة بمودة : انا ايضا يا صديقي
ضحك الاخر : ما رايك في المفاجأة ؟
ابتسم ياسين: جميلة
قال الاخر مازحا : هل هذا رايك ؟ ام انك تنادي عليها
ضحك ياسين : الاثنين ، تعال اعرفك على اكفئ المحاميات التي انضمت الى الشركة حديثا الأستاذة نور
السيد بسام المندوب الاول الذي نتعامل معه
هزت راسها مرحبة ليطلق باسم صفارة اعجاب صغيره
__ ما أحلاك ، سعدت طبعا بمعرفتك
انتفض ياسين من تعبير صديقه ، ليبتسم بتوتر
__ اجلس يا بسام، فأمامنا عمل طويل
اصر على ان يجلس بين بسام ونور ، فهكذا يشعر بحمايتها
والاطمئنان عليها اكثر





بعد مرور عدد من الساعات
انتهى الاجتماع
قال بسام : بمناسبة انتهاء الاجتماع على خير وارضاء الطرفين
قال جملته الاخيرة وهو يغمز بخفة لنور ليجز الاخر على اسنانه
اكمل : انا ادعوكم للغداء على سفينه نيلية احب كلما اتي الى مصر ان اتناول طعامي بها ، مشاهدة ضفاف النيل من المتع الذي اعطاها لنا الله
تنحنحت لتقول : حسنا اتريد أي شيء اخر سيدي
رد بسام سريعا : ما هذا الدعوة تشملك انت الاخرى يا استاذه
فانت تعبت معنا اليوم ، وهذا اقل واجب نقدمه لكي
فلولا مرونتك معنا في العقود والتوصل لهذه الصيغة كنا ما زلنا نتناقش ونلف وندور في حلقة مفرغة ، ولكن انت بذكائك توصلت الي بند يريح الطرفين ويحفظ حقوقهما ايضا
قبض ياسين كفيه بشدة محاولا السيطرة على انفعالاته وغيرته فباسم يتغزل بها ولكن بأسلوب اخر ، ومصر على دعوة الغداء ، ولن يستطيع هو الرفض الان
نطقت بهدوء : لا استطيع فانا لازالت داخل اوقات العمل الرسمية ، ولدي عمل كثير لابد من انهاؤه
فتح باسم عيناه من الدهشة : سيعطيك صاحب الشركة بقية اليوم اجازة فانتي تستحقينها
ليلتفت الي ياسين : اليس كذلك يا ياسين ؟
تمنى ياسين الان ان يلكمه ليفقع احدى عينيه ، فكان سيطير من السعادة لاعتذار نور عن الدعوة ولكن هذا البسام مصر والواضح انه سيلبي له رغبته
قال باقتضاب والكلمات تخرج من بين اسنانه
__ بالطبع ، تستطيعي ان تأتي معنا ولا تشغلي راسك ببقية العمل


رات في عينيه الرفض ولكن اصرار بسام جعل عينيه تتحول الي الغضب والغيظ
حدثت نفسها : طبعا يريد الاستمتاع بالدعوة والنيل وهذه الجميلة ، ولا يريدني معه طبعا خوفا ان انقل أي شيء سيحدث بينهما هنا في الشركة، حسنا يا ياسين سأعكر صفو لقائك بجميلة هانم
وعندما قال جملته الأخيرة كادت ان تقع ارضا من الضحك فكان مغتاظا جدا ويخبرها بعينيه ان ترفض
لتبتسم بخبث : حسنا سيدي ، الي هنا لا استطيع الرفض
هنا تحولت مقلتيه الرماديتين الي جمر من النار فهو يعلم جيدا انها قبلت الدعوة لإغاظته فحسب
فكما تجيد هي قراءة عيناه ، هو الاخر يجيد قراءة عيناها
وعند ابتسامتها الخبيثة ، ازداد اعجابه بها فهي الان تلعب دور الانثى ببراعة
تنهد داخليا : ما احلاها من انثى

لف الي بسام وقال وهو يرسم الابتسامة
__ حسنا بسام ، اذهب انت وجميلة الي سيارتك ، وانا سآتي انا والأستاذة حالا
نهض بسام هو وجميله وانصرفا
قالت بهدوء : سأذهب لاتي بحقيبتي
قال باقتضاب وهو يخرج وراءها : عبير ، ابلغي السيد عبد العزيز ان الانسة نور معي في مهمة عمل
__ نور
التفت اليه : سأنتظرك في الجراج ، لا تتأخري
هزت راسها موافقة ،لتبتسم ابتسامة واسعة وهي تخرج من الغرفة






دخلت الي مكتبها واخذت حقيبتها لتنزل مسرعة على السلم الي ان وصلت الي الجراج
حدثت نفسها من الجيد انها لم تقابل سناء فلن تستطيع ان تشرح لها أي شيء
تقدمت ناحية سيارتها لتجده يقف امامها بسيارته عرضا ويسد عليها الطريق ،فتح الباب وقال امرا
__ اركبي
ثم قال بإصرار والغيظ يملئ صوته :اركبي ، ولا تعترضي من فضلك ،وسأرجعك هنا بعد الغداء لتأخذي سيارتك


لوت شفتيها فهي لا تريد الركوب ولكن لا تريد اغضابه اكثر من ذلك
اذعنت لأمره وركبت بجانبه







انقضى الطريق وهما الاثنان صامتين لم ينطقا بحرف واحد
هو يتميز غيظا منها ومن موافقتها على دعوة الغداء
وهي ترتدي قناع اللامبالاة وعدم الاهتمام وتريد ان تفسد عليه غداؤه مع جميلة


وصلا الي المكان لتجده فعلا من احدى الاماكن الفاخرة على النيل ، لتكتم انفاسها انبهارا بمنظر النيل وصفحته الزرقاء الصافية تسقط عليه اشعة الشمس كحبات اللؤلؤ تزينه وتجعله يبرق جمالا
هتفت بصدق : ما اجمله
ابتسم بسام : الم اقل لك ، انه من المتع الذي وهبها لنا الله
جز على اسنانه غيظا منها
ليدفعها برقة ناحية احدى المقاعد ويجلس بالمقعد الذي بجانبها ، فعل هذا حرصا على ان لا تجلس بجانب بسام




انتهوا من تناول الطعام ، لا تنكر انها استمتعت فعلا بالدعوة والغداء وبسام فهو شخصية طريفة ذو حس فكاهة عالي
ضحكت على نكاته واستمتعت بتجاذب الحديث معه والاغرب انها وجدت جميله ذات شخصية جذابه لبقة الحديث وحلوة الروح
فعلا استمتعت بالجلسة معهما ، اما ياسين فكان في غاية اللطف مع جميله طبعا كان يضحك ويمرح معها ويرد على باسم بهدوء وغيظ لا تفهم سببهما ، اما هي لم يتكلم معها اطلاقا


انتهوا من جلستهم ليفجر بسام مفاجأة في وجههما اخر الجلسة وهو يقول : ياسين الن تأتي الي لبنان قريبا
ابتسم بهدوء: لما تسال ؟
نظرا الي بعضهما هو وجميلة لتقول جميلة : لتحضر زفافنا
ضحك ياسين : حقا
اشارا الاثنين براسهما ليكمل بسعادة : الف مبروك ، ابلغني بميعاد الزفاف و سأحضر بإذن الله


