كُنتِ على حق يا أمي
هذا العالم لا يستحق إنسانيتي , كان يجب أن أرحل سابقاً
كان يجب أن أحزم حقيبة قلبي , و ألملم بها أوجاعي
كان يجب أن أندثر داخل قارورة صغيرة خير لي من أن أشتم رائحة الكذب
كان يجب أن أظل صغيرة جداً محشورة في رحمكِ دون أن أبتلع الموت
أُمي هل أنا سيئة لأني لم أحمل السلاح بعد , لم أركض خلف حُلمي فـ أحرره
هل أنا فاشلة لأني لم أصرخ حين أنكسر طفلاً ما , نعم أنا كذلك
سيئة يا أمي , وإلا لما مارست دور المهرج !
في نفس اللحظة بمكان آخر
حيث أصبح كـ الصقر يُحلق في سماء النشوة
ويوارب لداخله كُل الأحقاد , لأن اليوم
هو نُقطة عظيمة لصالحه , حتى لو كانت بخيييسة وقليلة !
كان مُتكأ على الأريكة يقهقه بصوت عالي وكأنه لأول مرة يضحك
دخل عليه أسامة بسخرية : لا ماشاء الله الشيخ عبدالرحمن اليوم مثل الطير !
وقف عبدالرحمن على وجه السرعة وتقدم بجدية وجر أسامة لناحيته
مما جعل أسامة يرتعد خوفاً ,
ويتحرك جفنه تلقائياً نعم لا يحصل ذلك له إلا بحضرة عبدالرحمن
نظر عبدالرحمن إلى عين أسامة و قال بشيء من الغضب : إلي أعرفه إن الناس أول ماتدخل تسلم , !
و بدأ يشم ثياب أسامة ثم رماه على الكنبة
وقال مُبتسماً : لا اليوم بعتقكِ , اليوم أنت حُر مثل الصقر يا أبو عبدالرحمن
أسامة بقرف : وع شو أبو عبدالرحمن تحلم أسمي ولدي عليك
عبدالرحمن أبتسم ثم ضرب بأصابعه على رأس أسامة وقال :
يا رجال شو وع , أنت بنت , متى تصير رجال حتى كلامك مايع !
أحتقن وجه أسامة وقال : لا قريب إن شاء هالصقر يصير له مخالب و بيعجبك
وضع عبدالرحمن وجهه بالقرب من وجه أسامة وقال :
يا ليت تترك عنك الركيض وراء خبال عقلك و تصير رجال بحق
موب كُل من تزوج من وراء أهله مسيار صااار رجال !
ضيق أسامه عينه ,
لعيييييييييييين هذا العبدالرحمن كيف عرف بـ أمر المسيااار
لا أفعل شيء إلا ويعرفه , أخذ من جدي الكثير , حتى مراوغته
ذكاءه , تخطيطاته , كم أكره هذا الحقير
ماذا يظن هل يهددني مثلاً , وإن علم بطيشي لا يهمني قط
فـ أنا أفعل ما يحلو لي !
أسامة : رجال أنا غصبن عنك , و من يلوي ذراعي ألويها له و أكسره وأحطه بين ايده
أبتسم عبدالرحمن وقال بهدوء وهو يجلس :
تعرف لو غيرك قال هالكلام كان ذبحته , بس أنت يا أسامة تمووون
وثم أنا اليوم مزاجي رايق بس أنتبه يا أسامة ريحتك بدأت تزكم أنوف الناس
أخاف الناس بكره تتكلم عنا بسبب فعائلك السوداء , !
هه هه نعم يا عبدالرحمن ذلك ما أريد
رأسك هذا الغارق في الكبرياء أريده أن يتلوث ولو حُلماً , !
أن تغرق مجالس الناس غيبة ونميمة بالحديث عن فساد من هُم تحت أمرك
سأعاون أي أحد على أن يكسر أنفك , كما تفعله معي ,
سـ أبكيكم أنت وجدي كثيراً و تتمنوا أنني لم أولد قط ,
أسامة بكذب : من عيوني يا أخوي بحاول أخفف !
