مدخل :
جاء المخاض لقلمي و أنتهت فصول الرواية ,
و أينعت ثمار الوجع بي
والأن أتسأل :
هل من الممكن أن أكسر غصن رطب فـ أبتلع ماءه ,
أم أنصت لأعواد الخشب الهشة و أقضم الجفاف و أحترق معه
حائرة انا !
[ العُتمة السابعة عشر ]
حنين وقواها أنخارت : وربي ما أعرفه يا فيصل لاتضربني , حرام عليك , بتذبحني ,
أتركني بقولك كيف وصلت صوري عنده !
نزل لمستواها ثم رفعها من شعرها وبصوت مُشتعل : تكلمي قبل ما أرتكب فيكِ جريمة !
حنين على وجه السرعة : هذه وحده أعرفها اسمها صالحة أعطيتها صورتي ,
وصحبتها تصير خوية نوف وحاقدة على نوف شافت صوري عند صحبتها فأخذتها و وصلت صوري له
فيصل صرخ بوجهها : كيف تعطيني صوركِ لصحبتكِ !
حنين وهي تبكي : ماهي بصحبتي ,
فيصل بتعجب : شنهو يعني ماهي صحبتكِ ,أجل كيف وصلت صوركِ عندها !
حنين بصوت متقطع : بفهمك بس أترك شعري , هذه وحده عرفتها من حنان وحبيتها
و خانتني وأنا أعتبرتها نصفي الثاني , والله أحبها و أموت فيها وهي خذلتني
تركها فيصل بصدمة : أيش قاعدة تقولي نصفكِ الثاني , يعني .... ! بتر الكلمة
مسك رأسه بألم , وجلس على السرير
فيصل :
زوجتي تحب بنت ؟!يعني شاذة ! !
يعني إنحراف ؟!
يعني سخط قوم لووط ؟!
أشلون تتجرأ على هالفعل
وبكل وقاحة تقول : نصفي الثاني , وأحبها موت !
لاحول ولاقوة إلا بالله ليتني كنت معمي عن هالحقيقة !
هذه اشلون بتقابل ربها , ماتعرف أن الله بسبب فحش قوم لوط
قلب عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة من النار تطهير لهم !
يالله تخليت عن آسيل حلم الطفولة علشان وحده سحاقية والعياذ بالله
ما أقدر ألمسها , متقرف منها , وكرهتها أكثر !
حنين :
تعبت , والله تعبت , و أنا أمثل دور الزوجة المطيعة الخانعةبسبب الكارثة الي طاحت برأسي ,
ثم أني أعتبر فيصل مثل أخي ولاشيء أكثر
لأن ميولي لجنس النساء أكثر , ماقد حسيت بحب تجاهه
مثل ماحسيت بحب تجاه صالحة , أيه لاتطالعوني بحقد ولا بإشمئزاز
هي خلتني أتعلق فيها وأحبها , هي خوية حنان وشفتها ببتنا وطلبت رقمي
بالبداية عاملتها بشكل عادي إلين تعلقت فيها , كُنت أشكي لها وأحكي لها عن كل شيء
يصير معاي , حتى نوف تعرفها لأن صحبتها تصير خوية نوف
وأكيد صحبتها هي الي أعطت صوري لزفت , لكن نوف بعد مصيبة عبدالرحمن
عرفت بنوعية علاقتي مع صالحة حتى حنان ماتعرف عن شيء
ومو معقولة صالحة تسويها هي تحبني مووت مستحيل تفكر تأذيني
وبعد ضيم فيصل أنا مره مشتاقة لها أبي أكلمها محتاجة لها
وحشتني , مايهمني لو أعطت صوري أو لا
لأني أحبها تفهموا أيش يعني أحبهااا وفي الحب يتم المغفرة !
ثم أنتم ماجربتوا هالحب الي يكون بدون قيود أو مراقبة أهل ...
رجعت نظري لجهة فيصل الي باين على ملامحه الصدمة
فجأة أنتبهت لذراعه كانت تنزف , بصراحة خفت , ما أتحمل أشوف أحد يتوجع!