بلمة من المفاجأة لدرجة انها لم تبارك لهما ، كانت تظن ان بين ياسين وجميلة علاقة من نوعا ما ، ولكن خبر الزفاف
ادهشها وجعلها فاقدة النطق
تداركت الامر عندما انتهى كلام ثلاثتهم لتنتبه على صوت ياسين وهو ينظر اليها بخبث : الن تباركي لهما نور ؟
هزت راسها : لا طبعا ، مبروك
ضحك بسام قائلا :انتي الاخرى مدعوة على حفل الزفاف
ضحكت :في لبنان ، لن استطيع ، ولكن مبروك يتمم الله عليكما بالخير
وقف : هيا سنذهب ، فطيارتنا مساء اليوم
__ انت ذاهب الي لبنان ؟
__ لا انت تعلم اني غير مقيم بلبنان ولكن لابد من اقامة الزفاف هناك وسط اهلي واهل جميلة
صافحة ياسين بحب : مبارك بسام ، اراك على خير ان شاء الله ، ابلغني بموعد الزفاف وسأحضر بإذن الله


بعد ان ودعا بسام وجميلة ، همت بالتحرك حتى ينصرفا
فوجئت بيده تمسكها من رسغها ، قال امرا
__ اجلسي
نظرت اليه في دهشه : لما ؟
__ اريد التحدث معكي
نظرت اليه مطولا وجلست مكانها كتفت ذراعيها امام صدرها وقالت بنفاذ صبر :تفضل ، اتريد مني ان اواسيك
ردد بدهشة : تواسيني
__ اه نعم ، تركتك حبيبة القلب لتتزوج
ابتسم بهدوء مغيظ : حبيبة قلبي ، لم تتركني وتذهب الي أي مكان
انتفض راسها بشدة لجملته : اذن هو بالفعل على علاقة بإحداهن
قالت بمرارة : متى الزواج بإذن الله ؟
__ قريب ، عندما تتفضل علي بالموافقة
رمشت عينيها بعصبية وعضت على شفتيها
__ كفي عن ذلك
__ ماذا ؟
__ لما انت عصبية لهذه الدرجة نور ؟
__ انا لست عصبية ، ما الامر الذي تريدني من اجله
تنهد : اريد ان اعرف السبب الرئيسي في موافقتك على دعوة الغداء
__ عادي ،لا يوجد سبب ، بسام اصر وانت وافقت وانا لم اجد مانع من الحضور
ردد بضيق : بسام اصر ، تتكلمي عن بسام كانه احد اصدقائك
__ وما الضرر في ذلك ، انه شخصية جذابة
جز على اسنانه غضبا وقال مزمجرا : نور ، لا تستفزينني اكثر من ذلك
__ وما دخلك انت بان يصبح من اصدقائي او لا
ضم يديه ليسيطر على اعصابه : نور ،انت تعلمي جيدا ما دخلي بالموضوع
ليكمل بهدوء : لا اريد لمن ستصبح زوجتي اصدقاء رجال
قالت بغباء : اخبرها بذلك
ابتسم : انا اخبرها الان
لفت راسها يمينا ويسارا : اين هي ؟
نظر لها بهدوء ليحمر وجهها: ماذا تقصد ؟
رفع حاجبه الايمين دليل على تأكيده لما قاله وفهمته هي
صمتت قليلا لتقول بهدوء : ماذا تريد مني ياسين ؟
__ انت تعلمي نور ، وانا اعلم ايضا
__لا اعلم شيء ، وماذا تعلم انت ؟
__ اعلم ان السبب الرئيسي لموافقتك على دعوة الغداء ،هي لإغاظتي وحسب ، اعلم انك ظننت ان بيني وبين جميلة علاقة ما ،وهذا الامر اثار غضبك ، اعلم ان خبر الزفاف ادهشك ، وانا اؤكد لك لا تربطني أي علاقة باي فتاه
تعجبت منه كيف عرف هذه الاشياء ألهذه الدرجة هي شفافة امامه
__كيف عرفت ؟
تنبهت انها قالت سؤالها بصوت عال لتضع يدها على فمها وتشهق
ابتسم ومد يده ليمسك بيدها الموضوعة على فمها وسحبها بهدوء ليمسكها بحنان وقال بصوت هادئ : اعلم اكثر مما تتصورين
نظرت اليه لتري عيناه تفيضان بحديث مبهم لا تفهمه ولغة غريبه عنها ، ولكن تأثير نظراته اربكها ، اخفضت عينيها
ليضع يده تحت ذقنها ويرفع راسها اليه : لا تخفضي بصرك
نور ، الي الان لا تعلمي حقا ماذا اريد ؟
هزت راسها بلا ليتنهد ببطيء : اريد ان تظلي بجانبي
اريد ان اكمل باقي عمري معك والي جانبك ، اريدك ان تصبحي زوجتي وام اطفالي ورفيقة عمري
هل علمتي الان ماذا اريد منك ؟
تنفست بقوة لتسيطر على دقات قلبها المجنون الذي يريد ان يقفز من بين ضلوعها ، لم تكن تتوقع ابدا ان هذا ما سيقوله
، ولم تكن تتوقع انه يعرض الزواج بهذه الطريقة
انتفضت واقفه : اريد ان اذهب
اغمض عيناه الما وابتسم ابتسامة باهته : حاضر
قام من مكانه والحزن يلم بحواسه لم يكن يتوقع رفضها بهذا الشكل، تمزق قلبه من نفضتها ، غبي لما تعجلت ، لا ينكر انه احس اليوم بغيرتها وغضبها من جميلة ، اذن فهي تشعر ناحيته ببعض المشاعر ، اذن لما الرفض
ركبا الي سيارته وكلا منهما غارق بتفكيره ، والصمت يخيم عليهما
هي تشعر بانها ارتكبت اكبر حماقه بطريقة ردها على عرضه
وهو يشعر انه اغبى المخلوقات باستعجاله لها