أبتسم عبدالرحمن وهو يتأمل أسامة يُغادر المكان
عبدالرحمن
يبدو أسااااااامة اليوم أجمل بغترته و ثوبه السكري و حذاءه البُني
اليوم تفوح منه رائحة العوود بدل الشيشة
آآآآآخ منك يا أسامة
نعم أسامة هو نبضي , هذا الشقي يسرق من عُمري عُمره
هو كُل ماتمنيته في نفسي , نعم لا تستغربوا
أنا عبدالرحمن كُنت أريد أن أكون مثل أسامة
لا يهمني شيء , ألهو , أصبح طاااائش , أستمتع ,
أتزوج عشررررررررات المرات بثمن بخس دون أن يُحاسبني أحد
لا تُرهقني الملفات
ولا أحمل عبأ مستقبلي, لا أفكر كم خطوة يسبقني عدوي وكم أتراجع أنا
لا أعيد ترتيب حسابات , ولا أضرب ولا أقسم ولا أطرح ما أخسره !
حسناً , ليعيش عني حياة الرفاهية,
وأعيش أنا عنه حياة الشقاء و الكد والعمل !
بذلك نجعل الميزان يتساوا , و ترك إبتسامة بيضاء على شفتاه
....................
[
عودة لتكملة الأحداث ]
أقتربت منها و أردت أن تُقبل رأسها لكنها تراجعت وبهدوء و آمر :
حنيني . قومي كلي لقمتين !
زاد صوت شهقاتها , وكأنها أحتاجت لأحد أن يأمرها
كي تُزهق هذه الأنهار المُحتبسة في سفوووح عيناها
يالله صغيرة أنتِ يا حنين على كُل هذا
أعطني مررضكِ فأنا أُنثى مبتورة أو أنني نصف أنثى
ولا يثقل كاهلي أطنان الحُزن
لكن لا تذبلي يا حنين
فـ أنتِ روح هذا المكان ومطره
كلاسيكي هو الحُزن على وجهكِ , ولا يُناسبكِ ,
وكأنكِ تفشل في الصبر وإحتمال ضباب العُتمة
فاااشلة أنتِ يا حنين في أن تحتملي أمر الله !
و سقطت دمعات من عين نووف
كان يراقبها بصمت ويتذكر صوتها وهي في الأسفل يرتفع أمام صمت الجميع !
والأن هي تُدمع وتمسح على ظهر حنين ,
يالها من مُتناقضة قاسية ولاتخاف أحد و ناعمة لحد الذوبان !
ثم أردف بصوت خشن بكل معاني الرجولة والشموخ :
نوووف لو سمحتِ أتركينا
رفعت عيناها إليه , فـ أنتفض قلبها
متى دخل إلى هنا ,
هل رأها والدمع يتساقط من عيناها لن تحتمل ذلك ,
نعم هي تحبه بجنون ويلهبها هذا الحب في صدرها,
لكنها لم تتعلم أن تتحدث عن مشاعرها , لم تفصح في يوم بكلمة : أحبك
أفعالها فقط هي المرايا لمشاعرها الحبيسة بين قيود الوقت
وقصاصات الأوراق وصفحات الدفاتر في أدراجها هو الشاهد على ذلك
فـ بين سطورها كُل الحكايات مع سنوات عُمرها اليائسة
و أنوثتها التي تتشكل مع الغيم ثم تموت !
فقالت بعد أن وقفت و بصوت أقرب للهمس : السموحة !
وأما هو
تأملها بحب وهي ترحل وزفر !
هي مُختلفة عن الجميع , هي الليل بكُل نجومه
الطوفان الذي لم يستطيع أحد إحتواءه أو فهمه ,
التفاصيل التي تتجول في جيوب الذاكرة ,
يحبها بكُل حنان , ويتمنى أن لا تغيب , و الوقت بحضرتها
يُداعب لحظات الكبرياء
ويُسعده بإحتواء جدران هذا المكان لها , عكس آآآآسيـــل الغائبة دائماً !
فتذكر شيء وقال بحنان : نووووف
ألتفت إليه وعيناها تلمعان , أحبت نبرة الحنان في صوته فقالت :
لبببييييه يا جدي
قال بحزن : أكلت شيء ,
نوف بغُصة : لا
ياجدي , أستاذنك
الجد : نوووف , شكراً
وقفت لثواني وهي تتأمل الجد وقد وصل لسرير حنين
وهو حزين , حركت رأسها وقالت :
جدي حنين والله بريــــــئة
بدون ما يرفع نظره قالها : نوووف أتركينا لوحدنا !
أراد الإقتراب منها , هي صغيرته التي أتحد معها ضد الكون
صغيرته التي أتكأت على كتفه كي تتقدم ثم تتعثر !
