إقتحاااام
و تتساقط أجساد الهوى
بعد أن غرقت بدماء الخيبة , و يصبح الحديث عن الموت
هو الخلاص الوحيد لجحيم الذاكرة
وحتماً لا شيء يعود كما كان !
[ العُتمة الرابعة ]
فردد ذلك الصُوت مرة أخرى تأكيداً :
أيه أشفيك , أتركها هي بحسبة زوجتي , بيجي الشيخ الأن ويكتب كتابنا بعد عشرة دقائق !
هلع الكل , وصمتوا , صدمة لم يتوقعها أحد
أما حنين فـ أنتفضت
و الجد أتسعت أسارير ملامحه فكاد أن يُقبل رأس هذا الرجل , نعم هو أبنه لا غيره !
أبو محمد بصدمة : أنت صاحي و بنتـــي !
فيصل بهدوء : عمي آسيل موب مرخصها هي لي وأنا لها
والعين تسكنه قبل أي مخلوق , إن بغت ملكت عليها الأن ثم على حنين !
ثم سمعوا صوت صرخة مكبوتة و إرتطام
وكان ذلك صوت صرخة نوف و صوت إرتطام المزهرية بالأرض التي مرت بجانبها أسيل وهي تجر عباءتها
لتركض للخارج تجاه فلتهم المُلاصقة لهذا القصر !
حتى يتضح الرؤية على الشخصيات أحفاد الجد
1] العم جارح أبو فيصل مشلول لديه ثلاث أبناء و أبنة
فيصل الأكبر , 34 لم يتزوج
علي 30 متزوج من نورة بنت عبدالله و لديه طفل جاسم 6 سنين وطفلة جنى اربعة سنوات
سعود 28 غير متزوج يدرس ويعمل في الخارج وسيعود في أيام
2] العم سالم أبو حمد متوفي هو و زوجته
حمد أرمل 33 سنة لديه أبنه 3 سنين على أعتاب 4 جود
حنان 23 , حنين 18 سنة
3] العم عبدالله أبو محمد لديه أبن و ثلاثة بنات
أم محمد : إمراة سليطة , ومسيطرة على البيت ,
كلمتها هي النافذة و زوجها عبدالله لا كلمة له ,
محمد يدرس بالخارج مع سعود 28
و نورة 24 سنة متزوجه من علي
نوف 26 سنة للأن لم تتزوج بعد موت زوجها قبل الزواج بيوم بحادث
من قبل خمسة سنين فـ انتشرت الشائعات بأنها وجه نحس فلم يتقدم إلا كبار السن
أو من لا يناسب مستواهم مستوى العائلة
وهي كاتبة بالخفاء في أكبر مجلات الأدب ,, !
أسيل 23 خطيبة فيصل آل الوليد , تدرس بالجامعة !
4] العمة هند متزوجة من خارج العائلة , لا ذرية لها
5] العم فهد عمره 31 يعيش ما بين أُمه الي بالرياض و أبوه الي بجده
لا وظيفة له , بايع الدنيا , مُنعزل جداً عن العائلة ,
باااارد, و للأن ما أحد شافه معصب
عكس فيييصل وحمد
...............
قال بصوت جهوري وهو يركز نظرة على حمد بعد أن خطف نظرة إلى المزهرية :
السموحة يا حمد , أختك زجاج ما جاء من يخدشه [ هي بريئة ]
والخطأ مني يوم أشبه صورتها بصورة وحدة ما جابت ماعند شيختنا
و العتب يوصلني و رقبتي سداده !
تردد هذه الكلمة في المكان , وكأنه صوته صدى
[ بريئة ]
[ بريئة ]
[ بريئة ]
لأول مرة شعرت حنين بأن رأسها لابد أن يُرفع
مُنذ أن وقعت الكارثة ظهراً على عُنقها,
هذا هو نفسه الفيصل الذي يرمي من خلف أبواب الصمت شرارة غضب جدي علي
دوماً مايصرخ في وجهي كُلما أستقبل ملامح وجهي الغصة
هو وحده من يحرض الجد علي ,
و يعاتب الجميع لدلالهم لي , يعادي الكُل بسببي
أتذكر أول مرة ضربني الجد كان بسببه
لأني خرجت أمام السائق وأنا في عمر 15 و الغطاء على كتفي ,
هو نفسه فيصل الذي ما أن ألمحه حتى أهرب فنظراته كُلها إحتقار ,
تصغير نعم أنه ذات النظرة في عينه الأن بل أشد وأعظم
مزيج من الإحتقار وأضعاف من الإستصغار و الإشمئزاز
و في عينه كيد من الظُلمة ,
لماذا إذاً يقول عني بريئة ! !!!