بسرعة رحت للحمام وخرجت منه المعقم و أخذت الشاشة واللاصق
بصراحة ما أعرف كيف يستخدموه ليت أحد يعلمني ,
أيه تذكرت كنت أشوف نوف لوتعوروا عيال نورة أو بنت حمد
تجيب هـ الأشياء , لازم أتذكر شنهو كانت تعمل
قربت جهته وأنا مرتبكة وهو كان ناكس رأسه وحاط يده بشعره , منظره يهبببببببببببببل
ويحـزن , المفترض يحمد ربه أنه مالي ذنب ولا أعرف هالاسمه عبدالرحمن
لمست ذراعه بشويش , وهو كأنه مخدر ماهو حاس بشيء , أو كأنه نائم !
حنين بخوف : فيصل ذراعك
وثواني وقف كمن لسعته حية وصرخ : يا القذرة لا عاد تلمسيني ولاتقرب صوبي أبد , قرفاان منكِ ,
نهايتكِ شاذة , !!! بالله أنتِ ايش الزين الي فيكِ , من اخذتكِ وأنتِ كل مافيك شين !
سمعيني يابنت الحلال , هالزفت الي تعرفيها ما أبي اسمع سيرتها من اليوم
وصحباااات محرم تشوفيهم أو تكلميهم !
حنين بألم : لاتقطعني من الناس
فيصل بقهر : أجل تبي تمشي بين الناس وتسوي هالبلاوي لأجل تطيحي وجيهنا بين الخلائق
بالله قولي لي كيف أجاوب حمد لو سألني فيكِ ! أقوله أختك شاذة أيش أقول للعالم
وجدي لو سألني عنكِ ! أعوذ بالله من غضب الله أعوذ بالله !
حنين ببكاء : فيصل أنا أعتبرك أخوي لاتعاملني بكل هالقسوة ,
فيصل بغضب : تخلخت عظامكِ , سمعيني يابنت الحلال مثل ماعرفتي زوج عمتي مات
وبيكون هـ الثلاث أيام عزاء وأنا لازم أكون أول الحاضرين وأنتِ توجبي عمتي ,
حتروح العزاء لكان إياني وإياكِ لو جلستِ مع نوف أو حنان
بتترزعي مع عمتي ولا تتحركي من جنبها , ماأبي فضائح زود وشذوذ قدام العالم !
فااااهمة , والله لو عرفت أنكِ خاويتي نوف أو حنان مايصير فيكِ طيب !
وقد أعذر من أنذر ,,, والحين ليت تغيري ملابسكِ المقرفة
وتلبسي مثل الأوادم وخرج ودخل الغرفة وأخرج لها جلابية [ دراعه ] سوداء وعليها تطريز خفيف من الفوشي ,
فيصل بـ أمر : ألبسي هذا منتِ رايحة زواج , رايحه عزاء
نظرت حنين بقرف لجلابيه , لم تلبس قط في حياتها جلابية !
حنين
ما أدري من وين جاءت هالجلابية المُعفنة الي من شفتها تذكرت كيس الزبالة وأنتم بكرامة ,
الظاهر أن نوف هي الي شرتها و شكلها تعرف ذوق فيصل العجوز !
ياقهري , ما أبي أعاندها وزهقت من معاملته الحقيرة لي
وهذه فرصةمن أجل أبتعد عنه ولو قليلاً وما أبي أفوت هالفرصة
حتى لو أضطريت أن ألبس خيشة !
يؤؤؤه والكدمات الي بيدي ايش اعملها , أي صح الجلابية أكمامها طويلة , الحمدلله !
مالي نفس أحضر عزاء واحد خائن زوجته بس الواجب واجب ,,
..........
[ اليوم الأول للعزاء ]
فاض المكان بالمُعزيين , وكان العزاء بفلة أبو ناصر
بحكم ان أبو ناصر لا أخوة لديه إلا أبناء عمومة
وناصر مازال صغير !
وبحكم أن زوجاته هنا ولا يصح لهن الخروج في فترة العدة
وأغلب المُعزيين هُم من طرف آل الوليد
الجد بهدوء : جزاك الله خير يا أبو نواف ماقصرت , خيركم سابق !
أبو نواف بتردد : أبو جارح أتمنى مانسيت إتفاقنا ,, أدري ماهو وقته أبد, بس أنا أسبوع
بالكثير وبحرك لدمام تعرف أشغالنا كثيرة ويالله ماألحق الشركات !