يالله يا صغيرتي , ماذا فعلتِ بنفسكِ
ألم تعرفي أن خلف هذا الرجل الشامخ , عجوز أمتلىء وجهه بالتجاعيد
لن يحتمل هذا العجوز ألم خيبة فيكِ
عجوز قطع الوهن طريق صبره و إحتماله
يالله هل أصغيتِ على الأقل لكُل لحظات الإيمان التي غرستها فيكِ ,
أين أنطمرت معاني الخوف من الله و حفيف ضميركِ !
مُتِ ياهذه مُتِ
ما أن أقترب كي يضع أصابعه على ظهرها ليربتها كما يفعل في كل مرة
تبكي فيها , حتى تذكر طعنتها الملونة !
وقف و مسك بـ العصا و وضربها بقسووة وقال :
هيا أنتِ , قومي روحي لزوجكِ
ألتفت إليه وهي تصرآآآخ :
آآآه ,, آآآه ظهري !
قال لها بحده :
قومي يا .................
وبتر الكلمة من فمه وترك المكان ورحل !
..............
نعود لما لم يكتمل , !
حمد بووووجع : آآآآه نار في داخلي إن قاسمتكِ هي أحرقتني و أحرقتكِ
وما يبقى فينا إلا الرماد , خلي هالنار تغيب ولا تسألني عنها
بس لا تروووحي أنتِ بعيد عني
نزلت رأسها بهدوء وخصلات شعرها طاحت عليه وباست جبينه وبحنان قالت :
يا بعد قلبي ,!
رفع رأسه من حضنه و نظر في عينها :
ليه يا يمة لا صار الجرح من أقرب الناس أنتثر الموت قدامك !
ليه يا يمة لا سكنك الوجع مر الوقت في أعناق الأحرار مثل السيف
ليه يا يمة يوم أرتفع صوتي عليها أختنق ضميري
ليه يا يمة يوم أناظر عيونها أحس اني بدون ثيابي عاري !
ليييييييييييه يايمة !
العمة هند بخوف : بسم الله عليك يا وليدي الجرح والوجع في صدور عدوينك
أحكي لي يا بعد أهلي و أنفض بداخلي طوفان غضبك !
.................
خلال ثلاثة الأيام الماضية أصبح البيت مهجور فـ نوف وأهلها هجروا هذا المكان
وحمد كـ الحاضر الغائب وكأنه استقر في ملامحه شخص آخر !
ماعدا أبو محمد الذي كان يأتي يومياً لساعة للبقاء مع والده ثم يرحل
و الجد يبتلع الهواء إجباراً وهو
يتذكر آخر حديث له مع فيصل الغائب من يومين :
الجد أبو جارح : يا أبوك , ماهو حنين بنت الوليد تحتفي بالوحل وهو يلتصق فينا
فيصل : يكفي يا أبوي فيصل , كافي تبرير لها
من 18 سنة وأنت تحفها بـ روحك لو شفنا منها العيب وتمنع العقاب عنها
الجد بغصة : ترمي علي اللؤم يا ولد جارح !
فيصل بهدوء : جدي ما أقول أنك السبب , لكن جدائل خيباتها ما طالت من حالها
إنت الي دلعتها و أختربت
الجد بغضب وهو يخزه بالعصا : قووووم من قدامي ,
ولا اشوف ملامحك إلا إن طاب جنونك و ماتت الفكرة بعقلك !
في الوقت الحاضر ,
ألتف الجد للقصر فوجد بها حركة غُير مُعتادة
نوف و أم محمد كذلك نورة زوجة علي و العمة هند جميعهن ذهبنا للمطبخ
فمنذ ساعتين والمطبخ عامر بـ الأصوات
مـ الأمر و هل هُناك حرب ما , أو مسابقة نسائية !
ذلك ماكان يفكر به الجد , فقطع سرحانه صوت ابنه
أبو محمد وهو يقبل رأسه : يُبه , صبحك الله بالخير
الجد أبو جارح : هلا يا بوووك
أبو محمد : كيفك يا الغالي
أبو جارح : ماعلي كلام , إلا يا ابووي أيش السالفة هالحريم داحرت المطبخ
وماقد خرجن , وأصواتهن ماخلت ولا بقت
أبتسم ابو محمد وقال بحب : يُبه نسيت أن اليوم بيجوا العيال من السفر
أبو جارح أبتسم : أيه والله نسييييت من هالمصيبة الي طاحت برأسنا . و عاد الحُزن لملامحه
فقال أبو محمد : يُبه , اليوم أخوووي فهد قال بينزل جدة
أبو جارح : لا تجب لي سيرة هالعاق , يوم أنه تارك أبووه ويجي يتملق فيني أيام ويروح
أبو محمد بهدوء : يُبة أمه مالها غيره, كيف تبيه يترك الحرمة لوحدها وخاله بالشرقية !