حمد الذهول ألجمه , أم العم عبدالله تقدم
أبو محمد بحرقة : ايش يعني هالكلام
فيصل بصوت عالي : يعني هالموضوع من اليوم مالنا فيه أي كلام ,
ولا كأنه صار , لأنه ماخلقه ربي من ينثر الوحل في أثواب آل الوليد أسيل بملك عليها اليوم هي و حنين !
رفع حمد رأسه وقال بأسى : بس يافيصـ
قطع عليه جده : بس يا ولد أدحر الكلمة داخلك , و أقصر الهرجة !
العم عبدالله مسك رأسه وجلس على الكنبه , فهو يعلم أن فيصل
إن قال شيء فعلها دون تردد , فكلمته سيف !
نظر حمد إلى فيصل والجد بحدة والدم يغطي وجهه ,
لماذا يا فييييييييييييييصل أوقفتني كان يجب أن أقتلها ,
فالحق لم يطلب أبو مساعد يدها بل أنني أردت أن أختلي بها
لأقتلها كي أخلصها و أخلصني و أخلصكم من هذا التلوث
نعم لا تنظروا إلي بـ تعجب , فإن كان الأمر صورة
فقد صار ماهو أعظم منه و لا أحتاج لشهادة في ذلك ,
ولن أنتظر الخطيئة أن تتفجر من جسد هذه الملوثة !
لاتقولوا لي : بأني سقيييم , ولا تستنكروا علي وترشدوني إلى إحسان الظن ,
إنهدام جبل حُسن الظن
ألسنا قوم أعتدنا أن نُقدم الأعناق والأرواح على أن يتلصص الوحل على ملامحنا !
ألسنا قوم شردتنا فكرة أن يعرف أحدهم اسماء أخواتنا فضلاً عن ملامحهن !
لا أرضى ولن أخننننننع لمثل هذا الضعف الذي صنعه فيصل
كم أكرهك يا فييصل
و كأنك عرفت ما ستقترفه أصابعي في خلسة إلى حُنجرتها
يالله كيف تترك الجراثيم تنتشر يافيصل في هذا المكان العتيق ,
كيف تسمح أنت وجدي بأن يتكاثر فايروس خيبة حنين هُنا ,
بل خيبتي أنا و مصيبتي أنا في تربيتها , فشششششششلت بدرجة التفوق في صقلها ,
توقعت أنك ستقتلها يا فيصل , وأنت الآن تحتضنها تحت جنحك
هل تُعاقبني يافيييصل , هل تنتقم مني يا فييصل
ماهو الجُرم الذي أرتكبته في حقك كي تعبث بقراري و تضمر كُل هذا !
هل تُريد أن تثبت أمامهم كم أنا فاااشل وأنت على صواب
هل تُريد أن تُثبت أن حمد لم يستطيع أن يروض فتاته أما أنت أشفقت عليه
و أخذت فتاته تحت جنحك , أي عقاب تفرضه علي !
يالله لماذا لايفهمني أحد , النار تأكلني أحشائي تتمزق , وروحي تحتضر
هي إبنتي و أريد صك تطهير لها بموتها , نعم أنا أيضاً لمست بيدي مظروف جُرمها
وُمنذ تلك اللحظة أشعر وكأني غارق في الإنجاس
كأن حنين هي بؤرة الظلام بنسبة لي آآآآخ ليتني كُنت قبل هذا نسيا منسيا !
حنان التي قسوت عليها أفضل منها , أما هي قتلتني مئات المرات
وأنت وجدي أحسنتما في تشييع جُثتي فهنيئاً لكما جُثتي , ,
مبارك لك هذا الإنتصار ياحمد , مبارك لكما أنت وجدي ! يا لحقدي عليكما !
خرج حانقاً و أغلق بوابة القصر بقسوة !
...............
بعد ثلاثة ساعات وبعد إنتهاء عقد القرآن
في الفلة المُلاصقة لقصر الجد الذي يسكن بها فيصل و أهله ,!
