الـــــــــــفـــــــــصــــــل الــــــرابـــــــــع
- هل ستأتين للسباحه بعد العمل ؟ دعا سايمون ايلين وهزت رأسها مشجعه . كان عبء العمل قد خف قليلا فى الايام القليله الماضيه , فأخذت ايلين تغادر العمل مع بقية الموظفين , وغالبا ما كانت تعود الى مسكنها مع بقية العاملين الانكليز .عبر شوارع المدينه الصغيره الهادئه , فيما نسيم أيلول الدافىء يلطف أنفاسها
- غالبا ما تتوقف مجموعه منهم لتناول الشطائر الطازجه والسمك المحمر بالليمون والتوابل , ودائما كانوا ينهون وجبتهم بتناول كأس أو اثنين شراب محلى من عصير العنب الأسود
- لدهشتها وجدت ايلين نفسها تستقر على رتابة ممتعه , وزال اليأس الذى شعرت به لأول وهله
- كان كورد مهذبا , ولكنه أبقى على مسافه فى ما بينهما , بعد الحديث الذى تبادلاه فى السيارة , وكلوديا كانت تحضر بشكل مفاجىء فى أى وقت من النهار , بعينيها الضيقتين المراقبتين بشكل دائم ولسانها اللاذع , الا فى وجود كورد فهى تصبح لطيفه ورقيقة , تجاهلتها ايلين قدر المستطاع مما جعلها تشعر ان المرأة الاخرى كانت تنزعج من أمر كهذا , ولكن تلك كانت الطريقه الوحيدة التى تستطيع بها التعامل مع حقد كلوديا المتزايد واستعادة توازنها .
- كونى جاهزة فى الساعه الخامسه ...تابع سايمون بعد أن هزت رأسها موافقه وخمد صوته تدريجيا عندما ظهر كورد بجانبها , وقد بدت على وجهه ملامح القسوة المعتادة
- هل أفهم أنك تخططين لسهرة الليله يا ايلين ؟...سألها بدقه وهو يتجاهل وجود سايمون الذى تراجع الى الخلف
- نعم ...دفعت ايلين بخصلة شعرها المنسدله فوق جبينها وهى تجيب , لقد استيقظت متأخره فى ذلك الصباح ولم يكن لديها الوقت لأن تصفف شعرها ضفائر كما اعتادت , بل انسدل فى موجات فضيه لامعه ولامس كتفيها , مما جعل عينيها تبدوان قاتميتين مثل بركتين عميقتى الأغوار , وجعل لون بشرتها الصافية أكثر نقاء
- أنا آسف , ولكننى سوف أحتاج الى وجودك هنا لفتره متأخرة وذلك لأننى أنتظر حضور اثنين من العملاء الذين سوف نتعامل معهم فى المستقبل , عند الساعة الثالثه , وقد تحتاج المفاوضات الى وقت طويل ....نظر الى فمها للحظه قبل أن يستدير ويختفى فى مكتبه مغلقا الباب خلفه بهدوء
- لا أعرف كيف تتحملينه فهو معظم الوقت يعاملك وكأنك عبدة له ...قالت ويندى بامتعاض ولكن ايلين نظرت اليها مبتسمه وهى تستدير , قالت ايلين فى نفسها : عبدة , لقد أصابت ويندى الهدف من دون أن تعى ذلك ,وتذكرت ايلين محادثتهما فى ذلك اليوم فى مكتبه فى انكلترا , تلك هى طريقته فى تذكيرها بواجباتها , انها ليست موجوده هنا لاكتساب الأصدقاء , انها عبدة
- فى الساعة السابعه من تلك الليله كانت المفاوضات ما زالت تتأرجح وبعد ساعه كامله شعر الفريقان أنهما قد وصلا الى اتفاق يرضى الطرفين. عندما رحل الرجلان الفرنسيان بعد وداع لطيف , مال كورد الى الخلف ومدد جسده بكسل وهو يتنهد , فبرزت عضلاته تحت قميصه القطنى , أشاحت ايلين نظرها بعيدا بسرعه , لأن منظر ذلك الجسم الرائع وهو يظهر تحت القميص يقطع أنفاسها.