الجد : أبو نواف ما أدري أيش أقولك , البنت وراحت لنصيبها و أختها الكبيرة
مخطوبة إن شاء ولدك نواف يلقى الي تناسبه ,
أبو نواف بإصرار : يا أبو جارح أنا ما أبي إلا منكم , نسبكم ينشرى بالذهب ,
لو بنات سالم تيسرن , لنا بنات عبدالله !
الجد بتفكير : البنت الكبيرة وماشاء الله أنعقد عليها , باقي البنت الصغيرة
قطعه أبو نواف : مو كأنه الفيصل كان حاجزها !
الجد بألم : ماحصل نصيب بينهن , وربي يكتب لها الخير
ابو نواف بفرحة : أجل هي لنا .. لا تردني يا أبو جارح , وماقد عرفتك ترد الكريم !
الجد بحزن : مايردك إلا لئيم , نشوف رأي البنت ونرد عليك ,
أبو نواف وضع يده على كتف الجد : والله بنتكم بنحطها في عيوننا , وتعيش وسطنا مثل الملكة
أما في القرب كان هُناك من يستمع لهما , ويشعر بالغيض , والغضب والحُنقة
لو أن المكان والزمن مُختلف لحمل أبو نواف من طرف ثوبه
وقذف به إلى خارج المكان بل إلى خارج مدينة جدة ,لكن لا الظروف ولا الوقت يسعفه أن يفعل ذلك ,
هو :
كيف لهذا التافه أن يفكر في آسيــــل
هي ابنة عمي و أنا أولى بها , فهي ملكي ,
ثم من هو هذا نواف مُقارنة بي , لاشي مُجرد مُهندس أحمق يجهل الحياة !
وقف لا إرادياً أراد أن يتجه نحوه ليهشمه هو وأبنه !
لكن قطع رغبته تلك صوت جهوري ألتف على أثره من بالمكان جميعاً جهة الباب
و اتسعت أسارير أبو نواف و كأنه يعرف ذلك الشخص , بينما من في المجلس
اخذ يتهامسوا على ذلك الشخص !
أبو نواف بصوت متسائل : ماشاء الله يا أبو جارح هالولد لا يُعلى عليه ,
لكن عهدت بينكم القطيعة , أجل ايش جابه للعزاء
الجد بحرقة : هذا نسيبنا يا أبو نواف , أخذ بنت عبدالله
اما هو فأخذ يُعزي ناصر وهالة من الهيبة والشموخ و الوسامة و الهدوء والثبات تُحيط به
وخلفه أسامة الذي يغزو الوسامة ملامحه !
أقترب من حمد وما أن مد يده إليه حتى أشاح حمد وجهه عنه غاضباً ودفع صدره بعيداً ومر من جانبه وخرج من المكان
إرتسمت علامة فرحة صغيرة على ملامحه حين شاهد الناس يتهامسوا ,
وأفترض أنهم سيتحدثوا عن وقاحة هذا الشاب وقلة أدبه مع ضيوفه ألقى نظرة للمكان
كان المكان وكأن عل رؤوسهم الطير ماعدا البعض وهم يتهامسوا
وتوقف نظره إلى ذلك المُشتعل غيضاً , والذي لم يزيح بؤبوة عينه عنه
رفع نظره الطاغي إليه و مسك بمسبحته و حمل أقدامه بـ إتجاهه
مد يده لتعزية فما كان من الفيصل إلا أن يمد إليه يده
فـ فيصل يهمه جداً عائلته وسمعته وهذا المكان والوقت ليس مناسب لتصفية الحساب
عبدالرحمن بهدوء : عظم الله أجركم في نسيبكم
أقترب فيصل من أذنه ثم همس حانقاً : عقبال ماتصير أنت مكان أبو ناصر و أتلقى التعازي فيك !
أبتسم عبدالرحمن ثم رد ساخراً : أفا وتترمل بنت عمك للمرة الثانية يا فشلة العرب فيكم !
كور فيصل قبضة أنامله غيضاً , كل ما يتمناه الأن هو ان يحرق هذا المكان
وينتهي في آن واحد من الحقير في نظره عبدالرحمن , والتافه في حساباته ابو نواف
فـ أحداهما قد أرتبط إسمه بهم , والآخر يسعي لذلك وتلك أمنياته البيضا فـ هو أولى بها !
...........