[فلة عبدالله ]
أم محمد بغضب : لا ماشاء الله وين لسانك , ما أشوفك قلت شيء
أبو محمد : يا بنت الحلال أقطعي الشر , خلاص كافي رأسي بينفجر
أم محمد : كيف يعني , فيييصل وأخذ حنين , وبنتك آسيل بتقعد مثلها مثل نوف
الناس شو بتقول , بيقولوا بناتك فيهم العيب , ويحطوا كل منقود على بناتك
و أنت يابرودك !
أبو محمد : والله يا أم محمد ما بيدي حيلة , مانقدر نغصب آسيل
أم محمد : حسبي الله على هالفيصل وجده , ما أحد يحتمي تحت سقفهم إلا و أسقوه الضيم
أبو محمد بتعب : يا حرمه لا تتحسبي على أبوي و ولد أخوي , ذولي عزوة آل الوليد
وبعدين تعالي مين اسقاااكِ الضيم وأنتِ لا بغيتِ شيء جاك قبل ما تخرج الكلمة من فمكِ
أم محمد بقهر : هيا أصحــى هذا موب من كرمهم علينا هذا حق لنا ثم أي عزوة أي خرابيط ,
فيييييصل راح للبزر حنين وبنتك هالحمارة لو أنت أبوها كان غصبتها وما خليتنا نذوق الحرقة
والثانية الأم الحنون نوف بدل ما تعلنها حرب وقطيعة جالسة خائبة الرجاء تطبطب على الجرثومة حنين
أبو محمد وهو ينسدح على السرير و يتثاؤب :
لا حول ولا قوة إلا بالله , ياحرمة قلنا أطوي الشر
المفروض تشكري ربكِ ,
الحرمة لا طاح سيف الزواج بعنقها ما تتحمل قهر الضُرة كيف ترضيها على بنتكِ ,
وبنتنا بيرزقها ربي خير , لا تسديها في وجيه هالبُنيات بكلامكِ
أم محمد بصرآآخ :
أيه نام نام ولاهمك , لا صرت أنت الأبو الي مايرضى بالضيم عن بناته
تعال قولي : أسكتِ , لكن الملامة على بنتكِ ببلاهتها ضيعت فيصل
وأحرقت كل أوراق السعادة
الحين كُل شيء بيطيح في يد هالحنين ,
حسبي الله عليها من بنية فيها كُل العيب لا مُستحى ولا أخلاق ,
من زمان ماتنزوي من بلعومي ,
والي قاهرني برووودك ولا كأنه سيف القرار مزق أمنيات آسيييل
عيال أخوانك وبناتهن انفردوا بالخير من بعيد والقريب
وأنت لاهي . يوم بشركة و عشرة راز وجهك قدامي
ونوف مُتربعة أربع وعشرين ساعة هناك
يااااحسرررررتي علي وعلى عيالي
أنهت جملتها
بالتحسب خمسة مرات
بينما كان عبدالله غارق في النوم
...............
في القصر ,
بـ الأدوار العلوية , حيث تأخذ الأحلام أشكال الخيبة والعُتمة
حين يُصبح ثمن النبض الغير السوي [ الموت ]
حين تُصبح المراهنة على لحظة وقتيه مُجرد [ فضيحة ]
وقتها تفتح أسماك القرش فاهها لتبتلع السمكات الصغيرة ,
جود : همممممه ونين أبي نونو [ تقصد حليب ]
نوف وهي تبوسها : حبيبي جود الحين العمة حنين تعبانة
روحي عند عمة حنان هي بتسوي لك الحليب
جوود بعصبية وهي تركل نوف على رجلها :
وع أنت وهري , ما أبي خنون تقصد [ وخري ما أبي حنان ]
صرخت نوف من ضربة هذه الطفلة المُرتدية لحذاء صغير
فهي لا قدرة لديها لإحتمال الأطفال :
يا هببببببببببببببببببببببلة روحي هنااااك لا أعطيكِ كف !
بكت جوود وضربت بقهر على ظهر حنين الي منسدحة على السرير
ومشت لعند الباب و طالعت في نوووف وقالت بحقد :
يا هماااااااااااااااااااااااارة ,, وهربت !
نوف ,
أستغفر الله شو هالبنية ,عمرها ثلاثة لا باقي شهر وتوصل 4 سنين ,
نتفوفه ولسانها واااصل مو منها من معاشرتها لزفت فيييصل وحمد
لو أنها أخذت من سعووود أو من علي أو من محمد الريق الطيب
كان الحين زوينه و حبيتها !
