السلام عليكم
نادي أعداء مصاصي الدماء (6)
(ك) كان يشعل لفافة تبغ بدا مظهرها غريبًا من بين الأربطة (رسوم: فواز)
عادت تسأله في إلحاح وهي ترتجف:
- "لماذا ضربك؟".
- "لا أعرف..".
- "لقد كانت ضربة مُحكمة خطط لها من قبل.. لا تقل لي إن هذه مصادفة..".
قال بضيق يتزايد:
- "ابن حرام كما قال ذلك الرجل..".
- "أولاد الحرام لا يجوبون الشوارع بدراجات بخارية يضربون الأبرياء على رءوسهم.. هذا الرجل يعرفك وأراد إيذاءك..".
- "وأنا بلا أعداء.. ليست لدي أدنى فكرة عن شخصه ولا غرضه..".
*************
قال (ك) لرجاله:
- "لن نقدر على تجاهل الحقائق للأبد.. ما رأيناه في هذه القاعة، وما قتلناه ومزق بعضنا كان (جانجريل).. إن هؤلاء القوم يتبدلون بسرعة..".
(جيريمي) كان أول مَن حطم نطاق الصمت فسأل:
-"ما هو الجانجريل؟".
لم يكن جيريمي يخشى أن يبدو غبيًا؛ لذا كان يظفر بالإجابات كلها..
قال (ك):
- "الجانجريل GANGREL نوع من مصاصي الدماء يفضل الأماكن المقفرة، ولهم قدرة فائقة على تغيير الشكل إلى ذئب أو وطواط.. إنهم يحبون معاشرة الحيوانات الضارية؛ لأن هذا يناسب طبيعتهم أكثر؛ مع الوقت ينمو لهم شيء حيواني مثل عين القطة أو الفراء أو أذن الوطواط.. معنى ذلك أن هناك واحدًا منه ضمن (جماعة الثعبانين المتصارعين) إن هناك تطورًا لا شك فيه.. إن الجانجريل أقوى كما لاحظتم".
- "وماذا نفعل؟".
فكر (ك) للحظات وهو يعيد ربط لفافات المومياء حول عنقه.. وقال:
- "سوف نقبع هنا وننتظر..".
- "من أين جاء هؤلاء الجدد؟".
قال (ك) وهو يشعل لفافة تبغ بدا مظهرها غريبًا وهي تبرز وحدها من بين الأربطة:
- "بدأ كل شيء مع تلك الهجرة إلى مصر.. عدد منهم ذهب إلى مصر، ونحن لا نعرف على وجه التحقيق ما يدور هناك؛ لكن الدلائل تخبرني بأنهم يجمعون آثار (سخمت).. تقول القصة إن الفراعنة حاولوا الثورة ضد رع وهو ما دفعه للانتقام.. هكذا أرسل لهم (سخمت) المخيفة التي لها رأس لبؤة، والتي راحت تبحث عن كل مَن يحمل في قلبه حلمًا شريرًا أو يفكّر في أشياء تغضب رع.. كانت طريقتها للعقاب هي شرب الدم.. عندما قررت الآلهة أن العقاب كافٍ كان من المستحيل أن توقف (سخمت) عند حد.. لقد أدمنت دم البشر.. قرر رع أن يتصرف.. فأعد لها مشروبًا مسكرًا قويًا مزج بالدم، وأمر بأن يسكبوه في طريقها؛ بينما هي عائدة. رأت ما حسبته دمًا فشربته في نهم فسكرت ولم تعد تفكّر في مص دماء البشر. البعض يعتبر هذه القصة أكذوبة؛ بمعنى أن الفراعنة لم تحكِ عن شيء كهذا..
- "عامة لا بد لكل من يهتم بتاريخ مصاصي الدماء أن يبدأ بمصر.. واعتقادي الخاص أن هؤلاء القوم وجدوا شيئًا له تأثير سحري.. إذن هي قوتهم التي استمدوها من العقار مع تأثير سحري مجهول، والنتيجة هي هذا التطور.. إن VLC تواجه تحديًا حقيقيًا.."
تبادل الرجال النظرات في رعب.. ترى ماذا يدور في مصر بالضبط؟
كان صمويل يلبس نظارة سوداء سميكة تحجب عينيه (رسوم: فواز)
*************
- "كل خير"
قالها عفيفي لمنى وهو يناولها ذلك القرص وعيناه تلمعان..