- أنت تلاحظين أننى كنت فعلا فى حاجه لك هنا ؟...نظرت اليه وهى تجلس فوق المقعد الجلدى فلاحظت أن خصله صغيرة من شعره الاسود منسدله فوق جبينه فبدا جذابا بشكل لا يمكن انكاره
- قالت بحذر : نعم بالطبع
- لقد كونت انطباعا أن أصدقاءك فى الخارج يعتقدون أننى لست عادلا ..قال وهو يشير برأسه باتجاه المكاتب الرئيسيه
- احمرت وجنتاها خجلا . قالت بسرعه : لا .أبدا
- سألها وهو يبتسم : لا ؟ اذا هم لا يدركون الأسباب الحقيقيه لظهورك المفاجىء فى مؤسستى , أليس كذلك ؟
- ولا أنت أيضا . حسبما أرى ...حدقت به بكبرياء وقد ضاقت حدقتاها
- هل مازلت تدافعين عن براءتك ؟ كنت أعتقد أنك بدءت تملين هذا الموضوع
- أنا لا أجد الحقيقه ممله أبدا
- اصمتى , يا عزيزتى مارسيل , أنا متعب جدا ولا أريد تقاذف الكلمات معك الليله ...ووقف وهو يقول : أحضرى سترتك , سوف نذهب لتناول الطعام
منتديات ليلاس
- كانت تعلم أنه من الافضل أن لا تجادل , فتبعته صامته الى السياره. اختلس نظره اليها وهى تسترخى على المقعد الجلدى وتطلق تنهيده صغيره . أدار المحرك وانطلقت السياره , لكنها فوجئت عندما تجاوز المطاعم والمقاهى التى تقع على الطريق العام وحيث أخذ الناس بالتجمع , واجتاز ايضا البيوت الصغيره والحدائق المزروعه المجاوره . اختلست نظره الى وجهه القاسى ولكن وجهه كان خاليا من التعابير واهتمامه مركز على الطريق الممتدة امامه . ويداه تمسكان بعجلة القيادة بخفة
- قاد السيارة حوالى العشرين دقيقه خارج حدود المدينه ثم الى التلال المنحدره التى بدت مظلمه بعدما أصبحت أضواء المدينه خلفهما , مرا بجداول مياه جاريه ولمحت على مسافه من الضفة بيت حجرى كانت انواره مضاءة وكأنها منارة فى الظلام , لقد تاقت لان تسأله الى أين يأخذها ولكن ما تحتفظ به من كبرياء يمنعها من ذلك . تزايدت نظراتها الحادة , وازداد توترها . وتكلم أخيرا بصوت ينم عن السخرية: ايلين استرخى , فأنا لم أنطلق بك بعيدا وأنا أبيت نوايا سيئه
- ارتبكت مشاعرها ولكنها لم تقل شيئا , وارتسمت على فمه القاسى ابتسامه ساخره : أحيانا تجعليننى أشعر أنك بريئه حقا كما تدعين , ولكن أحيانا ....رفع يده , عندما حاولت الاجابه اشارة الى أنه لم ينه كلامه , واستطرد : أنا فقط لا أستطيع أن أتحمل فكرة الجلوس فى مطعم وتبادل الاحاديث فى حين كل ما احتاج اليه بالواقع هو حمام بارد . أنا أشعر بالحر , أنا مرهق ولست فى حاله تسمح لى بلقاء الناس . سوف أطهو لكل منا عندما نرتاح
- أنت سوف تطهو ؟ قالت بصوت واهن , وقهقه عندما لاحظ اهتزاز رباطة جأشها
- نعم أنا سوف أطهو , ولك أن تعلمى ....أننى أطهو بشكل حسن , هذا ما يقال لى
- شعرت ايلين أن خوفها الذى كان يتزايد مع استطراد الاميال القليله المتبقيه , قد أخذ يقفز قفزا
- اسمع , أنا حقا لا أعتقد ....بدأت تتفوه بعبارة يائسه , ولكنه قاطعها بحده
- هذا حسن , لا تعتقدين , أنا أفضل الامور على هذا النحو
- رمته بنظره قاسيه , ولكن تلك النظرة ذهبت هباءا لأن نظره كان مركزا على الطريق أمامه
- أنت الشخص الكثر تجاهلا وغطرسه .....
- أرجوك يا ايلين , لقد سمعت كل هذا من قبل , أحبك أن تصمتى مثل فتاة صغيرة حسنه وتتأدبين
- آه ..تأوهت وهى تكتم غضبها ثم جلست فى صمت مطبق الى أن صارت الطريق منحدرة وقاد كورد السياة على مفترق صغير , اعتقدت ايلين فى البدايه أنه طريق فرعيه ضيقه ثم أدركت أنه ممر خاص يقود الى ما بدا أنه منزل كبير على بعد مسافه .