أووووووف يا كرهي للسان الطويل ,
ثم صوبت نظرها لتلك المُختفية تحت شراشف الفزع
تُمارس البُكاء بكل جوارحها و الدموع يطفو كـ حبات اللؤلؤ على خدها
لا يُسمع منها إلا الشهقات , أعتادت نوف أن تراها كثيراً في هذا المنظر
فهو ليس بجديد , لكونها مُدللـة فكانت تبكي على أبسط الأشياء إن مُنعت عنها
لكن منظرها اليوم وهي تتضاءل خلف أسوار القسوة
منظرها اليوم وهي منبوذة من رحم الحُب مزق نوووف ,
بل شطرها وأنهدت في داخلها كُل معاني الدلال والذي وإن لم تقربه بيوم
إلا أنها تبللت به تحت غيوم دلال حنين الغيـر مُنتهي !
أقتربت منها و أردت أن تُقبل رأسها لكنها تراجعت وبهدوء و آمر :
حنيني . قومي كلي لقمتين !
زاد صوت شهقاتها , وكأنها أحتاجت لأحد أن يأمرها
كي تُزهق هذه الأنهار المُحتبسة في سفوووح عيناها
يالله صغيرة أنتِ يا حنين على كُل هذا
أعطني مررضكِ فأنا أُنثى مبتورة أو أنني نصف أنثى
ولا يثقل كاهلي أطنان الحُزن
لكن لا تذبلي يا حنين
فـ أنتِ روح هذا المكان ومطره
كلاسيكي هو الحُزن على وجهكِ , ولا يُناسبكِ ,
وكأنكِ تفشل في الصبر وإحتمال ضباب العُتمة
فاااشلة أنتِ يا حنين في أن تحتملي أمر الله !
و سقطت دمعات من عين نووف
كان يراقبها بصمت ويتذكر صوتها وهي في الأسفل يرتفع أمام صمت الجميع !
والأن هي تُدمع وتمسح على ظهر حنين ,
يالها من مُتناقضة قاسية ولاتخاف أحد و ناعمة لحد الذوبان !
ثم أردف بصوت خشن بكل معاني الرجولة والشموخ :
نوووف لو سمحتِ أتركينا
رفعت عيناها إليه , فـ أنتفض قلبها
متى دخل إلى هنا ,
هل رأها والدمع يتساقط من عيناها لن تحتمل ذلك ,
نعم هي تحبه بجنون ويلهبها هذا الحب في صدرها,
لكنها لم تتعلم أن تتحدث عن مشاعرها , لم تفصح في يوم بكلمة : أحبك
أفعالها فقط هي المرايا لمشاعرها الحبيسة بين قيود الوقت
وقصاصات الأوراق وصفحات الدفاتر في أدراجها هو الشاهد على ذلك
فـ بين سطورها كُل الحكايات مع سنوات عُمرها اليائسة
و أنوثتها التي تتشكل مع الغيم ثم تموت !
قالت بعد أن وقفت و بصوت أقرب للهمس : السموحة !
وأما هو
تأملها بحب وهي ترحل وزفر !
هي مُختلفة عن الجميع , هي الليل بكُل نجومه
الطوفان الذي لم يستطيع أحد إحتواءه أو فهمه ,
التفاصيل التي تتجول في جيوب الذاكرة ,
يحبها بكُل حنان , ويتمنى أن لا تغيب , و الوقت بحضرتها
يُداعب لحظات الكبرياء
ويُسعده بإحتواء جدران هذا المكان لها , عكس آآآآسيـــل الغائبة دائماً !
فتذكر شيء وقال بحنان : نووووف
...............
على عتبة البكاء
حين تحتقن الأوجاع تضييق حُجرات القلب
فلا يصبح للمكان مكان , ينتهي الهواء
فلا يبقى إلا أكسجيـــن يختلط معه رائحة الخرآب !
وضع رأسه الثقيل على فخذها وبصوت منكسر :
بمووووت أختنق , كأن الروح ما عاد تبي السكن بين الضلوع !
هي بهدوء : حمد يا روووحي , أهدأ و أحكي لي صار
حمد بووووجع : آآآآه نار في داخلي إن قاسمتكِ هي أحرقتني و أحرقتكِ
وما يبقى فينا إلا الرماد , خلي هالنار تغيب ولا تسأليني عنها
بس لا تروووحي أنتِ بعد عني !
نزلت رأسها بهدوء وخصلات شعرها طاحت عليه وباست جبينه وبحنان قالت :
يا بعد قلبي , الأن أحكي لي كُل شيء !