[ جهة النساء ]
مرتبكة , تشعر أن الجميع حزين ماعداها ,
ترى دموع هند وهي تعتصر أجفانها , وتشاهد ابنته التي أحكمت إغلاق الطرحة على رأسها
وهي ناكسة رأسها بحزن !
لاتدري ماذا تفعل ؟! وكيف تتصرف ؟! كُل مايهمها الأن : كيف ستخرج من هذه الورطه
فـ ابنه ناصر أتى لطردهن ولولا حمد لكانت الأن على قارعة الطريق تتوسل المال !
تخيلت ذاتها وهي تجر خلفها العباءة و تتوسل الطعام , وأشعة الشمس تستسلق ملامحها
أرتعدت من تلك الفكرة , واستغفرت الله , ثم أرادت أن تلعن أبو ناصر لكنها تراجعت !
الأن هي أرملة بائسة , ولن يهتم بها أحد , الأن هي مُجرد أثاث لهذا المنزل بعد زمن
سيباع بالمزاد العلني وكأنها لا بضاعة رخيصة تذكرت والداها وأشتاقت اليهما فـ أنحدرت
دمعة يتيم مقهور من أجفانها و زينت بريق خدها
ضمتها احد المُعزيات ظناً منها أنها تبكي زوجها : الصبر يا حرمة , الصبر !
ماعاد ينفع البكاء له ,,,,, فبكت الأخرى يُتمها وحالها !
اما حنين فكانت مذهولة تماماً لاتستوعب شيء مما حولها
لاتصدق ماتراه , لايمكن أن يكون الأمر حقيقي !
تريد أن يقرصها أحد , أن يصفعها أحد حتى تستيقظ من صدمتها
حملت أقدامها الصغيرة لجهتها وما أن رأتها حتى أحتضنتها باكية
حنين ببكاء و وجع : عظم الله أجركِ ؟!
أما الآخرى لم تكن مفزوعة فقد فزعت بدءً حين أتت إلى هذا المكان
وتوقعت بعدها رؤية حنين في أي لحظة , لكن لم تتصور أن تراها في هذه الصورة
حنين ببكاء وبهمس : كيفكِ وحشتيني !
صالحة وانفجرت بكاءً بحضن حنين :
حنين شُفته يموت قدام عيني وماقدرت أسوي شيء ......... وأخذت تضرب صدر حنين
مما لفت إنتباه الجميع لجهتهن , وأربك بكاءها حنين ولم تعرف كيف تتصرف !
فـ تقدمتا هند ونوف على عجلة وأقتلعتها من حضن حنين المذهولة !
و أدخلها أحد الغرف كي تهدأ ....
مر اليوم بسلام , وعاد الجميع إلى منازلهن عادا نوف التي فضلت المكوث مع عمتها
لم يحدث خلال العزاء الأول وبعد رحيل الجميع إلا أحداث بسيطة
حنين :
أخر ماتوقعته أن صالحة تقرب لنا , أقصد تصير بنت أبو ناصر !
ثم معقولة صالحة تنهار كذا , عمري بحياتي ماشفتها كذا !
وين قوتها , وين جبروتها , وين شخصيتها !
ثم الحمدلله نوف ما فضحتنا وقالت شيء قدام عمتي , ,,
ياااااااويلي تذكرت , الحين أيش بيقول فيصل لو عرف !
صحيح أشلون بيعرف ؟؟؟
الله يخارجنا من أمراضه هـ المريض ! ! !
الأن كل همي صالحة ....
نوف على سرير عمتها : عمتي حاولي تنامي من أمس وأنتِ ما غفيتِ
هند بتعب وهي ساندة راسها على الوسادة : كيف أنام و أبو ناصر نثروا فوقه التراب
نوف وهي تمسك أصابع عمتها : كُنتِ تحبيه ياعمتي ؟!
هند بألم : أشلون ما أحبه وهو زوجي , هذه عشرة عُمر يانوف
بكره لو عشتِ مع عبدالرحمن مهما كانت سيئاته بتتغافلي عنها لأنه بالنهاية زوجكِ
أوجعت تلك الكلمات قلب نوف الغص , وكأنها ذكرتها بأمر لا تريد تذكره
و بخيبة قد تحصدها من هذا الزواج الغير عادل !
بكيل سيتطفف في حق أحلامها !
زفرت بقوة ثم رفعت كف عمتها وقبلتها : أدعي له يا عمتي هو الأن محتاجة دعواتكِ !