- لقد استأجرت هذا المنزل لعدة اشهر . أنه مكان مريح...كانت هذه الجمله نوع من الملاحظات الكلاسيكيه المبطنه التى توقعت أن تسمعها منه , لم تكن تدرك انهما مسافران باتجاه الساحل , ولما كان اضوء قد أفاض بنوره وغمر البيت الحجرى الضخم تبين لها أن الحديقه الكبيره الخضراء تؤدى الى شاطىء خاص من الرمل الأبيض الناعم
- أوقف كورد المحرك , وبعد أن هدأ ضجيجه استطاعت ايلين أن تسمع صوت تلاطم الأمواج الخفيف الذى وصل الى مسامعها من نافذة السيارة : لقد بنى البيت حديثا , ولكنه صمم على طراز قلعة لوشز قديمه مشيده منذ القرن الخامس عشر
- انه .....رائع جدا ..لقد شعرت بروعة المكان تخطف أنفاسها : لو لم تخبرنى , لما عرفت أنه ليس أصيلا
- ان المالك سيكون مسرورا لقولك هذا , لقد صرف أكثر من مليون فرنك ليؤكد هذا , هل تحبين أن تسبحى ؟ لاحظ أن عينيها تتطلعان بشوق الى الأفق البعيد
- لم أحضر معى ما أرتديه ..وأشارت الى جسمها وابتسم بفتور
- أستطيع أن أجد لك ثوبا اذا اصررت على ارتداء واحد . ان المكان آمن جدا هنا , يوجد منحدر طويل يؤدى الى المياه العميقه ولا يوجد اى صخور ناتئه , فقط بعض الأصداف وما شابه
- سوف أحب ذلك ...لم تستطع أن تخفى حماسها الذى بان على وجهها بوضوح فنظر اليها متمعنا , ولاح على وجهه ذلك التعبير الفضولى الذى كانت قد لاحظته أكثر من مره فى السابق
- السباحه فى البحر أفضل بكثير من السباحه فى الحوض , لقد أعتاد كل من أبى وأمى أن يأخذانا الى الساحل لمدة شهر تقريبا كل صيف , لقد كنا نستأجر كوخا و ....وتلاشى صوتها وهى تتذكر الأيام المفعمه بالبهجه والسعادة , لاحظ الحزن المفاجىء الذى حول لون عينيها الى لون داكن
- ألا تمانعين أن يبتل شعرك بالماء ؟ حاول أن يلطف الاجواء , وتجاوبت مع محاولته وضحكت وهى تجيب : لا , لأنه يجف سريعا
- ياللروعه , أنت لست واحدة من اللواتى يصرخن ويركضن بحثا عن مأمن اذا سقطت قطرة ماء فوق وجههن ...كان صوته ينم عن السخريه وهو حتما يعنى شخصا اخر بكلامه , أملت أن تكون كلوديا
- تعالى لنرى ماذا بامكاننا أن نجد ...أمسك يدها فى حركة رقيقة ضمن قبضته عندما صعدا الدرجات الحجريه , فأخذ قلبها يئن بين اضلاعها . توقفى , توقفى : قالت لنفسها محذره ...أنت تعرفين أن ذلك لا يعنى شيئا
- بعدما فتح كورد الباب الضخم المصنوع من خشب السنديان ودفعها برقة الى الداخل وأضاء النور , وقفت فى المدخل مسحورة : هذا المكان رائع الجمال
- نعم , انه كذلك ...اختفت من صوته نبرة اللامبالاة المعتادة , عندما رفعت رأسها ونظرت اليه اكتشفت أنه يحدق الى وجهها وتابع : جميل جدا ...
- ابتسمت وتقدمت الى داخل القاعة الكبيرة التى كانت أرضها مرصوفة من مجموعة أشكال قرميدية متقنة الصنع بصورة مذهله . وانتشرت على جوانب الجدران عدة كراسى طويلة منجدة بنسيج قديم مزين بالرسوم والصور , وبرغم ألوانها الباليه , كان سحرها يخطف الانفاس
- هل بقية المنزل كهذه الغرفة ؟ نظرت اليه بعينين مندهشتين فضحك برقة
منتديات ليلاس
- لا , على أن أعترف أنها ليست كذلك , أردت أن أترك انطباعا خاصا لديك , وهذه القاعة تترك تأثيرا مميزا لأول وهله , أليس كذلك ؟ هزت رأسها بصمت ثم تابع كلامه : لقد كان للمالك حرية التصرف كاملة على هذه الغرفة فاستغل الموقف الى أقصاه . ولكن زوجته تبنت تأثيث الغرف الباقية قائلة انها تفضل أن تعيش فى القرن العشرين , مع السجاجيد الملائمه ومع كل شىء مدروس بدقه ! غرفة الجلوس فى هذا الجانب مريحة جدا . والابواب الفرنسيه تقود الى الحديقة مباشرة , لقد قضيت معظم وقتى هنا