أبو جارح بفخر : أنا أشهد انه في هالشيء بار بـ أمه , وله الجزاء من ربي ,
بس أيش اسوي يا أبوووك من قهري حتى فيصل غاب عني من يومين !
أبو محمد : هونها وتهووون . كلها أيام و النار تنخمد !
أبو جارح بتعب : ما ظنتي , ,,, إلا تعال متى أخوك أبو محمد و زوجته يعوودون من رحلة العلاج
أبو محمد : أمس كلمته وقال شهر إن شاء الله , إن ربي كتب له العلاج وإلا عاد مثل ماراح
أبو جارح بإيمان : كله الي يجي من ربك خير
أما في المطبخ وفي ركن قصي .
نورة بألم : ليه حنا هنا نطبخ و ننفخ ولا كأنه صار شيء
وأنا أحس بحريقة في جوفي من الي صار بـ آآسيل
نوف بهدوء : الي صار أمر الله و ثم فيييصل موب مرخصها
نورة على وجه السرعة : ماهو مرخصها وهو تارك كفة البياض ورايح لمسودة الوجه
قرصتها نوف بيدها : قصري حسك عمتي هنا و ثم حنين مظلومة ماشفتِ فيييصل شو قال
نورة بعد ما ميلت فمها : أقص أيدي لو كانت بريئة, كأنكِ ماتعرفي ولد عمكِ كله إلا إن أحد يمس آل الوليد
سرحت نوف للحظات , هي تعلم أن حنين بريئة تماماً
وفي نفس الوقت مُذنبة !
ولولا معرفتها لما ذهبت إلى ذلك الحقير لتأخذ الصور كما أشارت إليهن زميلة حنين !
بالله كيف ستخبر هذه الساذجة جُرم حنين !
فـ الأمر مقضي , وهي لا تريد أن أتحدث أمام أحد
يا لجنوووونها , تخفي جُرمها بجُرم أعظم !
وتذكرت أخر محادثة بينهن بعد يوم من وقووووع المصيبة .
حنين ببكاء : أتركيني
نوف : أنتِ هبلة أو كيف ! , أقولكِ لازم يعرفوا
حنين أنقضت عليها وقالت لها : ياويلكِ يانووووف لو قُلت لأحد وربي راح أقولهم أنكِ رحتِ معاي لزززفت !
نوف بهدوء : يا حنين أنتِ تتوقعي أنه فيييصل صادق يوم قال بريئة وأنه أخطأ وشبه بينكِ وبين وحدة
حنين ببكاء : في ستين داهية لفيصل مايهمني اهم شيء الكل عرف أني بريئة
نوف بحكمة : وفيييصل زوجك
حنين بـ إصرار : يخسأ يكون زوجي , أنا قُربان قدموه له ومستحيل أرضى أنه يكون زوجي , !
نوف : لاحول ولا قوة إلا بالله !
أنصدمت و أخرست فهي بين نارين لا تدري كيف تخرج منها
نار الحقيقة التي ستوقع حنين في جرآح آخر وعتب جديد
ونار الصمت الذي سيحترق فيها فيييصل وحنين والثمن عُمر مُهدر
على أعتاب سوء الظن و إخفاء نصف الحقيقة !
نورة بسخرية : هيااا , وين سرحتِ , لا يكون تحلمي ,أصحي وكافي من عمرك ضاع بالأحلام !
ردت نوف بعد أن إبتلعت إهانتها بجدية وهي ترفع ملعقة الكيكة :
لا ما أحلم , الأحلام ماهي من هوياتي
هه وكأن الحُلم أضحى هواية
و كذلك , يعجز الحُلم إلا أن يغفو في دهاليز الذاكرة !
بعد ساعات ,
إمتلئت طاولة الطعام بما لذ وطاب
و تحلق حولها من ضاق به الوسيعة ولم يغيب في هذه اللحظة إلا الفتيات
أخذوا بتناول الطعام بشراهة وكأن الغربة جعلتهما جائعان
يلتهمان كُل شيء , بينما وابل الأسئلة تأتيهم من كُل الجهات
ما أن يخمد سؤال ما , حتى ينحشر سؤال أخر
من الجد والعمة و الأخوة و الأطفال !