هند وهي تدمع : الله يرحمه ويكتب له الجنة .... اللهم أني أحللته وسامحته فـ تجاوز عنه !
وقفت نوف وقبلت جبين عمتها ثم رفعت الغطاء عليها
نوف بهدوء : حاولي تنامي ياعمتي لأجل أصحيكِ تصلي الفجر وتفطري !
خرجت وهي محتقنة تنظر لشاشتها منذ ثلاثة ساعات لم يتوقف هاتفها عن الرنين بشكل صامت
30 إتصال من رقم واحد ... ! أسرعت حتى وصلت لجهة غرفة مفردة ,
نوف : خيـر أزعجتني ,!
عبدالرحمن بـ إستياء : انتِ متى تتعلمي تسلمي مثل الناس ,
نوف بغضب : 30 إتصال , أنت ماتحترم الوقت حنا بعزاء
عبدالرحمن بقهر : لا ماشاء الله كأني ما أعرف أنكِ بعزاء لأجل تعلميني ,
لكن كأنكِ أنتِ الي نسيتِ ياهانم إتفاقنا اليوم !
نوف بقلة حيلة : شوف ياولد الحلال عمتي تعبانة وما أقدر اتركها لحالها ,
والله العالم مين بينتبه لها , ومستحيل اتركها وهي بهالحالة
عبدالرحمن : لا ماشاء الله كُنتِ تبي تنامي خارج بيتكم بدون ما تستأذني مني ,
نوف ساخرة : أحلف بس تبيني أستأذن منك ..
عبدالرحمن بجدية : أجل تبي تمتحنيني و تجربي سخطي !
أبتلعت نوف ريقها وعرفت أن رجل يحمل مسدس ويهدد الآخرين ليس بمنأى أن يفعل أي شي آخر
نوف بهدوء : رجاء خليني هاليومين عند عمتي , وبعدها أنا طوع امرك سوي الي تبيه
أبتسم عبدالرحمن وبخبث : أكيد بسوي الي أبيه , ولا نسيتِ إنك زوجتي !
أبتلعت كحتها بشكل مفاجىء ثم أبتلعت غصتها , وأحمر وجنتاها !
شعر عبدالرحمن بخجلها من خلال ردة فعلها فـ أبتسم :
يا توته ماتتعبي من التمثيل أنك خجلانة , تراه ماهو لايق على أرملة !
أرادت أن ترد عليه أو تقفل الجوال , لكنها استبعدت فعل ذلك لأنها تحتاج رضاه الأن
نوف ببرود : الأن تأمرني بشي بقفل لأني بروح لعمتي
عبدالرحمن : لا ماشاء الله كأنكِ قررتِ أني بتنازل عن إتفاقنا , وإن سمحت لكِ تنامي عندها
نوف بقهر : عبدالرحمن .....
قاطعها متعمداً : لبيه يا توته ! ........ أرتبكت , وشعرت بحرارة في خديها
ضحك ثم قال : أجل بس اليوم , وبكره بدون نقاش تنفذي الي قلتلكِ عليه !
أقفل الجوال وهو يشعر بـ الإنتصار ! اما هي فسرحت تفكر كيف تتخلص من هذه المصيبة !
أحلام بكبرياء : هيا أنتِ أيش تعملي هنا
أرتعدت نوف : بسم الله خرعتيني ,, !
أحلام بتقزز : كُنت تكلمي مين في بنص الليل !
نوف بقرف : اللهم سكنهم مساكنهم لاحول ولاقوة إلا بالله ,
خليني أروح أنام أبرك ... وما أن تحركت
أحلام بقهر : على وين يا هانم لايكون تحسبي البيت بيت أبوكِ ,
حدكِ غرفة عمتكِ , وليت من بكرة تضفين أشيائكِ محنا بحاجتكِ يا النحيسة !
نوف بهدوء : لا عاد أشوفكِ زودتيها , وحنا آل الوليد ما نرضى أحد يدوس لنا طرف
يا أما تكفي شركِ عني وإما لي تصرف ثاني معكِ !
أحلام بضحكة وهي تكتف يدينها: لا عاد خوفتيني ,
نوف بسخرية : لاحول ولاقوة إلا بالله , توه زوجك ما برد تراب قبره
وأنت تضحكي صدق الي قالوا : إن لم تستحي فـ أصنع ماشئت
والأن أبعدي عن طريقي و وروحي أدعي لزوجكِ بدل الغباء الي أنت فيه !