- انها غرفة جميلة مزودة بمدفئة حجرية تحتل نصف مساحة أحد الجدران وحيث كانت قطع من الحطب معدة للاستعمال فى الليالى الباردة , على الرغم من أن الاثاث كان من الطراز القديم , والصور التى تزين الجدران كانت مبتكرة , الا أن الجو كان دافئا مريحا
- هل جميع الغرف الاخرى فائقة الجمال كهذه الغرفة ؟ سألت بصوت يشبه الهمس وابتسم فجأة وأخذ بيدها التى كان قد أفلتها عند دخولهما
- يمكنك أن تحكمى بنفسك ...أخذها فى جوله على أرجاء البيت الفسيح , وعندما انتهى , أخذ رأسها بالدوران , ليس من روعة الغرف التى لا تنتهى فحسب , بل من لمسة يده على يدها ومن حضوره القوى بجانبها
- اذا , الان ...لقد انتهت جولتهما عند احدى غرف نوم الضيوف الرائعه بلونى الكريم والذهب , تحتوى على سرير ذى قوائم أربع ضخمه ومغطى بالحرير الناعم
- لا بد من وجود شىء ما يناسبك ...أشار الى الخزانه الضخمه وهو يمشى باتجاه الباب وأضاف : حاولى ايجاد ثوب سباحه يناسبك , ثم انضمى الى فى غرفة الجلوس
- سوف أضيع ...شعرت أنها صغيرة جدا وضعيفه فى وسط الغرفة الكبيرة وابتسم برقة عندما لاحظ الحدقتين المتسعتين والشفتين المرتجفتين
- سوف أجدك ...بدا قاتما وغريبا وهو يقف بجانب الباب المطلى باللون الكريمى الشاحب , اختفى الجانب الانكليزى منه وبقى الجانب الكورسيكى , شريرا , قويا , ومفعما بالحيوية , كان اشعاع قوته شيئا أحست أنها تستطيع أن تلمسه
- لابد أننى مجنونه , مجنونه بشكل تام . كيف حضرت الى هنا ؟ لم لم أمنع ذلك ؟وجدت ايلين أنها كانت توبخ نفسها وهى تتجه الى درج ملابس السباحة حيث كانت كل قطعة اصغر واكثر شفافيه من القطعه التى سبقتها : لا أستطيع ارتداء ايا منها .شدت ذراعيها فوق وسطها وهى تحاول أن تخفف حدة الالم الذى كان يهدد بالسيطرة عليها : سوف تكونين بخير , سوف تكونين بخير ...يجب أن تجد شيئا يسترها قبل نهاية هذا الكابوس ! ان فكرة ظهورها أمامه وهى ترتدى شيئا من هذه الملابس سيجعل وجنتيها تلتهبان توهجا ويديها باردتين خدرتين.
- استبدلت ملابسها بأكثر الاثواب حشمة بعد لحظات من المعاناة , وعقصت شعرها الى الخلف على شكل ذيل حصان بعد أن اختارت رباطا من درج اخر ووضعت فوق جسدها النحيل مئزرا منشفه وضمتها أكثر قبل أن تغادر الغرفة , وتتجه الى الطابق السفلى , غمرها شعور من الخجل لم تشعر بمثيل له خلال سنواتها الاربع والعشرين.
- عندما دخلت غرفة الجلوس وجدته جالسا بانتظارها , وجسده البرونزى اللون , القوى العضلات , عاريا ما عدا قطعة صغيرة من ملابس السباحة , تابع نظراتها المضطربة وابتسم قائلا : أنا عاد لا أهتم ,كان يشير الى قطعة الملابس الصغيرة التى تستر جسده وهو يضيف : ولكننى لا اريدك أن تركضى خارج المنزل وأنت تصرخين فى هذا الوقت من الليل , قد يسيء الناس تفسير الامر
- ابتسمت بوهن : أشك بذلك فأنت هنا معزول تماما
- ضاقت حدقتاه وهو يقول : تلك هى , هل وجدت شيئا مناسبا ؟ أعرف أن ساندى تترك عادة مجموعة كبيرة فى كل غرفة
- ساندى ؟ تشبثت بالاسم كما تتشبث امرأة غريقة بقشة
- ساندى وميتش , الثنائى الذى أستأجرت البيت منهما , انهما صديقان قديمان ؛ صداقتى مع ميتش تعود الى فترة بعيدة , لقد ذهب الى جزر الهند الغربية لممارسة هواية الغوص وذهبت ساندى معه , لقد اجهضت مؤخرا , واعتقد ميتش أن فترة من الراحة قد تفيدها بعدما اصبحت حالتها سيئة للغاية
- آه , لقد فهمت ..أحست عندما وقف على قدميه بأن تنفسها قد توقف فى مكان ما فى حنجرتها , وقد تحول الى كرة صلبة , يبدو جسده مغريا وهو فى ملابسه , أما الان وهو شبه عار فيبدو رائعا , لا يوجد أى ترهل فى تلك القامة الطويله النحيلة الصلبة , بل عضلات مفتولة فحسب , أضافت على طوله الفارع قوة واعطت معنى جديد لعبارة مهيب