تنحنحت بعد مدة : ياسين
انتفض قلبه لصوتها الرقيق العذب وقال بهدوء : نعم
قالت بصوت منخفض : اسفة
اغمض عيناه الما تتأسف لرفضها الزواج منه
اكملت : ارتبكت ولم اتصرف جيدا
سالت بهمس والخجل يكسيها : هل تريد ان تتزوجني ؟ ام انا فهمت الامر خطئا
فرمل السيارة بقوة وركنها ، ليلتفت اليها
ارتعدت اطرافها من طريقة ايقافه للسيارة ، لتنتفض عندما التفت اليها وعيناه محمرتان من الغضب
__ لا نور لم تفهمي الامر خطا ، ما الفروض علي فعله لكي تفهمي الامر ، نعم انا اريد ان اتزوجك
ردت ببطيء : لما انت غاضب ؟
زم شفتيه و نظر اليها بحب : لأني استنفذت كل طاقتي لأستطيع ان اصل اليك ، ولم يتبقى لدي أي فكره عما تريدين مني عمله لتشعري بي
ابتلعت ريقها بصعوبة ونظرت اليه تريد الموافقة ولكن صوتها محبوس بداخلها ، تشعر بشيء اكبر منها يدفعها اليه
عقلها خائف ولكن بقية حواسها وكيانها كله يخبرها بالموافقة
نطقت بهدوء وهى تعض شفتها بتوتر : متى ستقابل عمر ؟
نظر اليها مطولا ليري الخجل يعلو ملامحها
ابتسم بسعادة : هل اعتبر هذا الرد موافقة على طلبي ؟
قالت بهمس : سأنتظر راي عمر
امسك يدها وقبلها برقة : يهمني رايك انت حبيبتي؟
عضت شفتها مرة اخرى ، ليقول بهدوء: توقفي عن هذه الحركة ، ردي علي
لم تستطع النطق ، ولكن هزت راسها موافقة
ليضحك بقوة فرحا بإجابتها ، ابتسمت على سعادته ولكن يوجد شيء بداخلها متوتر وخائف لدرجة كبيرة
وصلا الي مقر الشركة ليستوقفها قبل نزولها ، امسك يدها بهدوء ورقة : سآتي اليكم غدا ، فانا متفق مع عمر على ذلك
ابتسمت بتوتر ليكمل : لا تصعدي الي الشركة خذي بقية اليوم اجازة واذهبي الي البيت لترتاحي
هزت راسها موافقة واتجهت الي سيارتها بسرعة لتركبها وتذهب الي المنزل فهي تحتاج بالفعل الي الراحة والهدوء
والتفكير


ابتسم على سرعتها، هو متفهم ارتباكها وخجلها
ولكنه سعيد لموافقتها على فكرة الزواج، تنهد براحة
وامسك هاتفه ،واتصل بعمر رن الهاتف
رد عمر بسرعة : ياسين حمدا لله انك اتصلت فانا محتاج اليك جدا
رد بقلق : ما الامر ؟ ماذا حدث؟
__ انا بقسم الشرطة ، هل تستطيع ان تأتي الي ؟
رد بسرعة: طبعا، حالا
ادار سيارته بسرعة واتصل على مكتبه
__ عبير ، اتصلي بحسام وابلغيه ان ينتظرني بمطار النزهة
و احجزي لي تذكرة طيران حالا الي الاسكندرية
__ حاضر سيدي
قلق جدا على عمر ، ويريد ان يعرف لما هو بقسم الشرطة
لا ينكر اعجابه به من قبل ان يراه فكان يسمع عنه كثيرا من سوق العمل ، والجميع اتفق على انه شخصية مهذبه و محترمة ، وبعدما اقترب منه ازداد اعجابا به



***********************

رن هاتفها عند وصولها الي المنزل
__ وعليكم السلام ، انا بالمنزل ، علياء هل يمكنك ان تأتي الي
ردت الاخرى بمرح : طبعا ، ولكن اجهزي لنذهب الي المصممة
__ حسنا


*****************


وصل الي قسم الشرطة بعد ساعة على الاكثر
تكلم مع احد الضباط المتواجدين بالقسم ، ليجد ان عمر تشاجر مع بعض الاشخاص ، ومحتجز بالقسم لعدم وجود بطاقته الشخصية ، يحتاج لضامن فقط ليخرج

بعد قليل كان يخرج هو وعمر من القسم
ما ازعجه فعلا منظر عمر المنهك ، و التعب الواضح عليه
قال بهدوء :اشكرك ياسين، والمعذرة على
قاطعه بحزم : عمر من فضلك ، انت كيوسف ، فلا تشكرني او تعتذر مني
سأل بهدوء: ماذا حدث ؟
اغمض عينيه ليكمل ياسين : حسنا ، لا تشغل بالك ،اين سيارتك ؟
__ انها قريبه
__ حسنا اركب لنذهب اليها ، حسام هيا
وصلا الي السيارة ليرتجلا الاثنان ، امال بجسده
__ اذهب انت حسام ، وشكرا على اهتمامك
التفت اليه : اين مفاتيحك عمر؟
امد اليه المفاتيح ليشير اليه براسه : اركب ، سآخذك الي مكان رائع على البحر ، وهناك سنتكلم قليلا


*********************


هتفت بدهشة ممزوجة بالفرح : ماذا ؟ بجد نور
ابتسمت : نعم ، هل يوجد مزاح في هذه الاشياء ؟
__ وانت وافقتي
__ لا اعلم علياء لم افهم نفسي حينها
__لا يهم ، مبروك
احتضنتها بفرحة : ما رايك نقيم زفافنا معا
ضحكت نور : تمهلي قليلا ، لن اتزوج بسرعة هكذا ، اريد وقتا لأتعرف عليه ، وافهمه ويفهمني
نظرت اليها : نور ، انت تحبيه
همت بالرد لتكمل : لا تقاطعيني من فضلك ، انا وانت نعلم جيدا انك تكني له مشاعر خاصة ، هذا غير اذا كنتي لا تهتمي به كنتي رفضتي عرض الزواج ، فعلتيها كثيرا من قبل ، وكان الاخرون يهيمون بكي حبا
فلا تحاولي ان تبتعدي عنه وتسيطري على مشاعرك من اجل لا شيء ، ولو على عمر انت تعلمي انه سيوافق
فياسين عريس لا يرفض
غمزت لها بعينها : هيا لنذهب الي المصممة ، من الممكن ان تجدي فستان لكي من اجل زفافك
ابتسمت نور ولكنها لا تشعر بالحماس كعلياء ولا تعلم لما الي الان وافقت على الزواج منه

*********************

مسح وجهه بكفية كعادته عندما يريد التخلص من توتره والسيطرة على اعصابه
__ لا تبتئس عمر ، حصل خير وانا سأفعل ما بوسعي
__ اشكرك ياسين ، ولكن
قاطعه بحزم : عمر من فضلك لا تكمل حديثك هذا ،واعتبر انني شريك لك ، وسأساعدك
اكمل : ما رايك في المكان ؟
ابتسم عمر بوهن : جميل ، اختيار موفق ، فالمكان يبعث على الراحة
تراجع الي الخلف واسند ظهره على الكرسي براحة
__ صحيح ياسين ، ما الامر الذي كنت تريده مني البارحة؟
فهذا الامر شاغل تفكيري هو وموضوع دعوة ياسر
سأكون صريح معك ، فانا متعجب من امر الدعوة جدا
كح ياسين ،ليسال عمر : هل ازعجتك صراحتي ؟
__ لا يا صديقي ، وسأكون انا الاخر صريحا معك
الموضوع الذي اريدك به هو انني اريد الزواج من نور
رفع عمر حاجبيه علامة على دهشته ليكمل ياسين بهدوء
__وامر الدعوة اقترحه ياسر حتى نتعارف كلنا على بعض في جو خارج الاطار الرسمي ، وانا وافقته
ياسر اكثر من اخ وصديق ، رفيق حياتي ، ويعتبر من العائلة بالفعل
اتمنى ان لا اكون ازعجتك بصراحتي ، كنت اريد التقدم اليك رسميا غدا ، ولكنك طلبت مني توضيح
لم تتغير ملامح الدهشة المرسومة على وجه عمر
فضل ياسين الصمت ، الي ان يستوعب عمر الامر
لينطق الاخير بهدوء ورزانه : وانا لن اجد احسن منك لنور
__ عمر لا تجعل ما سأفعله معك يؤثر على قرارك في الموافقة ، فهذا شيء وهذا شيء اخر ، فالعمل لا علاقة له بالزواج والنسب
__ اسمعني جيدا ياسين ، نور اغلى شيء في حياتي وهي ما تبقي لدي من عائلتي ولن اربط بينها وبين العمل ، ولو حياتي كلها بين يديك وانت لست كفؤ لتتزوج اختي ، لن اعطيها لك ابدا وسأموت راضيا
ابتسم ياسين ليكمل الاخر : ولكني بالفعل سأطمئن عليها معك
فانت رجل شهم ، وستحافظ عليها جيدا ، وستوعدني الان انك ستحميها وتحافظ عليها عمرك كله ولن تضايقها ابدا
نطق الاخر بسعادة : اوعدك عمر
__ اذن سأنتظرك غدا ، لتتقدم الي رسميا
ابتسم ياسين وهو يشعر ان السعادة ستغمر حياته