ذهبت نوف لغرفة عمتها
تاركة خلفها تلك المشتعلة غيضاً, والتي أخذت تتوعد لنوف .....
..........
[ بفلة آل فهد ]
أسامة بحدة بعد أن مسك يدها : أقولكِ طاعتي عليكِ واجبة شيلي هالغطاء عنكِ لاتقرفيني !
أشرت بيدها سريعاً بـ لا
أسامة : لاتعاندي يا بنت الحرام , , أنزلت دمعة صغيرة
أسامة بطفش : اوكي بمشيها لكِ اليوم ,
اتمنى بكرة لو جلسنا على السفرة تشيلي الغطاء عن وجهكِ
ذلفوا إلى المكان وإذا بـ الجد وعلى يمينه عبدالرحمن الذي يتحدث مع الجد عن العزاء
أسامة وهو مُفرد صدره : هاي حبايبي
الجد رفعه بصره : الناس تسلم ......
ثم بتر كلمته حين شاهد تلك الأنثى مُتوشحه طرحة الصلاة كاملاً
جلس أسامة بجانب جده على الجهة اليسار ثم اجلس بجانبه الجوهرة
تحت أنظار عبدالرحمن المذهولة , والجد المشمئز !
أسامة بمرح :ها أيش طبخت الشغالة على الغداء
عبدالرحمن بعدم إستعياب : أيش نزلكم تحت
أسامة : والله كُنت ميت جوع وتعرفني مافيني صبر على شيء أشتهيه
قلت أنزل أشوف عشاءكم يمكن شي يعجبني ,,,
اوووووف هالشغالة ماتعرف تطبخ إلا الشيء الي أكره ثم لف جهة الجوهرة وبخبث :
من بكره أنتِ الي بتطبخي لنا .... هزأت رأسها بنعم
بينما صرخ الجد : والله ماتلمس عشائي ولا أكلي , أعوذبالله من غضب الله
ترك عبدالرحمن الملعقة ثم وقف ,
الجد : على وين ياعبدالرحمن ؟!
عبدالرحمن ألقى نظرة لأسامة : الحمدلله شبعت , على فكرة يا جدي من اليوم لاتنتظروني على الأكل ! وخرج
ثم وقف الجد وهو يتمتم بكلمات بحنق وغضب
أسامة : أفا جدي تتركني وتروح ,ما أكلت شي صحنك مثل ماهو وإلا لأن حبيب قلبك شبع قمت
الجد بغيض : كيف تبيني أكل وقدامي مزبلة , سديتوا نفسي الله يسد نفسها ويقطعها ....وتحرك لغرفته !
شخر ساخراً أسامة وألتفت لجوهرة وقالها : هذا يسموه بعلم النفس علم التطفيش
وتبريد الصدر ولازم تتعلمي مني هالشي
هزأت الجوهرة رأسها بأسى ,
مد أسامه يده لطرحتها فنزعها ثوان تأملها وبهمهة:
همممم برغم أنكِ بنت حرام لكنكِ صاروووخ ما حصلش ,
على كثر ماتزوجت مسيار مافي وحده بجمالكِ . فتحت عينها بصدمة
الجوهرة :
أنتهى ضقت ذرعاً , ماعاد لصبر صبر
يومان وأشعر كأني شي مُتسخ تماماً ,
يعاملني كأني لاشيء , هذا شي مُعتادة عليه ,
لكن المصيبة أكتشف بأنه مزواج !!
وزيادة على هذا يريد إستخدامي لشـر كـ عود ثقاب لإشعال النار في كبد هذه العائلة
وهذا الأمر ليس من طبعي وليس من ديني !
ماهذا الرجل , من أي طينة مخلوق !
.........