منتديات ليلاس
- هل نذهب ؟ أخذ بذراعها وقادها الى الباب الكبير الذى يقود الى الحديقة , حاولت ايلين اجبار نفسها على ان لا تسيىء تفسير لمسته الرقيقة التى كانت تحرقها , وعاودها فجأة ذلك الشعور بأن هذه الليلة ستكون طويلة جدا , وتذكرت تهديده منذ أسابيع قليلة : سوف أجعلك تصبحين طوع يدى قبل أن ينتهى الاتفاق بيننا ..لم يكن احضارها الى تلك المنطقة المعزوله صدفة , بل كان تطبيقا ما لاخضاعها عقلا وجسدا ويجب عليها أن تكون حذرة كل الوقت , هذا الرجل لم يكن صديقها , انه يشكل خصر أكثر من أى وقت مضى , خاصة عندما يسترخى ويصبح ناعم الملمس , ولو نسيت ذلك سوف يكون الامر خطرا عليها
- يمكنك أن تتركى المنشفه هناك , فالمياه لا تعلو أكثر من ذلك ...وضاقت حدقتاه من الدهشه وهو يقف عند حافة الماء ليراها تقف على مسافة غير قريبة منه مترددة , تحرك الرمال بأصابع قدميها وتنظر الى حدود الشاطىء المهجور . لقد لاحظ ارتباكها وكان يستمتع فى كل لحظه من ذلك , فكرت ايلين وهى شاحبة , الوغد !
- رائع ...أخذت نفسا عميقا وأبعدت المنشفه عن جسدها وتحركت لتنضم اليه برشاقة طبيعية
- جميل , جميل جدا ...لم تتظاهر انها لم تفهم ما عنى وتحركت عيناه تتفحصانها فى ذلك الثوب الذى يظهر ساقيها الطويلتين النحيلتين ثم الى خصرها النحيف ثم الى صدرها واخيرا الى وجهها الملتهب : جاهزة للسباحة ؟ سألها برقة وهزت رأسها موافقة ومذعورة لأنها وجدت أن نظراته الدافئة جعلت قلبها يخفق بسرعة غريبة
- نزلت الى المياه الجليديه وهى تلتقط أنفاسها وعندما سمعت صوته يضحك فى خفوت تمتمت بمرارة وهى تسبح بضربات ثابته وقوية : أنا أكرهك يا كورد لاشونى , أنت تدرك تماما ما الذى تفعله بى , وتستمتع به فى كل لحظه
- كانت المياه باردة ورائعه وناعمة كالحرير بالمقارنه مع بشرتها الملتهبة وخلال دقائق قليلة نسيت ايلين كل شىء الا الشعور الذى يسرى فى جسدها من دون توقف , فى أعماق المياه الزرقاء القاتمة , بينما كانت الأمواج تتضارب فى
ايقاعات متناغمة
- أنت تسبحين جيدا ...نبرة صوته الحادة , حملت تعبيرا من الدهشه , استدارت فالتقت عينا كورد الذى تابع قائلا : مثل رجل
- هل هذا اطراء ؟ ولم تستطع أن تمنع صوتها من أن يكون لاذعا فى ضوء ما حدث لها معه فى السابق , ولاحظ ذلك بسرعة
- لا تقولى انك من الداعين الى المساواة بين الجنسين ...أنا حقا لا أستطيع تصديق ذلك
- برغم ان شيئا ما فى داخلها كان يقول لها انه يحاول أن يثير أعصابها , فلم تستطع الا أن ترد على نغمة الاستنكار الرقيقة فى صوته , وحاولت ان تجعل صوتها رقيقا
- اذا كان مفهومك للمرأة المطالبة بالمساواة هو انها التى تعرف قيمة نفسها وسعيدة بها , فالجواب هو نعم , وهذا ما أنا عليه ...لكن تأثير صوتها لم يكن كما توقعت عندما ارتفعت الموجه وقذفت الماء المالح الى داخل فمها مما جعلها تهتز وتتمتم بشكل غير مفهوم لعدة لحظات
- انتظر حتى استعادت توازنها بتحريكها قدميها الى أعلى والى أسفل لتتجنب الغرق وضاقت حدقتاه وقال : أنت حقا شىء أخر , ألست كذلك ؟ واختفى من صوته اى أثر للدهشة وكانت كلماته وكأنها تخرج من ين أسنانه : أليس لديك أى خجل من طريقة تصرفك ؟أبدا ؟ أى نوع من النساء أنت لتصرخى عاليا ؟ اعتقدت اننى قد التقيت بأحسنهن فى زمانى , ولكن أنت بالطبع تنالين جائزة ألا يوجد حتى أى أثر للشعور بالذنب تجاه عمك ؟
منتديات ليلاس
- لقد أخبرتك وأخبرتك , لم أقم بأى شىء ...قالت يائسة وهى تشعر برجفة لا علاقة لها بحرارة الماء تسرى فى عمودها الفقرى : لا علاقة لى بعملية الاختلاس ؛أنا لا أريد أموالك ...توقفت عن الكلام عندما لاحظت تعبير السخرية القوى فى العينين القاسيتين اللتين لا تبعدان عن عينيها الا مسافة قصيرة