********************

__ نور لا تكوني متزمتة هكذا ، فانتي صديقتي واخت العريس ، لن يضر ان ترتدي فستان صاخب قليلا ، والحفل اصلا في بيتكم
هزت راسها نافية لتكمل علياء : نور تعبت معك ، كل شيء
لا يعجبك ، لن ترتدي فستان اسود في زفافي انتهينا
كفى اسود ورمادي وازرق وزيتي ، هذا كثير ، قضيتي عمرك كله في هذه الالوان الا تشتاقي للألوان الاخرى
__ علياء من فضلك
قالت بحزم : بل من فضلك انت ، اسمعي كلامي هذه المرة
انتهت احزانك نور ، كفي عن الحزن ، وتمتعي بما بقي من عمرك ، انا العروس ومن ستقرر لون فستانك
واشارت بيدها قاطعة : بدون نقاش
ابتسمت نور : حسنا ، ولكن سيكون على طريقتي
ابتسمت الاخرى بخبث : لا ، انا سأقرر ايضا تصمميه
يكفيك ان ترتديه
ضحكت نور لتسال الاخرى : ما رايك في فستاني ؟
ردت بفرح : جميل علياء ، مبارك عليك ، ولكن لما اخترت درجته اقرب الي الابيض ، كانه فستان زفافك
كنت اخترت احدى درجات الروز
قالت علياء بإحباط : كنت سأفعل ، ولكن امي اصرت علي ، وحلفتني ان اختاره هكذا ، والسبب انه عقد قران
ابتسمت نور : خالتي لديها معتقداتها التي لا تتغير ابدا
ضحكت علياء بمرح : نعم ، أتصدقين ، تريد مني شراء كل شيء قبل الحفل ، ولا اعلم لماذا ، واذا تذمرت انا او بسنت غضبت مننا وتصل لدرجة المخاصمة
انا اشفق على بسنت وزوجها ، فهما من يتعبان معي
والشهادة لله محمد (زوج بسنت ) اكثر من اخ ومعزته من معزة علي بالضبط ، ويكفيني انه لا يعاتب بسنت على تأخرها معي او انشغالها بي ، بل بالعكس عندما نتأخر ليلا
يأتي الينا ليوصلنا واحيانا يلف معنا بالأسواق
انه ابن حلال ، اتمنى ان يرزقهما الله بالذرية الصالحة قريبا
ردت نور مؤكده : امين يا رب ، الا يعلما الي الان ما السبب في التأخير ؟
__ ما فهمته من بسنت ان لابد من اجراء عمليه لتستطيع الانجاب ، ولكن لا اعلم الي الان ما الذي يؤخرهما ؟
__ ربك يرزقهما قريبا ، ان شاء الله
__ ان شاء الله ، هيا لنذهب ، نور الم يتصل بك عمر اليوم؟
__ لا وانا قلقة عليه ، وهاتفه مغلق
__ ظننت انه اتصل بكي
__ لا تقلقي سياتي اليوم على خير ، هيا لنذهب فقد تأخرنا
انصرفا من عند المصممة بعد ان اتفقا معها على ميعاد التسليم الذي يكون بعد عشرة ايام

********************

اعد الحقائب ليسلمها الى العامل
التفت اليها ليحتضنها من ظهرها بهدوء
__ حبيبتي ، هيا لنذهب فأمامي طريق طويل اقضيه سائقا لفت اليه لتلف ذراعيها حول عنقه :شكرا يوسف على هذا اليوم الممتع
__ سنقضي بقية حياتنا ، معا حبيبتي وليس من المعقول ان كل يوم ستشكرينني
ضحكت ليمرر سبابته على خدها بحب : ما بك ؟ ارى كلاما بعينيك
__ كيف سنتقابل بعد الان ؟
ابتسم : ما ميعاد وصولك الذي يعرفه معتز
__ بعد عشرة ايام
__ حسنا ، هذا سؤال قبل ميعاده
__ اين سأقيم كل هذه المدة ؟
__ مع اني كنت سأفاجئك ، ولكن لا توجد مشكلة
ابتسم بسعادة وهو يكمل : سنقيم معا بمنزلنا
رددت بدهشة : منزلكم ، كيف ستدخل على عائلتك وتقول امي ، ياسين اقدم لكما زوجتي العزيزة
ضحك منها : لا حبيبتي انا قلت منزلنا ، ليس بيتي
فانا اسست لكي بيتا خاص بنا نحن الاثنين
__ حقا
__ نعم حبيبتي
صرخت فرحة واخذت تقفز بسعادة وهو يضحك عليها
سعيدا من اجلها ومن اجله ولذا سيفاتح ياسين قريبا جدا