اليوم الثاني :
[ بقصر آل الوليد ]
تقلبه بين يديها ثم تُقبله ثم تعيده لصدرها وتبكي بشدة
تعلم تماماً أنها مُقصرة بل مُسرفة , لا تتذكر كيف أنها أدت ماعليها بشكل كامل ,
ويؤسفها أنها متأخرة عن كُل حسنة , ألقت من جديد نظره إلى لونه الأسود المخملي وبدأت ترتله بخضوع
حتى جاءت للاية [كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ]
فبكت بشدة وتخيلت أنها مكان أبو ناصر , الموت هكذا يأتي على غفلة
لا يطرق باب أحد ولا يستأذن أحد [ اللهم أحسن خواتمنا يارب ]
أسرفت في حق نفسها كثيراً , أما لأن ستعقد صلح مع القرآن والصلاة
على كثر هجرها له , فموت أبو ناصر غسل دخلها تماماً
دخلت جنى على وجه السرعة : همه , بابا يقولك تهالي !
ادمعت لهذه اليتيمة التي تقسو عليها فما كان لها إلا أن ضمتها وهي تقولها
سامحيني قلبوووه ,,, و أمطرت عليها من الحنان مالم تفعله سابقا
حين نزلت وهي تحمل جنى بحضنها , استغرب حمد ذلك لكون
حنان وجنى لايتفقان مع هذا لم يلق للامر بالاً ,
حمد بهدوء : كيفك حنان , عساك بخير
حنان وهي تلاعب جنى : بخير ياحمد , وأنت كيفك !
حمد بإبتسامة : طيب دامني شفتكن متفقات وحبوبات , إبتسمت حنان
حمد بهدوء : ليه مارحتي العزاء أمس
بحزن : كنت مصدومة , وماني مستوعبة موته , إن شا الله اليوم أروح !
مسكه حمد وقبلها على رأسها, بينما أستغربت هي فعله
حمد :
بين ضلوعي نار ماعدت أقوى عليها , لذلك حسيت برغبة لتقبيل جبين حنان ,
المصائب تتحاذف علي من كل صوب من جهة موت أبو ناصر وترمل عمتي
ومن جهة غياب صغيرتي عني بإرادتي
ماني قادر أغفر لها لأجل ألمح طيفها , ماني قادر أتجاوز عنها
أحس بالكره تجاهها أكثر كلما فكرت في بنتي ,, !
بنتي حعاملها بصرامة لأجل ما تطلع مثل عمتها عذراً حنين ماهي عمتها
حنين ماتت ولا لها أي مكان , بنتي راح تكون شبيهة عمتي هند
أي مثلها إنسانة مُخلصة مُحبه تعرف ربها وتخافه !
حنان بألم : حمد عرفت من نوف أن أبو ناصر مات بسكتة
تتوقع شنهو الخبر الي أفجعه إلى هالدرجة !
سكت حمد ثم مُختصراً : الله أعلم
حمد :
أصدقكم القول : كذبت على حنان
بس أيش تبوني أقولها : أن ابو ناصر مات بعد مازارني وماتحمل قراري !
أحس بوخزة ضمير من يوم عرفت بموته
بعد ماطلع من عندي بربع ساعة داهمته هالسكتة !
يالله كررررهت نفسي , لو أني ماقلت له هالكلام ماكان الي صار صار ,
أول ماعرفت بموته وقبل دفنه سددت كُل ديونه ,
والأن أفكر أبني مسجد بإسمه , لكني للأن أحس بحرقة
بالفاجعة , بأني مُجرم ويجب محاكمتي , عمتي صارت أرملة بسببي
وعياله تيتموا بسببي , ما أقدر أتخيل ردة فعل عمتي لو عرفت !
يالله رحمتتتتتتتتتتك وعفوك وسترك !
........
[ بفلة أبو محمد ]
تشعر بـ الإضطراب في معدتها , بتقلص في عضلات قفصها الصدري
برغبة مُلحة للبُكاء أو الصرآخ , تُريد أن تستنجد بأحد
لكن كُل الطُرق مسدودة , خرجت من بيت عمتها عصراً
لم تنم ولا للحظة , مُنذ الأمس , تفكر في قلة حيلتها !
هي عزمت من أجله ولن تتردد لثانية واحدة بـ الإقدام على هذا الأمر
لكن سيؤلمها وجعهم جميعاً فاجعتهم !
الأن لا مجال للعودة بعد أن وضعت المظروف في غرفة جدها !
و الأن لا أحد في المنزل سواها جميعهم في العزاء وأعتذرت هي بحجة أنها ستعود بعد
أن تستبدل ملابسها وترتاح قليلاً , نظرت إلى باب الغرفة
هُناك حيث تقبع أداة جريمتها , جرتها على وجه العجلى
انتظرت والعرق يتصبب منها حتى جاءتها المكالمة ,
فـ أسرعت دون قدرة لإخفاء أداة الجريمة من الخادمات !