أم محمد بدموع : ياوليدي أشفيك ما تأكل , سويت لك مرقوق من الي يحبه قلبكِ
محمد وهو يرفع يدها ويبوسه : يا لبي قلب المرقوق وصاحبة المرقوق
الجد : يا سعود ورائك تبلع اللقمة بفجيعة و كأنك منت شايف خير
أبتسم سعوود وهو يقول : والله يا جدي الخير في كل مكان بس مثل هالخير والنعمة
معدومة هناك , كُل أكلهم خرابيييط ماتدخل المزاج
فيصل بهدوء : على مهلك ياسعود الأكل ماهو طائر
العمة هند بحنان : فيييصل ياوليدي لا تنتقد العيال
وأرجعت نظرها لسعود : كُل يُمة كُل وشوف عملت لك جريش ماتقوم من السفرة إلا مخلصها
العم فهد بزعل : وأنا ولد البطة السوداء ما أحد يعزمني
الجد : يا ولد الظاهر إنك ضيعت دربك , علامك تقول هالحكي على أمكِ لا يكون شايفني تزوجت بط
ثم تعال لا تلومهم يوم أنهم ما يعطوك وجه لا صرت مُغترب و تدرس و تشتغل كان دلعوك
لكنك عاطل , ما ورائك إلا تهيت من ديرة لديرة ,, و النعمة الي فيك خربتك !
فهد بزعل : يُبه أنا صغيرك , لازم أكون دلوعك !
الجد يرفع العصا ويضربه على خفيف :
و الله ضيعت علوم الرجال . شوف هالفيصل ياليت تأخذ نص ماعنده كان الحين أنت بخير !
صدق لا قالوا : الدلع يدمر !
الكل ألتفت لجد بألم وكأنهم تذكروا شيء , عدا الشابين !
العمة بهدوء : إلا يا وليدي سعود بارك لأخوك عقد !
سعووود بهدوء : مبـــــروك يا فيصل وأنا الي توقعت إنك بتطول على ما تدخل القفص الذهبي
محمد بضحك و الأكل مليان بفمه : والله تطورنا , بس بقولك من الحين علم يوصلك ويتعداك
يا سواد ليلك لو سويت لأختي شيء , قسم أسوي بـ وجهك الفعايل !
أم محمد وقفت وهي ترمي الملعقة بعصبية وطلعت فوق
كان الصمت سيد الموقف , ثمة قلوب تنزف
حمد مُنذ دخوله وهو صامت , والأن يغفو الوجع على صدره !
يغزي ملامحه كما لو أنه فايروس يتكاثر سريعاً
أما الجد فحرك رأسه بخضوع ,
العمة هند رفعت نظرها لمحمد وبإرتباك : ياوليدي , فيصل ما عقد على آسيل
محمد ضحك : قديمة هاتوا هرجة غيرها , آسيل لفيصل و فيصل لـ آسيل !
الجد بحدة : فيييصل عقد على حنين ! ! !
ثمة شراررت سوداء خرجت من الصدور
الكل يحترق , الحديث مبتور , ولا أحد يمتلك الشجاعة
والعتمة تُطرق أبوابها على قلوب المتواجدين وتجثم بقسووة على القلوب وتمزقها
أقل مايوصف عن المكان هو : شتات فـ لا همس إلا أنفاس فائضة بالحيرة والغصة
و البوابة المواربة لجرآح والتي فتحت على رؤوس الحاضرين مئة طعنة وطعنة
تشرع مداخلها لألف حيرة و سؤال و الجواب في بطن القائل !
سعود : مافهمت , مين حنين !
فيصل بهدوء : ليه حنا نعرف حنين غير بنت عمي سالم رحمة الله عليه !
سعود بعد تضيق عينه : لا آسيل ,!!!! وأخذ يردد آسيل آسيل ..
الجد : ياولد آسيل بيجيها النصيب , و الفيصل موب مرخصها , أشفيك !
وسعود مازال بهمس يقول : لا آسيل !
الجد بتعجب : لا الولد أستخف , الظاهر أنه مصدوم , يا أبوووك آسيل ربي بيكتب لها النصيب !
العمة : يا قلبي عليك يا سعود , عورك قلبك على آسيل !
وفجأة سمعوا صوت سقوط