*************************


وصلت لتجد عمر بالمنزل واقف في المطبخ
قالت بمرح : السلام عليكم حبيبي ،حمدا لله على سلامتك
تقدمت اليه لتحتضنه وتسال : لما لم تتصل بعلياء حتى تطمئنها ؟
__ الله يسلمك ، هاتفي بطاريته فرغت ،وانا اضعه بالشاحن الان وبعد قليل ، سأتصل بها
شبت على اطراف اصابعها لتنظر من فوق كتفه
__ ماذا تفعل ؟
__ لا شيء مجرد كوب من القهوة
صب القهوة ليأخذ الكوب ويحيط كتفيها بذراعه ويدفعها امامه بلطف
__ تعالي اريد ان اتحدث معك في موضوع هام
__ انا تحت امرك يا اعظم مهندسين العالم
ضحك من اخته :اجلسي
__ ما الامر ؟ لقد بدأت اشعر بالقلق
ابتسم : لا حبيبتي ، لا تقلقي
اردف بجديه: اتي الي عريسا اليوم من اجلك
بهت وجهها فجأة لتتذكر ياسين ، اكيد هذا شخص اخر
بماذا تجيب اخاها الان ؟
__ ما بك نور ؟ لما بهت وجهك هكذا ، فاللون اختفي من وجهك كأنني اقل لك انني مريض وسأموت غدا
ردت بسرعة :بعد الشر عليك اخي ، ولكن انت تعلم انني لا افكر في هذا الامر الان
رد بهدوء وهو يضع كوب القهوة من يده على الطاولة
__ اسمعيني نور ، أتعلمي كم عدد الرجال الذي يفاتحوني في الزواج منك ، كثير بعضهم يعرفك والاخر يأتي عن طريق السؤال و زواج العائلات والمعارف ، وارفضهم جميعا لأني لا اجد بهم الشخص الذى ائتمنه عليك
ولكنه اتى اليوم ،ولن اسمح لكي برفضه من اجل افكارك العجيبة التي لم ولن اقتنع بها
على الاقل اعرفي من هو ، اجلسي معه تحادثي ، اعرفيه
وبعد ذلك قرري ماذا تريدين
هزت راسها ببطيء وهي تفكر في ياسين ، ماذا ستقول له غدا وكيف تواجهه وهي لم تستطع النطق بما لديها لعمر
__ ها نور ، ما رايك ؟ أتريدي معرفة من هو ؟
نظرت ارضا ولم تستطع النطق ليردف عمر
__ على العموم العريس هو ياسين ، واعتقد انك تعرفيه
وتستطيعي ان تسالي صديقك المقرب يوسف عنه
رفعت وجهها بسرعة واللهفة تتألق بعينيها : من ؟
ابتسم فهو لم يفته نظرتها عندما علمت عن هوية العريس
__ المهندس ياسين ، مديرك يا عزيزتي
سياتي غدا ، وسنتعرف اكثر على عائلته في الحفل الذي يقيمه ياسر ، وتستطيعي ان تقرري ما تريدينه على مهلك
هزت راسها موافقه : سأذهب لأخلد الي النوم
قبلت وجنته: تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير
وقفت على اول السلم :صحيح عمر ، ماذا فعلت مع عمي ؟
تنهد بحرقة واغمض عينيه : سيتأكد من مواعيده واذا كان متفرغ ، سياتي ان شاء الله
هزت راسها بضيق من هذا العم ، وشعرت بحزن اخاها
تمنت انها لم تضغط عليه من اجل دعوة عمهما الى الزفاف
كانت تتمنى ان يكون تغير او شعر بمسئوليته اتجاههما
ولكن من الواضح انه يزداد برودا ولا مبالاة بهما



اه لو تعلمي ما فعله عمي العزيز معي ، يشعر بروحة تتمزق
بداخله ، يتساءل كثيرا هل هذا الشخص بالفعل عمه ام لا يرتبط بهما باي شكل ، والاوراق الحكومية تكذب عليه او من الممكن ان تكون مزورة
زفر بضيق لا تهتم به عمر وفكر بمستقبلك بعيدا عنه
ولتبتعد عنه قدر ما تستطيع ، وتبعد اختك وزوجتك ايضا عنه ، ولا تأمنه على احدهما

************************

عند انتهاء عملها اليوم شعرت بالإنهاك والتعب
اتصلت بها علياء اكثر من مرة لتؤكد عليها موعد مصفف الشعر ، فعلياء اصرت ان تذهبا الى مصفف الشعر طبعا هي متأكدة ان عمر اخبر علياء بميعاد اليوم وهذا ما جعل علياء تصر هكذا ، ليس لديها نية اساسا لمقابلته عندما يأتي اليهم
ولا تعرف لماذا
طوال اليوم تحاشت الخروج من مكتبها خشية ان تقابله ولو صدفة عابرة، لم تخبر سناء عن احتمالية خطوبتها للمدير ولا تعلم اذا حدثت بالفعل الخطوبة ماذا ستفعل وكيف ستقابل زملائها بالعمل وكيف سيتعاملون معها
انتبهت ان المكتب فارغا وان سناء انصرفت ، نظرت الي ساعة يدها لتجدها الخامسة والنصف
تنهدت بملل ،ان علياء تنتظرها عند مصفف الشعر وهي مضطرة للذهاب اليها
انصرفت بهدوء لتنزل الي الجراج وتتجه نحو سيارتها

تأففت بعد قليل ،ما هذا اليوم الكارثي ، تشعر ان اعصابها على وشك الانفجار والان السيارة لا تريد ان تعمل
ماذا ستفعل الان؟
خرجت منها لتصفق الباب بقوة ، لتنتبه على ضحكته
__ كل هذا غضب يا نور ،لما ؟




يكاد ان يقسم ان اليوم من اسعد ايام حياته يشعر انه على ابواب حياة جديدة سعيدة ، وينتظر الساعة الثامنة بفارغ الصبر ليتحقق اهم حلم في حياته ، بعد ان ابلغه عمر البارحة
عن موافقة نور وانه منتظره هو والعائلة الساعة الثامنة لقراءة الفاتحة واعلان خطوبتهما كاد ان يقفز فرحا مثل الاطفال ، اتصل بنهى وابلغها ان تأتي اليهم غدا هي وعمرو وان تبحث عن هدية قيمة لنور ،لتقدمها اليها ، وايضا امه بانت سعادتها عن المرة الفائتة
احتضنته بحب واغرقته بالقبلات وهي تدعو له بالخير والذرية الصالحة ، واتصلت بنادين (اخته الاخرى)لتبلغها بخبر الخطبة وان تجهز لتاتي اليهم عند تحديد موعد الزفاف
اما يوسف فهو انتظره الي وقت متأخر من الليل ولكنه لم يصل الا قرب الفجر ، ولكنه بارك لياسين في الصباح عندما ابلغته امه ، لا ينكر انه يشعر بقلق شديد على اخاه ، ولكن بعد الخطبة سيجلس معه ويحاول ان يتكلم معه ليعرف من هي حبيبته السرية
حتى ياسر شعر انه يقفز فرحا وهو يبلغه بقرار الخطبة وميعادها وسمع صوت مريم من جانبه وهي تبارك له وتتمنى له الفرح والسعادة دائما
يشعر ان السعادة تحاوطه من كل الجوانب لا يريد الفرار منها بل يريد الاستمتاع بها
انهى عمله سريعا ونزل الي الجراج ليستقل سيارته
ليري محبوبته جالسة داخل السارة ولكن واضح عليها الضيق ، اندهش من صفقها للباب بهذا الشكل ، وضحك عندما علم ان سبب ضيقها ان السيارة تعطلت