- يجب أن أكون فى طفولتى الثانية حتى أصدق ذلك , حتى لو كان ماحدث فى انكلترا من نسج خيالى , والذى أنا أكيد منه كالجحيم فهو ليس كذلك , المشاعر المتبدله بين حرارة وبرودة وبين برودة وتوهج , هنا عندما تقابلين الجنس الاخر بشكل عام تقول عنك أكثر مما تدركين
- حدقت به مذهوله , كلماته لم تكن عادلة وللحظات لم تكن قادرة على التكلم لشدة دهشتها وتابع كلامه : قد تكونين جيدة فى لعبة الحب يا يمامتى الصغيرة , ولكننى أكره أن أخبرك أنك لست جيدة بما يكفى , فلا أحد يخدع كورد لاشونى مرتين , أنت لا تخدعيننى ولا للحظه
- ثم غاص تحت الماء قبل أن تتمكن من أن تجمع أفكارها لترد عليه , لقد كان جسده الطويل النحيل أبيض بين الامواج الزرقاء المتضاربة , وصلت الانوار المتلألئة من المصابيح على الشاطىء خفيفة اليها , لكنها كافية حتى تلاحظ رشاقته التى جعلت تنقلاته تبدو مثل رقصة سمكة كبيرة أنيقة فى الاعماق وتماما فى مكانها الملائم
- صدق ما تشاء ...لقد كانت تكلم نسيم الليل الدافىء وفقدت السباحه فجأة سحرها فسبحت عائدة باتجاه الاضواء وهى تتمنى من كل قلبها لو أنها لم تسمع أبدا اسم كورد لاشونى
- انضم اليها بعد عدة لحظات على الرمل الدافىء حيث كانت تجلس بانتظاره , بدا جسده رطبا لامعا من مياه البحر : جائعه ؟ كان صوته رقيقا ونظراته وديه وهو يمد يده ليساعدها على الوقوف
- قليلا ..قالت ايلين بهدوء , نظرت اليه بحذر فيما هما يمشيان باتجاه البيت , حاولت ان تقتدى بتصرفات الطبيعيه ولكنها كانت تدرك بشكل يحرقها وجود ذلك الجسد القوى يتهادى بجانبها برشاقة حيوان , انساب نسيم الليل باردا فوق بشرتها الرطبة , وشعرت بصعوبة تنفسها وهى تلاحظ قوته فشدت المئزر الرقيق حولها باحكام ثم أدخلت ذراعيها ...بين طياته المخفيه واحكمت الرباط حول خصرها
- هل تشعرين بالبرد ؟ لاحظ حركاتها ولكن ما أسعدها هو أنه لم يدرك السبب الحقيقى لمثل هذه التصرفات
- ليس تماما , الطقس دافىء جدا , ولكن حمام حار سيكون شيئا رائعا , ان الملح يجعل شعرى بغيضا
- يمكنك أن تأخذى ما تشائين من الوقت ..وصلا الى البيت وانحنى من وراءها ليفتح الباب فلامس بصدره الصلب وجهها وقال : سوف تجدين الكثير من المساحيق والمستحضرات فى غرفة الحمام الخاصة بغرفة النوم حيث توجد ملابسك , أعتقد أن هناك شيئا ما يناسبك , ان ساندى وميتش معتادان على حسن الضيافه وأنا حتى الان لم اجد ما يعيب فى ضيافتهما للآخرين ..استرخى نظره للحظة فوق الشعر الفضى الكثيف الذى تجمع فى ضفائر رطبة حول عنقها الأبيض , شعرت ايلين بحرارة حيث وقعت نظراته وبدت فوق الوجه القاسى ملامح من الكآبه لم تستطع ايلين ابدا ان تدرك كنهها , لكنها بدأت تفهم تململ النمس فزعا عندما تراقبه العينان المفترستان لقط كبير
- مرا عبر غرفة الجلوس وخففت ايلين من مشيتها عندما اقتربا من الدرج , لكنه توقف ,أومأ لها لتصعد الدرجات قبله : السيدات أولا ..لقد كان أصعب شىء تقوم به فى حياتها هو أن تمشى أمامه , ان شعور الالفه الذى سيطر عليها فى تلك اللحظة جعل تنفسها يبدو متقطعا وجعل ركبتيها تصطكان , وتساءلت عما يمكن أن يحدث لو لمسها ؟ لكنها قالت فى نفسها مشجعه : توقفى عن ذلك يا ايلين وركزى اهتمامك على الوصول الى تلك الغرفة
- سوف أكون فى الطابق السفلى عندما تصبحين جاهزة . هل تفضلين شرائح اللحم والسلطة ؟ كان صوته رقيقا وطبيعيا لكن فى الاعماق شىء ينم عن السخريه , ويخبرها بأنه مثل قطة , تلعب مجددا قبل الانقضاض على الفريسة .