قالت في ضيق:
- "أنت تعرف أنني لا أتعاطى أي شيء.."
قال وعيناه تلمعان أكثر:
- "ثقي بي.. لم أحاول قط أن أقدّم لك عقاقير.."
تأملت القرص غريب الشكل.. واستطاعت بصعوبة أن تقرأ حروف كلمة (نرفونورم).. لديها قسط معقول من اللغة الإنجليزية يجعلها تعرف ذأن هذا مهدئ غالبًا أو دواء للجهاز العصبي..
قال لها مرغبًا:
- "سيقدم لك نومًا لم تحلمين به قط.."
كوّرت كفًّا متشائمة متوترة على القرص.. ثم قررت أن عفيفي لن يرغب في إيذائها.. هي سوف تعطيه حياتها كلها فكيف لا تبتلع قرصًا يقدمه لها؟
ولم تعرف منى أنها ليست أول من يجرب القرص.. هناك عشرة قد ابتلعوه الآن وطلبوا المزيد.. ولم تعرف كذلك أن عفيفي يملك مشاعر مختلطة تجاه هذا القرص.. تارة يحبه لأنه يمنحه نشوة لا حد لها، وتارة يمقته لأنه يسيطر على روحه..
دعك من هؤلاء الأمريكيين الذين جاءوا إلى القاهرة اليوم بعد أن أنهوا مهمتهم في الأقصر.. هو قدم لهم خدمات عظيمة ومهمة جدًا؛ لكنه لا يذكر حرفًا مما قام به!
في المرة الأخيرة قابل المستر (صمويل) في تلك الكافيتريا في وسط البلد.. كان صمويل يلبس نظارة سوداء سميكة تحجب عينيه، وكان يلبس كُمّين طويلين كعادته، مؤخرا أعطاه المزيد من هذا العقار الثمين، وطلب منه أن يستعد لزيارة معبد مهمّ في الفيوم..
قال عفيفي إنه ممتن للرجل؛ لكنه بالفعل لا يريد الاستمرار في خدمتهم.. هو غير مستريح ولا يحب ما يقومون به..
هنا خطرت له للمرة الأولى فكرة الاستعانة بالشرطة..
الفكرة تألقت في ذهنه.. ولسبب ما يبدو أنها وصلت إلى المستر صمويل، كيف عرف المستر صمويل؟ لا نعرف.. كيف عرف عفيفي؟ لا نعرف أيضًا..
فقط تعبير قاس بدا على وجه الأمريكي...
وعندما تلقى عفيفي تلك الضربة من راكب دراجة بخارية؛ فإن بوسعه أن يخمّن تقريبًا من فعل هذا ومن أرسله.. هناك من يحاول منعه من الاتصال برجال الشرطة.. تعرف من طبعًا..
هؤلاء الرجال يقومون بعمل ضد القانون..
المشكلة أنه لا يستطيع الفكاك ولا يستطيع إلا أن يضمّ لهم آخرين..
اليوم تنضم لهم منى.. وغدًا مَن؟ لا أحد يعرف..
*************
جرائم غامضة لا يعرفها المجتمع المصري ولم يعرفها من قبل..
هذا ما تتكلم عنه الصحف..
القتل الطقسي وجثث خالية من الدماء.. العدد يتزايد.. لا شك في هذا..
لا أحد يعرف الفاعل؛ حتى أولئك الذين توّرطوا في القصة مثل عفيفي ومنى وآخرين..
نصيحتي للفتيات هنا هي: عندما تكتشفين رقعة من الفراء في جلد خطيبك القادم فلا تترددي في فسخ الخطبة.. لا مجال للمجاملات هنا..
وكما نعرف تتأخر الأخبار كثيرًا حتى تصل إلى الولايات المتحدة.. إنها تتحرك باتجاه واحد من عندهم نحونا؛ لكنها تتأخر جدًا عندما تتحرك من عندنا نحوهم..
استغرق الأمر نصف شهر حتى قرأ (ك) الصحف، وعرف أن هناك شيئًا ما يحدث في مصر..
وكان أقدر من غيره على التفسير طبعًا.
يُتبَع