تقدم اليها في هدوء : ما بك نور، لما انت غاضبه ؟
زفرت بضيق وهي تحاول السيطرة على دقات قلبها المجنون
لا تعلم الي الان لماذا يدق هكذا عند رؤيته ، ولما لا تستطيع التنفس في حضوره
تلعثمت وخفضت عينيها بسرعة : السيارة تعطلت وعلياء تنتظرني وانا تأخرت عليها
__ لا شيء من كل هذا يستحق ان تغضبي من اجله
امسك يدها بهدوء : تعالي اوصلك
سحبت يدها بسرعة: لا، سأستقل تاكسي
نظر اليها ومط شفتيه ليتنهد بتعب : لما ؟ ليس اول مرة تركبي معي السيارة ، بالعكس الان من حقك علي ان اوصلك
يا خطيبتي العزيزة
ارتبكت بشده من كلماته ليبتسم هو على رؤية الاحمرار الذي يغلف وجهها
__ هل تريدين ان اتصل بعمر لاستأذنه
قال جملته بنبرة تشوبها السخرية لترفع عينيها بغضب اليه
وتقول بنفاذ صبر : ياسين ماذا تريد الان ؟
__ لا شيء ، ستاتي ام ماذا ؟
نقرت بأصابعها على مقدمة السيارة بعصبية
__ بشرط
رفع حاجبية تعجبا منها ليبتسم بخفة : ما هو ؟
__ الا تأتي على ذكر الخطبة نهائيا
انفجر ضاحكا ظنا منه انها تخجل من ذكره لأنها ستكون خطيبته في غضون ساعات
قال برقة : من عيوني ، يا عيوني
ابتسمت لتشعر بالارتياح ، فهي الي الان لم تستقر على الموافقة ولا تريده ان يتعلق بها كزوجة له
ركبت الي جانبه ليخيم الصمت على السيارة
هي لا تريد ان تتحدث معه فيأتي على ذكر الخطبة
وهو يمسك لسانه بالقوة حتى لا يحنث وعده لها
فهو يريد ان يبلغ الناس كلها انها خطيبته وستصبح زوجته الغالية


***************************
__ لا افهمك يا عمر ، لما لم تبلغها ؟
__ علياء انا ادرى بنور ، اذا ابلغتها بان خطوبتها اليوم ، سترفض الزواج من الاصل ، وانا اريدها تتزوج ياسين
__ بالله عليك ، واذا فاجأتها ستمتثل انت تعرف نور ومدى عندها ، تعبت معها جدا لتوافق على المجيئ الى مصفف الشعر ،فما بالك اذا علمت ان خطوبتها اليوم
__ علياء اريد سؤالك عن شيء وارجو ان تجاوبيني بصراحة شديدة
__ تفضل
__ هل نور تكن أي مشاعر لياسين
عقدت حاجبيها لتساله بارتباك : لما تقول ذلك ؟
قال بنبرة قوية : علياء اجبيني من فضلك ،انا اعلم جيدا ان اسرار نور كلها معك
__ ما الفرق فانت تريده زوجا لها
__ نعم ولكنها ستفرق معي
قالت بتلعثم : ممممم، اظن ذلك
__ حسنا ، اذن الصواب ما افعله ، اذا كانت تكن له بعض المشاعر ستحاول بكل طاقتها الهروب واذا لم اقيدها به ستهرب فعلا
__ لما تهرب اذا كانت تميل اليه ؟
__ لان الخوف سيطر على حياتها الى حد كبير فجعلها مرتبكة وقرارتها غير منطقيه ، ليس لديها الحافز لتغير حياتها العاطفية الي شكل اخر ، ولذا تهرب من الزواج والارتباط الي العمل وتحقيق الذات
__ لا عمر لا اتفق معك ، ان خوف نور امر طبيعي
ولكن العمل بالنسبة اليها الاستقرار و عدما تنجح بعملها تزداد ثقتها بنفسها وتشعر بالاطمئنان حينها
__ نعم معك حق في هذه النقطة ، ولكن هذا ما اقوله
نور خائفة من ارتباطها بأحد الاشخاص حتى يأتي يوم ويتركها مثل الماضي ، فتتقوقع بعيدا عن الناس كلها
حتى لا تذوق الحزن مرة اخرى
__ معك حق ، ولكني غير مقتنعة بما تفعله الان ، وربي يعينني عليها

*******************


اوصلها الي مكان تبين الي انه احدى بيوت التجميل ليزداد سعادة اذن هي تستعد الي المساء
ارتجل من السيارة : هل تحتاجي الي أي شيء نور ؟
هزت راسها نافية وتمتمت بهدوء: شكرا
لوح لها بيده : اذن اراكي مساءا
ليختفي من امامها في ثواني ، ظلت واقفه مكانها لا تستطيع الحركة ، لا تريد مقابلته مساءا ولكن من الواضح انها ستضطر لذلك
*******************



__ اهلا حبيبتي ، نعم سأتأخر قليلا عليك
فانا ذاهب مع ياسين في المساء ليخطب
لا تقلقي سآتي اليك بعد انتهاء الخطبة ، كم كنت اتمنى ان تكوني معي اليوم ، ولكن بإذن الله ستنورين حفل الزفاف
اراكي لاحقا حبيبتي ، سلام

طرق الباب غرفة اخاه ليدلف بهدوء
__ ما اخبارك يا عريس ؟
اطلق عند رؤيته لآخاه صفيرا حادا : ما هذا ؟مظهرك كأحد نجوم السنيما ياسين ، ما شاء الله عليك ، انت تنوي ان تجعل نور تفقد عقلها
ضربه ياسين بخفة : احترم نفسك
ابتسم يوسف على وجه اخية المحمر خجلا
ليساله ياسين واللهفة تملئ عينيه : حقا ملابسي جيده
سال بغباء: نعم ، ليكمل بمرح :انها ممتازة ياسين ، لا تقلق سيكون يوم رائعا
جاءهم صوت نهى من الخلف تهتف بانبهار :ما شاء الله ياسين ، شكلك يأخذ العقل
ابتسم فرحا لتكمل : من الواضح ان هذه النور غاليه على قلبك لتتأنق هكذا من اجلها
قال بدون تفكير : انها قلبي
ابتسما الاثنان ليمنع يوسف نفسه من الضحك عاليا حتى لا يحرج اخاه لتغمزه نهى في ذراعه : تعال واتركه يختلي بنفسه قليلا

*******************



دخلت الي بيتهم في حوالي السابعة والنصف بعد ان اصرت علياء ان تحصل على زينتها هناك
لا تعلم ماذا يحدث من حولها ، علياء اصرت عليها لعمل شكل معين لشعرها وزينة انيقة وظاهرة لا تحبذها هي
والعجيب انها تشعر انها ستحضر زفاف احدهم بهذا المنظر
استعجلتها علياء وهي تدفعها امامها :هيا لترتدي ملابسك
وتجهزي قبل الموعد
نفخت بضيق : علياء اصبحت مزعجة اليوم ، ماذا يحدث؟
__ لا شيء حبيبتي
سبقتها علياء في الصعود
لتهتف بها : هاي ، انت عمر فوق
__ لا عمر ليس بالمنزل اتصل بي وقال انه سيذهب ويأتي على الموعد حتى استطيع ان اخذ راحتي بالبيت
، هيا اتبعيني
تنهدت بتعب : لا تعرف ما بها اليوم، تريد ان تنام وتشعر بالتعب يخيم على راسها
اتاها صوت علياء من غرفتها تصيح : نور
لتلوي شفتيها وتصعد بهدوء وتعب اليها