- شكرا لك ..أومأت برأسها من دون أن تستدير ثم خطت بسرعة الى غرفتها وصفقت الباب خلفها بقوة وأسندت ظهرها اليه وهى تلهث كأنها كانت تركض فى سباق فيما الدماء تدق بقوة فى أذنيها , انها مجنونه لحضورها الى هنا , وكأن كل مرامها أن تبحث عن المتاعب
- أخذت بالاسترخاء عندما لسعت المياه الحارة جسدها , وزالت عنه بقايا الرمل والملح , انسابت المياه الدافئة فوق جسدها المتشنج , فأخذت تترنح تحت الماء لدقائق حتى بدأت أعصابها المتوترة بالاسترخاء ثم استعادت توازنها , سوف يكون كل شىء على ما يرام , سوف تتناول طعامها وتسأله أن يعود بها الى المنزل , بكل هذه البساطه
منتديات ليلاس
- ان الشامبو المعطر الذى وجدته فى خزانة غرفة الحمام كان مخصصا للشعر الاشقر وقد أضاف نعومة جذابة الى شعرها وعندما وجدت مستحضرا للبشرة مفعما بذات العطر الثمين راحت تدلك بشرتها منه وهى تشعر بالراحه تحل مكان الالام التى شعرت بها من قبل
- بعدما ارتدت ملابسها , وانتهت من تجفيف شعرها , وشدته الى الخلف مرفوعا الى اعلى من دون أن تترك اى خصلة ناعمة منسدلة منه , وثبتته بملقطين كبيرين , يجب الا تترك أى شىء يثير الاغراء هذه الليله , هذا ما فكرت به وهى تقاوم رغبتها فى وضع بعض مساحيق التجميل على الوجه الشاحب الذى كان ينظر اليها فى المرآة البيضاوية الشكل
- تبعت صوت صفيره المرح فيما أخذت طريقها الى الطابق السفلى لتجده فى المطبخ يمزج بمهارة السلطه الى جانبه زجاجة من المرطبات مع كأسين مليئين امامه : فى الوقت المناسب اشعرتها الابتسامه التى وجهها اليها بالتوتر دفؤها كان يوحى بالألفة التى لا وجود لها بينهما : اجلسى وراقبينى و أنا أعمل
- هل أستطيع المساعده؟
- لا ..قدم لها كأسا من المرطب وهو يتكلم ثم تفقد شرائح اللحم الحارة , المثيرة للشهية التى كانت تشوى فوق نار خفيفة , ثم رفع حاجبيه بشكل ساخر وهو ينظر الى كأسها الذى لم تمسه : ألست عطشى ؟ ولمعت عيناه بنقد لاذع وسخرية عندما جال بنظره فوق وجهها الخالى من أى أثر للمساحيق وعلى شعرها المصفف ببساطة , ابتسمت برقه وهى تحاول أن تبقى هادئة
- يجب أن أتناول الطعام أولا ..جلست بحيويه على الكرسى العالى الذى أشار اليه ورشفت قليلا من المرطب المبرد ..إنه لذيذ , يجب أن يكون كذلك , لانه هو الذى اختاره
- أولا ؟ كانت نظراته مزعجه وهو يحدق بخديها الموردين .