وقفت على البوابة ثم رفعت بصرها وهي واضعة كفها فوق جبينها لتحمي عيناها من الشمس
ثم ألقت نظرة عميقة للمكان , نزلت دمعات حارقة على خدها الوردي
وقبل أن تنهار جرت أداة جريمتها خلفها في سرعة مُتناهية مخافة أن يراها أحد !
فتحت الباب الخلفي وألقت بأداة الجريمة [ حقيبتها ] ثم ولجت بثبات
ألتمعت عيناه وهو يراقبها من المرايا الأمامية وبصوت خشن :
هلا والله , نورتي سيارتي . لم تُجبه فقد كانت تبكي بهدوء ,
لف وجهه للخلف وبسخرية : هلا بزوجتي ,,إلي تظن أنها راكبة مع السائق كومار !
أيضاً كان الصمت سيد الموقف منها ,
عبدالرحمن بتهكم : أقول لايكون على بالكِ بأني سائق أبوكِ أو جدكِ لأجل تجلسي وراء
نوف بدفاع والبكاء مُتجلي في صوتها : لا تجيب سيرة أهلي على لسانك القذر !
عبدالرحمن : آآآووه أخيراً سمعنا صوتكِ , أجل خلاص عرفنا كيف نخليكِ تتكلمي
نصب الزيت الحار على آل الوليد و بدوركِ تحترقي ! ثم لسانكِ يبيله قص تعرفي هالشيء !
نوف بقهر : يا ليت نتحرك من هالمكان , ما أبي أحد يشوفني !
عبدالرحمن بخبث : والي يقولكِ ماهو مُتحرك حتى تجي وتجلسي جنبه !
رفعت بصرها بحدة والشرارة تتطاير من عيناها العسليتان بحدة :
لو تبلط السماء ماقعدت جنبك , إما تمشي الأن وإلا تجبرني أغير رأيي !
نظر إليها وبإبتسامة : نعديها هالمرة , مُراعاة لمشاعركِ المُرتبكة ,
ولأجل مانفجعك زود ,, لكن إياني و إياكِ تعيدها
لبس نظارته الشمسية الفاخرة و وضع يده على المقود وتحرك !
بينما بالطرف الآخر البعيد قليلاً كان غضب الدنيا مُنصب على رأسه ولم يستطيع اللحاق
لأن بحضنه جنى, مذهول ولايكاد يصدق
يشعر بخيانة عُظمى , وخيبة لـ آل الوليد , !
نوووووف مع عبدالرحمن , إذاً البُركان تأجج ولا سبيل لإيقافه الأن ! ! !
ليته لحقهما لقتل عبدالرحمن وطمر نوف !
بعد دقائق . توقف في مكان
نظرت للمكان , و أستغربت , هي تعلم يقينا بـ أن عبدالرحمن غني
لكن هُنا لا فلل ولا قصور مُجرد أبنية تجارية , وعمائر
عبدالرحمن بـ أمر : نزلي هنا !
ألتفت إليه برعب ثم فتحت الباب و وضعت قدمها على الأرض و حاولت إخراج حقيبتها
عبدالرحمن بهدوء : اتركي شنطتكِ بمكانها , ماتلزمكِ !
بصوت منخفض : ماراح تنزل معاي
عبدالرحمن : بطبع لا
بتعجب : أنت تسكن هنا
ضحك ثم قال : ناظري حولكِ ,هل شايفه قصر في هالمكان , أكيد ما أسكن هنا , !
نوف بهلع وهي تعود إلى السيارة : أنت وين جبتني , رجعني بيت أهلي
أنت أكيد تبي تسوي فيني مُصيبة , يا أخي أنا زوجتك !
عبدالرحمن بصرآآآخ : بتنزلي ورجلكِ فوق رأسكِ فاهمة بدون فلسفة !
نوف ببكاء : لا ماني نازلة رجعني بيت أهلي
فتح الباب ونزل حتى أتى جهتها ثم فتح الباب ومسكها من عضدها وأنزلها
عبدالرحمن بعصبية : لما أقولكِ شيء تسويها بدون نقااش فاهمة , منتِ ببيت أبوكِ تدلعي !