**********************


__ عمر تعال تصرف معها ، فهي لا تريد ارتداء الفستان
اكملت بهمس : لا استطيع ان اجبرها على ذلك
نعم اريد منك التدخل
انا انتهيت من ملابسي ومستعده
لا لم اجعلها تدور بالبيت حتى لا ترى ما فعلته بالدور الاسفل
انا اشعر انها ستهد الدنيا على رؤوسنا عندما تكتشف مخططك معها ، حاضر سأنتظرك

**************************

دخل عمر الي البيت بعد قليل ، اه من عندك يا نور
يعلم انها ستغضب منه جدا وممكن ان تخاصمه ايضا
لكن بعد ما تعرض له في الاسكندرية يريد ان يطمئن عليها
وطلب ياسين للزواج منها كان الحل الامثل له
غير انه مقتنع ان ياسين شخص يعتمد عليه و سيفعل كل ما بوسعه ليعيشها في سعادة


صعد الى الاعلى ليطرق الباب بخفة
اتاه صوت علياء : ادخل عمر
ابتسم بسعادة ليدفع الباب : السلام عليكم
لم ينظر الي علياء حتى لا ينسى ما اتى من اجله
سيتصرف مع نور وبعد ذلك يتأمل حبيبته على راحته
__ ما بك نور؟ وما الذي ترتديه ؟هل انت ذاهبة للنادي مثلا
نظرت الي ملابسها: انه طقم رسمي عمر ، ولا يوجد به شيء ، انيق وملتزم لتكمل بغضب : ليس مثل هذا الفستان
لا اعلم هل نحن ذاهبين لحفل ما او زفاف احدهم
نظرا الي بعض ليتكلم عمر بهدوء
__ نور الم نتفق البارحة على امر الخطبة؟
__ نعم وانا قلت انني موافقه ان اعرفه اكثر ليس ان اتزوجه اليوم
مثل الغضب ليصيح بوجهها : وان شاء الله تعرفيه وتتجولي معه دون ارتباط رسمي ، ام ماذا ؟
سيدخل ويخرج هنا ويوصلك ويأتي بك وانتما لا يربطكما شيء
ردت بهدوء حتى لا تغضبه اكثر من ذلك : لا طبعا
قال امرا : حسنا ارتدي الفستان ، واسمعي الكلام اليوم دون مناقشة
كادت تبكي من اسلوب عمر الجاف معها
ولكن علياء انتشلتها من احزانها وهي تهمس في اذنها بعد خروج عمر من الغرفة :هل من الممكن ان اعتذر عن الزواج من اخيك
ضحكت لتقول لها : هل تستطيعي
هزت راسها بخيبة امل : لا طبعا ، ولكن من الواضح انه عندما يغضب يصبح شخص اخر
__ هذا صحيح ، كوني حكيمة وتعلمي الا تغضبيه

***********************

وصل علي ومعه الخالة عائشة وبقية الاسرة
ليصافحهم عمر بمودة همس علي في اذنه
__ ماذا يحدث عمر ، لم استوعب ولا كلمة منك عندما كلمتني في الهاتف ،هل خطوبة نور اليوم ؟
__ نعم ، حدث الامر سريعا ، ولم اخطط له مسبقا
اخذت اليوم اجازة واستغليت علياء في ان تبعدها عن البيت بعد فترة العمل حتى استطيع ان اجهز البيت لأقيم الخطوبة هنا
__ نعم فهمت هذا الجزء ولكن لم استوعب لماذا بهذه السرعة
__ سنتكلم لاحقا علي
هز علي راسه موافقا
لينتبها الاثنان على وصول بعض الاشخاص من معارف عمر واصدقائه المقربين الى الحفل
رحب بهما عمر وادخلهما لينتبه على سيارة ياسين وهى مزينة بباقات الورد والشرائط الملونة
لينزل ياسين منها بهدوء ويتقدم عمر منه ليرحب به ويتقبله بحفاوة
دخلا الي البيت ليسلم عمر على باقي افراد العائلة ويجلسهم
مالت ايه على بسنت لتسال بغيظ : هل هذا الوسيم عريس نور؟
نظرت اليها بسنت بضيق : نعم
جزت على اسنانها غضبا من المفعوصة الصغيرة التي
ستتزوج هذا الجميل ، لا ايضا من الواضح انه ثري
قالت بهمس: ولكن من الواضح انه كبير في السن
ردت بسنت بضيق وهي تقف: لا اعرف
تركتها وذهبت فلا تريد افتعال المشاكل معها وافساد الحفلة

***************


صعد عمر اليهما ليطرق الباب ويدخل عندما سمع صوت علياء يسمح له
__ لما التأخير الان ؟ كل شيء جاهز في الاسفل
نحن منتظرين نور ، ارجوك لا تتأخري
هرب سريعا من امامها فعيناها تقفز منها الاسئلة
وهو لا يريد ان يجيبها الان

نظرت الي علياء في دهشة : ما الشيء المعد بالسفل ومن ينتظرني هناك ؟
اخفضت علياء نظرها لتقول بمرح: ياسين الوسيم من ينتظرك ، هيا حتى لا نتأخر

****************

امسك هاتفه : اين انت ياسر ؟، تعال حالا ، كنت اظن انني سآتي لأجدك ، حسنا لا تتأخر لا اريد ان اخطب وانت غير موجود
__ اين هو ؟ ولما لم يأتي الي الان ؟
__ لا اعرف يوسف ، ولكنه يقول انه قريب ، يوسف اذهب بسرعة واتي بعلبة الشبكة من السيارة لقد نسيتها
__ حالا
هم بالجلوس ليمسكه عمر من يده : ماذا تفعل
اشار اليه بيده : مكانك هناك في الكوشة
قال بارتباك: اعرف عمر ولكني لن اجلس بها بمفردي عندما تأتي نور سنجلس سويا
ضحك عمرو : ما هذا ياسين ؟ انت مرتبك ولا انا يخيل لي
انفجر عمر وعلي ضحكا على ارتباك ياسين المتزايد
ليقل علي بخفة دمه المعهودة: لا تضحك عمر حتى لا نضحك عليك لاحقا
امتقع وجه عمر لتردد ضحكت عمرو وعلي
ليكمل علي : كنت اريد ان اصوره وهو متوتر ولا يستمع الى احد منا يوم خطبته ، ولكني رحمته
ضحكوا ليبتسم ياسين على وجه عمر الملون من الاحراج
__ هاي انت وهو احترما نفسيكما ، انا لست العريس اليوم
امزحوا مع ياسين واتركوني الي الاسبوع بعد المقبل
ضحكوا جميعا بما فيهم ياسين الذي نجح عمرو وعلي في الذهاب بتوتره
ليدلف ياسر هو و زوجته الي الداخل ومعه يوسف وهو حامل علبة الشبكة
__ اخيرا اتيت
__ مبارك يا عريسنا ، احتضنه الف مبروك ياسين
كدت ان اموت من الفرحة عندما ابلغتني البارحة
قالت مريم بهدوء : مبروك ياسين ، عقبال الزفاف ان شاء الله
ابتسم ياسين : الله يبارك فيكما
مريم : سأذهب لأجلس مع نهى ونوارة هانم وابارك لهما
__ تعال ياسر لتسلم على عمر
صافحة عمر بمودة وتعرف ياسر على علي
واندمج معهم في ثواني
ليرن هاتف عمر ليميل على ياسين : اجهز ايها النسيب فعروسك اتيه
قبض كفيه بشدة ليسيطر على اعصابه ، ووقف منتصبا
وجسده مشدود ينتظرها على احر من الجمر