- قالت بسرعه : أنت تعلم ما أعنى بــ أولا , أى قبل أن أدخل أى مشروب إلى معدتى الفارغة
- ألا تسترخين أبدا ؟ نظرت اليه للحظه , مضطربه للجدية التى حلت مكان الاستفزاز , وتابع كلامه : أم أنك تعرضين عدائيتك هذه أمامى فقط ؟ لفد مرت أوقات كنت تذكريننى بقطة بريه فارسية صغيرة , يكسوها وبر فضى ناعم ولها مخالب حاده جاهزه لتستعملها عند أدنى حركة تثير غضبها , أنت تثورين بسرعة يا ايلين
- هل أنا حقا ؟ لم تكن غاضبة , بل كانت تتكلم بصوت هادىء يعبر عن رباطة جأشها : حسنا لابد أنك أنت السبب , أنا فى طبيعتى هادئة
- كان صوته العميق غريبا وهو يقول : اننا دائما نصمم على أن نصف بعضنا بعضا بوضوح , أليس كذلك ؟ لم تعتقدين هذا ؟ صدقى أو لا تصدقى لقد عنيت ما قلته فى تلك الليلة الاولى هنا , لقد أردت فعلا أن نعمل معا بشكل سلمى وأن ننسى الماضى ولكن نوعا ما ...لا أعلم , أنت دائما تحاولين استفزازى
- هل أنا حقا ؟
- وافق ساخرا : نعم أنت تفعلين ذلك , الليلة مثلا عندما نزلت الى الطابق السفلى فزعة حتى الموت وشعرك معقوص الى الخلف بشدة حتى أننى متأكد من أن فروة رأسك تصرخ طلبا للرأفة , أنا آسف يا ايلين , فأنت لا يمكنك أن تخفى جمالك بتلك الطريقة
- أنا لم .......
- قاطع اعترافها بانحناءة منه عبر الطاولة , وفى الحركة التالية تحرر شعرها من رباطه وانسدل فى حركة دائريه من اللون الفضى اللامع
- آه ..رفعت احدى يديها الى رأسها مندهشة وابتسم بمرح , وبدا فجأة وكأنه أصغر بعشر سنوات عندما رمى الملقطين على الطاولة بشكل مفاجىء
- لا يوجد أى مكان للاختباء , وأنا أفضل شعرك منسدلا
- اختباء ؟ حاولت أن تبقى صوتها ثابتا ولكنها فشلت : أنا لا أعرف ما تعنى
- قال ساخرا وهو يجول بنظره بامعان فوق وجنتيها الملتهبتين : سامحينى , اعتقدت ان تسريحة الشعر مثل ناظرة المدرسة والمظهر البسيط كانا موجهين لاخماد ميولى
- لا أعرف عما تتكلم.. كذبت , وجرعت كأسها وهى تشعر بالغيظ , انخنى بصمت وملأ كأسها ثانية دون أن يبعد نظره عن وجهها
- إنك غامضة , أيتها اليمامة الصغيرة , ولكننى مصمم على أكتشاف سر هذا الغموض لم تكن تقوى على الاجابة لأن صوتها كان سجينا فى حنجرتها ؛ وتابع كلامه : هناك أشياء كثيرة حولك , لا يمكن أن تجمع وكان الحساب هو مادتى القويه فى المدرسة , لن أسمح أن أجعل هذه المشكلة بشكل خاص تنال منى
- لا يوجد أية مشكلة ..قالت بوهن ورماها بنظرة ثاقبة بينما كان يسند ظهره إلى كرسيه ثم راح يحرك نظره فوق شعرها وبشرتها ببطء وقال بشكل متعمد : آه , نعم هناك مشكلة , أكبر بكثير من أن يكون بمقدورك أن تتكهنى بشىء عنها فى هذا الوقت , لا أعرف حتى الان كيف أعالجها , ولكننى أعمل عل ذلك
- نظر اليها بتمعن للحظة طويلة , ثم شعرت بالراحه عندما استدار ليتفقد شرائح اللحم مرة ثانية , ان هذا سيكون أسوء بكثير مما توقعت ؛ وعلى ما يبدو فهو يراها قادرة على كل أنواع الخطط والاهداف الخبيثة , لم لا يدعها وشأنها ؟ انها تعمل له , ألا تقوم بكل ما يطلب منها ؟ ماهو السبب الذى يقوده ليحطمها تماما ؟ وأدركت بشكل حدسى مفاجىء أنه قد قرر , ان لا يرضى الا عندما يراها تتكسر وتتحطم أمام قدميه , وفى اللحظه نفسها , جعلها قلبها تواجه الحقيقة التى كانت تتجنبها لعدة أيام , وهى أنها تحبه
منتديات ليلاس
- أنت بصمت , وأخذت جرعة كبيرة من كأسها , لا تستطيع أن توهم نفسها من جديد بأن ما تشع به هو انجذاب حسى , لقد أحبته , دفعت شعرها عن وجهها بيد مرتجفه , الان عليها أن تضاعف من حذرها , لأنه لو لاحظ أية اشارة بسيطه لما تشعر به نحوه عندئذ سيكون بين يديه السلاح الذى يبحث عنه ليدمرها بكل ما للكلمة من معنى , ولن يتردد عن القيام بذلك مادام يحمل رغبة كورسيكية وحشية للانتقام