**********************



اتصلت بعمر بهدوء حتى لا تلاحظها نور ، بناء على رغبة عمر ، كانت تريد ان تبلغها بما يخطط له عمر ، ولكن عمر استحلفها بالله ان تفعل ما يقوله لها بدون نقاش
وجعلها تحلف اكثر من مرة وتوعده انها لن تبلغها بأي شيء

وجدت عمر امامها سريعا ،همست له : سأنتظر بالأسفل
__ حسنا حبيبتي
__ علياء مع من تتكلمين
خرجت من دورة المياه وهى تعدل من هندامها لترى اخاها
مبتسم بوجهها ، امسك يدها و شدها اليه ليحتضنها بحب
نظر اليها و تكلم بهدوء : هل تعلمين غلاتك عندي
هزت راسها بنعم ليكمل: اذن لن تكسرين خاطري وستفعلين ما اريده بدون اعتراض
همست : نعم
__ اريدك ان تعرفي انني افعل كل شيء من اجلك ولأجلك
هزت راسها موافقه ليردف :هيا بنا
مد لها ذراعه لتتأبط به ونزل بها الي الاسفل



شعرت انها ستقع ارضا من المفاجأة ، فكل من تعرفهم متواجدين ، وعائلة ياسين بأكملها ايضا ،وبعضا من اصدقاء عمر ومعارفة وميزت ياسر صديق ياسين ووجوده
لتتنبه على الواقف امامها بطوله الفارع ووسامته التي تزداد يوما بعد يوم ، تشعر انه مختلف اليوم ، عيناه تتألق بلمعه عجيبة عليها لم تراها من قبل ولونها الرمادي يتميز بصفاء السماء وابتسامته المشرقة تجعلها تشعر بوهن وضعف في اوصالها ، مرتدي بدله رمادية اللون وقميص ابيض ورباطة عنقه المخططة بالونين معا تمم اناقته وتظهر وسامته واسمرار بشرته وجدت انها اقتربت منه ليمسك يدها برقة ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك



تعلقت عيناه بها منذ ظهورها على اعلى السلم ليتأملها براحة وهدوء فهي الليلة عروسته هو ، لن يشعر بالغيرة بعد الان ستصبح ملكه هو لن يفزع عند اقتراب احدهم منها فهي ستصبح زوجته وحبيبته وام اطفاله سيقضي حياته معها للابد في سعادة وهناء ، يريح قلبه بين ضلوعها ويروي ظمأه من نبع حبها ويرتاح في ظلها وقربها منه
انتهت ايام حزنك يا ياسين واليوم يوم سعدك
تأملها جيدا وهي ترتدي فستان روزي اللون من الشيفون
يصل الي منتصف ساقيها مجسم الي حد ما فتحة الصدر مربعة فتظهر صدرها وجزء من ظهرها بأكمام شيفونيه شفافة مطرزة برقة ، شعرها مرفوع ومزين ببضع من الورود الصغيرة الوردية
نظر الي وجهها الفتان ليرى شفتيها الوردية تتألق بلمعان
وجمال، انفها جميل وشامخ بقصبته القصيرة وعيونها الخضراء العسلية يغلب عليها اللون العسلي نتيجة الظلال الدخانية المحيطة بها ليتيه بهما وفي بحرهما الذي لا اخر له
تنبه على عمر وهو يمد يدها اليه ، ليمسكها برقة
ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك

سار بها الي الكوشة ، لتندهش اذن هذا الشيء المعد بالأسفل ، حسنا يا عمر ، انت تضعني امام الامر الواقع
فوجئت باخت ياسين وهى تفتح علبه مخملية كبيرة امامه
وتلتقط منها دبله ماسيه لتعطيها لياسين ليمسك يدها
ليلبسها ايها
انتزعت يدهها منه بسرعة ومالت عليه لتهمس : انا لا اريد الزواج

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 29-06-11, 05:22 AM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخير يا صابيا
ازيكم عاملين اية ؟
اتمنى تكونوا بخير
الحمد لله انا خلصت امتحانات دعواتكم بقى ان النتيجة تبقى كويسة
البارت التاسع عشر كان اخر بارت نزلته قبل ما ابدا امتحانات
وشكرا للي علقوا عليه قبل كدة وسوري اني مش حاقدر ارد عليهم لان القصة طارت من على الموقع هي وكل الردود
طبعا اتضايقت كتير و زعلت مش عشان القصة اد ما اتضايقت عشان الردود
بس الحمد لله على كل حال و زي ما زوزو قالتلي عسى ان تكرهوا شئ وهو خير لكم
طبعا انا بعتلها لما ملقيتش القصة وهي مشكورة بلغت الادارة وطلع ان في عطل فني طارت معاه القصة
بس الصراحة ادارة المنتدى تشكر صالحتني واخدت بخاطري و كانت احلى مصالحة
وده السبب الرئيسي في التثبيت على فكرة وفي الاعلان كمان
انا طبعا بشكرهم من كل قلبي يسلموا
شكر خاص لزوزو عشان اقترحت عليا اني ارجع انزل البارتات تاني بمعدل سريع
وعلى فكرة يا زوزو جاب نتيجة في متابعين جدد بعتز بيهم زي المتابعين القدامى واتمنى انهم كلهم يفضلوا متابعني
شكر خاص ايضا لمتابعات اللي ردوا على اخر بارت المرة اللي فاتت
( رباب فؤاد و ايموسوما وجايدا و وجع الكلمات ) وسوري لو نسيت حد
واتمنى تتابعوني دايما
البارت الجديد ان شاء الله اليوم على بليل الساعة تامنية بتوقيت القاهرة
وبعد كدة ان شاء الله البارتات حتبقى مرتين في الاسبوع كل سبت واربع
واعذروني لو قصرت في حقكم
وشكرا للي باركولي على التثبيت مع ان في ناس كتيرة تستحقوا غيري
اتمنى اني اكون عند حسن ظنكم دايما
في حفظ الرحمن ونتقابل على خير
اختكم اسيل

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 29-06-11, 11:11 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 189197
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: الحب الصامت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الحب الصامت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

ازيك يااسيل يا عسل ومبروك على النتيجه اولا وان شاء الله خير لنا كلنا بالنسبه بقى للبارتات حلوه جدا بجد فوق التوقعات ومليانه مفاجات واحداث مش متوقعه حقيقى انتى بكتبى باسلوب شيق جدا وكله اثاره بس حرام اللى عملتى فينا فى الاخر انا قلبى وقف متخيلتش ان ده يحصل وبجد مستنيه على نار الاحداث اللى جايه ومستنينك ياقمر

 
 

 

عرض البوم صور الحب الصامت   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المزعجة, احلامى
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية